اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ali desoky

كأس العالم .. حكاية عمرها 80 عاماً

Recommended Posts

كأس العالم .. حكاية عمرها 80 عاماً

 

 

 

kas.jpg

 

 

 

 

 

** منذ عام 1930 و عشاق المستديرة المجنونة علي موعد مع موسم هجرة جديد نحو الفرح الكروي . و الشغف الجماهيري . و الترقب الممتع لان كبار كرة القدم في العالم يجتهدون و يبذلون كل ما بوسعهم لبلوغ نهائيات كأس العالم أهم مسابقة كروية في العالم . لذلك فهي محط الانظار . و مقصد النجوم و هدفهم الكبير .

و مع توالي السنين و من بطولة إلي أخري كان الاهتمام يتزايد بهذه البطولة حتي أضحي العالم بأسره مع التطور التكنولوجي يتابع منافساتها . فيتوقف الحديث في الكثير من الأمور اليومية لمدة شهر كل أربع سنوات . و يصبح المونديال الشغل الشاغل للجميع .و الحوار الامتع بين كافة شرائح المجتمع .

المونديال رحلة طويلة تمتد علي مدار 80 عاما منذ أن انطلقت البطولة الأولي في الاوروجواي عام 1930 و حتي وصولنا للمونديال الذي يطرق الأبواب في جنوب افريقيا 2010 .

حكاية البطولات الـ 18 التي مرت من عمر كأس العالم هذه مفرداتها و تفاصيلها الدقيقة ** نتابع في هذه الحلقة بانوراما بطولات كأس العالم فنستعرض حكاية المونديال من البطولة السابعة في تشيلي عام 1962 حتي البطولة الثانية عشرة عام 1982 باسبانيا.

*البطولة السابعة:

تشيلي 1962

البرازيل تتحدي الجميع

العنكبوت أفضل اللاعبين

** ¢ دعونا نقيم كأس العالم لأننا لا نملك شيئاً ¢ تلك العبارة التي رددها رئيس الاتحاد التشيلي لكرة القدم كان لها صدي طيباًس لدي مسامع أعضاء الفيفا الذين كادوا يمنحون جارتها الأرجنتين شرف استضافة المونديال بعد الزلزال الكبير الذي ضرب البلاد عام 1960 ودمر نسبة كبيرة من بنيتها التحتية.

و اذا كانت تلك العبارة قد خاطبت القلوب قبل العقول. فإن التصريح الذي أطلقه رئيس اللجنة التشيلية المنظمة للمونديال ¢ كارلوس ديتبورن ¢ كان في مضمونه نبرة التحدي حيث قال: ¢ سنفعل كل شيء من أجل اقامة البطولة في وقتها واعادة بناء ما تهدم ¢.

و لم يكن تصريح ¢ ديتبورن ¢ مجرد فقاعة صابون. فبرهن التشيليون خلال فترة وجيزة وبدعم خارجي من اعادة بناء الملعب الرئيسي ¢ أريكا ¢ وباقي المنشآت الرياضية. لكن لم يكتب لديتبورن أن يري حلمه وقد تحقق علي أرض الواقع جراء وفاته قبل افتتاح البطولة بـ 32 يوماً.

و لاقت فكرة استضافة تشيلي للبطولة اعتراضاً من بعض الدول نظراً لبعدها وموقعها الجغرافي المحصور بين: " جبال الانديز والمحيط الهادي ".

شارك في تصفيات المونديال 56 منتخباً. ولم ترأف القرعة بحال المنتخبات الأسيوية والافريقية التي أُلزمت باللعب في الجولة الأخيرة مع منتخبات أوروبية. فكوريا الجنوبية خرجت علي يد المنتخب اليوغوسلافي بعد الخسارة ذهاباً واياباً " 1-5 و1-3 ". والمغرب خسرت امام اسبانيا ذهاباً " 0-1 في مدريد " واياباً " 2-3 في الدار البيضاء ". وحفلت التصفيات بمفاجآت عدة منها عدم تأهل وصيف النسخة الماضية 1958 وثالث الدورة ذاتها المنتخب الفرنسي.

وبالنسبة للفرق المشاركة في البطولة فقد فرض المنتخب البرازيلي نفسه مجدداً كزعيم كروي لا يُضاهي. رغم اصابة ملكهم ¢ بيليه ¢ في مباراة فريقه ضد تشيكوسلوفاكيا بتمزق في عضلة الفخذ الأيسر وغيابه عن باقي مباريات البطولة. لكن لا خوف علي وطن يعيش مع الكرة ويأكل معها. فاللاعب المعجزة ¢ جارينشيا ¢ أنسي لمحات بيليه وغيره في بطولة سابقة وقدم أداء فاق التوقعات. وجعل الجميع يقف مذهولاً أمام قدرات لاعب يمتلك قدماً أطول من الأخري بـ 6 سنتميترات. وعمود فقري غير سوي.

و استغل منتخب تشيلي اقامة البطولة علي أرضه ليمتع جماهيره الغارقة في الحزن. فاحتل المركز الثالث في أعظم انجاز لمنتخب التشيلي علي مدار التاريخ. وعاد منتخب الاتحاد السوفييتي إلي أوجه وحقق نتائج مميزة رغم خروجه من الدور ربع النهائي أمام منتخب الدولة المضيفة الذي آزره شعب بكامله. وكان حارسه ¢ ليف ياشين ¢ الملقب بالعنكبوت أحد أفضل لاعبي البطولة.

*البطولة الثامنة:

انجلترا 1966

البرازيليون حفظوا الكأس سنوات

والانجليز ضيعوه.. في أيام

* حلم حققه... الحكام !!

** نجحت أنكلترا في مسعاها باستضافة كأس العالم الثامنة لكرة القدم. فعادت الكرة إلي جذورها كما يردد الانجليز. لكن وقبل بداية البطولة بأشهر وتحديداً في التاسع عشر من شهر مارس 1966 انتشر خبر سرقة كأس جول ريميه من قاعة: ¢ ويستمنسر¢ " الخاصة بعرض الطوابع البريدية الأثرية " حيث كان يُعرض الكأس. وجندت أنجلترا شرطة سكوتلانديارد للعثور عليه لكن دون نتيجة. وبلغ السارق المسئولين بأنه يريد مبلغ 25 ألف جنيه استرليني لقاء اعادته. وهو ما يعادل نصف مبلغ التأمين الذي دفعته انجلترا حينها للكأس.

لكن الشرطة قبضت علي السارق الذي يدعي ¢ بلتشلي ¢ دون أن تتعرف علي مكان الكأس رغم اعترافه. وما أثار حفيظة الانجليز أكثر تصريح رئيس الاتحاد البرازيلي آنذاك ¢ جواو هافيلانج ¢ عندما قال:¢ حفظنا الكأس في خزائننا لعدة سنوات ثم أضاعها الانجليز في أيام ¢. ولم تمض أيام عدة حتي عثر الكلب ¢ بيكلز ¢ علي الكأس تحت احدي أشجار مدينة ¢ نورود ¢ الواقعة جنوبي لندن. وقام صاحب الكلب ¢ ديفيد كوربيت ¢ بتسليم الكأس إلي الشرطة التي قامت بمنحه فيما بعد جائزة قُدرت بستة آلاف جنيه استرليني. بعدما أنقذ سمعة الانجليز التي كانت علي المحك.

وكان قد شارك في تصفيات البطولة 70 دولة. فقام الاتحاد الدولي بتوزيع البطاقات التي كانت مجحفة بحق قارتي افريقيا وأسيا بمنحهما مع القارة الأوقيانوسية بطاقة واحدة فقط. فما كان من القارة السمراء الا وأعلنت انسحابها من التصفيات. وسارت علي دربها دول القارة الأسيوية باستثناء كوريا الشمالية التي تجاوزت استراليا في محطتين بالعاصمة الكمبودية:¢ بنوم بنه ¢ " 3-1 و6-1 " وتأهلت لتحقق انتصاراً تاريخياً علي المنتخب الايطالي " 1-0 " في ملعب ¢ ايرسم بارك ¢ أعطاها تأشيرة المرور للدور ربع النهائي لكنها اصطدمت بالحاجز البرتغالي فخسرت أمامه " 3-5 " رغم تقدمها في أول 25 دقيقة " 3-0 ". وعلي الجانب الأمريكي الجنوبي تأهلت الأرجنتين والأوروجواي وتشيلي صاحبة المركز الثالث في المونديال السابق مع البرازيل بصفتها بطلة للعالم والتي شكل خروجها من الدور الأول أحد أكبر مفاجآت البطولة علي الاطلاق.

وفي القارة الأوروبية قدم ¢ برازيل أوروبا ¢ منتخب البرتغال نجماً استثنائياً أعطي للبطولة توهجاً من نوع أخر. هو اللاعب الموزامبيقي الأصل ¢ ايزيبيو ¢ والذي ساهم في احتلال منتخبه المركز الثالث وتوج نفسه هدافاً للبطولة.

لكن ما يعيب تلك البطولة ضعف شخصية الحكام أو محاباتهم الأوروبيين علي حساب دول أمريكا الجنوبية. فكان أن تعمد لاعبو البرتغال وبلغاريا الخشونة ضد نجوم المنتخب البرازيلي فأصابوا بيليه وسيلفا وغيرهم. وكان لهم دور كبير في نتيجة مباراة الأرجنتين وأنجلترا بالدور ربع النهائي. وأيضاً في مباراة الدور ذاته بين ألمانيا والأوروغواي والتي تضخمت نتيجتها بعد طرد الحكم الانجليزي ¢ جيمس فيني ¢ لاعبين من الأوروجواي في أول عشر دقائق من بداية الشوط الثاني.

وفي المباراة النهائية التي وصل اليها المستضيف الانجليزي مستخدماً كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. واجه خصماً عنيداً هو المنتخب الالماني أجبره علي لعب وقت اضافي بعد التعادل " 2-2 " سجل خلاله هدفين أولهما من تسديدة ارتطمت بالعارضة وسقطت علي الأرض ليعلن حكم الراية الأذربيجاني ¢ باخراموف ¢ عن هدف ما زال إلي الآن يثير جدلاً واسعاً داخل أروقة الفيفا.و لتحرز أنجلترا البطولة الوحيدة لها عالمياً وأوروبياً بقيادة مدربها المحنك آلف رامزي الذي كان قد وعد الفوز بالمونديال. وتم منحه لقب السير من قبل الملكة البريطانية تقديراً لانجازاته.

*البطولة التاسعة:

المكسيك 1970

أمر رئاسي باقالة المدرب

الكأس.. برازيلية للأبد

** اتسمت بطولة العالم التاسعة في المكسيك " المرتفعة عن سطح البحر 2200 متر " بتغييرات كثيرة علي الساحة الكروية. فبعد منح المكسيك استضافة البطولة علي حساب الأرجنتين التي كانت تعيش أزمات سياسية واقتصادية. جاء القرار العادل " أثناء اجتماع الدار البيضاء في فبراير 1968 ". بمنح قارة افريقيا مقعداً في النهائيات ولكل من قارتي أسيا وأوقيانوسيا مقعد آخر.

وتقرر تجربة البطاقات الصفراء والحمراء أثناء البطولة للمرة الأولي. وهي من اختراع الحكم الانجليزي ¢ كين أستون ¢ الذي قدم مشروعه إلي المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي. ولقي اقتراحه قبولاً من جميع الأطراف حيث تمت الموافقة عليه ليستمر العمل به حتي وقتنا الحاضر. لكن البطولة كانت نظيفة وخلت من حالات طرد. ولم يكتف المجلس التنفيذي بذلك القرار بل تمت الموافقة علي السماح لكل منتخب بتغيير لاعبين اثنين أثناء المباراة وذلك باستدعاء خمسة لاعبين احتياطيين.

شارك في تصفيات البطولة 68 دولة. فمن القارة الافريقية تأهل منتخب المغرب ليصبح بذلك ثاني دولة عربية تتأهل للمونديال بعد مصر 1934. وخاض ¢ أسود الأطلس ¢ مشواراً صعباً بعض الشيء في التصفيات التمهيدية حيث لعب مع السنغال ثلاث مباريات ومع تونس والسودان ونيجيريا مباراتين ذهاباً واياباً. واستطاع أداء مباريات مميزة في النهائيات وبالأخص مباراته مع وصيف النسخة الماضية 1966 المنتخب الألماني حيث خسر أمامه " 1-2 ".و شهدت التصفيات حرباً دامية بين السلفادور والهندوراس عقب تأهل الأخيرة. حيث كانت المباريات الثلاث بينهما شرارة اندلاع الحرب التي دامت أربعة أيام.و لم تستطع الأرجنتين مجاراة منتخب البيرو في التصفيات فخرجت بفارق الأهداف. ورافقتها البرتغال ثالثة مونديال 1966 والمجر واسبانيا وفرنسا.

واشتهر المنتخب الايطالي في البطولة بصلابة دفاعه. فتشكيلته ضمت: ثلاثة حراس للمرمي و16 مدافعا ولاعب وسط وثلاثة مهاجمين فقط. وهو ما أوصله للمباراة النهائية حيث انهار دفاعه تماماً أمام ضربات السحرة البرازيليون. الذين وقعوا في خلافات داخلية عدة قبل بداية البطولة بسبب مدربهم سالدانيا الذي عينه هافيلانج رئيس الاتحاد البرازيلي لكن ونظراً للدور التكتيكي الذي كان يغلب علي اسلوب سالدانيا لقي المدرب اعتراضات عدة علي أسلوبه التدريبي. وطلب منه الرئيس البرازيلي ضم اللاعب ¢ داريو ¢ فرفض المدرب طلبه وقال له:¢ إن الرئيس مسئول عن اختيار وزرائه وأنا الذي اختار لاعبي المنتخب الوطني ¢. وعقب هذا التصريح أصدر اتحاد الكرة البرازيلي بأمر رئاسي قراراً يقضي بطرد المدرب ¢ سالدانيا ¢ وتعيين المدرب ¢ ماريو زاجالو ¢ الملقب بالنملة الصغيرة باعتباره بطلاً للعالم مرتين ولديه خبرة تدريبية كافية وعلاقة قوية مع اللاعبين.

وقام زاجالوا بتعيين رفيق دربه المدرب ¢ كارلوس ألبرتو باريرا ¢ " مدرب منتخب البرازيل بطل مونديال أمريكا 1994 " كخبير لياقة بدنية ومعه الجنرال العسكري ¢ جيرونيامو باتسوس ¢ ضمن الجهاز الفني أيضاً. لكن كل تلك التجهيزات لم تذهب أدراج الرياح. فالبرازيل نجحت في اصطياد البطولة للمرة الثالثة في تاريخها بفوزها بجميع مبارياتها الست. وهو ما سمح لها المحافظة علي الكأس العالمية في خزائنها للأبد. وتوديع الأسطورة بيليه أفضل وداع. وعبرت صحيفة ¢ جورنال دو برازيل ¢ فوز المنتخب البرازيلي بالبطولة الثالثة بأنه انتصار يوازي غزو أمريكا للقمر.

*البطولة العاشرة:

المانيا الغربية 1974

* القيصر أعاد للألمان بريقهم

**بعد أن أصبحت كأس جول ريميه في معقل البرازيليين عقب تتويجهم باللقب الثالث لهم علي مدار تاريخ البطولة.

اضطر ¢ الفيفا ¢ لابتكار فكرة كأس جديدة تناسب ضخامة البطولة العالمية " حيث بات الحدث الأبرز الذي ينتظره العالم كل اربع سنوات. وخاصة مع تطور النقل التلفزيوني والذي نقل مباريات بطولة المكسيك الماضية 1970 لأول مرة بالألوان ". فأعلن الفيفا عن مسابقة تصميم لكأس العالم. ومن خلال التصميمات العديدة التي عاينتها لجان الفيفا تم اختيار تصميم النحات الايطالي ¢ جازانيجا ¢ في اجتماعهم الذي عُقد في الخامس من ابريل عام 1971. والكأس الجديدة تزن قرابة الـ 5 كجم. وارتفاعها 36 سم.و هي من الذهب الخالص. وفكرتها تقوم علي مبدأ رياضيين اثنين يرفعان ذراعهما كأنهما ممتدتين علي العالم تعبيراً عن عالمية كرة القدم. لكنها تبقي ملك الاتحاد الدولي مهما تعدد فوز أحد المنتخبات بها. حيث يكتفي الفريق الفائز بالاحتفاظ بالكأس لأربع سنوات ثم يقوم باعادتها والحصول علي نسخة شبيهة بها.

