نـــــــــــور 199 قام بنشر August 8, 2012 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كانوا معنا راشد عبد الرحمن العسيري بسم الله الرحمن الرحيم يمر علينا رمضان وحال الدنيا في تغير واختلاف ، وهذه حكمة الله في خلقه ، وسنته الجارية على عباده ، فكم من قريب وعزيز من الآباء والأخوان والأحباب كانوا معنا في عام مضى ، وهم الآن في قبورهم موسدين ، كأنهم ما عاشوا ولا ساروا ولا ضحكوا ، اندثرت سيرهم ، وما بقي منهم إلا ذكرهم . أتراهم لو كانوا معنا ، فما كان بوسعهم أن يفعلوا ، أتراهم سيضيعون أوقاتهم ، أم سيعمرونها في طاعة خالقهم ، أتراهم سيؤدون ما افترضه الله عليهم ، أم سيُسوفون أعمالهم ، أتراهم ، أتراهم ، أتراهم .... هذا حال من يتمنى أن يعود إلى الدنيا ليزيد حسناته ويمحو سيئاته ! ولكن ما بال من لاحت أمامه الفرص ، ومازال في عمره متسع ، هل سيصحو من غفلته ، ويعتبر بمن مضى ، ويغير من نهجه وسيرته ، أم سيبقى في غفلته وغيه ، حتى يفاجئه طارق الموت بلا استئذان ، فهل نعتبر بمن مضى ، أم نجعل أنفسنا عبرة لمن بعدنا ؟ فرص تتوالى ، ومنح تتعاقب، والعمر فرص ، ولا فائدة من الندم على عمر قد مضى ، أو ساعة قد فاتت ، أو فرصة قد ولت ، إذا لم تستغل في مرضاة الله . هذا نبينا صلى الله عليه وسلم يحضنا لاغتنام الفرص ، والمسارعة في اقتناصها ، يقول عليه الصلاة والسلام: (( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ )) ، فرص غالية بينها النبي صلى الله عليه وسلم ويدعونا لاغتنامها ، فإذا لم تستغل في حينها ، فلا فائدة من التحسر حال انقضائها . فمادامت هذه الفرص بين أيدينا فلنستعد لاغتنامها ، ولنغير فيها من أنفسنا ، ولنستغلها قبل أن نندم على ضياعها . ولا أعظم من منح الله ، ولا أطيب من التعرض لنفحاته وعطاياه ، خاصة في مواسم الخيرات والبركات ، فالحكيم من يتعرض لنفحات مولاه ، ويستغل مواسم الطاعات ليظفر بأعلى الدرجات . وهذا رمضان قد مضت أيامه ، وتصرمت لياليه ، وعن قريب يتأذن بالرحيل ، فهل يسعنا أن نلحق بأجوره ، فأبواب الطاعات فيه أكثر من أن تحصى ، وأنواع القربات أكثر من أن تعد ، فهل من مشمر ، وهل من لاحق بالركب ، وهل من معمر لساعاته ولحظاته. فلنُري الله من أنفسنا خيرا ، فرمضان فرصة ومنحة ، فهو قد يأتي مرة أخرى ، وقد لا يأتي ، فقد يأتي رمضان ونحن تحت التراب سلمنا الروح لبارئها ، وقد يأتي رمضان ونحن على الصيام غير قادرين . فالحمد لله الذي بمنه بلغنا رمضان ، ونسأله تعالى أن يعيننا على صيام وقيام ما تبقى من أيامه ، وأن يوفقنا للتمام ، وأن يحسن لنا الختام ، وأن يجعلنا من عتقائه من النيران . منقوووول شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر