اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
نـــــــــــور

الحلقة الخامسة من سلسلة رمضان جانـا هيغير جوانـا

Recommended Posts

G8pcZ.gif

الحلقة الخامسة من سلسلة رمضان جانـا هيغير جوانـا

كانــوا معنـــــــا

EzaHj.jpg

B9Vrv.png

يأتي هذا الضيف القدير كل عام ويدخل في ساحات أيامنا وليالينا فتمتلئ أوقاتنا بهجة بقدومه، وتنتشي أرواحنا طرباً بهلاله؛ إنه شهر رمضان الذي ما ذكر في مجلس إلا وأنِس الحاضرون باسمه، ولم يروِ لنا الراوي حكاياته وأخباره إلا اشرأبت الأعناق لسماعها والاستمتاع بها والعيش معها، إنه شهر المكرمات والفضائل، شهر الطاعة والأنس بالله، شهر الذكريات الجميلة والساعات العذبة واللحظات الباسمة الباسقة ..

 

QFMMV.png

 

رمضان يا شهر التحرر ليتنا *** من جاهلية فكرنا نتحرر

رمضان تأتي واللظى يغتالنا *** والحب في جنباتنا يتكسر

ما زلت يا رمضان أكرم زائر *** ليست تمل وإن تكن تتكرر

QFMMV.png

رمضان فرصة لكي نجدد إيماننا ونحاسب أنفسنا ونعاتب ضمائرنا؛ لتتطهر من دنس المادة ودَرَن الآثام، ولتسمو أرواحنا وتفيق من هجعة الغفلة وسَنَة الشرود، رمضان نعمة وأي نعمة !! إنه يجيء لكي نضيف إلى موازين أعمالنا أعمالاً أخرى ونرفع من رصيدنا الأخروي بأسهم إضافية؛ فالجنة درجات وبلوغها بالأعمال وما يقدمه المرء لنفسه في هذه الحياة بعد أن تدركه رحمة ربه ومولاه ..

 

كل رمضان يهل هلاله وينتشر فينا عطره لابد أن يستشعر المرء فيه نعمة ربه أن أتاح له رمضان جديداً وكتب له عمراً جديدا كان فيه رمضان؛ فثمة فرق كبير لا يقارن بين من مات في هذا العام قبل مجيء رمضان وبين من عاش حتى أدرك هذا الضيف المنتظر، تأملوا معي في هذه القصة وستعرفون الفرق بيننا وبين من ودعنا في هذا العام من الأحباب والأقارب والجيران والأصدقاء .. عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إسلامهما معا ، وكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر؛ فغزا المجتهد فاستشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي . فقال طلحة : بينا أنا عند باب الجنة –يعني : في النوم - إذا أنا بهما؛ فخرج خارج من الجنة فأذن للذي مات الآخر منهما ، ثم رجع فأذن للذي استشهد ، ثم رجع إلي فقال : ارجع فإنك لم يأن لك بعد . فأصبح طلحة ، فحدث الناس فعجبوا ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أي ذلك تعجبون ؟ قالوا : يا رسول الله ! هذا الذي كان أشد الرجلين اجتهادا فاستشهد في سبيل الله فدخل الآخر الجنة قبله ، قال : أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟ وأدرك رمضان فصامه ؟ قالوا : بلى ، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ؟ قالوا : بلى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض )) .رواه ابن ماجه والبزار وصححه الألباني

QFMMV.png

أرأيتم كيف أثّر صيام شهر رمضان في درجته ومنزلته؟! فالأعمار إذن لا قيمة لها إلا إذا أنفقها صاحبها في الخير والبر والعمل الصالح، وبقاء الإنسان في هذه الدنيا أعظم ما يكون لو كان العمل الخالص وبذل المعروف رفيقه فيها. إن رمضان فرصة تمثل الكثير الكثير لمن أدرك قوانين التجارة الرابحة مع الله، ومضمار واسع للسباق والمبادرة بالقُرب والطاعات؛ فكل عمل يصنع الفرق، وكل دقيقة قد تكون فارقة بينك وبين من يعيش معك، وكل رمضان تصومه قد يغيّر الحسابات وتتغير معها الموازين وهنيئاً لمن أدرك هذا الشهر وقدّم فيه عملاً صالحاً؛ فكل عمل مكتوب، وكل تسبيحة محسوبة وكل سجدة مسجلة، وكل رمضان \"يِفرق\" وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وتقبل الله طاعتكم ..

 

B9Vrv.png

 

يمر علينا رمضان وحال الدنيا في تغير واختلاف ، وهذه حكمة الله في خلقه ، وسنته الجارية على عباده ، فكم من قريب وعزيز من الآباء والأخوان والأحباب كانوا معنا في عام مضى ، وهم الآن في قبورهم موسدين ، كأنهم ما عاشوا ولا ساروا ولا ضحكوا ، اندرست سيرهم ، وما بقي منهم إلا ذكرهم .

أتراهم لو كانوا معنا ، فما كان بوسعهم أن يفعلوا ، أتراهم سيضيعون أوقاتهم ، أم سيعمرونها في طاعة خالقهم ، أتراهم سيؤدون ما افترضه الله عليهم ، أم سيُسوفون أعمالهم ، أتراهم ، أتراهم ، أتراهم ....

هذا حال من يتمنى أن يعود إلى الدنيا ليزيد حسناته ويمحو سيئاته !

ولكن ما بال من لاحت أمامه الفرص ، ومازال في عمره متسع ، هل سيصحو من غفلته ، ويعتبر بمن مضى ، ويغير من نهجه وسيرته ، أم سيبقى في غفلته وغيه ، حتى يفاجئه طارق الموت بلا استئذان ، فهل نعتبر بمن مضى ، أم نجعل أنفسنا عبرة لمن بعدنا ؟

فرص تتوالى ، ومنح تتعاقب، والعمر فرص ، ولا فائدة من الندم على عمر قد مضى ، أو ساعة قد فاتت ، أو فرصة قد ولت ، إذا لم تستغل في مرضاة الله .

هذا نبينا صلى الله عليه وسلم يحضنا لاغتنام الفرص ، والمسارعة في اقتناصها ، يقول عليه الصلاة والسلام: (( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ )) ، فرص غالية بينها النبي صلى الله عليه وسلم ويدعونا لاغتنامها ، فإذا لم تستغل في حينها ، فلا فائدة من التحسر حال انقضائها .

فمادامت هذه الفرص بين أيدينا فلنستعد لاغتنامها ، ولنغير فيها من أنفسنا ، ولنستغلها قبل أن نندم على ضياعها .

ولا أعظم من منح الله ، ولا أطيب من التعرض لنفحاته وعطاياه ، خاصة في مواسم الخيرات والبركات ، فالحكيم من يتعرض لنفحات مولاه ، ويستغل مواسم الطاعات ليظفر بأعلى الدرجات .

وهذا رمضان قد مضت أيامه ، وتصرمت لياليه ، وعن قريب يتأذن بالرحيل ، فهل يسعنا أن نلحق بأجوره ، فأبواب الطاعات فيه أكثر من أن تحصى ، وأنواع القربات أكثر من أن تعد ، فهل من مشمر ، وهل من لاحق بالركب ، وهل من

معمر لساعاته ولحظاته.

QFMMV.png

فلنُري الله من أنفسنا خيرا ، فرمضان فرصة ومنحة ، فهو قد يأتي مرة أخرى ، وقد لا يأتي ، فقد يأتي رمضان ونحن تحت التراب سلمنا الروح لبارئها ، وقد يأتي رمضان ونحن على الصيام غير قادرين .

فالحمد لله الذي بمنه بلغنا رمضان ، ونسأله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ، وأن يوفقنا للتمام ، وأن يحسن لنا الختام ، وأن يجعلنا من عتقائه من النيران .

B9Vrv.png

JOm6r.png

vybT8.gif

تم تعديل بواسطه نـــــــــــور
  • أعجبني 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

رمضان يا شهر التحرر ليتنا *** من جاهلية فكرنا نتحرر

رمضان تأتي واللظى يغتالنا *** والحب في جنباتنا يتكسر

ما زلت يا رمضان أكرم زائر *** ليست تمل وإن تكن تتكرر

 

 

:keda: :keda: :keda:

 

فالحمد لله الذي بمنه بلغنا رمضان

 

 

الحمد و الشكر و الفضل كله و المنّة لله سبحانه

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه

 

 

، ونسأله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ، وأن يوفقنا للتمام ، وأن يحسن لنا الختام ، وأن يجعلنا من عتقائه من النيران .

 

اللهم امييييييييييييييييين يا رب العالمين

 

 

...................

 

جزيت أعالي الجنان اختي

 

بارك الله فيك على هذا الموضوع و على كل مواضيع سلسلة " رمضان جانا هيغير جوانا "

 

بالحق سلسلة تحمل بين طيّاتها الشيء الكثير من اسمها

 

جعل الله كل اعمالك خالصة لوجهه الكريم

 

 

.........................

 

احبك كثيرا في الله

 

 

:kiss:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بارك الله فيكى حببتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..