اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

عاشقة الفردوس

فريق عمل ياللا يا شباب
  • عدد المشاركات

    1,241
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    54

كل منشورات العضو عاشقة الفردوس

  1. سمعت بها، هي داعية متميِّزة حقًّا، يقولون عنها سلفية. حسنًا، واجبي أن أحضُر دُروسَها لأعلم: هل هي حقًّا سلفيَّة كما يقولون؟ سألت عن الموعد، تبرعت أخت بتوصيلي، ذهبت. شكلها! لا أدري، لا أريد أن أحكم بالمظاهر. لا بأس، فلنستمع. مرَّ نصف ساعة. كلامها ليس مرتَّبًا، صِيغ عباراتِها عامِّية قليلاً. ما معنى عامية قليلاً؟ يعني عامِّية قليلاً، لا تسألْني من فضلك. طريقتُها ليستْ علميَّة. ما معنى ليست علميَّة؟ يعني ليستْ علميَّة أيضًا، قلت لك: لا تسألني؛ أنا أعرف عن أي شيء أتكلَّم. تبدو كأنَّها واعظة. مرّت ساعة، آه، كنت أتوقَّع هذا، حديث ضعيف! هذا ما كان ينقصُنا! رفعت يدي، ابتسمتْ بِهدوء وقالت: ممكن نؤجِّل الأسئلة إلى وقتها؟ قلت -وأنا أبتسِم ابتِسامة الواثق من عِلْمه الغزير-: بالتأكيد. وقت الأسئلة: التفتت إليَّ الأختُ وابتِسامتُها متَّسعة: تفضلي -أختي- هاتي سؤالك. قمتُ وأنا أنتفِش غرورًا -بل أعني: ثقةً-: سؤالي عن حديث، أريد أن أعرف إن كان صحيحًا أم ضعيفًا؟ ذكرتُ الحديث الذي قالته، ابتسمت في هدوء: على حد علمي هو صحيح، لكن ابحث وأخبرك. ابتسمتُ في ثِقة وقلت: نعم ابحثي، فهو ضعيف، ذكره الألباني في الضعيفة. سكتَتِ الدَّاعية وقد اتَّسعت ابتِسامتُها، فشجَّعني هذا على المواصلة: وكان عندي تعليق آخر أيضًا. قالت الدَّاعية: تفضلي. فرحتُ أُسمِّع لها ما كنتُ جَمعتُه من أقوال العُلماء المتعلِّقة بالموضوع. قالت الداعية: ما شاء الله، تبارك الله! ثم أطرقت بِرأسها قليلاً، ظننتُ أنَّها إنَّما أطرقتْ خجَلاً وغيرةً، طبعًا ولِم لا؟! لها أعوام في الدَّعوة. غرُّوها فظنَّتْ أنَّها من أهْل الصَّلاح، والآنَ لقد وضعتُها في حجمِها الطَّبيعي. فأنا سيف الله المسلول على عبادِه؛ لأردَّهم إلى الصَّواب. فقلتُ لَها: يُمكِننا أن نتعاوَن في الدَّعوة. رفعتْ رأْسها وابتسامتُها تشرق وقالت: بالطبع، وأريدُ أن أجلِس معك بعد استِكْمال الإِجابة على الأسئلة. جلستُ على مضض، كنتُ أظنُّها ستُوكل لي أنا الإجابة على الأسئلة، لا بأس. دعنا نَرَ إجاباتِها. جلستُ وكلِّي تحفُّز لأسمع ما ستقول، وكتبتُ كلَّ تعليقاتي الرَّائعة على إجاباتِها. فخَّمتْ حرْف الطَّاء وهي تتكلَّم، قالتْ كلِمة عامِّيَّة، رفَعَتِ المفعول به ثُمَّ صحَّحته. مَا هَكَذَا يَا سَعْدُ تُورَدُ الإِبِل. وهل يصحُّ تصدُّر المبتدئين الذين يَلحنون في القول؟ آه وما هذا؟! تنقل كلامًا عن هذا الشَّيخ الجاهل؟ ألا تعلم أنَّ النَّقْل عنِ المبتدِعة لا يَجوز؟! حسنًا جيِّد، إنَّها ستقابِلُني بعد الدَّرس، فسأنصحُها، وإن لم تستَجِبْ فسأفضحها! سأفضحها، وأخبر النَّاس بِحقيقتِها، فهي مبتدِعة تنقل عنِ المبتدِعين. {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة من الآية:156]، الدُّعاة اليوم صاروا شيئًا مؤْسفًا. بعد انتِهاء الدَّرس ذهبتُ إليْها. كانت تجلس على الأرض في آخر المسجِد، وفي يدِها مرجعٌ وأمامَها عدَّة مراجعَ أُخْرى. قلتُ -وابتِسامتي تُشرق-: السَّلام عليْكم. رفعتْ رأسَها وابتسمت ابتسامة صافية، وردَّت السلام، وقالت لي: اجلسي. جلست. قالت لي: بالنسبة للحديث فـ ... ثُمَّ راحتْ تسرُد أقوال العلماء فيه، وعِلَل مَن ضعَّفه، والرَّدَّ على تلك العِلل، ولماذا اختارتِ التصحيح، بل نقلتْ لي تراجُع الألبانيِّ عن تضعيفِه. الأدهى: أنَّها كانت تتحدَّث بسلاسةٍ وكأنها لا تتحدَّث عن علمٍ من أصْعَبِ العُلوم؛ بل كأنَّها تقرأُ الفاتِحة أو سورة الإخلاص. تستخدِم أسهل العبارات، وتُعيد الشَّرح بعدَّة عبارات تدل على تمكُّن ورسوخ في العلم. فغرتُ فمي، ولم أحرْ جوابًا. سكتتْ ونظرت إليَّ في قلق، وقالت: هل هناك شيء؟ هل أسأتُ الشَّرح؟ هززْتُ رأْسي لأنفض إحْساسي بالضياع، وقلتُ وأنا أتميَّز من الغيْظ: لا أبدًا، شرْحٌ موفق، ثُمَّ اندفعتُ قائلةً، وقد تذكَّرتُ أنَّه لا يزال لديَّ ورقةٌ لم تَحترق: وماذا عن نقْلِك عن هذا الشَّيخ الجاهل الحزبي؟! أليس مبتدعًا؟ كيف تنقلين عن مبتدِع؟ ألَم تقرئي عِلْم الجرْح والتعديل؟! ابتسمت الداعية في حِلْم ثُمَّ أخذت نفسًا طويلاً. قالت الداعية: لماذا رميْتِ الشيخ بالبدعة؟ ابتسمتِ الطَّالبة في استِهْجان: تكفيري حزبي، وليس على المنهج. ابتسمتِ الدَّاعية في لطف وسألتْها: هلا وضَّحت معنى كلماتِك؟ سكتَتِ الطَّالبة لحظة وهي تحاوِل استِجْماع معنى كلماتِها: تكفيري يعني: على منهج الخوارج، حزبي يعني: يشجِّع التحزُّبات التي تَجتمع على منهج غير منْهج أهْل السنة والجماعة، وليس على المنهج يعني: ليس على منهج أهل السنَّة والجماعة طبعًا. قالت الداعية وهي تردِّد كلامي في بُطْء وتنظُر في عيني: إذًا أنت تتَّهمين الشَّيخ بأنَّه من الخوارج، وأنَّه ليس على المنهج، وأنَّه يُحزِّب النَّاس على غير التَّوحيد! سكتتْ لحظة ثم نظرتْ في عينيْها وقالت بِحزم: لكلِّ قولٍ دليلٌ، فما دليلك على هذا؟ هتفتْ طالبة العلم باستنكار: شيوخي قالوا عنه ذلك. قالت الداعية: وهل قول شيوخِك حجَّة بذاتِها؟! يعني: إذا كان هذا الشيخ أستاذًا لفتاةٍ أخرى سواكِ، وقال في شيوخكِ: إنَّهم مبتدعة، هل تقبل الفتاة قوله وترمي شيوخكِ بالابتداع؟! قالت طالبة العلم في استنكار: بالطبع لا. قالت الداعية: لماذا؟ ردت: لأنَّ شيوخي على المنهج، وشيخها ليس على المنهج. قالت وهي تبتسم: وكيف حكمتِ أنَّ شيخَها ليس على المنهج، وأنَّ شيخكِ أنت على المنهج؟ سكتتِ الطَّالبة لحظة ثم اندفعت تقول: لأنَّ هذا الشيخ يكفر، هو من الخوارج. قالت الداعية: هل قرأتِ له كتابًا أو سمعتِ له شريطًا؟ قالت الطالبة: لا. قالت الداعية: هل رأيتِ أحد طلبته ينقل عنه مثل ذلك؟ قالت الطالبة: بل شيخي قال. ضحكت الداعية وقالت: أُختي هل سنعود لهذه الدَّائرة المغلقة؟ العلم: قال الله، قال رسولُه، قال الصحابة، فالعمدة ليس رأْي الشيخ؛ بل العمدة كتاب الله وسنة الرَّسول صلى الله عليه وسلَّم بِفهم الصَّحابة وإلا وقعْنا في البِدع، ثُمَّ هذا قول شيخك وحْدَه وليس قول باقي الشيوخ فيه. قالت الطالبة: مَن قال فيه ليس مبتدِعًا فهو مثله مبتدِع، فمن لم يكفِّر الكافر فهو كافِر، ومن لَم يبدِّع المبتدع فهو مثله بالتأكيد. قالت الداعية: وهل سمعتِ كلام الشيخ الذي تتهمينه؟ قالت الطالبة: لكن أنا أخشى إن سمِعْتُه أن يأسرني منطقُه، وقد نَهانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن مُجالسة أهل البدع؛ حتَّى لا تشربها قلوبُنا. قالت الدَّاعية: لكن هذا هو نفس منطق المشركين، وهو اتِّباع شخص، وظنُّ العصمة فيه، دون تحكيم عقولهم لِمعرفة الصَّواب من الخطأ، وقد تعبَّدنا الله بعقولنا لا بعقول غيرنا. فإن كنتِ مُخلِصةً وأردتِ الاتِّباع، ودعوت الله أن تكوني ممَّن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، فيمكنك أن تسمعي الشيخ وترَي هل هو من أهل البدع فعلاً أم لا؟ طبعًا: أنا لا أتحدَّث عن شيخ ظاهر البدعة يقول: أنا صوفي، أنا شيعي، أنا أتَحدَّث عن شيوخ أهل السنَّة، الذين ينتسبون للسنَّة، ويعظمون السُّنة، ويحبون السنَّة، ويتبرؤون من البدع، فإذا أصبت، فلك أجرانِ، وإن أخطأت، فلك أجر. قالت الطالبة مستنكرة: آه أنتِ من أهل التَّحكيم العقلي، أنتِ من المعتزلة، أيَّتُها المبتدِعة، أنتِ أيضًا لستِ على المنهج. حدَّقت فيها الدَّاعية لحظةً ثُمَّ انفجرت ضاحكة، وقالت: ما هذا يا أختي؟! تقولين: إنَّ عقلك قاصر عن معرفة الحقِّ من الباطل، ثُمَّ ترمينَني بمنتهى السهولة بالبدعة! ألا تعلمين: أنَّ الرَّمْي بالفسق والتبديع كالرَّمي بالكفر، لابدَّ له من استِيفاء شروط وانتِفاء موانع؟! سكتت الطَّالبة. فقالت الداعية: ثُمَّ هذا الشَّيخ الذي تتَّهمينه بالخُروج لا يكفِّر أصلاً تارِكَ الصَّلاة، فإن كان لا يكفِّر تارك الصلاة -وهو خلاف سائغ عند أهل السنة- فهل سيكفِّر بالكبائر؟ قالت: لا، لا، إنَّه يكفِّر الحاكم. نظرت لها في عجب وقالت: وكيف ترَكه الحاكم حرًّا طليقًا يُلْقِي دروسَه وهو يكفِّرُه؟!. قالت: لأنَّه، لأنه لا يعلم. قالت الداعية: الحاكم لا يعلم وأنتِ تعلمين! وكيف عرفتِ؟ قالت: هو صرَّح بذلك مرَّة. ابتسمت الداعية وقالت: صرَّح، إذًا اشتهر عنه، فيعرف الحاكم وأنا وأنتِ، أم أنَّه لم يصرِّح وفهِمَ هذا من كلامِه؟ قالت: الحقيقة لا أعرف، فقد قيل لـ.. قاطعتها بحزم: هذا لا يصحُّ أختي، نحن نتحدَّث عن عالِم لا عن بائع خضار، وإن كان بائع الخضار له حُرْمة الإسلام فالعالم له حُرْمة الإسلام وله حُرْمة العلم، وأنا أظنُّ في الواقع أنَّه اشتبه عليْك أو على مَن سمع جملة من كلام الشيخ، وكان الواجب أن ننظر في كلامِه، ونردَّ المتشابه للمُحْكم من كلامه، ونحمِّل الكلام أحسن معنًى له، لا أن نتحامل على الكلام، ونتعسَّف ونُحمِّله ما لا يُطيق بشبهةٍ وتسرُّع، ورغْبة في إسقاط العالِم لِحسدٍ أو غَيرة أو ما شابه، فإسْقاط العالِم بِهذه الطريقة هو في الواقع مِعْول هدْم للإسْلام. سكتت الطالبة هنيهة، ثم قالت: لقد أصابَنِي صُداع، إنَّ رأْسي يدور، لا أعرف حقًّا من باطل. قالت الداعية: أختي في الله، إياكِ إياكِ وأعراضَ المسلمين، وخاصَّة العلماء؛ فإنَّكِ إن استبحْتِها فقد سقطتِ في فتنة عظيمة، لن تَخرُجي منها على خير. نسأل الله لنا ولكِ العافية. عدت إلى بيتي ورأسي يدور، أين الحق؟ اتَّصلت بمعلِّمتي التي لقَّنتني المنهج، حكيْتُ لَها ما حدث. بادرتْني المعلِّمة: ولِمَ ذهبتِ لها؟ لِماذا لم تسأليني عنها؟! وقع في نفسي: أنَّ هناك شيئًا خطأً، قلتُ بحذر: ولماذا أسألُكِ عنها؟ قالت المعلمة: تسألينَنِي هل هي على المنهج أو لا؟ ثم أردفت في جدية: هي ليْستْ على المنهج طبعًا. قلت في حذَر أكبر: هل تحدَّث فيها أحدُ العُلماء الكبار؟ أطلقت ضحِكة مستَهْجنة وقالت: لا، ليستْ مشهورةً إلى هذا الحد. قلت لها -وألف علامة تعجُّب ترتسِم أمامي-: إذًا كيف قُلْتِ إنَّها ليست على المنهج؟ لقد علَّمتِني: أنَّ حكم الجرح ليس لنا، بل أنتِ تنقلينه عن شيوخٍ أعلام، وليس لنا كطلاب عِلْم أن نَحكم هكذا، أليس كذلك؟! ثُمَّ هل سمعتِها؟ هل تعرفين عنها شيئًا؟ سكتت معلِّمتي لحظة ثم قالت: يبدو أنَّك بدأتِ تتأثَّرين بالمبتدعة، مادامت ليستْ معنا إذًا فهي ليستْ على المنهج، ولا داعيَ أبدًا أن تُخالطي مَن لا تثقين في منهجهم. أنْهيت المكالمة وأنا أشعر برأسي يكاد ينفجر، دخلت النت. قابلتْني إحدى الأخوات على الماسنجر، ودعتْني لِحضور درس فقْه، ما إن بدأ طالب العلم الحديث حتى قطع الدرسَ بعضُ الإخوة، يكتُبون عن شيخ آخر كلامًا شديدًا، فيه سبّ ولعْن وشتائم، نعم، لم أخطئ القِراءة، وليس هذا خطأ طباعي. سبّ ولعْن وشتْم لأحَد الشُّيوخ العلماء الأجلاء. ذهِلت من هوْل الألفاظ، كتبتُ: «ليس المؤمن بلعَّان ولا طعَّان ولا فاحشٍ ولا بَذيء» (حسّنه الترمذي). كان جزائي الطَّرد من الغرفة الصوتيَّة. راسلتُ صديقتي، وكانت تعرف طالب العِلم الذي كان يشرح بالغرفة، بادرتني: لماذا كتبتِ هذا؟ قلتُ في حيرة: كتبتُ ماذا؟ قالت: على أي حال الشيخ -تتحدَّث عن طالب العلم- طلبَ التحدُّث إليْكِ على الخاص. حضر النقاشَ صديقتي وأخت أخرى. بادرني بالسؤال: هل أنتِ سلفيَّة؟ قلت: نعم، ولله الحمد. قال لي: ما رأيكِ في هذا القول، وذكر قول إحدى الفرق المبتدعة؟ قلت له: أظنُّ هذا قولَ الأشاعرة أو المعتزِلة. قال -وصوته يقطر استهزاءً واحتِقارًا-: ما هذا يا أخت؟ مِن المهمِّ جدًّا أن يكون طالبُ العلم ملمًّا بِمسائل العقيدة، إنَّ هذا القول الذي ذكرْتُه لك هو قوْل الكلابيَّة وليس الأشعرية، {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}. ثم بدأ يرثي حالَ النَّاس اليوم. ثم سأل: ما قول أهْل السُّنة في - وذَكر مسألةً دقيقةً منْ مَسائِل الاعتِقاد؟ الحقيقة خشيتُ الإجابة، قلت: لا أدري. سيل من الاستهزاء والسخرية. قال: يا أُخت، لا أقول إنَّكِ مبتدِعة، لكنَّكِ لا تَفقهين شيئًا، فيجب أن تتعلَّمي قبل أن تدَّعي السلفيَّة (هذا الحوار جزء من حوار حدث صدقًا وحقًّا.... وبنفس الطريقة، وما لم أقصّه أعظم مما قصصته). خرجت من النت مذهولةً مِمَّا يَحدث، أهؤلاء الطَّلبة هم مَن أظنُّ أنَّهم على المنهج، {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}. اتَّصلت بي صديقتي التي كانت معي في درس الفقْه، وبَّختْنِي وراحت تَستفيضُ كيف أنَّني غير مهذَّبة، وأنَّني تطاولْتُ على طلبة العلم، و... و... كل هذا يحدث لي لأنِّي كتبتُ حديثَ النَّبيِّ صلى الله عليْه وسلَّم يا أهل المنهج؟! رحتُ أُقارن بين هذا الموقف وموقف الداعية، رد فِعْلِها المهذَّب تِجاه سوء أدبي معها في الدرس، الآن أعترف: نعم سوء أدبي في الدرس، ابتسامتها المُشْرقة لا عن تكلف، علْمها الغزير الذي لم تبخلْ به عليَّ رغم سوء أدبي معها، حِلْمها، حرصها عليَّ، تورُّعها عن ذكْر المسلمين بسوء. عزمتُ على الذَّهاب إليْها في الصباح لأجد من يَحتوي توتُّري وحيرتي، فقد علمت أنَّها هي التي على المنهج، وأنَّهم هم ليسوا على المنهج. ذهبت إلى الدَّاعية في الصباح، استقبلتني بابتسامة مشرقة. الحق أنَّ ابتِسامتها أزالتِ الكثيرَ من توتُّري. قالت لي: تبدين مُرْهَقة. قلتُ لَها في لهفة: جدًّا. ثم لم أتمالكْ نفسي ورحت أقصُّ عليها ما حدث في ليلتي، قصصت عليها ما قالتْه معلمتي، قصصتُ عليها ما فعله طالب العلم الذي كان يشرح على النت، قصصت عليها قسوةَ صديقتي وسوء خلقها، رغم أني لم أخطئ في حقِّ أحد. استمعتْ إليَّ في صبر. كنت أرى الكراهة في وجهها عندما أذكر أحدهم بسوء، وأرى الأسف في عينيْها، وأنا أشكو لها معاناتي. قالت لي: أختي، لقد وقعتِ في فخٍّ من فِخاخ الشيطان، ألا وهو التربُّص بالمسلمين، وانتظار وقوعِهم في السوء؛ لننال من أعراضهم، وهذا منهج خطأ، ليس من منهج أهل السنَّة والجماعة؛ فأهل السنَّة يعلمون الحقَّ، ويرحمون الخلق. قلت لها: كانوا يقولون لي: إنَّ أهل السُّنَّة لابدَّ أن يُظْهِروا عوار من يدَّعي العلم؛ حتى لا تفشو بدْعته. قالت لي: نعم أختي، يظهرون عوار أهل البدع، وليس أهل السنَّة الذين وقعوا في الخطأ، وشتان بين الأمرين، فأهل السنَّة لهم حرمة، وقد ذكر لي شيْخي ذاتَ مرَّة قول أحد السلف: إنَّ الرَّجُل يكون من أهل السنَّة فيقول بقَوْل المرجئة أو المعتزِلة -يعني في مسألة- لا يُخْرِجه ذلك عن كوْنِه من أهل السنة، ابن حجرٍ مثلاً ألم يقع في التأويل؟ هل سمعت أحد معاصريه من الأجلاء يطعن في شخصِه؟ هل ستستسيغين أن يأتيَ اليوم أحدٌ فيقول: إنَّ ابنَ حجر مبتدع وإنَّ عليْنا هجران كتبه؟ لا، فقط نقول: احذر -يا طالب العلم- وأنت تقرأ كُتُب ابن حجَر، فقد وقع في بعْض التَّأويل ونحن نَحسبه على خير. لكن الحلاَّج، هل تجدين أحدًا من عُلماء عصْرِه أو عصْرِنا يُبيح لك النَّظر في كتبه، أو يقول نَحسبه على خير؟! أو يُوازن بين حسناته وسيِّئاته؟! لا، وألف لا، وكذلك مَن كان على شاكلته من المبتدعة وأهل الكفْر، والفرق بيْن ابْنِ حجرٍ والحلاَّج: أنَّ ابْنَ حجر من أهل السُّنَّة لكن زلَّ، أمَّا الحلاَّج فصوفي من أهل وحْدة الوجود. كذلك اليوم من كان من أهل السنة حفِظْنا له حرمةَ انتِمائِه لأهل السنَّة، ومن كان من أهل البدع نظرْنا في المصلحة الرَّاجحة وفعلناها، إن كانت المصلحة في التشهير به، فعلنا، وإن كانتِ المصلحة في عدَم ذكره أصلاً؛ كي لا يشتهر وهو أصلاً مغمور مثلاً، والاكتفاء بالتنبيه على البِدَع - فعلنا. أمَّا التسوية بين أهل البدع وأهل السنَّة الذين زلُّوا، فليس من العدل في شيء؛ قال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة من الآية:8]. وليس من شِيَم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلَّم فقد قال لأصحابه حينما ظنُّوا بالرجُل الذي جُلِدَ في حدِّ الخَمر مرارًا ظنَّ سوء، قال لهم: «لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلاَّ أنَّه يحبُّ الله ورسوله» (رواه البخاري وغيره). وكما رأيت: فإنَّ جلَّ مَن يدخل في هذا المنهج الخطأ، المُخالِف لما كان عليْه السلف الصالح - يُغْلِظ القول حتى يصير هذا الخُلُق الغليظ له عادةً، ووالله هذه سنَّة الله في خلقِه، فلحوم العُلماء مسمومة، والآكِل منها أفسد على نفسه دينَه ودُنياه وقلبَه. فليس هذا طريقَ مَن أراد أن يأتِيَ الله بقلْبٍ سليم، وكما لابد أنَّكِ تعلمين -مادمتِ درستِ في علم الجرح والتَّعديل-: أنَّه لا يتكلَّم في الرِّجال إلا تامُّ العلم تام التقوى. وها أنتِ ترَيْنَ أصاغرَ من طلبة العلم يقَعون في أعراض بعضِهم، وأعراض كبار العُلماء والدعاة، لا نقلاً عن أكابِر العلماء بل قول صادر عن هواهم، ألَم تسمعي عن ابن أبي حاتم وقد دخل عليه رجُل، فقال له: يقول يحيى بن معين: "إنَّا لنسقط أقوامًا -يعني: من الرواية- قد حطُّوا رحالَهم في الجنَّة منذ أكثر من سنين". فسقط الكتاب من يد ابن أبي حاتم وبكى. هل ترين ورَعَهم وخشيتهم؟ هل سمعت أنَّ الشَّيخ الفوزان لمَّا سُئِل مَن هم علماء الجرح والتعديل في هذا العصر، ماذا قال؟ قال: علماء الجرح والتعديل في المقابر، لا يُوجد سند ورواية الآن لنقول إن هناك علماء جرح وتعديل، فبناءً على كلام أهْل هذا المنطق؛ يكون الفوزان مبتدعًا وضالاًّ ومضلاًّ إذًا!. وبالقطْع، نحن نحتاج لبيان حال المبتدعة، بشرط أن ننصف ويكونوا مبتدعة حقًّا، أما الصدور عن الهوى؛ بدعوى الذبِّ عنِ الدين، ورمْي عُلماء السُّنة بالبدع، وتصيُّد الأخطاء، وتَحميل اللفظ فوق ما يَحتمل؛ لإثبات وجهات نظَرٍ شخصيَّة - فليس هذا من المنهج في شيء. نعم أختي، نتحدَّث في أهل البدع لا أهل السنة الذين أخطؤوا في الفقه، أو رفضوا جرْحَ شخص لقول بعض الشيوخ، ولا أهل السنة الذين اجتهدوا في مسائل متَّبعين الدليل، حتَّى لو لم يصيبوا الحقَّ. فهذا ليس جرحًا ولا تعديلاً، هذا سبّ وتشهير. أختي: إنَّ الخَطْب جلل، وإنَّ الأصْل في المسلِم السَّلامة، وإنَّ الوقوع في أعْراض النَّاس ليس سبيل المتقين، وأنصحكِ، تجوَّلي بنظركِ في كتب القُدماء، اقرئي كلامَ ابن تيمية وابن القيم وكل عالم من أعلام السلف. انظري: كيف كان حُسنَ ظنِّهم في بعضهم البعض؟ وكيف كانوا لا يُحمِّلون الكلام فوق ما يَحتمِله؟ وستعلمين إن كان ما يَحدُث بين أصاغر الطَّلبة اليوم من منهجِ أهل السُّنَّة أم لا. كانت تتحدَّث وعبراتي تتساقط، واسوأتاه! كم ضيعتُ من عمري! منقول .. للفائدة
  2. فعلا حببتي دعوة للجنة لفتة جميلة لرؤية جديد عن موضوع الكأس وهذا ما ميز الموضوع بوركتي حبيبتي أوراق منسية ويااااااارب ما تكوني منسية ننتظر منك المزيد ونرجوا لك طيب المقام بيننا
  3. الناس معادن يمكن تزييف ظاهرها ولكن تُميّزها الشدائد فتخرجها على حقيقتها (ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)

