اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
البرنسيسة وسام

وعاد إليها تائباً

Recommended Posts

 

 

كثيرا ما ساورتها الشكوك والهواجس .. وكثيرا ما سألت نفسها: هل هناك امرأة أخرى فى حياة زوجى .. أم أنه مازال لى وحدى؟

 

 

 

وعاد إليها تائباً

 

 

وقفت روحية أمام المرآة وأخذت تدقق النظر إلى وجهها وتتحسس بيديها التجاعيد التى ظهرت حول عينيها وفمها .. والترهل الذى تدلى قليلا تحت ذقنها ، واقتربت من المرآة خطوة حتى كاد جسدها يلتصق بها وأخذت تشد وجهها بأصابعها فى كل اتجاه ، لعلها تستطيع إخفاء بعض هذه التجاعيد حتى ترى ما كان عليه وجهها وهى مازالت زهرة لم تمتد إليها يد ، ووردة متفتحة لم تعصف بها الريح

 

لقد كانت روحية فتاة جميلة .. عيونها رمادية كعيون القطة .. وشعرها أصفر داكن فى لون قرص الشمس عند المغيب ، وقوامها فارع ممشوق ، إذا مشت دقت الأرض بقدميها كالمهر الجامح .. وإذا تكلمت شدت الجميع إليها بصوتها الناعم وحديثها الشائق . كانت - باختصار شديد - قطعة من الجمال

 

وشعرت روحية فجأة وهى تقف أمام المرآة بصداع شديد يداهم رأسها فأغمضت عينيها ومدت يدها خلف ظهرها تبحث عن كرسى "التواليت" ولما اطمأنت إلى وجوده فى مكانه ألقت بجسدها عليه ووضعت رأسها بين كفيها واستسلمت لأفكارها

 

وكانت فى بعض الأحيان تحاول أن تلتمس له الأعذار حتى تخفف من آلامها وهواجسها ، وأحيانا أخرى كانت لا تستطيع ذلك فتشعر بالفزع والحيرة والخوف من المستقبل

 

وذات يوم استيقظت من نومها فلم تجد زوجها نائما بجوارها كما اعتادت ، فأصيبت بقلق شديد ، وأخذت الهواجس تدور فى رأسها .. ترى لماذا تأخر حتى هذه الساعة؟ .. إنه لم يعتد المبيت خارج المنزل .. هل حدث له مكروه؟ .. أم أنه قضى الليل عند عشيقته؟

 

ولم تمر دقائق حتى سمعت صوت باب الشقة وهو ينفتح ، ودخل زوجها يترنح ، وقد ظهرت على وجهه آثار لبعض الكدمات ، فأسرعت نحوه وأخذت بيده وحاولت أن تجعله يستند على كتفيها حتى لا يقع على الأرض .. كانت عيناه نصف مغمضتين .. تفوح من فمه رائحة الخمر .. ومن ملابسه رائحة عطر نسائى ، وهمست زوجته فى أذنه : بسرعة شوية علشان الولاد .. أنا خايفة يشوفوك وانت كده .. فأطاعها كالطفل الصغير وأسرع الخطا نحو غرفة النوم وخلع حذاءه ودلف إلى الفراش وهو مازال مرتديا بدلته وشد اللحاف حتى غطى رأسه وكأنه يريد أن يخفى خجله الشديد من نفسه .. ومن زوجته .. وتركته روحية وأعصابها منهارة لتعد الإفطار لأولادها ، ولم تنس أن تغلق عليه الباب بالمفتاح

 

وبعد أن انصرف هشام ونجوى إلى المدرسة شعرت بالخوف الشديد والاضطراب والقلق واحتارت ماذا تفعل إزاء تصرفات زوجها . هاهوذا يستغل طيبتها وبراءتها وإخلاصها ويجرح أنوثتها ويدوس على كرامتها وكبريائها! لقد عاشت معه اثنى عشر عاما كاملة كانت فيها مثال الزوجة الطاهرة والأم الحانية والصديقة المخلصة .. لم تتوان خلالها لحظة عن الوقوف إلى جانبه وقت الشدة أو المرض

 

كل وقتها كانت تقضيه فى رعاية أولادها والاستذكار لهم ، ومع كل هذه التضحيات التى قدمتها ، لم تذكر يوما أنه شكرها أو قال لها كلمة حلوة أو منحها لمسة من الحنان والعطف أو صارحها بحبه أو اعترف لها بمعزتها ومكانتها فى قلبه .. كان المال هو الشىء الوحيد الذى يستطيع أن يمنحه .. أما الأحاسيس والعواطف والمشاعر فلا قيمة لها عنده

 

وبالرغم مما كانت تلاقيه روحية من زوجها إلا أنها لم تكرهه يوما ولم تفكر أبدا فى الانفصال عنه .. كان فى نظرها قسمتها ونصيبها ورجلها الذى منحها طفليها اللذين أصبحا المصدر الوحيد لسعادتها فى هذه الدنيا

 

وفتحت باب الغرفة وهى حائرة مترددة لا تدرى ماذا ستفعل وماذا ستقول ، وعندما اقتربت منه شعرت بالغثيان وبرغبة شديدة فى القىء .. وقبل أن تنطق بكلمة التفت إليها قائلا: أنا عارف انتى حتقولى إيه .. وفرى الكلام على نفسك .. أنا قايم ماشى وسايب لك البيت .. ولما الولاد يرجعوا من المدرسة قولى لهم إنى سافرت

 

لقد مر على هذا اليوم المشئوم أسبوعان وروحية لا تدرى متى سيعود زوجها .. إنه لم ينس أن يترك لها مبلغا من المال يكفى مصاريف البيت لمدة شهر كامل . فهل معنى هذا أنه سيغيب شهرا .. أم أقل أم أكثر .. إنها لا تدرى

 

واستسلمت روحية للنوم مسلمة أمرها إلى الله داعية أن يجمع شمل الأسرة من جديد وأن يرد الأب إلى صوابه ويعيده إلى منزله وأولاده .. لقد كان هذا هو دعاؤها كل ليلة منذ أن تركها زوجها

 

وعندما استيقظت فى الصباح كانت المفاجأة التى أذهلتها وأسعدتها فى نفس الوقت .. لقد وجدت زوجها نائما إلى جوارها فى الفراش .. ومن شدة فرحتها أخذت تهزه بكلتا يديها حتى توقظه ، وهى تقول له والدموع فى عينيها: حمد الله على السلامة يا محمود .. أنا كنت قلقانة عليك .. حمد الله على السلامة

 

وعندما استيقظ محمود ، كانت المفاجأة الثانية ، فقد أمسك بيدها فى حنان وأخذ يقبلها وهو يقول لها: سامحينى يا روحية .. أنا ظلمتك معايا .. انتى ملاك طاهر ولا تستحقى كل هذا العذاب .. لقد كانت نزوة ودفعت ثمنها غاليا .. ومن اليوم سأكون الزوج المثالى .. سأكون محمود بتاع زمان

 

ولم تتمالك روحية نفسها ولم تستطع أن تحبس عواطفها فأجهشت بالبكاء كالطفلة وهى تقول له: أنا مسامحاك يا محمود

 

وأخذ محمود يجفف دموعها ويمسح أنفها بطرف بيجامته وهو يداعب خصلات شعرها بأصابعه

 

وتذكرت روحية أنها لم توقظ الأولاد ، ولكن محمود قال لها: سيبى المهمة دى علىَّ أنا .. أنا اللى حصحيهم

 

وذهب محمود إلى غرفة الأولاد وطبع قبلة على جبين نجوى وقبلة أخرى على جبين هشام ، كما تفعل أمهما كل صباح ، فصاحت نجوى محتجة: هو معاد المدرسة لحق ييجى يا ماما . فرد محمود ضاحكا: أنا مش ماما يا حبيبتى .. أنا بابا

 

ولم يكد الأولاد يسمعون صوت أبيهما حتى قفزا من الفراش ، وأخذا يقبلانه فاحتواهما بين ذراعيه وضمهما بحنان شديد إلى صدره .. فقال هشام فى صوت كله حنان وتوسل: ياريت يا بابا تصحى بدرى كل يوم علشان نشوفك قبل ما نروح المدرسة .. انت بتوحشنا خالص

وصاحت نجوى قائلة: أنا مستعدة أتنازل عن مصروفى كل يوم بس أشوفك يا بابا

 

وتأثر محمود من كلامهما وضغط عليهما أكثر بكلتا ذراعيه وهو يقول: ابتداءً من النهاردة بابا هو اللى حيصحيكم من النوم .. وبابا هو اللى حيفطر معاكم كل يوم .. وبابا هو اللى حيوصلكم للمدرسة .. وبابا هو اللى حيرجعكم للبيت .. يعنى حتشوفوا بابا كل يوم

 

وهنا نظر هشام إلى نجوى قائلا: مبسوطة يا ست نجوى .. أهو مصروفك راح عليكى أونطة

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

جميلة جدا يا أميرة وسام من المهم أن يعترف الشخص بالخطأ ويتراجع عنه والاجمل هو غفران زوجته له

شكرا على القصة الرائعه

تم تعديل بواسطه Shetos

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..