ali desoky 391 قام بنشر April 24, 2010 عقد اجتماعي مع المدرسين المهندس الأستاذ الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم يؤيده معظم ان لم يكن كل أولياء الأمور.. لأن العملية التعليمية بصراحة أصبحت فوضي وركيكة.. بل أصابها العجز مبكرا وابتعدت عن مسارها الطبيعي والقانوني فالعملية التعليمية ببساطة وكما هو معروف فصل في مدرسة.. به تلاميذ ومدرس ومنهج للتدريس.. وأي خلل في أي بند من هذه البنود تتحول الدراسة إلي فوضي ولا قيمة لها.. فصل غاب عنه التلاميذ لم يعد له قيمة.. وفصل بدون مدرس لم يعد هناك لزوم لوجود التلاميذ.. ونفس الوضع إذا كان المنهج بل لا يتم شرحه بذمة.. أصبح الذهاب إلي المدرسة مسألة تضييع وقت. تعود المدرسون والطلاب خاصة الذين هم في الشهادات العامة علي عدم الذهاب إلي المدارس اعتبارا من منتصف مارس أو ابريل.. ولكن كيف يمكن أن يسود هذا التعود في عام أنفلونزا الخنازير.. حيث بدأت الدراسة للفصل الثاني يوم 20 فبراير وبالتالي لا يمكن تصور ان تكون مدة الدراسة شهرين أو ثلاثة.. ولكن من المسئول عن هذا..؟ هل هم المدرسون.. أم التلاميذ وبصراحة فإن المسئول الأول هو الوزارة التي حددت وخططت وكانت النتيجة هذه الفوضي التي وضع الدكتور بدر يده عليها.. وأراد أن ينهيها بزياراته الفجائية للمدارس.. صحيح ان الوزير لم يفعل شيئا "بمزاجه" ولكن كل الذي فعله هو تفعيل القانون الذي ينص علي أن تكون الدراسة للفصل الدراسي الواحد "كذا" أسبوع وعلي ما اعتقد 16 أسبوعاً.. وان تكون نسبة الحضور 85% بالنسبة للطلاب.. ولكن ماذا يفعل الطلاب الذين هم في الشهادة الثانوية بذهابهم إلي المدرسة؟. المدرسون دائما في حالة غياب أو تزويغ.. والذين يحصلون علي دروس خصوصية فوجئوا بأن مواعيد هذه الدروس قد حددت في الصباح أي في وقت المدرسة. فكيف يتصرفون.. هل يذهبون إلي الدرس الخصوصي المدفوع ثمنه مقدما والذين يستفيدون منه بالفعل أم يحضرون إلي المدرسة التي تعتبر بالنسبة لهم تضييع وقت.. حكي لي بعض الطلاب في الشهادة الثانوية أن ذهابهم إلي المدرسة وبقاءهم فيها حتي الساعة الثانية والنصف يرهقهم ذهنيا وهم في أشد الحاجة إلي المذاكرة والمراجعة في منزلهم.. ويتساءلون إذا كان هناك اصرار علي استمرار الدراسة حتي نهاية شهر مايو.. ألا توجد مواعيد صيفية بحيث تنتهي الدراسة في الساعة الثانية عشرة.. قلت لهم ولماذا لا يكون ذهابكم إلي المدرسة مثل الموظف الذي يذهب إلي عمله.. وليكن ذهابكم فرصة لمراجعة الدروس كما يحدث في المدارس الأجنبية بمصر. قالوا ليت المدارس تهييء لتلاميذها هذه الفرصة.. وهذا لن يحدث إلا إذا كان الأستاذ لديه قناعة بمساعدتنا.. وبمناسبة الحديث عن الأساتذة.. فإنني أري ان أساس إصلاح العملية التعليمية تبدأ بالمدرس.. خصوصا مدرس الفصل بحيث يهتم أساساً بالشرح والتدريس في الفصل بذمة أما الدروس الخصوصية.. ليتها تقنن وان تكون تحت علم وإشراف المدرسة وتكون اختيارية طبقا لرغبة التلميذ وولي أمره.. وأتمني أن يقوم الوزير بدراسة كل الأمور المتعلقة بالمدرس مع نقابة المعلمين بحيث يكون هناك نوع من التعاقد الاجتماعي.. أو "اتفاق جنتل مان". أما الذي يحدث الآن فهذا لا يرضي عنه أحد.. صحيح انها أمور متوارثة عبر سنوات طويلة.. واستمرارها جعل الأساتذة وأولياء الأمور والتلاميذ يعتبرونها أمرا طبيعيا وأن الدراسة في المدرسة هي الاستثناء!! أتذكر انني قرأت مناقشة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمرحوم الدكتور حلمي مراد الذي كان وزيراً للتربية والتعليم آنذاك وحدثت هذه المناقشة في شهر ابريل أو مايو سنة 1968 أي منذ 42 عاما.. قال الرئيس للدكتور حلمي مراد: "التعليم وصل إلي حالة غير مرضية ومستواه يتدهور سنة بعد أخري وبرغم ان التعليم مجاني في جميع المراحل إلا ان الناس تدفع مبالغ باهظة في الدروس الخصوصية لأبنائها.. والامتحانات أصبحت كابوساً لكل طالب وأسرته وفوق ذلك لا تكاد تمر سنة إلا ويتسرب امتحان أو أكثر وكل هذه أمور تدخل في صميم التغيير الذي يجب أن يتناوله بيان 30 مارس". وبعد شهر أو أكثر من هذه المناقشة وفي اجتماع لمجلس الوزراء قال عبدالناصر لحلمي مراد: قل لي لماذا لم ينقذ قطاع التربية والتعليم؟ ألم أنبهك إلي أن الناس تشكو من ظاهرة الدروس الخصوصية وهل فعلت شيئا لعلاج هذه الظاهرة ألم يتضمن بيان 30 مارس ضرورة تعديل نظام التعليم لماذا اذن لم تفعل شيئا؟ أما الدكتور حلمي مراد فقد بدأ يشكو من الزيادة العددية في طلاب المدارس ثم صعوبة الحصول علي تعاون كامل من أجهزة وزارية.. وطبعا لم يتم إصلاح التعليم ولم يتم القضاء علي ظاهرة الدروس الخصوصية.. وظل الحال يتفاقم سنة بعد أخري حتي وصل إلي هذا الحال مع تولي الدكتور أحمد زكي بدر مسئولية الوزارة.. الناس مستبشرة به علي أساس انه فاهم لكل الألاعيب التي تمارس ويعرف تماما ما يعانيه الجميع مدرسين وأولياء أمور وتلاميذ. تري هل سيستطيع الدكتور بدر أن يحل المشكلة التي أثارها عبدالناصر من 42 سنة؟! شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر