اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

رجل من الصحراء

مشرفي الأقسام
  • عدد المشاركات

    2,897
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    6

مشاركات المكتوبه بواسطه رجل من الصحراء


  1. ندى المتميزة دائما

    والمرشدة السياحية للمنتدى

    راائع طبعا بدون نقاش

    بس هو مش برج التجارة العالمي اضرب من زمان

    فين صوره بعد ماتهدم

    ولا ايه الظروف ياندى

    ياريت تجيبلنا حاجة لمصر من المناطق الاثرية والحاجات الحلوة دي

    معلش هنتعبك يعني بس عارفك قدها ان شاء الله

    تحيتي وتقديري واحترامي لتميزك وشخصك


  2.  

     

    اشتغل في صنعة ابيك

     

     

     

    <script language="Javascript1.2">

     

     

    </script>

     

     

    يُحكى أنه كان هناك شابّ زاهد متعبّد يرتدي ثياب الزاهدين ، من ثوبٍ أبيض وعمامة خضراء وغيرها ، وكان هذا الشاب هو الذي يعيل أمه وإخوانه بعد وفاة والده ، وفي ذات يوم ضاقت في وجهه سبل العيش ولم يجد عملاً ، أو أي شيء يرتزق منه ، وكان يتمشّى في أحد الأيام في سوق البلدة والحزن يخيّم عليه وعلامات اليأس والقنوط ترتسم على وجهه ، فرآه شخصٌ من معارفه ، وسأله ما الذي بك يا فلان ؟ أراك على غير وضعك الطبيعي ، فأخبره عن حاله وعن الوضع الماديّ الصعب الذي يعيشه .

    فقال له : إعمل يا أخي في صنعة أبيك وتوكّل على الله . ولما كان الشابّ لا يعرف ما هي صنعة أبيه لأن والده مات وهم صغار توجّه إلى أمه وسألها قائلاً : ماذا كان أبي يعمل يا أمي ، وما هي صنعته ؟ فتغيّر وجه الأمّ وأصابها شيء من الوجوم وقالت بشيءٍ من عدم المبـالاة : كان أبوك يعمل في التجارة يشتري ويبيع ويربح ويرتزق من ذلك ، غير أن الشابّ لم يقتنع بهذا الكلام فقال لأمه : والله إن لم تخبريني عن صنعة أبي لأتركنّ هذا البيت ولن أعود إليه مرة أخرى . ولما رأت الأمّ الإصرار في نبرات ابنها وفي نظرات عينيه ، وأيقنت أنه يعني ما يقول تنهدت وهي تقول : وماذا كان يصنع أبوك يا ابني ؟!

    كان لصاً يحمل عتلة ونبوتا وهذه هي أدوات صنعته ، فيفتح أبواب الناس خلسـة في الليل بالعتلة ، ويضرب بالنبوت من يجيء في وجهه من الناس ، لقد قضى أبوك أكثر أيام حياته هائماً على وجهه في الجبال مطارداً من الناس ومن الحكومة ، وقضى بقيّة أيامه في السجون ، وكنت لا أراه في السنة إلا لأيام قليلة ، وصدّقني إني كنت أتمنى له الموت حتى يريحني ويريح نفسـه .

    وسكتت الأم بعد أن أفرغت ما لديها من كلامٍ طالما كتمته ولم تُصرّح به ، ولكن دمعات خفيفة كانت تتدحرج من مقلتيها

     

    أما الشابّ فذهب إلى السوق وإشترى عتلة ونبوتاً ، وقرّر أن يشتغل في صنعة أبيـه ، وبعد منتصف الليل سار لوحده يحمل أدواته المذكورة حتى وصل إلى قرية مجاورة ، وكان الظلام حالكاً والليلة غير مُقمرة مما يُسهِّل مثل هذه الأعمال ، وتوجّه إلى أول بيتٍ صادفه في طرف البلدة ، وبالعتلة الحديدية فتح الباب الخشبي بخفة ورشاقة دون أن يُحدث صوتاً أو ضجّة ، ونظر داخل الغرفة وإذا برجل وامرأة ينامان على سريرهما ، فأغلق الباب وقال : أعوذ بالله من أعمال الشيطان ، وأخذ يلوم نفسه ويقول : من أعطاني الحقّ في فتح بيوت الناس وكشف أسرارهم وعوراتهم ، ثم ترك البيت وذهب للبيت المجاور ، وبخفة ورشاقة فعل به كما فعل بالبيت الأول ، وإذا بفتاة وحيدة تنام على سريرها ، فتعوّذ بالله من الشيطان مرة أخرى وأغلق الباب ، وقال لنفسه : إنّ هذه الأعمال التي أقوم به هي أعمال لا يرضاها الله ، فترك هذا البيت وسار إلى البيت الذي يجاوره ، وفتح بابه بعتلته كما فتح سابِقَيه ونظر داخله وإذا به يرى بضعة جِرَار ، فقال الآن أصبح الوضع أحسن مما كان عليه في الأوّل ، ثم دخل وفتح جرّةً من هذه الجرار وإذا بها مليئة بالقطع الذهبية والنقديّة ، وفتح بقية الجرار ، ونظر داخلها وإذا بها مثـل الجرّة الأولى ، فقال لنفسه : إن هذا المال له أصحاب ادَّخروه ووفّروه وتعبوا من أجله ، فمن أعطاني الحقّ في سرقته ، والله لن أسرقه ولكنني سآخذ منه الزكاة ، سأقسمه وآخذ منه العُشْر ، فأشعل سراجاً كان هناك وأفرغ واحدة من هذه الجرار ، وبدأ يعدّ ويخرج تسعة قطع ويضعها في ناحية ، ويضع قطعة واحدة في ناحية أخرى ، وهكذا وهو على هذه الحالة يعدّ تسعة هنا وواحدة هناك أذَّنَ مؤذّن البلدة لصلاة الفجر ، فترك العدّ وفَرَشَ عباءته وأخذ يصلّي الفجر ، ومرّ الناس إلى المسجد فرأوا البيت مفتوحاً والسراج مضيئاً فتنافروا وأتوا بهراواتهم وعصيهم ، وتحلّقوا حول الرجل ، ولكن عندما رأوه يصلّي تركوه حتى يكمل صلاته ، وبعد أن فرغ من الصلاة أحاطوا به وقالوا له : ما الذي تعمله هنا ؟ وكيف تفتح بيوت الناس وتأخذ أموالهم ؟ وما الذي تعمله في هذا المال حتى جعلته كومين : فقال لهم : أتركوني وسأخبركم بالحقيقة ، ثم سرد عليهم قصته بكاملها ، فقال أحدهم وكان أكثر الناس لغطاً :

     

    أما البيت الأوّل الذي فتحته ورأيت به الرجل والمرأة وسترتهم وأغلقت عليهم الباب ، فهذا بيتي والرجل الذي رأيته هو أنا والمرأة زوجتي ، أما البيت الثاني الذي فتحته ورأيت به الفتاة وسترتها وأغلقت عليها الباب فهذا بيتي أيضاً والفتاة هي ابنتي الوحيدة ، أما البيت الثالث الذي به المال وهو هذا البيت ، والذي لم ترضَ أن تسرق منه المال بل اكتفيت منه بالزكاة فهو بيتي أيضاً وهـذا مالي ، ولأنك شابّ مؤمن وتقيّ فقد زوجتك ابنتي الوحيدة التي رأيتها وقاسمتك في مالي هذا الذي بين يديك ، وأعطيتك بيتاً من هذه البيوت تعيش فيه مع زوجتك ،

     

     

     

    فخرَّ الشابُّ راكعاً لله يشكره ويحمد فضله ، على أن هداه وأبعد عنه إغواء الشيطان ، ثم ذهب إلى بلده وأتى بأمه وإخوانه ليعيشوا معه في هذا العزّ الذي لم يكن يحلم بـه .

     

    وهكذا نرى مدى تأثير الإيمان على النفوس ، وعلى الأخلاق السامية النبيلة ، وكيف تقود الإنسان إلى عمل الخير ونبذ الشر والفساد .

     

     


  3.  

     

    كثرة اللقم تطرد النقم

     

     

     

    <script language="Javascript1.2">

     

     

    </script>

     

     

    يحكى أن امرأةً رأت في الرؤيا أثناء نومها أنَّ رجلاً من أقاربها قد لدغته أفعى سامة فقتلته ومات على الفور ، وقد أفزعتها هذه الرؤيا وأخافتها جداً ، وفي صبيحة اليوم التالي توجهت إلى بيت ذلك الرجل وقصّت عليه رؤياها وعَبَّرَت له عن مخاوفها ، وطلبت منه أن ينتبه لما يدور حوله ، ويأخذ لنفسه الحيطة والحذر .

     

    فنذر الرجلُ على نفسه أن يذبح كبشين كبيرين من الضأن نذراً لوجه الله تعالى عسى أن ينقذه ويكتب له السلامة من هذه الرؤيا المفزعة.

     

    وهكذا فعل ، ففي مساء ذلك اليوم ذبح رأسين كبيرين من الضأن ، ودعا أقاربه والناس المجاورين له ، وقدم لهم عشاءً دسماً ، ووزَّعَ باقي اللحم حتى لم يبقَ منه إلا ساقاً واحدة .

     

    وكان صاحب البيت لم يذق طعم الأكل ولا اللحم ، بسبب القلق الذي يساوره ويملأ نفسه ، والهموم التي تنغّص عليه عيشه وتقضّ مضجعه ، فهو وإن كان يبتسم ويبشّ في وجوه الحاضرين ، إلا أنه كان يعيش في دوامة من القلق والخوف من المجهول .

     

    لَفَّ الرجلُ الساقَ في رغيفٍ من الخبز ورفعها نحو فمه ليأكل منها ، ولكنه تذكّر عجوزاً من جيرانه لا تستطيع القدوم بسبب ضعفها وهرمها ، فلام نفسه قائلاً : لقد نسيت تلك العجوز وستكون الساق من نصيبها ، فذهب إليها بنفسه وقدّم لها تلك الساق واعتذر لها لأنه لم يبقَ عنده شيء من اللحم غير هذه القطعة .

     

    سُرَّت المرأةُ العجوز بذلك وأكلت اللحم ورمت عظمة الساق ، وفي ساعات الليل جاءت حيّة تدبّ على رائحة اللحم والزَّفَر وأخذت تُقَضْقِضُ ما تبقى من الدهنيات وبقايا اللحم عن تلك العظمة ، فدخل شَنْكَل عظم الساق في حلقها ولم تستطع الحيّة التخلّص منه ، فأخذت ترفع رأسها وتخبط العظمة على الأرض وتجرّ نفسها إلى الوراء وتزحف محاولة تخليص نفسها ، ولكنها عبثاً حاولت ذلـك ، فلم تُجْدِ محاولاتها شيئاً ولم تستطع تخليص نفسها .

     

    وفي ساعات الصباح الباكر سمع أبناء الرجل المذكور حركة وخَبْطاً وراء بيتهم فأخبروا أباهم بذلك ، وعندما خرج ليستجلي حقيقة الأمر وجد الحيّة على تلك الحال وقد التصقت عظمة الساق في فكِّها وأوصلها زحفها إلى بيته ، فقتلها وحمد الله على خلاصه ونجاته منها ، وأخبر أهله بالحادثة فتحدث الناس بالقصة زمناً ، وانتشر خبرها في كلّ مكان

     

    وهم يرددون المثل القائل :" كثرة اللُّقَم تطرد النِّقَم .

     

     

     


  4.  

