اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

في ظلال "احفظ الله يحفظك"

Recommended Posts

في ظلال "احفظ الله يحفظك" - عامر شماخ

 

 

لا شك أن من يحفظ الله يحفظه، ومن يشكره يزده، ومن يهتد يحيه حياة طيبة لا ألم فيها، ولا شقاء.. (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17)) (محمد)، وحفظُ الله- تعالى- بتقواه؛ بألا يراك الله حيث نهاك وألا يفقدك حيث أمرك، وبأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك، وهذه هي درجة الإحسان، ومكافأتها: أن تبقى في معيته، محروسًا بعنايته، خصوصًا في أوقات الشدة وساعة فقد الأسباب وهروب الناصر والمعين..

 

 

 

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا" (الترمذي).

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على

خيرِ البريةِ لم تنسجْ ولم تحمِ

عنايةُ الله أغنتْ عن مضاعفةٍ

من الدروع وعن عالٍ من الأطم

 

 

إن حفظ الله يحتاج إلى كبير مجاهدة، وإلى صبر ومصابرة، وإلى إخلاص وصدق، وإرادة قوية تعين صاحبها على الاستقامة وترك الذنوب والشهوات، وهذا يقتضي: ذكر الله الدائم، والزهد في الدنيا والتعالي على متعها.. يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدّوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلاً يكفيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى وأن الإثم لا ينسى".

إن خزائن الله لا تنفد، ورحمته وسعت كل شيء، وهو- جلّت قدرته- كفيل بنصرة أوليائه، وإسعادهم، والتوسعة عليهم، هذا في الدنيا، فوق ما أعده لهم في الآخرة، وهل يشقى من كان الله معه؟!..

 

 

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) (النحل).. (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) (النحل: من الآية 30)

 

 

.

ولا يظنن ظان أن أحدًا يمكن أن يفلت من عقاب، فعينُ الله لا يفوتها شيء، دق أو عظم، والذنب دين، فمن أساء فله الإساءة، ومن لم يحفظ الله واجترأ على محارمه؛ ناله من الهم والغم والضنك ما لم يتوقعه أو يعمل له حسابًا، والجزاء على قدر العمل، ومن جنسه.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله" (الترمذي)

 

 

.

وشتان بين من تلاحظه عناية الله؛ فهو في أمن وأمان، مكرّم بطاعته، يحيا حياة المؤمنين العابدين، وبين من أسلم نفسه لهواه، فهو في همّ وحزن، كما لا يسلم من الذل وقهر الرجال..

 

 

إن الصالحين من العباد هم من يختارون بإيمانهم الحياة الرغدة السعيدة، ويضمنون المكانة اللائقة بين الناس، بل ويموتون الميتة السوية، فهم- عند موتهم- الأقوياء السعداء الذين تترحَّم عليهم أحياء الأرض والسماء وجماداتها.. قال علي كرم الله وجهه: "إذا مات العبد يبكي عليه مصلاه من الأرض، ومصعد عمله من السماء، ثم قرأ: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29)) (الدخان).

وقال بعضهم: "كنت عند ممشاد الدينوري، فقدم فقير فقال: السلام عليكم، هل هنا موضع نظيف يمكن للإنسان أن يموت فيه؟ قال: فأشاروا إليه بمكان- وكان ثمّ عين ماء- فجدّد الفقير الوضوء، وركع ما شاء الله، ومضى إلى ذلك المكان، ومد رجليه ومات".

 

 

أما الآخرون العصاة المذنبون، فإنهم محرومون من رحمات الله، مهانون في الدنيا والآخرة، مفضوحون اليوم وغدًا؛ جزاء ما عملت أيديهم وما كانوا يكسبون.. وإن أصعب لحظات المذنب الذي لم يتب هي لحظات موته وخروج روحه؛ إذ يحلل عليه- ساعتها- غضب الله، ومن يحلل عليه غضب الله فقد هوى..

 

 

 

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا حضره الموت، جاءه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة، إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء.. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع عن الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلسه عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول" (أحمد).

 

 

 

 

إن العابد لا ينسى مولاه، فقلبه متعلق به، ونظره مسلّط عليه، شعاره الدائم: إن الله يراني، يخاف يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، يوم تشهد عليهم أعضاؤهم.. وهذا الصدق مع الله يفتح لهؤلاء العباد أبواب المغفرة والبركات، ويشرح الله لهم الصدور، وييسر لهم الأمور، ويجزون بالإحسان إحسانًا..

 

 

 

(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)) (النمل

).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..