رؤيتى للأحداث فى مصر بعد خطاب مبارك الأخير

[عاشق الصداقه 525]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أعتقد أن جميع المصريون الآن ينتابهم شعور غريب - المؤيدين منهم والمعارضين - الجميع كان يترقب بشكل غير مسبوق الخطاب المنتظر لمبارك .. بل وجميع الأوساط العربيه والعالمية كانت تنتظر فى ترقب شديد ..

 

بعد البيان الأول للجيش - صارت هناك بلبلة شديده فى الأخبار والتوقعات - حتى أن البيت الأبيض أعلن أن كل التوقعات ممكنه وعلينا الإنتظار - فلا أحد يستطيع أن يقطع بما سيحدث

 

أكثر ما أثار البلبله - البيانات التى صدرت عن مسئولين كبار فى الدوله وكلها متناقده ،، فرئيس الوزراء وحده أتى بتصريحين مناقضين لبعضهما (حسب ما نشرته قناة العربيه) ،،

 

وإنحصرت التوقعات فى (تنحى مبارك أ، تفويض صلاحياته لنائبه أ، رحيل مبارك) ،، وكل واحده من الثلاث لها إختلافها عن الأخرى ..

 

أيضاً الجميع يراهن على موقف الجيش ، وبإنتظار البيان الثانى للجيش والذى أعتقد ويعتقد الكثيرون أنه سيحسم الأمر ويحدد هوية مصر فى الأيام المقبله

 

والان .. ماذا بعد البيان ؟؟

 

أقرأ البيان قراءة شخصيه من منطلق فهمى ووجهة نظرى المتواضعه ولا أفترض أنها القراءة الأصح ،، لكنى أقول وجهة نظرى لمن يريدها ولمن يحترمها وفقط ..

ماذا فعل مبارك :

 

- أرى أن مبارك قد حاول مره أخرى إكتساب الوقت لصالحه مع إحداث إنقسام أكبر بين أبناء الشعب المصرى - فحدة التأييد والمعارضه ستزداد الآن - بعد تعاطف الكثيرين مع مبارك مره أخرى من كلامه المعسول الذى لا يزال يوجد بين أبناء بلدنا من يصدقه ويرق قلبه له - لأن مصر بطبيعة شعبها - شعب عاطفى يمكن التأثير عليه بهذه الطريقه التى يحسن صياغتها النظام .

 

- أرى أيضاً أن مبارك يزيد من إكتساب بعض المصريين فى صفه لتعزيز العدد المؤيد له ولبقاؤه ولتضحياته المزعومه ولبطولاته و .....

 

- أرى أن مبارك يلعب لعبه مزدوجه مع سليمان ليعتقد الكثيرون أن هناك أجندات أجنبيه أيضاً تسير عقول شباب ميدان التحرير (مع تغيير بسيط فى نبره الإعتراف بهذا الشباب ومحاولة إكتسابهم وتهدئتهم)

 

- أرى أن مبارك حاول أن يجمع بذكاء بين ما يريده هو وما يريده المتظاهرون - بكونه قد فوض صلاحياته إلى نائبه (وهذه الخطوه فى حد ذاتها تعتبر ترك للحكم) ،، مع البقاء بشكل صورى وديكورى - حتى لا يكون قد رحل أو تنحى بضغط الشعب عليه

 

- مبارك مره أخرى يقدم (كبش فداء) بعد أن قدم حبيب العادلى وأحمد عز .. الآن يقدم بعض قيادات الحزب الوطنى وأعضاء مجلس الشعب ممن تورطوا فى أعمال القتل والتخريب فى الأربعاء المشئوم ،، ويفعل هذا لكسب هدوء الناس وثقتهم .

 

- مبارك حاول أيضاً كسب ثقة الناس بل وتخويفهم من الأحداث التى يمكن أن تحدث من الأجواء الخارجيه - بقوله (أرفض أى إملاءات خارجيه) وكأنه يظهر كالرجل الذى يحافظ على هيبة مصر وقرارها دون تدخلات أجنبيه ،، فى نفس الوقت الذى يبث فى عقول الكثيرين تخويفهم من سيناريو التدخلات الأجنبيه فى حالة تركه للسلطه كلياً ،، وأرى أن هذه (إشتغاله) ولا تصلح إلا بهذا المعنى .. لأننا أغلبنا يعلم أن مبارك يأخذ أوامره من الخارج طوال فترة حكمه ،، والان يريد أن يصحح صورة ذلك ويتضح كالبطل .

 

- مبارك ولأول مره يعترف بأخطاؤه السياسية ،، وفى هذا تنازل مقصود منه أيضاً نعلم سببه وما يريده منه .

 

- يرى المحللون ان سليمان هو الحاكم الفعلى الآن للبلاد ،، وخطاب مبارك يعتبر خطاب وداع لوجه الحاكم المصرى ،، فمن الان من سيتحدث ويتخذ القرارات هو سليمان

 

ماذا يحدث فى التحرير :

 

- أنا وغيرى الكثيرون - نرى أن الصوت الحاكم الان هو صوت المرابطين فى التحرير ،، وهم من بيدهم الأمر بعد الله عز وجل - هل سيرضون ويرحلون أم لأ أم ماذا !! ولهذا علينا الإهتمام جيداً لهذه النقطه ..

- حدث ما توقعته فى التحرير من تذمر شديد جداً تجاه خطاب مبارك - زاد الناس غضباً وإحتجاجاً وإصراراً على رحيل مبارك

- غداً سيحسم الأمر بخصوص ما سيحدث من متظاهروا ميدان التحرير ،، والخطوه القادمة للجيش هى ما عليها الرهان الاكبر الآن .. والجميع يترقب موقف الجيش غداً .

- موقف (وائل غنيم) كأحد أهم قيادات ميدان التحرير الآن - لم يتضح بعد فيما بعد لقاء مبارك ،، وأرى أن رأيه سيكون له صدى كبير إن ادلى بموقفه بوضوح .

 

ماذا أقرأ بشكل عام أيضاً :

 

- خطاب مبارك بالفعل وكما ذكرها الكثير من المحللون (يفجر مصر) وأرى أنه يضحى بمصر كلها فى سبيل وجوده حتى ولو بشكل صورى ..

- لا يملك أحد الآن أن يصل للصورة النهائيه لما ستذهب إليه الأمور ،، وأن الجيش وموقفه هو الذى سيصل إلى نقطة ما تحدد الوضع كاملاً .. وهذه نقطه خطر نتابعها بتوتر .

- أرى أن غداً ستحدث أكبر تظاهره منذ بدء الثورة ،، وستحدد مجرى الأمور بشكل كبير ،، ويكمل هذا موقف الجيش الذى لا يمكننا توقعه الآن ،، والذى يراهن عليه الكثيرون .

- أرى أيضاً أن مبارك ربما لن يتنازل أكثر من ذلك (من تلقاء نفسه وتحت ضغط كل ما حوله) - والخطوه القادمة إن كانت ستكون من الجيش بدعم أو عدم دعم المتظاهرين بشكل حاسم ،، والسيناريو الأكثر رعباً هو بقاء الجيش كما كان على حياد فحينها ربما يحدث غداً ما لا يتمناه أحد .

- مبارك يعلم جيداً أنه لن يفلت من العقاب إذا ما ترك السلطه كلياً - خصوصاً بعد فضائحه المالية ،، التى تسعى الآن لتأكيد حجم ثروة مبارك وتستعد لمقاضاته من أين أتى له هذا بعد البلاغ الرسمى الذى تقدم به محامون الى النائب العام للتحقيق فى ثروة مبارك .. فيحاول مبارك بكل ما يملك أن يترك السلطه لكن دون تنحى حتى لا تعاقبه المحاكمة والتى إن إقتصرت على أقل شىء ستقتصر على ثروة مصر المنهوبه بواسطة عائلة مبارك والتى ترددت أنباء عن كونها تتراوح بين 40 و 70 مليار دولار والتى تتجاوز فى ذلك ثروة بيل جيتس (أغنى رجل فى العالم) ! - وحتى الان لا يمكن تأكيد هذه النقطه ولكن الأيام القادمة وتحقيق النائب العام سيبين ثروة عائلة مبارك ومن أين جاء بها ،، وسيعزز إحتمال محاكمته عليها تخليه عن السلطة .. اما فى ظل الوضع الحالى والذى يسعى له مبارك بالبقاء فى السلطه بشكل كارتونى - سيسعى فى هذا الوقت لإغلاق هذا الملف بكل ما يستطيع هو ومن معه .

 

- أرى أنه تجلى بوضوح الآن للمنخدعين بدعوى ضرورة وجود الرئيس من أجل التعديلات الدستورية ،، بل ومن الىراء من أنكر إمكانية تفويض مبارك صلاحياته لنائبه عمر سليمان ،، وأرى أنه الآن يتضح أن وجود مبارك بشكل صورى ليس له أى ضرورة ،، ولا يمس أمن مصر ولا الفراغ السياسى بمصر ولا أى شىء مما كان يتردد - فتفويض الصلاحيات لسليمان هو الحل الأمثل لكل هذه الأمور ،، بل ووجود مبارك بعد هذا التفويض هو ما يفجر الوضع الان بين إنقسامات كثيره فى الأراء ،، وتضجر واضح من مرابطى التحرير ،، ودفع واضح للجيش بأن يتخذ موقفاً محدداً واضحاً يضبط الأمر كله .

 

- عن نفسى متفائل جداً جداً بما سيحدث - وأنه فى مصلحة مصر وشعبها - ومتفائل أيضاً بشأن أن كل من يستحق العقاب سيعاقب بما فى ذلك الحاكم الكارتونى الان (مبارك) ،، وأكررها كما أقولها دائماً (سجل يا تاريخ - نهاية كل ظالم) ،، وأؤمن أن ما يحدث هو تدرج طبيعى للأحداث .. فالتدرج قانون كونى ثابت ،، كما أؤمن بضرورة الصبر الآن ومتابعة الاحداث وماذا سيكون ويحدث فى الأيام القليلة المقبله .. فليس الأمر بالسهل ،، وليس بالمستبعد فى نفس الوقت ،، كما أن شلال الأحداث وإتجاهه يصب فى إرادة شعب مصر .

 

أخيراً - ربما أقوم بتعديل هذا الموضوع لإضافة المزيد - لأن الأحداث فيها تطور سريع ،، ولأننى كتبت هذا الموضوع وأنا فى حالة عصبيه متوتره مما يمكن أن يحدث لأبناء بلدى غداً

 

فى حالة وجود أى نقاشات - أرجو أن تكون ردود هادئه كما حرصت ان يأتى الموضوع هادئاً - حتى لا ننجرف لما تمليه الأحداث الآن من إنقسامات حاده فى الآراء يتفجر لها الشارع المصرى ومواطنى هذا البلد العظيم

 

والله أسأل أن يقدم ما فيه الخير للبلاد والعباد (وهو أعلم بهذا الخير) ،، وحسبنا الله ونعم الوكيل