    1. عاشق الصداقه

      عاشق الصداقه

      صدقتِ

      الله نسأل الثبات على الحق في كل وقت وحال

  4. وفيت وكفيت عضونا المميز اللهم أصلح قلوبنا وارزقنا الصدق في القول والاخلاص في العمل
  5. سبحان لله اللهم احسن خاتمتنا يا كريم جزيت اعالي الجنان يا العزم 10
  6. بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء يا العزم10 على هذا الموضوع الجد قيم نفع الله بك وبانتضار المزيد من هذا العطاء الجميل هدية ارجو ان تنال اعجابك
  7. النفس لا تطاوع في خير ولا ينكف شرها إلا بالمجاهدة

  8. لا تقل يئست !، فاليأسُ لا يليقُ بقلوب المؤمنين .. فهو جل جلاله القادر المُعطي القائل " هُو عليَّ هين "؛ فعلق كل حياتك بالله وامضِ ولا تيأس

  9. الزوج : هل صليتي العصر ؟ الزوجة : لا الزوج : لماذا ؟؟! الزوجة : جئت من العمل تعبه جدا ونمت قليلا .. الزوج : حسنا .. اذهبي وصلي العصر والمغرب قبـل أن يؤذن العشاء .. في اليوم الثاني .. يغادر الزوج في رحلة عمل .. ولكن بعد عدة ساعات يفترض أن يكون قد وصل لم يتصل أو يرسل لها رسالة بأنه قد وصل بالسلامة .. كما هي العادة عند سفره ! الزوجة تتصل لتطمئن على وصوله بالسلامة .. وﻻ من مجيب .. وتعيد الاتصال ويرن الهاتف وﻻ إجابة ! بدأ القلق يأكل قلبها ! هذه ليست عادته .. تعيد اﻻتصال مرة واثنان وثلاث .. وﻻ من مجيب ! بعد عدة ساعات .. يتصل أخيرا ! الزوجة ترد بلهفه : هل وصلت بالسﻻمة .. الزوج : نعم وصلت .. الحمدلله .. الزوجة : متى وصلت ؟! الزوج : منذ 4 ساعات تقريبا .. الزوجة بغضب : منذ 4 ساعات ؟ ولم تتصل بي ؟؟ الزوج : وصلت تعب جدا ونمت قليلا .. الزوجة : لم تكن دقائق قليلة ستتعبك إن كلمتني .. ثم ألم تسمع رنات الهاتف عندما كنت اتصل ؟؟؟!! الزوج : بلا .. سمعته .. الزوجة : ولم ترد !! لماذا .. ألا تكترث بي ؟؟ الزوج : بلا .. ولكنك بالأمس أيضا لم تكترثي عند سماع الأذان .. نداء الله .. الزوجة "بدموع محبوسة وبعد صمت لم يطل ": نعم .. أنت محق .. أنا آسفة .. الزوج: ليس أنا من علي أن أسامحك .. اطلبي من الله المغفرة وﻻ تعودي إلى ذلك .. فإن جل ما أريد هو أن يجمعنا الله بقصر في الجنة نبدأ به حياة أبدية .. منذ ذلك الحين .. لم تؤخر فريضة واحدة .. الذي يحبك فعلا هو الذي يدفعك إلى الأمام في الطريق إلى الله ، ثم يقف في طريقك ليمنعك من العودة إلى الوراء ..
  10. وقفت في المطبخ لأربع ساعات متواصلة أحضر أشهى الأطباق لزوجي وأبنائي ما بين تحضير وتقطيع وتغسيل. انتهيت وذهبت ﻷصلي وفكرت لماذا في المطبخ أقف كل هذه الساعات ومثلها في الأسواق ولا أستطيع أن أقفها بين يدي رب العالمين في الصلاة؟ لماذا أنقرها نقرا في خمس دقائق وأشعر أني بذلت جهدا كبيرا ؟ لماذا أقتصر على الفرائض بحجة اني متعبة من أعمال المنزل وأترك النوافل؟ هو القلب وما فيه لو كان حبي لربي أكبر لوقفت أطول . (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) [سورة الانشقاق : 6] ● عندما كنت في الشهور الأولى كنت أعاني من الغثيان وكان عذرا لي أن أهجر القرآن لأني مريضة ولا أستطيع التركيز. لكني في مقر العمل حصلت على مكافأة لأدائي المتميز. ترى لماذا ركزت على الوظيفة ولم أركز مع القرآن؟ (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [سورة محمد : 24] ● قيل لي أن قيام الليل له فضل كبير ولكني لا أقوى عليه فأنا إنسانة مرهقة. في نفس الليلة استيقظ ابني مريضا فاستيقظت نشيطة جدا وجريت به للمستشفى بكل نشاط إلى الفجر. عجيب أمري! (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [سورة التوبة : 55] ● أرسلت لي رسالة من صديقتي عن كفالة يتيم شهريا بمبلغ 250 جنيه ، فاعتذرت كيف أضمن أن أتمكن من دفع هذا المبلغ شهريا ربما تستجد لي ظروف مفاجأة ولا أعلم . مع أني أدفع نفس المبلغ شهريا لأبنائي ليلعبوا بها في الألعاب الكهربائية ليعودوا إلى البيت يبكون ويقولوا لم نكتفي من اللعب! (كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) [سورة الفجر : 17] ● هذه السنة لم أصم يوما تنفلا لله فأنا حامل . لكن عجيب لماذا أضربت عن الأكل الاسبوع الماضي بسبب غضبي على زوجي؟! (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) [سورة طه : 124] ● حتى هذا العمر لم يسبق أن زرت الديار المقدسة فأنا في كل عام إما حامل أو مرضعة. اعذروني مشغولة أعد حقيبة السفر لشرق آسيا للسياحة السنوية مع أسرتي!!!! (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) [سورة التوبة : 46] أختى الكريمة .. من عاش علي شئ مات عليه .. ومن مات علي شئ بعث عليه . ‫اللهم إنا نعوذ بك من الغفلة ، ونعوذ بك من موت الفجأة
  11. نعم يا ام رودينا انا مش فهما الكلمة تحديدا *النشارد*
  12. قال الشافعي : إن كنت في الطريق إلى الله فاركض ، وإن صعب عليك فهرول ، وإن تعبت فامشي، وإن لم تستطع كل هذا فسر ولو حبوا ولكن إياك والرجوع

