اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
حيرانة

كيف نحل مشاكلنا

Recommended Posts

كيف نحل مشاكلنا

يمكن تعريف المشكلة بأنها الشعور أو الإحساس بوجود صعوبة لا بد من تخطيها ، أو عقبة لا بد من تجاوزها ، لتحقيق هدف .

 

أو يمكن القول إنها الاصطدام بواقع لا نريده ، فكأننا نريد شيئا ثم نجد خلافه . وهذا مبين بشيء من التفصيل في مقالنا : هل ترغب في تنمية قدرتك على حل المشاكل؟ .

 

وحتى نتمكن من مواجهة المشاكل والتغلب عليها لا بد من أن ننهج طريقة معينة نشعر فيها بوجود المشكلة ، ونتعرف عليها ونُحدد طبيعتها ، ثم نفكر في الحلول المتعددة ، ثم نطبق الحل الأمثل ، ونتأكد من ذلك ، ثم نتفكر فيما حصل . وهذا يتطلب بذل الجهد في التفكير في مراحل متعددة وفي مواضيع كثيرة , وقد تحصل أحيانا بسرعة فائقة وقد تستغرق وقتا .

 

لكن لا بد من التدرُّب والتمرُّس على ذلك واكتساب مهارات التفكير اللازمة لهذا الأمر . وهذا ما تجده مفصلا في مقالنا : التفكير ومهارات التفكير ، في هذا الموقع .

 

الطريقة التي اتبعتها أم المؤمنين في مواجهة هذه المشكلة:

 

تُعرف المشكلة التي مرت بها أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بحادثة الإفك ، وتتلخص في ترويج شائعة من قبل المنافقين وبعض المؤمنين تتضمن اتهام أم المؤمنين عائشة رضى الله بالزنا ، وذلك عندما تَخلَّفت عن الجيش في إحدى الغزوات ، ثم أحضرها الصحابي صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه على ظهر جمله ، وبعدها انطلقت الشائعات انطلاق النار في الهشيم .

 

وهي مشكلة ذات شقين : الأول عندما وجدت أم المؤمنين نفسها وحيدة وقد تركها الجيش ، والثاني عندما انتشرت الشائعة عنها وهي غافلة حتى عن مجرد التفكير في هذا الأمر . فماذا فعلت أم المؤمنين تجاه هذه المشكلة بشقيها؟

 

· الشعور بوجود المشكلة والوقوع فيها .

من المهم معرفة انه لا معنى للمشكلة ما لم يَحُس بها الشخص أو من له علاقة بها .

فأُمُّنا عائشة أحسَّت أنها في مشكلة عندما عادت ولم تجد الجيش ، وهذا بالنسبة للشق الأول من المشكلة . أما من حيث الشق الثاني وهو اتهاما بالزنا ، فقد أحست بالمشكلة عندما أخبرتها أم مِسْطح بما يشيع عنها .

فلم تكن تحس بها من قبل ، لأنها تعجبت مما قيل مع أنها دافعت عن مسطح في بداية الأمر .

 

· الحفاظ على التماسك النفسي وعدم التضعضع والخوف .

فقد حافظت أُمُّنا على رباطة جأشها وتماسكت ، مع أن الموقف في غاية الشدة لأنها وحيدة وقد تركها الجيش ورحل . وأيضا حافظت على توازنها عندما سمعت بالإشاعة وامتصت الصدمة ، مع أنها تفاجأت وذُهلت لما قيل عنها ، وكانت تتمثل قوله تعالى : { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } .

ويتحقق التماسك النفسي بالاستعانة بالله تعالى بالدعاء والصلاة والذكر ، وإحسان الظن بالله وبالمسلمين ممن لهم علاقة بالموضوع ، والتفاؤل بالخير .

كما أن للجانب الإيماني العام تأثيره .

ولا بد من الحفاظ على ذلك في كل مراحل حل المشكلة . وهذا ما تمسكت به أمنا عائشة على الرغم من أنه قد رُوي عنها أنها تأثرت بالأمر ، لكن ليس إلى الحد الذي يُخرج الإنسان عن تماسكه .

 

· تحديد ماهية المشكلة ومعرفة أبعادها .

حددت أُمُّنا المشكلة في أن الجيش قد رحل وتركها فصارت وحيدة . وهذا يترتب عليه أن تخاف على نفسها من الموت أو الأسر أو الاعتداء . كما حدَّدت المشكلة في الشق الثاني وتعرفت عليها عندما علمت بالإشاعة ، وانهم قد رموها بالزنا . وأي تهمة هذه وماذا يمكن أن يترتب عليها ؟

 

· التفكير في حلول ممكنة للمشكلة . ماذا يمكن أن يكون جال بخاطر أمنا :

• اللحاق بالجيش ، لكنها لم تجد الراحلة ، والظلام قد حل ، ولا يمكنها السير لوحدها .

• البقاء في نفس المكان مع الاختباء .

• الذهاب إلى مكان آخر .

• الانتظار في نفس المكان في حالة عودة الجيش أو نفر منهم ، لأنهم إذا فقدوها فلا بد أن يعودوا أدراجهم إلى المكان ليبحثوا عنها .

• البحث عن أحد قد تخلف مثلها من الجيش ، أو أحد يتعقب الجيش .

 

· أما من حيث الشق الثاني أي حالة الإشاعة فقد تكون أمنا فكرت فيما يلي :

• الدفاع عن نفسها .

• ترك الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم مع البقاء في بيتها . لكن ربما لاحظت تأثر الرسول بالموضوع ، وانه قد سرى وانتشر .

• اللحاق بأهلها ، والصبر والاحتساب لله تعالى.

 

· تطبيق الحل الملائم من بين الحلول والبدائل المتاحة .

ارتأت أمنا البقاء في مكان الجيش لعلهم يرجعون أو نفر منهم . وفعلا حضر صفوان ، ويبدو أنها ظنت أنه مُرسَل من قِبَل الجيش فركبت الجمل دون حتى أن تناقشه في الموضوع . ولهذا لم يخطر ببالها أن يقال ما قد قيل عنها ، لان هذا قد أرسله الجيش ليأخذها .

أما في موضوع القذف فقد طلبت من الرسول أن يأذن لها باللحاق بأهلها . وحسناً فعلت ، لأن الموضوع كان يحتاج إلى أن يُبَتًّ فيه ، طالما أن الرسول لم ينطق بوحي فيه . كما أن مواضيع مثل هذه تحتاج إلى التراخي فيها حتى تَسْكن وتهدأ ، فكان اختيارها أن تذهب إلى بيت أهلها ينطوي على كثير من الحكمة والحنكة . ومما يؤيد ذلك موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم بسرعة على طلبها .

 

· التفكر في المشكلة ونتائجها وأبعادها .

حيث تبين لأم المؤمنين أنها كانت على صواب فيما فكرت فيه واتخذته من قرارات . وخرجت من المشكلة أقوى مما كانت ، فقد برَّأها الله من فوق سبع سماوات ، ونزل فيها قرآن يُتلى . وترتب على ذلك الكثير من الأحكام والمعالجات ، فكان في ذلك الخير الكثير . كما أن مثل هذه المشاكل صار لها حل معلوم يمكن اتباعه في حالة وقوعها ، وهذا لم يكن الحال قبل وقوعها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زائر
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..