اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
مخلص للإسلام

أدنى درجات الأخوة في الله ... هل تعرفونها؟

Recommended Posts

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

 

 

سلامة الصدر

" أدنى درجات الأخوة في الله"

 

ولكن ما المقصود بسلامة الصدر؟

 

المقصود بسلامة الصدر: طهارة القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه: كالحسد، والبغضاء، والغل، والعداوة، والشحناء، والبغي وسوء الظن.

 

؛ ولهذا أمثلة كثيرة منها، ما يأتي:

 

المثال الأول: ما أخبر الله به عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى: لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9} الحشر

أي لا يجد الأنصار في أنفسهم حسداً للمهاجرين فيما فضلهم الله به من المنزلة، والشرف، والتقديم في الذكر، والرتبة وبيانه سبحانه سلامة صدورهم من الغل، والحسد.

 

المثال الثاني: قال تعالى : { أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ....{12}الحجرات

وإذ حض سبحانه وتعالى في الآية السابقة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ..... "{6}الحجرات , حض على إساءة الظن بالفاسق والتثبت في أقواله وتصرفاته، نهى هنا عن إساءة الظن بالمؤمنين.

 

المثال الثالث: سليم القلب من أفضل الناس

بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل ومكانة صاحب القلب السالم من الحقد والبغضاء والحسد، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قيل:

يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ قال: كلُّ مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقيُّ، النقيُّ، لا إثم فيه، ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ ([1]).

 

المثال الرابع: سلامة الصدر من أسباب دخول الجنة

جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة الرجل الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ثلاث مرات في ثلاثة أيام, فتابعه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ ليقتدي به، فبقي معه ثلاثة أيام فلم يرَ عملاً زائداً على عمله، ولم يقم من الليل شيئاً, إلا أنه إذا استيقظ من الليل وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبره حتى يقوم لصلاة الفجر، ولم يسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث ليال كاد أن يحتقر عبد الله عمل الرجل، فسأله وقال: ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ^؟ فقال: =ما هو إلا ما رأيتَ غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله بن عمرو: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق([2]).

 

وهذا كله يؤكد على كل مسلم أن يسأل الله عز وجل أن يطهر قلبه من الحقد، والحسد، والبغضاء للمسلمين، وأن يطهر لسانه من قول الزور، ومن كل ما يغضب الله عز وجل، والله المستعان.

 

وعن سفيان بن دينار قال : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا . قلت :ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم .([3])

وعن زيد بن أسلم قال: دُخل على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟ فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين. أما إحداهما: فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما.([4])

 

وقال قاسم الجُوعي رحمه الله تعالى : أصل الدين الورع ، وأفضل العبادة مكابدة الليل ، وأقصر طرق الجنة سلامة الصدر.([5])

 

أما أسباب التشاحن والتباغض فكثيرة منها :

 

1/ طاعة الشيطان

 

قال تعالى: ( وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً ) الإسراء:53 وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم )([6]). قال أبو البقاء العكبري رحمه الله تعالى : والمعنى أنهم لا يزين لهم عبادته ولكن يرغبهم في التحريش بينهم ([7]).

 

2/ الغضب

 

فالغضب مفتاح كل شر عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه أنَّ رجلاً قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أوصِني . قال : لا تَغضب. فردَّدَ مراراً ، قال: ( لا تَغضب ). ([8])فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.

 

3/ النميمة

 

قال تعالى في ذمه أهل هذه الخصلة الذميمة: ( هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ) القلم:11 "يعني وقاعا في الناس عائبا لهم بما ليس فيهم ينقل الكلام من بعض إلى بعض على وجه التضريب بينهم " ([9]) وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ )([10]).

 

4/ الحسد

 

وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ( إِيَاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كما تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ،أَوْ قالَ الْعُشْبَ ).([11]) قال المناوي رحمه الله تعالى : " لأنه يفضي بصاحبه إلى اغتياب المحسود وشتمه وقد يتلف ماله أو يسعى في سفك دمه وكل ذلك مظالم يقتص منها في الآخرة ويذهب في عوض ذلك حسنات "ا.هـ([12]) وقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من شره ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق:1) إلى قوله (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق:5)

 

5/ التنافس على الدنيا

 

خاصة التنافس المذموم المؤدي إلى الوقوع في المحرمات فهذا يحقد على زميله لأن راتبه أكثر منه أو لكونه نال رتبة أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها توظفت قبلها، وهذا يكيد لجاره لكون منزله أفضل من منزله والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال.

عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والله ما الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ على من كان قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ ) ([13]) .

 

6/ حب الشهرة والرياسة

 

الداء العضال والمرض الخطير، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حَسد وبَغى وتَتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكر أحد بخير )([14]). وهذا مشاهد في أوساط الموظفين والعاملين في القطاعات المتنوعة .

 

7/ كثرة المزاح

 

فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثر أضر وأهلك.

وقال ميمون بن مهران -رحمه الله تعالى- " إذا كان المزاح أمام الكلام كان آخره اللطم والشتام "([15]) .

 

8/ العُجب :

 

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: " العجب هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم ا.هـ([16])

فالعجب بالرأي والمكانة والنسب والمال سبب للعداوة .

والعجب قرين الكِبْر وملازم له.

والكِبْر من كبائر الذنوب فقد قال النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- : ( لا يدخل الجنة مَن في قلبه مثقال ذرة من كِبر )([17]) وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : لولا ثلاث ، لصلح الناس : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ([18]).

قال الغزالي رحمه الله تعال : " فإن العجب يدعو إلى الكبر لأنه أحد أسبابه فيتولد من العجب الكبر ومن الكبر الآفات الكثيرة التي لا تخفى هذا مع العباد وأما مع الله تعالى فالعجب يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها فبعض ذنوبه لا يذكرها ولا يتفقدها لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها وما يتذكره منها فيستصغره ولا يستعظمه فلا يجتهد في تداركه وتلافيه بل يظن أنه يغفر له "ا.هـ([19])

 

9/ المراء

 

وحده الغزالي رحمه الله تعالى بقوله : كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه إما في اللفظ وإما في المعنى وإما في قصد المتكلم .([20])

قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ) ([21]) والزعيم هو الضامن .

وقال الصنعاني رحمه الله تعالى :

" وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه

والجدال هو ما يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها

والخصومة لجاج في الكلام ليستوفى به مالا أو غيره ويكون تارة ابتداء وتارة اعتراضا والمراء لا يكون إلا اعتراضا والكل قبيح إذا لم يكن لإظهار الحق وبيانه وإدحاض الباطل وهدم أركانه "ا.هـ([22])

عن يحيى بن أبي كثير أن سليمان بن داود عليه السلام قال لابنه : يا بني إياك والمراء فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان .([23])

 

ومما يعين على سلامة الصدر:

 

أولاً: الإخلاص

 

تخليص القلب عن شائبة الشوب . يعني خلطة الريا والسمعة المكدر لصفائه . والإخلاص هو الإحسان المعبر بقوله عليه السلام ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )([24]) "ا.هـ([25])

والحديث الذي يفتتح به أهل العلم كتبهم " إنما الأعمال بالنيات ......... "

قال العز بن عبد السلام رحمه الله: " الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصا لله وحده لا يريد بها تعظيما من الناس ولا توقيرا ولا جلب نفع ديني ولا دفع ضرر دنيوي "ا.هـ([26])

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : " ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما "ا.هـ([27])

والإخلاص مرغب بما عند الله تعالى ومزهد بالدنيا وزخرفها.

 

ثانياً: رضا العبد بما قسمه الله تعالى له

 

عن عطاء بن السائب عن أبيه قال : صلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم : لقد خففت أو أوجزت الصلاة . فقال : أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قام تبعه رجل من القوم هو أبي غير أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك يعني في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين ) .([28]). قال المناوي رحمه الله تعالى : "وأسألك الرضا بالقضاء أي بما قدرته لي في الأزل لأتلقاه بوجه منبسط وخاطر منشرح وأعلم أن كل قضاء قضيته لي خير فلي فيه خير"ا.هـ ([29])

 

ثالثاً: قراءة القرآن وتدبره:

 

فهو الدواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: ( قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ )(فصلت:44)، وقال: ( وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالمِينَ إلا خَسَاراً )(الإسراء:82). قال ابن القيم رحمه الله: ( والصحيح أن "مِن" ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ) وقال تعالى: (يَا أيُها النّاسُ قَد جَآءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِكُم وَشِفَآءٌ لِمَا في الصُدُور ) (يونس:57) قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهما في كتابه " ا.هـ ([30])

 

 

رابعاً: تذكر الحساب والعقاب

 

(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18)

فمن أيقن أنه محاسب ومسئول عن كل شيء هانت الدنيا عليه وزهد بما فيها وفعل ما ينفعه عند الله تعالى ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49)

قال النووي رحمه الله تعالى : "اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء " ا.هـ([31]) وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ([32])فهذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنه لا ينبغي للإنسان أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرا وهو الذي ظهرت مصلحته للمتكلم " ا.هـ ([33])

 

خامساً: الدعاء

 

عن شدادِ بنِ أوس رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الأَمْرِ، وعَزِيمَةَ الرُّشْدِ ، وشُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً، وأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغُفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ ) . ([34])

فعلى المسلم أن يلتزم هذا الدعاء لنفسه وأن يدعو به لإخوانه المسلمين ( وَالذِّينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَان وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم ) الحشر:10

 

سادساً: الصدقة

 

فهي تطهر القلب ، وتُزكي النفس ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( خُذ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا ) التوبة:103

وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( داووا مرضاكم بالصدقة )([35]) وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك.

 

سابعا : حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل

 

قال تعالى (يَـٰۤأَيـُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌۚ ......) الحجرات(12)

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والظنَّ ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث ).([36])

وقال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملاً .([37])

لذا عليك التماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات.

وعده الأوائل (أي حُسن الظن) صورة من صور الكرم قال أبو بكر بن عياش رحمه الله: قال كسرى لوزيره : ما الكرم ؟ قال : التغافل عن الزلل . قال: فما اللؤم ؟ قال : الاستقصاء على الضعيف والتجاوز عن الشديد . قال : فما الحياء ؟ قال الكف عن الخنا . قال : فما اللذة ؟ قال : الموافقة . قال : فما الحزم ؟ قال : سوء الظن.([38])

 

ثامناً: إفشاء السلام

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ ).([39])

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ثلاث يصفين لك ود أخيك تبدؤه بالسلام إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه ([40]).

قال ابن العربي : من فوائد إفشاء السلام حصول الألفة فتتألف الكلمة وتعم المصلحة وتقع المعاونة على إقامة شرائع الدين وإخزاء الكافرين وهي كلمة إذا سمعت أخلصت القلب الواعي لها غير الحقود إلى الإقبال على قائلها .([41])

 

تاسعا : الابتسام والبشاشة

 

للابتسامة أثر حسن على الآخرين صغارا وكبارا وهي مما يزرع الألفة والمحبة بين الناس وقد حث النبي صلى الله عليه سلم عليها وأمر بها مع فعله لها فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لك صَدَقَةٌ )([42])

قال ابن عيينة رحمه الله: البشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين .([43])

 

عاشراً: ترك السؤال عما لا يعنيك وتتبع أحوال الناس وعيوبهم

 

عن الحسين رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) .([44]) وقد سبق ذكر أثر أبي دجانة رضي الله عنه وهو ما رواه زيد بن أسلم قال: دُخل على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟ فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين. أما إحداهما: فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما.([45])

قال ابن حبان رحمه الله تعالى : " الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه وأن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه من عاب الناس عابوه "ا.هـ([46])

 

الحادي عشر : محبة الخير للمسلمين

 

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ - أَوْ قَالَ لأَخِيهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ).([47])

قال ابن العربي رحمه الله تعالى : " لا يكون القلب سليماً إذا كان حقوداً حسوداً معجباً متكبراً وقد شرط النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه "ا.هـ([48])

قال الخطابي رحمه الله تعالى :

ارض للناس جميعا

مثل ما ترضى لنفسك

إنمـا الناس جميعا

كلـهم أبناء جنسك

فلهم نفس كنفسك

ولهم حس كحسك([49])

 

الثاني عشر: ترك الاستماع للغيبة والنميمة والإنكار على مرتكبهما

 

حتى يبقى قلب الإنسان سليماً: فعن عَبْدِ اللّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :( لاَ يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ عن أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئاً فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ )([50]) قال ابن الملك رحمه الله تعالى : والمعنى أنه يتمنى أن يخرج من الدنيا وقلبه راض عن أصحابه من غير سخط على أحد منهم ، وهذا تعليم للأمة ا.هـ ([51])

دخل رجل على عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فذكر له عن رجل شيئا فقال له عمر إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )(الحجرات:6) وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية ( هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) (القلم:11) وإن شئت عفونا عنك فقال العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا .([52])

وعن الفضل بن أبي عياش قال : كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل فقال : إني مررت بفلان وهو يشتمك . فغضب فقال : ما وجد الشيطان رسولا غيرك ؟ فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه.([53])

 

الثالث عشر: إصلاح القلب ومداومة علاجه

 

عن النُّعمان بن بَشيرٍ رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ألا وإِنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً : إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسدُ كلّه، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجسَدُ كله ، أَلا وهِيَ الْقَلْبُ )([54]) . قال الشنقيطي رحمه الله تعالى "وقال الفخر الرازي : خصص القلب بالذكر ، لأنه محل لأصول الأعمال . ولذا ذكره في معرض الذم ، ( فإنه آثِمٌ قَلْبُهُ ) ، وفي معرض المدح ( وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) ويشهد لما قاله قوله : ( إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) وقوله : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ) وقال: ( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ ). وقوله: ( أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ، ونحو ذلك ومما يدل على أن المراد بالصدور ما فيها هو القلب . ا.هـ([55])

 

الرابع عشر: السعي في إصلاح ذات البين:

قال تعالى ( فَاتَقُوا اللّهَ وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم ) (الأنفال:8 ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: هذا تحريج من الله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم ([56]). وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى. قال :( إصلاح ذات البين ). ([57]) وعن أبي إدريس قال : سمعت أبا الدرداء يقول : والله وأيم الله - ما سمعته حلف قبلها ولا بعدها - ما من عمل أحب إلى الله من إصلاح ذات البين والمشي إلى المساجد وخلق جائز .([58])

والمسيح عليه السلام بعد نزوله يقوم بإصلاح ذات البين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجيبنه )([59])

 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ ( اللهم أَلِّفْ بين قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ وَنَجِّنَا من الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ وَبَارِكْ لنا في أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أنت التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بها قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا )([60]) .

 

الخامس عشر : الإيمان بالقدر

 

فإن العبد إذا أيقن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بحاله ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لأبي ذر رضي الله عنه : ( انْظُرْ إلَى مَنْ هُوَ تَحْتَكَ ، وَلا تَنْظُرْ إلَى مَا هُوَ فَوْقَكَ، فَإنَّهُ أَجَدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرِي نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَكَ )([61]) .وقيل لحاتم الأصم : علام بنيت أمرك ؟ فقال : على التوكل . ثم قال : بنيت أمري على أربع خصال : علمت أن رزقي لا يأكله غيري ؛ فاطمأنت نفسي ، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري ؛ فلم أشتغل لغيره ، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة ؛ فأنا أبادره ، وعلمت أني لا أخلو من عين الله عز وجل حيث ما كنت ؛ فأنا مستحيي منه .([62])

 

السادس عشر : أن يضع المرء نفسه موضع خصمه

 

فهذا يدعو لالتماس المعاذير، وحسن الظن.

فالواحد منا_على سبيل المثال_ينزعج كثيراً إذا كان خلفه في السيارة شخص يطلق الأبواق، ونحن قد نقع موقعه ونفعل ما فعله، إما حرصاً على اللحاق بموعد مهم، أو أن يكون مع بعضنا مريض، أو نحو ذلك.

فإذا وضعنا أنفسنا موضع الخصم وجدنا ما يسوغ فعله، فنُقْصِر بذلك عن الإساءة والجهل، ونحتفظ بهدوئنا وحلمنا.

قال ابن المقفع:=أعدلُ السِّيَر أن تقيسَ الناس بنفسك; فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتى إليك+.

