البرنسيسة وسام 1 قام بنشر March 10, 2008 ماذا يخبىء لها القدر؟ .. هل سيعود زوجها يوماً ويسامحها .. وتعيش فى كنفه راضية .. أم أنه لن يعود أبداً؟ النظرة .. الأخيرة اليوم ثانى أيام العيد ، ولكن عفاف لم تفقد الأمل فى عودة زوجها .. لقد ترك المنزل منذ خمسة أشهر ثائراً حانقاً ، لاعناً كل شىء فى الدنيا .. قال لها قبل أن يخرج: أنه سيذهب بلا رجعة .. سيختفى تماماً من حياتها .. لن تعرف مكانه إلى الأبد . ولكنها كعادتها لم تصدق كلمة واحدة مما قاله .. لقد سمعت منه هذه التهديدات مرات عديدة .. ولكنه كان فى كل مرة لا ينفذها كان يخرج ثم يعود .. يصرخ وسرعان ما يهدأ .. يثور ثم يصبح كالحمل الوديع .. لقد ظنت عفاف أن هذه المرة ستكون مثل كل المرات السابقة .. ولكنه خاب ظنها عندما خرج رفعت ولم يعد ورغم غيابه هذه المدة الطويلة فإنها لم تستسلم لليأس ، كانت تنتظره فى شرفة منزلها كل يوم ، تحملق فى المارة وتفرزهم بنظراتها واحداً واحداً ، علها تجد بينهم زوجها الغائب . لقد بحثت عنه فى كل مكان . عند أقاربه وأصدقائه ومعارفه .. فى المستشفيات .. فى أقسام البوليس .. فى قهوة أم كلثوم التى اعتاد أحياناً أن يتردد عليها .. فى سيدنا الحسين حيث كان يصلى الجمعة كل أسبوع .. لقد تورمت قدماها من كثرة البحث والتحرى .. والوقوف بالساعات بالقرب من الأماكن التى كان يرتادها لعلها تقابله إنها تشعر بالخوف يملأ قلبها وبالوحدة تشتت كيانها والقلق يسيطر على نفسها .. إنها لا تعرف ماذا يخبىء لها القدر؟ .. هل سيعود زوجها يوماً إليها ويسامحها ، وتعيش فى كنفه راضية مرضية .. أم أنه لن يعود إليها أبداً .. فتصبح بلا رجل وبلا حماية وبلا سند؟ .. وإذا كان زوجها ينوى العودة إليها فمتى سيعود؟ وابنها الوحيد طارق الذى يبلغ من العمر السابعة من العمر ، ماذا تقول له؟ هل ستظل تكذب عليه .. وإلى متى سيستمر الكذب؟ إنه يسألها عشرين مرة فى اليوم: امتى هيرجع بابا من السفر يا ماما؟ - فتقول له: - بعد اسبوع يا حبيبى وكل يوم يسألها عشرين مرة أيضاً: - امتى حيخلص الاسبوع يا ماما؟ وحين ينتهى الاسبوع يعود فيسألها: - بابا مجاش ليه يا ماما؟ .. انتى بتكذبى علىَّ .. بابا مش راجع تانى .. ده وحشنى خالص وتبكى عفاف عند سماع هذه الكلمات البريئة القاسية ، إنها تخرج من فم طارق فتمزق نفسها وقلبها وكيانها .. ولا تملك عند سماعها الا الاستسلام للبكاء والنحيب لقد كان رفعت بالنسبة لها نعم الزوج والرفيق والصديق تزوجته وهى فى السابعة عشرة .. كانت طفلة لا تعى من أمور هذه الدنيا الكثير .. نضجت على يديه ، وخبرت الدنيا بفضل توجيهاته وارشاداته .. كان يفضلها على نفسه .. ويتمنى مطلبا واحدا منها حتى يسرع ويجيبه لها . كان يجد فى ذلك كل والسعادة والرضا . كان يعاملها كطفلة حتى بعد أن تجاوز عمرها الخمسة والعشرين عاما . كان يشترى لها الشيكولاتة والمصاصة والذرة المشوية والبطاطا والترمس لقد أحبت عفاف هذه الأشياء وتعودت على شرائها منذ أن كانت تلميذة فى المرحلة الإبتدائية .. لذلك كان رفعت يحرص على احضارها لها مهما كلفه ذلك .. فكم من الساعات قضاها فى البحث عن كوز ذرة مشوى فى غير أوانه ليدخل عليها الفرح والسرور وذات يوم وعفاف تجلس فى الشرفة كعادتها تراقب المارة بنظراتها الفاحصة .. إذا بها تلمح إحدى صديقاتها تتجه نحو منزلها مسرعة ، فهبت واقفة واقتربت من سور الشرفة .. وهى تتساءل: ترى ما هو سبب هذه الزيارة المفاجئة؟ إن صديقتها لم تتعود زيارتها فى هذه الساعة المبكرة من الصباح فلابد أن يكون فى الأمر شىء وما إن رأتها صديقتها حتى صاحت فيها بأعلى صوتها: مبروك يا عفاف .. رفعت بخير ولم تتمالك عفاف نفسها .. وانحنت على سور الشرفة حتى أصبح نصف جسمها معلقا فى الهواء . ولم تحاول دعوة صديقتها للصعود إلى الشقة اختصارا للوقت ، وسألتها فى لهفة وهى مازالت معلقة فى الهواء: هو فين؟ .. انتى عارفة عنوانه؟ ردت الصديقة وهى تلوح بصحيفة أمسكت بها فى يدها: إن عنوان رفعت هنا .. فى هذه الجريدة وفى لحظة كانت عفاف تقفز درجات السلم كل ثلاث درجات فى خطوة واحدة .. وجرت نحو صديقتها وخطفت منها الجريدة ، وأخذت تقلب صفحاتها فى عصبية وهى تقول: فين .. فين؟ ووضعت صديقتها اصبعها على الخبر .. إنه عن معرض للرسم يقيمه الفنان المعروف رفعت فهمى فى قاعة الثقافة الجماهيرية بالقاهرة فى أول الشهر .. ومع الخبر صورة لرفعت وبلا شعور وجدت عفاف نفسها تحتضن الجريدة وتضمها إلى صدرها بشدة والدموع تنحدر عن عينيها فتبلل أجزاء منها .. وأحست بهاتف فى داخلها يقول لها: لقد حان الوقت لإصلاح ما فات .. إن رفعت إنسان ذو قلب كبير .. قلب يمكن أن يسامح ويغفر وصعدت عفاف السلم فى خطوات بطيئة ، وفى كل خطوة كانت تستعيد فى ذاكرتها الأيام الجميلة التى قضتها مع رفعت فى بداية زواجهما ، فتبتسم تارة وتغمض عينيها تارة أخرى ، وكأنها تحاول أن تستجمع كل ما فى أعماقها من ذكريات حلوة . وعندما دخلت إلى شقتها لم تشأ أن تقطع حبل الذكريات فاستلقت على سريرها ووضعت الصحيفة تحت وسادتها ، وأطلقت لأفكارها العنان سألت نفسها لماذا فعلت برفعت كل هذا؟ إنها لم تكن بالنسبة له فى يوم من الأيام الزوجة الصالحة المتفانية التى ترعاه وتسهر على راحته وتدفعه إلى الأمام وتشجعه . كانت لا تهتم بأعماله كفنان ، ولم تفتح له يوماً صدرها وتشاركه مشاكله التى كانت تعترض طريقه وهو يصعد سلم الشهرة كأى فنان ناجح ، بل على العكس كانت تسخر من رسوماته ولوحاته ، وأيضاً من مشاكله . إنها مازالت تحبه .. تذكر اليوم الذى دخل فيه المنزل وفى يده مظروف كبير وقال لها وهو يضحك من أعماقه: قولى لى مبروك يا عفاف ، لقد فازت لوحاتى بالجائزة الأولى فى معرض وزارة الثقافة ، وحصلت على شهادة تقدير من الوزير فردت عليه ساخرة: حنعمل ايه إن شاء الله بالشهادة روح بلها واشرب ميتها .. مش كان الوزير اداك فلوس أحسن .. على الأقل كنا اشترينا بيها كسوة الشتا لقد شعرت عفاف يومها ان كلماتها كانت خنجرا أغمدته فى صدره ، ومن يومها وهو بعيد عنها بروحه ووجدانه ، يدخل إلى مرسمه ويغلق الباب عليه بالمفتاح ويجلس وحيداً بالساعات ، حتى فنجان القهوة كان يرفض أن يشربه من يدها ، إذا أراد القهوة دخل إلى المطبخ وصنعها بنفسه إن رفعت فنان مرهف الحس رقيق المشاعر . لقد أحبته عفاف من أول نظرة عندما التقت به عند إحدى صديقاتها وتعاهدا على الزواج .. إنها لم تشعر نحوه بالكراهية فى يوم من الأيام ، حتى بعد أن ترك لها المنزل . إنها لا تستطيع أن تنسى حنانه وعطفه ، وكل ما قدمه لها من تضحيات ، كان يسهر بجوار سريرها الليالى الطوال حتى يطلع الفجر وهى تتألم من شدة المرض عندما كانت حاملا فى طارق ، كان يرفض أن ينام ولو ساعة واحدة .. كان يخشى أن يفوته موعد إعطائها الدواء وهى ماذا قدمت له؟ إنها لم تقدم له شيئاً حتى الحنان ضنت به عليه ، كانت مشغولة طول الوقت باختيار الموديلات وتفصيل الفساتين وزيارة صديقاتها ، كانت لا تهتم ببيتها ولا حتى بابنها طارق ، كانت تتركه لزوجها وتغيب بالساعات تلهو عند صديقاتها أو تصفف شعرها عند الكوافير أو تتفرج فى الشارع على المحلات .. كانت ترفض مساعدته فى دروسه وتلقى بهذا العمل على زوجها الذى أصبح لا يجد وقتا كافيا لفنه ولوحاته إن كل ما قدمته لرفعت لا يتعدى السخرية والإهانات والشتائم . كانت أنانية كل شىء لنفسها ، إذا حصل رفعت على بعض المال كان لاحتياجاتها الأولوية ، ثم احتياجات ابنها ، أما رفعت فهو دائما "ممكن يستنى للمرة الجاية " على حد تعبيرها وامتلأت عينا عفاف بالدموع وكانت تريد أن تعبر عن إشفاقها على زوجها المسكين الذى لا يستحق منها كل هذه المعاملة السيئة . ونظرت فى الساعة فوجدتها قد قاربت الثالثة ، إن ابنها على وشك العودة من المدرسة فماذا تفعل؟ هل تصارحه بكل ما عرفته عن والده أن تكتم عنه الخبر؟ لقد اعتزمت أن تصحبه معها يوم افتتاح المعرض وتفاجئه برؤية والده ، ولهذا قررت ألا تقول له شيئا الآن وطرق الطفل الصغير الباب . وذعرت عفاف عندما رأت عيونه متورمة من كثرة البكاء .. وجهه مبلاً بالدموع . ولم ينتظر طارق حتى تسأله أمه عن سبب بكائه ، بل قال لها فى حزن وحسرة: - بابا مات يا ماما .. وانتى بتكذبى علىَّ ليه بتقول كده يا طارق .. بابا بخير والحمد لله - -فيه واحد صاحبى فى المدرسة مامته كانت بتكذب عليه وتقول له إن باباه مسافر .. لغاية ما عرفت من الشغالة انه مات .. لازم بابا مات كمان يا ماما جرت عفاف إلى غرفة نومها وانتزعت الصحيفة من تحت الوسادة ووضعتها بين يدى ابنها وقالت له: أنا لا أكذب عليك يا طارق .. هذا صورة والدك .. إنه رجل عظيم وفنان مشهور ومن حقك أن تفخر به .. لقد أقام معرضا كبيرا للوحاته وسيفتتحه وزير الثقافة بعد ثلاثة أيام فقط .. وسنذهب معاً يوم الافتتاح ونظر طارق إلى عينى أمه نظرة فاحصة وكأنه يريد أن يكتشف هل هى صادقة أم كاذبة .. وعندما تأكد من صدقها بأحاسيسه ومشاعره ارتمى فى أحضانها وأخذ يقبلها فى حنان شديد .. لم يترك مكانا فى وجهها إلا وقبله .. واختلطت دموعه بدموع أمه .. وامتزجت مشاعرهما وتناجت قلوبهما فى هدوء وصمت وجاء يوم الافتتاح وبدت عفاف فى أبهى زينتها ، وألبست طارق ثياب العيد .. ولكن الذى كان يقلقها أن شعورا غريبا بدأ يراودها .. لقد أحست لأول وهلة أن رفعت قد يرفض الصفح عنها ومسامحتها ، بعد أن كانت متأكدة منذ لحظات وواثقة أنه سيسامحها ويعود إليها . إنها لم تشعر بذلك ‘لا الآن فقط .. لماذا .. لماذا؟ وحاولت عفاف جاهدة أن تبعد عنها هذا الخاطر ، وكانت تداعب طارق وتلاعبه ، وجعلته بين ذراعيها ، رغم ثقل وزنه ، وهى تقول له: تعالَ ننزل بأه علشان نلحق الحفلة بتاعة بابا وعلى باب القاعة الكبيرة شاهدت زوجها رفعت وهو يستقبل الضيوف ويحييهم فى ثقة واعتزاز وبجانبه وقفت فتاة جميلة .. فارعة الطول ، وقد بدا من مظهرها وملبسها أنها فنانة .. ولم تستطع عفاف أن تبعد عنها الشكوك والهواجس التى بدأت تدور فى رأسها تساءلت: من تكون هذه الفتاة .. هل هى مجرد زميلة أم أنها بالنسبة لرفعت أكثر من ذلك؟ .. وأفاقت على صوت طارق الذى لم يتمالك نفسه عندما شاهد والده فصاح بأعلى صوته: بابا .. بابا وكأنه يخشى أن يفقده مرة أخرى وسط هذا الزحام ، وجرى نحو والده وأخذ يغمر وجهه بقبلاته ودموعه غير آبه بشعر ذقنه الخشن الذى كان يؤلمه كلما احتك بوجهه الناعم النضر أما رفعت فقد أخذته المفاجأة وأخذ يضم ابنه الوحيد إلى صدره بفيض من الحنان وهو يهمس فى أذنه بصوت يشوبه الحزن والفرح معاً: لن أتركك بعد الآن يا طارق .. حقك علىَّ يا ابنى .. حقك علىَّ وجرَّت عفاف نفسها إلى حيث يقف زوجها ، ومدت يدها إليه ، فصافحها ، ثم قدَّم إليها الفتاة الجميلة الواقفة إلى جواره قائلاً: مراتى سامية وشعرت عفاف بدوار شديد ، وتمنت فى ذلك الوقت لو انشقت الأرض وابتلعتها ، كانت تخشى أن تنهار وتنفجر فى البكاء أمام هذا الحشد الكبير من المدعوين .. ولكنها تمالكت نفسها واستطاعت أن تنسحب فى هدوء دون أن تنطق بكلمة واحدة . وذهبت إلى شقتها وكانت الدموع مازالت تبلل عيونها وبلوزتها الوردية الجميلة التى اشترتها خصيصاً لهذا اليوم لم تدخل هذه المرة إلى الشرفة كما اعتادت أن تفعل لانتظار زوجها ، ولكنها دخلت إلى غرفة نومها وجمعت ما استطاعت جمعه من ملابسها ، وقبل أن تخرج ألقت بنظرة أخيرة على شقتها الصغيرة وعلى عجلة ابنها طارق الموضوعة فى ركن الصالة ، ثم أغلقت خلفها الباب فى هدوء حتى لا يراها أو يسمعها أحد من الجيران فتتعرض لأسئلتهم المحرجة وعند باب العمارة كان البواب يجلس - كعادته - على أريكته المتهالكة ، وعندما رآها هرول نحوها وهو يفرك كفيه قائلا: مبروك يا ست عفاف .. حمد الله على سلامة رفعت بيه .. عايزين الحلاوة فأخرجت من حقيبة يدها خمسة جنيهات وأعطتها له ومضت فى طريقها شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
EL3aref 5 قام بنشر March 10, 2008 موضوع جميل اختى وسام .. شكراً جزيلاً شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
eng_alaa 114 قام بنشر March 20, 2008 جميل جدا وسام .. بس صوابع ايدك مش زى بعضها شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
NADA 34 قام بنشر March 23, 2008 قصة مؤثره فعلا يا برنسيسه بجد مش قادره اوصف احساسى لكن انا حسيت بخوف رهيب ربنا يسترها معانا يااارب شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
حنان القلب 1 قام بنشر March 23, 2008 هي اخطأت ولازم تتحمل نتيجة خطأها وبعدين هي سابت جوزها طب مفكرتش في ابنها لسه برده بتفكر بانانيه والمفروض انها تحاول تنقذ ما يمكن انقاذه لاهي اول ولا اخر واحده جوزها يتجوز عليها وخصوصا انها معترفه بخطأها شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر