ابن تيميــــة 158 قام بنشر January 1, 2012 الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين ، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد ... فإن من أوجب واجبات الوقت ، أن نبذل قصارى الجهد في وأد الفتن ، حتى لا نجد أنفسنا - بغير وعي- منفذين لمخططات تبتغي هلاك البلاد والعباد ، ، لكن هذا لا يمكن أن يكون على حساب ثوابت ديننا ، ولا يمكن أن نداهن في عقيدتنا ، فالعقيدة – بحق – خط أحمر ، لا يقبل التنازلات . في المسند بإسناد حسن قالت أم سلمة: فلما خرجا (عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة) من عنده( أي النجاشي ) قال عمرو بن العاص: والله لأنبئنه غدًا عيبهم عنده، ثم أستأصل به خضراءهم قالت: فقال له عبد الله بن أبي ربيعة، وكان أتقى الرجلين فينا، لا تفعل، فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا. قال: والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد، قالت: ثم غدا عليه الغد فقال له: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيمًا فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه، قالت: فأرسل إليهم يسألهم عنه قالت: ولم ينزل بنا مثلها، فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ . قالوا: نقول والله فيه، ما قال الله، وما جاء به نبينا كائنًا في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه. قال لهم: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا: هو عبد الله ورسوله وروحه، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول. قالت: فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودًا، ثم قال: ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود . (وفي السيرة لابن كثير : فأخذ عودا و قال : و الله ما زاد ابن مريم على هذا وزن هذا العود ) فتناخرت ( تكلمت بغضب) بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم والله، اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي (والسيوم الآمنون) من سبَّكم غرم ، ثم من سبكم غرم ، فما أحب أن لي دَبرًا ( والدبر بلسان الحبشة الجبل ) ذهبًا ، وإني آذيت رجلا منكم . وكأنَّ الليلة البارحة ، ونحن نوضع موضع الصحابة رضوان الله عليهم حين سئلوا عن معتقدهم في نبي الله عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - وكانوا يدركون أنهم بأرض النجاشي النصراني ، وأنَّه قد يغضب غضبًا شديدة ، وقد يأمر بقتلهم جميعًا . ولكن انظروا لعزة الصحابة ، وانظروا لكيفية تعامل المؤمن مع مسائل العقيدة ، فقد قالوا : " نقول والله فيه، ما قال الله، وما جاء به نبينا كائنًا في ذلك ما هو كائن " لو قرأنا هذا الحدث بعرف السياسيين فإنَّ رد فعل المسلمين كانعجيبًا، ويعدُّ في نظرهم انتحارًا سياسيًّا، ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين السياسي الداعية، وبين السياسي الذي ليس له مرجعية من الشرع، فالمسلم السياسي الداعية له رسالة واضحة، وهي أن يصل بدعوته نقية إلى الناس، والسياسي الذي ليس له مرجعية من الشرع لا تهمه الوسائل، بل إنه يريد أن يصل إلى النتيجة ولو على حساب الشرع، ولو على حساب الأخلاق، ولو على حساب الفضيلة، فالغاية عندهم تبرِّر الوسيلة. كانت الموازنة سهلة بالنسبة للمسلمين، فالرؤية عندهم واضحة، ولا شيء يقدم على العقيدة، ولا شيء يقدم على الحق والصدق، ولا شيء يقدم على الدعوة الصحيحة، ولم يرد المسلمون أن يتسلقوا على وسائل خادعة أو طرق ملتوية أيًّا كانت النتائج. نعم " فالعقيدة والثوابت خط أحمر " لا يقبل المداهنة ولا التنازلات ، وعلى هذا ينبغي أن نكون ، وينبغي أن نكون عباد ربنا العزيز الحكيم ، فنتعامل بعزة الإسلام وحكمته ، لا ندعو للشطط ولا إثارة الفتن ، ولكن لا تستباح بيضتنا ولا تكسر شوكتنا ، ولا نخاف لومة لائم ، فإنها عقيدة . 1 شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
عاشق الصداقه 525 قام بنشر January 1, 2012 تصفيق حاد لهذا المقال الرائع حبيبى فى الله ابن تيميه حقاً ربما أظن ألا يستشعر هذه الكلمات أحداً أكثر منى ولكن انظروا لعزة الصحابة ، وانظروا لكيفية تعامل المؤمن مع مسائل العقيدة ، فقد قالوا : " نقول والله فيه، ما قال الله، وما جاء به نبينا كائنًا في ذلك ما هو كائن " الله نسأل أن يردنا جميعاً إلى الحق رداً جميلا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
ابن تيميــــة 158 قام بنشر January 1, 2012 حبيب قلبي الغالي احمد نورت الصفحه ياحبيبي في الله بارك الله في عمرك ياغالي وحفظك وجزاك الله خيرا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
haytham84 2 قام بنشر January 2, 2012 هذا هو المطلوب عدم الافراط(الغلو و التعصب) او التفريط (التنازل عن الثوابت و المعتقدات). شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
عاشقة الفردوس 161 قام بنشر January 3, 2012 ومن سمعك يا ابني للأسف لعنة حب الكراسي والمناصب اعمت القلوب ولا حول ولا قوة الا بالله نسأل الله العفو والعافيه واسأله جل في علاه ان يمكننا من انشاء نشئ جديد لا يخاف لومة لائم في اعلاء كلمة الحق والدين جزيت أعالي الجنان يا ابني شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر