تلاميذ يستحقون الجلد.. ومدرسون يحتاجون إلي تربية!!

[ali desoky 391]

تلاميذ يستحقون الجلد..

ومدرسون يحتاجون إلي تربية!!

 

 

 

 

واضح أننا لا نريد انضباطاً ولا إصلاحاً في هذا البلد.. واضح أننا نريد استمرار حالة الفوضي الخلاقة التي نعيشها في مختلف المجالات لكي تكون مادة مسلية للصحف والفضائيات الخاصة تتحدث عنها كل يوم وتدين الحكومة وكبار المسئولين من خلالها.

واضح أننا نريد استمرار حالة التسيب واللامبالاة الشائعة في كل قطاعات الدولة ليحقق الفاسدون مصالحهم ثم يلقون باللائمة علي الحكومة والنظام ويتهمون الجميع بحماية الفساد والدفاع عن الفاسدين والمهملين والمتخاذلين!!

 

رغم اختلافي مع وزير التعليم الدكتور أحمد زكي بدر في أسلوب معالجته لبعض مشكلات وزارته إلا أن معظم القرارات والمواقف التي اتخذها الوزير منذ قدومه إلي الوزارة تستحق التحية والإشادة من الجميع إذا كنا بالفعل ندرك قيمة التعليم وأهميته في مواجهة حالة التخلف العلمي والصناعي والفكري والسلوكي والأخلاقي التي نعيشها في مختلف المجالات.

 

 

***

لقد تحولت مدارسنا خلال السنوات الماضية إلي ساحات تهدر فيها المليارات ويقتل فيها الوقت وترتكب فيها كل التجاوزات الأخلاقية دون أن يتعلم أبناؤنا في المدارس شيئاً ينفعهم في حياتهم المستقبلية أو يضبط سلوكياتهم الحالية.. ولذلك ليس غريباً أن تقرأ أو تسمع عن مدرس يتبادل السجائر والنكات القبيحة مع طلابه. وليس غريباً أن تقرأ أو تسمع أو تشاهد ولي أمر تلميذ أو تلميذة يقتحم المدرسة مع عدد من أعوانه ليضرب أحد المدرسين بالحذاء لمجرد أنه تجرأ واتخذ إجراءً تربوياً مع ابنه. وليس غريباً أن نسمع أو نقرأ عن مدرس تسبب في وفاة طالب نتيجة مزاح بين الاثنين!!

 

الزيارات المفاجئة التي بدأها وزير التربية والتعليم بمدرسة الخلفاء الراشدين بحلوان والعقوبات التي وقعها علي مدير المدرسة والمدرسين المهملين هي بداية جادة لإصلاح التعليم في مصر لأنه من المستحيل أن تتم عملية الإصلاح التعليمي الذي نتطلع إليه جميعاً بدون انضباط المدارس وأداء كل مسئول فيها لواجباته الوظيفية والتعليمية.

 

لذلك يجب أن يستمر الوزير في زياراته المفاجئة ويجب أن يكررها كل أسبوع دون التفات لهؤلاء الذين لا يروق لهم شيء في هذا البلد.. فإذا جلس الوزير في مكتبه واكتفي بتقارير مساعديه فهو متقاعس وليست لديه قدرة أو رغبة في مواجهة حالة التسيب في المدارس وبالتالي لا يصلح للوزارة ويجب تغييره.. وإذا اقتحم وفاجأ وعاقب علي الأخطاء والتجاوزات فهو عنيف وقاس ويقود وزارة التربية والتعليم بعقلية وزير الداخلية!!

 

من هنا لابد أن يواصل الوزير جولاته المفاجئة وأن ينفذ قناعاته وأسلوب إدارته لأن حجم الإهمال والتسيب في مدارسنا لا يمكن السكوت عليه وحرام أن نهدر المليارات سنوياً علي مدرسين وموظفين لا يحققون هدفاً واحداً من أهدافنا التعليمية.

 

جولات الوزير المفاجئة ستعيد المدرسين إلي مدارسهم بعد أن انتشروا في المنازل يلقنون تلاميذهم دروسهم الخصوصية وعندما يعود المدرس إلي مدرسته ويدخل فصله الدراسي سيعود التلميذ هو الآخر إلي المدرسة لأنه لن يجد مدرساً يأتي إليه في مركز الدروس الخصوصية أو في منزله في الأوقات المحددة للدراسة.. وعندما يعاقب الوزير مدير مدرسة أو اثنين أو عشرة بسبب تقصيرهم وإهمالهم سيكون هؤلاء المهملون والمقصرون عبرة للآلاف من مديري المدارس وكثير منهم أدمنوا الفوضي وتعودوا علي الإهمال والتسيب وتخلوا عن واجباتهم في تطبيق النظام وإلزام المدرس والطالب بما هو مفروض عليه داخل المدرسة.

 

***

قرار وزير التربية والتعليم بخصم سبعة أيام من راتب مدير مدرسة "بدر المباركة الخاصة" بمحافظة الإسكندرية لإجباره مدرسة علي الاعتذار العلني لطالبتين في الصف الثاني الإعدادي لمجرد إرضاء ولي أمر طالبة.. يؤكد حرص الوزير علي استعادة هيبة المعلم وكرامته التي ضاعت داخل كل مدارسنا نتيجة حالة الفوضي الأخلاقية التي سادت المدارس بعد معاقبة الوزير السابق لعدد من المدرسين لمجرد ورود شكاوي من أولياء الأمور.

 

لابد أن يدرك الجميع أننا أمام نوعية غريبة وشاذة من التلاميذ والطلاب لم يحسن آباؤهم تربيتهم داخل المنازل وتعلموا كل ما هو شاذ وقبيح في الشوارع والنوادي واقتبسوا من التليفزيون والدش والإنترنت كل صور الانحراف السلوكي ويتعاملون مع مدرسيهم بمنطق عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي في مسرحية "مدرسة المشاغبين" وهذه النوعية الرديئة من التلاميذ والطلاب لا تجدي معهم أساليب تربية وتعليم راقية ولابد من أساليب ردع لكفهم عن التطاول علي مدرسيهم ووقف تجاوزاتهم السلوكية والأخلاقية داخل المدارس.

 

منذ أسابيع قليلة قتل تلميذ بالإعدادي زميلاً له طعناً بمطواة أثناء خروجهما من إحدي المدارس الإعدادية بالهرم!!

 

بالله عليكم: لماذا ذهب طالب بالمرحلة الإعدادية إلي مدرسته وهو يحمل مطواة "قرن غزال"؟! وكيف يتعامل مدرس بالأساليب التربوية الراقية مع طالب سيئ الخلق والسلوك ويحمل أدوات إجرام؟!

 

سيادة الوزير: أرجوك استمر في مواجهة هذه السلوكيات الشاذة والغريبة للتلاميذ والمدرسين معاً.. أرجوك لا تضعف أمام موجات النقد والهجوم العشوائي التي تتبناها بعض الصحف والفضائيات.

 

سيادة الوزير:

أنت تحمل تفويضاً من كل الأسر المحترمة باتخاذ ما تراه من أساليب تربية وتعليم وانضباط لمصلحة أبنائهم.

 

أنا شخصياً يا سيادة الوزير موكلك أن تسمح بضرب أبنائي إذا ما أخطأوا وقصروا وأهملوا في واجباتهم الدراسية وأن تحبسهم إذا لم يلتزموا بالقيم والآداب والأخلاقيات الراقية مع مدرسيهم وأقرانهم داخل المدارس.

 

سيادة الوزير: أنت وأنا والملايين من الأشخاص المحترمين ضربوا في مدارسهم وزادهم هذا الضرب انضباطاً واحتراماً وتقديراً لمدرسيهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

منقول