دعوه للجنه 457 قام بنشر August 24, 2010 شهر رمضان شهر الجهاد الجهاد بمعناه الواسع الشامل رمضان شهر المقاومة والجهاد إن رمضان يعتبر بحق شهر المقاومة والجهاد، بمختلف انواعه ومراتبه: الجهاد النفسي : وهو الجهاد الأكبر بحسب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته بالمسلمين من إن إحدى الغزوات : قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الاكبر، مجاهدة العبد هواه "اخرجه الخطيب البغدادي . ففي الصيام مغالبة الأهواء والطباع ، وترويض النفس الأمارة بالسوء حتى يستقيم حالها على منهج الله ، وتنزل عند أحكامه ومبادئه ،مصداقا لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36). ومن أجل ذللك جاء الخطاب النبوي مشددا على المقصد التربوي للصوم ..فقال صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل : إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك .وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه . رواه البخاري ومسلم . بل إن الخطاب النبوي ليحذر من صوم بلا مكارم وقيم . فيقول صلى الله عليه وسلم : من لم يدع قول الزور والعمل به ،فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه ، ويقول : رب قائم حظه من قيام السهر ، من صيامه الجوع والعطش أخرجه الطبراني وقوله: ليس الصيام من الاكل والشرب وإنما الصيام من اللغوي والرفس فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم أخرجه الحاكم في المستدرك. الجهاد الاجتماعي الخيري: وهو الجهاد الذي يقع ضمن دائرة البذل والعطاء والمواساة ومساعدة الفقراء وكفالة الأيتام والأرامل مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:" الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار رواه البخاري ومسلم. ورمضان مدرسة في المواساة وبذل الخير للآخرين لا تضاهيها مدرسة آخرى فمن هديه صلى الله عليه وسلم قوله من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء رواه ابن ماجة. "الصائم إذا أكل عنده الطعام، صلت عليه الملائكة" رواه أبن ماجة. إن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له ما اكل عنده" رواه ابن ماجة. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. وزكاة الفطر معلم من معالم الجهاد الخيري في رمضان، ويشير إلى فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله " إن رمضان معلق بين السماء والأرض، لا يرفع إلا بزكاة الفطر" رواه ابن صصري في أماليه. وفي حديث ابن عمر المتفق عليه: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر في رمضان على الناس، صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والانثى، والصغير والكبير من المسلمين" وتحقيق لإسعاد المسلمين جميعا في رمضان، جاءت لفتة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مقاصد الزكاة في قوله:" أغنوهم بها عن السؤال في ذلك اليوم. الجهاد السياسي: ويقع ضمن دائرة العمل لتحقيق العدالة والمسواة الحرية والتي اختصرها خطاب (ربعي بن عامر) لرستم قائد جيوش فارس بقوله :" الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الاديان إلى عدالة الإسلام". كما يقع ضمن دائرة الصدع بالحق، والاخذ على يد الظالم. وهو من أفضل القربات إلى الله كما يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" رواه ابن ماجة. والإسلام يعتبر هذا النوع من الجهاد خطوة وقائية تحفظ الأمة من الضعف والإنحلال والسقوط .وتأكيدا لذلك جاء الخطاب النبوي محذرا قائلا : (إذارأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له :إنك ظالم ،فقد تودع منهم ) رواه الإمام أحمد في مسنده . .وفي رمضان تم هدم أكبر أصنام العرب (اللات – ومنات – وسواع) حتى لا تكون فتنة ويكون الين كله لله وفي رمضان تم هدم مسجد الضرار ،استنصالا لشافة النفاق وحتى تكون المساجد لله ،يعمرها من آمن بالله واليوم الآخر ..قال تعالى : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ_ إِلّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:107 ـ 110). الجهاد العسكري: وفي رمضان وقعت أكبر الغزوات والمعارك بين المسلمين وبين أعداء الإسلام من القوى الجاهلية، وكان النصر دائما حليف المؤمنين. في غزوة بدر: انتصر المسلمون وهم قلة ونزل قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران:123) ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(البقرة: من الآية249). ويوم الفتح: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا، وخطب في الجموع قائلا:"لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده. يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء، والناس لآدم وآدم من تراب". ثم تلا قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13) وفي رمضان وفي العاشر من الهجرة، بعث الرسول صلى الله عليه وسلم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في سرية إلى بلاد اليمن. وقد حمل معه كتابا نبويا إلى أهلها، وبخاصة قبيلة همدان التي أسلمت جميعها في يوم واحد، وصلى أفرادها جميعا خلف الامام علي. وفي رمضان من السنة 91 هجرية نزل المسلمون إلى شاطىء الجنوبي لبلاد الاندلس، وغزوا بعض الثغور الجنوبية. وفي رمضان من السنة 92 هجرية انتصر القائد المسلم طارق بن زياد على الملك رودريك في معركة فاصلة. وفي رمضان من العام 584 هجرية، كا ن صلاح الدين الأيوبي قد احرز انتصارات باهرة على الصليبيين حتى استخلص منهم معظم البلاد التي استولوا عليها، وحين نصحه بعض رجاله ان يرتاح في شهر رمضان، خاف من انقضاء الأجل وقال: إن العمر قصير والأجل غير مأمون، وواصل زحفه حتى استولى على قلعة صفد الحصينة في منتصف رمضان. وفي رمضان من العام 658 الموافق (1260م) هزم المماليك بقيادة الملك المظفر (قطز) التتار في معركة عين جالوت، وأوقفوا زحفهم نهائيا.. وكانوا يستهدفون القضاء الشامل على العالم الإسلامي… شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
دعوه للجنه 457 قام بنشر August 24, 2010 غزوة بدر الكبري هي معركة وقعت في 13 مارس 624/17 رمضان 2 للهجرة بين المسلمين بقيادة النبي و بين قريش بقيادة عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي المعروف بأبي جهل عند آبار بدر في جنوب المدينة و انتهت بانتصار المسلمين و مقتل سيد قريش عمرو بن هشام بن المغيرة المخزوميٍ أسباب المعركة وصل الخبر للمسلمين بأن أبو سفيان بن حرب جاء من الشام في قافلة كبيرة لقريش، تحمل أموال و تجارة لهم، و قُدّر عدد الرجال بها ما بين ثلاثين إلى أربعين رجلا من قريش ، منهم مخرمة بن نوفل، وعمرو بن العاص فلما وصل الخبر للنبي ندب المسلمين إليهم، وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلُكُموها. فبدأ الناس يستعدون للإنطلاق، البعض جهز سلاحا والبعض الأخر لم يجهز سلاح بل وسيلة نقل من ناقة و خلافة، إذ أنهم لم يعتقدوا بإحتمالية قيام الحرب. وكان أبو سفيان حينما أقترب من الحجاز يتحسس الأخبار ممن كان يلقى من المسافرين و القوافل، تخوفا على أموال قريش من المسلمين. و وصله من بعض المسافرين أن محمد قد استنفر المسلمين للقافلة، فأخذ حذره، و استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري ، فبعثه إلى مكة ، ليستنفر قريش للدفاع عن أموالهم، وليخبرهم بأن محمدا قد يهاجم القافلة. فإنطلق ضمضم سريعا إلى مكة. ما أن وصل ضمضم مكة حتى جدع بعيره، وحوّل رحله، وشق قميصه ، و وقف فوق بعيره ببطن الوادي و هو يصرخ: يا معشر قريش ، اللطيمةَ اللطيمةَ ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها ، الغوثَ الغوثَ إستعداد قريش للخروج موقع غزوة بدر بدأت قريش بتجهيز سلاحها و رجالها للقتال، وقالوا: أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ، كلا والله ليعلمن غير ذلك. و أتفقوا أن يخرج جميع رجالها و ساداتها إلى محمد، فمن تخلف أرسل مكانه رجلا أخر، فلم يتخلف أحد من أشرافها عن الخروج إلا أبو لهب، حيث أرسل العاصي بن هشام ابن المغيرة بدلا عنه، و ذلك لكون العاصي مدينا له بأربعة آلاف درهم، فاستأجره أبو لهب بها. و حاول أمية بن خلف التخلف، فقد كان شيخا ثقيلا ، فأتاه عقبة بن أبي معيط ، وهو جالس بين ظهراني قومه، بمجمرة يحملها ، و وضعها بين يديه قائلا: يا أبا علي ، استجمر ، فإنما أنت من النساء، فرد عليه أمية: قبحك الله وقبح ما جئت به، ثم جهز سلاحه و فرسه وخرج مع الناس. عند بدء التحرك تخوف البعض بسبب الحرب بين قريش و بين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، إذ إعتقدوا ان يغدر بهم بنو بكر و هم منشغلون بملاقاة المسلمين. فقال سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، و هو أحد أشراف بني كنانة: أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشئ تكرهونه. يؤمن الكثير من المسلمين بأن من أجار قريش من بني بكر لم يكن سراقة بل كان إبليس، الشيطان، و هم يعتقدون أنه تقمص شكل سراقة و قال ما قال لقريش. حال المسلمين عند مغادرتهم المدينة تذكر كتب السيرة بأن المسلمين غادروا المدينة يوم الأثنين الثامن من رمضان. و قد قام النبي بالطلب من عمرو بن أم مكتوم بإمامة الصلاة، بعض المصادر تذكر أن إسمه هو عبدالله بن أم مكتوم، و وضع المدينة تحت إدارة أبا لبابة. تذكر المصادر أن اللواء سُلّم إلى مصعب بن عمير وكان أبيض اللون، بينما تذكر مصادرأخرى أنه كان أمام محمد رايتان سوداوان ، واحدة مع علي بن أبي طالب تسمى العقاب، والأخرى مع الأنصار، و قيل أنها كانت مع سعد بن معاذ. واستعمل المسلمون سبعين بعيرا للسفر، و كانوا يتناوبون في الركوب عليها كل ثلاثة على جمل طريق المسلمين إلى بدر إنطلق المسلمون من المدينة بإتجاه مكة، مرورا بنقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذي الحليفة، ثم على أولات الجيش (و قيل أم إسمها ذات الجيش). ثم مر على تُرْبان، ثم على ملل، ثم غَميس الحمام من مريين، ثم على صخيرات اليمام، ثم على السيَّآلة، ثم على فج الروحاء، إلى أن وصلو إلى عرق الظبية. ثم أكمل المسلمون طريقهم فمروا بسجسج، وهي بئر الروحاء، ثم وصلوا المنصرف، هنالك تركوا طريق مكة بيسار، و اتجهوا يمينا من خلال النازية بإتجاه بدر، إلى أن وصلوا وادي رُحْقان، و هو وادٍ بين النازية وبين مضيق الصفراء، ثم وصلوا إلى المضيق، إلى أن إقتربوا من قرية الصفراء. هنا بعث