     

    صادق

     

     

     

    <script language="Javascript1.2">

     

     

    </script>

     

     

    يُحكى أنَّ فتىً يتيماً كان يُقيم عند عمِّهِ وتحت رعايته ، وكان يُدعى "صادق" ، وكان صادق لا يكذب ولا يعرف معنى الكذب ، وهو مجبول بالفطرة على الصِّدق من الله تعالى .

     

    وكان لعمّه ناقة يأخذها أحياناً للمرعى ويرعى معها طيلة نهاره ، وسمع الناس بصدقه ونزاهته وعفّة نفسه ، فأراد بعضهم أن يختبره ويمتحنه ، فتوجه لعمّه وأخبره انه يشكّ فيما يسمعه من صدق ابن أخيه صادق ، واقترح عليه أن يمتحنه بشيء معيّن .

     

    وافق العمّ على ذلك وذهب الرجل يخطّط للإيقاع بصادق وفحصه إذا كان صدقه فطريّاً بديهياً أم مفتعلاً ومصطنعاً .

     

    وفي ساعات الصباح وبينما كان صادق يرعى مع ناقة عمّه ، رأى فتاة ترعى مع قطيعٍ لها ، ثم أخذت تقترب منه شيئاً فشيئاً حتى وصلت إليه ، وحيّته وجلست تتحدث إليه ، وأغرته الفتاة وقالت له إنها تحبّه وانها تتمنّى الزواج منه ، وستوافق إذا ما تقدّم ليخطبها من أبيها . وظلّت تتحدث معه حتى كاد النهار ينقضي فقالت له إنها لم تأكل منذ الصباح ، وألَحَّت عليه أن يذبح لها الناقة ويطعمها من لحمها وأقسمت عليه بحبها له ، فانصاع لدلالها وذبح الناقة وشوى منها وأكل هو وتلك الفتاة ، وعندما حان وقت الغروب ودّعته الفتاة وساقَت أغنامها وعادت إلى مضارب أهلها .

     

    وكانت سكرة تلتها فَكْرة ، فجلس صادق يفكّر بعد أن صحي مما كان فيه ، وإذا الناقة قد ذُبحت ، وكيف يعود لعمّه بدونها ، وماذا يقول له عندما يسأله عنها .

     

    فكّر صادق مليّاً وقام فغرز عصا كانت معه في الأرض وبدأ يحكي لها ويبثّ لها همومه وكأنه يستشيرها في أمره وفي الورطة التي وقع بها ، فقال : يا عصاتي لو سألني عمّي عن الناقة وقلت له إنّ الذئب قد أكلها ، فماذا سيقول لي ؟

     

    وردّ على نفسه وهو يمثّل دور العصا : قال سيقول لي أرني ما تبقى منها لأن الذئب لن يستطيع أن يأكلها كلّها ولا يستطيع جَرّها وسحبها . وإذا ذهبت معه ولم يجدها ، فسيعرف عندها أنني كذبت عليه ، ولا يصدقني بعدها .

     

    وتوجه إلى العصا مرّة أخرى وسألها قائلاً : وإذا قلت لعمّي بأنّ اللصوص قد سرقوها ، فماذا سيقول لي ؟

     

    قال : سيقول لك تعال نتبعهم ونقصّ أثرهم وأثر الناقة حتى نصل إليهم ، وعندها لن يجد الأثر وسيعرف أنني كذبت عليه .

     

    قال : وإذا قلت له لدغتها أفعى وقتلتها فماذا سيقول ؟

     

    قال : سيقول تعال لنرى جثّتها ونرى أثر الحية التي لدغتها ، وإذا جاء ووجدها مذبوحة ومسلوخة وأثر النار والشواء بقربها فسيعرف عندها أنني كذبت عليه .

     

    وأسئلة أخرى كثيرة كانت تدور في مخيلة صادق ولكنها جميعاً لم تقنعه ولم يجد جواباً شافياًلها.

     

    وأخيراً قال : يا عصاتي لم يبقَ أمامي إلا أن أخبر عمّي بالحقيقة وليحدث ما يحدث .

     

    وعاد صادق كاسف البال يحمل في يده تلك العصا التي كان يسوق بها الناقة وجلس حزيناً ، فسأله عمّه لماذا عاد ولم تعد الناقة معه ، فأخبره بكلّ الحقيقة ولم يترك شيئاً إلا وأخبر عمّه به ، ثم سار معه وأراه المكان الذي ذبح فيه الناقة وما تبقّى منها .

     

    عرف العمّ أن صادقاً لا يكذب ، فرَبَتَ على كتفه وهوَّنَ عليه وخفّف عنه ، وقال له : لا تيأس يا ابني ، سأشتري ناقة أخرى مكانها .

     

    وعاد والد الفتاة إلى عمّ صادق ليسأله عن خبر صادق ، ومـاذا قـال لعمّه ، فأخبره أنه قصَّ عليه الحكاية كاملة ولم يكذب عليه في شيء منها .

     

    ولم ييأس ذلك الرجل بل قال للعمّ : دعني أجرّب معه تجربة أخرى لأرى مدى صدقه ، واتفق مع العمّ على تجربة أخرى جديدة .

     

    وفي المساء بعث العمّ صادقاً لقوم الفتاة ليخبر أباها بأن عمّه قادم لخطبة الفتاة التي ذبح لها الناقة بالأمس ، وذهب صادق فرحاً ، وعندما وصل وجد القوم قد هدموا خيامهم وحمّلوها على الإبل ، والإبل تُرغي والعبيد في هرجٍ ومرج ، فتوجّه إلى والد الفتاة ، وأخبره أن عمّه ينوي زيارتهم في هذه الليلة ، فقال له : قلْ له إننا رحلنا من هذه الديار ، وغادرنا إلى مكانٍ آخر .

     

    وعاد صادق ليخبر عمّه بما رأى وعندما وصل سأله عمّه إن كان قد أخبر والد الفتاة عن خبر زيارته المرتقبة .

     

    فقال : نعم أخبرته .

     

    فقال : وماذا قال لك ؟

     

    فقال له : إنه يقول لك إنهم يريدون الرحيل .

     

    فقال له : وهل رحلوا ؟

     

    قال : رأيتهم قد هدموا بيوتهم ، وحمّلوها على جمالهم ، ولكن لا أدري إذا كانوا قد ارتحلوا أم لا .

     

    فقال له : سنذهب إليهم في المساء على كلّ حال ونرى إن كانوا قد ارتحلوا أم لا ، وذهبوا في المساء إليهم وعندما وصلوا وجـدوا القـوم وقد بُنيت خيامهـم ، وإبلهم في أماكنها وليس لديهم أي شيء يدلّ على الرحيل .

     

    فعجب صادق لذلك ، ولم يعلم أنها خطة مدبرة لفحص صدقه من كذبـه .

     

    وطلب العم يد تلك الفتاة من أبيها لابن أخيه صادق ، فوافق والد الفتاة على زواجها منه بعد أن تأكد له بأنه صادق بالفطرة ، وتزوج صادق من تلك الفتاة التي أحبها وعاش صادقاً لا يعرف الكذب في حياتـه .


  5. اعزائي واحبائي اسمحولي ان اعرض عليكم موضوعا باسم (حكايات من الصحراء)

    وهو يضم مجموعة من القصص القصيرة والبسيطة والتي تحمل معنى بسيط يمس الصغار وايضا الكبار في السن

    سوف يتم عرضها ان شاء الله واحدة تلو الاخرى بصورة متتالية على فترات حتى تكتمل سلسة قصص حكايات من الصحراء

    ارجو ان تنال اعجابكم

    ونبدا على بركة الله

     

     

    الأمانة

     

     

     

    <script language="Javascript1.2">

     

     

    </script>

     

    يُحْكَى أنّه كان في إحدى القبائل رجل يُعرفُ بالفهمِ والإدراكِ والرأي السديد ، وكانَ هو زعيم القبيلة وشَيْخها ، وعندما كبر وتقدّم به العمر ، أصابه الوهنُ والضَّعف ، وكثرتْ أمراضُه ، واشتدّ به الداءُ ذات يوم ، وشعر بأنَّ أيامه باتت قليلة ، فدعا إليه ابنه وأخاه وأفراد عائلته ، وكان ابنُه حدثاً صغيراً لم يبلغ بعد مبلغ الرجال ، فأوصى الرجلُ أخاه قائلاً : تسلّم الآن يا أخي أمور القبيلة ، وعندما يبلغ ابني هذا سنّ الرجولة ، أعد إليه مقاليد حكم القبيلة ، وكن عوناً له وسنداً حتى يشتدّ عوده وتستقرَّ له الأمور .

     

    ومرّت الأيام وتوفِّي ذلك الرجل وتسلّم أخوه مقاليد الحكم مكانه ، وأصبح شيخاً على قبيلته ، ومرت أعوامٌ وأعوام كبر خلالها ذلك الفتى وأصبح رجلاً بالغاً عاقلاً , وانتظر من عمّه أن يعيد إليـه الأمانة , وهي حكم القبيلة كما أوصى والده بها قبل وفاته ,

     

    ولكن عمّه لم يفعل شيئاً من ذلك ، وكأنه نسي الأمر تماماً .

     

    فقال الشابّ في نفسه : والله لأسألنّه عنها ، فماذا ينتظر مني ، ومتى سيعيدهـا إليّ ، ألم أصبح رجلاً في نظره حتى الآن ؟

     

    وجاء ذات يوم لعمّه وقال له : ألا تَذْكُر يا عمّ بأن أبي ترك لي أمانة عندك ؟

     

    فقال العمّ : بلى أذكر .

     

    فقال الشابّ : وماذا يمنعك إذن من إعادتها إليّ ؟

     

    ابتسم العمّ وقال لابن أخيه بهدوء : لا أعيدها لك ، إلا إذا أجبتني عن أسئلـةٍ ثلاثة .

     

    فقال الشابّ : سلْ ما تشاء يا عمّ .

     

    فقال العمّ : إذا جاءك رجلان يختصمان إليك ، وأنت شيخ للقبيلة ، وطلبا منك أن تحكم بينهما ، وكان أحدهما رجلاً جواداً طيّباً ، والرجل الآخر حقيرٌ وسفيـه , فكيف تحكم بينهما ؟

     

    فقال الشابّ : آخذ من حقّ الرجل الطيّب ، وأضع على حقّ الرجل الحقير حتى يرضى ، وبذلك أحكم بينهما .

     

    فقال العمّ : وإذا جاءك حقيران يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

     

    فقال الشابّ : أدفع لهما من جَيْبِي حتى يرضى الطرفان ، وبذلك أنهي ما بينهما من خصومة وأُزيل ما بينهما من خلاف .

     

    فقال العمّ : وإذا جاءك رجلان طيبان يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

     

    فقال الشابّ : مثل هؤلاء لا يأتيان إليّ ، لأنه لو حدثت بينهما بعض المشاكل فإنهما يتوصَّلان إلى حَلٍّ لها ، دون اللجوء إلى طرفٍ ثالث ليتدخل في أمورهما .

     

    فقال العمّ : الآن ثبتَ لديّ بأنك تستحق تلك الأمانة عن جدارة ، لما لمسته فيك من الحكمة والفطنة والعقل ، وأنت من الآن ستصبح شيخاً للقبيلة ، وفقّك الله يا ابني لما فيه الخير ، وجعلك خادماً أميناً لأهلك وقبيلتك .

     

    وأعاد العم زمام الأمور لابن أخيه الذي أصبح شيخاً على قبيلته خلفاً لأبيه بعد أن أثبت بأنه بحلمه وحكمته وزينة عقله يستطيع أن يوفّق بين جميع الأطراف ، ويُرضي بعدلِه القاصي والداني منهم .


  6. المتميزة والراائعة دائما والتي لاتتاثر بالنق والحسد مش عارف نعمل ايه معاها تاني بس برده عضوة وادارية نشطة والمرة دي بحسد بقى

    هههههههههه شرفتني ياندى واسعد جدا بردك على موضوعاتي جزاكي الله كل خير اختي

    ................................................................................

    ...................................................................

    اخي هارون شرفتني بردك الجميل

    تحيتي وتقديري


  7. خير ما أعطي الرجل ...

     

    خير ما أعطي الرجل غريزة عقل، فإن لم يكن فأدب حسن، فإن لم يكن فأخ صالح يستشيره، فإن لم يكن فصمت طويل، فإن لم يكن فموت عاجل.

     

    عدم العقل أشد الفاقة

     

     

     

    من عُدم العقل لم يزده السلطان عزاً، ولا المال يرفعه قدراً، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذة دنياه، فكما أن أشد الزَّمانة الجهل، كذلك أشد الفاقة عدم العقل.

     

    الغم يزري بالعقل

     

     

     

    لا يجب للعاقل أن يغتم، لأن الغم لا ينفع، وكثرته تُزري بالعقل،ولا أن يحزن، لأن الحزن لا يردُّ المرزأة، ودوامه ينقص العقل، والعاقل يحسم الداء قبل أن يبتلي به، ويدفع الأمر قبل أن يقع فيه، فإذا وقع فيه رضي وصبر، والعاقل لا يخيف أحداً أبداً ما استطاع، ولا يقيم على خوف وهو يجد منه مذهباً، وإذا خاف على نفسه الهوان طابت نفسه عما يملك من الطارف والتالد، مع لزوم العفاف، إذ هو قطب شُعب العقل.

     

     

    قرب العاقل خير كله

     

     

    <h1 dir="rtl" style="text-align: justify;">قرب العاقل مَرْجُوّ خيره على كل حال، كما أن قرب الجاهل مَخُوف شره على كل حال.</h1>

     

     

    أمور تفسد العقل

     

     

     

    الواجب على العاقل أن يجتنب أشياء ثلاثة، فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يبيس العوسج: الاستغراق في الضحك، وكثرة التمني، وسوء التثبت.

     

     

    فضل العقل

     

     

     

    <h1 dir="rtl" style="text-align: center;" align="center">كفى بالعاقل فضلاً-وإن عدم المال-: بأن تُصرف مساوئ أعماله إلى المحاسن، فتجعل البلادة منه حلماً، و المكر عقلاً، و الهذر بلاغة، والحدة ذكاء، و العي صمتاً، و العقوبة تأديباً، والجرأة عزماً، و الجبن تأنياً، والإسراف جوداً،والإمساك تقديراً، فلا تكاد ترى عاقلاً إلا موقراً للرؤساء، ناصحاً للأقران، مواتياً للإخوان، متحرزاً من الأعداء، غير حاسد للأصحاب، ولا مخادع للأحباب، ولا يتحرش بالأشرار، ولا يبخل في الغنى، ولا يشره في الفاقة، ولا ينقاد للهوى، ولا يجمع في الغضب، ولا يمرح في الولاية، ولا يتمنى مالا يجد، ولا يكتنـز إذا وجد، ولا يدخل في دعوى، ولا يشارك في مراء، ولا يُدلي بحجة حتى يرى قاضياً، ولا يشكو الوجع إلا عند من يرجو عنده البرء، ولا يمدح أحداً إلا بما فيه، لأن من مدح رجلاً بما ليس فيه فقد بالغ في هجائه، ومن قبل المدح بما لم يفعله فقد استهدف للسخرية.

    </h1>

     

     

    بالعقل تحيا النفوس

     

     

    العاقل لا يقاتل من غير عُدة، ولا يخاصم بغير حجة، ولا يصارع بغير قوة، لأن بالعقل تحيا النفوس.

     

     

     

     

     

    من شِيَم الحمقى

     

     

     

    من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدها ممن خفي عليه أمره: سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار، والأحمق إذا أعرضت عنه اغتم، وإن أقبلت عليه اغترّ، وإن حَلُمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عنك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإذا ظلمته انتصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته.

     

    ومن شيم الأحمق العجلة، والخفة، والعجز، والفجور، والجهل، والمقت، والوهن، والمهابة، والتعرض، والتحاسد، والظلم ، والخيانة، والغفلة، والسهو، والغي، والفحش، والفخر، والخيلاء، والعدوان، والبغضاء، وإن من أعظم أمارات الحمق في الأحمق لسانه، فإنه يكون قلبه في طرف لسانه، وما خطر على قلبه نطق به لسانه، والأحمق يتكلم في ساعة بكلام يعجز عنه سحبان وائل، ويتكلم في الساعة الأخرى بكلام لا يعجز عنه باقل، والعاقل يجب عليه مجانبة من هذا نعته، ومخالطة من هذه صفته، فإنهم يجترئون على من عاشرهم، ألا ترى الزُّط ليسوا بأشجع الناس، ولكنهم يجترئون على الأسد لكثرة ما يرونها.

     

     

    والأحمق يتوهم أنه أعقل من رُكِّب فيه الروح، وأن الحمق قُسم على العالم غيره، والأحمق مُبغض في الناس، مجهول في الدنيا، غير مرضي العمل، ولا محمود الأمر عند الله وعند الصالحين، كما أن العاقل محبّبٌ من الناس، مسوّدٌ في الدنيا،مرضي العمل عند الله في الآخرة، وعند الصالحين في الدنيا.

     

     

     

     

    مشاورة العاقل غنيمة

     

     

     

    إن من شيم العاقل عند النائبة تَنُوبه: أن يشاور عاقلاً ناصحاً ذا رأي ثم يطيعه، وليعترف للحق عند المشورة، ولا يتمادى في الباطل بل يقبل الحق ممن جاء به، ولا يحقر الرأي الجليل إذا أتاه به الرجل الحقير، لأن اللؤلؤة الخطيرة لا يشينها قلة خطر غائصها الذي استخرجها، ثم ليستخر الله، وليمض فيما أشار عليه.

     

     

    مَن عُدم العقل لا نظر له

     

     

     

    إثنان لا ينظران: الأعمى؛والذي لا عقل له، وكما أن الأعمى لا ينظر إلى السماء ونجومها ولا ينظر البعد من القرب، كذلك الذي لا عقل له لا يعرف الحسن من القبيح، ولا المحسن من المسيء.

     

     

    الاستشارة تثري العقل

     

     

     

    اعرف أهل الدين والمروءة في كل كورة وقرية وقبيلة، فيكونوا هم إخوانك وأعوانك وبطانتك وثقاتك ولا يقذفن في روعك أنك إن استشرت الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك، فإنك لست تريد الرأي للإفتخار به ولكن تريده للإنتفاع به، ولو أنك مع ذلك أردت الذكر كان أحسن الذكرين وأفضلهما عند أهل الفضل أن يقال لا يتفرد برأيه دون استشارة ذوي الرأي.

     

     

    ضياع العقل

     

     

     

    <h1 dir="rtl" style="text-align: justify;">من استعظم من الدنيا شيئاً فبطر؛واستصغر من الدنيا شيئاً فتهاون؛ واحتقر من الإثم شيئاً فاجترأ عليه؛واغتر بعدو-وإن قل-فلم يحذره؛فذلك من ضياع العقل.</h1>

     

    التثبت في الكلام

     

     

     

    العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأل، ولا يكثر التماري إلا عند القبول، و لا يسرع الجواب إلا عند التثبت.

     

    حسن السمت وطول الصمت

    الواجب على العاقل : أن يكون حسن السمت، طويل الصمت، فإن ذلك من أخلاق الأنبياء، كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء، والعاقل لا يطول أمله، لأن من قوي أمله ضعف عمله، ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله.

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..