اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

دعوه للجنه

Moderators
  • عدد المشاركات

    9,336
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    103

كل منشورات العضو دعوه للجنه

  1. نورتى من جديد...........

  2. م. الشاطر: تمثيل النساء في "الإخوان" أعلى من أي تنظيم أكد المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين ، أن دور المرأة رئيسي وفعَّال ولا يمكن تهميشه، موضحًا أن جماعة الإخوان المسلمين هي التنظيم الأول من حيث نسبة تمثيل النساء. وشدد خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأخوات الأول، ظهر اليوم، على أن المرأة حان وقت انطلاقها الآن بلا قيودٍ إلا القيد الشرعي؛ للمساهمة في نهضة مجتمعها، بدايةً من الدراسات والأبحاث والتخطيط والصياغة، وحتى يتحقق أملنا وهدفنا في النهضة والتنمية. وأضاف: "إنها لحظة تاريخية تستحق الشكر لأن هذا المؤتمر هو الأول للأخوات المسلمات منذ ما يقارب الـ60 عامًا، وقد مضت هذه السنين بحلوها ومرها وتضحياتها ودماء الشهداء فيها، وتحمَّلت الجماعة عبئًا كبيرًا حتى هذه اللحظة، فهنيئًا لنا وهنيئًا لمصر بالحرية التي استرددناها، وندعو الله أن يتم علينا نعمته حتى تسترد الأمة كلها كامل حريتها ونهضتها". وأوضح أن المهمة الأولى والرئيسية الآن هي بناء نهضة الأمة على أساس الإسلام، والتي أوجزها في عدة مراحل، وهي بناء الفرد والبيت والمجتمع والحكومة على المنهج الإسلامي، أما المهمة الثانية فهي بناء تحالفات وائتلافات لتوحيد الجهود والعمل معًا من أجل نهضة بلدنا. وتابع أن المهمة الثالثة تنعكس في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية للمساهمة في بناء النهضة في مصر، مبينًا أن جماعة الإخوان تُدرك أنها ليست ولية على أمر النهضة، ولكنها تتولى من منطلق إحساسها بالمسئولية رسم الفكرة وتوضيحها لبنائها، وهي مسئولية كل فردٍ في المجتمع، مسلم ومسيحي، امرأة ورجل، شاب وشيخ. وأشار إلى أن الفترة القادمة ستمرُّ حتمًا بثلاث مراحل أساسية أولها مرحلة (إعداد وتحديات)، والتي نعيش فيها الآن، من الفراغ السياسي ونعمل فيها لبناء نظام سياسي مستقر، وانتخابات نزيهة، وتداول للسلطة، وسيادة للقانون حتى يكون فيها لكل فردٍ في مصر فرص متكافئة للحصول على قدرٍ مناسبٍ من الحرية والانتعاش والحياة الكريمة. وأضاف أن المرحلة التالية هي مرحلة (الخروج من عنق الزجاجة) وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية وموارد التنمية، والتي تحتاج من الوقت ما يقرب من سنة إلى 3 سنوات، أما المرحلة الثالثة مرحلة (النهضة والتنمية) وتحتاج من الوقت من 20 إلى 30 عامًا، إلى جانب شعب متعاون متكاتف يشعر بالمسئولية بمختلف أطيافه. وأكد أن هدف الجماعة الحالي من عمل المرأة تقوية العمل العام المجتمعي، ورعاية الأسر اقتصاديًّا لرفعها من تحت خط الفقر، ويقصد بالعمل المجتمعي جميع أبعاده "دعويًّا وفكريًّا وتعليميًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا"؛ ولذلك لا بد من التركيز عليه ودعمه والتخطيط له حتى نبني الأسرة الإسلامية المنتجة الناشرة لقيم الخير والسلام، بحيث تكون الأسرة لبنة أساسية في تكوين المجتمع القوي الناجح.
  3. المرشد العام يفتتح المؤتمر الأول للأخوات المسلمات افتتح فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين ، صباح اليوم، المؤتمر العام الأول للأخوات المسلمات بمشاركة أ. جمعة أمين، ود. محمود عزت، وم. خيرت الشاطر، نواب المرشد العام، ود. محمود حسين، الأمين العام للجماعة، ود. محمود غزلان، ود. محيي حامد، عضوي مكتب الإرشاد، والمئات من قيادات الأخوات. وأكد في كلمته الافتتاحية أنه لا يستطيع أحد إنكار دور المرأة في إنجاح الثورة المباركة بنفسها كناشطة وأم وزوجة، وصانعة للأحداث فيها، مشيرًا إلى أن نجاحها سطَّره التاريخ بأحرفٍ من نور، وأنها علَّمت الدنيا كيفية مقاومة الظلم والطغيان، وشاركت الرجل سواءً بسواء. وأضاف أن المرأة تقدَّمت صفوف الثورة من يومها الأول؛ حيث استشهد بعضهن ولم تتراجع عندما استشهد أحد أبنائها ولم يثنها ذلك عن الاستكمال في غمار المعارك الكبرى؛ بل بذلت بمَن تبقَّى لديها من فلذات أكبادها فداءً للثورة. وقال المرشد العام: إنها نعمة كبيرة أن نلتقي في هذه الشهور المباركة، وأن يمن الله على مصر الحبيبة بالتحرر من الظلم والاستبداد، وعودة هواء الحرية من جديد، وانهيار النظام البائد الذي عانت منه مصر، من ويلات وتقزيم دورهم وتراجع مسيرتهم وإهانة هذا الشعب المصري العظيم". وأكد أن المرأة كان يقع عليها العبء الأكبر من توابع هذا الزلزال الذي عانت منه الأمة جميعًا، وتوجَّه بشكرٍ خاص لكل أمهات الشهداء الثورة المباركة، مشيرًا إلى أن عزاءنا الوحيد أن لقوا ربهم ثابتين مستمسكين بالحق، فهم أحياء عن ربهم يرزقون، واستشهد بقول الله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)) (آل عمران). وأوضح أن المرأة حمت الثورة بكل ما تمتلك من جهدٍ ومالٍ وعرقٍ ودم، ودعمت زوجها وشقيقها ولم تتراجع، موضحًا أن الدور المطلوب لنهضة مصر في المرحلة المقبلة أكبر من ذي قبل، وأن البناء يحتاج إلى البذل والعطاء. وأوصى الأخوات بالتحلي بالصبر على ما يتعرضن له من تحديات، مشددًا على ضرورة أن يشاركن الرجال بكل ما يمتلكن من أطروحاتٍ ورؤى، وأن يتقدمن الصفوف لما لهن من دور كبير في نشر المثل العليا وترسيخها في عقول أبنائهن. وأكد أن تنشئة الأبناء على العزة والكرامة ضرورة؛ لأنه لا يختلف عليه رجل ولا امرأة ولا مسلم ولا مسيحي ولا ليبرالي أو إسلامي، "فنهضة مصر مسئولية المرأة والرجل معًا لرسم مستقبلها المشرق والباسم".
  4. شاب لمفتي مصر:"اتق الله واترك هذا الكرسي الذى أضلَّك" فوجئ المصلون بعد خطبة الجمعة أمس التي ألقاها مفتي مصر علي جمعة بمسجد عمرو بن العاص، بشاب فى الثلاثين من عمره يهاجم المفتي ويطالبه بترك منصب الإفتاء "الذى جعله يحيد عن الحق". وأفاد شهود عيان بأن الشاب خاطب مفتي مصر عقب أداء صلاة الجمعة وطالبه بأن يتقيَ الله ويترك منصبه، قائلاً: "اتق الله واترك هذا الكرسي الذي أضلك"، فى إشارة إلى منصب رئاسة دار الإفتاء المصرية. وبرر الشاب مقولته بأنها نصيحة من الواجب أن يقدمها للمفتي. ومن جانبه، وصف المفتى الشاب بـ"قلة الأدب" وأنة "شيطان"، فيما تدخل بعض المصليين لتهدئة الموقف واصطحاب الشاب إلى مكان بعيد وقد دأب مفتي مصر علي جمعة، وهو صوفي ينتمي للطريقة الجعفرية، على إثارة الجدل عن طريق بعض الفتاوى الشاذة، كرأيه حول النقاب والقول ببدعيته وأنه ليس من الدين. كما رصد متابعون لفتاوي علي جمعة تناقضًا كبيرًا في فتاويه قبل تولي منصب الإفتاء وبعد توليه المنصب، مدللين على ذلك برأيه حول النقاب أيضًا وفي مسألة ختان الإناث؛ الأمر الذي فسره بعض المتابعين بأن المفتي راعى توجهات الحكومة في فتاويه بعد تولي منصب الإفتاء. ودأب مفتي مصر كذلك على مهاجمة التيار السلفي الذي يؤكد مراقبون أنه بات الأكثر انتشارًا بين فئات المجتمع المصري، كما اعتاد جمعة في مقابل ذلك الإشادة بالتيار الصوفي الذي ينتمي إليه. وسبق في تصريح له إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، أن اعتبر التيار السلفي، "أقرب ما يكون إلى العلمانية منه إلى الإسلام".
  5. شهادة التاريخ .. الليبرالية المصرية تضييع للأوطان وحرب على الإسلام منذ رحيل الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، وما فتئ الليبراليون عن الحديث عن فوائد الليبرالية للحياة المصرية مبشرين بعصر من الإنجازات والفتوحات إذا أتيح لليبرالية أن تحكم، وكأنها لم تكن جاثمة على قلوبنا من قبل، وبعيدًا عن الأسس النظرية والفكرية لليبرالية والتي تكذب ما يدعونه فإننا في هذا المقال نستنطق التاريخ ليخبرنا عن تجربة ليبرالية خرجت من أيدي واضعي دستور 1923م، لنرى هل حققت هذه التجربة الليبرالية ما نادت به أم أن الأمر لم يعدو كونه ضجيج بلا طحن كما هي العادة دائمًا. والتجربة التي بين أيدينا هي تجربة حزب (الأحرار الدستوريين) والذي قام مؤسسوه بوضع دستور 1923م ثم أنشأوا حزبهم المذكور، ولقد كان لهذا الحزب على قلة شعبيته دور خطير في رسم سياسات مصر إبان الاحتلال البريطاني كما لعب دورًا أبرز في نشر الفكر الليبرالي في البلاد. نحاول في هذا المقال رصد أهم معالم وأفكار حزب الأحرار الدستوريين والتي سوف يتضح لنا بعد ذلك كم هي مشابهة لدعاوى وأفكار الليبراليين المعاصرين، وهو الأمر الذي يتيح لنا قراءة هذه الأفكار والتصدي لها والاستفادة من كتابات المفكرين الإسلاميين وقتها في التعامل مع أصحاب هذا الفكر. الأحرار الدستوريين النشأة والبداية: حزب الأحرار الدستوريين أحد الأحزاب المهمة فى تاريخ السياسة المصرية، هو الحزب الذى وضع أعضاؤه دستور 1923 وهو الدستور الذي لم يعترف بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع بل اكتفى بذكر أن الإسلام دين الدولة([1])، وهو الدستور الذي طالب كثير من الليبراليين بالعودة إليه. ويعتبر البعض حزب الأحرار الدستوريين حزبًا للمثقفين والأعيان[2]، حيث ضم في عضويته عددًا من المثقفين وقتها أمثال أحمد لطفي السيد، ومحمد حسين هيكل، وعلي عبد الرازق، ومحمود عزمي. الليبرالية في ظل المحتل: كان حزب الأحرار الدستوريين ممثلاً للفكر العلماني والليبرالي الذي نجح الاحتلال البريطاني في غرسه بالبلاد، وتعمق الاتجاه الليبرالي في وجدان هؤلاء وخطابهم، في مطلع العشرينيات، بزيادة حدة الموجة التغريبية التي اجتاحت مناحي الحياة المختلفة، وراحت تطيح بكثير مما تعارف عليه المجتمع من قيم وأفكار. وقد استظلت هذه الموجة بغطاء الهيمنة الاستعمارية، التي فرضت نفسها على مصر والمنطقة من حولها[3]. وقد استوحت الليبرالية المصرية الكثير من النموذج التغريبي الجاري على قدم وساق –آنذاك- في تركيا[4]، لقد نظر الليبراليون في مصر بانبهار وإعجاب إلى التجربة العلمانية في تركيا، وظهر جدل فكري هام بين التيارات المختلفة تعقيباً على ما يجري في تركيا. وظهر في الصحافة المصرية آلاف المقالات والتحقيقات حول التجربة الكمالية إعجاباً وتأييداً، أو انتقاداً وتحذيراً، لكن التيار الليبرالي أبدى إعجاباً شديداً بهذه التجربة. وراح الليبراليون يثيرون في مصر نفس القضايا التي كانت تُثار في تركيا، كالخلافة، وتغريب التعليم، والتشريع والثقافة والأدب، والأزياء، والحروف اللاتينية والمطالبة بإلغاء الوقف، وإلغاء الإفتاء، والأخذ بالزواج المدني[5]. مبادئ براقة وواقع كاذب: يردد الليبراليون هذه الأيام مبادئ براقة عن سعيهم لنهضة البلاد ويطرحون برامج يظن من أن يطلع عليهم أنهم جادون في تنفيذها، غير أن الواقع التاريخي لليبراليين في مصر تثبت عكس ذلك، يقول الدكتور أحمد زكريا الشلق في دراسته عن حزب "الأحرار الدستوريين": "أظهرت هذه الدراسة الهوة بين البرامج التى طرحوها وأخذوا على عاتقهم الالتزام بها وبإنجازها وبين الممارسة العملية"، وأكد الشلق أن الحديث عن البرامج والمبادئ الأخاذة عادة أسهل من العمل، "وكم كان يضحى بها على مذبح الولاءات الشخصية وإرضاء الزعامات بنفس القدر الذى كان يغضى فيه عنها طمعا فى كسب «الرضا السامى» أحيانا وثقة «المحتل الحليف» أحيانا أخرى". ولاحظ حديثه عن الرضا السامي أي رضا السلطان، وثقة المحتل الحليف، فهؤلاء الليبراليون مدعو الوطنية والبطولة لم يكونوا سوى عملاء وأتباع للرضا السامي من جهة وللمحتل البريطاني من جهة أخرى، وقد أشار الدكتور عمرو حمزاوي في دراسة له نشرت عام 2007 عن أن الأحزاب العلمانية والليبرالية إلى أن هذه الأحزاب اختارت أن تسير في ركب النظام على أن يصل الإسلاميون إلى الحكم. الليبرالية القديمة واستفتاء الدستور: ومثلما أعرب الليبراليون في مصر عن رفضهم لنتائج استفتاء التعديلات الدستورية وصدرت منهم تصريحات تقلل من شأن المصريين لتأييدهم هذه التعديلات الدستورية، فإن موقفهم هذا لا يختلف عن موقف "الأحرار الدستوريين" في القديم، حيث يقول الدكتور الشلق: إن التناقضات بين ما طرحه الحزب وبين ما أنجزه انعكست بشكل حاد من خلال تعامله مع المسألة الدستورية والحياة النيابية، فقدم رجال الحزب فى البداية دستور عام 1923، واعتبروه خيرًا من لا شىء، ثم اتضحت الهوة التى تفصل بين الإيمان النظرى والموقف العملى، بل والالتزام الحزبى، فتزعزع الإيمان بالدستور، خاصة عندما جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية بموجب هذا الدستور مخيبة لآمال الحزب، حيث أوقعته دائما فى معسكر أحزاب الأقلية مما جاء ترجمانا صادقا لمدى تغلغل الحزب فى صفوف الجماهير. السلطة، لا مصلحة الوطن: ويشير الدكتور الشلق إلى نقطة هامة في تاريخ الفكر العلماني في مصر أنه لم يكن مهتمًا يومًا بمصلحة البلاد والوطن بل كان حريص فقط على السلطة وراغبًا فيها، يقول الشلق: "اتضح لنا أن الرغبة فى السلطة كانت وراء نشاط حزب الأحرار الدستوريين، تدفع حركته، وتفسر كل دوافعه وسلوك أعضائه وعلاقاتهم، ونتيجة لنجاحاته فى بلوغ تلك الرغبة ساهم بشكل كبير فى الصراع السياسي والاجتماعى لمصر المعاصرة". أما موقف الأحرار الدستوريين من الاحتلال البريطاني فقد كان يقوم على التعاون مع المحتل وعدم المشاركة أو تأييد أية أعمال للمقاومة، وقد لمس الجانب البريطاني ذلك لدى قياداته فتعامل معها على هذا الأساس، وكانت النتيجة أن تجاوزت مصر عقودا ثلاثة وهى تتفاوض للحصول على استقلالها. وكان ينتمي لحزب الأحرار الدستوريين عدد من بقايا حزب الأمة الداعي إلى التعاون مع المحتل الإنجليزي ، ولم يكن حزب الأمة بدعاً في ذلك من كثير من الأحزاب الليبرالية في الوطن العربي في تميزها بالتعاون مع المحتل والدعوة إلى الاكتفاء بإصلاح شؤون الشعب عن طريق التعليم أساسًا. الليبرالية وإدعاء الديمقراطية: وكما أن النخبة الليبرالية الحالية ترفض القبول باستفتاء الشعب وتحاول الالتفاف عليه رغم إدعائها الديمقراطية، فإن النخبة الليبرالية القديمة لم تكن تختلف كثيرًا عن هذا، ففي أبريل عام 1925 بارك حزب (الأحرار الدستوريين) إصدار الحكومة قانوناً يحظر على الموظفين الاشتغال بأمور السياسة، رغم ما في ذلك من إقصاء لقطاع عريض من الشعب، ولعل مباركة الليبرالية القديمة لهذا القانون السيئ تشبه محاولة الليبرالية الجديدة إقصاء التيار الإسلامي والشعبي والتقليل من شأنه ولعل ذلك بسبب ضعف شعبيتهم في الشارع المصري قديمًا وحديثًا، والعجيب أن الحزب المذكور هو نفسه الذي قبل مرسوم تقييد حرية الصحافة الذي أصدرته الحكومة. الليبرالية بين حرية الرأي وحرب الإسلام: يدعي الليبراليون أنهم ينادون بالحرية، وعلى رأس تلك الحرية حرية الرأي، وحقيقة الأمر أن حرية الرأي عندهم تنحصر في محاربة الإسلام، مثال ذلك أنه بعد أن نشرت صحيفة السياسة الناطقة بلسان الأحرار الدستوريين مقالات طه حسين عن الشعر الجاهلي والتي تضمنت طعنه في القرآن، انبرى العلماء في الرد عليها، ومن هؤلاء محمد أحمد الغمراوي الذي أرسل برده إلى المجلة، رجاء نشره كما نشرت مقال الدكتور طه حسين فوعدت وسوفت ثم أخلفت. وتعلق مجلة المنار على هذا الموقف فتقول: "هذا يدل على أن السياسة لا تنشر أمثال تلك المقالات الإلحادية من باب حرية النشر الواسعة بل هي لسان حال هؤلاء الملاحدة الإباحيين في هذا الباب، كما أنها لسان حال حزب الأحرار الدستوريين في السياسة، بل ظاهر إطلاقها أنها لسان حال هؤلاء يشمل هذا ولكننا نعرف منهم أفرادًا أولي دين وعسى أن يحملوها على ترك الدعاية الإلحادية أو ينفصلوا من حزبها محتجين". هكذا نرى من خلال هذا العرض المختصر لمواقف حزب (الأحرار الدستوريين) الليبرالي أن الليبرالية المصرية لم تعمل أبدًا لمصلحة الوطن ولا لرفعة الإسلام. <b> <br clear="all"></b> 1- [/url]العجيب أنه حتى هذه المادة التي نصت فقط على أن الإسلام دين الدولة والتي كانت بمثابة مجرد تحية لدين الأغلبية الساحقة من سكان البلاد، هذه المادة رفضها بعض قيادات حزب الأحرار الدستوريين، حيث رفضوا أن يكون للدولة دين، وهو ما يكرره يحيي الجمل الآن!. 2- المثقفون هم المثقفون في كل عصر هي تلك الفئة المنقطعة عن واقع الناس والسائرة في ركب السلطان، أما الأعيان فهم رجال الأعمال، فقد كان هذا الحزب حزبًا للنخبة في ذلك الوقت، وهي ذات النخبة التي تصدع رؤوسنا هذه الأيام بالدستور أولاً) 2- ينظر: جابر الأنصاري، تحولات الفكر والسياسة، ص 112-117. أحمد زكريا الشلق، العلمانية في الفكر المصري الحديث. المجلة التاريخية المصرية (القاهرة)، م30، 31 (1983/1984) ص433-478، ص 447-448. 3- غالي شكري، النهضة والسقوط، ص 171-172. 4- ينظر: أنور الجندي، الفكر العربي المعاصر، ص 7، ص14، ص 1570158، عبد المنعم رمضان، تطور الحركة الوطنية، ص 281-282، والملاحظ أنها نفس القضايا التي تثيرها النخبة الليبرالية في زماننا هذا.
  6. يا سترانا حتى ال فضائيات كده ,, الشربات فى جهينة بس ،، احسن ناس طبعا مبااااااااااااااااارك يانونتى الف ملييييييييييون مبارك ،، عقبال الثانوية العامه ياااااااااارب ........ ========== ربنا يكرمك يا ميادة وان شاء الله نفرح بنتيجتك انتى قريب جدااااااااا ونفرح بكل حاجه حلوة ........ طبعا ان مش جبتش هدايا هنـــــــــا،، ممكن اتعزم ع الغدا أول شارعنا يعنى ونشترى الهدية سوا ا..........