  13. طبعا يا عابدين عودا حميدا وانت نورت بيتك ومنتداك وسعداء بوجودك من جديد ، بس ما تلعنش ا لمشاغل ، هي ظروف الحياة كده وبيحصل معانا كلنا أهم حاجة اننا نلف نلف ونرجع وبالآخر نلاقي القلوب مفتوحة قبل الأبواب ، وما دام المدام عندها اهتمام المطبخ والأكلات اللذيذة فياريت تخليها تفدنا بما لديها من اطباق مرة تانية انت نورت بيتك ومنتداك يا عابدين :rose: :rose:
  14. يصاب ابن ءادم كل يوم و ليلة بثلاثة ابتلاءات، قد لا يتعض بواحدة منها.. الابتلاء الأول : عمره يتناقص كل يوم و اليوم الذي ينقص من عمره لا يهتم له و إذا نقص من ماله شيء اهتم له و المال يعوض.. و العمر لا يعوض.. الابتلاء الثاني: في كل يوم يأكل من رزق الله، إن كان حلالا سئل عنه.. و إن كان حراما عوقب عليه.. ولايدري عاقبة الحساب... الابتلاء الثالث: في كل يوم يدنو من الاخرة قدرا و يبتعد من الدنيا قدرا و رغم ذلك لا يهتم بالاخرة الباقية بقدر اهتمامه بالدنيا الفانية، ولا يدري هل مصيره إلى الجنة العالية أم إلى النار الهاوية. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا إلى النار مصيرنا و اجعل اللهم الجنة هي دارنا و قرارنا.
  15. فعاشر بإنصاف وسامح من اعتدى ولا تلق إلا بالتي هي أحسن الشافعي

  16. كله تمام ، الا النشارد دي ما فهمتهاش انتظر التوضيح وجزاك الله كل خيرا معلومات جد قيمة حبيبتي أم رودينا
  17. جزاكم الله خير الدنيا والآخرة ، ورفعكم بالقرآن ، وحفظكم بالقرآن وجعلكم من اهل القرآن وخاصته ... اللهم آمين
  18. في التعامل مع الآخرين لخصها المولى في جمل ثلاثة ، خذ العفو..وأمر بالمعروف..وأعرض عن الجاهلين

  19. أحسنت وأصبت في اختيار الموضوع الهااام ياام رودينا جزاك الله الفردوس الأعلى ونفع بك
  20. من معاني اسم الجبّار : الذي يجبر أجساد وقلوب عباده .. الذي يمدّهم بمراهم الصحة وضمادات السعادة .. ومسكّنات الأوجاع .. ومضادّات الهموم .. وسنبحر في هذه المقالة سويّاً مع هذا المعنى العظيم .. لهذا الاسم الجليل .. لأنّه سبحانه علم أن كسوراً ستعتري عباده في أبدانهم وقلوبهم وحياتهم .. كسوراً تترك ندوبها على جباههم ، وآثارها على أرواحهم .. لذلك تولّى جبرها برحمته .. وسمّى نفسه بالجبّار .. ليعلم عباده أنّه هو القادر على جبرها فيلتجئون إليه .. انكسارات الحياة عديدة ! حادث تتكسّر فيه العظام ، إهانة تتحطّم منها النفس ، فقر تنحني معه الروح ، مرض تنهار عنده القوى ، عقدة تحاصر الطموح ، رُهاب يخنق عفويّتك ، كُره تتمرّد معه أحاسيسك ، ظروف تجعلك تنكّس رأسك ! وبقدر هذه الانكسارات تتفتّح أبواب السماء بضمادات الرحمة ومجبّرات الودّ ! كم من يتيم تكسّر نفسه نظرة صاحبه المتغطرس .. ولولا الجبّار لانشرخت نفسه للأبد .. وكم من ضعيف صفعته الحياة بيد أحد الأقوياء .. لولا الجبّار لظلّ منحني الرأس طول الحياة .. وكم من فقير أذلّته كلمة قالها أحد الأثرياء .. لولا الجبّار لبقيت تلك الكلمة وصمة يعيّر بها طيلة عمره .. يجبر الكسير .. ويساعد الضعيف .. ويرفع من شأن الصغير .. ويقدّم المتأخر .. تضمّد رحماته جراح النفوس .. التحليليّون من علماء النفس يزعمون أنّ الكبت يولّد العقدة ، والعقدة تترك آثاراً عميقة في النفس ، مما يجعل تلك الآثار تظهر في تصرفات صاحبها وفي انفعالاته .. ويزعمون أن من عانى قسوة الأب فإنّه يتحوّل إلى نسخة شبه مطابقة وكأنّه ينتقم من أبيه في أبنائه ! يزعمون أنّها آثار خالدة في النفس .. من المستحيل أو شبه المستحيل أن تفارق صاحبها .. ومع هذا نعرف نحن أشخاصاً عانوا من قسوة آبائهم ومع ذلك خرجوا غاية في الرحمة .. عانوا من سخرية أقرانهم .. ومع ذلك صاروا متميّزين ناجحين .. عانوا من الأنيميا .. والسل .. وحساسية الصدر .. وكبروا فصاروا أصحاء أقوياء .. أين تلك العقد .. وأين آثار تلك الأمراض ؟ لقد جُبرت .. لقد أخفتها ضمادات الرحمة .. لقد قدّر الجبار أن تختفي .. شُرع لنا أن نقول بين السجدتين : " اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واجبرني .. " ( واجبرني ) وكأننا نتكسّر في اليوم كثيراً فنجتاح أن يجبرنا الله كثيرا .. قبل حوالي ثمانية عشر سنة ماتت ابنة أختي الوحيدة بين يديها ، صرخت صرخة اختناق سمعتها من الغرفة المجاورة ، كانت الصرخة الأخيرة ! ، فدخلتُ على أمّها قبيل الفجر وفي قلبها من الحزن والانكسار ما نمّت عيناها وتنهداتها به .. فدلَلْتها على الدعاء الوارد " اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها" فقالت ذلك الدعاء وصوتها يتهدّج من وقع المصيبة .. فارتفعت كلماتها المنكسرة إلى من يجبر كسر عباده فعوّضها عن ابنتها اليوم ببنين وبنات رزقها الله برّهم وأفضل عليها وعلينا من عطاءاته .. إذا التهبت نفسك .. إذا احترقت أحلامك .. إذا تصدّع بنيان روحك فقل : يا الله .. في العام الفائت التقيت طالباً لديه عُقدة في لسانه ، لا يكاد ينطق بكلمة دون أن يعيدها عدّة مرات ! أمسكته ونصحته أن لا يسجد سجدة لله إلا ويدعو : واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .. التقيته هذه السنة فإذا به كأفصح ما يكون .. سألته _ وقد نسيت نصيحتي _ عن السبب .. فقال : دعاء : واحلل عقدة من لساني ! لقد حلّ الجبار تلك العقدة .. إنّه الجبّار .. ما من أسى إلا وهو رافعه ، وما من مرض إلا وهو شافيه ، وما من بلاء إلا وهو كاشفه .. تتزاحم الآلام في قلب العبد حتى ما يظن أنّ لها كاشفة ، فإذا بالجبّار يجبر ذلك القلب .. وبعد أشهر ينسى العبد كل آلامه وأوجاعه لأن الله لم يذهبها فحسب ..بل جبر المكان الذي حطّمته .. فعاد كأن لم يتهشّم بالأمس .. يجبر القلوب والعظام والنفوس ويداوي الجراح ي !كفكف الدموع سبحانه .. إذا رضّتك الهموم ، وغشيتك الكروب.. فلا تطل البكاء .. سجّادة توجّهها إلى القبلة .. تقضي على تلك الهموم والكروب في لحظات .. جلس بانكسار بعد صلاة المغرب يستغفر الله ، جيبه خاوٍ إلا من ريالات لا تصنع أمام احتياجات الحياة شيئا .. يكاد الناظر إليه من بعيد يدرك مدى الفاقة ، وكميّة الخدوش المتناثرة في نفسه .. ولكن الجبار كان ينظر إليه من أعلى سماواته .. فما كتب عليه تلك الليلة أن ينام إلا وقد سدّ فاقته بما لم يكن يتوقّعه أو يتخيّله .. يحبّك سبحانه مبتسماً ، فيصنع من جميل أقداره ما يعين ثغرك على الافترار .. ويجعل الابتسامة تطرد ملامح الكرب عن وجهك .. إذا رأيت منكسراً فاجبر كسره .. كن أنت الذي يستخدمك الله لجبر الكسور .. لا تنم وجارك جائع ، لا تضحك وأخوك يبكي ، لا تنعم بدفء بيتك وهناك من هدهدت رياح الشتاء أبدانهم الضعيفة .. يقول أحدهم : رأيت عجوزاً تدفع عربة بقرب الحرم مليئة بالحاجيّات ، كانت السنوات قد شقّقت جلدها بما فيه الكفاية .. رأى فيها أمّه .. فبكى كل شيء فيه .. وكان آخر ما بكى عيناه .. أخرج كل ما فيه جيبه ودسّه في يدها ونفسه تكاد تسقط من الحزن على تلك المسكينة .. يقول : لم يدر بخلدي أني أتكرّم عليها .. أو أن الشكور الحميد سيشكرني .. كنت فقط أرتق شرخاً جلبته صورتها المنكسرة في نفسي .. ولم أفلح ! لم يمض ذلك الشهر إلا وأضخم مبلغ يحصل عليه في حياته مودع في حسابه البنكيّ ! لن يدعك الله تجبر كسور الضعفاء ثم لا يشكرك .. فهو الشكور الحميد.. كن بلسماً إن كان دهرك أرقـمـا وحلاوة إن صــــــار غيرك علقما كن النافذة التي يتسلل منها الهواء الشفيف على النفوس التي خنقتها أدخنة الحياة الصعبة .. تخلّق بخلق الجبر .. كن اليد العليا .. يزور النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي المريض .. يكنس عمر بن الخطاب بيت العمياء ويطبخ لها طعامها .. يموت عبد الله بن المبارك فيفقد الفقراء تلك الأرزاق التي كانت توضع عند أبوابهم قبيل الفجر .. فيعلمون بعد موته أنّها منه! يموت أعدى أعداء ابن تيمية فيبشّرونه بذلك ، فيغضب ويذهب مباشرة إلى أهل وأبناء الميّت ويعزيهم ويقول لهم : أنا كوالدكم .. لا تحتاجون شيئاً إلا وأخبرتموني .. كانوا منشغلين بالمهمّة العظيمة .. مهمّة جبر القلوب المنكسرة .. كان الله يستخدمهم لذلك الشرف العظيم .. أخبرني صاحبي وقد كان طالباً في جامعة أم القرى أنّه وفي طريقه إلى الجامعة لقي معتمراً يسأله عن مركز الشرطة ، أخبره صاحبي أنّه مستعجل فموعد مادّة النقد قد شارف على البدء والتي كان الأسبوع القادم هو موعد الاختبار (الصعب ) فيها .. ومع ذلك فقد أركبه ليقرّبه من وجهته .. وفي السيارة أخبره أنه وقبل ثلاثة أيام فقد في الحرم محفظته وجوّاله وجواز سفره وكل ما يثبت شخصيّته .. أصبح مجهول الهويّة ، لا يستطيع الأكل ولا المبيت ولا التواصل مع أحد !! .. قال ذلك المعتمر لصاحبي : لقد تعذبت _ وعند هذه الكلمة بالذات أجهش بالبكاء _ ثلاثة أيام وأنا أشحذ الناس وأنام في الشوارع .. كان منكسراً بدرجة كبيرة .. يقول صاحبي إنّه واساه ، وذكّره بالله ، وقال له : إنّ الله لم يُفقدك هذه الأشياء في الحرم حتى تذل لغيره .. فقط اسجد له واطلبه وسوف يجيبك .. ثم أعطاه ثلاثة وثمانين ريالاً .. هي كل ما وجده في جيبه .. وأنزله وقد رأى ملامح الابتسامة على ثغره .. بعد أسبوعين ظهرت درجة اختبار "مادّة النقد" والذي لم يحلّ فيه أي فقرة لصعوبته ، وقد وطّن نفسه للرسوب فيها لأنه يستحق فيها الصفر ! فإذا بها ثلاث وثمانين درجة من مئة ! نعم .. أشياء كلّما حاولت أن تنكر وجودها .. ظهرت بشكل أوضح وأصرح .. كلما قررت ألا تسمعها صرخت بصوت أكثر إذهالا وإدهاشاً .. إنّه الله يا صاحبي إنه الله لمّا استعمله الله في جبر كسر ذلك المعتمر شكره .. كانت جدران السجن الرماديّة وسوط الجلاد وسنين العذاب ترهق كاهل سيّد قطب .. فينام والكرب واقف عند رأسه .. فيرسل إليه الجبّار رؤيا .. ينفض بها كل تلك الخرافات .. فيستيقظ ولا حقيقة في نفسه إلا الجنّة .. فتشغله الجنّة وذكراها عن تأمّل أوجاع روحه وجسده .. فيكتب رسالته لأخته حميدة " أفراح الروح" ... يكتب عن أفراح الروح والسياط تنقش على ظهره عروق الدماء .. ولكن رؤيا تجعل كل شيء برداً وسلاماً .. فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنّه الركن إن خانتك أركان إذا طرقوا أبواب الملوك .. فاطرق أنت باب الملك الأعظم إذا وقفوا بذل فوق ساحة أمير .. فقف أنت بساحة الإله الأكرم إذا سافروا من مستشفى إلى مستشفى .. فقم بالليل وقل : يالله .. بيده مفاتيح الفرج .. الشفاء له خزينة عظيمة القدر والحجم .. أتعلم أين هي تلك الخزينة ؟ إنها عند الله .. " وما من شيء إلا عندنا خزائنه" السعادة كذلك لها خزينة .. الرضا .. الراحة .. الأمان .. أتترك من بيده ملكوت كل شيء .. وتنصرف إلى عبد لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّا ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا ؟ وإن كان ملكاً أو أميراً أو وزيراً .. كم هو مضحك أن يترك زائر الملك الانشغال بالحديث مع الملك ليدخل إلى حجرة الخادم ويتحدّث إليه .. نحن نفعل ما هو أكثر إضحاكاً من هذا حين نترك مناجاة الملك سبحانه وطلبه ما نريد ونذهب في رحلة علاجيّة إلى واشنطن أو انجلترا ونعود بعد أشهر معنا الخيبة والخسارة وتابوت فيه ميّت ! عش أياما مع الجبّار .. أمرّ هذا الاسم على جروحك .. اجعله البلسم لعذابات روحك .. أيقظ به أزاهير الفرح في نفسك .. اصنع بتأملاتك فيه شمس حياة .. تقضي على مكروبات الخواء الذي كنت تعيشه .. ينزل رسولنا صلى الله عليه وسلم من الطائف محمّلا بقدر عظيم من الحزن والحرقة والانكسار .. بعد أن أدمى صبيان الطائف عقبيه الشريفتين بالحجارة .. يراه ملك الملوك .. ملك الدنيا والآخرة .. يراه حبيبه سبحانه .. يرى قلبه المكتظ بالآهات .. فيرسل جبريل معه ملك الجبال .. لينهي تلك الحُرَق .. يرسله في مهمّة خاصة .. مهمّة تتعلق بدكدكة الجبال الراسية .. فينظر ملك الجبال إلى مكة التي تسبب أهلها في خروجه وتعرّضه لكل تلك الآلام فيقول : أمرني الله أن أمتثل لأمرك يا محمد .. فإن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت .. إذا أراد أن يجبر كسرك .. أهلك مدينة بأكملها لأجلك .. ولكنّ محمداً عليه الصلاة والسلام يستأني بهم ويعفو عنهم .. عندما لذعت السخرية بسياطها الحارقة قلب نوح .. نظر إلى السماء ودعا ربّه : إني مغلوب فانتصر .. ففتح الملك سبحانه أبواب السماء بماء منهمر ..أغرق الكرة الأرضية لأجل نوح عليه السلام .. هل يستطيع غير الله أن يجبر كسور الروح بمثل هذا ؟ بعض الأشخاص يظنون أن من مهماتهم تدميرك .. السخرية بك .. إظهارك بحجم صغير جدّاً أمام رفاقك .. لولا الجبّار لطحنتك مكائدهم .. يدخلون إلى عينيك ويسرقون أجمل أحلامك .. وكلما انتزعوا حُلماً ، خلق الله لك حلما أجمل .. وقد زوّد الجبار حياتنا بمجبّرات ومضمّدات وأدوية .. نعلم بعضها ، ونجهل أكثرها خلقها وأودعها في كونه لأجلك .. حتى تبتسم ، وتعيش حياة كريمة .. حتى تتفرّغ لعبادته .. تلتئم جروحنا عندما نتعاطى الدواء الناجع لها .. وعندما نأكل الطعام الصحّي .. وعندما نشرب الماء النقي .. تصحّ أرواحنا لمّا نرى الابتسامة في أوجه الآخرين .. وحين نشعر بأكفّهم تربت على أكتافنا .. وعندما نسمع الكلمة الطيبة .. نتجاوز عقدنا عندما نصادف قلباً ينبض بحبّنا .. ويدا تمتدّ لمساعدتنا .. وفنجان قهوة نرتشفه بمعيّة من نقدّر .. هناك أشياء تلتئم في داخلنا عندما ننظر للطبيعة الجميلة .. ونسمع خرير الماء .. ونحدّق في العصفور وهو يُطعم فراخه .. الصلاة تردم هوّة اليأس في أرواحنا .. وسبحان ربي العظيم تخلق فرحاً نجد طعمه في ألسنتنا .. وسبحان ربي الأعلى تحلّق بنا حول العرش .. دعوات الوالدة دفء في شتاء الحياة .. وزيارة الصديق متعة في صخب العيش .. وسؤال الجار عنك يلوّن لوحة نفسك الرماديّة .. عصير البرتقال يجبرك على الابتسامة .. وقطعة الحلوى التذاذ خاص .. والحمّام الدافئ شعور بانحسار الأتعاب .. الحياة مليئة بالمجبّرات .. وربنا يريدنا أن نسعد .. أن نبتسم .. أن نحيا حياة جميلة أخيرا : ما الذي يبطّئك عن الله ؟ ما الذي يجعلك تتأخر في الانضمام لركب الأوّاهين الأوابين .. الذين يتغنّون بكلامه في جوف الليل .. شكل الجنين في بطن أمه قريب جدا من شكل الساجد لله ! فكن في حياتك ساجداً كما كنت في بطن أمك .. يكفيك الله رزقك ويجعل أضيق الأماكن أهنأها .. ويحيطك برحمته .. كن ساجداً بقلبك .. وإن رفعت رأسك .. قل بنبضاتك : سبحان ربي الأعلى .. وإن كنت ضاحك الثغر .. اهمس بشرايينك : يا جابر المنكسرين اجبر كسري .. ثم تأمّل في المعجزة وهي تشكّل روحك من جديد .. علي جابر الفيفي
  21. قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله.

    1. عاشق الصداقه

      عاشق الصداقه

      اللهم اجعلنا من خيرة الناس وأعلاهم قدراً عندك يا كريم، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.

       

      جزاكم الله خيراً

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..