اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

معًا نحمل الخير لمصر.. معًا نحمل الخير للناس

Recommended Posts

معًا نحمل الخير لمصر.. معًا نحمل الخير للناس

 

بقلم: د. إبراهيم حجازي

 

 

معًا أنا وأنت، يدًا بيد، ساعدًا بساعد، معًا لا أنا بمفردي ولا أنت وحدك، معًا لا يتخلف أحدنا عن الآخر، معًا جنبًا إلى جنبٍ نقول ونتكلم، معًا كفًّا بكف نعمل ونبني، فاليد الواحدة لا تصفق، معًا نتكامل، معًا نتكافل، معًا نتواصى، معًا نتواصل، معًا نشيد اليوم، نخطط للغد، نحلم للمستقبل.. ما أعظم حاجتنا أنا وأنت، بعضنا للآخر.

 

 

معًا نعمل وندعم، فعلاً ومواقف لا وقوفًا وكلامًا، نساند كما ساند الصحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) ووقفوا بجانبه ولم يخذلوه، واستحوا أن رأوه يعمل وحده، وهم قعود، فقاموا وساندوا، وعملوا وجدوا، وقالوا قولتهم الشهيرة: لئن قعدنا والنبي يعمل، لذاك منا العمل المضلل.

 

 

معًا نحمل التكليف ونساعد في حسن التنفيذ، وأعظم الترشيد، فنصل إلى الهدف المطلوب ونقترب من الغاية المنشودة، كما أشار أب على ابنه فأطاعه، فشَرف الابن أباه بوقوفه بجواره وعدم التخلي عنه، كما فعل أنبياء الله إبراهيم وإسماعيل، وكما حكى القرآن: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102)﴾ (الصافات).

 

 

معًا نعمل العمل الصالح الذي يعود على الأمة بالخير، وكما أشار القرآن إلى الجماعة المؤمنة الذين يعملون عملاً واحدًا، لا فردًا واحدًا نشازًا، وإن كان قويًّا سيضعف بعد حين، ويكل بعد فترة، ويمل حين يلتفت يمنةً أو يسرةً فلا يرى إلا نفسه، فيداخله الضعف والسقم، لذا نبهنا القرآن بقوله تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾ (العصر).

 

 

معًا أنا وأنت نبني ونشيد، نتعاون ونتكاتف، كما كان أقوى ملوك الدنيا، ذو القرنين مع المقهورين المظلومين من أهل القرى، فقال لهم: أعمل وتعملوا، أجتهد وتساعدوني، أفكر وتدعموني، فطلب منهم رغم قوته وتمكنه ﴿قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)﴾ (الكهف)، فلم يعمل بيده وحده وهو القادر، ولم يفكر بعقله وحده وهو المجرب، بل فكر وعمل وعمل الكل معه حتى وصلوا للغاية المأمولة والهدف الجميل المنشود فعاشوا في أمان وسلام.

 

 

معًا يشد بعضنا أزر بعض، فأنا وأنت كما قال الاجتماعيون مدنيان بالطبع، فلن يكتفي واحد منا بحاجيات نفسه أبدًا، بل لا بد من الغير، ولسنا أفضل حالاً من أنبياء الله وأصفيائه، الذين طلبوا مؤازرة بعضهم بعضًا، وأن يقف الإنسان في كتف أخيه الإنسان، تمامًا كما طلب نبي الله موسى من ربه أن يدعمه بأخيه هارون ﴿وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)﴾ (طه).

 

 

معًا أنصحك فتتذكر، ترشدني فلا أتيه.. أدلك لئلا تضل، تصحح لي فأقف وأعالج، نعم فلسنا أحسن حالاً ولا أعظم مكانة من نبي الله داوود وسليمان، نبي الله داوود يحكم، ويفهم المسألة ابنه نبي الله سليمان، فداوود يحكم وسليمان يتقصى، فنجد أن نبي الله سليمان يفهمه ربه مسألة، شرفه الله بها على أبيه نبي الله داوود عليهما السلام، فيقول تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ (الأنبياء: من الآية 79)، من أنهما ذو مكانة عالية ومنزلة رفيعة، كما قال تعالى: ﴿وَكُلاً آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ (الأنبياء: من الآية 79). ولكن الأمر أمر التكامل والمشاركة، الدعم والمساندة.

 

 

معًا القضية قضيتنا، الحكاية حكايتنا، القصة واقعنا، أنا وأنت وشعب مصر، قضية غذاء نظيف آمن نبحث عنه، غذاء غائب وإن وُجد فهو ملوث غير صحي، قصة ماء نظيف نريد أن نحيا به بجد، لا ماء قد أمرضناه بأيدينا، فإذا ما استعملناه فسرعان ما يوارينا تحت التراب، قضية عمل نبحث عنه حتى يخرج أبناؤنا العاطلون من حجراتهم إلى إثبات ذواتهم وأنفسهم، قصة حريات ومشاركة في العملية السياسية والانتخابية، ننادي بها حتى تتكلم، وتقول فلا تمنع ولا يخرس لسانك، تعلو أصواتنا وننادي فلا نحبس، تناقش وتطرح الرؤى، وأنت آمن على نفسك وبيتك ومالك، قضية مال عام قد عرفنا بعد لأي مصادره وحتى الآن لا نعرف أين مورده ولا مصرفه.

 

 

قضية فساد قد استشرى، قضية حلب الجاموس حتى كاد أن يجف الضرع، قضية من لا يحبون بلدهم ويزعمون زورًا أنهم والهون بها ولكن عملهم ينبيك عن سيرتهم ببيان، قصة مسلسل رأينا بدايته لكن يا للمرار لا نشاهد في الأفق له نهاية، نرى لغوًا يرغي ويزبد، ولا نرى قيمة تعلو وتزكى، لا عمل جاد يدعم، ولا فكر يشجع وينمي، حتى أصبحنا في ذيل الذيل، ولا خروج إلا بأنا وأنت.. نعم معًا أنا وأنت.. فهل تحب أن نكون معًا؟.

 

 

معًا نحمل الخير لمصر

نحمل الخير للناس، مقصد قرآني ومطلب نبوي بأن نحمل الخير للناس، ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: من الآية 77)، أي افعلوا الخير تفلحون، الخير الذي هو منهج الله في أرضه، سنة النبي في حياة المسلمين وحركاتهم، هو كل ما يحتاجه الإنسان في دنياه كي يعيش يومه وغده، حاضره ومستقبله.

 

 

نحمل الخير للناس؛ لأننا ننتمي لخير أمة أخرجت، أمة الخير، مهمتها في الحياة فعل الخير، ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: من الآية 110)، ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾ (آل عمران: من الآية 104)، فنحن نفعل أي شيء لأهلنا وأمتنا ما دامت تعيش في خير وتحيا به حرة عزيزة، بل نزهق أنفسنا في سبيل الله فداء لبلدنا ووطننا إن كان في ذلك الخير.

 

 

نحمل الخير للناس، الذي أعلاه تعظيم حرمات الله وتقديسها، وأعظم الخير التواصي بكتاب الله وسنة النبي المعصوم، ونحمل أنفسنا وندعو قومنا بالوقوف على أمارته التي هي محاب الله ورسوله، والبعد عما يكرهه الله ورسوله، فلا نقر بغيًا، ولا نشرع حرامًا، ولا نحمي فاسدًا، فنعظم الحلال وندعو إليه، ونبغض الحرام بألوانه وننفر منه، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ (الحج: من الآية 30).

 

 

نحمل الخير للناس فنذكر أمتنا بالثوابت التي لا تتغير وبالأصول التي لا تتبدل، من إقامة الصلاة وتطهير النفس والصلة بالله والعمل بالقرآن والعيش تحت ظلاله، والإصلاح بين الناس، ودعوتهم إلى أن يكونوا مع كونهم صالحين أن يكونوا مصلحين، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)﴾ (الحج)، ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ (الكهف: من الآية 46).

 

 

نحمل الخير للناس بتذكير أهلنا الذين هم في سويداء القلب أن مع الدنيا آخرة، وأن مع اليوم غدًا، وأن حياة المرء ونعيمه في أخراه مرهونة بما قدمه في دنياه، وأن الدنيا ليست فقط سعيًا للمال وطلبًا للرزق، بل هي كذلك قلب مفعم بمحاب الله والأنس به والشوق إليه، وبذلك يحدث لنا التنبيه من الغفلة والنهوض من الورطة، وإيصال الدنيا بالآخرة، والجسد بالروح، كل ذلك يمكن أن نجده في قوله عز وجل: ﴿وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾ (النحل: من الآية 30).

 

 

نحمل الخير للناس بحمل دستور خالد محكم من عند الله، لا يعتريه النقص، ولا يقبل العبث، يرعى مصالح العباد، ويقدر حاجتهم، فيه كل ما يواكب الحاضر ويتضمن إشارات المستقبل، إنه كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو العاصم عند الاختلاف لا أهواء البشر وأمزجتهم، ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ (النساء: من الآية 59).

 

 

نحمل الخير للناس بإصلاح الجانب الاجتماعي، وجعل المجتمع مجتمع الحب والتعاون لا منبع الشر والثورة، فنهتم باليتامى وإصلاحهم برعايتهم والسهر عليهم والمسح على ظهورهم، والتأكيد على أن رعايتهم وحسن التعامل معهم وإصلاح ما يسعدهم هو الجنة بعينها، وأن هذا هو الطريق لملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة، إنها إشارات قوله تعالى ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ﴾ (البقرة: من الآية 220)، وقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة".

 

 

نحمل الخير للناس؛ حيث الناس في المجتمع ما هم إلا أسرة كبيرة يغشاها الحب في الله، تتبادل المنافع بينها وبين بعضها بما يرضي الله، فإن كنت أبيع ففي الحقيقة أنني أشتري لنفسي، وإن كنت شاريًا فإنني أبيع لغيري، فيتحقق القسط والعدل بين الناس، لا أكون كالذي يشتري ويريد أن يطبب الميزان، أو وقت أن يبيع يبخس المشتري حقه، وحينما نساهم ونوجد العدل والمساواة ساعتها الخير يُحمل للناس، ﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ (الإسراء: من الآية 35).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..