نودة 41 قام بنشر October 19, 2013 مداخل الشيطان * ذكر المصنف أن مداخل إبليس في قلب الإنسان هي صفات العبد. * مكائد الشيطان سبعة : الشرك، البدعة، الكبيرة، الصغائر، المباحات، الفاضل والمفضول ثم أن يسلط عليك من أوليائه. * ذكر الإمام الغزالي أن مداخل الشيطان على قلب الإنسان هي صفات الإنسان. * أنت لديك بعض المشاكل فيك كإنسان، خُلقت بها، ويتفاوت الناس فيها، قوةً أو ضعفًا. * القاعدة تقول: كل ما ذكر في القرءان من لفظ الإنسان فهو هذا المخلوق بغير إيمان. حقيقة الإنسان : {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفَّار} [إبراهيم: 34]. فالظلم و الكفران من شيم النفوس، المطلوب منك أن تتخلص من هذه الصفات بمضاداتها الإيمانية التي ستتعلمها في درس التزكية. فتتعلم كيف تصبح عدلًا شاكرًا. {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولًا} [الإسراء: 11]. فالعجلة صفة في الإنسان، عليه أن يتعلم الصبر و التريّث و التمهل. {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسًا} [الإسراء: 83]. فاليأس و القنوط من صفات الإنسان، عليه أن يستشعر معنى حسن الظن بالله و أنه طالما هناك إيمان فهناك أمل. {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قطورًا} [الإسراء: 100]. البخل من صفات الإنسان، عليه أن يتعلم الجود و الكرم. {ولقد صرفنا في هذا القرءان من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا} [الكهف: 54]. قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "ما ضل قومٌ بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" [الترمذي: (3253)]. فالجدال بغير التي هي أحسن و إتباع الهوى الذي قد يصل إلى الخصومة و إلى الفجور في الخصومة من صفات الإنسان، فعليه أن يتعلم (فليقل خيرًا أو ليصمت)، (من صمت نجا) و (أمسك عليك لسانك). {إن الإنسان خلق هلوعًا، إذا مسه الشر جذوعًا، وإذا مسه الخير منوعًا} [المعارج/ 21:19]. ثلاثة صفات في الإنسان : هلوع، جذوع، منوع. مداخل الشيطان : أولًا : الحسد و هو تمني زوال نعمة من مستحق لها و ربما كان سعيٌ في إزالته. {وكذلك فتنَّا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين} [الأنعام: 53]. عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "أي الناس أفضل؟" قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟، قال: هو التقيُّ النقيُّ لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" [صححه الألباني]. ثانيًا : الحرص قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسدَ لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]. {وتحبون المال حبًا جمًا} [الفجر: 21]. عن كعب بن عياض قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "إن لكل قوم فتنة وفتنة أمتي المال" [رواه الترمذي]. فيتخيل المرء أنه طالما معه مال كثير، فله أن يطمئن قلبه و يستريح باله. فأين اليقين و أين التوكل على الله و أين (ما نقص مال من صدقة). * عكس الحرص: القناعة. قال أبو عليّ الجوزجاني: "النفس معجونة بثلاث أشياء، بالكبر والحرص والحسد، فمن أراد الله تعالى هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة. فمن أراد الله خيره يرزقه هذه الأمور الثلاث فإذا هاجت في نفسه نار الكبر، أدركتها التواضع. وإذا هاجت نار الحسد، أدركتها النصيحة. وإذا هاجت في النفس نار الحرص، أدركتها القناعة مع عون الله تعالى". معنى هذا الكلام أننا لا نقول أننا لن نجد هذه الصفات في الإنسان. بل سيجدها موجودة، و لكن الواجب عليه أن يقاومها و يعالجها بالإيمانيات. مناعة إيمانية تُذكّره بالمقياس الصحيح. ثالثًا : الغضب الغضب جمرة، نوعٌ من التمرُّد الشيطانيّ على عقل العاقل، وحالة من الخروج عن الجادَّة. قال سليمان بن صرد: اسْتَبَّ رجلان عندَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم -، فغَضِبَ أحدُهُمَا، فاشتدَّ غضبُه حتى انْتَفَخَ وجهُه وتغيَّرَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي لأَعْلَمُ كلمةً لو قالها لَذَهَبَ عنه الذي يَجِدُ. فانطلق إليه الرجلُ فأخبرَه بقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقال: تَعَوَّذْ باللهِ مِنَ الشيطانِ. فقال: أَترى بي بأسًا! أَمجنونٌ أنا! اذهبْ. [رواه البخاري]. {ولما سكت عن موسى الغضب} [الأعراف: 154]. عبّر هنا بالغضب أنه يتكلم..مع أن سيدنا موسى هو الذي يتكلم. و لكن من شدة تملك الغضب على الإنسان و السيطرة عليه فكأن الغضب هو الذي كان يتكلم. *الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة. رابعًا : الشهوة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الشيطان قال: "وعزَّتِك يا رب لا أبرح أغوي عبادك" [حسنه الألباني]. * بالشهوات و الأهواء و الملذات الدنياوية. * أشدّنا إلتزامًا ليس الذي مظهره يدل على ذلك، بل أشدنا التزامًا أكثرنا مجاهدة لنفسه. * قال بعض السلف : (خير الناس من أخرج الشهوة من قلبه وعصى هواه في طاعة ربه). خامسًا : التزيين و التعلق بالدنيا * فينشغل بالأثاث و الثياب و العمران و الأولاد و الزوجة و يغفل عن الأساس و يخسر طول عمره في ذلك. * هذا ليس معناه ألا يهتم الإنسان بنصيبه في الدنيا. فالله جميل يحب الجمال و يحب أن يرى أثر نعمته على العبد. و لكن المقياس أن تكون الدنيا في يده لا في قلبــــه. {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ، وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الأحزاب/ 35:33]. عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "مر بي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأنا أطين حائطا لي! أنا، وأمي، فقال: ما هذا يا عبد الله ؟ فقلت: يا رسول اللهِ شيء أصلحه ، فقال: الأمر أسرع من ذاك" [رواه أبو داوُد]. ما يفسد القلب : 1) تعلُّق القلب بغير الله. 2) ركوب بحر التمني. (كلام بدون أفعال). 3) فضول المخالطة (بما فيها من مجادلات و مشاحنات). 4) فضول الكلام. 5) فضول الطعامِ والمنام (كثرتهم مما يسبب المشاكل صحيًا أو بتضييع العمر). عن وهب بن عبد الله السوائي أبو جحيفة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "يا هذا! كُفَّ من جُشائِكَ، فإنَّ أكثرَ الناسِ شَبَعًا في الدُّنيا، أكثرُهم جُوعًا يومَ القيامةِ" [حسنه الألباني]. الشبع يتسبب في مصيبتان : 1) الشهوة. 2) الإنشغال عن الطاعة. 6) الطمع في الناس. (فإن من طمع في شخص بالغ الثناء عليه بما ليس فيه). عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ذاتَ يومٍ في خطبتِه "ألا إنَّ ربي أمرني أن أُعلِّمكم ما جهلتم مما علَّمني يومي هذا، وأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الذي لا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أهْلًا ولَا مَالًا، والخائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ، وإِنْ دَقَّ إلَّا خَانَهُ، ورجُلٌ لا يُصبحُ ولا يُمْسِي إِلَّا وهو يُخَادِعُكَ عن أهْلِكَ ومالِكَ وذَكَر الْبُخْلَ أو الكَذِبَ والشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ" [الألباني: (2637)]. * (الضعيف) : الذي لا عقل له يمنعه الصعود. * (الذين هم فيكم تبعًا) : أي الذي لا يتبع صاحب عقلٍ يرشده. همج رعاع أتباع كل ناعق. * (الخائن الذي لا يخفى له طمع) : المقصود (لا يظهر). لا يظهر عليه شيء بتاتًا، ولا يظهر أن له طمع في أي شيء أبدًا. * (ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك) : يريد أن يفجر بأهلك أو يستولي على مالك. * (الشنظير) : سيِّئ الخلق. * (الفحَّاش) : يقول ما يحلو له من الشتائم ويظن بأن هذه الرجولة. عن عبد الله بن عمروا قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "سِبابُ المُؤْمِنِ كَالمُشْرِفِ على هلكَةِ" [الألباني: (1878)]. يقول شيخ الإسلام بن تيمية : "وهكذا كان حال من كان متعلقًا برئاسة أو بثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخِط، وإن لم يحصل سخط فهو عبد ما يهواه وهو رقيقٌ له، والعبودية في الحقيقة رِقُّ القلب وعبوديته". 7) العجلة. (و هي ضد التمهل و التريّث). * العجلة من الشيطان. * من مظاهرها أن يستعجل الإنسان إجابة الدعاء. {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]. 8) حب المال. (و متى تمكّن من القلب، أفسده). قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا أخاف عليكم الفقر، تفتقرون إلى الله بالدعاء، حتى لا تركن إلى المال، فمنعه الحقوق اللازمة". أي: تنسى الحقوق الأصلية عليك. 9) حمل العوام على التعصب في المذاهب دون العمل بمقتضاتها. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "كنا في غَزاةٍ، فكسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ: يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ : يا للمهاجرينَ، فسمَّعَها اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : (ما هذا). فقالوا: كسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ: يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ: يا لَلمهاجرينَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (دَعوها فإنها مُنْتِنَةٌ) [رواه البخاري: (4907)]. 10) حمل العوام على التفكير في ذات الله تعالى وصفاته وفي أمور لا تبلغها عقولهم حتى يشككهم في نص الدين.(وساوس العقيدة). 11) سوء الظن بالمسلمين. * المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يبحث عن عيوبه. * أرح قلبك و قُل (لعله) و التمس له الأعذار. 12) ينبغي للإنسان أن يحترز على مواقف التهم. (لا تقف في مكان تُتَّهم فيه، لا تتصرف تصرفات تجعل الناس يقولون قيل وقال). عن صفية بنت حيي قالت: "اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فجئت لأخدمه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقلبني فبصر رجلين من الأنصار فدعاهما فقال هل تدريان من هذه قالا لا يا رسول الله قال هذه صفية زوجتي وإني خشيت أن يوقع الشيطان في أنفسكما شيئا فقالا وعليك يا رسول الله قال نعم إن الشيطان يجري من ابن آدم في العروق وإني خشيت أن يوقع في أنفسكم شيئا" [رواه ابن عدي]. الواجب : عوّد نفسك على الإعتذار. فكّر في موقفين أو ثلاثة تحتاج أن تعتذر عنهم. شخص اخطأت في حقه. اخطأت في حق نفسك مع الله. عن طريق ذلك ستعرف من المسيطر. أنت أم هواك و نفسك. من درس " مداخل الشيطان" للشيخ / هاني حلمي من مدارسة كتاب "مختصر منهاج القاصدين" ربع "المهلكات". شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر