اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

كلمة فى دخول المدارس والجامعات

Recommended Posts

دخول المدارس والجامعات

بقلم: عكاشة عباد

الحمد لله رب العالمين، القائل: (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ((المجادلة: 11).

وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: 9).

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وحبيبه، الذي قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (أخرجه ابن ماجه وابن عدي وابن عبد البر وغيرهم).. أما بعد؛

فيا إخوة الإسلام: مع بداية كل عام دارسي بل قبله بقليل تتحول البيوت إلى خلية من العمل المتواصل الجماعي، فالأب يسعى جاهدًا للحصول على الأموال؛ لتلبية احتياجات الأبناء (ملابس/ كتب/ مصاريف/ دروس... إلخ)، وربما استدان من الآخرين؛ لكي يغطي احتياجات الأولاد المالية، والأم تستيقظ مبكرة وتنام متأخرة من أجل راحة الأبناء وإعداد الطعام، والمساعدة في المذكرة، وغير ذلك من مجهود ووقت ينفقان، والأولاد بين المدرسة والحصص صباحًا والدروس عصرًا والمذاكرة ليلاً؛ لذا كان لا بد من أن تطرح بعض الأسئلة، مثل:

- ما الفائدة التي تعود على الأب والأم من هذا المجهود، وبخاصة الابن أو البنت قد يرسب أحدهما في الامتحانات؟

- ماذا يستفيد الابن أو البنت من هذا المجهود أيضًا؟

- هل هذا هو كل المطلوب من الأب والأم نحو الأولاد؟

أولاً: الفائدة التي تعود على الأب والأم من هذا المجهود:

ليعلم كل أب ولتعلم كل أم أن ما يبذل من مجهود، وما ينفق من مال، وما يستهلك من وقت مع الأولاد؛ من أجل تعليمهم له فوائد عظيمة لهما في الدنيا والآخرة، ومن تلك الفوائد:

1- ما يبذل من مجهود وما ينفق من مال وما يستهلك من وقت مع الأولاد من أجل تعليمهم نوع من أنواع الجهاد، ونفقة من النفقات الطيبة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكينًا، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقته على أهلك) (تخريج السيوطي عن أبي هريرة رضي الله عنه، تحقيق الألباني (صحيح )).

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا انفق الرجل على أهله نفقه وهو يحتسبها كانت له صدقة (رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه).

ويقول كعب بن عجرة رضي الله عنه: مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فرأى أصحاب رسول الله جلده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله؟! فقال صلى الله عليه وسلم: "إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله". (تخريج السيوطي .. تحقيق الألباني (صحيح)).

2- إن هذا نوع من أنواع بر الآباء للأبناء، فقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وابنه وأنَّبه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين: أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (أي القرآن)، قال الولد: يا أمير المؤمنين: إن أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعلاً (أي خنفساء)، ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إليَّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك؟!) (تربية الأولاد في الإسلام).

فإهمال تعليم الأولاد عقوق لهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق الولد على والده أن يحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، ويزوجه إن أدرك" (ذكره القرطبي في تفسيره وأبو نعيم في "الحلية" عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"، وقال: ضعيف جدًّا).

3- الأولاد حينما يتعلمون العلم ويعملون ينالون الثواب العظيم، ويشاركهم في ذلك من ساعدهم عليه، والأب والأم أول من ساهم وشارك.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الدال على الخير كفاعله". (تخريج السيوطي عن أنس رضي الله عنه، تحقيق الألباني (صحيح)).

وقال الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوَّده أبوه

وما دان الفتى بجحى ولكن يعوده التدين أقربوه

ثانيًا: الفائدة التي تعود على الابن أو البنت من هذا المجهود:

1- أن تعلم العلم أفضل من أداء النوافل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن تغدو فتتعلم بابًا من العلم خيرًا من أن تصلى مائة ركعة" (رواه ابن عبد البر عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا)، وفي رواية ابن ماجه والطبراني في الأوسط، بلفظ: باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من مائة ركعة .

2- العلم طريق الجنة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقا إلى الجنة" (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).

3- طالب العمل كالمجاهد في سبيل الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع". (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

4- لطالب العلم احتفال خاص خارج بيته وليس لأحد غيره؛ حيث إن الملائكة تحتفل بخروجه لطلب العلم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "... وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يطلب"، وفي رواية: "ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضًى بما يصنع حتى يرجع" (تخريج السيوطي عن صفوان بن عسال رضي الله عنه، تحقيق الألباني (صحيح)).

ويقول الشاعر:

شباب ذللوا سبل المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة يدركون المعاقل والحصونا

وإن جنَّ الظلام فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا

كذلك أخرج الإسلام لقومي شبابًا طاهرًا حرًا أمينًا

ثالثًا: هل هذا هو كل المطلوب من الأب والأم نحو الأولاد؟

أقول: .. لا.. لا.. فالتعليم مهمة من المهام المكلف بها الآباء والأمهات عند تربية الأولاد، ومن أعظم تلك المهام وأخطرها على الإطلاق ما يأتي:

1- تعليم الأولاد الحلال والحرام، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اعملوا بطاعة الله واجتنبوا نواهي الله، ومُروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي؛ فذلك وقاية لهم ولكم من النار". (رواه ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما).

2- تلقين الأولاد حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه". (رواه الطبراني عن علي رضي الله عنه).

3- تحسين أدب الأولاد، فلا يسبوا كبيرًا ولا امرأة، ولا يذموا قريبًا، وإن كان بينك وبينه خصومة؛ لحديث ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم". (رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما).

وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما نحل- أعطى- والد ولدًا من نحل أفضل من أدب حسن" (رواه الترمذي).

وأخيرًا:

نقول للأولاد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: "تعلموا ما شئتم أن تتعلموا، فلن يأجركم الله حتى تعملوا". (رواه ابن عبد البر مرفوعًا عن معاذ رضي الله عنه).

ونحذر الآباء والأمهات بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت" (تخريج السيوطي عن ابن عمر، تحقيق الألباني (حسن)).

ويقول الشاعر:

العلم يرفع بيتًا لا عماد له والجهال يهدم بيت العز والشرف

العلم يسمو بقوم ذروة الشرف وصاحب العلم محفوظ من التلف

يا طالب العلم مهلاً لا تدنسه بالموبقات فما للعلم من خلف

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زائر
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..