بلغ عدد المنتخبات المشاركة في التصفيات 90 دولة. وللمرة الأولي تتأهل أستراليا للنهائيات بعد تخطيها ايران في مجموع مباراتي الذهاب والاياب " 3-0 و0-2 ". واحتاجت إلي مباراة فاصلة لتتجاوز كوريا الجنوبية في هونغ كونغ" 1-0 " بعدما تعادلا " 0-0 و2-2 ". لكنها وقعت في مجموعة صعبة في النهائيات فاحتلت المركز الأخير بتعادل وحيد مع تشيلي وهزيمتين أمام الألمانيتين ودون أن تحرز أي هدف خلال مبارياتها الثلاث.

وعن القارة الافريقية تأهل منتخب زائير الذي كان يمتلك كوكبة من النجوم الافريقيين علي حساب زامبيا والمغرب. ولعل نتائج زائير في النهائيات تبين بصورة جلية فارق الامكانيات بين قارتي أمريكا الجنوبية وأوروبا من جهة وباقي القارات من جهة أخري. فقد تعرضت زائير لثلاث هزائم قاسية كان حصيلتها 14 هدفاً في مرماها ودون أن تسجل ولو هدف واحد. وانضمت هاييتي أيضاً لسرب الدول المتأهلة للمرة الأولي بعد أن تصدرت المجموعة الخاصة بالكونكاكاف وأمريكا الشمالية. ودعت البطولة باكراً دون أي نقطة. لكن ما يُحسب لها تسجيلها هدفين علي كل من الأرجنتين وايطاليا. لكن وأثناء اختبار فحص المنشطات العشوائي الذي جري علي عدة لاعبين تم تسجيل حالة تعاطي مهاجمها ¢ أرنست جان جوزيف ¢ للمنشطات كأول نتيجة ايجابية في تاريخ المونديالات. وليتم طرده من البطولة بعد ذلك.

و حجزت الأرجنتين والأوروجواي وتشيلي مقاعدها في المونديال بعد تجاوز الأخيرة للعقبة السوفييتية الذين قرروا الانسحاب علي اللعب في العاصمة التشيلية سانتياجو. بعد تعادلهما السلبي في موسكو.

وسجلت بطولة ألمانيا 1974 الغياب الأكبر من نصيب المنتخب الانجليزي الذي خرج علي يد نظيره البولندي بطل أولمبياد ميونيخ 1972 " 0-2 و1-1 ". ويبدو أن خروج أنجلترا بتلك الطريقة دفع صحيفة ¢ الصن ¢ الصادرة بتاريخ 18 اكتوبر 1973 إلي وصف الخروج بأنه كارثة قومية حلت علي البلاد. وبأنه نهاية العالم..... وصدمة كروية.

أما منتخب البرازيل بطل العالم فقد أحرز المركز الرابع في البطولة بعد أداء لا يتناسب وحجم السحرة الذين غاب عنهم جل نجوم المكسيك 1970 إما للاعتذار أو بسبب الاصابة ومنهم: بيليه وجيرسون وتوستاو وغيرهم. لكن الصحف المحلية منها والعالمية أعطي لمباراة الألمانيتين " الشرقية والغربية " الكثير من الأهمية. وبالذات عقب الخسارة غير المتوقعة التي ألحقها الجانب الشرقي بنظيره الغربي وبهدف نظيف لم يمنع الغربيين من متابعة طريقهم نحو لقب ثان علي حساب أصحاب الكرة الشاملة منتخب الطواحين الهولندية والذين قدموا للعالم أسلوباً أشبه بالسحر الذي سطره منتخب المجر 1954. بقيادة مدربهم ¢ رينوس ميشلز ¢.و الأشقر يوهان كرويف.

وعلقت صحيفة الايكيب الفرنسية غداة مباراة الألمانيتين الشهيرة: ¢ إذا كان هناك 35 نقطة يمكن أن نتحدث عنها فيما يخص مباراة ألمانيا الغربية وجارتها الشرقية. فإن الزاوية الأهم هي النقطة 36 وهي نقطة الكرامة...كرامة الفائز...و كرامة المهزوم... وكرامة شعب هزته كل هذه المشاعر بقوة وعنف ¢.

*و كعادة كل بطولة فقد قدمت لنا بطولة ألمانيا 1974 نجماً استثنائياً ما زال يغرف من خفايا الكرة وأسرارها إلي الآن. انه القيصر الألماني ¢ فرانز بكنباور ¢ والذي كان قائداً لفريقه داخل وخارج الملعب وأدي دوره المبتكر ¢ الليبرو ¢ علي أكمل وجه فبالاضافة إلي مهامه كمدافع كان يقوم بمهام صانع الألعاب ومشاركة رءوس الحربة هجماتهم.

*البطولة الحادية عشرة:

الارجنتين 1978

كرويف رفض المشاركة مع هولندا

* لقب طال انتظاره

** رغم الفشل المتكرر الذي صاحب محاولات المسئولين الأرجنتينيين عبر عقود عدة لاستضافة المونديال. الا أن تلك الخيبات انقلبت إلي أمل مشروع أثناء اجتماع الاتحاد الدولي عام 1966 في لندن عندما تم اسناد مهمة استضافة مونديالات 1978 و1982 و1986 دفعة واحدة لكل من الأرجنتين واسبانيا وكولومبيا علي التوالي. لكن الأخيرة اعتذرت عن الاستضافة لتحل مكانها المكسيك. لكن ومع مرور الوقت بدأت الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية تتأزم في الأرجنتين بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال العسكري ¢ فيديلا ¢ ضد الرئيس المنتخب ¢ بيرون ¢ حيث كانت البلاد في عهده مستقرة سياسياً واقتصادياً لكن انقلاب ¢ فيديلا ¢ المذكور في مارس عام 1976 جعل البلاد تعيش حالة من الفوضي علي كافة الصعد. وتخلل ذلك مقتل رئيس اللجنة المنظمة للمونديال ¢ كارلوس عمر أكتيس ¢ والذي كان مسئولاً أيضاً عن سلاح المهندسين بالجيش الأرجنتيني. في طريقه لحضور مؤتمر يتضمن فحواه ضرورة استضافة الأرجنتين للبطولة رغم كل الصعوبات التي تعترضها.

وبالفعل وبتكاتف الجميع تجاوزت الغالبية الأرجنتينية المؤيدة لاقامة البطولة كافة الصعوبات والعراقيل التي كانت تواجههم فتم تشييد العديد من المنشآت الرياضية وتجديد بعضها الآخر وبناء مركز خاص بالاعلاميين يتسع لنحو 2500 صحفي. وتم أيضاً ربط المدن الأرجنتينية الرئيسية المستضيفة للبطولة بشبكة من الطرق الحديثة تواكب حجم الحدث العالمي وضخامته. ورغم الأزمة المالية التي كانت تمر بها الأرجنتين حينها الا أن الكلفة الاجمالية علي استضافة المونديال قبل بدايته بثلاثة أشهر قدرت بـ 700 مليون دولار.

أما تصفيات البطولة فقد شهدت مفاجآت عديدة منها مشاركة 106 دول انخفضت فيما بعد إلي 97 بعد عدة انسحابات.

واستطاع منتخب تونس حجز البطاقة الافريقية الوحيدة للمونديال بعد تخطيهم منتخبات المغرب والجزائر وغينيا. ومصر ونيجيريا في الدور النهائي. وسجل أول انتصار عربي وافريقي في نهائيات كأس العالم بعد فوزه علي المكسيك " 3-1 " وتعادله السلبي مع بطلة العالم السابقة ألمانيا وخسارة وحيدة أمام المنتخب البولندي بهدف لاتو. ليحتلوا المركز الثالث ويخرجوا مرفوعي الرأس.

وشكل الخروج الانجليزي من التصفيات للمرة الثانية علي التوالي أكبر مفاجآت البطولة بعد احتلاله المركز الثاني خلف ايطاليا بفارق ثلاثة أهداف وبعشر نقاط لكل منهما. فخسرت بالتالي البطولة نجوماً كبار بحجم ¢ كيفن كيجان وتريفور فرانسيس وبروكينج ¢ ورفض اللاعب الهولندي يوهان كرويف المشاركة في المونديال بسبب الوضع الأمني غير المستقر الذي تعيشه الأرجنتين. رغم محاولات الاقناع العديدة التي حاولت ثنيه عن قراره لكن دون جدوي. فحل مكانه ¢ روبي رينسنبرينك ¢ الذي تألق في البطولة وسجل خمسة أهداف. لم تكف لنيل المنتخب البرتقالي اللقب فاكتفي بمركز الوصيف للمرة الثانية علي التوالي عقب خسارته أمام منتخب الدولة المضيفة ¢ الأرجنتين ¢ بالوقت الاضافي. التي قدمت بدورها مستوي جيداً تحت قيادة مدربها الشهير ¢ سيزار مينوتي ¢ رغم التواطؤ الشهير الذي شهدته مباراتها مع البيرو في الدور الثاني. حيث كانت الأرجنتين تحتاج لتسجيل أربعة أهداف في مباراة البيرو الأخيرة لتتصدر المجموعة علي حساب البرازيل بفارق الأهداف. وهو ما تم خلال اللقاء حيث فتحت البيرو شباكها ست مرات كانت كفيلة بوصول منتخب التانجو إلي النهائي. ووصفت الصحف البرازيلية تلك المباراة السوداء بالعار. وأرسل رئيس الجمهورية البرازيلية برقية اعتراض إلي هافيلانج رئيس ¢ الفيفا ¢ حول المباراة. لكن الفيفا وقف حائراً بين ما شاهده وانعدام الأدلة التي تثبت التواطؤ الشهير.لكن الأيام وحدها قادرة علي كشف ملابسات الماضي وتداعياته. فقد استطاع الصحفي في جريدة ¢ صنداي تايمز ¢ " ماريا لوران افينليو " الوصول إلي معلومات صحيحة تكشف وقوع اتفاق بين الحكومتين الأرجنتينية والبيروفية ونشرها في الصحيفة المذكورة عام 1986 دون أن يذكر اسم الشخص الذي اعتمد علي معلوماته حفاظاً علي المصدر.

*البطولة الثانية عشرة:

أسبانيا 1982

* نظام جديد..

الخيال البرازيلي فشل امام الطليان

** برزت بطولة اسبانيا 1982 كإحدي البطولات التي شهدت تغييرات عدة في هيكلها. حيث تم الاتفاق خلال اجتماع لجان الفيفا ¢ بزيوريخ ¢ في مايو عام 1979 علي زيادة عدد الفرق المشاركة من 16 إلي 24 منتخباً. نظراً للاهتمام الكبير الذي باتت تتلقاه اللعبة من قبل دول العالم أجمع. وبالأخص دول افريقيا وآسيا التي طالبت بزيادة مقاعدها بعد زيادة عدد الدول " التابعة لتلك القارتين " المنضمة للأسرة الدولية في الآونة الأخيرة وبالذات الصين التي شاركت في التصفيات للمرة الأولي.

و صحيح أن زيادة عدد الفرق المشاركة بحاجة إلي تجهيزات واستعدادات مضاعفة عما كانت عليه في السابق. الا أن اسبانيا استطاعت تجهيز سبعة عشر ملعباً موزعين علي 14 مدينة.

ارتفع عدد الدول المشاركة في التصفيات إلي 107 دول. وتأهل المنتخب الجزائري إلي النهائيات للمرة الأولي بعد اقصائه منتخبات سيراليون والسودان والنيجر. ونيجيريا في الدور الأخير بفوزها عليها ذهاباً واياباً " 2-0 و2-1 ". وأوقعتها القرعة مع منتخبات النمسا وتشيلي وألمانيا التي هزمها الجزائريون في مباراة لا تُمحي من الأذهان.

وباتت حسابات التأهل للدور الثاني محصورة بنتيجة المباراة الأخيرة بين النمسا وألمانيا اللذين رسما فصولها وتأهلا معاً لتشكل تلك المباراة وصمة عار علي جباه الألمان والنمساويين إلي الأبد. وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد نهاية المباراة الفضيحة صرح المدرب الألماني ¢ ديرفال ¢ تصريحه الساذج:¢ باعتبار أن النتيجة تؤهل الفريقين للدور الثاني. فمن الغباء ان يلعبا بطريقة اخري ¢. أما ¢ رينيه كورت ¢ الناطق الرسمي باسم ¢ الفيفا ¢ " حيث قدم الجزائريون احتجاجاً علي ما صاحب تلك المباراة ". فاكتفي بكلمات تُعبر عن سياسة ديبلوماسية هشة اذ قال: ¢ لا نستطيع في قاعة المؤتمرات أن نغير نتيجة سُجلت في الملعب ¢. لكن الاتحاد الدولي وجراء ما حدث قرر اقامة مباريات الدور الأول الأخيرة في نفس الوقت تفادياً لحصول تلاعب.

ومن القارة السمراء أيضاً تأهلت الكاميرون بقيادة نجمها روجيه ميلا وقدمت مستوي مميزاًس في البطولة رغم خروجها من الدور الاول بثلاثة تعادلات أبرزها مع ايطاليا بطلة العالم بهدف لهدف. ولأن الكويت كانت تعيش عصرها الذهبي بفوزها ببطولة أسيا 1980 وامتلاكها نخبة من النجوم. فقد كان من المتوقع تأهلها إلي النهائيات للمرة الأولي. وحاولت تقديم مستوي يليق بسمعتها الكروية فتعادلت مع تشيكوسلوفاكيا وخسرت أمام كل من فرنسا وأنجلترا بصعوبة.

وانضمت نيوزيلندا إلي قائمة المتأهلين الجدد بعد مسيرة تصفيات شاقة خاضت خلالها 15 مباراة. لكنها لم تصمد أمام منتخبات عملاقة كالبرازيل والاتحاد السوفييتي واسكتلندا. وشكل خروج المنتخب الهولندي وصيف النسختين السابقتين من التصفيات مفاجأة لمحبي الكرة الشاملة وللمنظمين.

وتميزت بطولة اسبانيا بتقديم المنتخب البرازيلي الذي كان يدربه ¢ تيلي سانتانا ¢ فنون كروية أشبه بالخيال والذي وصفه الكثيرون بأنه أفضل من منتخب 1970 الذي أحرز اللقب. رغم أن هذا المنتخب خرج من الدور ربع النهائي في مباراته الشهيرة أمام ايطاليا. والتي قال عنها المدرب سانتانا:¢ إن خطأنا الوحيد في تلك المباراة هو عدم فرضنا رقابة فردية علي اللاعب باولو روسي ¢. والذي كان سبباً في خروجهم بتسجيله هاتريك في مرماهم. أتبعه بهدفين في مرمي بولندا بالدور نصف النهائي وهدفاً في النهائي ليتوج مع منتخبه بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخها. ويحرز لقب هداف البطولة أيضاً. وخرجت صحيفة ¢ بيليك ¢ السويسرية بوصف فوز ايطاليا باللقب: ¢ بأنه أشبه بالقصص الخرافية ¢.

ورغم مشاركة الأسطورة الأرجنتينية فيما بعد مارادونا في المونديال الا أنه لم يقدم المأمول منه نظراً للرقابة اللصيقة التي فرضت عليه في كل مباراة. أما الفرنسي بلاتيني فكان علي وشك دخول التاريخ مع منتخبه من الباب الواسع ¢ بقيادة المدرب الشهير ميشيل هيدالجو ¢. لكن الخسارة أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي وبركلات الترجيح " 4-5 " جعلهم يكتفون باللعب علي مباراة الترضية الخاصة بالمركزين الثالث والرابع.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..