"كوز" الزمالك.. وخدعة المئوية!

[The Sniper 73]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

"يا فرحة ما تمت".. هكذا كان لسان حال أحد أصدقائي الزمالكوية عندما علم أن الفريق الذي سيمثل أتليتكو مدريد الإسباني في احتفالية المئوية لا يضم معظم نجومه المعروفين وأبرزهم رادوميل فالكاو المهاجم الكولومبي المتميز وهداف الدوري الأوروبي العام الماضي.

وكان صديقي يمني نفسه بأن يرى الزمالك يواجه الفريق الإسباني الفائز بالدوري الأوروبي العام قبل الماضي بكامل نجومه، لاسيما وأنه حضر نفسه لشراء تذاكر المباراة، قبل أن يفاجأ بقائمة اللاعبين الذين سيخوضون المباراة، والتي حتى لم تكمل 18 لاعبا، حيث لم تضم سوى 16 لاعبا فقط.

والحقيقة أنه لم يفاجئني غياب أبرز نجوم أتليتكو مدريد عن المباراة، لأنها تقام في أيام المباريات الدولية التابعة لأجندة الفيفا ما بين مباريات ودية ورسمية، ومن الطبيعي أن تستعين المنتخبات بلاعبيها، ولم يكن من المنطقي أن تستغنى عن نجومها من أجل مئوية الزمالك.

وإذا كان من المنطقي ألا يعلم الكثيرون من جماهير الزمالك قدوم الفريق الإسباني بتشكيلة يغلب عليها البدلاء والناشئين نظرا لعدم متابعتهم بتفاصيل أتليتكو ونجومه الدوليين، فإن المشكلة الحقيقية كانت في تأكيد مجلس إدارة الزمالك، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن تفاصيل المباراة، أن أتليتكو مدريد سيخوض المباراة بكامل نجومه.

فإذا كان المجلس قد تعرض لـ"عملية نصب" من قبل مسؤولي أتليتكو مدريد (مثلما كتبت صحيفة الأهرام)، فهي مصيبة لأن ذلك يشير إلى أي مدى تستهين إدارة النادي الإسباني بنظيره المصري، وإن كان هذا الاحتمال غير وارد، لأن الفريق المدريدي لم يكن هو الساعي لإقامة المباراة، كما أنه لن يجرؤ على اتخاذ مثل هذه "النصبة"، التي يسهل اكتشافها بسهولة من قبل أي متابع للرياضة العالمية.

لكن المصيبة الأكبر تكون في حالة علم مجلس إدارة الزمالك منذ البداية أن الفريق المدريدي لن يلعب بنجومه، ومع ذلك روج لقدوم أتليتكو بكامل نجومه في كل مكان وفي جميع وسائل الإعلام، وهذا هو الاحتمال الأرجح في رأيي، رغبة منه في إقناع جماهيره بأنه "جاب الديب من ديله"، ردا على الانتقادات اللاذعة لسوء مستوى المئوية والتي طالت المجلس من جميع الجهات سواء من جماهير أو نجوم سابقين أو حتى رموز لم يتم تكريمهم.

المصيبة الحقيقية في اتباع مجلس الإدارة لـ"نظرية الكوز"، الذي ابتدعها الفنان هاني رمزي في فيلم "ظاظا"، هربا من واقع الفشل الواضح في تنظيم المئوية بالشكل اللائق بالزمالك.

المصيبة الحقيقية أن التوجه العام في مصر أصبح "غسيل مخ" الجماهير، سواء الرياضية أو غيرها، وبدلا من مواجهة المشاكل الحقيقية بشجاعة والاجتهاد في حلها، بات "الخداع" هو الحل الأسهل أمام الجميع..

لكن كما يقول المثل "إذا كان رب البيت بالدف ضاربا".. فكل سنة وأنتم طيبين!

ag