محمدصلي الله عليه وسلم بسبس بن الجهني ،(من بني ساعدة) ، وعدي بن أبي الزغباء الجهني، (من بني النجار)، بمهمة إستكشافية إلى بدر ليحضرا له أخبار قافل أبي سفيان بن حرب. لدى وصول المسلمون قرية الصفراء، وهي تقع بين جبلي ، سأل محمد عن اسم الجبلين وعن أهل القرية، فأخبروه بأن الجبلين أحدما يطلق عليه اسم مسلح والآخر مخرىء، أما أهل القرية فهم بنو النار وبنو حراق، بطنان من بني غفار ، فكره المرور بينهم. ثم تركهم و إتجه نحو اليمين إلى واد ذَفِران. وصول خبر خروج قريش للمسلمين وحذرهم وصل خبر خروج جيش المشركين إلى المسلمين، و لم يكن خروج المسلمين لقتال اللمشركين هو خيار مطروح في الأصل، بل كان الخروج من أجل الغنيمة بالقافلة. كما أن الأنصار في بيعة العقبة إشترطوا حماية النبي محمد صلي الله عليه وسلم في المدينة فقط و تبرؤا من ذلك حتى دخوله اليهم في المدينة حيث قالوا له وقتها: يا رسول الله إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا ، فإذا وصلت إلينا ، فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا فقام النبي محمد بإستشارة من معه، فتكلم كل من أبو بكر و عمر بن الخطاب، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : " اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ههنا قاعدون " ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه ثم وجه النبي كلامه إلى الأنصار قائلا :أشيروا علي أيها الناس، فقال له سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ فقال النبي محمد : أجل فقال سعد: فقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء . لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله . فقال النبي محمد : سيروا وأبشروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم أكمل بعدها المسلمون طريقهم من ذفران، فمروا بمنطقة تسمى الأصافر، ثم إلى بلد تسمى الدبة ثم جعلوا كثيب عظيم كالجبل العظيم يسمى الحنان على يمينهم، و نزلوا قريبا من بدر. و أنطلق بعدها النبي محمد و أبو بكر الصديق حتى وصلا إلى سفيان الضمري، أحد شيوخ العرب في المنطقة، فسأله النبي محمد عن قريش ، وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم فقال الضمري: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما ؟ فقال له: إذا أخبرتنا أخبرناك فقال الضمري: أذاك بذاك ؟ ليجيبه محمد: نعم. فقال الضمري: فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان صدق الذي أخبرني ، فهم اليوم بمكان كذا وكذا ، (و هو المكان الذي وصله المسلمون فعلا) وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي فيه قريش . فلما فرغ من خبره قال: ممن أنتما ؟ فقالا: نحن من ماء، ثم إنطلقا فلما عادا إلى معسكر المسلمين، خرج علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص، إلى ماء بدر فأسروا غلمان لقريش يحضرون الماء منهم أسلم، و هو غلام بني الحجاج وعريض أبو يسار ، و هو غلام بني العاص بن سعيد، فأعادوهم إلى معسكر المسلمين، و كان النبي محمد يصلي، فأستجوبوهما فقالا : نحن سقاة قريش ، بعثونا نسقيهم من الماء. فلم يصدقوهما و ضربوهما. فإضطر الرجلان للكذب و قول أنهما ملك لأبي سفيان، ليطمع المسلمون بافدية فلا يضربوهم. فلما أنها النبي محمد صلاته قال لعلي و أصحابه:إذا صدقاكم ضربتموهما ، وإذا كذباكم تركتموهما ، صدقا ، والله إنهما لقريش أخبراني عن قريش ؟ قالا : هم والله وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى - والكثيب العقنقل - فقال لهما النبي محمد : كم القوم ؟ قالا : كثير قال: ما عدتهم ؟ قالا : لا ندري ; قال: كم ينحرون كل يوم ؟ قالا : يوما تسعا ، ويوما عشرا ، فقال: القوم فيما بين التسع مئة والألف . ثم قال لهما : فمن فيهم من أشراف قريش ؟ قالا : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ، ونوفل بن خويلد ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وطعيمة بن عدي بن نوفل والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود ، وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وسهيل بن عمرو ، وعمرو بن عبد ود . فخرج النبي محمد إلى المسلمين و قال لهم: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها . هروب أبو سفيان بالقافلة و طلبه من قريش العودة استطاعت "الاستخبارات الإسلامية" أن ترصد عملية هروب العير، وأرسل أبو سفيان إلى قريش أن القافلة قد نجت، ولا حاجة لهم في قتال أهل يثرب، لكن أبا جهل أبى إلا القتال، وقال قولته المشهورة: "لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم ثلاثا ننحر الجُزر، ونطعم الطعام، ونشرب الخمر، وتعزف القيان علينا، فلن تزال العرب تهابنا أبدا"، لكنّ "بني زهرة" لم تستجب لهذه الدعوة فرجعت ولم تقاتل المعركة وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوة القصوى ، أما المسلمون فنزلوا بالعدوة الدنيا . وقام المسلمون ببناء عريش للرسول على ربوة ، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلا : " اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ؟ اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض " . وسقط ردائه عن منكبيه ، فقال له أبو بكر : " يا رسول الله ، إن الله منجز ما وعدك ". قام المسلمون بردم أبار بدر بعد أن استولوا عليه وشربوا منه - حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه . وقبل أن تبدأ المعركة ، تقدم ثلاثة من رجال قريش وهم : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ، وولده الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين . فتقدم ثلاثة من الأنصار ، فصرخوا بهم قائلين : " يا محمد ، أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بني عمنا" فقدم الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدة بن الحارث ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب . فبارز حمزة شيبة فقتله ، وبارز علي الوليد فقتله ، وبارز عبيدة عتبة فجرحا بعضهما ، فهجم حمزة وعلي على عتبة فقتلاه . واشتدت رحى الحرب ، وحمي الوطيس . ولقد أمد الله المسلمين بالملائكة تقاتل معهم . ذكر القرآن : (( بلى إن تصبروا و تتقوا و يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ))وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون . أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا . ولقد رمى المسلمون جثث المشركين في البئر ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة . العودة إلى المدينة ثم ارتحل مؤيدا منصورا ، قرير العين بنصر الله له ومعه الأسارى والمغانم فلما كان بالصفراء ، قسم الغنائم وضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة ، ثم لما نزل بعرق الظبية ، ضرب عنق عقبة بن أبي معيط . ودخل النبي المدينة مؤيدا مظفرا منصورا قد خافه كل عدو له المدينة وحولها ، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة ، وحينئذ دخل عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه في الإسلام ظاهرا . فداء الأسرى ولقد اعطى الرسول الاسرى الحريه واطلق سراحهم بشرط ان كل من يعرف الكتابه والقرائه فل يعلم 10 من المسلمين الاميين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
دعوه للجنه 457 قام بنشر August 24, 2010 غزوة بدر الكبرى تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 640 * 480. تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 640 * 480. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 640 * 480. تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 640 * 480. تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 640 * 480. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
دعوه للجنه 457 قام بنشر August 24, 2010 فتح مكة مقدمات الفتح عندما تم صلح الحديبية ، دخلت خزاعة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، ولكن رجلاً من بني بكر أصاب رجلاً من خزاعة ، واستعرت نتيجة ذلك الحرب بين الفريقين ، وأمدت قريش بني بكر بالسلاح ، بل حارب بعض القرشيين مع بني بكر مستخفين بظلمة الليل ، وبذلك نقضوا الاتفاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء من خزاعة من يطلب النصر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وأخبرهم أنه سائر إلى مكة . وقال : " اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نغْبِتها في بلادها " فتجهز الناس . فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة ، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يُخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم ، ثم أعطاه امرأة وجعل هلا جُعلاً على أن تُبَلِّغَه قريشاً ، فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ، ثم خرجت به ، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب ، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فقال : " أدركا المرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش ، يُخذِّرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم " ، فخرجا حتى أدركاها بروضة خاخ عند الخَليقةِ خَليقةِ بني أبي أحمد . فاستنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئاً . فقال لها علي بن أبي طالب : إني أحلف ما كُذِب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كُذِبنا ، ولتخرجن لنا هذا الكتاب ، أو لنَكْشِفنك ، فلما رأت الجدَّ منه قال : أعرض عني . فأعرض عنها فحلّت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منه ، فدفعته إليه ، فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً فقال : " يا حاطبُ ، ما حملك على هذا ؟ " فقال : يا رسول الله ، أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ، ما غَّيرتُ ولا بدَّلتُ ، ولكني كنت امرء اً ليس لي في القوم نت أصلٍ ولا عشيرة ، وكان لي بين أظهرهم ولدٌ وأ÷ل ، فصَانَعْتُهم عليهم ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، دعني فلأضرب عنقه ، فإن الرجل قد نافق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما يدريك يا عمر ، لعل الله قد اطلَّع إلى أصحاب بدر يومَ بدر فقال : اعلموا ما شئتم فقد غفرت لكم . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر مضين من رمضان وقد عميت الأخبار عن قريش ، فلا يأتيهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيشه . وخرج أبو سفيان بن حرب ومعه حكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء يتحسسون الخبر ، وكان العباس عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى الأراك راكباً بلغة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ، لعله يجد من يدخل مكة ، فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتونه فيستأمنونه ، فلاقى العباس أبا سفيان ، ونصحه أن يركب معه ويذهب فيستأمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب معه ، وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلم ، وقال العباس بعد إسلامه : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً . قال : " نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن " . عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي طوى ، كان يضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح حتى أن شعر لحيته ليكاد يمسّ واسطة الرّحل . الجيوش تدخل مكة :- وتحركت كل كتيبة ـ من الجيش ـ تُنفِّذ ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأما خالد وجنده فلم يلقهم قتال ، إلا ما كان من أمر بني بكر والأحابيش بأسفل مكة ، قاتلهم فهزمهم الله تعالى ، وكان صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو قد جمعوا أناساً بالخندمة ليقاتلوا ، فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد ناوشوهم شيئاً من قتال ، أصيب من المشركين أناس قريب من اثني عشر أو ثلاثة عشر فانهزموا ،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمرهم أن يدخلوا مكة : " ألا يقتلوا أحداًإلا من قاتَلهم " إلا أنه قد عهد في نفر سماهم ، أمر بقتلهم وإن وُجدوا تحت أستار الكعبة ، منهم : عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح ، وعبد الله بن خَطَل ، وقينتان لعبد الله بن خطل ، والحُويرث بن نُقَيذ بن وَهْب ، ومِقْيَس بن صُبابة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسارةُ مولاة كانت لبعض بني عبد المطلب ، وقتل منهم عبد الله بن خطل ، ومِقْيَس بن صُبابة ، وإحدى قينتي ابن خطل ، واستأمن الباقون فأمَّنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودخل صلى الله عليه وسلم بمن معه من " أَذاخِر وذلك يوم الجمعة التاسع عشر من شهر رمضان من السنة المذكوة كذا قال العليمي في ( تاريخ القدس ) ، وفي ( تحفة الكرام بأخبار بلد الحرام ) للفاسي عن الواقدي : " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة لعشر ليال بقين من شهر رمضان " . وضربت له صلى الله عليه وسلم قبة بالأبطح ودخل على ناقته القصواء بين أبي بكر وأسيد بن حضير ـ رضي الله عنهما ـ فنزل في خيمته بالأبطح . ويقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : لما دخل صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ، رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخُمُر ، فتبسم أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال : " يا أبا بكر ، كيف قال حسان ؟ " . فأنشده أبو بكر قول حسان بن ثابت ـ رضي الله عنهما ـ : عَدِمتُ إن لم تروها تُثِير النَّقْع من كنفي كداء ينازعن الأعِنَّة مسرَجات يُلطّمهن بالخُمُر النساء فقال : " ادخلوها من حيث قال حسان " . فلما اطمأن الناس خرج صلى الله عليه وسلم على ناقته ، حتى أتى البيت ، فطاف سبعاً على راحلته ، يستلم الحجر كلما مرّ عليه بِمحجن في يده ، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً مثبتة بالرصاص ، فجعل يطعنها ويقول : { جاء الحق وهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } الإسراء : 81 . والأصنام تتساقط على وجوهها وفي حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وفي البيت ، أو حول البيت ثلاثمائة وستون صنماً تعبد من دون الله ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُكَّبت كلها لوجوهها ثم قال : { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } الإسراء : 81 . وفي البخاري : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم ، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة ، فأمر بها فأُخرجت ، فأخرجوا إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلامُ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قاتلهم الله ، أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قطُّ " فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل فيه . والصحيح أنه صلى فيه كما جاء في حديث ابن عمر في البخاري . وبعد أن صلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة ، ودار في البيت وكَّبر في نواحيه ووحَّد الله ، فتح الباب وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع ؟ فأخذ بعضادتَي الباب وهم تحته فقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألاكل مآثرة ، أو مال ، أو دم يدّعى به فهو تحت قدميّ هاتين ، إلا سِدانةَ البيت ، وسقاية الحاج ، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد : السوط والعصا ، ففيه الدية مغلّظةً ، مائة من الإبل ، أربعون منها في بطونها أولادها ، يا معشر قريش ، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمَها بالآباء ، الناس من آدم ، وآدم من تراب " ثم تلا قوله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبآئل لتعارفوا * إن أكرمكم عند الله أتقاكم * إن الله عليمُ خبير } ثم قال : " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم " ؟ قالوا : خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم . قال : " فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : { لا تثريب عليكم اليوم } يوسف : 92 . ثم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة وكان قد أمره بإحضاره. بيعة الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعد الفتح بايع الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قَرْنِ مَسْقَلة فجاءه الناس الصغار والكبار ، والرجال والنساء ، فبايعوه على الإيمان ، وشهادة أن لا إله إلا الله . وفما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال ، أخذ في بيعة النساء وهو على الصفا ، وعمر قاعد أسفل منه ، فبايعهن عنه صلى الله عليه وسلم ، وبايعهن على أن لا يشركن بالله شيئاً ، ولا يسرقن ، ولا يزنين ، ولا يقتلن أولادهن ، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ، ولا يعصينه في معروف . مدة إقامته بمكة وبعضُ ما قام به من الأمور المهمة :- أقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يوماً بمكة ، وكان طِوال هذه المدة يقصر الصلاة ، والمكان الذي نزل فيه وضربت له فيه خيمته كان ( شعب أبي طالب ) وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام فتح مكة بالكثير من الأعمال ، ذكرنا بعضها ، مثل تكسير الأصنام حول الكعبة ، وصلاته داخل البيت ، ومسح الصور التي فيه ، وإقرار السدانة في بني شيبة والسقاية في آل عبد المطلب ، ومنها أمر بلالاً أن يؤذن فوق الكعبة ، ومنها إهدار دم بعض عتاة المارقين ، ومنها مبايعة الرجال والنساء ، كما أمر أبا أسيد الخزاعي فجدد أنصاب الحرم ، وبعث السرايا للدعوة للإسلام لأنه عرف أن فتح مكة قد هيأ نُفوسَ كثيرٍ ممن كانوا يعادون الإسلام لقبوله . كما بعث صلى الله عليه وسلم السرايا لكسر الأصنام فأرسل خالداً فكسّر العزى وكانت بنخلة . وكانت سريته لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان للهجرة ، وكانت العزى لقريش وبني كنانة وكانت أعظم أصنامهم ، وبعث صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص فكسّر سواع : صنم هذيل ، وأرسل صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأشهلي فكسر مناة في رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم . منع المشركين من دخول المسجد الحرام بعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتح مكة ، كانت الوفود لا تزال تقدم إلى المدينة ، تعلن إسلامها واقترب موعد الحج ،ولم يستطع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج بالمسلمين إلى الحج ، فالوفود تقدم تباعاً ولا يزال في شبه الجزيرة العربية من لم يؤمن بعدُ بالله ورسوله . وما يزال بها بعض الكفار واليهود ، والكفار ـ كما كان الأمر في الجاهلية ـ ما زالوا يحجون إلى الكعبة في الأشهر الحرم ـ والكفار نَجَس ، فليبق الرسول إذاً بالمدينة حتى يتم الله كلمته ، وحتى يأذن له بالحج إلى بيته ، وليخرج أبو بكر في الناس حاجاً . كان المشركون لا يزالون يحجون إلى بيت الله الحرام ، وكان لا بد أن تتخلَّص الكعبة من قدوم هؤلاء المشركين ، كما تخلَّصت بالأمس من الأصنام ومظاهر الوثنية . وفي أواخر شهر ذي القعدة من سنة تسعٍ خرج أبو بكر الصديق بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج ، ومعه عشرون بَدَنَةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله هو خمسون بدنة وكان في ثلاثمائة رجل من أهل المدينة ، فلما كان بذي الحليفة على بُعد سبعة أميال من المدينة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثره عليَّ بن أبي طالب ، وأمره بقراءة سورة براءة على المشركين ، وفيها الآية : { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام عبد عامهم هذا * وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء * إن الله عليمٌ حكيم } التوبة : 28 . وأمر الله عباده المؤمنين الطاهرين ديناً وذاتاً بنفي المشركين ، الذين هم نجس ديناً ، عن المسجد الحرام وأن لا يقربوه بعد نزول هذه الآية ، ونادي عليُّ يوم الأضحى : أيها الناس ، لا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عُريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجَلُه إلى مدته . وأجَّل على الناس أربعة أشهر بعد ذلك ، ليرجع كل قوم إلى بلادهم ، ومن يؤمئذ لم يحج مشرك ، ولم يطف بالكعبة عريان . بل إن المشركين رجعوا فلام بعضهم بعضاً وقالوا : ما تصنعون وقد أسلمت قريش فأسلموا . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
دعوه للجنه 457 قام بنشر August 24, 2010 (تعديل) دروس مصورة (فيديو) عن فتح مكة للشيخ نبيل العوضي http://www.youtube.com/watch?v=qT0L0tkj06E&feature=player_embedded http://www.youtube.com/watch?v=erHG3XUmAvw&feature=player_embedded http://www.youtube.com/watch?v=TMO60RcuDI0&feature=player_embedded تم تعديل August 24, 2010 بواسطه دفءُ الأٌنْــــــــسِ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
دعوه للجنه 457 قام بنشر August 24, 2010 ||:: معركة عين جالوت !! ::|| بعد ان عشنا مع انتصار بدر وفتح مكته .. نكمل مسيرة انتصارات المسلمين .. مع تلك المعركة ||:: في ذكرى نشوبها :: 25 من رمضان 658هـ ::|| لم تتعرض دولة الإسلام لأوقات عصيبة وعواصف منذرة ورياح مرعبة مثلما تعرضت في القرن السابع الهجري؛ حيث دمّرت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان حواضر الإسلام الكبرى في المشرق الإسلامي، وسفكت دماء المسلمين، وأتت على معالم الحضارة والمدنية، ولم تستطع قوة إسلامية أن توقف هذا الزحف الكاسح، وانهارت الجيوش الإسلامية وتوالت هزائمها، وتتابع سقوط الدول والمدن الإسلامية كأوراق الشجر في موسم الخريف. وأطمع ضعف المسلمين وخور عزائمهم المغول في أن يتطلعوا إلى مواصلة الزحف تجاه الغرب، وإسقاط الخلافة العباسية وتقويض دعائمها، ولم تكن الخلافة في وقت من الأوقات أضعف مما كانت عليه وقت الغزو المغولي؛ فخرج هولاكو سنة (651هـ= 1253م) على رأس حملة جرارة، تضم مائة وعشرين ألف جندي من خيرة جنود المغول، المدربين تدريبًا عاليًا على فنون القتال والنزال، والمزودين بأسلحة الحرب وأدوات الحصار، تسبقهم شهرتهم المرعبة في القتل وسفك الدماء، ومهارتهم الفائقة في الحرب، وشجاعتهم وقوة بأسهم في ميادين القتال. >>>>>>>>>> ||:: سقوط الخلافة العباسية ::|| اجتاحت قوات المغول الأراضي الإيرانية، ولم تجد ما يعوق حركتها حتى وصلت إلى بغداد، فضربت حصارًا عليها، ولم يكن لها قدرة على رفع هذه الجيوش الجرارة؛ فاستسلمت في خنوع إلى الغازي الفاتك فدخلها في (4 من صفر 656 هـ = 10 من فبراير 1258م)، واستباح جنوده المدينة المنكوبة، وقتلوا السواد الأعظم من أهلها الذين قدروا بنحو مليون قتيل، ولم يكن خليفة المسلمين وأسرته بأسعد حال من أهالي المدينة، حيث لقوا حتفهم جميعًا، وأضرم التتار النار في أحياء المدينة، وهدموا مساجدها وقصورها، وخربوا مكتباتها، وأتلفوا ما بها من تراث إنساني، وأصبحت المدينة التي كانت عاصمة الدنيا وقبلة الحضارة أثرًا بعد عين. >>>>>>>>>> ||:: أوضاع الشام قبل حملة هولاكو ::|| كانت بلاد الشام في أثناء تلك المحنة يحكم الأيوبيون أجزاء كبيرة منها، ولم تكن العلاقات بينهم ودية على الرغم من انتسابهم إلى بيت واحد وأسرة كريمة هي أسرة صلاح الدين الأيوبي، وبدلا من أن توحدهم المحنة وتجمع بين قلوبهم ويقفوا صفًا واحدًا هرول بعضهم إلى هولاكو يعلن خضوعه له، مثلما فعل الناصر يوسف الأيوبي صاحب دمشق وحلب، وكان أقوى الأمراء الأيوبيين وأكثرهم قدرة على مواجهة هولاكو لو رغب، لكنه لم يفعل وأرسل ابنه العزيز إلى هولاكو يحمل إليه الهدايا، ويعلن خضوعه له، ويطلب منه أن يساعده على الاستيلاء على مصر وتخليصها من حكم دولة المماليك الناشئة التي انتزعت الملك من بيته. لكن هولاكو رأى في عدم قدوم الناصر إليه بنفسه استهانة به، فكتب إليه رسالة غاضبة يأمره بالإسراع إليه وتقديم آيات الولاء والخضوع دون قيد أو شرط، فانزعج الناصر، وأدرك أن مسعاه قد خاب، واستعد استعداد الخائف لمواجهة المغول، وبعث بأسرته إلى مصر. >>>>>>>>>> ||:: حملة هولاكو ::|| خرج هولاكو في رمضان (657هـ= 1295م) من عاصمة دولته مراغة في أذربيحان، متجهًا إلى الشام، معه حلفاؤه من أمراء جورجيا وأرمينيا، يقود طلائعه قائده "كيتوبوقا"، متجهين إلى الشام، وكانت ميافارقين بديار بكر أول ما تبتدئ به الحملة الغازية، فصمدت المدينة للحصار مدة طويلة دون أن يفلح المغول في اقتحامها، غير أن طول الحصار ونفاد المؤن وانتشار الأوبئة وهلاك معظم السكان دفع إلى استسلام المدينة. وفي أثناء الحصار كانت جيوش المغول تستولي على المدن المجاورة، فسقطت ماردين، وحران، والرها وسروج والبيرة، ثم واصل الجيش زحفه إلى حلب وحاصرها حصارًا شديدًا، حتى استسلمت في (9 من صفر 658هـ- 25 من يناير 1260م)، وأباح هولاكو المدينة لجنوده سبعة أيام فعاثوا فيها فسادًا، ونشروا الخراب في كل أرجائها، ولم تكد تصل هذه الأنباء المفجعة إلى دمشق حتى آثر أهلها السلامة بعد أن فر حاكمها الناصر يوسف الأيوبي، وسارعوا إلى تسليم المدينة، وشاءت الأقدار أن يغادر هولاكو الشام ويعود إلى بلاده تاركًا مهمة إكمال الغزو لقائده "كيتوبوقا" فدخل دمشق في (15 من ربيع الأول 658هـ= 1 من مارس 1260م). >>>>>>>>>> ||:: الأوضاع في مصر ::|| وكان من نتيجة هذا الغزو أن فر كثير من أهل الشام إلى مصر التي كانت تحت سلطان دولة المماليك، ويحكمها سلطان صبي هو الملك "المنصور نور الدين علي بن المعز أيبك"، وفي هذه الأثناء بعث الملك الناصر يوسف الذي أفاق بعد فوات الأوان برسول إلى مصر يستنجد بعساكرها للوقوف ضد الزحف المغولي، وكانت أخبار المغول قد انتشرت في مصر وأحدثت رعبًا وهلعًا. ولما كان سلطان مصر غير جدير بتحمل مسئولية البلاد في مواجهة الخطر القادم، فقد أقدم نائبه "سيف الدين قطز" على خلعه، محتجًا بأنه لا بد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والملك الصبي صغير لا يعرف تدبير المملكة، ولم يجد قطز معارضة لما أقدم عليه؛ فالخطر محدق بالبلاد، والسلطان قد ازدادت مفاسده وانفض الجميع من حوله. >>>>>>>>>> ||:: رسالة هولاكو ::|| بدأ السلطان قطز يوطد أركان دولته ويثبت دعائم حكمه، فعين من يثق فيهم في مناصب الدولة الكبيرة، وقبض على أنصار السلطان السابق، وأخذ يستعد للجهاد وملاقاة المغول، وسمح برجوع بعض أمراء المماليك من خصومه وكانوا بالشام، وعلى رأسهم بيبرس البندقداري فرحب به، وأحسن معاملته، وأقطعه قليوب ومناطق الريف المجاورة لها، وأغرى قوات الناصر يوسف الأيوبي ـ الذي فر من دمشق وطلب نجدة المماليك بمصر ـ بالانضمام إلى جيشه وكانت بالقرب من غزة، فاستجابت لدعوته. وفي تلك الأثناء وصلت رسل هولاكو إلى القاهرة تحمل خطابا تقطر كبرا وغطرسة، ويمتلئ بالتهديد والوعيد، ومما جاء فيه: ".. إنا جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غضبه، فلكم بجميع الأمصار معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وسلموا إلينا أمركم.. فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرق لمن شكا.. فما لكم من سيوفنا خلاص ولا من أيدينا مناص، فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق، ورماحنا خوارق...". >>>>>>>>>> ||:: الاجتماع التاريخي ::|| وأمام هذا الخطر الداهم عقد السلطان قطز مجلسًا من كبار الأمراء، واستقر الرأي على مقابلة وعيد المغول بالاستعداد للحرب، وعزز ذلك بقتل رسل المغول؛ ردًا على تهديد هولاكو وكان هذا التصرف إعلانًا للحرب وإصرارًا على الجهاد، وفي الوقت نفسه بدأ قطز يعمل على حشد الجيوش وجمع الأموال اللازمة للإنفاق على الاستعدادات والتجهيزات العسكرية، وقبل أن يفرض ضرائب جديدة على الأهالي جمــــع ما عنده وعند أمرائه من الحلي والجواهر، واستعان بها في تجهيز الجيش، استجابة لفتوى الشيخ "العز بن عبد السلام" أقوى علماء عصره. ولم يقتصر الأمر على هذا، بل لقي صعوبة في إقناع كثير من الأمراء بالخروج معه لقتال التتار، فأخذ يستثير نخوتهم ويستنهض شجاعتهم بقوله: "يا أمراء المسلمين لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته فإن الله مطلع عليه..."؛ فأثرت هذه الكلمة في نفوسهم، وقوت من روحهم، فخرجوا معه وتعاهدوا على القتال. ||:: الخروج إلى القتال ::|| وفي (رمضان 658هـ= أغسطس 1260م) خرج قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وترك نائبا عنه في مصر هو الأتابك فارس الدين أقطاي المستعرب، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول ، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم، ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا ، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلا قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس. وكان الجيش المغولي يقوده كيتوبوقا (كتبغا) بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرقت ببلاد الشام في جيش موحد، وعسكر بهم في عين جالوت. >>>>>>>>>> ||:: اللقاء المرتقب ::|| اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، وألا يظهر للعدو المتربص سوى المقدمة التي كان يقودها الأمير بيبرس، وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (25 من رمضان 658هـ= 3 من سبتمبر 1260م) حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقق نصرًا خاطفًا، وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته:"واإسلاماه!"، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعورا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة. ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات ويضرع إلى الله قائلا: "... يا ألله!! انصر عبدك قطز".. وما هي إلا ساعة حتى مالت كفة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.. ثم نزل السلطان عن جواده، ومرغ وجهه على أرض المعركة وقبلها، وصلى ركعتين شكرًا لله. >>>>>>>>>> ||:: نتائج المعركة ::|| كانت معركة عين جالوت واحدة من أكثر المعارك حسمًا في التاريخ، أنقذت العالم الإسلامي من خطر داهم لم يواجه بمثله من قبل، وأنقذت حضارته من الضياع والانهيار، وحمت العالم الأوروبي أيضًا من شر لم يكن لأحد من ملوك أوروبا وقتئذ أن يدفعه. وكان هذا النصر إيذانًا بخلاص الشام من أيدي المغول؛ إذ أسرع ولاة المغول في الشام بالهرب، فدخل قطز دمشق على رأس جيوشه الظافرة في (27 من رمضان 658 هـ)، وبدأ في إعادة الأمن إلى نصابه في جميع المدن الشامية، وترتيب أحوالها، وتعيين ولاة لها، وأثبتت هذه المعركة أن الأمن المصري يبدأ من بلاد الشام عامة، وفي فلسطين خاصة، وهو أمر أثبتته التجارب التاريخية التي مرت على المنطقة طوال تاريخها، وكانت النتيجة النهائية لهذه المعركة هي توحيد مصر وبلاد الشام تحت حكم سلطان المماليك على مدى ما يزيد عن نحو مائتين وسبعين سنة. . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر