اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
نجم أضاء الكون يوما واحترق

وسألتها " أين أنا"؟

Recommended Posts

وسألتها "أين أنا ؟"

 

الشيء الوحيد الذي يبدأ بعد أن ينتهي ...حدث غريب .. فعل يخافه الناس ...يفكر فيه من يريد أن يفوز ... يفكر في كيفيةبدايته بعد نهايته ... هل منا من يسأل نفسه متي يبدأ قبل أن ينتهي ؟؟ وكيف ؟ ..وان فعلت .. هل سألت لما فعلت كيف ؟!

في يوم كنت أجلس فيه وحيدا ، وهذه عادتيبعد ان انتهت علاقة حب دامت سنة وعشرين عاما بكلمة من لساني " أنت طالق" .. فذهبت عني أنيسة دنيتي مع ابنيها متمنين لي حياة سعيدة .. لاذنب لأحدلأن يسمع أو يعرف ما حدث من حماقة كي نصل لهذا القرار بعد هذا العمر .. ولهذا لنأحكي ...

المهم ... عندما كنت أجلس وحيدا أسمعموسيقي الرائع "ياني" أغرق نفسي بين أوتار كمانه ، وبين حنايا قيثارته.. وبين أصابع نايه ... وأقرأ هذه الرحلة لجمال الغيطاني إلي المغرب .. دخل عليّذكران ليس لهما بهيئة ذكور الأنس من شيء .. ولكنهما ذكور ...

لا أعرف كيف دخلا .. فامتلكني الصمت والذهول .. أحدهما ذهب إلي جهاز الكاسيت وأغلقه والآخر ذهب نحو المكتبة يتصفح كتبها ثم يخرج منهم كتاب لم ألاحظ ما هو .. أصيح فيهما من أنتم .. وما من مجيب ..

 

ظل هذا الحال أكثر من ساعة ، خلالها كنت أذهب إلي الباب وكلما حاولت فتحه أشار أحدهما باصبعه له فيعود كالخجول مغلق .. واذا حاولت مرة أخري وفتحت الباب شيء ما جذب الباب وأغلقه أو أغلق هو نفسه ويرفض خروجي ؛ واذا حاولت مرة أخري رأيت الباب يفتح نافذته ليضربني بها لأذهب عنه بعيدا ثم يغلق نفسه بقوة وكأنه يحذرني أن أكرر ...

وما يكون لي انا غير أني أبحث عن ثلج لأضعه علي أنفي...وأنا في قمة الذهول والدهشة من كل هذا الذي يحدث ...استسلمت لكل هذا .. جلست مكاني أترقبهما ماذا يفعلان .. وجدت الذي استعار الكتاب .. تابع تصفح مكتبتي باهتمام ... ثم أخرجمن حيث لا أدري مذكراتي التي ضاعت مني منذ عام ولم أجدها وكنت قد بدأت أكتبها منذان كنت في الثانوية إلي الآن لم أكف عن كتابتها وجلس وقد جمع كلما كتبت وأخذ يقرأ في اهتمام ولكن بغير جدية كأنه يقرأ شيءعرفه قبل ذلك وأنا كتبته اما بجدية بالغة أو سخرية ؟ لا أدري ...

أما من أمر الآخر وجدته وقد فتش المنزل غرفة غرفة حتي المطبخ والحمام ... وقد بحث في كل درج وكل دولاب ونظر فيه وأخرج مافيه وأعاد ترتيبه كما كان تماما كأنه صوره قبل أن يلخبطه ثم رتبه حسب الصورة ..وان كان يمسك بصورة لم يكن سيرتبه بهذا الدقة كما كانت ...

وبعد هذا القوت المرير كله اقترب مني كلاهما و قال أحدهما " والآن سوف تأتي معنا " ..

لم أدري ما الذي يجب أن أشعر لحظتها به... ولكني أذكر أني كنت رافض الذهاب معهما رغم أن كل شيء بداخلي كان يحفزني علي الذهاب ودائما ما كنت أتبع هذا الشعور لأي سبب لا أدري ..

 

وفي النهاية تركت عقلي ليتخذ قراره وحده جون تدخل من دوافع القلب.. فأخذت أفكر في قوة هذان الرجلان وكيف لهما من قدرة تحريك الأشياء بالرغم عنها.. وكيف لهمامن قدرة علي التخفي .. وشيء أخير أهم أدخل الفزع في قلبي ثقتهماالبالغة فيما يفعلان .. كأنهما يعرفان تفصيلا ما سيحدث قبل أن يحدث .. أو كأنهمايعرفان ما أفكر فيه .. قدرتي ما حدها .. فعلي كيف سأفعله أو بأي شيء ..

فوجدت أن من الجنون أن أرفض لأن كل مايريدان سوف يفعلانه رضيت أم أبيت ...

دار كل هذا في عقلي ثم نطقت :"'الي أين ؟.." لم يجيب أجد ولكنهما تلقا سؤالي بنظرة واثقة تمام الثقة بأني سأذهب معهما .. وأن سؤالي هذا لا معني له مادام الذهاب شيء أكيد ..

ثم استسلمت للجهل وهممت في لحظة أن أذهب لأبدل ثيابي فوجدت أحدهما يقول لي : " لا داعي .. فما للثياب أهمية حيث نحن ذاهبون"

ظننت أنهما سوف يضعونني بينهم وكل من همايسمك يذراع وبعد ذلك ينظرون إلي السماء فنخترق سقف المنزل ونذهب بعيدا حيث يريدون..

 

ولكني وجدتهما وقد سبقاني إلي الباب وكلمنهما شعر بعدم وجودي ورائهما فاحتل الأول الميمنة ممسك بالباب والأخر في الجهةالأخري ينظران لي نظرة استفهام شديدة وانتظار وقد نفذ صبرهما ...

مع أن المستفهم الوحيد هو أنا.. والمتعجب والمذهول والمندهش... فمنذ دقائق أشار هذا الرجل للباب فاغلقه دون أن ينظر إليه حتى ..والآن يمسكه بيده ليمنعه.. تعجبت ولكني فسرت ذلك بأنهما يريدان أن يبثا في قلبي بعض الطمأنينة وطرد فكرة الأفعال الخارقة التي يجيدونها ..

عرفت عندما ناداني أحدهما أن فترة شرودي تلك قد زادت ولكنه بعد أن ناداني قال شيء غريب " هيا لقد حان الوقت الآن أسرع" تعجبت منه .. تعجبت من اختفاء الهدوء الذي كان يطغي عليهما منذ دقائق وتسلل الخوف في جسديهما ... ولكني لأتمكن من طرد ذهولي ودهشتي وشرودي... فعرفا أني سأحتاج لتوجيه ..فشداني من كلتا يداي وأخرجاني عبر الباب ...

 

أتذكر جيدا اضاءة الشارع وكأنه صاخب والمنزل كان مضيء وأيضا الباب.. أين ذهب كل هذا؟؟... لا أدري .. في لحظة خروج قدمي من الباب صدمني الظلام الدامس ... اعتقدت أن الكهرباء قد انقطعت كعاداتها في الأيام السابقة وظننت أني سأسمع كلمات التهكم منهما لهذا الأختراع البشري الحقيروسينفخ أحدهما في شيء ما أو يخرج شيء من لا شيء وينير هذه الظلمة .. فأفلت يداي منهما وهممت بأن أعود أدراجي ..

 

ورغم أني في البلداية كنت أمارس كل شيء بحرية كاملة معهما .. ولكني شعرت باصرارهما وتمسكهما الشديد بيداي ّ وقوة هذه المسكة .. وشعرت أيضا _وهذا ما أثار فضولي وتسائلي_ باستسلامهما الشديد عندما شروعي في افلات يداي..

وعندما استدرت عائدا إلي الداخل اصطدمت بحائط .. الغريب في هذا أني لم أكن أشعر بأي غرابة في هذا وكأني كنت أعلم مسبقا أني سوف أصطدم به .. فسألت بكل سذاجة " أين أنا؟..."

قالا ..وقد عادا إلي هدوئهماالمعتاد" استرخ .. فستبدأ من الآن حياة جديدة " رددت ساخرا " ماأجمل الحياة في هذا الظلام " ضحكا بصوت سمعته هذه المرة ... شعرت وكأن عددهم قد زاد حولي .. شعرت وكأن عدد كبير من الأشخاص يتجولون .. كأنهم في عمل دئوب .. رغم أن الصمت كان سائد إلي حد يثير الخوف..

انتظرت . وانتظرت ولكن لم أتحمل هذاالأنتظار فناديت وقلت " من أنتم " في هذه اللحظة قد تملكني الخوف والذعروبدأت ألوح بنظري يمينا ويسارا علي أمل أن أري أحد أو ألمس شيء غير تلك الحوائط التي كانت تحوطني في مساحة ضيقة جدا ... زاد شعوري بالخوف كيف لكل هؤلاء الذين أشعر بهم يتحركون حولي في هذا المكان الذي أعجز فيه أن أستدير حتى ..

ثم جاءني صوت من جانبي وقال " اجلس وكف عن التفكير والثرثرة" لم يقولها بصرامة وشدة ولكنه قالها بهدوء ورحمة ،أجهل كيف دخلت لحظتها السكينة قلبي وامتثلت لكلامه برضي كامل..

لم أتحسس المكان الذي أجلس فيه ولا المقعد ولكني جلست بطريقة تقليدية وارتسمت علي وجهي علي ملامح استغراب من معرفتي بالمكان وكأني زرت هذا المكان من قبل .. ولكني سرعان ما أخرجت هذه الفكرة من رأسي وحاولت أن أهدأ كما نصحني الرجل ...

بعد أن جلست ... أضاء شيء أمامي وكأنه فيلم وكأني في صالة عرض سينيما .. عرض لي كل حياتي كل شيء صالح فيها .. كل ابتسامه رسمت من شفتي لبشري.. وكل طالح فيها .. كنت أنا بطل الفيلم .. لقد كان حلمي أن أصير ممثلا ...

لا أدري من أين جاء لي الشعور الهاديء ذلك الذي جعلني أسترجع حلم تركته من أكثر من ربع قرن ؟؟ بعد ان انتهي العرض الذي جاء بحياتي وبأدق تفاصيلها والغريب أنه لم يدوم طويلا .. جاء لي رجل وقال"سنزن كل ما فعلته وهذا ما سيحكم في نهايتك بعد رحمة ربي بك "

قلت متهكما مرعوبا " نهايتك .. رحمة ربك .. أين أنا ومن أنتم ؟؟" رد علي آخر بالهدوء نفسه الذي تحدث به الجميع" أولا تدري يارجل حتى الآن أين أنت وإلي أين ستذهب ومن ستقابل " .. قلتوقد أصابني العته " لا " قال في هدوء يبعث الطمأنينة الشديدة الغريبة" أنت في قبرك يا أخي " ..

 

لا أدري لماذا لم أشعر بمفاجأة من اجابته ولكن كل ما شعرت به عدم التصديق ورهبة الموقف من أني سأعرض علي رب العالمين ..وخوفي من أعمالي التي تساقط لها لحم وجهي الآن .. فجلست مكاني أستغفر رببي وأسترحمه علي نفسي ...

 

ولكن فجأة سمعت ولأول مرة في هذه الليلة صوت أنثوي يناديني بلطف وحنان .. وكنت قد أغمضت عيني ومازلت أدعو الله بالرحمة علي روحي .. والصوت مازال يقترب مني ويناديني .. وأنا لا أعره أي انتباه وأستمر في الدعاء حتى جاء بجانب أذني ونادي في رقة جميلة .. وشعرت بأتفاسها الباردة تلامس أذني .. ولكن كان رعبي وخوفي أكبر .. ففتحت عيناي ووقفت مذعور أردد " أستغفرالله العظيم الذي لا الاه الا هو الحي القيوم وأتوب إليه "

 

وعندما فتحت عيني وجدت نفسي في منزل غيرمنزلي الذي كنت فيه في ليلتي تلك .. الضوء يأتي من النافذة جيلا مشرقا ، وأنا علي سريري مستريح أمامي مرآة نظرت فيها .. وجدت نفسي شابا يافعا قويا .. رفعت يدي أتلمس وجهي الذي كنت أظن أنه قد امتليء بالتجاعيد .. وجدته وقد اختفي منه كل سوء.

 

شعرت أني انتهيت وبدأت .. ولكن كيف تكوتنبدايتي مئلوفة لدرجة اني أعرف تلك الجميلة التي بجانبي وكانت تنادي علي والتي ارتسم علي وجهها ملامح الذعر ورغم الطمأنينة الغريبة التي أشعر بها منذ تلك الليلة من طريق حديث هولاء الرجال الهادئة معي .. والتي أشعر بها الآن تقتحمني ، فقمت في سرعة وصليت لله ركعتين وصليت فريضتي في وقتها وعدت مرة أخري لغرفتي لأجدها ومازالت ملامح وقد احتفظت نفسي بشيء من عدم التصديق وهول الموقف .. ووقفت أمامها وهي تنظرني وكأننا عرفنا بعضنا دهرا .. فنظرت لها أتلمس وجهها المألوف ونظرت حولي أتلمس أي شيء أعرفه يف هذالمنزل ..ولكن ما من شيء ..

كل شيء حولي أعرفه ولا أذكره .. حتى هي أعرفها ولا أذكرها .. شعرت أني من عالم آخر .. امتلكني الأستغراب مرة أخري وسألتها في جدية تامة " أين أنا ؟ .."

 

 

تمت بحمد الله

أ.ع.أ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..