  7. وسطية الإسلام والقاعدة الشرعية الرائعة التي تحكم عبادات الناس وحياتهم هي ما جاءت في كتاب رب العالمين واضحة نقية.. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]. وهذا واضح في كل أحكام الشريعة، ولقد حرص الرسول عليه في كل خطوات حياته، وفي كل كلماته وأفعاله.. يقول رسول الله : "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ ‏‏يُشَادَّ ‏الدِّينَ أَحَدٌ إِلا‏ ‏غَلَبَهُ؛ ‏فَسَدِّدُوا ‏‏وَقَارِبُوا ‏وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا ‏بِالْغَدْوَةِ ‏وَالرَّوْحَةِ ‏وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ"[1]. وقال كذلك: "يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا"[2]. إنه مبدأ واضح في الإسلام، ومخالفته هي مخالفة صريحة للدين، ولا يُعذَرُ المرءُ هنا بحسن نيته، و بعلو همته؛ فإن التشدد منفرٌ، والتعسير يضر أكثر مما ينفع. جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ‏يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ‏فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ ‏تَقَالُّوهَا[3]، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ ‏‏ ‏قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ؟!! قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا؛ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏ ‏إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ‏"أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ: كَذَا وَكَذَا، أَمَا والله إِنِّي ‏لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"[4]. إن هذه القصة لأَصلٌ من أصول هذا الباب في الإسلام.. وفيها بدت الرحمة البالغة لرسول الله بأمته جميعًا.. لقد استغل رسول الله القصة ليضع قاعدة عامة رحيمة تحكم حياة الناس في الإسلام، وهي أن الإسلام دين الوسطية، وأنه لا يطلب من معتنقيه أن يفرِّغُوا حياتهم للصلاة والصيام والتَّبَتُّل والاعتكاف.. بل إنه لِيُثَبِّت هذا المعنى ويُرسِّخه في أذهان الناس سلك مسلكين رائعين.. أما المسلك الأول فهو القدوة.. فهو يقول للناس: إنني -وأنا الرسول المكلف بالتبليغ والتعليم، وأنا القريب من الله - أقوم بما تريدون أنتم أن تُحرِّموه على أنفسكم، فإذا رأى المؤمن ذلك لم يتحرَّج مطلقًا من الإفطار والنوم والزواج لأنه بذلك مقلِّدٌ لرسول الله .. وأما المسلك الثاني فعجيب!! إنه جانب الترهيب والإنذار.. وعجيب هنا أن يُرهِب ويُنذِر مَنْ زَادَ في العبادة، ونشط في التبتل، فقد يقول قائل: إنه قد لا يفرض على الناس عبادات شاقة، ولكنه لا يجب أن يمنع من أراد لنفسه ذلك، ولكن العجيب هنا أن رسول الله -من رحمته المبهرة بالمسلمين- يرفض هذه الزيادة ويندد بها؛ لأنها قد تصبح مسلكًا عامًا بعد ذلك يضر بالعموم، كما أن هؤلاء النفر إذا شددوا على أنفسهم فلا شك أنهم سيضرون بدوائر مهمة محيطة بهم كعائلاتهم وجيرانهم ورَحِمِهم وأعمالهم، وغير ذلك من الدوائر التي تحتاج إلى أن يُفرِّغ لها المسلم أوقاتًا وفكرًا وجهدًا.. من هنا جاء التحذير النبوي الواضح: "فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".. هذا هو الإسلام لمن لا يعرفه.. وهذه هي مناهجه وشرائعه لمن لم يطَّلِع عليها.. يقول ‏سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ[5] رحمه الله: "أَتَيْتُ ‏عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ ‏فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ‏أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ ! ‏قَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم: 4]؟! قُلْتُ: فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَبَتَّلَ. قَالَتْ: لا تَفْعَلْ؛ أَمَا تَقْرَأُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]؟! فَقَدْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏وَقَدْ وُلِدَ لَهُ"[6]. هذا هو الفهم الذي فهمته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو -ولا شك- فهم راقٍ صحيح.. وعند حديثنا عن رحمة النبي في جانب العبادات، وحثِّه على التيسير والتخفيف قدر المستطاع، فإننا نشير إلى أمرين هامين.. أما الأول: فإنه ليس معنى التيسيرِ التفريطَ! إذ لا بد أن يكون التيسير في إطار الشريعة، والفيصل في ذلك هو حياته ، والتي نستطيع بها أن نحكم على الأمر أهو يُسرٌ أم تفريط؟ وأما الأمر الثاني: فهو أن الغرض من حديثنا هذا هو عرض رحمته بالمؤمنين في جانب العبادات، وليس الغرض منه عرض أوجه التيسير التي شرعها الله في كل عبادة، فهذا ليس تشريعًا من رسول الله إنما هو من الله ، والرسول قد نقله إلينا، ومثال ذلك: التيسير في قَصْرِ الصلاة للمسافر، والتيسير في التيمُّم لمن لا يجد الماء، والتيسير في الإفطار للمريض، ونحو ذلك من أمور، فهذه قد شَرَعها الله ، وطبَّقها رسول الله .. [1] البخاري: كتاب الإيمان، باب الدين يُسْرٌ (39)، النسائي (5034)، وابن حبان (351)، والبيهقي في شعب الإيمان (3881). [2] البخاري: كتاب العلم: باب ما كان النبي يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا (69)، ومسلم في الجهاد والسير باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير (1734)، وأبو داود (4835)، وأحمد (19714) وكلاهما بلفظ: بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا، والنسائي في سننه الكبرى (5890). [3] تقالُّوها: رأوها قليلة، وفَسَّروا قِلَّتها بأنه لا يحتاج للكثرة لكونه مغفورَ الذنب.. [4] البخاري: كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (4776)، ومسلم: كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسُه إليه (1401)، والنسائي (3217)، وأحمد (13558). [5] سعد بن هشام بن عامر الأنصاري من الوسطى من التابعين، ابن عم أنس بن مالك، وقُتِلَ بأرض مكران غازيًا. تهذيب الكمال10/307، الثِّقات لابن حبان 4/294. [6] أحمد (24645)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح.
  8. بر الرسول بمن أذاه من قريش على الرغم من روعة المواقف السابقة وعظمتها، فإننا قد نستوعبها ونفهمها.. لكن الذي يصعب استيعابه حقًّا هو بر الرسول بأولئك الذين آذوه واشتدوا في إيذائه؛ فقد يكون مطلوبًا من الإنسانِ الكريمِ الخُلُق أن يتعامل بالعدل مع من اعتدى عليه وظلمه، أما أن يتعامل بالفضل والبر والإحسان، فهذا أمر عجيب حقًّا!! بر الرسول بمن آذاه </h2> إننا كثيرًا ما نقرأ قول رسول الله : «صِلْ مَن قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ»[1]، فنعتقد أن الأمر مقصور على المسلمين، ونحن معذورون في ذلك؛ لأن وصل القاطع، وإعطاء الذي حَرم، والعفو عمن ظلم - أمرٌ صعب، حتى لو كان الفاعل مسلمًا، فما البال لو كان غير مسلم؟! ومع ذلك، فالأمثلة في حياة رسول الله على هذه الشاكلة كثيرة جدًّا، وكلها آيات في سُمُوِّ الأخلاق، وقمة الأدب. ولقد فعل رسول الله ذلك مع الأفراد والجماعات، وفعله مع القبائل والمدن.. فيروي جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما، أن رسول الله قاتل محارب خصفة[2] بنخل، فرأوا من المسلمين غِرَّةً، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: «اللهُ». فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله فقال: «مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟!» قال: كن كخير آخذ. قال: «أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟» قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلَّى سبيله!! قال: فذهب إلى أصحابه[3] قال: قد جئتكم من عند خير الناس»[4]. فهذا رجل أمسك السيف، ووقف به على رأس رسول الله يتهدده بالقتل، ثم نجَّى الله رسوله، وانقلبت الآية، فأصبح السيف في يد رسول الله ، ومع ذلك فالحقد والغلُّ لا يعرفان طريقهما أبدًا إلى قلبه .. إنه يعرض عليه الإسلام، فيرفض الرجل، ولكن يعاهده على عدم قتاله، فيقبل منه رسول الله ببساطة، ويعفو عنه، ويطلقه آمنًا إلى قومه!! بر الرسول مع قريش<h2> ولم يكن رسول الله يكتفي بالعفو والتفضل والبر مع الأفراد دون القبائل والجماعات، بل كان يُطْلِق عفوه هذا على أقوام كُثُر، وعلى مدن عظيمة بها المئات والآلاف ممن اعتدوا عليه، وتمادوا في إيذائه.. إنه رأى من قريش ما لا يوصف من العنت والإيذاء.. آذوه في نفسه، وفي أصحابه.. آذوه جسديًّا ومعنويًّا.. لم يتركوه في مكة ولا في المدينة، وطاردوا أصحابه في كل مكان حتى تابعوهم في الحبشة..!! إنها حرب طويلة مريرة لسنوات طويلة..!! ويأتي يوم أحد لتتفاقم المأساة، ويشتد الخطب، وتعظم المصيبة، ويقتل القرشيون سبعين من خيرة الصحابة، ويمثل القرشيون بأجساد الشهداء -وفي مقدمتهم حمزة t- في مخالفة واضحة لأعراف وقيم الجزيرة العربية، ويتقطع رسول الله ألمًا وهو يرى أجساد أصحابه ممزقة على أرض أحد، ويتربصون به شخصيًّا، ويجرحونه في كل موضع من جسده حتى لا يقوى على القيام في صلاة الظهر فيصلي جالسًا، وتتفجر الدماء من وجهه ، وتُبْذَلُ المحاولات المضنية لوقف النزيف، ويُحَاصَرُ الرسول وبعض أصحابه في الجبل.. إنها لحظة من أشد لحظات حياته شدة وقسوة..!! في هذا الجو من الألم والحزن والضيق، يمسح الدم عن وجهه ويقول: «رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ»[5]!! إنه يعاملهم معاملة الأب الحنون الذي يرى ابنه عاقًّا ومنحرفًا ومؤذيًا له وللمجتمع، فيرفع يده للسماء ليدعو له، لا ليدعو عليه. وتستمر تحديات قريش لرسول الله ، وتتعدد الجولات، وتحرص قريش في يوم الأحزاب على استئصال خضراء المسلمين جميعًا، ولكنها تفشل بعد أن جمعت عشرة آلاف مقاتل من الجزيرة العربية، وتمنع الرسولَ من دخول مكة للعمرة في العام السادس. موقف الرسول في فتح مكة ثم يكون صلح الحديبية، وتنقض قريش العهد، ويذهب رسول الله بجيشه العملاق، ويدخل مكة فاتحًا بعد أكثر من عشرين سنة من الاضطهاد والتعذيب له ولأصحابه، ويجتمع القوم الذين لم يُدركوا قيمة (العظيم) الذي كان يعيش بينهم.. ويتوقع الجميع يومًا داميًا تُعوَّض فيه آلام السنوات السابقة، ويقف المتكبرون من أهل قريش في ذِلَّةٍ وصَغار أمام رسول الله ينتظرون حُكمًا رادعًا بقتلٍ، أو نفي، أو استرقاق.. ويتساءل الرسول العظيم في رقَّةٍ وتلطفٍ وتواضعٍ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تُرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟» قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم. قال: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»[6]!! هكذا..!! دون عتاب ولا لوم ولا تقريع!! إنه لمن أعجب مواقف التاريخ حقًّا!! وليس الموقف عجيبًا بالنسبة لنا فقط، بل كان عجيبًا بالنسبة للصحابة المعاصرين له –رضي الله عنهم أجمعين- أجمعين.. لقد قال سعد بن عبادة t وهو يخاطب أبا سفيان بن حرب زعيم مكة: «يا أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحل الكعبة»[7]. وما ذكره سعد بن عبادة t لا يعدُّ عجيبًا، ولا يعتبر تعدِّيًا منه أو قسوة، فهذا الذي ذكره هو المتوقَّع بعد تلك الرحلة الطويلة من الصدِّ، والإعراض من أهل مكة. لكن كلمة سعد بلغت رسول الله ، فقال: «كَذَبَ سَعْدٌ[8]، وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ»[9]. وفي رواية أنه قال: «الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ، الْيَوْمَ يُعِزُّ اللهُ فِيهِ قُرَيْشًا»[10]. وقد تعجَّب الأنصار –رضي الله عنهم- من هذا البرِّ غير المسبوق، فقال بعضهم لبعض: أمَّا الرجل[11] فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته!! قال أبو هريرة t: وجاء الوحي، وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا، فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله حتى ينقضي الوحي، فلما انقضى الوحي قال رسول الله : «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ». قالوا: لبيك يا رسول الله. قال: «قُلْتُمْ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ؟» قالوا: قد كان ذاك. قال: «كَلاَّ، إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ». فأقبلوا إليه يبكون، ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضنَّ بالله وبرسوله. فقال رسول الله : «إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ»[12]!! إن الموقف أكبر من استيعاب الأنصار –رضي الله عنهم- مع عظم أخلاقهم وحسن سريرتهم، والرسول يعلم أن استيعاب مثل هذا الموقف صعب، فيقول: «إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ»!! ولم يكن هذا الموقف العظيم هو الوحيد في ذلك اليوم المشهود، ولكن كانت هناك مواقف أخرى لعلها أكثر عجبًا، سنأتي لشرحها -إن شاء الله- في المقالات القادمة. [1] رواه أحمد 17488، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. [2] محارب خصفة بن قيس بن غيلان من بطون عدنان. [3] ذكر ابن حجر أن قومه أسلموا. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/428. [4] البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرقاع 3905، ومسلم: كتاب الفضائل، باب توكله على الله تعالى وعصمة الله تعالى له من الناس 843. [5] البخاري: كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب إذا عرَّض الذمي بسب النبي ﷺ ولم يصرح نحو قوله: السام عليكم 6530، ومسلم: كتاب الجهاد والسير: باب غزوة أحد 1792. [6] ابن هشام: السيرة النبوية 2/411، وابن القيم: زاد المعاد 3/356، والسهيلي: الروض الأنف 4/170، وابن كثير: السيرة النبوية 3/570. وانظر: ابن حجر: فتح الباري 8/18، وقال الألباني: سنده ضعيف مرسل. [7] البخاري: كتاب المغازي، باب أين ركز النبي رايته يوم الفتح 4030. [8] يقول الحافظ ابن حجر: كذب؛ أي: أخطأ، وغير إطلاق الكذب على الإخبار بغير ما سيقع، ولو كان قائله بناه على غلبة ظنه وقوة القرينة. انظر: ابن حجر: فتح الباري 8/9. [9] البخاري: كتاب المغازي، باب أين ركز النبي رايته يوم الفتح 4030، ورواه البيهقي في سننه الكبرى 18058. [10] انظر: ابن حجر: فتح الباري 8/9. [11] يقصدون رسولَ الله. [12] مسلم: كتاب الجهاد، باب فتح مكة 1780، وأبو داود 3024 مختصرًا، والنسائي 13561، وأحمد 10961، وابن أبي شيبة 17845.
  9. معاملة الرسول غير المسلمين لقد كانت العلاقة بين الرسول وبين المخالفين له أعلى بكثير من مجرد علاقة سلام ووئام، إنها كانت علاقة «بِرٍّ» بكل معاني الكلمة. ونحن لا نخالف الحقيقة إذا قلنا: إن رسول الله كان يعامل غير المسلمين المحيطين به معاملة الرجل لأهله، فها هو أنس t يروي موقفًا عجيبًا من مواقف رسول الله فيقول: «كان غلام يهودي يخدُم النبي ، فمرض، فأتاه النبي يَعُودُهُ، فقعد عند رأسه فقال له: «أَسْلِمْ» فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطِعْ أبا القاسم. فأسلم، فخرج النبي يقول: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ»[1]. وتدبر جيدًا بعقلك وقلبك! هذا رسول الله يستعمل غلامًا يهوديًّا في الخدمة، ولا يمتنع عن ذلك؛ ليجعل الحياة مع أصحاب الديانات الأخرى في داخل المدينة المنورة حياة طبيعية. ثم يمرض هذا الغلام، فيذهب رسول الله ليعوده في بيته!! إننا يجب أن ندرك -لنعرف قيمة الموقف- أن الرسول هو أعلى سلطة في المدينة المنورة، والغلام اليهودي لا يعدو أن يكون خادمًا، وعلى غير مِلَّة الإسلام! أيحدث في بقعة من بقاع الأرض أن يزور رئيس البلاد خادمًا له إذا مرض، وخاصة إذا كان على غير دينه؟! إننا قد اعتدنا أن نقرأ مثل هذه المواقف عن حبيبنا فلم نعُدْ نحلِّل وندرس، ولكن الوقوف للتدبُّر في مثل هذه الكنوز يعطينا فيضًا هائلاً من الخير والحكمة. ثم إنه لا ينسى وظيفته الأولى في الدنيا وهي البلاغ؛ فيدعوه للإسلام، فيُسلِم الغلام، فيخرج النبي فرحًا بإسلامه، كأنما أسلم أحد أحب أهله إليه. إن هذا هو البرُّ -حقيقةً- في أسمى صوره. موقف أسماء بنت أبي بكر مع أمها وهذه أسماء بنت أبي بكر[2]-رضي الله عنها- تحكي فتقول: قدمت عليَّ أمي[3] وهي مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله ، فاستفتتْ رسول الله فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت عليَّ وهي راغبة، أَفَأَصِلُهَا؟ قال: «نَعَمْ، صِلِيهَا»[4]. ها هو يأمر أسماء بنت أبي بكر –رضي الله عنها- أن تصل أمها المشركة، ومع أن دولة قريش في ذلك الوقت كانت دولة محاربة، ولكنها في عهد مؤقت، فلم يمنع المرأة المشركة من دخول المدينة، ولا دخول بيت أسماء ل ، وهو بيت الزبير بن العوام[5] t، وهو من كبار رجال المدينة، وقد يكون لديه من الأسرار ما لا يجب أن يطَّلع عليه المشركون، ومع ذلك فإن رسول الله لا يَحْرِمُ أمًّا مشركة من زيارة ابنتها المسلمة، ولا يحرم بنتًا مسلمة من بِرِّ أمها المشركة. هكذا بمنتهى التسامح وبأعلى درجات الرضا.. إنه لم يفكر ولم يتردد.. فليس في البرِّ تردُّد!! عمر بن الخطاب يهدي رجلا مشرك </h2> وفي موقف آخر لطيف يرويه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، ويذكر فيه أن عمر بن الخطاب رأى حُلَّة سيراء[6] عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله، لو اشتريتَ هذه فلبستَها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك. فقال رسول الله : «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ». ثم جاءت رسولَ الله منها حُلَلٌ، فأعطى عمر بن الخطاب t منها حُلَّةً، فقال عمر: يا رسول الله، كَسَوْتَنِيهَا وقد قلت في حُلَّة عطارد ما قلت؟! قال رسول الله : «إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا». فكساها عمر بن الخطاب t أخًا بمكة مشركًا[7]!! فعمر t يُهْدِي هذه الحُلة لأحد إخوانه المشركين[8]، ورسول الله لا يعترض، وإقراره -كما هم معلوم- سُنَّة. يقول الإمام النووي -رحمه الله- معلقًا على هذا الموقف: «وفي هذا دليلٌ لجواز صلة الأقارب الكفار، والإحسان إليهم، وجواز الهدية إلى الكفار»[9]. موقف نصارى نجران مع رسول الله بل إن رسول الله فعل ما يَتَعَجَّبُ منه كثير من الناس، وهو السماح لنصارى نجران أن يؤدوا صلواتهم داخل المسجد النبوي!! يقول ابن سيد الناس[10] -رحمه الله- في عيون الأثر: «وقد حانت صلاتهم، فقاموا في مسجد رسول الله يصلون، فقال رسول الله : (دَعُوهُمْ)، فَصَلَّوْا إلى المشرق»[11]. إنهم لا يدخلون المسجد النبوي فقط، بل يصلون فيه، وفي هذا ما لا يخفى على أحد من البرِّ والتسامح. [1] البخاري: كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلَّى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام (1290)، والترمذي (2247)، والنسائي في سننه الكبرى (7500). [2] هي أسماء بنت أبي بكر الصديق، كانت تحت الزبير بن العوام، وكان إسلامها قديمًا بمكة، ثم هاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فوضعته بقباء. وقد توفيت بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 6/12، وابن حجر: الإصابة، الترجمة رقم (10791). [3] هي قُتيلة بنت سعد من بني عامر بن لؤي، امرأة أبي بكر الصديق، وهي أم عبد الله وأسماء. ذكرها ابن الأثير في الصحابيات، وقال: تأخر إسلامها. قدمت إلى المدينة وهي مشركة بعد صلح الحديبية. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 6/242. [4] البخاري: كتاب الهبة وفضلها، باب الهدية للمشركين (2477)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين (1003). [5] هو الزبير بن العوام، يُكنى أبا عبد الله، أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، لم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله. كان أول من سلَّ سيفًا في الإسلام، وقد استشهد t يوم الجمل. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/151، وابن الأثير: أسد الغابة 1/377، وابن حجر: الإصابة، الترجمة رقم (2791). [6] حُلَّة سيراء: من الحرير الخالص، وهي مُحَرَّمة على الرجال. [7] البخاري: كتاب الجمعة، باب يلبس أحسن ما يجد (846)، ومسلم: كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة (2068). [8] عثمان بن عبد حكيم، وهو أخو عمر من أمه، ومُختَلف في إسلامه بعد ذلك. انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/331. [9] النووي: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 14/39. [10] ابن سيد الناس: هو محمد بن أبي عمرو، الإمام أبو الفتح الأندلسي، الشهير بابن سيد الناس (661 - 734هـ)، كان صدوقًا في الحديث حجة فيما ينقله، له بصر نافذ بالفن وخبرة بالرجال وطبقاتهم. من تصانيفه: بشرى اللبيب بذكر الحبيب. انظر: الصفدي: الوافي بالوفيات 1/126، والباباني: هدية العارفين 1/528. [11] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/348.
  10. البر بغير المسلمين منهج إلهي تتوق أحلام العقلاء من الناس أن يتعايشوا في سلام وتفاهم مع المخالفين لهم في العقيدة والجنس والأفكار، وقد تتطور هذه الأحلام والآمال فتطلب احترامًا متبادلاً بين الأطراف المختلفة، أو تطلب عدلاً في التعامل؛ فلا ظلم ولا عدوان. وقد يحلم القليل بما هو أسمى وأرقى، وهو أن يصل التعامل -ولو في موقف من المواقف- إلى درجة الألفة والإحسان؛ فتتبادل الابتسامات -وأحيانًا الهدايا- ويسود جوٌّ من الهدوء والأمان. لكن أن يصبح الإحسان إلى المخالفين، والبرِّ بالمعارضين، قانونًا أصيلاً يُتَّبَعُ في غالب مظاهر الحياة، فهذا ما لا يخطر على بال أحد!! هذا هو الإسلام الذي لا يعرفه كثير من العالمين، بل قد لا يعرفه كثير من المسلمين..!! سنتناول –بحول الله تعالى- هذا البر النبوي بغير المسلمين، وذلك من خلال النقاط التالية: البر بغير المسلمين منهج إلهي بره الرسول بغير المسلمين البر بمن آذاه من غير المسلمين <a name="_Toc156441822"> البر بغير المسلمين منهج إلهي<h2 align="center"></h2> ينبع جمال المنهج الإلهي في البر بغير المسلمين من كونه ليس قانونًا بشريًّا يصطلح الناس على إقراره أو إلغائه، ولكن من كونه قانونًا إلهيًّا سماويًّا، يتعبد المسلمون لربهم بتطبيقه.. يقول تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]. ألا ما أعظمه من إلهٍ! وما أرحمه من ربٍّ! إنه يوصي المؤمنين أن يَبَرُّوا طائفة من البشر رفضت دعوة الله ، وخالفت نبيه، واتبعت منهجًا مخالفًا لما أراده سبحانه!! والمسلمون يتقرَّبون إلى ربهم ببرِّ هؤلاء المخالفين لهم في العقيدة، ما داموا لم يحاربوهم أو يظلموهم!! و{أَنْ تَبَرُّوهُمْ} -كما يقول ابن كثير في تفسيره- أي: تحسنوا إليهم[1]. والبرُّ درجة أعلى من القسط، بدليل أن الله أضاف القسط إليها فقال:{أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}. ولاحظ أن الله جاء بكلمة لا تُستخدم إلا في أعظم صور التعامل وأرقاها، فهي تستخدم في وصف صورة التعامل بين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم، كما يقول رسول الله عندما سُئِل عن أي العمل أحب إلى الله فقال: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا». قال السائل: ثم أيُّ؟ قال: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ»[2]. وقال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92].. ومثال ذلك كثير في القرآن والسنَة، وكلها يشير إلى عظم قيمة «البر». فهذه هي الدرجة التي يريد الله منا أن نتعامل بها مع غير المسلمين في حالة عدم حربهم لنا.. وإذا كان هذا القانون معجزًا في سُمُوِّه ورُقِيِّه، فقد كانت سيرة رسول الله معجزة أيضًا في تطبيق هذا القانون وممارسته. [1] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 4/447. [2] البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل الصلاة على وقتها (504)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال (85).
  11. حين يصبح الشعب هو المشكلة ! في مصر الآن لوثة ترفع شعار الدستور أولاً، معيدة بذلك إنتاج الصخب الذي غرقت فيه البلاد قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية يوم 19 مارس/ آذار الماضي. من ناحية أخرى، فإن تلك اللوثة جاءت كاشفة لعورات الطبقة السياسية في مصر، التي تستميت الآن في الدعوة للانقلاب على نتائج الاستفتاء. (1) لديَّ ملاحظتان على الحملة الراهنة التي تقودها وتؤججها الأصوات العالية بين الطبقة السياسية، إحداهما في الشكل والثانية في الموضوع. فمن حيث الشكل أفهم أنه حين تؤيد التعديلات أغلبية 77٪ من المصوتين فإن ذلك يعني أنه صارت لدينا وثيقة لها حجيتها البالغة، ترسم لنا خريطة طريق لتسليم السلطة إلى المدنيين، ومن ثَمَّ وضع حجر الأساس للمجتمع المدني الذي يتشدق به الجميع ابتداء من الربع الأخير من العام الحالي. وبأي معيار ديمقراطي فإن هذه النتيجة يفترض أن تلزم الـ22٪ من المصوتين الذين اعترضوا على التعديلات، ويستعصي على المرء أن يفهم إصرار تلك الأقلية على عدم الاعتداد بالنتيجة، وسعيها اللحوح منذ إعلانها إلى الالتفاف عليها لإبطال مفعولها. مرة بالتشكيك في وعي الجماهير التي صوتت لصالحها، ومرة بالادعاء بأن الاستفتاء سقط بإصدار الإعلان الدستوري، ومرة ثالثة بالدعوة إلى إجراء استفتاء جديد. بل إن بعض رموز الطبقة السياسيَّة لم يتورعوا عن الطعن في نزاهة اللجنة الموقرة التي أعدت التعديلات، وقالوا في ذلك كلامًا أستحي أن أستعيده؛ لأنه مما لا ينبغي أن يصدر عن أهل المروءة والعفاف. إن الشعب -أي شعب- حين يقول كلمته التي تعبر عن ضميره وقناعته، فإن ذلك لا يعد ممارسة ناجحة للديمقراطية فحسب، وإنما هو ينشئ شرعية ملزمة، ليس لأي سلطة أن تردها أو تعبث بها. ينسحب ذلك على المجلس العسكري، بما يملكه من سلطات استثنائية في المرحلة الانتقالية وفرت له صلاحيات واسعة، منها تعطيل دستور عام 1971م وإصدار الإعلان الدستوري وإصدار التشريعات المختلفة، إذ إن هناك شيئًا واحدًا يلزمه طول الوقت بحيث لا يستطيع الفكاك أو التحلل منه، هو الأحكام التي أيدتها الأغلبية الحاشدة في استفتاء الشعب. ليس ذلك كلامي لكنه شهادة المستشار طارق البشري الفقيه القانوني الذي رأس لجنة تعديلات الدستور، استطرادًا قال في مناقشة حول الموضوع: إن الأحكام التي تم استفتاء الشعب عليها في إنجاز تاريخي يحسب للمجلس العسكري تقيد الإرادة السياسية والتشريعية والدستورية للمجلس ذاته تقييدًا حازمًا، بحيث إن أي قاضٍ موضوعي إذا ما عرض عليه أي قرار أو تشريع صادر عن المجلس، ويكون مضمونه مخالفًا لمقتضى ومضمون التعديلات التي أقرتها الأغلبية، فإنه في هذه الحالة لن يجد مناصًا من الحكم ببطلانه. (2) هذا الوضع يضعنا إزاء مفارقة مثيرة للدهشة. ذلك أن نضال الجماعة الوطنية المصرية ظل يرنو طوال العقود التي خلت لرفع وصاية السلطة على الشعب وتأسيس نظام ديمقراطي يرد للمجتمع اعتباره وكرامته. وحين وقعت الثورة وسقط النظام الذي احتكر الوصاية والولاية، ثم جرى استفتاء الشعب حول بعض التعديلات التي تسمح بوضع أول لبنة في بناء النظام الديمقراطي المنشود، أفزعت النتيجة فريقًا من الجماعة الوطنية؛ لأنها جاءت بغير ما يشتهون. وليس ذلك أسوأ ما في الأمر؛ لأن الأسوأ أن في مقدمة الذين انقلبوا على الإرادة الشعبية نفرًا من الليبراليين واليساريين والناصريين الذين عرفناهم مدافعين عن الديمقراطية ورافضين للوصاية على المجتمع. ثم فوجئنا بأنهم يتهربون من استحقاقات الديمقراطية، ويريدون فرض وصايتهم على الإرادة الشعبية. أما الأشد سوءًا فإن بعضًا من هؤلاء لم يكتفوا باستهجان رأى الأغلبية واحتقاره، ولكنهم لجئوا إلى تسفيه الأغلبية والطعن في نزاهة اللجنة التي أعدت التعديلات، متعللين في ذلك بأنها ضمت أحد عناصر الإخوان المسلمين. كأن بقية أعضاء اللجنة، وهم من أساطين القانون ورجالاته، كانوا إمَّعات. انحصرت مهمتهم في الانصياع لإرادة ذلك الإخواني "الشرير" الذي تحول إلى سُبَّة في وجه اللجنة، وتهمة حسبت على المجلس العسكري لا يزال يغمز بها، رغم أن وزارة العدل هي التي اختارته وليس ذلك المجلس. (3) الانتقال إلى الموضوع، له مقدمة ضرورية من شقين، أحدهما يتعلق بخصوصية وفرادة الثورة المصرية، والثاني يخص العلاقة بين الدستور والمجتمع. ذلك أنه لم يعد خافيًا على أحد أن الثورة المصرية صنعتها الجماهير الحاشدة والغاضبة، ولا تستطيع أية قوة أو جهة أن تدعي أنها هي التي صنعت الثورة، وتلك حالة فريدة في التاريخ العربي المعاصر على الأقل، حيث لا أعرف لها سابقة إلا في السودان عام ١٩٦٤م، حين أرغمت الجماهير ممثلة في الأحزاب والنقابات وطلاب الجامعات الفريق إبراهيم عبود على الاستقالة من رئاسة الجمهورية، وتسليم السلطة لممثلي الشعب، بعد إعلان العصيان المدني في انتفاضة استمرت 20 يومًا. هذه الخصوصية التي تميزت بها الثورة المصرية كان من نتيجتها أنها ولدت جسمًا كبيرًا بغير رأس ولا مشروع للمستقبل واضح المعالم. ولأن أحدًا لا يستطيع أن يدعي أنه "صاحب" الثورة، فليس بوسع أي أحد بالتالي أن يمثلها أو أن يدعي أنه صاحب مشروعها. والجدل والتراشق وغير ذلك مما نشهده من صور الاشتباك أو التنافس ليست سوى محاولات لملء الفراغ المترتب على غياب الرأس والمشروع. العلاقة بين الدستور والمجتمع ملتبسة عند البعض، ممن يرون أن الدستور مجرد فصول ترتب ومواد يحررها أهل الاختصاص لتعبر عن هوية الدولة وقانونها الأساسي. وذلك توصيف غير دقيق؛ لأن الدستور قبل ذلك هو بمنزلة مرآة للواقع الاجتماعي والسياسي. وهذا ليس خبرًا جديدًا، ولكنه مما تعلمناه على أيدي أساتذة القانون الدستوري في كلية الحقوق. وقعت على تحرير لهذه النقطة في الكتاب الذي صدر للمستشار البشري عام 2006م تحت عنوان "مصر بين العصيان والتفكك". إذ تصدى وقتذاك لحملة دعت إلى تعديل دستور 1971م قائلاً: إن الدستور ينظم ما هو قائم ولكنه لا يوجِد أمرًا غير موجود ولا يقضي بذاته على ظاهرة يراد إنهاؤها، ضرب في ذلك مثلاً بدستور 1923م الذي أتاح قدرًا من التداول في السلطة، لا لأنه نظم ذلك فقط، ولكن لأن المجتمع كان فيه تعدد لقوى سياسية واجتماعية متبلورة في تنظيمات وتكوينات مؤسسية، ولم يكن في مكنة أيٍّ من هذه القوى أن تنفي الأخريات في الواقع السياسي الاجتماعي. بكلام آخر فإن التعدد لم يكن معتمدًا فقط على ما أتاحه الدستور، وإنما كان يعتمد على الوجود الواقعي الفعال. وخلص إلى أن مشكلة مصر (خلال عهد مبارك) أننا لا نكاد نجد فيها تكوينًا سياسيًّا اجتماعيًّا ذا إرادة ماضية وذا قدرة على التحريك الفعال المؤثر، ولا نجد من ذلك إلا جهاز الدولة المصري والهيئات التي تتفرع عنه، وهو خاضع لسيطرة إرادة شخصية فردية واحدة، الأمر الذي يشكل أسوأ مناخ لتعديل الدستور، حيث يصبح في هذه الحالة معبرًا عن تلك الإرادة الفردية بأكثر من تعبيره عن أشواق المجتمع وتطلعاته. (4) التجربة المصرية خير شاهد على صحة هذه المقولة. فعورات دستور 1971م ومأساة التعديلات التي أدخلت عليه أعطت رئيس الجمهورية في مصر صلاحيات تجاوزت ما هو ممنوح للولي الفقيه في الدستور الإيراني (مدة ولاية كل منهما مفتوحة، لكن الرئيس في مصر أعطى حق حل البرلمان المنتخب في حين يمتنع ذلك على الولي الفقيه)، ثم لا تنس قصة المادة 76 التي مهدت لتوريث السلطة حين قصرت الترشح للرئاسة على من يختاره الحزب الوطني دون غيره. إن مشكلة المشاكل في مصر الراهنة أن النظام السابق أمات السياسة فيها، وحوّل الأحزاب إلى كيانات هزلية هشة، كانت في حقيقة الأمر مجموعة أصفار لا تقدم ولا تؤخر. وكانت نتيجة ذلك أننا وجدنا أنفسنا بعد الثورة بإزاء فراغ سياسي هائل تحاول مختلف التيارات أن تملأه، حتى صرنا نشهد ميلاد حزب جديد بين الحين والآخر. ولم يتح لنا أن نتعرف على أوزانها الحقيقية. وكل ما حدث أننا انتقلنا من الفراغ السياسي قبل 25 يناير إلى الضجيج السياسي بعد ذلك التاريخ. وهو ما نسمع صداه عاليًا في وسائل الإعلام في حين لا ترى له "طحنًا" أو أثرًا في الشارع. وكانت النتيجة أن أصبح نجوم السياسة ورموزها هم ضيوف الحوارات التلفزيونية، وتحولت السياسة من فعل على الأرض إلى حلقات للثرثرة المسائية. إذا صح ذلك فإنه يثير السؤال التالي: هل هذا هو الواقع الذي نريد للدستور أن يعبر عنه؟ وأليس من الأجدر والأشرف أن يعبر الدستور عن واقع تلوح فيه بوادر الحيوية السياسية، بدلاً من واقع يعاني الفراغ ويملؤه الضجيج التلفزيوني الذي يختلط في ظله الحابل بالنابل والحق بالباطل؟ دخلت في مناقشة مع مثقف بارز من أنصار فكرة الدستور أولاً. فقال: إنه في أية مباراة ينبغي أن تكون القواعد معروفة سلفًا، ولا تستطيع أن تطالب اللاعبين بالنزول إلى الملعب، ثم نقول لهم: إن قواعد اللعبة ستعرفونها فيما بعد. وكان يعني أن الدستور هو الذي يبين قواعد اللعبة السياسية؛ ولذلك فإن البدء بإصداره يعد أمرًا ضروريًّا ومنطقيًّا في عملية بناء النظام الجديد. كان ردِّي أن هذا الكلام منطقي لكنه لا ينطبق على الحالة المصرية؛ لأن فراغ الساحة السياسية والهرج الشديد السائد فيها يدفعاننا إلى تبني مسار آخر يختلف فيه الترتيب، بحيث نحاول تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية، بما يوفر بعض الحيوية للساحة، ثم نشرع بعد ذلك في وضع الدستور. وقلت: إنه في البدايات لم توضع قواعد اللعبة ثم دُعي اللاعبون للنزول إلى الملعب، ولكن الذي حدث أن الناس لعبوا ثم اكتسبوا خبرة وخرجوا بملاحظات مكنتهم من وضع قواعد اللعب. وهذا ما حدث في اللغة، فلم توضع قواعدها أولاً ثم وعى الناس إلى ضبط ألسنتهم وفقًا لها، ولكن الناس انطلقت ألسنتهم بالكلام، ثم وضعوا قواعد للغة بعد ذلك. أضفت أن الوضع الراهن في مصر يجسد مرحلة البدايات الديمقراطية. ولذلك فإن فتح الأبواب لظهور الأحزاب السياسية وتنافس الجميع حول الانتخابات البرلمانية من شأنه أن يخرج البلد من حالة الموات السياسي، كما أنه يمكننا من أن نتعرف على موازين وأحجام القوى السياسية المختلفة. فضلاً عن أنه يوفر لنا لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن كيانًا منتخبًا من قبل الشعب، تم اختيار أعضائه بشفافية وحرية، وأن يوفر هذا الحراك بعضًا من الحيوية للمشهد السياسي، فإنه يوفر في الوقت ذاته مناخًا مواتيًا لانتخاب لجنة وضع الدستور وإنجاح مهمتها. (5) إذا جاز لنا أن نتصارح في تشخيص المشكلة، فسوف نقرر أن عناصر الطبقة السياسية الداعية إلى البدء بإصدار الدستور تولدت لديهم "عقدة" من الاختيار الشعبي منذ أن صدمتهم نتائج الاستفتاء على تعديلات الدستور. فهم لا يريدون أن يغامروا بالخضوع لاختبار الانتخابات خشية أن تتكرر الصدمة، ولا يريدون لمجلس الشعب القادم أن يرشح من جانبه لجنة لوضع الدستور الجديد، ويريدون أن يكبلوا المستقبل بدستور يوضع تحت أعينهم ووفق إرادتهم. وإذا صح ذلك فهو يعني أن "الشعب" صار في نظرهم هو "المشكلة" التي لا يجدون حلاًّ لها سوى بإخضاعه لوصايتهم. ويعني أيضا أنه يراد لنا أن نخرج من وصاية نظام مبارك إلى وصاية بعض عناصر النخبة.. ويا قلبي لا تحزن!
  12. أصبحنا على فظرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين

  13. اللهم آمين ،، بوركت أخى الفاضل ورفع قدرك ان شاء الله,,,, جزاك الله كل خير..
  14. جزاك الله كل خير " موضوع أكثر من متميز ماشاء الله" بارك الله فيك وفى مجهودك وجعله ان شاء الله فى ميزان حسناتك ،، دوما امر على موضوعات حضرتك حتى وان لم اعقب لاننى لا اجد تعقيب بعد كلام حضرتك الكافى لكن فى كل مرة يًغرس بداخلى قيمة غير الأخرى ......... . فبوركت وبورك مجهودك.. ألفت نظر حضرتك فقط الى - ان الفيديو مش شغال - واود تذكير حضرتك ليس اكثر لانك صاحب مكان وبلا شك تعرف جيدا سياسته ولكن كتذكير ولفت نظر ليس الا ان سياسة المنتدى تمنع وجود فيديو تحوى موسيقى او صور نسائية .......... جزاكم الله خيرا أخى ونفع بكم وبانتظار الحلقة القادمة.......
  15. شباب الإخوان بالبحيرة يواجهون أزمة البوتاجاز أسهم الإخوان المسلمون بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة في الحدِّ من أزمة توزيع أسطوانات البوتاجاز على أهالي مدينة دمنهور بأحيائها المختلفة؛ حيث قام شباب الإخوان بتجميع الأنابيب الفارغة ومنح أصحابها كوبونات مقابل الفارغ، على أن يتم التسليم من أقرب مكان، وحددت أماكن للتوزيع كالآتي: بجوار جمعية الإنشاء والتعمير المجاورة لوابور النور بحي أبو الريش، وخلف مسجد الهداية بحي إفلاقة، وأمام مخزن الزيت، وشارع الروضة بحي شبرا. وقال علي نوفل، أحد قيادات الإخوان ووكيل المجلس المحلي لمدينة دمنهور المنتخب 1992م – 1996م وأحد المشرفين على عملية التوزيع: إنه تمَّ الاتصال بالمسئولين عن مشروع توزيع الأنابيب، وتمَّ الاتفاق على استلام سيارة أنابيب الغاز يوميًّا لتوزيعها بشكل منظم على أهالي دمنهور. وأضاف أنه برغم الصعوبات؛ لكن التجربة تسير بشكل جيد، وما زالت مستمرة لخدمة أهالي دمنهور، مشيرًا إلى أن هذه الحملة تساعد بشكل كبير في القضاء على التجار غير الشرعيين، وبيع الأنابيب في السوق السوداء بأسعار تصل لـ30 جنيهًا للأنبوبة الواحدة. وأثنى نوفل على أداء الشرطة والقوات المسلحة، الذين تعاونوا لخدمة أهالي دمنهور.
  16. نشاط خيري مكثف لإخوان المحلة واصلالإخوان المسلمون بمدينة المحلة في محافظة الغربية نشاطهم الخيري في المجال الطبي والمجال الخدمي؛ حيث نظَّم الإخوان المسلمون بقرية العامرية مركز المحلة الكبرى قافلةً طبيةً للعيون بالاشتراك مع مستشفى مغربي، استفاد منها أغلب قرى دائرة صفط تراب، بمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين بمستشفى مغربي للعيون، وتم الكشف على أكثر من 450 حالةً ما بين عمل نظارات وعمليات مياه بيضاء بأسعار مخفضة. وفي المجال الخدمي قام الإخوان المسلمون بشعبة أبو شاهين بالمحلة الكبرى بإطلاق "مشروع اللحوم لمحاربة الغلاء"؛ للمشاركة في رفع المعاناة عن محدودي الدخل، حيث قاموا بذبح عجلٍ وبيع اللحوم بأسعار مخفضة، كما قاموا بتنظيم أكثر من معرض للسلع الغذائية بمختلف شُعب المحلة. وقال ماهر حماد أحد رموز الإخوان بالمحلة لـ(إخوان أون لاين): إن مشروع اللحوم والمعارض لاقى ترحيبًا واسعًا وإقبالاً كبيرًا من المواطنين من أهالي بالمحلة، مضيفًا أن إخوان المحلة يهدفون في الفترة القادمة إلى تنظيم العديد من المعارض الخدمية من الخضراوات والمواد الغذائية المختلفة لتخفيف العبء على المواطنين، خاصةً مع دخول رمضان.
  17. بلاغ للنائب العام من "الشاطر" ضدَّ "العادلي" ورجاله تقدم م. خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، ببلاغ للنائب العام ضدَّ كلٍّ من: حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وحسن عبد الرحمن الرئيس السابق لجهاز مباحث أمن الدولة المنحل، والمقدم محمد عبد الوهاب، والمقدم هشام توفيق، والمقدم عاطف الحسيني أعضاء الجهاز المنحل، مطالبًا بالتحقيق في وقائع اعتقاله عام 1995م، وإحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا، واتهامه بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، وإحالته إلى المحاكمة العسكرية، والتي أصدرت حكمها بحبس الشاطر 5 سنوات ظلمًا وعدوانًا. وأوضح جمال تاج الدين، أمين عام لجنة الحريات بنقابة المحامين، في البلاغ رقم 8800 أنه تمَّ القبض على م. الشاطر مرة أخرى على ذمة القضية 2 لسنة 2007م عسكرية عليا، وصدر ضده حكم ظالم بالسجن 7 سنوات، وقضى فترة سجنه، وكانت عقوبة دون ذنب أو جريمة ارتكبها إلا أنه كان رجلاً كل غايته وما زالت هي رفعة شأن هذا الوطن واستقراره والذود عنه من بطش النظام البائد الفاسد الذي لم يكن يوفر جهدًا للعبث بمقدرات المواطنين ومصائرهم. وأشار إلى أنه تمَّ اعتقال وحبس الشاطر سياسيًّا؛ نظرًا لمساهمته في العمل العام وخدمة المواطنين على الصعيدين العملي والاجتماعي؛ ما أدى إلى حبسه في تلك القضية التي عوقب بشأنها في محاكمة عسكرية بالمخالفة للدستور والقانون، وأن هذا الاعتقال أدَّى إلى ضياع فترة من عمره ومستقبله ومستقبل عائلته في ظلِّ النظام البائد الذي كان هدفه الوحيد هو وأد كل المحاولات لإصلاح هذه البلاد، والزج بكلِّ من يبيح لنفسه أن يقترح أو يعرض أمرًا أو حتى يفكر في رفعة شأن هذا الوطن. وقال: من الثابت أن جهاز أمن الدولة المنحل في النظام البائد كان هو من يمسك بمقاليد الأمور، وكان يترأسه العادلي، وكان بمثابة المطرقة والسندان للنظام المستبد، وكان يقوم بعمليات الاعتقال وتدبير الجرائم ضد كل المواطنين الشرفاء، سواء كانوا أصحاب رأي أو قلم، وإن الدستور نصَّ على أن حرية المواطن حق طبيعي، وأن كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ كرامة الإنسان، ولا يجوز ايذائه بدنيًّا أو معنويًّا، وأن المادة 57 من الدستور تنص على أن أي اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين جريمة لا تسقط بالتقادم. وأكد أنه فوجئ بقوة من مباحث أمن الدولة تدخل منزله عنوة، وقاموا بترويع الأطفال الصغار والنساء، وبعثرة كلِّ محتويات الشقة بل وتدميرها، مع توجيه أبشع الشتائم وأقذع السباب، واصطحبته إلى مقرِّ أمن الدولة وقيدوا حركته، وباشروا مهامهم الوظيفية بالتحقيق معه واستمر هذا يوميًّا، محاولين انتزاع اعترافات بأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولفقوا له اتهامات زورًا وبهتانًا قدمته للمحاكمة العسكرية. وطالب بتنفيذ مواد القانون التي تحظر على أي موظف أو مكلف عمومي، اعتمادًا على وظيفته انتهاك حرمة منزل شخص أو آحاد من الناس بغير رضائه والتي تعاقبه بالحبس واتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية ضدَّ المشكو في حقهم.
  18. وقفات تربوية مع شهر شعبان أيام مضت، وشهور انقضت، ودار التاريخ دورته، فأقبلت الأيام المباركة تبشِّر بقدوم شهر القرآن، وبين يدي هذا القدوم يهلُّ علينا شهر شعبان، مذكرًا جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير، والمسلم يعلم أن شهر شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} [التوبة: 36]. ولكن المسلم يشعر أن لشهر شعبان مذاقًا خاصًّا فيفرح بقدومه ويستبشر به خيرًا، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 57، 58]. ومن هنا كانت تلك الوقفات التربوية مع هذا الشهر الكريم: (1) مكانة شهر شعبان: هو الشهر الذي يتشعب فيه خير كثير؛ من أجل ذلك اختصَّه رسول الله بعبادة تفضِّله على غيره من الشهور، ولذلك يتميز شهر شعبان بأنه شهر الحبيب المصطفى ، فهو الشهر الذي أحبَّه رسول الله ، وفضَّله على غيره من الشهور. فقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان". ووقفتنا التربوية هنا: هل تحب ما أحب رسول الله ؟ وهل تجد في نفسك الشوق لهذا الشهر كما وجده الحبيب؟ وهل تجعل حبك للأشياء مرتبطًا بما يحب رسول الله ؟ هو اختبار عملي في أن تحب ما يحب الله ورسوله "لا يؤمن أحدكم؛ حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به". (2) عرض الأعمال: وهو الشهر الذي فيه تُرفع الأعمال إليه سبحانه وتعالى؛ فقد روى الترمذي والنسائي عن أسامة بن زيد من حديث النبي : "... وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ". ففي هذا الشهر يتكرَّم الله على عباده بتلك المنحة العظيمة؛ منحة عرض الأعمال عليه سبحانه وتعالى، وبالتالي قبوله ما شاء منها. وهنا يجب أن تكون لنا وقفة تربوية؛ فإن شهر شعبان هو الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام، فبم سيُختم عامك؟ ثم ما الحال الذي تحب أن يراك الله عليه وقت رفع الأعمال؟ وبماذا تحب أن يرفع عملك إلى الله؟ هي لحظة حاسمة في تاريخ المرء، يتحدد على أساسها رفع أعمال العام كله إلى المولى -تبارك وتعالى- القائل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. فهل تحب أن يُرفع عملك وأنت في طاعة للمولى وثبات على دينه وفي إخلاص وعمل وجهاد وتضحية؟ أم تقبل أن يُرفع عملك وأنت في سكون وراحة وقعود وضعف همة وقلة بذل وتشكيك في دعوة وطعن في قيادة؟ راجع نفسك أخي الحبيب، وبادر بالأعمال الصالحة قبل رفعها إلى مولاها في شهر رفع الأعمال. (3) الحياء من الله: ففي الحديث السابق بُعْدٌ آخر يجب أن نقف معه وقفةً تربويةً، فالناظر إلى حال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في شعبان، يظهر له أكمل الهدي في العمل القلبي والبدني في شهر شعبان، ويتجسد الحياء من الله ونظره إليه بقوله: ".. وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". ففي الحديث قمة الحياء من الله عند رسول الله بألا يراه الله إلا صائمًا، وهذا هو أهم ما يجب أن يشغلك أخي المسلم، أن تستحي من نظر الله إليك، تستحي من نظره لطاعات قدمتها امتلأت بالتقصير؛ ولذلك قال بعض السلف: (إما أن تصلي صلاة تليق بالله جل جلاله، أو أن تتخذ إلهًا تليق به صلاتك). وتستحي أيضًا من أوقات قضيتها في غير ذكر لله، وتستحي من أعمال لم تخدم بها دينه ودعوته، وتستحي من همم وطاقات وإمكانيات وقدرات لم تستنفذها في نصرة دينه وإعزاز شريعته، وتستحي من قلم وفكر لم تسخره لنشر رسالة الإسلام والرد عنه، وتستحي من أموال ونعم بخلت بها عن دعوة الله، وتستحي من كل ما كتبته الملائكة في صحيفتك من تقاعس وتقصير، وتستحي من كل ما يراه الله في صحيفتك من سوءات وعورات، كل ذلك وغيره يستوجب منك -أخي الحبيب- الحياء من الله والخشية منه. (4) مغفرة الذنوب: فإن شهر شعبان هو شهر المنحة الربانية التي يهبها الله لأمة محمد ؛ فإن لله في أيام دهركم أيامًا وأشهرًا يتفضَّل بها الله على عباده بالطاعات والقربات، ويتكرَّم بها على عباده بما يعدُّه لهم من أثر تلك العبادات، وهو هديةٌ من رب العالمين إلى عباده الصالحين؛ ففيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، عظَّم النبي شأنها في قوله: "يطِّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن". هي فرصة تاريخية لكل مخطئ ومقصر في حق الله ودينه ودعوته وجماعته، وهي فرصة لمحو الأحقاد من القلوب تجاه إخواننا، فلا مكان هنا لمشاحن وحاقد وحسود، وليكن شعارنا جميعًا قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]. قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة. وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو. وهي فرصة لكل من وقع في معصية أو ذنب مهما كان حجمه، هي فرصة لكل من سولت له نفسه التجرؤ على الله بارتكاب معاصيه، هي فرصة لكل مسلم قد وقع في خطأ "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون". هي فرصة إذن لإدراك ما فات، وبدء صفحة جديدة مع الله تكون ممحوة من الذنوب وناصعة البياض بالطاعة. (5) سنة نبوية: شعبان هو شهر الهَدْي النبوي والسنة النبوية في حب الطاعة والعبادة والصيام والقيام؛ فقد روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان". وفي رواية عن النسائي والترمذي، قالت: "ما رأيت النبي في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله". وفي رواية لأبي داود، قالت: "كان أحب الشهور إلى رسول الله أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان". وهذه أم سلمة -رضي الله عنها- تقول: "ما رأيت رسول الله يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان". ومن حديث أنس بن مالك t: "وكان أحب الصوم إليه في شعبان". ولشدة معاهدته للصيام في شعبان قال ابن رجب: (إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور). وقال ابن حجر: (في الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان). وقال الإمام الصنعاني: (وفيه دليل على أنه يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره). وذكر العلماء في تفضيل التطوع بالصيام في شهر شعبان على غيره من الشهور "أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده؛ وذلك يلتحق بصيام رمضان؛ لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض. والوقفة التربوية هنا كم يومًا تنوي صيامه من هذا الشهر اقتداءً بالحبيب صلى الله عليه وسلم. (6) نوافل الطاعات: إذا كان شعبان شهرًا للصوم عند رسول الله ، فهو شهر لنوافل الطاعات كلها، ينطلق فيه المسلم من حديث: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه". ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان؛ فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن والصدقة، فهو ميدان للمسابقة في الخيرات والمبادرة للطاعات قبل مجيء شهر الفرقان، فأروا الله فيه من أنفسكم خيرًا. (7) السقي السقي: نعم هو شهر السقي والتعهد والتفقد لما قام به المسلم في سابق أيامه؛ حتى يجني الحصاد بعده، قال أبو بكر البلخي: (شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع). وقال أيضًا: (مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر). ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان، فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟! ولذلك كان تسابق السلف الصالح على هذا الأمر واضحًا، قال سلمة بن كهيل: كان يُقال: شهر شعبان شهر القُرَّاء. وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء. وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرَّغ لقراءة القرآن. فأدرك زرعك -أخي الحبيب- في شهر شعبان، وتعهده بالسقي وتفقده ألاَّ يصاب بالجفاف. (8) غفلة بشرية: شهر شعبان هو الشهر الذي يغفل الناس عن العبادة فيه؛ نظرًا لوقوعه بين شهرين عظيمين؛ هما: رجب الحرام ورمضان المعظم، وفيه قال الحبيب: "ذلك شهر يغفل عنه الناس". وقد انقسم الناس بسبب ذلك إلى صنفين: صنف انصرف إلى شهر رجب بالعبادة والطاعة والصيام والصدقات، وغالى البعض وبالغ في تعبده في رجب؛ حتى أحدثوا فيه من البدع والخرافات ما جعلهم يعظمونه أكثر من شعبان. والصنف الآخر لا يعرفون العبادة إلا في رمضان، ولا يقبلون على الطاعة إلا في رمضان، فأصبح شعبان مغفولاً عنه من الناس، واشتغل الناس بشهري رجب ورمضان عن شهر شعبان، فصار مغفولاً عنه؛ ولذلك قال أهل العلم: هذا الحديث فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عزَّ وجلَّ، وقد كان بعض السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة غفلة. فهي دعوة لوقفة مع النفس، هل صرنا من الغافلين عن شهر شعبان وفضله؟ وهل أدركتنا الغفلة بمعناها المطلق؟ هي وقفة تربوية نقيم فيها أنفسنا ومدى تملك الغفلة منا، ونعرض فيها أنفسنا على قوله تعالى: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]، وقوله تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الغَافِلِينَ} [الأعراف: 205]، وقوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]. سلَّمنا الله وإياكم من الغفلة ومضارها، وجعلنا وإياكم من أهل طاعته على الدوام. (9) اطرقوا أبواب الجنان: فإن شهر شعبان بمنزلة البوابة التي تدخلنا إلى شهر رمضان؛ ولأن رمضان هو شهر تفتح فيه أبواب الجنة، كما أخبرنا الحبيب بقوله: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" (البخاري). فأين المشمرون عن السواعد؟! أين المشتاقون إلى لقاء الله؟! أين المشتاقون إلى الجنة؟! ها هي الجنة تنادي أنا أصبحت عند أبوابكم؛ ففي شهر شعبان مجال طرق الأبواب، بكل وسائل الطرق المتاحة، فاطرقوا أبواب الجنان بالتوبة والاستغفار والإنابة إلى الله واللجوء إليه، واطرقوا أبواب الجنان بالتضرع والوقوف على أعتاب بابه مرددين: (لن نترك بابك حتى تغفر لنا). واطرقوا أبواب الجنان بالصيام والقيام والصلاة بالليل والناس نيام، واطرقوا أبواب الجنان بالطاعات والقربات وبالإلحاح في الدعاء؛ فإن أبا الدرداء كان يقول: (جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له). هي دعوة للتحفز والاستعداد والتهيؤ بالوقوف على العتبات والأعتاب؛ لعله يفتح عن قريب فترى نور الله القادم من شهر القرآن. (10) دورة تأهيلية لرمضان: شهر شعبان هو شهر التدريب والتأهيل التربوي والرباني؛ يقبل عليه المسلم ليكون مؤهلاً للطاعة في رمضان، فيقرأ في شهر شعبان كل ما يخص شهر رمضان ووسائل اغتنامه، ويجهِّز برنامجه في رمضان، ويجدول مهامه الخيرية، فيجعل من شهر شعبان دورة تأهيلية لرمضان، فيحرص فيها على الإكثار من قراءة القرآن والصوم وسائر العبادات. ويجعل هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمنزلة دفعة قوية وحركة تأهيلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان، فهو دورة تأهيلية لصيام رمضان؛ حتى لا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرَّن على الصيام واعتاده، ووجد في صيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذَّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، وحتى يتحقَّق هذا الأمر؛ فهذا برنامج تأهيلي تربوي يقوم به المسلم في شهر شعبان استعدادًا لشهر رمضان المبارك: أ- التهيئة الإيمانية التعبدية: - التوبة الصادقة أولاً، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي وترك المنكرات، والإقبال على الله، وفتح صفحة جديدة بيضاء نقية. - الإكثار من الدعاء (اللهم بلغنا رمضان)؛ فهو من أقوى صور الإعانة على التهيئة الإيمانية والروحية. - الإكثار من الصوم في شعبان؛ تربيةً للنفس واستعدادًا للقدوم المبارك، ويفضَّل أن يكون الصوم على إحدى صورتين: إما صوم النصف الأول من شعبان كاملاً، وإما صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع مع صوم الأيام البيض. - العيش في رحاب القرآن الكريم، والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في رمضان؛ وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة في شعبان لأكثر من جزء في اليوم والليلة، مع وجود جلسات تدبُّر ومعايشة القرآن. - تذوَّق حلاوة قيام الليل من الآن بقيام ركعتين كل ليلة بعد صلاة العشاء، وتذوَّق حلاوة التهجد والمناجاة في وقت السحَر بصلاة ركعتين قبل الفجر مرةً واحدةً في الأسبوع على الأقل. - تذوَّق حلاوة الذكر، وارتع في "رياض الجنة" على الأرض، ولا تنسَ المأثورات صباحًا ومساءً، وأذكار اليوم والليلة، وذكر الله على كل حال. ب- التهيئة العلمية: - قراءة أحكام وفقه الصيام كاملاً (الحد الأدنى من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق)، ومعرفة تفاصيل كل ما يتعلق بالصوم، ومعرفة وظائف شهر رمضان، وأسرار الصيام (من كتاب إحياء علوم الدين)، وقراءة تفسير آيات الصيام (من الظلال وابن كثير). - قراءة بعض كتب الرقائق التي تعين على تهيئة النفس (زاد على الطريق، المطويات الجديدة التي تَصدر قُبيل رمضان من كل عام). - الاستماع إلى أشرطة محاضرات العلماء حول استقبال رمضان، والاستعداد له، ومنها شريط روحانية صائم للشيخ الدويش، وغيره من العلماء. - مراجعة ما تم حِفْظُه من القرآن الكريم؛ استعدادًا للصلاة في رمضان، سواءٌ كنت إمامًا أو منفردًا، والاستماع إلى شرائط قراءات صلاة التراويح، مع دعاء ختم القرآن. ج- التهيئة الدعوية: - إعداد وتجهيز بعض الخواطر والدروس والمحاضرات والخطب الرمضانية والمواعظ والرقائق الإيمانية والتربوية للقيام بواجب الدعوة إلى الله خلال الشهر الكريم. - حضور مجالس العلم والدروس المسجدية المقامة حاليًا؛ استعدادًا لرمضان والمشاركة فيها، حضورًا وإلقاءً. - العمل على تهيئة الآخرين من خلال مكان الوجود -سواءٌ في العمل أو في الدراسة- بكلمات قصيرة ترغِّبهم بها في طاعة الله. - إعداد هدية رمضان من الآن لتقديمها للناس دعوةً وتأليفًا للقلوب، وتحبيبًا في طاعة الله والإقبال عليه؛ بحيث تشمل بعضًا مما يلي (شريط كاسيت- مطوية- كتيب- ملصق... إلخ). - إعداد مجلة رمضان بالعمارة السكنية التي تسكن بها؛ بحيث تتناول كيفية استقبال رمضان. - الإعداد والتجهيز لعمل مسابقة حفظ القرآن في مكان الوجود. د- التهيئة الأسرية: - تهيئة مَن في البيت من زوجة وأولاد لهذا الشهر الكريم، وكيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم، ووضع برنامج لذلك. - الاستفادة من كتاب (بيوتنا في رمضان)، وكتيب (الأسرة المسلمة في شهر القرآن). - ممارسة بعضٍ من التهيئة الإيمانية السابقة مع الأسرة. - عقد لقاء إيماني مع الأسرة يكون يوميًّا بقدر المستطاع. هـ- تهيئة العزيمة بالعزم على: - فتح صفحة جديدة مع الله. - جعل أيام رمضان غير أيامنا العادية. - عمارة بيوت الله، وشهود الصلوات كلها في جماعة، وإحياء ما مات من سنن العبادات، مثل (المكث في المسجد بعد الفجر حتى شروق الشمس، المبادرة إلى الصفوف الأولى وقبل الأذان بنية الاعتكاف.. إلخ). - نظافة الصوم مما يمكن أن يلحق به من اللغو والرفث. - سلامة الصدر. - العمل الصالح في رمضان، واستحضار أكثر من نية من الآن، ومن تلك النيات: (نية التوبة إلى الله، نية فتح صفحة جديدة مع الله، نية تصحيح السلوك وتقويم الأخلاق، نية الصوم الخالص لله، نية ختم القرآن أكثر من مرة، نية قيام الليل والتهجد، نية الإكثار من النوافل، نية طلب العلم، نية نشر الدعوة بين الناس، نية السعي إلى قضاء حوائج الناس، نية العمل لدين الله ونصرته، نية العمرة، نية الجهاد بالمال... إلخ). ذ- التهيئة الجهادية: وهي تحقيق معنى "مجاهدًا لنفسه"؛ وذلك من خلال: - منع النفس من بعض ما ترغب فيه من ترف العيش، والزهد في الدنيا وما عند الناس، وعدم التورط في الكماليات من مأكل ومشرب وملبس، كما يفعل العامة عند قدوم رمضان. - التدريب على جهاد اللسان فلا يرفث، وجهاد البطن فلا يستذل، وجهاد الشهوة فلا تتحكم، وجهاد النفس فلا تطغى، وجهاد الشيطان فلا يمرح، ويُرجع في ذلك إلى كتيب (رمضان جهاد حتى النصر) لـ"خالد أبو شادي". - حَمْلُ النفس على أن تعيش حياة المجاهدين، وتدريبها على قوة التحمُّل والصبر على المشاقِّ، من خلال التربية الجهادية المعهودة. - ورد محاسبة يومي على بنود التهيئة الرمضانية.
  19. الدكتور راغب السرجاني يطالب بقطع العلاقات مع إيران وسوريا أكد فضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني المشرف العام على موقع قصة الإسلام في خطبة الجمعة "لبيك سوريا" اليوم 01/07/2011م في مسجد الكوثر بزهراء المعادي على مطالبته الحكومة المصرية برئاسة الدكتور عصام شرف بضرورة قطع العلاقات مع إيران وسوريا والضغط على الحكومة السورية لترضخ لمطالب شعبها. كما أكد فضيلة الدكتور راغب السرجاني في خطبته لبيك سوريا على مباركته للثورة السورية كما يرجو الشعب السوري أن يستمر في ثورته إلى النهاية ويبشر بقرب النصر. وأشار فضيلته إلى أن الثورة السورية تعد أكثر الثورات العربية شرعية؛ وذلك لأنها ليست ثورة على ظالمين فحسب إنما على نظام نصيري لا ينتسب للإسلام أصلاً. وفي تصريح خاص لموقع قصة الإسلام أكد الدكتور راغب السرجاني على شعوره بأن خطبة اليوم الجمعة "لبيك سوريا" تعد واحدة من أفضل خطبه ومحاضراته قاطبة, ولعل السبب في ذلك أنها خرجت من قلب محترق مكلوم يعشق سوريا والسوريين ولا يستطيع أن يفعل شيئا!
  20. بيان من د. راغب السرجاني حول أحداث التحرير أعرب الدكتور راغب السرجاني عن بالغ أسفه للأحداث التي شهدها ميدان التحرير في الأيام الماضية، وذكر أن كل من شاهدها من المخلصين في مشارق الأرض ومغاربها ألمَّه ألم كبير من هذه الأحداث. وأوضح فضيلته أن الثورات لا تنتهي مشاكلها في غضون أيام، بل قد تمتد شهورًا وسنوات إنْ لم يحسن التعامل مع الحدث والحكمة في القضايا المختلفة. وبيَّن الدكتور راغب السرجاني أن رموز الفساد كثيرة وخاصة فلول الوطني، وأن الذين لا يريدون الاستقرار في مصر كثيرون وبشكل كبير؛ لذلك يجب التعامل مع الأمور بحكمة وبعمق نظرة؛ لنصل بمصر وشعب مصر إلى ما نطمح له من الرقي والازدهار. جاء ذلك في بيانٍ أصدره الدكتور راغب السرجاني تعقيبًا على الأحداث الجارية في مصر، وبالأخص أحداث ميدان التحرير الأخيرة. وأوضح فضيلته أن ما تمر به مصر من أحداث الفتنة الطائفية والأحداث المتعاقبة في كل أنحاء مصر تحتاج إلى منظومة قوية منتخبة من الشعب المصري، وهذا كله يحتاج إلى ضبط نفس كبير للوصول إلى صندوق الانتخابات. واستنكر الدكتور السرجاني الاعتصامات المتكررة والإضرابات المتكررة وخاصة الفئوية منها، والموجَّهة كذلك إلى الحكومة، وبيَّن فضيلته أن تلك الحكومة حكومة مؤقتة، لن تستطيع أن تحقق الكثير من المنافع للشعب المصري في هذا الوقت المحدود. وأشار فضيلته إلى أن المطالبة بالحقوق أمر مهم جدًّا، ولكن الأهم من كل ذلك هو استقرار مصر إلى حين تكوين حكومة منتخبة تلبي كل احتياجات المواطن المصري. وأضاف الدكتور راغب أن السبيل للخروج من هذه الأزمة أمران.. الأول: هو سرعة التحقيق في ملابسات هذه الأحداث؛ فالتباطؤ الشديد يعطي الفرصة لفلول الوطني وغيرهم ممن يريدون زعزعة الاستقرار في مصر. والثاني: هو سرعة محاكمة كل رموز الفساد وخاصة من تورط بالفعل وثبتت إدانته، وكذلك سرعة التحقيق مع قتلة الشهداء ومَن أمر بإطلاق النار على المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير وما بعدها؛ فسرعة التحقيق وإخراج أحكام عادلة من شأنها أن تهدِّئ الشعب المصري. كما طالب فضيلته بسرعة صرف التعويضات المستحقة لأسر الشهداء، وتنفيذ الوعود التي أعطتها الحكومة لهم، والذي من شأنها أن تهدئ من الشعب المصري كذلك. وفي خطاب إلى الشرطة ذكر الدكتور السرجاني أن التعامل المفرط من قوات الأمن مع المتظاهرين لن يؤدي إلا إلى نتائج سلبية بهذا البلد والإخلال بالبلد أكثر، داعيًا الشرطة إلى أن تتحلى بكظم الغيظ وتحمُّل الصعاب وما قد ينالونه من الشعب، خاصة أن الشعب قد عانى الكثير على مدار العقود الماضية. وفي النهاية أهاب فضيلته بكل قوى الشعب أن تتوحد جهودها نحو خدمة الوطن، وأن تكون مصلحة الشعب والوطن فوق المصلحة الشخصية؛ حتى تخرج مصر إلى برِّ الأمان والاستقرار. كتب الله لمصر وشعبها الأمن والأمان. http://www.youtube.com/watch?v=O5yxtYtjouM&feature=player_embedded
  21. بس ده كتييييييييير بصراحة ،، حضرتك هتاجوب مثلا بشكل مبسط هنا يعنى مثلا بتدليل واحد او 2 ولا احنا نجاوب وحضرتك تراجع ؟؟ ================== انا عندى ان شاء الله بعد 15 يوم امتحانات والمفترض ان ابدأ اذاكر كتاب البيوع ،،الاجارة،،الشفعة،،الشركة،،الهبــــــــــــة.. الله المستعان ============ بالنسبة للعقيدة انا فى احدى المرات أخت فى الله عرفت ان حاليا بدرس فى المعاهد الازهرية وبمتحن فى ا لملاحق علشان اكون فاضيه فى الاجازة يعنى ،، فرعبتى بكلمتين اوعى تذاكرى عقيدة من كتب الأزهر وفضلت تصنفلى ان كتبهم اشاعرة وكلااااااام كبير . انا بصراحة بذاكر ال يدخل فطرتى كده واكون فعلا سمعت عنه ،، زى مثلا فى صفات الله مثلا انا مهما حد يقول عن الهيئة له عز وجل اقول فقط الله قال له يد لكن الله اعلى واعلم ما هى وكيفيتها ول هى فعلا مجازا كتدليل على الهبة والعطاء ولا فعلا يد بالمعنى المعنوى الله ورسوله اعلم ولا افيض فى ذلك ،، لكن فى بعض الامور انا بكون بذاكر وانا اصلا حاشا لله اقول مقتنعه او مش مقتنعه بس اهو بذاكر وخلاص ومش برضى احفض وفى نفس الوقت بخاف فعلا ان يكون الكلام صحيح لان انا اصلا مش دراستى ازهرية فى الاصل ،، ده المعهد انا ملتحقة بيه بمؤهلى العالى فى العام علشان كده مسائل كثيرة جدااا بكون جديدة العهد بيها فى الدراسة ، ممكن تكون عندى خلفيه عنها من مشايخنا الاجلاء او من اطلاعى الخاص فيما مضى لكن كتفصيل بيكون اول عهدى مع الكتب الازهرية دى فراى حضرتك ايه فى كلام الاخت الخاص بكتب العقيدة - نحسب حضرتك على خير ولا نذكى على الله احدا - ذو قول سديد،، ياريت لو حضرتك بتدرس حاليا من الكتب الازهرية او دراستك فى اساسها ازهرية تفيدنى - او لو شيخ حضرتك تستطيع عرض عليه الامر وسهل بالنسبة لحضرتك يكن لك من الاجر ان شاء الله ..... اسفه ع الاطالة - لكن فسرت لحضرتك الموقف تفصيلا جزاكم الله خيرا ونفع بكم ويسرلكم وسهل عليهم العلم وجعلكم ف زمرة من يقال فيهم "يرفع الله الذين آمنو منكم والذين اوتو العلم درجات" ... اللهم آمين..
  22. انا مبسوووووووووطة جداااااااااااا لرؤية اليوم ........... ومش مشكله انك ال سبقتى هههههههههه كان نفسى اقولك انا طبعا الاول ،، بس سلام عن سلام يفرق ....... وحشتينى والله..

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..