اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ابن تيميــــة

غداً إعدامُ هذا الرجل...ولا حولَ و لا قوة إلا بالله

Recommended Posts

السلامُ عليكم

كانَ يجلسُ في زنزانتهِ وحيدا...

تُحيطُه الجُدارنُ التي صارتْ كَكتابٍ يُدَّونُ كلُّ سجينٍ دخلها قصَصَ حياتِهِ...

و نظراتُ الرجلِ تُريدُ أنْ تجريَ مِن جدارٍ لآخرَ لتقرأَ ما جرى لسُكانِ هذه الزنزانة...

لكنَّهُ صرفها و دفعها حتى لا تتنغَصَ حياتُه...

و المُصيبة... أن صاحبنا غداً إعدامهُ... فعلى أيِّ حياةٍ يحكي؟

حانَ موعدُ الغذاء... فهرولَ البطلُ المسجون إليهِ و انشغلَ بالأكلِ... بل و طلبَ المزيد منهُ...

فتعجَّبَ منه السجَّانُ قائلا: أمجنونٌ أنت؟!!!

غداً يومُ إعدامك... فلمَ هذا النَّهم؟

و ما سيُفيدكَ أصلا؟ فلربما لن تتمكنَ معدتُك من هضمه حتى...

فلربما يتمُ إعدامك و هو ما زالَ في بطنكَ يا هذا...

فأنكرَ المسجونُ عليه قولَه... و طالبَهُ بالمزيدِ...

بل و طلبَ منهُ قِصَصأً يقرؤها و أن يزيدَ القنواتِ الفضائيةِ عندهُ حتى يُشاهدَ الأفلامَ الشيقة...

فصارَ السجَّانُ يضربُ كفَّا على كفٍّ عجبا...

و بالليل و هو ينظرُ للتلفازِ بلهفة حصلَ عطلٌ كهربائي...

و سُمِعَ صُراخٌ مُدَّوي ألما...

لكنَّ صديقنا لم تأخذْهُ رهبة... فهذا صوتُ صُراخ أحد المساجين حيثُ تم إعدامُه على الكرسي الكهربائي...

و كانَ بطلُنا منزعجاً جدا... يصرخُ و يهيجُ...

فجاءَهُ السَّجَّانُ مُسرعا قائلا:

ما بالك؟ هل خشيتَ من الإعدامِ و أنَّبَكَ ضميرك؟

فقال له: أبداً لا... فأنا تعودّتُ على هذا... لا يمرُّ يومٌ إلا و يصرخُ سجينٌ آخرَ صرخة...

لكني منزعجٌ لانقطاعِ الكهرباءِ عني...

أُريدُ متابعةَ الفيلم الذي كنتُ أُشاهده فرجااااءاً أشعلوا الأنوار...

فانصدمَ السجَّان منْ حالِ هذا السجين...

و بينما هو بالصباح يأكلُ و يلعبُ و يُشاهدُ التلفاز...

فتحَ البابَ رجلٌ مُقنَّع... فصرخ به يا هذا قُم للإعدام...

فارتعبتْ أركانُ الرجل و ارتجفَ قلبُه رُعبا... و نسيَ ما بين يديه من اللهو و المرح...

و قال راجياً أمهلني لحظة واحدة... حتى أتوضأَ و أُصلي...

فشدَّهُ المُقنَّعُ مِن قميصه بقوة قائلا له:

أبداً يا هذا... أمثالُك لمْ يُصلُّوا يوما... و قد حانَ موعدُ الإعدام ولا نقدرُ أنْ نؤجلهُ دقيقة...

وُضع على الكُرسي... و الذكرياتُ تتلاحقُ بخياله... و يتمنى الرجوعَ ليُصلحَ ما أفسد... ثم صرخَ صرختَهُ الأخيرة...

 

و انتهى المشهد...

يسوقُ اللهُ الأمثال للناس و يضربها لهم لعلهم يعقلون...

و هذا المثلُ و الحالُ نراهُ دائما امامَ أعيننا...

فالزنزانة هي الدنيا... لن يخرجَ منها السجينُ إلا لآخرته...

فمنَ الناس مَن يعملُ لما بعد موته... و منهم مَن يُريد المتعة فيما بقي مِن عمره.. ناسياً ما هو أبديٌ في آخرته... فانشغلَ باللهو حتى جاءته المنية... رغم أنه يرى كثيراً يسبقونه لها...

اللهم ارزقنا حُسن الخاتمة... و أتمنى أن يكون بالموضوع موعظة لنا جميعا....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..