اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
m.helm

الحال العام والمناخ قبل نشأة الإخوان المسلمين

Recommended Posts

الحال العام و المناخ قبل نشأة الإخوان في مصر

 

 

الإمام حسن البنا

 

كان واقع الحال في مصر، وفيما حولها من الوطن العربي، والإسلامي ينادي بوجوب دعوة جديدة سماها الإمام الشهيد "حسن البنا" في "رسالة بين الأمس واليوم: دعوة البعث والإنقاذ" (حسن البنا، مجموعة رسائل الإمام الشهيد، رسالة بين الأمس واليوم، الإسكندرية: دار الدعوة، 1990م، ص 159)،

 

 

وكما يقول الدكتور "يوسف القرضاوي": " كانت دعوة الإمام "حسن البنا" فريضة وضرورة، فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع (د. يوسف القرضاوي، الإخوان المسلمون، 70 عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، القاهرة: مكتبة وهبة، 1999، ص 18)

 

 

الدكتور "محمود أبو السعود": أيديولوجية الإخوان المسلمين واقع المجتمع المصري قبل ظهور الإخوان فيقول:

 

 

1- وطن باهت اقتطع من أصله بعد أن قطع الحلفاء المنتصرون أوصال الخلافة العثمانية، وبعد أن أطاح "أتاتورك" بالخلافة، وأعلن العلمانية، حينئذ طبق الإنجليز معاهدة سايكس- بيكو السرية التي عقدت في موسكو عام 1915م، وأصبحت مصر داخل نطاق الإمبراطورية البريطانية، ووجدت نفسها منعزلة عن دول العالم الإسلامي، وفي عنقها قيد ثقيل من الاستعمار الذي شجع النعرة الوطنية.

 

 

2- شعب مؤمن بالله .. ثم بالإسلام: عقيدة راسخة، لكنه جاهل، الأغلبية الساحقة فيه لا تقرأ، ولا تكتب.

 

 

3- مستعمر قوي لئيم ذو دهاء، ومكر شديد، درس أحوال البلاد عن كثب، ومكن لنفسه على أيدي بعض الحكام، كون منهم طبقة من (المستوزرين) ومهد لتطامن الحكم غيلة عن طريقين:

 

 

الأول: الاستعمار الفكري حيث عمل على تنحية الشريعة الإسلامية من قانون القضاء، وحصرها في الأحوال الشخصية، وفصل المدارس المدنية عن المدارس الدينية.نتاج المادة الخام التي تنتجها الأرض الزراعية.

 

 

4- نظام حكم ظالم حيث فُرض ملك على شعبه، وصيغ دستور يحد من سلطة الحكومة المصرية، وسيادتها، ويعامل الأجنبي بقانون يختلف عن القانون الذي يسري على المواطنين.

 

 

5- طبقة حاكمة استصفاها الملك، ورضي عنها المستعمر، غالبيتها من سلالة ألبانية أو تركية، ورثت عن آبائها، وأجدادها القريبين مساحات واسعة من الأرض الزراعية التي أممتها الدولة في عهد "محمد على" الكبير، ووزعها "إسماعيل" على أقربائه وأصفيائه.( د. يوسف القرضاوي، الإخوان المسلمون، 70 عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، مرجع سابق ، 1999، ص 21)

 

 

في هذا الجو الغائم ولدت دعوة الإخوان المسلمين أحوج ما تكون مصر – والوطن العربي، والإسلامي الكبير– إليها؛ لتكون دعوة البعث والإنقاذ، كما عبر عنها الإمام "حسن البنا" مؤسس الجماعة.

 

 

ويشير "محمد شوقي زكي" إلى ما يسميه "تضاريس الحقل"، وهي البيئة التي نشأت فيها جماعة الإخوان المسلمين، فيقول: كان ظهور الجماعة في وقت كان الاستعمار البريطاني يجثم على صدر مصر، وكانت الأحزاب في وادٍ، والشعب في واد آخر. أما القصر فكان دائمًا يسير حسب أهواء المندوب السامي البريطاني.( محمد شوقي زكي، الإخوان المسلمون والمجتمع المصري، القاهرة: دار الأنصار، ط2، و ص1980، ص من مقدمة الناشر).

 

وفي هذه الدراسة نحاول أن نرصد الظروف الثقافية، والفكرية والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية التي أدت إلى نشأة الإخوان المسلمين، محاولين إثبات أنها خرجت من رحم كل تلك الظروف، فولدت ولادة طبيعية لا عسر فيها ولا ابتسار، فخرجت من بين فرث الاحتلال الأجنبي، ودم الاستبداد السياسي لبنًا سائغًا للعاملين لدين الله، والرافعين رايته.

أولاً: في منهج التأريخ لجماعة الإخوان المسلمين:

 

لم تكن نشأة جماعة الإخوان المسلمين في أواخر العقد الثالث من القرن العشرين حدثًا مفارقًا لطبيعة تلك المرحلة من مراحل التاريخ المصري في العصر الحديث.

 

كما أنها لم تكن حدثًا مباينًا للظروف السياسية، والثقافية والاجتماعية التي مَرَّ بها المجتمع المصري في تلك الفترة، بل كانت هذه النشأة على موعد مع القدر الإلهي الذي أنشأها على عينه، فإن الله إذا أراد شيئًا، هيأ له الأسباب، فكانت دعوة في أوانها كما يقول الدكتور "يوسف القرضاوي" ( د . يوسف القرضاوي، الإخوان المسلمون، 70 عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، مرجع سابق ، ص 12)

 

وكما يرى المستشار "طارق البشري" في كتابه "الحركة السياسية في مصر 1945م- 1952م" فإن ظهور الحركة الإسلامية أواخر العشرينيات هو نوع من الاستمرارية التاريخية، وأن هذه الفترة – ما قبل ظهور جماعة الإخوان المسلمين- هي فترة توجه إسلامي عام، وإن صراع الإخوان ضد التغريب، وضد الوافد عمومًا هو جزء من الصراع الحضاري الذي يتضمن في جوهره الصراع ضد الاستعمار.

 

 

ومن أجل الاستقلال والتحرر، يقول المستشار "طارق البشري": "إننا اليوم أكثر قدرةً على إدراك مدى التدمير الذي يلحقه تدفق موجات التغريب على هويتنا، وشعورنا الجماعي، وروح الانتماء فينا؛ مما من شأنه أن يسند قضية الاستقلال والتحرر بأعظم الخلل". ( طارق البشري، الحركة السياسية في مصر 1945- 1952،، القاهرة: دار الشروق، ص 41 -42)

 

 

ولقد ظل الاتجاه الإسلامي يسود مسرح الحياة الفكرية، والسياسية في مصر، وبلا منازع منذ الفتح الإسلامي؛ حتى مجيء الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، حيث خلفت وراءها بذور الفكر القومي الذي أخذ صورة قومية نافست الاتجاه الإسلامي.

 

 

وفي مجال التأريخ للحركة السياسية المصرية في أوائل القرن العشرين يخطئ كل من التيارين العلماني والإسلامي في البحث عن تفسير لظهور الحركات الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، فالجديد والطارئ هو الذي يبحث في وجوده، أو حضوره عن تفسير، أو تبرير.

 

 

أما الأصيل، والموروث، فوجوده هو الشيء العادي الذي لا يستغرب، وغيابه وانقطاعه هو الأمر الذي يبحث له عن تفسير أو تعليل.

 

 

يُخطئ كثير من رموز التيار العلماني في كتابتهم للتاريخ السياسي المصري أوائل القرن العشرين عندما يبحثون عن أسباب تفسر ظهور جماعة الإخوان المسلمين، وربما كان هذا الخطأ مرده سيادة نوع من التحيز تجاه المختلف في التوجه الفكري والسياسي؛ حتى إن كثيرًا منهم يرى ظهور الجماعة مجرد رد فعل لغلبة تيار التغريب.

 

ويُخطئ التيار الإسلامي حينما يود أن يضفي على نشأة جماعة الإخوان هالة أسطورية تخصم من رصيدها، ولا تضيف، فعظمة الفكرة الإخوانية هي في كونها استمرار، وتواصل لتيار الفكر الإسلامي التجديدي على مدى التاريخ الإسلامي، فهي استمرار لمسيرة أمة هدها الجمود، وإغلاق باب الاجتهاد وفت في عضدها الركون لما تركه الأقدمون.

 

 

ويظن كثير ممن تصدوا للكتابة التاريخية عن تلك الفترة, أو ما يمكن تسميته إرهاصات نشأة الإخوان المسلمين- خاصةً من بعض دعاة الإخوان ورموزهم– أنه كلما كانت نشأة جماعة الإخوان المسلمين نشأة مفارقة، أو مباينة للظروف الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كلما أضفت على التاريخ الإخواني هالة من القداسة، أو ظلال نزعة أسطورية.

 

وهذا المنهج في التأريخ لحركة بحجم الإخوان المسلمين، ربما قد يفيد في الحشد والتعبئة، وجمع الأنصار على الفكرة العامة، غير أنه لا يُفيد في إثارة وعي الأفراد، وشحذ هممهم بما يبقى، لا بما تخفت حدته مع مرور الوقت، وهذا التدافع بين منهجي العقل، والعاطفة، ففي المنهج الثاني تستطيع العاطفة إشعال جذوة الحماسة، خاصةً في الشباب، إلا أنه لا يمكن استمرار تلك الجذوة مشتعلة إلا بنور الفكر، وأشعة إعمال العقل، وهكذا دائمًا تملك نظرات العقول القدرة على إلجام نزوات العواطف. ولعل هذا المعلم في التأريخ للحركة الإسلامية- وعلى رأسها الإخوان المسلمين- من أهم معالم تأريخ الحركة السياسية في مصر منذ مجيء الحملة الفرنسية ( 1798م- 1801م)، فلا بد من تحديد أي الأفكار الأصيل الذي لا يحتاج وجوده إلى تبرير، أو تفسير، وأي الأفكار طارئ لابد من معرفة أسباب ظهوره أو كيفيات بزوغه.

 

 

والذي يقرره الباحث بيقين أن الحركة الإسلامية – وعلى رأسها الإخوان المسلمين – لم تظهر أبدًا كرد فعل على سيادة التيار العلماني، كما يؤرخ كثير من العلمانيين عمدًا، وعن سوء قصد بدافع من التحيز الفكري، أو كما يكتب كثير من الإسلاميين خطأ، وعن حسن نية بدافع من إضفاء هالات أسطورية تخصم من رصيد حركة بحجم الإخوان المسلمين، ولا تضيف؟

 

 

إن جماعة الإخوان المسلمين لم تنشأ في مصر من فراغ، ولم تكن تعبيرًا عن انقطاع في مسيرة الأمة الإسلامية، بقدر ما كانت تواصلاً، واتصالاً؛ مصداقًا لحديث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".

 

 

ومن ثم فدعوة الإخوان هي العدسة المجمعة لكل ما تفرق من أشعة تجديد الفكر الإسلامي، ولكل ما تبدد من محاولات الإصلاح في مسيرة الأمة على مدى العقود التي سبقت ظهورها بلورة لكل ما سبقها من جهود في الإصلاح، والدفاع عن الذات الحضارية "ذاتية الأمة وهويتها".

 

 

وكانت الفترة التي سبقت ظهور جماعة الإخوان المسلمين تحمل من الإرهاصات الشيء الكثير؛ أن مسيرة الإصلاح في الأمة حان وقت قطافها بوجود جماعة تحمل السلام، وتحوطه من جميع جوانبه، نعم كانت حالة الأمة قد وصلت درجة من السوء والانحطاط لم تعهدها من قبل، وربما ذكرتها بأوقات هجمة التتار على العالم الإسلامي، وسقوط بغداد تحت سنابك خيل التتار لكن مشاعل الهدى في الأمة لم تسقط بل ظلت، وإن خفتت حدتها فهذه الأمة تمرض ولا تموت، بل ربما تشيخ لكن تملك داخلها عناصر بعث الحيوية، وتظل قوافل المجددين تترى على مسيرة الأمة، فتحيي ما اندرس من معالم النبوة، وتجدد ما بلي من أركان الإسلام، مصداقًا لحديث الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".

 

 

وقد يكون هذا التجديد بأن يظهر عالم مجدد يجمع الأمة حوله ويحيي في نفوسها معالم الإيمان، وقد يكون التجديد على شكل مدرسة فكرية، وتربوية تُعيد معالم النهضة في أمة الإسلام

تم تعديل بواسطه دعوه للجنـــــة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..