ohabo raby 87 قام بنشر July 18, 2011 (تعديل) من يحكم ميدان التحرير؟ منذ تهاوى النظام السابق، وانصهر فى بوتقة التحرير، والكل يتعامل مع الميدان بروح المقاومة والإحساس بالتغيير، وبعد أن كان الميدان مجرد مكان، لا يختلف عن باقى الأماكن فى قلب العاصمة، باستثناء الزحام الشديد الذى يغلب عليه فى معظم الأوقات، أصبح الآن ملاذا وملجأ لكل عابر سبيل، وكل من يريد أن يصل صوته للمسئولين فى الدولة، وقبل كل شىء لكل الثوار والأحزاب والقوى السياسية على اختلاف مشاربها، ولا يمكن أن نغفل أيضا سوق البلطجية الذى شهد رواجاً كبيراً فى فضاء هذا الميدان الثائر، والذى أصبح فى غمضة عين كرنفال بشرى يعج بكل ألوان الطيف السياسى والنسيج البشرى المتنوع والمتعدد الأهداف والنوايا. لم يكتف الميدان بأن يكون رمز الثورة وروح التضحية والإيثار، فمع الوقت تحول هذا الميدان إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار فى أية لحظة، لا أحد يشكك فى مشروعية مطالب الثوار، لكن الطريقة التى أصبح يتم الضغط من خلالها على الدولة لتنفيذ هذه المطالب، هى التى مثار جدل ونقاش، فانقسم الشعب لفريقين المؤيد لكل مايصدر من سلوكيات عن الثوار, والرافض لهذه الممارسات، وفى المنتصف تشكلت قوة ضاربة فى الخفاء، تسللت بين المنتفضين أصحاب الحقوق الوطنية، فكان قوامها البلطجية والمنتفعين والعملاء وفلول الحزب الوطنى، فتحول الميدان إلى ساحة حرب، يتبارى جنوده فى اظهار بطولاتهم وإبداعاتهم، وكلما كسبوا جولة، ازدادت العزيمة فى كسب الأخرى، والقتال من أجل تحقيق هذه المطالب ورفع سقفها، مهما كانت صعوبات تحقيقها فى هذه المرحلة، أو الشطط فى المساومة عليها. التباس الصورة التى بدا عليها الميدان مؤخرا يثير الحيرة والشكوك فيمن يدير قيادته، تعددت الائتلافات وتزايدت القوى والحركات والأحزاب السياسية، حتى أصبح التمييز مستعصيا، والشائعات تملأ أجواء الساحة السياسية وبالذات ما تردد مؤخرا حول الملايين من الدولارات التى رصدتها الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمات المجتمع المدنى ماهى أهدافها؟ وما الذى يتخفى ورائها ؟ وما مدى معرفة الحكومة بها التى قالت أنها شكلت لجنة تقصى حقائق حولها؟ كل هذه التساؤلات مشروعة وبحاجة إلى إجابة.. بعد أن بدأ يدخل فى يقين المواطن وتستدعى ذاكرته ما خططت له امريكا حول الشرق الأوسط الجديد، والفوضى الخلاقة التى بدأت تتضح معالمها هذه الأيام، مع ضبابية الرؤية للمستقبل فى ضوء ما يحدث على أرض الميدان، الفوضى التى توجتها الحرب بتمزيق السودان إلى شطرين تحت مسمى الدولتين ,الفوضى التى ترتع فيها العراق وغاصت فى وحلها، الفوضى التى شقت الصف الوطنى بالفتنة الطائفية المفتعلة، الفوضى التى أدخلت اليمن وليبيا فى ثورة ضد المجهول، لتستنزف طاقات الشعب وتنهك قدراته، الفوضى التى خلقت جبهة مضادة لجبهة ميدان التحرير، قرر متظاهروها من حركتى " وقفة شعبية لانقاذ مص ر ", "شباب 19 مارس" الدخول فى اعتصام مفتوح، رافضة بذلك كل ما يطالب به ثوار التحرير معلنة اختلافها على ما يحدث فى ميدان التحرير، ويريدوا أن يوصلوا رسالة مفادها أنه يوجد فئة أخرى من الشعب لديها القدرة على التصعيد، معتبرة نفسها من الأغلبية الصامتة التى خرجت عن صمتها وتطالب الآن بالاستقرار ودعم الأمن الداخلى الممثل فى وزارة الداخلية، وعلى حد قولها لايمكن أن تحكم مصر بقوتها وعظمتها من الميدان! هذه الجبهة أصبح لها مطالب أيضا توازى مطالب ميدان التحرير، وترفع شعار الاعتصام المفتوح حتى ينفض اعتصام التحرير، لأنهم ببساطة يرفضون الانفراد بالقرار لجهة معينة وحجتهم سائغة، فهم يطالبون بالاستقرار واجراء الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر المقبل كما حدد المجلس العسكرى فى بيانه الأخير ويطالبونه بالاستمرار فى حكم البلاد فى المرحلة الانتقالية، رافضين المجلس الرئاسى الذى دعت إليه بعض القوى السياسية فى الفترة الأخيرة! وبدون شك فإن هذه المطالب فى شكلها العام تلقى القبول والاستحسان من المواطن العادى والأغلبية الصامتة، التى شعرت بالضرر نتيجة عدم الاستقرار، وانعدام الأمن وتوقف عجلة الإنتاج، فى مقابل مطالب الثوار التى تنازعتها روح الخلافات سواء كان ذلك فى التوجهات، أو فى الطريقة التى تدار بها لتحقيق هذه المطالب. تم تعديل July 18, 2011 بواسطه ohabo raby شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر