اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
الفقيرة الى الله

عامان على الربيع العربى

Recommended Posts

 عامان على الربيع العربى
 
 
 
s12201214144947.jpg


الثورات والانتفاضات فى عدد من دول العالم العربى فيما يطلق عليه "الربيع العربى"، فى مشاهد أبهرت العالم لشباب ضحوا بحياتهم وسالت دماؤهم فى سبيل حرية وكرامة أوطانهم، وبهدف التخلص من الطغيان والاستبداد والديكتاتورية والتهميش والفساد الذى عانوا منه لعقود وعقود طويلة.

ولكن يبقى السؤال الأهم هنا: هل حققت ثورات الربيع العربى مرادها، وهل كانت الشعارات التى تصاحبها أصبحت واقعا أم مازالت ضربا من الخيال؟؟
دعونا نتفق أولا أنه لا توجد دولة من الدول العربية لم تهب عليها نسمات الربيع وإن كانت بدرجات متفاوتة، فمن لم يستطع تغيير النظام أو إسقاطه، نجح فى إحداث حراك سياسى واجتماعى لم يحدث من قبل فى تاريخ هذه الدول.
الحقيقة أن أمام ثورات الربيع العربى الكثير والكثير حتى يمكننا القول إنها حققت أهدافها فى إقامة نظم ديمقراطية حقيقية وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الشعوب، وإرساء دولة القانون.

فبالرغم من أن بعض هذه الدول (كمصر وتونس) نجحت إلى حد ما فى وضع أقدامها على طريق الألف ميل نحو الديمقراطية إلا أنهم مازالوا ينقصهم الكثير، فمصر نجحت فى إقامة انتخابات لمجلس الشعب (قبل حله بعد ذلك) وانتخابات لمجلس الشورى، ثم انتخاب رئيسا للجمهورية فى انتخابات حرة وإن كانت يعيب عليها عدم نزاهتها، ثم إعداد دستور رغم كل ما به من مآخذ، إلا أن الانقسامات والتناحر بين القوى الإسلامية والقوى المدنية مازال مستمرا وينذر بكارثة إذا لم يتحقق التوافق بينهما، كما أن الأحوال الاقتصادية تتدهور بشكل كبير، فالاحتياطى الأجنبى فى انخفاض مستمر حتى وصل إلى 12 مليار دولار حتى الآن، والجنيه فقد قيمته أما الدولار، نسبة الفقر بتزيد، السياحة فى تراجع، والاستثمارات فى انحدار، الحالة الأمنية كما هى، ولم يحصل تحسن، ومعدل الجريمة مازال فى تصاعد.

الحالة فى تونس – شرارة الربيع العربى - مشابهة إلى حد كبير بالحالة المصرية ولا تختلف عنها كثيرا، اللهم إلا أنهم بدءوا بداية صحيحة من حيث ترتيب الأولويات، انتخاب الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور أولا ثم انتخاب البرلمان بعد ذلك.

باقى الدول التى شهدت تغييرا فى أنظمتها لم تحقق شيئا يذكر على أرض الواقع، فليبيا تعانى من خلل أمنى واضح وتجلياته تتضح فى الانفجارات التى نسمع عنها كل شىء، بالإضافة إلى وجود قوات حلف الناتو على أراضيه وهذا يعقد المسألة أكثر وأكثر.
اليمن يعانى الأمرين، تناحر بين القبائل المختلفة وقتال دائم بينهم فيما يشبه الحرب الأهلية، ووجود حقيقى لتنظيم القاعدة داخل أراضيه .. وأزعم أن التغيير فى اليمن لم يحدث إلا ليقطع رأس النظام وهو الرئيس السابق على عبد الله صالح - الذى مازال موجودا فى اليمن حى يرزق - واستبداله بنائبه عبد ربه هادى منصور الذى جاء إلى سدة الحكم وفقا للمبادرة الخليجية، غير ذلك فرجال النظام القديم مازالوا باقين فى السلطة حتى الآن، وعائلة وأقارب على عبد الله صالح لا يزالون حتى الآن يتحكمون بأرفع المناصب فى الدولة، فالابن الأكبر لصالح أحمد على عبد الله صالح لا يزال قائدا للحرس الجمهورى والقوات الخاصة، ونجل شقيق صالح (يحيى محمد عبد الله صالح)هو قائد قوات الأمن المركزى، ونجل شقيق صالح (طارق محمد عبد الله صالح) هو قائد الحرس الرئاسى الخاص.
المملكة الأردنية لم تسلم من هبوب رياح الربيع العربى، وظهر هذا جليا فى كم المظاهرات التى شهدتها المملكة فى الفترة الماضية احتجاجا على رفع أسعار الوقود ورفع أسعار السلع مما اضطر معه الملك عبد الله الثانى إلى تغيير الحكومة مرتين فى فترة قصيرة جدا مع وعد بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة.

النظام السورى مازال يعافر ويصارع ضد تيار الربيع العربى، وبشار الأسد لا يزال فى المشهد وفى الصورة بعد مرور أكثر من 18 شهرا على اندلاع الثورة السورية ومقتل ما يقرب من 50 ألف سورى، بفعل الدعم الروسى الصينى الإيرانى اللامحدود له، وبفعل عدم اتفاق القوى الكبرى على التدخل العسكرى أو تسليح الجيش السورى الحر من عدمه، ولكن أتصور أنه آجلا أو عاجلا سينهار هذا النظام الغاشم الذى يتكبد الخسائر المادية والمعنوية كل يوم، والمتجلية فى فقدان السيطرة على المناطق السورية المختلفة، والانشقاقات بين صفوف الجيش. 

رياح التغيير هبت أيضا على دول الخليج العربى، فشهدت البحرين مظاهرات عارمة وصلت إلى حد الصدام بين الأكثرية الشيعية والأقلية السنية الحاكمة للمطالبة بالإصلاح السياسى، وشهدت سلطنة عمان مظاهرات أيضا للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، الكويت هى الأخرى كان بها العديد من الإضرابات والاحتجاجات المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية قابلها قمع من قوات الأمن، فى الإمارات العربية المتحدة تواصل السلطات احتجاز ومضايقة المطالبين والداعين إلى الإصلاح، والحال كذلك فى قطر التى تستمر فى قمع الناشطين والمعارضين وكان آخرهم الشاعر القطرى محمد بن الذيب العجمى المحكوم عليه بالسجن المؤبد بسبب قصيدة شعر مناهضة لأمير قطر، فى المملكة العربية السعودية أيضا تواصل السلطات هناك قمع الاحتجاجات والمظاهرات التى تقوم بها الأقلية الشيعية فى شرق البلاد احتجاجا على تردى أوضاعهم وأحوالهم.

بدأت تباشير الربيع العربى تظهر فى كل من السودان والعراق، ففى الأولى قام المتظاهرون منذ بداية الصيف الماضى بالاحتجاج والتظاهر العارم فى المدن السودانية احتجاجا على رفع أسعار الوقود والإجراءات التقشفية التى تتبعها حكومة البشير.

وفى الثانية خرج آلاف المتظاهرين – منذ حوالى شهر - فى بغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك وغيرها من المدن العراقية للاحتجاج على سياسات نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى، وعدم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين حتى الآن، وطالبوه بالرحيل.

وتدخل ثورات الربيع العربى عامها الثالث وهى محلك سر، نعم أسقطت الطغيان والاستبداد وقضت على الفساد واستعاد الناس حقوقهم وحرياتهم واستيقظت الشعوب العربية من سباتها وتكلمت وثارت، ولكن على الجانب الآخر خلقت هذه الثورات فراغا أمنيا واسعا ومشكلات اقتصادية كبيرة وكوارث سياسية أكبر جعلت التيارات السياسية والنخب تتصارع على التهام الكعكة غير مهتمة بجموع المواطنين.

 

فهل سيبقى الربيع العربى ربيعا أم أنه سيتحول إلى خريف، وهل سيبقى تيار الإسلام السياسى قويا أم أنه سيتراجع ؟ هل سنرى مزيدا من الأنظمة العربية تتساقط أم أنها ستكون أقوى من قرنائها وستتجنب أخطاءهم وتبقى فى السلطة؟
هذا ما سوف نشاهده خلال العام الحالى.

 

 

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..