اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

هل رأيتم مغدوراً يحب غادراً إلا نحن

Recommended Posts

24361186.gif

 

أيام البساطة الفكرية

قال قوم لمولىً لهم : تمن ياعبد !

فقال : أتمنى الروض أخضر ، والقمر أبدر ، وأنا لا أموت ولا أكبر !

لا أموت ولا أكبر !

 

حسناً .. فلندع التركيز في حكاية الروض أخضر هذه، والقمر أبدر تلك !

فأما الروض الأخضر فقد سهل الوصول إليه ، وأما القمر الأبدر ففي إنارة البلدية غنىً عنه !

ودعونا في " لا أموت ولا أكبر " !

 

وحسناً مرة أخرى.. لنركز في " ولا أكبر " ولندع " ولا أموت " !

 

عن نفسي – وما ذاك إلا لنقص إيماني وعقلي – فتشغل بالي مسألة العمر هذه أكثر من مسألة الموت ! ولعل مرد هذا والله أعلم بأني أتعاطى وخزات الكِبَر يومياً ، وأما سكرات الموت فإني لم ولن أتعاطاها إلا مرة واحدة فقط !

وللامانة فكلاهما يتشابهان ويرتبطان ! فالعمر طريق الموت ! والموت محطة العمر الأخيرة ! وكذلك فهما متشابهان في الغدر والفجاءة ! فإنك لا تلبث إلا وقد قيل " لك " ( يا عم ) ! ولا تلبث إلا وقد قيل " عنك " ( رحمه الله ) !

081225010815jtbm.gif

نترك المحطة ( الكريهة ) – الموت - ولنعد إلى الطريق ( الغالي ) – العمر - ! فمشوار العمر وسفره هو الوحيد الذي لا يتمنى مسافره أن يصل لمحطته بسلامة أو بغير سلامة !

والعمر وخياناته وغدراته غريبة ! ذاك أن ألذ أيامه هي أغدر أيامه !

ولذا فضحه أهل المشيب

نعم فضحه

لا تتعجب!!!فقال أحدهم :

شيئان ينقشعان أول وهلةٍ *** ظل الشباب وخلة الأشرار

081225010815jtbm.gif

 

ومع هذا فإن أمر هذا العمر مع ابن آدم غريب جداً ، فهو يتفلت منه دون أن يشعر ، ولا يوقظه إلا بعد أن يكون قد أجهز عليه تماماً ، ليردد بعدها ابن آدم بغباء متكرر على مدى القرون:

 

ألا ليت الشباب يعود يوماً ***فأخبره بما فعل المشيب !

 

سبحان الله يا ابن آدم تهدد الوفي الذي لا يتركك حتى تموت ( المشيب ) بالذي غدر بك وتركك ( الشباب ) !

ألم أقل لكم بأن أمر العمر غريب مع السيد الآدمي !

وللأمانة الشخصية فأنا مثل أجدادي الذين ماتوا وفي حلوقهم غصة على المدعو " عُمر " ! كما وأني مثلهم في زيادة الحنق عليه أيضاً، لأنه – أي العمر - سريع الخطو ،كثير الاستغفال ، يسرقك دونما تشعر ، تنساه ولا ينساك ، تقطعه ويقطعك ، تحسبه ولا يحسبك ، يأخذ منك ولا يعطيك ،إن تذكرته حزنت ، وإن تأملته عجبت ، تسير بزيادته ،ويسير بنقصانك ، تأخذ له ،فيأخذ منك ، تتمنى له القوة ، ويسير بك إلى الضعف!!

081225010815jtbm.gif

فياله من لكيع ،وياله من غادر ، زيادته نقص ، وكثرته قله ، وغناه فقر .ثم هو سريع الغدر ،كثير النكث ، تفتنك صبوته ، وتحزنك غدرته ، يزخرف لك البعيد ، ويزهدك بالقريب ، فتذهب للبعيد ،فلا تجد سوى أسىً على مامضى ،وتلذذاً بتذكار ما انتهى .فلا أنت بقيت ، ولا أنت أبقيت ، ومع هذا تحبه بأحواله غدراً كان أو وفاء !!

 

ومع غدرته بك ، ووفائك له ،إلا أنه لا يأبه لتمنيك ، ولا يأسَ لتأسيك ، فهو جامد مالح ،يزيدك شربه عطشاً ،وطوله تعلقاً ، ثم هو ماض على حاله التي فطره الله عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ولا إصغاءً لمن تشعبث به من خلق الله !!

 

ولعل من اللطيف ذكره وتحذيرنا من غدره بأننا نحبه جيداً جداً ، بل إن الشاعر الذي فضح هذا الغادر الناكث وأخبرنا عن سرعة انقشاعه هو بذاته الذي قال في ذات القصيدة الراثية للعمر :

 

لا حبذا الشيب الوفي وحبذا *** ظل الشباب الخائن الغدار

 

فهل رأيتم مغدوراً يحب غادراً إلا نحن

اخيرا

بارك الله فى اعماركم

وجعلها زاخرة بحب الله وسنة رسوله

والعمل كل العمل

على تخطى عقبات الزمان بكل شموخ وكبر

لا نهتز لحزن

ولا ننكسر لذله

ما دام اماننا بخير

وداما نسعى لتنميته

ولتكن لنا وقفة مُجدية مع انفسنا

دمتم بحب الله ودام لكم

تم تعديل بواسطه دفءُ الأٌنْــــــــسِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..