اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

يا حكام المسلمين .. إما الإصلاح أو الإفساح

Recommended Posts

يا حكام المسلمين .. إما الإصلاح أو الإفساح

الإصلاح أن ننتقل من السيء إلى الحسن ومنه إلى الأحسن، وبعبارة أوضح من أهل الشمال إلى اليمين ومنه إلى المقربين، والإفساح أن يترك الإنسان المكان لغيره؛ لعله أن يكون أقدر على الإصلاح، وإما أن يتركه رغبة واختيارا، أو قهرا وإجبارا، الإصلاح يبدأ من نقطة إحساس بمعايير الخير والشر، والحق والباطل، والظلم والعدل، والقوي والضعيف، والغني والفقير، ويُجيَّش الجميع ليكونوا جزءًا من مشروع الإصلاح، ويكون الرصيد للحاكم والمحكوم، والغني والفقير، والرجال والنساء، والشيب والشباب؛ لأن الكل يشعر أنه جزء من مشروع إصلاحي كبير، أما الإفساح فهي حالة ملل من الحاكم بالمحكوم، فيسعى إلى فسحه بعيدًا عن دائرة الإنجاز والإصلاح، والاطلاع والمراقبة للصادر والوارد، والمكتسبات والنفقات، حتى يصل الشعب إلى درجة الاختناق لأنه تم تغييبه وإفساحه بعيدًا، فيضمر في نفسه ويدَّخر في أحشائه ثم ينفجر يوما ليزيح ويفسح من قد أزاحه، هي إذن حالة من الصراع تبقى كنقطة بركان تحت الأرض يغترُّ الحكام بأن سطح الأرض لا يزال ممتلئا بالأزهار والثمار والأشجار والبحار والأنهار، خاصة عندما يتحركون في حراسة أمنية مشددَّة ويتجولون بين قصورهم وحدائقهم، ويتقلبون في بلادهم، لكنهم يفاجأون بالبركان قادما عبر الأثير من خلال الفيس بوك أو التويتر أو غيره لا تعرف له رأسا ولا رجلين، ولا لسانا أو شفتين، لكنه سيل هادر لا يستطيع أحد دفعه لا جيش ولا شرطة تنفع الحاكم آنئذ، ولا مساندات خارجية ولا أمن دولة سرية تستطيع أن تفسح الميادين، أو تُفرغ الشوارع من هؤلاء الثائرين الغاضبين، فإن أسالوا الدماء فقد انقطع السبيل إلى الحوار، فإما إبادة الشعوب أو إزاحة الحكام، والشعب دائما أبقى من حاكمه، وعليه فلا طريق لمن بقي من الحكام في عالمنا العربي والإسلامي إلا الإصلاح أو الإفساح، والإصلاح يحفظ لكل حاكم مُلكه وسلطانه وهيبته ومكانته وتاريخه، بل يحفظ له ماء وجهه؛ فلا يكون مثل بن علي أو مبارك أو القذافي أو... حيث يبدأ الكل بالتشبث بالكرسي إلى آخر نفسٍ من حياته، ثم يتنازل إلى آخر مدة في رئاسته، وأخيرا تنتهي بالإزاحة أو التنحي أو الإفساح بالإكراه. إن الإصلاح اليوم يحتاج إلى أن نعالج الأعراض والأمراض، والشكل والمضمون، والمبنى والمعنى، ولم يعد ينطلي على أحد من الشعوب سواء كانوا عمالا أو فلاحين، أو علماء ومفكرين، أو شبابا صالحين أو طالحين هذا الضحك على الذقون بالمسكنات الوقتية، والإصلاحات الشكلية، ووضع المراهم على الدمامل الخارجية وإهمال الجراثيم والفيروسات الداخلية، فإذا أردنا إصلاحا حقيقيا فأهم جوانب الإصلاح ما يلي:

 

 

1. إطلاق الحريات الراشدة وإنهاء حالة التفرد والاستبداد، فلم يعد مقبولا الاستئثار بالسلطة وتزوير الانتخابات وتقريب أهل الثقة وإبعاد أهل الخبرة.

 

 

2. العدالة في كسب وإنفاق المال وملاحقة الفساد والمفسدين، وتهيئة المناخ للاستثمار والإنتاج لا الاستيراد والاستهلاك، وهذا يقتضي إيقاع الطلاق البائن بينونة كبرى بين المال والسُلطة ليكون المال دُولة بين أبناء الشعب، وليس بين أبناء السُلطة والحظوة، فالشفافية مطلوبة بدءًا بنفقات قصور الرئاسة والديوان الملكي أو الأميري وصفقات الأسلحة وانتهاء بمصادر وموارد الجمعيات غير الحكومية، حتى لا تُزرع من الخارج لبنات مريضة في نخاع المجتمع تزلزل ثوابته بالدعم الخارجي. ومن لوازم الإصلاح الاقتصادي والسياسي أن نأكل مما نزرع وأن نلبس مما نصنع ليتحرر قرارنا، كما قال شيخنا الشعراوي: "من لم يكن طعامه من فأسه فلن يكون قراره من رأسه"، وقد قفزت تركيا من دولة متخلفة اقتصاديا إلى السادسة على مستوى أوربا، والسادسة عشر على مستوى العالم، وهذا الانجاز جاء بعد التركيز على مراعاة أمرين أساسيين: مطاردة الفساد والمفسدين، وتهيئة المناخ للعمل والإنتاج والاستثمار.

 

 

3. إشاعة الأمن فلا أمن لرؤوس الدولة دون عدالة وأمن للشعب كله، وعندما زار أحد سفراء دولة الفُرس المدينة المنورة ورأى عمر رضي الله عنه ينام تحت ظل شجرة قال: "حكمت فعدلت فأمنت فنمت قرير العين يا عمر"، ولما انتشر العدل في خلال سنتين فقط من خلافة عمر بن عبد العزيز لم يأمن الناس وحدهم، بل أمنت الدواب فحرس الذئب الغنم، فلما عدا الذئب على شاةٍ قال الراعي: "الآن مات عمر"، فلابد أن يفكر القادة في أمن الشعوب ليستقر أمنهم، فإن تعلقوا بالأمن من الخارج فهاهي أمريكا تتخلى عن شاه إيران، وطاغية الفلبين ماركوس، وفرعون مصر مبارك، وتخلت فرنسا عن بن علي، وأمريكا وأوربا وإيطاليا عن القذافي لأنهم تعلقوا جميعا بخيط العنكبوت، وقطعوا ما أمر الله به: "إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ" (آل عمران: من الآية112)، فلا أمن لراعٍ دون الرعية، ولا لحاكم دون المحكومين.

 

 

4. إصلاح التعليم ابتداء بمحو الأمية وانتهاء بفتح أرقى المعامل وأوسع الميزانيات للنابهين والمبدعين والمخترعين، ليكونوا في الصدارة لبناء الحضارة لكنها حضارة تنبع من أصالتنا وتراثنا وقيمنا، وليست تقليدا لحضارة غربية تلطخت بكثير من الحقارة اللاأخلاقية، فعلى حين تتصدر الجوانب المادية وجه الحضارة الغربية لكن حضارتنا تُبنى على ركائز ثلاثة: أسفلها الجانب المادي، وأوسطها الجانب الإنساني، وأرقاها الجانب الإيماني والأخلاقي، فالدين والإيمان والأخلاق يحكمان بناء الإنسان المتوازن عقلا وقلبا، خُلقا وجسدا، ثم البناء المادي النافع، وبهذا ننجو من تلوث البيئة وتشويه الإنسان وإهدار القيم، وتسلط القوي وشيوع التحلل والفساد الذي أنهك البلاد والعباد.

أنصح الأنظمة الإسلامية أن تلتحم بشعوبها؛ ليكونوا في خندق واحد نحو إصلاح حضاري داخلي جديد، ويتحول الإفساح ليس بين أبناء الوطن الواحد، وإنما من الوطن كله برأسه وجسمه، وقادته وشعبه لمواجهة العدو اللدود الذي يحتل القدس وفلسطين أو اللصوص الذين سرقوا الأدمغة المفكرة والبترول والمعادن والموارد النادرة، وهذه سُنة الله إما إصلاح وإفساح في الخارج، كما قال الله تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة: من الآية251)، أو إفساح في الداخل، فأمام الأنظمة العربية والإسلامية: طريقان لا ثالث لهما إما الإصلاح أو الإفساح، فتدبرُّوا أمركم، وغيِّروا قبلتكم، وطوِّروا خطتكم قبل أن يأتي الإفساح قهرا من شعوبكم.

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بجد توبيك تحفة

ان شاء الله يجعلة فى ميزان حسناتك

 

 

ياررب

 

جزيتى خيرا أختى

 

ان شاء الله تعودى لنا فى اقرب وقت - مفتقدين تواجدك

 

اسال الله لكِ التيسير فى كل أمورك.

 

 

تحياتى لك ....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زائر
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..