انتصارات الزمالك خسارة للصحافة

[The Sniper 73]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مطلع القرن الـ21 كنت في بداية حياتي الصحفية، وعملت مع أستاذي وصديقي وأخي في الصحافة خالد فؤاد، واعتقد الجميع أنني شقيقه حتى أن البعض داخل النادي همسوا فيما بينهم أن خالد "مشغل أخوه واسطه" ما علينا، المهم أنني عملت لأكثر من عامين في مجلة النادي الأبيض التي كانت تطبع وتنفذ في مطابع الأهرام.

 

وخلال عملنا مع المجلة والعلاقات مع المطابع والتوزيع، وكنا نضطلع على التقرير الأسبوعي لتوزيع المجلة ونربط موعد صدورها بالمباريات، لاحظت ولاحظنا جميعا ارتباط التوزيع بشكل كامل وغريب بنتائج الفريق الأول في الدوري والكأس!

 

أدرك تماما أن التوزيع لابد أن يرتبط بنتائج الفريق في مجلة نادي، ولكن غرابة الارتباط هي أن نسبة التوزيع كانت تنخفض كثيرا في حالة الانتصارات الكاسحة للزمالك.. وهو الأمر الذي دعاني لتحليل الأمر في وقتها وتقصي حقيقته فاكتشفت اكتشافا غريبا.. جدا..

 

كلما خسر الزمالك كان توزيع المجلة يرتفع بشكل ملحوظ، وتزيد نسب الارتفاع حسب الخسارة، فالخسارة بهدف غير الخسارة بثلاثية، وكانت لقاءات القمة التي يخسرها الفريق الأبيض تعد موسما بالنسبة للمجلة التي كانت تحقق أعلى إيراداتها آنذاك.

 

طبعا تغيب عني الأرقام في الوقت الحالي نظرا لطول المدة فأنا أتحدث عما يزيد عن 10 سنوات.

 

وظلت هذه المعلومة الغريبة في رأسي مبهمة، وكنا نربطها وقتها بأن التوزيع تابع للأهرام والأهرام تابع لحسن حمدي وحسن حمدي رئيس مجلس إدارة الأهلي، وإلى آخر هذا الربط المعروف، وطبعا كنا نشك في أن توزيع الأهرام يتلاعب بالمجلة وتوزيعها على أكشاك الصحف.

 

وكان التحليل المنطقي في ذلك الوقت بعيدا عن نظرية المؤامرة أن جمهور الأهلي يشتري المجلة ليعرف ماذا يقول الزمالكاوية، أو أن الزمالكاوية يقبلون بشدة على الشراء وقت الخسارة كي يجدوا ما يبرد نارهم.

 

ومرت السنوات وانتقلت من مكان لمكان، وتغيرت الظروف والأحوال، ومن فيلجول ليللاكورا، وصولا للإمارات وحتى يوروسبورت عربية، وهنا كان لابد من استدعاء "دولاب" الذكريات..

 

فالقاعدة التي ابتدعناها منذ سنوات تعود، ولكن هذه المرة ليس في مجلة الزمالك، ولكن وفقا لمقياس الزوار.. فالحقيقة أن النظرية تثبت صحتها يوما بعد يوم، فعندما خرج الأهلي من كأس مصر أمام إنبي، وكان حدثا رياضيا متوقع أن يحقق أعلى زيارات في الموقع، ولكن الواقع أن عدد الزوار تراجع بشدة، حتى أن عدد زوار التقرير الذي أعده الزملاء بعنوان: "

أفضل التعليقات الجماهيرية على زلزال إنبي" عقب خسارة الزمالك حقق ما نسبته 10 أضعاف ما حققه تقرير: "أفضل 10 تعليقات لجماهير الأهلي والزمالك على نكسة إنبي" بعد الخسارة الحمراء وهدف رامي ربيعة في مرماه.

 

بل أن تقرير الأهلي رغم نجاحه الكبير وقت نشره لم يقترب من نصف النجاح الذي حققه تقرير خسارة الزمالك، والذي حقق وحده أكثر من ربع مليون مشاهدة.

 

وتأكيدا للقاعدة، فتعادل بتروجيت والتقارير التي نشرت حوله حققت مشاهدة أكثر كثيرا من المشاهدة التي حققتها التقارير التي نشرت حول الفوز العريض للزمالك على غزل المحلة، رغم السداسية والأحداث التحكيمية المثيرة للجدل التي شهدها لقاء الفريق الأبيض والتي منطقيا تقود لمعدل زيارات وقراءات أعلى، ولكن هذا لم يحدث.

 

وحقيقة الأمر ومنعا للمتفلسفين، فالأمر لا يقتصر على موقعنا فقط وإنما هو ظاهرة في كل الصحافة الرياضية المصرية، وفقا لأرقام نستقيها من معظم الزملاء في القاهرة، وهي أن انتصارات الزمالك خسارة للصحافة بينما خسائره تحقق أرباحا ورواجا صحفيا هائلا.

 

وعلى العكس في الأهلي فانتصاراته تحقق رواجا صحفيا في حين تعد إخفاقاته خسارة كبيرة للصحافة سواء المطبوعة أو الإلكترونية.. وبكل أسف أعتقد أن القاعدة صحيحة 100% وهي أن خسارة الزمالك عند الصحافة فوائد!

ag