هل تستطع الصدفة إيجاد هذه التراكيب المعجزة والمعقدة والمنظمة ؟
ولماذا فشل الباحثون إلى الآن في صناعة مصنع ينتج هذه المواد الغذائية من هذه الخامات الأولية , أي من الماء والهواء وضوء الشمس بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا . ومن يستطع أن يحول هذه الخامات إلى السكريات والدهون والبروتين والفيتامينات غير الله ( ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ) طه 50.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه التراكيب من عجائب قدرته المعجزة , ومن إشاراته الكونية في القرآن الكريم . قال تعالى : ( فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حباً متراكبا ) الأنعام 99 .
وقال تعالى : ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ) يس 80 وهذه الآية المعجزة ربطت بين الشجر الأخضر والنار, أي أن الخَضِر أو اليخضور في الشجر يخزن الطاقة وينتج الخشب والفحم والبترول والدهن والزيت وكل ما ينتج النار , وانظر إلى البدوي وهو يقدح سيقان بعض النباتات بسرعة عجيبة فينتج النار فسبحان الله العظيم.(1)
قال كبير الخبراء : والآن ننتقل بكم إلى قسم تحرير الطاقة المخزنة سابقاً :
فبعد أن خزنت البلاستيدات الخضراء الطاقة في مواد غذائية معقدة التركيب وفي هيئة روابط كيميائية , فكيف تستطيع الكائنات الحية الإستفادة من هذه الطاقة المخزنة وتحويلها إلى طاقة محررة بطريقة مقننة حسب الطلب ؟!1.
صورة توضيحية لدور النبات في امتصاص التلوث والحافظ على البيئة
هذا العمل يقوم به مصنع آخر من أعجب المصانع التي عرقتها البشرية لتحرير الطاقة إنه بيت الطاقة Energy house) ) أو بيت القوة ( Power house ) في الخلايا حقيقة النواة , وهو مصنع معقد التركيب ولكن من العجيب أن قطره لايزيد عن واحد ميكروميتر , وهو محاط بسورين حيويين خارجيين أحدهما السور الخارجي أو الغشاء الخارجي , والثاني هو الغشاء الداخلي بداخلهما بحشوة سائلة حيوية (Stroma) ودائماً أشبه هذا المصنع العجيب بحافظة نقود من طبقتين الطبقة الداخلية يخرج منها زوائد أصبعية عدة تسمى الأعراف ( Crisae) تساعد على زيادة مساحة السطح الداخلي لهذا المصنع العجيب . هذا المصنع هو عصيات الميتوكوندريا ( Mitochondrion ) في الخلايا حقيقية النواة .
ويقوم هذا المصنع بتحرير الطاقة بواسطة العديد من العمليات الأيضية مثل النقل الالكتروني ( Electron transport chain ) , ودورة كربس ( Krebs cycle or TCA cycle ) حيث تقوم بتفكيك المركبات الغذائية وإنتاج كميات من الطاقة مخزنة في عُملة الطاقة في الخلية ( ATP ) حيث يعطي كل جزيء من الجلوكوز يهضم داخل الجسم 36 جزيء ( ATP ) أو 34 جزيء مضافاَ إليها جزئان ناتجان من التحلل الجليكولي ليكون المجموع 38 جزيء أو 36 جزيء حسب كفاءة النقل الالكتروني في الخلية .
وبذلك تقوم الميتوكوندريا بتحرير الطاقة اللازمة للكائنات الحية باستغلال الطاقة المخزنة بواسطة البلاستيدات الخضراء في المواد الغذائية .
فمن يعلم مصنعاً بهذه الكفاءة وبهذا الحجم يقوم بنفس هذا العمل المعجز ؟
( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ) لقمان.