بلطجية مبارك وأجهزة الدولة

[ali desoky 391]

بلطجية مبارك وأجهزة الدولة

 

 

 

لسنا في حاجة إلي التأكيد علي ما وصلنا إليه في عهد الرئيس المخلوع من تخريب منظم لكل قطاعات الدولة.. وإطلاق أيدي العابثين في مقدرات مصر.. وحالة التدهور الصحي والتعليمي الركنين الاساسيين في التنمية والتقدم لأي أمة.

 

إضافة إلي ذلك ما كان يخطط إليه من تحويل مصر إلي عزبة يرثها ابنه من بعده والتفاف شلة الفاسدين حول الوريث يقسمون التركة وينهبون كل ما تطاله أيديهم.. إلي أن وصلت البلاد إلي الثورة العظيمة التي أنهت هذه الحقبة المظلمة من تاريخنا وأوجبت علينا جميعاً أن نعتذر أمام المستقبل.. ونطلب السماح والعفو علي صمتنا طوال هذه السنين العجاف.

 

الغريب أن تجد من يدافع عن مبارك ويقول إنه بطل الضربة الجوية في حرب 1973 حتي تمني الكثير لو أنه وجه هذه الضربة لنا وحكم إسرائيل ثلاثين عاماً.. لكان أفضل وأحسن لمصر.

 

آخرون يقولون: عشنا ثلاثين عاماً بلا حروب.. نعم.. ولكن أذلاء ليس لنا إرادة ولا كرامة يتحكم في مصيرنا غيرنا.. ولم نتقدم خطوة واحدة.. بل رجعنا للوراء.. ومات من الشعب خلال تلك السنين أكثر من ضحايا الحروب.. من السرطانات وأمراض الكبد وضحايا الاهمال في المستشفيات الحكومية وحوادث الطرق والهجرة والعبارات والقطارات وضحايا التعذيب في السجون.. وقائمة طويلة من المآسي كان الإنسان المصري هو أرخص شئ لنظام مبارك.

 

 

ليس هذا الكلام جديداً ولا يخفي علي أحد.. فمن هؤلاء الذين يدافعون عن المخلوع؟.. تأملت الصور التي نشرتها الجمهورية أمس.. فوجدت أمرأة عجوز يتجسد الفقر علي وجهها تحمل صورة لمبارك فاخرة الطباعة وخلفها آخرون يحملون نفس الصورة.. وأمرأة أخري يبدو عليها ملامح الثراء تهتف للمخلوع.

 

 

فهمت أن هناك من يحرك هؤلاء.. فهم يستغلون حاجة الفقراء ويدفعونهم إلي حمل صور الرئيس السابق من أجل المال.. وقد نشرت جريدة "الشروق" موضوعاً عن تقاضي هؤلاء 700 جنيه يوميا.. أما المؤيدون من الأثرياء فهم يدافعون عن مصالحهم التي توقفت منذ انهيار هذا النظام.. وسبق أن نشرت جريدة "المصري اليوم" انفراداً عن التزوير في استفتاء مرشحي رئاسة الجمهورية.. كشف عن بعض رجال وسيدات الأعمال الذين يساندون عمر سليمان رئيساً بواسطة أصوات مزيفة مدفوعة الأجر.

 

 

الحكاية مكررة وسخيفة استخدمها النظام السابق في حكمه وبعد زواله.. ويجب علي أجهزة الدولة المعنية التصدي لهؤلاء البلطجية بدلاً من حمايتهم.. حتي لا يقال إن المحاكمة ما هي إلا تمثيلية وأن مبارك مازال يحكم.. كلما تركت أجهزة الدولة بعض المواقف دون حسم.. تعددت التفاسير والأقاويل وتناولها الإعلام بأبعاد وزوايا مغرضة تؤدي لشحن الجماهير استعداداً لمليونية جديدة.. أرجو أن تقطعوا الطريق علي هؤلاء بالأفعال والابتعاد عن مواطن الشبهات.