الـخـَريـف جـوَّايا ســــافِـر ...!

[ابن النيل86 14]

الـخـَريـف جـوَّايا ســــافِـر ...!

 

الطبيب الشاعر : د / محمد رزق

 

 

 

كـُنت بازعَـل مِنـِّى لـَمَّا كـُنت اخاف .!

كـُنت بارضَى الـذ ُّلِّ ، عايش عَ الكفاف

وانـزِوى فى الـرُّكن واحِـد مِ الخِـراف

***

وافـتـَح الـبـير اللى جـوَّايا واشـوف

هـوَّا انا تـَرتـيـبى إيـه بـين الألوف ?!

وابـتِـدى فى العَـدِّ : واحِـد ؛ كام خروف .!

***

والـوى إيـدى تـَحـت جـِنح الخوف وانام

واخـتِـفى مِـن نـَفـسى تايـِه فى الـزِّحام

لـَجـل خـوفى ذلـِّنى وشـَـدِّ الـلـِّجام

***

 

وِان حاوِلـت افـتـَح عـيونى عَ الـسَّـبـيل

ألـقـَى مِـيـت مِـلـيون يـقـولوا مُـسـتـَحيل

وانـزِوى فى الـضـَّلـمَة تـانى ألـف لـيل

***

كـُنت عاشِـق بَـس مـين يـِقـدَر يقـول ؟!

كـُنت حالِـم بَـس مِـش باعـرَف أنـول

كـُنت عارِف بـَس أنـصافِ الـحـلـول

***

وامَّـا باصــرُخ يـبقـَى جـوَّايا الأنـيـن

وامَّـا بافـرَح بالقـَى عِـيـنى مدَمَّـعـين

كـُنت عايـِش بـِالأسَـى دايـماً حَـزين

***

 

كـُنت باحـلـَم زَىِّ غِـيـرِى بـِالحَـياه

كـُنت باكـتِـم جـوَّا نـَفـسى ألـف آآه

كـُنت باغـرَق ؛ بَـس مَكـتوبلى الـنـَّجاه .!

***

لـَجل اعـيش بـِالذ ُّلَّ تانِى ألـف موت ؛

لـَجل ماادفـِن عُـنـفـوانِى فى الـتـَّابوت

بَـعـد مايـكـتـِّفـنى خـيط الـعَـنـكـَبـوت ؛!ّ

***

رَغـم إنـِّى كـُنت جامِـد مِـش ضـَعـَيـف

كـُنت شاب وقـَلبى عايـِش فى الخـَريف

كـُنت عايـِز بَـس اكون إنـسـان شـَريف

***

 

جـيت فى لـيـلـَة شـُفـت حِلم اخضَر جَـميل

ان انـا خـَفـِّـيـت وقـَلـبى مِـش عَـلـيـل

وان مَـركِـب دُنـيـِتى بـِيعـوم فِ نـِيـل

***

وان شـَمـس الحُـب زادِت ألــف نـور

وان زَهـر الفـَرح طـارِح بـِالســـرور

وان كـُلِّ الـشـَّعـب خـارِج مِ الـقـبـور

***

قـُمـت خـايـِف مِـش مِصَـدَّق مِـش أكـيد

رَغـم إنِّ الـصُّوم بـِيـيـجى بَـعـدُه عِـيد .!

شـُفـت نـور الـفـَجـر بايـِن مِـن بَـعـيد

***

وِالـتـَقـيت فى الـثـَّورَة لِـيـَّا ألـف بـيت

رُحـت هاتِـف زَىِّ كـُلِّ الـَّناس ناديـت

يابـِلادى يالـلى انـا بـِيـكِى اهـتـَديـت

***

شـَقِّ خـوفـِى الخوف وغادِر مِـن سُـكات

وانـتـَصَر صـوتى اللى هادِر عَ الـسُّـكات

والخـَريـف جـُوَّايا سافِـر ، وَلـَّى ، مات .!

***

والـرَّبـيع عـادِ الـنـَّهاردَة فى الـمـيـدان

والـجَـمـيع رَدِّد مَعَ صــــوتِـى الأدان

والـنـَّهار طـالِـع خـَلاص آن الأوان

***

 

والـفـَسـاد عارِف طـَريـقـُه لـِلهـُروب

’’ حُـسـنى ‘‘ واحِـد بَـس كان عامِل ’’ جروب ‘‘

يـحـكـموا عَ الـشـَّعـب كـُلـُّه بـِالـغـروب

***

يالـلا غاروا ؛! بَـسِّ لازِمـهـُم حِـساب

لـَجل غاروا عَ الـوِلاد زَىِّ الـكِـلاب

والـلى ضـاعـوا مِـنـِّنا أغـلـَى الـشـَّباب

***

والقِـصاص مَـطـلوب ولازِم نِـرضَى بـيه

والـلى يـِحـكـُم حُـكـم عادِل حَ يـلاقـيه

والـلى يـِظـلـِم ظـُلـمُه بُـكـرَه يـرُد لِـيه

***

ياشـَباب الـنـِّيل تـَحِـيَّـة والـزهور

ثـَورِة الـيـوم الأبـِّيَـة ؛ والـعـبـور

مِ الـعـلامات الـبَـهـِيَّـة فى الـعـصور

***

بَـعـد نـَصرِتـنا الـقـَوِيَّـة عَ الـوحوش

نِـهـدى مِـيـت مِـلـيـون تـَحِـيَّـة لِـلجـِيـوش

والـسِّـنـيـن الـِحلـوَة جَـايَّـة ماتخـافـوش

***

بَـرضُو انـا بَـعد الـنـَّهاردَة مِـش حَ اخاف

مُـسـتـَحـيـل اتـعـَدِّ تـانِـى مِ الخِــراف

بَـعـد مالِـبـسِـت بـِلادى تـوب زِفـاف

***

**

*