قال ابن حزم ×:=من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه; فإنه يلوح له وجه تعسفه+.

وقال إبراهيم بن جنيد رحمه الله تعالى : اتخذ مرآتين ، وانظر في إحداهما عيب نفسك ، وفي الأخرى محاسن الناس .([63])

 

السابع عشر : صحبة الجليس الصالح والابتعاد عن الجليس السوء

 

فالجليس الصالح يعين صاحبه على الصفح والعفو عمن أساء إليه والصبر على ما يصيبه من أذى من الآخرين وبهذا يسلم صدره من الغل وغيره . قال ابن حبان رحمه لله تعالى " وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب لئلا يكون مريبا فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشر .. العاقل لا يصاحب الأشرار لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار تعقب الضغائن لا يستقيم وده ولا يفي بعهده وإن من سعادة المرء خصالا أربعا أن تكون زوجته موافقة وولده أبرارا وإخوانه صالحين وأن يكون رزقه في بلده وكل جليس لا يستفيد المرء منه خيرا تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته ومن يصحب صاحب السوء لا يسلم كما أن من يدخل مداخل السوء يتهم "ا.هـ([64])

 

الثامن عشر : استحضار حال أهل الجنة

 

فقد أخبر الله تعالى عن حالهم فقال : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ )( الأعراف 43) ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ) (الحجر:47) قال السعدي رحمه الله تعالى : " (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) وهذا من كرمه وإحسانه ، على أهل الجنة ، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم ، والتنافس الذي كان بينهم ، أن الله يقلعه ويزيله ، حتى يكونوا إخوانا متحابين ، وأخلاء متصافين . قال تعالى : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) ويخلق الله لهم من الكرامة ، ما به يحصل لكل واحد منهم ، الغبطة والسرور ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم ، نعيم ، فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض ، لأنه فقدت أسبابه "ا.هـ([65])

 

التاسع عشر : معرفة أن مخالط الناس لن يسلم من أذاهم

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم أَنّه قال: ( المُؤْمِنُ الذي يُخالِطُ النّاسَ وَيَصْبِرْ عَلى أَذاهم أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الّذِي لا يُخالِطَهُمْ ولا يَصْبِرْ على أَذاهم )([66]) قال أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى :" كان الناس ورقاً لا شوك فيه ، فإنهم اليوم شوك لا ورق فيه ، إن ساببتهم سابوك، وإن ناقدتهم ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك وإن نفرت منهم يدركوك . قيل له : فما أصنع ? قال: هب عرضك ليوم فقرك، وخذ شيئاً من لا شيء ". ([67])

وقال الغزالي رحمه الله تعالى : " ومن ثم عدُّوا من أعظم أنواع الصبر الصبر على مخالطة الناس وتحمل أذاهم، واعلم أن اللّه لم يسلطهم عليك إلا لذنب صدر منك فاستغفر اللّه من ذنبك، واعلم أن ذلك عقوبة منه تعالى وكن فيما بينهم سميعاً لحقهم أصم عن باطلـهم نطوقاً بمحاسنهم صموتاً عن مساوئهم " ا.هـ([68])

 

العشرون : قبول اعتذار المخطئين

 

قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : أعقل الناس أعذرهم لهم .([69])

أنشد أبو الحسن البيهقي :

 

قيل لي قد أساء إليك فلان

 

 

 

ومقام الفتى على الذل عار

 

قلت قد جاءنا فأحدث عذرا

 

 

 

ودية الذنب الاعتذار ([70])

 

 

قال المأمون لإبراهيم بن المهدي بعد اعتذاره : قد مات حقدي بحياة عذرك ، وقد عفوت عنك ، وأعظم من عفوي ويدي عندك أني لم أجرعك مرارة امتنان الشافعين .([71])

وقيل :

 

اقبل معاذير من يأتيك معتذرا

 

 

إن بر عندك فيما قال أو فجرا

فقد أطاعك من يرضيك ظاهره

 

 

وقد أجلك من يعصيك مستترا([72])

 

وقال الأحنف : إياكم ورأي الأوغاد . قالوا : وما رأي الأوغاد ؟ قال : الذين يرون الصفح والعفو عارا .([73])

 

الحادي والعشرون : أقلل من العتاب

 

قال منصور النمري :

 

أقلل عتاب من استربت بوده

 

 

ليست تنال مودةٌ بعتاب([74])

 

 

وقيل :

 

ولست معاتبا خلا لأني

 

 

 

رأيت العتب يغري بالعقوق

 

ولو أني أوقف لي صديقا

 

 

على ذنب بقيت بلا صديق([75])

 

وقيل :

 

إن الظنين من الإخوان يبرمه

 

 

 

طول العتاب وتغنيه المعاذير

 

وذو الصفاء إذا مسته معذرة

 

 

كانت له عظة فيها وتذكير([76])

 

فكثير منا يعتب على أخيه في أمر هو يأتيه ومن نفسه يرتضيه وأبغض منه من يعتب على من يحسن إليه كان ابن عرادة السعدي مع سلم بن زياد بخراسان ، وكان له مكرماً ، وابن عرادة يتجنّى عليه ، إلى أن تركه وصحب غيره فلم يحمد أمره ، فرجع إليه وقال :

 

عتبت على سلم فلما فقدته

 

 

 

وصاحبت أقواماً بكيتُ على سلم

 

رجعت إليه بعد تجريب غيره

 

 

 

فكان كبرءٍ بعد طولٍ من السقم([77])

 

 

فإن عاتبت فليكن عتابك بحق ورفق ولطف ولا تبالغ فيه فتسيء أكثر من إساءة المعاتَب

 

ترفق أيها المولى عليهم

 

 

فإن الرفق بالجاني عتاب([78])

 

 

وقد قيل : إن أفضل العتاب ما غرس العفو وأثمر المحبة وعتب يوجب العفو والصفاء أفضل من ترك يعقب الجفاء ([79]).

 

رأيت أساليب للعتاب كثيرة

 

 

 

وألطفها ما أكد الحب في القلب

 

إذا ما خلونا لم أجد ما أقوله

 

 

 

يلذ سوى الشكوى إليها مع العتب([80])

 

 

وعلى المعاتَب أن يصبر على من يعاتبه ويحسن إليه فلعله بذلك يريح نفسه بتلك المعاتبة فتصفو نفسه بعدها يقول أبو فراس :

 

قل لأحبابنا الجناة علينا

 

 

 

درجونا على احتمال الملال

 

أحسنوا في عتابكم أو أسيئوا

 

 

 

لا عدمناكم على كل حال([81])

 

 

ومن أراد العتاب فليحسن اختيار الوقت والمكان المناسبين له فلا يعاتب بحضرة أناس آخرين كما لا يعاتب في حال فرح أو حزن أو انشغال فهذا مما يزد الأمر سوءا وقد أحسن القائل :

 

ولوكان هذا موضع العتب لاشتفى

 

 

 

فؤادي ولكن للعتاب مواضع([82])

 

 

وقيل:

 

حججي عليك إذا خلوتُ كثيرة

 

 

وإذا حضرتَ فإنني مخصوم

 

لا أستطيع أقول أنت ظلمتني

 

 

واللّه يعلم أنني مظلوم([83])

 

 

 

وقال حاتم الأصم رحمه الله تعالى : إذا رأيت من أخيك عيباً فإن كتمته عليه فقد خنته ، وإن قلته لغيره فقد اغتبته ، وإن واجهته به فقد أوحشته ؛ قيل له : كيف أصنع ؟ قال : تكني عنه ، وتعرض به وتجعله في جملة الحديث ([84]).

 

الثاني والعشرون : استحضار الأضرار المترتبة على فساد ذات البين في الدنيا والآخرة

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ. فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللّهِ شَيْئاً. إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ. فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هٰذَيْنِ حَتَّىٰ يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هٰذَيْنِ حَتَّىٰ يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هٰذَيْنِ حَتَّىٰ يَصْطَلِحَا)([85]).

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ، فَمنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ»([86]).

 

الثالث والعشرون : الزهد بما في أيدي الناس

 

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال :( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ) ([87]).

 

وصاحب الصدر السليم يفوز براحة البال والبعد عن الهموم والغموم واتقاء العداوات ، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم لقي من الأذى مالا تطيقه الجبال ومع هذا كان أسلم الناس صدرا وأكثرهم عفوا فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ اللّهِ! هَلْ أَتَىٰ عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلَىٰ مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَىٰ وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلاَّ بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ. فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي. فَقَالَ: إنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ. قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إنَّ اللّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ. فَمَا شِئْتَ؟ إنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ». فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ : «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً»([88]).

وعن قتادة السدوسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في فتح مكة : يا معشر قريش ويا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. ثم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء([89]).

 

حَليمٌ سَليمُ الصَدرِ لا يَستَفِزُّه

 

 

سَفيهٌ وَلا يُغريهِ مِن جاهِلٍ جَهلُ

 

 

ويوسف عليه السلام فعل إخوته فيه ما حكاه الله تعالى لنا فلما أمكن منهم ( قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:92) وهذا هو حال الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم فعن عبدُ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قال: « كأني أنظرُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَحكي نبياً منَ الأنبياءِ ضربَهُ قومُهُ فأدمَوْه، وهوَ يَمسَحُ الدَّمَ عن وجههِ ويقول: اللّهمَّ اغفرْ لقومي فإنهم لا يَعلمون »([90]) .

وهكذا حال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى " إن سلمان لما شتم قال: إن خفت موازيني فأنا شر مما تقول وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول([91]) . فقد كان همه مصروفاً إلى الآخرة فلم يتأثر قلبه بالشتم. وكذلك شُتم الربـيع بن خثيم فقال: يا هذا قد سمع الله كلامك وإن دون الجنة عقبة إن قطعتُها لم يضرني ما تقول ، وإن لم أقطعها فأنا شر مما تقول . وسب رجل أبا بكر رضي الله عنه فقال: ما ستر الله عنك أكثر ؛ فكأنه كان مشغولاً بالنظر في تقصير نفسه عن أن يتقي الله حق تقاته ويعرفه حق معرفته، فلم يغضبه نسبة غيره إياه إلى نقصان ، إذ كان ينظر إلى نفسه بعين النقصان ، وذلك لجلالة قدره " ا.هـ([92]).

 

وقال موسى بن طَرِيف : استطالَ رجلٌ على عليّ بن حُسين ، فتغافَلَ عنه ، فقال له الرجل: إياك أعْنِي، فقال له عليّ: وعَنْك أغضي .([93])

 

عن أنس بن مالك في قول الله تبارك وتعالى ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (فصلت:34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35) قال : الرجل يشتمه أخوه فيقول إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك .([94])

 

وقد امتثل السلف ذلك قال أبو يعقوب المَدَنيّ : كانَ بـين حَسن بن حَسن وبـين عليّ بن حُسين بعض الأمر، قال: فجاء حَسن بن حَسن إلى عليّ بن حُسين وهو مع أصحابه في المَسْجد، فما ترك أمراً إلا قاله له قال: وعليٌّ ساكتٌ، فانصرفَ حسن، فلما كان الليل أتاه في منزله، فقرَعَ عليه بابه، فخرج إليه، فقال له عليٌّ: يا أخي إن كنتَ صادقاً فيما قُلتَ لي، فغفرَ اللَّهُ لي وإن كنتَ كاذِباً فغفرَ الله لكَ السلام عليكم، ووَلَّى. قال: فاتبعه حسن فَلَحِقه فالتزمَهُ من خلفه وبكى حتى رَثَى له، ثم قال: لا جَرَم لا نُحدّث في أمر تكرهه، فقال عليٌّ: وأنت في حِلَ مما قُلْتَ لي.([95])

 

وقال أبو وهب : جاء رجل إلى الشعبي فشتمه في ملأ من الناس فقال الشعبي إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك .([96])

 

وفي سيرة سلفنا الصالح الشيء الكثير من صور سلامة الصدر مع ما لحقهم من أذى وتنكيل وسجن وتعذيب فهذا الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول في رسالته التي أرسلها لتلاميذه من السجن معلما ومربيا لهم : " وأول ما أبدأ به من هذا الأصل: ما يتعلق بـي ، فتعلمون ـ رضي الله عنكم ـ أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين ـ فضلاً عن أصحابنا ـ بشيء أصلاً، لا ظاهراً ولا باطناً، ولا عندي عتبٌ على أحدٍ منهم ولا لومٌ أصلاً، بل هم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان، كلٌ بحسبه، ولا يخلو الرجل من أن يكون مجتهداً مصيباً، أو مخطئاً، أو مذنباً، فالأول مأجور مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد معفوٌ عنه مغفور له، والثالث المذنب فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين, فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل، لا تتكلموا بأي عبارة، كقول القائل: فلان قصر، فلان ما عمل، فلان أوذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية، فلان كان يتكلم في كيد فلان، ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والإخوان، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب، ولا حول ولا قوة إلا بالله " ا.هـ([97])

وقال رحمه الله تعالى : " لا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه فإني قد أحللت كل مسلم وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد بكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي "ا.هـ([98])

 

( رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَان وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم ) اللهم و( َاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ ) ([99])

 

والآن .. وحتى لا يكون الموضوع مجرد كلام "لأننا قوم عمليون"

لنسأل سؤالا إخواني وأخواتي:

 

ماذا تفعل وماذا تفعلين في الموقف التالي:

 

لم يتذكر (أخوك / أختك - خطيبك / خطيبتك – زوجك / زوجتك) - على سبيل المثال - ذكرى ميلادك أو ذكرى زواجكما؟

  1. أتهمه/ أتهمها بالتجاهل وعدم الاهتمام / وعدم الحب.
  2. ألتمس له / لها العذر وأقول في نفسي أنه / أنها نسي/ نسيت (غصبا عنه / عنها).
  3. أتجاهل الموقف وكأن الأمر لا يعنيني.
  4. فعل غير ذلك (أذكر/ أذكري هذا الفعل)

 

وبناءا على إجابة أحدنا فيجب أن نأخذ موقفا عمليا لإصلاح هذا الخلل في القلب.

 

قلنا في بداية الموضوع أن سلامة الصدر هي أدنى درجات الأخوة في الله.. فما أعلاها؟ (تفضلوا بالإجابة)

 

 

أعتذر للإطالة

جزاكم الله خيرا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المراجع:

سلامة الصدر: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

البدر في فضل سلامة الصدر: د. نايف بن أحمد الحمد

 

 

 

 

([1]) أخرجه ابن ماجه، في كتاب الزهد، باب الورع والتقوى (4/149) برقم 4216، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/411).

 

([2]) أحمد في المسند (3/166) والنسخة المحققة، (20/124)، برقم 2697، وقال عنه محققو المسند: =إسناده صحيح على شرط الشيخين+، وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ص 1328): =وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين+ والحديث أيضاً في مصنف عبدالرزاق، برقم 20559، وشرح السنة للبغوي، برقم 3535، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 863، وغيرهم..

 

([3]) الزهد لابن السري 2/ 600

 

 

([4]) رواه ابن هب في الجامع (319) و ابن سعد 3/418 وابن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان (113) وانظر : المنتظم 4/92 صفة الصفوة 1/486 سير أعلام النبلاء 3/152تاريخ الإسلام 3/70

 

([5]) رواه الخطيب في الزهد والرقائق (32) وابن عساكر في تاريخ دمشق 52/80 وانظر : بستان العارفين للنووي 1/79 صفة الصفوة 4/236

 

([6]) رواه مسلم. (7052) من حديث جابر رضي الله عنه .

 

([7])إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث /46

 

 

([8]) رواه البخاري ( 5974) .

 

([9]) أحكام القرآن للجصاص 5/ 366

 

([10]) رواه مسلم ( 250)

 

([11])رواه أبو داود (4899)وعبد بن حميد(1430) ورواه ابن ماجه (4310) وأبو يعلى (3656) والخطيب في تاريخ بغداد 2/227 من حديث أنس رضي الله عنه قال العراقي رحمه الله تعالى " أبو داود من حديث أبي هريرة وقال البخاري لا يصح وهو عند ابن ماجه من حديث أنس بإسناد ضعيف وفي تاريخ بغداد بإسناد حسن " ا.هـ المغني عن حمل الأسفار 1/ 32

 

([12]) فيض القدير3/ 125

 

([13]) رواه البخاري (3791) ومسلم (2961)

 

([14]) جامع بيان العلم وفضله 1/143

 

([15]) الآداب الشرعية 2/215

 

([16]) إحياء علوم الدين ج 3 /371

 

([17]) رواه مسلم (91) من حديث ابن مسعود –رضي الله عنه-

 

([18]) شرح السنة 14/309 نثر الدرر 2/69

 

([19]) إحياء علوم الدين 3 /370

 

([20]) إحياء علوم الدين 3/117

 

([21]) رواه أبو داود ( 4800) من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- قال النووي رحمه الله تعالى : " حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح " ا.هـ رياض الصالحين (630) .

 

([22]) سبل السلام 4/196

 

([23]) رواه الدارمي ( 307) والبيهقي في الشعب (8434) وأبو نعيم في الحلية 3/78 وابن عساكر 24/27

 

([24]) رواه البخاري(50) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ومسلم (8)من حديث عمر رضي الله عنه .

 

([25]) القواعد 1/165

 

([26]) قواعد الأحكام /124

 

([27]) تفسير البغوي 1/121 الأذكار للنووي /6 تاريخ الإسلام للذهبي 12/337 تفسير البحر المحيط 1/586

 

([28])رواه النسائي (1305)وفي الكبرى (1228) وابن حبان (1971) والحاكم(1923) وصححه .

 

([29]) فيض القدير 2/146.

 

([30]) زاد المعاد 4/352

 

([31]) الأذكار /262 رياض الصالحين /276

 

([32]) رواه البخاري (5672) ومسلم (47) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

 

([33]) الكبائر /127

 

([34]) رواه أحمد (16806) والنسائي ( 1302)وصححه ابن حبان (1688).

 

([35]) رواه البيهقي (6625) والطبراني في مسند الشاميين (66) والخطيب في تاريخ بغداد 6/333 وأبو نعيم في الحلية 4/237 وقال " غريب من حديث الحكم وإبراهيم تفرد به موسى "ا.هـ وقال محمد بن طاهر المقدسي " رواه موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود والحديث منكر وموسى لا يتابع على رواياته ."ا.هـ ذخيرة الحفاظ 3/1244وقال المنذري : رواه أبو داود في المراسيل، ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعاً متصلاً، والمرسل أشبه. الترغيب والترهيب (1112). وقال ابن الجوزي " هذا حديث لا يصح تفرد به موسى بن عمير قال يحيى ليس بشئ وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه قال المؤلف قلت وإنما روي هذا مرسلا "ا.هـ العلل المتناهية 1/494

 

([36]) البخاري ( 5925) ومسلم (6488) .

 

([37]) رواه البيهقي في الشعب ( 8345) وابن عساكر في التاريخ 47/35 تفسير ابن كثير 7/352 .

 

([38]) ذكره البيهقي في الشعب (8521) فيض القدير 1/461 .

 

([39]) رواه مسلم ( 157)

 

([40])رواه ابن المبارك في الزهد (352) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (316)و ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 359

 

([41]) فيض القدير2/ 23

 

([42]) الترمذي (1956) وابن حبان (474) والبزار (4070) وقال الترمذي : حسن غريب .

 

([43]) فيض القدير 3 /226

 

([44]) رواه أحمد (1748) والترمذي (2355) وحسنه النووي في الأربعين قال ابن مفلح "حديث حسن لغيره " الآداب الشرعية 1/64 وصححه ابن حبان (228) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

 

([45]) رواه ابن هب في الجامع (319) و ابن سعد 3/418 وابن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان (113) وانظر : المنتظم 4/92 صفة الصفوة 1/486 سير أعلام النبلاء 3/152تاريخ الإسلام 3/70

 

([46]) روضة العقلاء 1/125

 

([47]) رواه البخاري (13)ومسلم (134) واللفظ له .

 

([48]) أحكام القرآن لابن العربي 3/ 459

 

([49]) أقوال مأثورة /456 فقر المشاعر / 125 الاستذكار 8/560

 

([50]) رواه أحمد(3759) وأبو يعلى (5388)وأبو داود (4856) والترمذي (4063) والبيهقي (16452) والبغوي في شرح السنة (3571) والبزار (2038) قال الترمذي "هذا حديث غريب من هذا الوجه " ا.هـ وقال البزار " وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ولا نعلم رواه عن النبي إلا عبد الله بن مسعود بهذا الإسناد "ا.هـ

 

([51]) مرقاة المفاتيح 8/576 عون المعبود 13/142 تحفة الأحوذي 10/270

 

([52]) إحياء علوم الدين 3/156 الأذكار/277

 

([53]) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 71 وابن عساكر في تاريخ دمشق 63/290 وانظر :صفة الصفوة 2/295 تهذيب الكمال 31/149 البداية والنهاية 9/276

 

([54]) رواه البخاري (52) ومسلم(4048) .

 

([55]) أضواء البيان 9/68

 

([56])رواه ابن أبي شيبة (30568) وابن أبي حاتم في التفسير (8767) والبخاري في الأدب(392) وابن جرير 9/114 وابن أبي الدنيا في المداراة (15)

 

([57])رواه أحمد 7/598و أبو داود(4915) وصححه الترمذي وابن حبان (4995) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وقال ابن عبد البر : وهذا الحديث قد روي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق حسان . الاستذكار ج 8/279.

 

([58]) رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 23 /419

 

([59]) رواه أبو يعلى(6584) ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ 47/493 قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 8/ 211 والحديث في الصحيح باختصار .

 

([60]) رواه أبو داود (969) وصححه ابن حبان (996) والحاكم (977)

 

([61]) رواه ابن حبان (361) والطبراني في المعجم الكبير (1651)وأبو نعيم في الحلية 1/168

 

([62]) رواه البيهقي في الشعب (1274) وانظر المجالسة وجواهر العلم 1/512 سير أعلام النبلاء 11/485 نثر الدرر للآبي 7/59 المستطرف 1/310

 

([63]) الإمتاع والمؤانسة 1/295

 

([64]) روضة العقلاء /100

 

([65]) تفسير السعدي 1/289

 

([66])رواه أحمد (5012) والترمذي(2556) وابن ماجه (4119) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " ابن ماجه بإسناد حسن " ا.هـ البلوغ /301

 

([67]) رواه أبو نعيم في الحلية 2/144 وابن عساكر في التاريخ 29/120

 

([68]) فيض القدير 6/256

 

([69]) الآداب الشرعية 1/320

 

([70]) آداب الصحبة للسلمي /101

 

([71]) البصائر والذخائر 3/50

 

([72]) آداب الصحبة للسلمي /101 ونسبه لابن المعتز وفي سير أعلام النبلاء 13/310 نسبه لهلال بن العلاء وفي الجوهرة المضية في طبقات الحنفية 2/25 نسبة لأبي جعفر النسفي وانظر أدب الدنيا والدين للماوردي /343 الآداب الشرعية 1/320 طبقات الشافعية الكبرى 4/94 العقد الفريد 2/18.

 

([73]) المستطرف في كل فن مستظرف / 419

 

([74]) نهاية الأرب في فنون الأدب 3/81 الإعجاز والإيجاز 1/167 لباب الآداب 1/177 يتيمة الدهر 5/31 ونسبه لأشجع السلمي .

 

([75]) الآداب الشرعية 1/322

 

([76]) المرجع السابق .

 

([77]) تاريخ دمشق 22/145 التذكرة الحمدونية 5/49 زهر الآداب وثمر الألباب2/435 الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة 8/637 المستطرف /424

 

([78]) يتيمة الدهر 1/48 التذكرة الحمدونية 4/126 محاضرات الأدباء 1/294 خزانة الأدب 1/201 وهو من شعر المتنبي .

 

([79]) تزيين الأسواق بتفصيل العشاق للأنطاكي 2/179

 

([80]) تزيين الأسواق 2/180

 

([81]) تزيين الأسواق2/ 179

 

([82]) تزيين الأسواق 2/179

 

([83]) تزيين الأسواق 2/179

 

([84]) الإمتاع والمؤانسة 1/295

 

([85]) رواه مسلم ( 6496).

 

([86]) رواه أحمد(9000) وأبو داود (4910) والنسائي في الكبرى ( 9071) قال المنذري رحمه الله تعالى " رواه أبو داود والنسائي بإسنادٍ على شرط البخاري ومسلم " الترغيب والترهيب 3/304

 

([87]) رواه ابن ماجه(4102) والبغوي في شرح السنة (4037) والبيهقي في الشعب (10512) وقال : خالد بن عمرو هذا ضعيف .وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/215 وفي الحلية 7/136 وابن حبان في روضة العقلاء /141 والعقيلي في الضعفاء رقم (413) وابن عساكر في تاريخ دمشق 36/339 قال المنبجي رحمه الله تعالى : " رواه ابن ماجه وغيره بإسناد جيد ولوائح الصحة ظاهرة عليه "ا.هـ تسلية أهل المصائب/ 241وقبله قال النووي رحمه الله تعالى : "حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة .ا.هـ رياض الصالحين (472) والأربعين النووية مع جامع العلوم والحكم ج 1/286 وتعقبه ابن رجب وأطال في تقرير ضعفه . وقال المنذري رحمه الله تعالى : " رواه ابن ماجه وقد حسن بعض مشايخنا إسناده وفيه بعد لأنه من رواية خالد بن عمرو القرشي الأموي السعيدي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل وخالد هذا قد ترك واتهم ولم أر من وثقه لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة ولا يمنع كون راويه ضعيفا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قاله وقد تابعه عليه محمد بن كثير الصنعاني عن سفيان ومحمد هذا قد وثق على ضعفه وهو أصلح حالا من خالد والله أعلم "ا.هـ الترغيب والترهيب 4/7

 

([88]) البخاري(3161) ومسلم ( 4608)

 

([89])رواه ابن جرير في التاريخ وذكره البيهقي (18648) سيرة ابن هشام 4/40 الاستذكار 5/149 البداية والنهاية 2/292 فتح الباري 8/331

 

([90]) البخاري (3402) ومسلم ( 4601).

 

([91]) روى نحوه البيهقي في الزهد (763)وابن عساكر في تاريخ دمشق 21/425 وانظر التاريخ الكبير 7/4

 

([92]) إحياء علوم الدين 3/139

 

([93]) رواه ابن عساكر 41/395 وانظر : محاضرات الأدباء 1/280 تهذيب الكمال 12/380 البداية والنهاية 9/105

 

([94]) رواه ابن أبي الدنيا في المداراة (49) وذكره ابن النحاس منسوبا لابن عباس رضي الله عنهما .معاني القرآن 6/269

 

([95]) تهذيب الكمال 12/380 سير أعلام النبلاء 5/332 تاريخ الإسلام 6/436

 

([96]) رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف رقم (259) وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/381

 

([97]) مجموع الفتاوى 28/50

 

([98]) مجموع الفتاوى 28/55 العقود الدرية /281

 

([99]) مسلم ( 1762) من حديث علي رضي الله عنه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..