ali desoky 391 قام بنشر January 16, 2011 متى يرجع شباب الـ SMS لعقله ؟ (أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب) .. مثل مصري عبقري تذكرته وأنا أتابع أحدث الإحصائيات المصرية الموثقة عن معدلات إنفاق المصريين بشكل عام .. والمجالات التي يبدو أن القوى المؤثرة فيها هم الشباب بشكل خاص..تلك الإحصائيات التي قلبت الأوضاع في رأسي وجعلت الأمور كلها تتلخبط لأن كم التناقض والصدمة الموجودين فيها يفوق كل التصورات والقدرة على الاستيعاب .. فالحالة الاقتصادية للشباب تحديدا تثير حالة من الرثاء على أوضاعهم وهى المسئولة بشكل أو بأخر عن معظم - إن لم يكن كل - مشاكلهم ، فهي السبب الرئيسي لارتفاع سن الزواج وتزايد أعداد العزاب والآنسات في مصر والتي وصلت لثلاثة عشر مليون شاب وفتاة_ وفقا لأحدث الإحصائيات الرسمية _ وكانت وراء زيادة عدد العاطلين الذين قدرت الحكومة عددهم في 2010 بـ3,3 مليون شخص . وتسببت الحالة المادية القاسية كذلك في بعض الحالات شديدة الخصوصية في ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب كما زادت من حالات التحرش والاغتصاب والزواج العرفي وأمراض الاكتئاب .. و كل هذه الأمور لا يمكن لأحد إنكار وجودها بما يعنى أننا نتحدث عن واقع به الكثير المشاكل التي تحتاج لتكاتف الجميع لتجاوزها لكن هنعمل أيه و كما يقال (العين بصيرة والأيد قصيرة) .. كلام جميل وكلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه.. لكن إذا تعرفنا على مصاريف الشباب المصري التي أتحدى إن كان شباب اغني الدول يماثلوهم فيها فإن الكثير من الأمور يمكن أن تتغير .. ونبدأ بالمحمول الذي ننفق عليه في مصر وفقا لأخر تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 5 مليارات جنيه سنويا للمكالمات وشراء الأجهزة .. وحين نتحدث عن الموبايلات من المستحيل اتهام فئة غير الشباب بأنها السبب الأول والأخير وراء إهدار هذه المليارات في الرسائل القصيرة والمكالمات الطويلة والمساهمة على الفاضى والمليان في إثراء القنوات التليفزيونية التي تلعب على مشاعرهم سواء الدينية أو الرياضية أو الترفيهية وتطالبهم في كل مناسبة بإبداء أرائهم عن طريق (sms) والحقيقة هم لا يتأخرون !! أيضا يأتي علينا عيد الحب ( عيد الطين) بنفحاته العاطفية التي يخرج الشباب من جيوبهم وجيوب أهاليهم (100 مليون جنيه) سنويا – وفقا لدراسة اقتصادية دقيقة -للاستمتاع بعبيرها الأخاذ مما يجعل الكراهية أرخص بكتير من الحب !! وبعدين لما نحب بهذا المبلغ امال نتجوز بكام !! وبعد ذلك نصرخ من الفقر والبطالة ؟؟ نقول كمان.. الشباب الذي أساءته تصريحات السيدة عائشة عبد الهادي – وزيرة القوى العاملة - والتي قالت فيها إنه على خريجي الكليات النظرية أن يتقبلوا فكرة العمل كرجال أمن فى بعض الأماكن واعتبروها إهانة ، لماذا لم يعتبروا كونهم الممول الرئيسي للآلاف من المقاهي التي ننفق فيها سنويا _حسب ما ذكره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء – 2,6 مليار جنيه سنويا -( أما التدخين سواء داخلها أو خارجها فتصل تكلفته لـ4 مليارات جنيه ) – أهانه لأدميتهم حيث يضيعون ساعات طويلة من عمرهم فيما لا طائل منه ، كما يضيعون أموالهم لحساب أصحاب هذه المقاهي الذين لا تقل مكاسب معظمها عن الآلاف يوميا . بصدق .. أنهكني رصد كل هذه المليارات في الوقت الذي نقول فيه في كل مناسبة إننا غلابة وفقراء وشبابنا مطحون .. و أنا هنا لا أنفى هذا الأمر ولا أتحدث عن الكل بل عن جزء كبير من الشباب الذين انخرطوا في السلوك الاستهلاكي دون وعى حقيقي بواقعهم أو واقع غيرهم من الشباب الذين لا يجدون فرصة للالتفات خلفهم من شدة التعب في أعمالهم التي يسعوا من خلالها ليل نهار لبناء مستقبل حقيقي في الوقت الذي يضيع فيه آخرون المليارات بسفه أنفاقي غير مبرر إلا إذا كان للأمر علاقة بالوراثة حيث أن هذا هو النمط السائد لدى اغلب الشعب المصري و المليارات التي نصرفها على الكعك وحلاوة المولد وموائد إفطار رمضان تشهد على ذلك .. لكن هل من الحكمة أن يسير الجيل الجديد على هذا النهج الذي كان من نتائجه معظم المشاكل التي يعيشها الآن ؟ أم إن عليه ابتداع سنة حسنة وهى التعامل مع الأموال بصورة أكثر حرصا وتعقلا ووقتها ستختلف الصورة ولن نسمع سيمفونية الفقر التي تعزف في رؤؤسنا يوميا والتي يؤلمني أن أقول إننا نستحقها بكل قوتها وصخبها إذا كنا نهدر الأموال بهذه الصورة البعيدة عن التكافل الاجتماعي لان من ينفق إما أنه ينفق عن فائض وهنا لابد أن يوجه هذا الفائض لما يخدم شباب مثله تعجزهم الحاجة عن التمتع بأبسط صور الحياة الطبيعية.. أو أنه ينفقها عن جهل بقيمة أمواله التي يراها قليلة ولكنها في النهاية مع القليل من الملايين غيره ممن يملكون نفس اللامبالاة بفلوسهم تتجمع عشرات المليارات التي يمكن أن تغير وجه حياة الشباب في مصر لأنه وفقا لرأى عدد كبير من رجال الاقتصاد فأن المبالغ التي تنفق على المحمول سنويا لو تم توجيهها لمحاربة البطالة بإقامة مشروعات إنتاجية يعمل فيها الشباب سنقضى على البطالة خلال فترة تتراوح ما بين أربع وخمس سنوات على أقصى تقدير .. هذا بفلوس المحمول وحده فما بالكم إذا أضيف إليها مصاريف عيد الحب والقعدة على القهاوى والتدخين ..المسألة هتبقى مختلفة لكن هل يمكن أن يرجع الشباب لعقله ويتوقف عن إرسال أل(sms) و رص حجرين الشيشة وشراء الدباديب الحمراء .. أشك. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر