اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ali desoky

عسكرة الاقتصاد.. يا غبي!!

Recommended Posts

عسكرة الاقتصاد.. يا غبي!!

 

 

العالم الغربي وفي مقدمته الولايات المتحدة.. أصبح يتبع منهج "عسكرة الاقتصاد".. بمعني أن الاقتصاد الأمريكي والغربي يعتمد بشكل أكبر علي انتاج السلاح وتسويقه علي مستوي العالم.. كما يعني أن الغرب يسعي لتحقيق مصالحه الاقتصادية بالقوة العسكرية إن لزم الأمر.

 

 

والمتابع لمجريات الأحداث علي الساحة الدولية في العقود الأخيرة يجد أن هذه الفكرة صحيحة إلي حد كبير.. ولا تقتصر علي أمريكا وحدها.. بل تنطبق علي دول أخري كثيرة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الكبري.

 

 

والاتجار في السلاح أو بيعه.. لا يكون إلا لمن يملك المال وفي الوقت نفسه تنقصه الخبرة اللازمة لانتاج السلاح.. كما أن الاقتصاد الرأسمالي الغربي يحتاج إلي الطاقة البترولية لتحريك عجلة الانتاج وتشغيل وسائل النقل وإنتاج الكهرباء.

 

 

والمال والبترول متوافران في دول الشرق الأوسط العربية والإسلامية.. وهي في الوقت نفسه لا تمتلك تقنيات تصنيع السلاح. وبالتالي فهي سوق مثالية للسلاح الغربي ومصدر مضمون للطاقة البترولية.

 

 

ولكن.. لكي تتمكن الدول الغربية من تسويق السلاح فلا بد من اشعال الحروب. فما الذي يجبرك علي شراء مزيد من الأسلحة ما لم تكن في حالة حرب أو في حالة خوف من تهديدات المحيطين بك؟ وإذا لم تشتعل الحروب فسوف تصاب سوق السلاح بالكساد أو بالبوار؟.. وسوف تغلق مصانع السلاح الغربي أبوابها.

 

 

ومن يتتبع تاريخ منطقتنا يجد أنها بؤرة للحروب والصراعات.. وسوق واسعة لبيع السلاح فيها.. ومعني ذلك أن حروب المنطقة تحركها أصابع الغرب.. أو تلعب الدور الأكبر في إشعال فتيلها.

 

 

والتربح من وراء اشعال الحروب يمتد ليشمل ما يسمي بإعادة الإعمار. حيث تتسابق الشركات الغربية علي الفوز بعقود إعادة إعمار الدول التي تم تدميرها بالسلاح الغربي.. وبالتالي تتضاعف الأرباح وتصبح فكرة "عسكرة الاقتصاد" غير مقتصرة علي مصانع الأسلحة وشركات تسويقها.. وإنما تستفيد منها شركات المقاولات والشركات الخدمية الأخري.

 

 

شهدنا عسكرة الاقتصاد في حرب الخليج الأولي بين العراق وإيران والتي بلغت خسائرها 400 مليار دولار دخلت كلها خزائن الغرب ثمنا للسلاح والعتاد.. وكان المحرض علي هذه الحرب هو أمريكا التي بثت الرعب في قلوب حكام المنطقة من أن الثورة الإيرانية سوف تمتد لتهز عروشهم.. فتسابق الجميع لدعم صدام حسين بالمال والسلاح لمواجهة "البعبع الإيراني".

 

 

ثم شهدنا عسكرة الاقتصاد عندما شجعت أمريكا "صدام" علي غزو الكويت لتشعل حربا جديدة اسمها "عاصفة الصحراء" من أجل تحرير الكويت وبعد ذلك إعادة إعمارها.

 

 

كما بثت الرعب في نفوس وقلوب حكام المنطقة من الثورة الإيرانية. نشرت الهلع في أوصالهم من "بعبع صدام".. وترتب علي ذلك بيع كميات هائلة من السلاح الغربي لدول الخليج. ناهيك عن سداد تكاليف حرب عاصفة الصحراء وإقامة قواعد عسكرية في المنطقة.. ثم بدأت عمليات إعادة إعمار الكويت بواسطة الشركات الغربية.

 

 

تكرر الأمر بعد ذلك تحت "ذريعة" أسلحة الدمار الشامل التي يملكها صدام. حيث تم تدمير العراق عن بكرة أبيه. ثم انتهي الأمر باحتلاله وبدء حملة إعادة إعماره.. وإعادة بناء قدرات الجيش العراقي.. بفلوس العراق وبتروله.

 

 

الآن.. وبعد أن وضع الغرب يده علي جميع الدول البترولية في الخليج. ماذا بقي من الدول البترولية - الغنية والضعيفة في الوقت نفسه - لم يضع الغرب يده علي بترولها.. ولم يتم تدميرها وإعادة إعمارها؟

 

 

إنها ليبيا..!!

 

 

لذا.. لم يكن من قبيل الصدفة - علي الأقل في رأيي المتواضع - أن تبدأ ثورات "الربيع العربي" من تونس ثم تنتقل إلي مصر علي التوالي وهما الدولتان العربيتان الوحيدتان المجاورتان لليبيا.. فمن غير المعقول أن تعبر رياح الثورة من الغرب في تونس إلي الشرق في مصر. دون أن تلقي ببذورها علي التربة الليبية "الخصبة" والمهيأة للانتفاض علي حكم الفرد المستبد!!

 

 

هكذا - وبغض النظر عن نتائج وأهداف الثورة الليبية وعن ايجابياتها وسلبياتها - تم تدمير السلاح الليبي.. وتم دك البنية التحتية الليبية.. لتبدأ من جديد عمليات إعادة تسليح الجيش الليبي وشراء العتاد له من الغرب. إضافة إلي إعادة تعمير ليبيا.

 

 

إن الغرب لا يهمه ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا غيره فهي مجرد ذرائع لتحقيق مصالحه.. كما لا يهمه شاه إيران ولا صدام ولا مبارك ولا القذافي ولا بن علي فهم وغيرهم ليسوا سوي أدوات تفقد صلاحيتها بمرور الزمن.

 

 

"إنه الاقتصاد يا غبي".. جملة قالها أحد العمال بمعمل لتكرير البترول في ولاية لويزيانا الأمريكية.. وسمعها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. فجعلها عنوانا لحملته الانتخابية.

 

 

والآن نستطيع القول: "إنها عسكرة الاقتصاد.. يا غبي".

 

  • أعجبني 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..