اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

سجده

مشرفي الأقسام
  • عدد المشاركات

    895
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    17

كل منشورات العضو سجده

  1. وتقول قصيدة عمرو قطامش: قالوا عني شاب سيس لا أعرف غير التهييس وثقافة عمري تتلخص في شات الياهو والفيس بنطالي يسقط عن وسطي شبرين كشاب خنفيس وأقول الهاي وأتبعها بالثانكس أو مان أو بيس وأتفتف في شعري جيلا أو بالتوكة والدبابيس أتقبل منك السب، وأقبل قولك إني سيس فبصرخة شاب سيس سقط نظام ورئيس ومحطة إعلام الكاكي رخصتهم كانت ملاكي قبل الثورة اخترناه وبايعناه، وبعد الثورة غنوا لولاكي يوما قلّبت التلفاز في محطة إعلام الكاكي لأتابع أخبار الثورة بعد أن افتعلت إرباكي قالت مذيعة بلهجة سريعة معنا مسؤول وكبير ليناقش أمر التحرير أوجدنا حلا لنقلل عدد المحتشدين في الميدان قطع الماء وقطع النور وقطع الفول مع إلغاء النت وشبكات المحمول ولنقضي ع المليونية أوجدنا حلا وبسرعة وبدون نقاش وجدال قد ألغينا يوم الجمعة كي نهدأ برهة وننام.. خلي الأسبوع ست أيام ولأثبت للعالم أني أهتم بديني للأبد فصلاة الجمعة يا ولدي كمؤازرة سنصليها مع إخوتنا يوم الأحد المذيعة ميرسي يا فندم.. معنا شاب شرير من ميدان التحرير الشاب يا ناس أنام على الأرض.. والجسم من البرد يكاكي والمعدة صارت خاوية كالصحراء بلا أشواك لا تشكو من هضم حتى.. من إسهال أو إمساك والإعلام يقول بأنا نلهط وجبات الكنتاكي يا مصر أنا لم يأخذني للثورة حب إلاكي المذيعة عذرا.. انقطع الإرسال جاءتنا أنباء مهمة.. نجحت الثورة ماذا ستقول يا فندم.. المسؤول مبروك للشعب ولينا فاليوم فهمنا الحرية مبروك لشباب النضال من أجل الديمقراطية كنا دوما معهم فيها.. والله الأدرى بالنية عذرا لحظات ونواصل.. بعد فواصل إعلانية.. إعلان لو شاكك أو عندك خوف قلقان من ضربة مولوتوف لو خايف من غزة مطوة هتجيلك منهم على سهوة لو عايز تتحلى بصحة لا تخاف على صوتك من بحة أو تهرب من أي مناورة خد لك بق عصير الثورة عصير الثورة.. الشعب يريد طعم البرتقان يا معشر تجار الثورة لم يبق مكان لغبي احترموا ثورتنا كانت.. تشبه معجزة لنبي احترموا الثورة واحترموا.. شهداء الوطن العربي
  2. كل عام و حضرتك و الاسره الكريمه بالف خير

    1. عاشق الصداقه

      عاشق الصداقه

      جزاكم الله خيراً كثيراً أختى الفاضلة وكل عام وحضرتك وأسرتك المباركة بألف خير وصحه وسعادة

  3. رااااااااااااااااااائع ماشاء الله و لا قوه الا بالله وهو اقل ما يقدم لمنتدانا الغالي سبقتوني في الاحتفال بالمنتدي كنت نويت عمل موضوع لكن الوقت لم يسع اعتقد انني لم اكن لافعله بهذه الروعه و الجمال جزاكم الله خيرا كثيرا و جعل لكم من الجنه نصيبا
  4. اللهم اعف عن سيئات اخي و تقبل حسناته

  5. اللهم اعف عن سيئات اخي و تقبل حسناته

  6. ماشاء الله و لا قوه الا بالله جميل دكتور احمد جعله الله في ميزان حسناتك اضعاف
  7. أيوا زي ما شوفتو في العنوان الانسه جني رئيس قسم الاطفال بمنتديات ياللا يا سباب حد عنده اعتراض؟ طيب هل من منافس؟ يا ريت يا جماعه لو في حد عايز يرشح نفسه يضع صورته و مؤهلاته في الموضوع و دي صوره الانسه جني هتقولولي فين المؤهلات ؟ هقولكم كفايه القمر من غير مؤهلات طبعا دا بمبدأ الـ..... في عين أمه غزال والمؤهلات كتير علي فكره بس البرنامج الانتخابي يبتدي بس طبعا انا كنت بهزر معاكم و مفيش حد يقدر يعمل حاجه بدون اذن من ادارتنا الكريمه أنا بس كنت عايزه اوريكم بنتي و نور عيني جوجو
  8. بعد التركيز والتمحيص وجدت فرق خامس لو مش صح بقي يبقي انا اروح اشوفلي نظاره
  9. عوده للتحيه علي المسابقه الجميله دي كنت عايزه اجاوب بسرعه في انتظار باقي المسابقات
  10. كيف تكسب رمضان { كم مرة صمت رمضان ، لأ لأ كم مرة منهم صمت بجد ، صيام العتق من النار ، وغفران ما تقدم من الذنب ، صيام التقوي ، الصيام الذي يدخلك من باب الريان في الجنة } فاذا كنت تريد تحصيل ذلك حقا . ... فهناك ... 8 - محاور للعمل : 1 - انت و الصلاة: خمس صلوات الفروض جماعة بالمسجد جماعة اولي قبل تكبيرة الاحرام للامام صف اول ان امكن ، وللنساء جماعة فى اول الوقت بعد الاذان مباشرة مع احدى النساء ( اختك، بنتك....... 2 – ركعة السنن الرواتب : والسنن هى: ( 2 قبل الفجر – 4 قبل الظهر و 2 بعده – 2 بعد المغرب – 2 بعد العشاء ) و طبعا فضل صلاة السنن بيت فى الجنه فكل يوم يبني لك قصر او بيت في الجنة . 2- انت و القران: رمضان شهر القران: هتعمل كم ختمة قران فى هذا الشهر الكريم اقولك على طريقه جميله جداا عشان تختم فيها القران 3 مرات فى شهر رمضان الختمة الاولي مع نفسك قراءة جزء كل يوم ودى سهلة جداا والله الختمة الثانية في صلاة التراويح في مسجد يصلي بجزء من القران . الختمة الثالثة في صلاة التهجد العشر الاواخر. 3- انت و الصدقة: فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - كالريح المرسلة في اخراج الصدقات في رمضان و انت ايضا يجب ان تكن كذلك : من اول يوم رمضان ضع مبلغا من المال يكون فكه وخصصه للصدقة في رمضان و قسمة علي الــ 30 يوم و وزع منة كل يوم ، وانت رايح المسجد تصلى او تضعه فى صندوق المسجد نفسه ، وانت رايح الشغل ........ وهكذا * عندك ملابس زيادة طلع لله . * هتعمل كام شنطة رمضان للمحتاجين بنية اطعام الطعام . بس خلى بالك روح بنفسك للفقير واعطيه شنطة الطعام ولا تنتظره هو حتى ياتى ... * تحب تاخذ ثواب الصيام مرتين ؟؟ اجعل في جيبك بضع تمرات و انت رايح تصلي المغرب فطر منها الناس- اذا فطرت صائم و لو بتمرة كان لك مثل اجره لا ينقص من اجره شئ . 4- انت و التراويح: من قام رمضان ايمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . احرص علي صلاة التراويح كاملة لانها قيام ليل حتي تحصل علي ختمة قران كاملة و ما فاتك منها عوضة مع نفسك بالمصحف. 5- انت و صلة الرحم: اتصل باهلك و لو بالتليفون اسال عنهم ولو في مشاكل مع احدهم، اتصل و قول له ربنا يصلح ما بيننا . 6- انت ودعوة الخير: - * لا تنسى ان تاخذ بيد اهلك فى رمضان و جيرانك و اصحابك و ذكرهم برحمة الله وكرمه . واحنا هنا مع بعضينا بننصح بعض ، ماحدش يقول يعنى انا كلامى هيعمل ايه ، ولا انا يعنى اللى هغير الكون !! لا يا اخى كلام اكيد له فايده ومهم كمان حتى لو اقتنع به شخص واحد على الاقل من آلاف الاشخاص . وماتنساش ان كله فى ميزان حسناتك . 7- أنت و الدعاء: * جهز دعواتك من الان ( دعوات ثابتة لنفسك و اهلك والمسلمين وغيرهم ) والح على الله بهم كل يوم . قبل الافطار- فى التراويح– فى الفجر- وفى كل وقت مستجاب فيه الدعاء .... ( فكان الصحابة يحضرون قائمة دعوات يلحون عليها فى رمضان فلا يمر العام حتى تكون قد تحققت ) فاستعد لعملها من الان حتى ترى فضل الله. ......... وفى النهاية اجعل رمضان هذا كأنه اخر رمضان لك فمن اين تضمن ، هل لك ان تلحق رمضان بعده ام لا..... أرجو من الله أن تكون هذه النصيحة بداية انطلاقة لكل مسلم نحو الخير والعمل الصالح بدءاً من هذا الشهر الكريم وإلى الأبد بتوفيق الله فهو الجواد الكريم المنان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه). كيف يستعد المسلم لشهر رمضان؟؟ أولاً: الاستعداد النفسي والعملي لهذا الشهر الفضيل • نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان: نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله. 4. نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب. 5. نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس. 6. نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغل روحانية هذا الشهر. 7. نية وضع برنامج مليء بالعبادة والطاعة والجدية بالالتزام به. • المطالعة الإيمانية: وهي عبارة عن قراءة بعض كتب الرقائق المختصة بهذا الشهر الكريم لكي تتهيأ النفس لهذا الشهر بعاطفة إيمانية مرتفعة. • اقرأ كتاب لطائف المعارف "باب وظائف شهر رمضان" وسوف تجدالنتيجة بإذن الله تعالى صوم شيئاً من شعبان فهو كالتمرين على صيام رمضان وهو الاستعداد العملي لهذا الشهر الفضيل تقول عائشة رضي الله عنها "وما رأيته صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً منه في شعبان". • استثمر أيها المسلم فضائل رمضان وصيامه: مغفرة ذنوب، عتق من النار، فيه ليلة مباركة، تستغفر لك الملائكة، يتضاعف فيه الأجر والثواب، ... الخ. استثمارك لهذه الفضائل يعطيك دافعاً نفسياً للاستعداد له. • استمع إلى بعض الأشرطة الرمضانية قبل أن يهل هلاله المبارك. منقوووووووول
  11. بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير" " بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير" " بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير" و رزق الجميع الازواج و الزوجات الصالحين
  12. إنا لله و إنا إليه راجعون البقاء لله و ربنا يسكنه فسيح جناته ردي متأخر شويه بس انتي عارفه الوضع ربنا يلهم الجميع الصبر و السلوان و يرزقنا و أياكم حسن الخاتمه
  13. هل تعلم أين تذهب روحك و أنت نائم؟ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:' الأرواح تعرج في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش ' رواه البخاري. و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم > > > من بات طاهراً بات في شعاره ملك . فلم يستيقظ إلا قال الملك . 'اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً' رواه الطبراني [لذلك احرصوا على الوضوء قبل النوم حتى تظل ارواحكم عند عرش الرحمن]
  14. اشتقت لك يا ست الحبايب و أسألك الدعاء

  15. ماشاء الله و لا قوه الا بالله ربنا يجعله في ميزان حسناتك يا رب و يجزيك عنا خير في الدنيا و الاخره و إلي الامام دائما يا رب
  16. ما شاء الله و لا قوه الا بالله إيه الجمال و الحلاوه دي ، جمييييييييييييييل ما شاء الله بارك الله فيكي و يا ريت نشوف تشكيله جديده قبل العيد
  17. رسالة من أسرة د/ عمر عبد الرحمن للقائد العام للقوات المسلحة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده معالي السيد المحترم / المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته § وإذ نقدر الدور الذي قامت به القوات المسلحة في ضمان استقرار مصر وفي الاستجابة لمطالب الشعب العادلة منذ 25 يناير حتى الآن فإننا نضع بين أيديكم قضية " الدكتور عمر عبد الرحمن " العادلة.. آملين في الله أن تكونوا خير سند لإنهاء معاناته في السجون الأمريكية وتسليمه إلى مصر ولكي يقضي آخر أيامه بين أهله وبني وطنه . § فوالدنا الدكتور عمر عبد الرحمن يتواجد في السجون الأمريكية منذ ثمانية عشر عاما.. وقد ناهز الثالثة والسبعين عاما ً.. وفضلا ً على أنه كفيف البصر فإنه يعان عدة أمراض منها السكر والضغط ولا يشعر باطرافه ولا يتحرك إلا على كرسي متحرك.. وكل ذلك ناجم عن المعاملة السيئة التي يلقاها في السجون الأمريكية لأنه رجل دين مسلم وعي من الم من العلماء المسلمين ومع سوء المعاملة الشخصية فمازال يوضع في زنزانة انفرادية منذ ثمانية عشر عاما لا يكلم أحدا ولا يكلمه احد ويخدم نفسه في كل شيء حتى في غسل ملابسه . § كل هذا رغم أن الدكتور عمر عبد الرحمن أعلن من سجنه بأمريكا تأييده ودعمه لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها " الجماعة الإسلامية " في مصر وكان خير سند لها , ووجوده في مصر سيرسخ من اتجاه التيارات الإسلامية الجهادية نحو العمل السلمي بعيدا عن الغلو والتطرف والتشدد . § ولقد تقدمنا بطلبنا هذا إلى النظام السابق فكان رده أنه لا مانع لدينا من مجيء الدكتور عمر إلى مصر إلا أننا لن نطالب أمريكا أن تسلمه إلى مصر . § وهذا الرد رد دبلوماسي لأن أمريكا لن تسلم الدكتور عمر إلا إذا طلبت مصر تسليمه , وهذا ما أبلغنا به المحامي السيد / رمزي كلارك وزير العدل السابق . § ونحن نرجو من سيادتكم أن تتكرموا بالعمل على إرجاع والدنا المريض الضرير الكبير في السن إلى أهله وأولاده . § ولكم منا جزيل الشكر والامتنان والعرفان ومن جميع محبي الدكتور عمر عبد الرحمن فضلا عن الأجر والثواب العظيم من الكريم المنان سبحانه وتعالى. § وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الدنيا والآخرة " وفقكم الله لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقدمه لسيادتكم / أسرة الدكتور عمر عبدالرحمن
  18. لمحات من حياة د. عمر عبد الرحمن .. هل تسمع منا الحكومة كما سمع سليمان من الهدهد؟!!.. بقلم عصام عز الدين لم ألتق الشيخ عمر عبد الرحمن من قبل.. ولم أعرفه سوى من المواقف التي تنقل عنه.. أو عبر بعض خطبه ومحاضراته في أشرطة الكاسيت.. إلا أنني في سجن الاستقبال بطره التقيت أحد الإخوة المعتقلين من محافظة الفيوم والذي كان قريباً من الشيخ عمر عبد الرحمن.. وأخبرني هذا الأخ بعض المواقف للشيخ تدل على عكس الصورة التي رسمها له الإعلام . فالشيخ عمر عبد الرحمن يتميز بروح فكاهية وصاحب قفشات طريفة بل وفي أحلك الظروف لا تفارقه هذه الروح يخفف بها من غلواء الحدث على من يحيطون به.. وقد شهد بذلك كل من التقى بالشيخ عن قرب. فعل سبيل المثال كان الشيخ يداوم على إلقاء الدروس بأحد مساجد الفيوم.. وكان يحضر فيها الكثيرون إلا أن قوات الأمن أرادت أن تبعث بشيء من الرهبة في نفوس الحاضرين ليقل حضورهم لدروس الشيخ فأحاطت تلك القوات بالمسجد وأرسلوا صيحاتهم في أرجاء المكان.. والشيخ داخل المسجد شعر بقلق من حوله فأراد أن يطمئن الحاضرين فجعل خطبته ذلك اليوم عن (سليمان والهدهد) بأسلوب فكاهي جميل ومما قاله الشيخ ذلك اليوم: جاء الهدهد إلى سليمان وقال له: أحطت بما لم تحط به .. فهل يستطيع الغفير أن يقول لشيخ الغفر: أحطت بما لم تحط به؟!! هل يستطيع الموظف أن يقول للمدير: أحطت بما لم تحط به؟ هل يستطيع الوزير أن يقول للرئيس: أحطت بما لم تحط به؟ قالها الهدهد لسليمان ولم يخش شيئاً فيا ترى.. طرة (هما هيودونا طره – يقصد سجن طرة) فضج الحاضرون بالضحك - ثم مضى قائلا ً: "فيا ترى هل تسمع منا الحكومة كما سمع سليمان من الهدهد" ولعل الموقف الأشهر والذي تناقلته وسائل الإعلام حول العالم هو ما فعله الشيخ عمر عبد الرحمن بالمباحث الفيدرالية.. والتي كانت أضحوكة العالم وقتها حينما أرادوا القبض على الشيخ فأرسلوا لوكالات الأنباء ليشهدوا يوم القبض على عمر عبد الرحمن فأوقفوا السيارة التي كان الشيخ يستقلها بطريقة الأكشن ليفاجئوا أن من بالسيارة ليس هو الشيخ عمر.. بل شبيه له يرتدي ملابسه !!! من هذه المواقف أيضا ً ما نقله الأستاذ منتصر الزيات عند اقتحام قوات الأمن لمسجد الرحمن بأسوان عام 1986.. وإلقاء قنابل الدخان المسيلة للدموع من أنه قام بدفع الشيخ عمر ليحميه من الدخان داخل غرفة صغيرة أسفل المنبر تؤدي للمأذنة فإذا بالشيخ عمر يطرق الباب طرقاً عنيفاً طالباً الخروج ويقول في طرفة تخفف هيبة الموقف: "الشرطة تريد إخراجي من المسجد وأنت تريد إخراجي من الحياة بحبسي في هذا القبو الضيق". أما الآن فما يزال الشيخ عمر عبد الرحمن قابعاً في سجون الأمريكان منذ خمسة عشر عاماً يكابد مرارة الأسر وضيق السجن وألم الحرمان من الرفيق والصديق والبعد عن الزوجة والأهل والولد، ومع كل هذا البلاء المتفاقم المتراكم الذي يصاب به الشيخ صباح مساء كل صيف وشتاء ، تراه واقفاً كالجبل الأشم صابراً محتسباً – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله –. فصاحب الـ 70 خريفاً رغم وهن عظامه وكبر سنه ومن قبل فقدانه لبصره تقف الولايات المتحدة الأمريكية منه بكل حدها وحديدها وظلمها وجبروتها تقف منه موقف الخائف المترقب!! هذا الشيخ الأسير ما الذي تخشاه الولايات المتحدة من إطلاقها لسراحه اللهم إلا خشيتهم من الإسلام الذي يمثله الشيخ.. الإسلام الواضح الصريح الذي لا يداهن في قول الحق.. فكلمة الحق وإن كان مراً هو ديدن الشيخ وطريقته لا يجامل ولا يحابي فيها أحداً كائناً من كان.. ممتثلاً لقول الله تعالى (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ). ولما رأى الحق فيما فعله أبناؤه وتلامذته من قادة الجماعة عند إطلاقهم لمبادرة وقف الأعمال القتالية أيدها وباركها وحسم بذلك خلافاً كان محتدماً بين قيادات الداخل والخارج فتوحدت الآراء ونجحت المبادرة. قد يتفق البعض أو يختلف مع بعض الآراء التي يطرحها الشيخ.. ولكن لا يسعه والحال كذلك سوى الاعتراف أنه من علماء الأزهر ومن حقه أن يجتهد.. وهو في اجتهاده مأجور سواء أخطأ أم أصاب.. فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد. وبقيت كلمة: برغم الحصار المفروض على الجماعة الإسلامية وتقييد حركتها وحرمانها من ممارسة الدعوة من خلال منابرها الطبيعية إلا أن قضية الشيخ عمر عبد الرحمن تفرض على الجماعة واجب نصرة الشيخ بكل الوسائل الممكنة والمتاحة. وقد أحسن موقع الجماعة في الفترة الأخيرة بإطلاق حملته لمناصرة الشيخ إلا أن الأقوال تحتاج لأفعال
  19. بسم الله الرحمن الرحيم هذه الرساله منقوله و أرجو قرأتها كامله, ولاحول ولاقوة إلا بالله العزيز الحكيم السلام عليكم إخوتي هذه رسالة وجدتها في موقع للسجناء المجاهدين و هي باللغة الإنجليزية و لم أجد لها أصلا عربيا و لا ترجمة فقمت بترجمتها ترجمة بسيطة: يتبع الإصل الإنجليزي الترجمة بالعربية في الإسفل: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ Letter From US Prison : 'O People of Sacrifice and Dignity' Date: 02-Jan-2005 Shaykh Omar Abdur Rahman, the blind Alim, incarcerated in the Springfield Centre (Missouri), sent out the following letter from Prison. Its contents are shocking and humiliating. We reproduce most of it below so that the world would know what the Americans are doing to a respected Muslim Alim. 'In the name of Allah most Gracious most Merciful' 'All praise be to Allah Ta'ala, the Lord of the worlds, and peace and blessings be upon the master of the messengers, prophet Muhammad (SAW). Blessings and peace be upon his family, his companions and those who follow him faithfully until the day of Judgement. 'The conditions in the prison (where I am kept) are very bad and extremely poor. This can be seen from the following: What they claim about freedom of religion and freedom of worship is all false. I have not been allowed to pray the Jumuah prayers, or even pray in congregation since I arrived at the prison in October, 1995. There is prejudice and discrimination in their treatment in prison. When other prisoners call for the guards, they hurry to respond. I keep knocking on my Cell door for hours but no**** responds to my needs. I go for months without my hair and nails cut. I am kept in solitary confinement, in my situation (Sheikh is blind and suffers from diabetes and is advanced in age) without anyone to help me arrange my belongings. I have no one to converse with day or night, nor am I allowed to socialize with others since there is no one close to my cell, neither Muslim nor anyone else who can speak Arabic. I stay like that day and night. What loneliness, what cruelty? By doing this they want to make me terminally ill to exact revenge because I am a Muslim. Are these the human rights they boasts about so much and fill the air waves and news media, while persecuting us so that we are unable to speak or raise our voice? Have you heard of the strip searches and exposure of private parts, and stripping people of all their outer and inner garments so that they are as naked as the day they were born? By Allah, this occurs to me everytime a friend or family ****** visits me (Although I have no relatives in America, all Muslims are my family). Every visit means I have to strip twice. They order me to remove all my clothes, and I wish this was the end of it. Instead, the chief prison guard, named Curling, with another man named Day and several other guards, order me to open my thighs and bend forward. And then, like beasts - I cannot really say it out of shyness and shame, but I will say it to relieve the pressure on myself and to let the Muslim Ummah live up to its duties and responsibilities towards its religion - they search my private parts intimately while they stand around watching and laughing. Groups of guards race around...... The one who spends the longest time looking and inspecting is considered to have done the best job. They humiliate and degrade me in this manner because I am a Muslim and what they do is expressly forbidden by Allah. And why should they do this? They have found their prey and achieved their goal. What are they looking for in my private parts? Are they looking for weapons, explosives or drugs which I have taken from the prison cell to my visitor or from my visitor to the cell? They do this twice to me on each visit so that I melt from shame and embarrassment and wish that the earth would open up and swallow me rather than they do this to me. Does this please those who protect their religion and honour? People of manliness and brotherhood. O People of sacrifice and dignity. O Men of Allah! Rise up from your deep slumber. Rise up with your resounding voices. Set out, O Men of Allah, and let your voices be heard in every place, and say it with all your strength and loudly, without fear. Rise up, O Men of Allah and like one ****, show the truth and negate the evil. 'And don't give in to those who aggress, lest the fire take hold of you.' Prisons are for scholars or criminals to sleep in? Death has surrounded my Ummah. Say Allaahu Akbar and tell death to live!. 'Who will wake up the nation that builds its nests on the winds, its feelings numbed and shows no reaction to plots? It is lost if its scholars fill up the cells like sheep. Aren't there courageous men who fear Allah? Aren't there strong words to throw the evil and shrink it? Rise up as one! Do not fear loss of income!.' ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ رسالة من سجن الولايات المتحدة : يا أهل التضحية و النخوة التاريخ: 2 يناير 2005 الشيخ عمر عبدالرحمن, الشيخ البصير, المسجون في مركز سبرينج فيلد بولاية ميزوري أرسل الرسالة التالية من سجنه. محتويات الرسالة تدعو على الصدمة و الإحساس بالخزي. سوف ينقل الموقع معظم الرسالة ليعلم العالم ماذا يفعل الأمريكان بعالم مسلم محترم. " بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد كله لله تعالى, رب العالمين, و الصلاة السلام على سيد المرسلين رسولنا محمد صلى الله و سلم عليه و على آله و أصحابة و التابعين إلى يوم الدين. إن الأوضاع في السجن الذي أنا فيه سيئة جدا و متردية إلى أقصى حد, و يمكن أن يرى هذا من الآتي: إن ما يدعونه من الحرية في الدين و الحرية في العبادة إنما هو محض إفتراء. لم يسمح لي بالصلاة الجمعة أو الجماعة منذ وصلت إلى هذا السجن في أكتوبر عام 1995. و هناك عنصرية و عصبية في معاملة السجناء في السجن. عندما ينادي السجناء الآخرون حراس السجن فإنهم يسارعون بالإجابة. و لكني أبقى لساعات طوال أدق على باب زنزانتي و لا أحد يعبأ بإجابة دعوتي. بل و أمكث أشهراً بلا قص لشعري أو أظافري. و لقد أبقيت في السجن الإنفرادي رغم حالتي (الشيخ بصير و يعاني من مرض السكر والكبر في السن) أبقيت دون شخص يساعدني في ترتيب أغراضي و حاجياتي. و لا أجد إنساناَ أخاطبة لا في الليل و لا في النهار و لا يسمح لي بالإختلاط بأي أحد يتحدث العربية لأن كل من حولي ليسوا مسلمين أو متحدثين العربية. أبقى على هذا الحال ليل نهار. أي وحدانية هذه و أي قسوة! هم بعملهم هذا يريدون إبقائي مريضا أبداً لينتقموا مني لا لشيء إلا أنني مسلم. أهذه هي حقوق الإنسان التي يتباهون بها دائما و ملأوا بها موجات الأثير و وسائل الإعلام؟ و هم يحاكموننا لكي لا نبوح بكلمة أو نرفع صوتاً؟ هل سمعتم بالتفتيش بعد التعرية و كشف العورات المغلظة؟ و خلع الملابس الخارجية و الداخلية للناس كاملة. فيبقون عرايا كيوم ولدتهم أمهاتهم! والله العظيم أن هذا يحدث لي كل مرة يزورني فيها صديق أو قريب (رغم أني ليس معي أي أقرباء في أمريكا إلا أنني أعتبر جميع المسلمين أقاربي) كل زيارة معناها أن أخلع ملابسي مرتين(في الذهاب و الإياب). يأمرونني بخلع ملابسي جميعها و ليت هذا كان كل شيء! و لكن رئيس حرس السجن و يسمى "كيرلينج" و معه رجل آخر إسمه "داي" و مجموعة أخرى من الحراس يأمرونني بفتح رجليّ و فخذيّ و يأمرونني بتنحية أعلى جسمي إلى الإسفل. و بعد ذلك, كالدواب - لا أستطيع في الحقيقة قول ذلك من الحياء و الخزي و لكني سوف أقولها لتخفيف العبئ الذي علي و لتعرف الأمة الإسلامية لكي تقوم بتحمل أعبائها و واجباتها تجاة الدين.- ثم يقومون بتفتيش عورتي عن كثب في حين هم حولي واقفون ينظرون و يتضاحكون. مجموعات من الحرس يتسابقون على رؤية عورتي و التفتيش بها و من واصل أطول فترة يعتبر الأفضل في أداء عمله. هم يذلونني و يخزونني بهذا الشكل لأنني مسلم و ما يعملون هو محرم شرعا من عند الله. و لم يفعلون هكذا؟ هل وجدوا فريستهم و حققوا هدفهم!؟ لأي شيء هم ينظرون في عورتي؟ هل يفتشون عن أسلحة؟ أم متفجرات؟ أم مخدرات؟ و التي أخذتها من زنزانتي لأعطيها زائري؟ أم التي أخذتها من زائري لأضعها في زنزانتي؟ هم يفعلون هذا مرتين في كل زيارة و لهذا فإنني أذوب من العار و الخزي و أتمنى أن تبتلعني الإرض على أن يفعلوا ذلك لي! هل يرضي هذا من يحمون دينهم و شرفهم!؟ يا إخوان الرجولة و الأخوة! يا أهل التضحية و العزة! يا رجال الله! قوموا من سباتكم العميق! قوموا بأصواتكم المدوية! إخرجوا يا رجال الله و إجعلوا أصواتكم مسموعة في كل أرض! و قولوها بكل قوة و شجاعة! قوموا يا رجال الله قومة رجل واحد! أظهروا الحق و أزهقوا الباطل! " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" هل بنيت السجون للعلماء أم للمجرمين أن يناموا بها؟!! إن الموت قد أحاط بأمتي! قولوا الله أكبر و قولوا للموت أن يحيا‍! من سوف يوقظ الأمة التي تبني عشها على الريح. التي تجمدت مشاعرها فلا تحرك ساكنا للمؤامرات التي تحاك. إنه فقد العلماء الذين يملأون السجون كالقطعان! ألا يوجد رجال شجعان يخافون الله؟ ألا توجد كلمات بالحق تقذف على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق؟ قوموا قومة رجل واحد و لا تخافوا الفقر! التعريف بالدكتور عمر عبد الرحمن ‫ولد الشيخ المجاهد عمر عبد الرحمن بالجمالية بمصر، سنة 1938، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، وقد أكمل حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بدمياط ومكث به أربع سنوات حصل بعدها على الشهادة الابتدائية الأزهرية، ثم التحق بمعهد المنصورة الديني ومكث فيه حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيداً بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعاً، حتى اوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل. واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13/10/1970 بعد وفاة عدو الله جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 70، حيث وقف الشيخ على المنبر وقال بعدم جواز الصلاة عليه، فتم اعتقاله بسجن القلعة لمدة 8 أشهر وأفرج عنه في 10/6/1971. وبعد الإفراج عنه، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن إلا ان ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم، فتمكن من الحصول على الدكتوراه، وكان موضوعها ( موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة )[1]، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا انه مُنع من التعيين. واستمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر. وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكـرية ومحكمـة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2/10/1984. واستمر الشيخ على هذا المنوال، بين التضييق والمطاردة والسجون، وهو صابر على طريق البذل والعطاء والدعوة والتعليم والجهاد، ناصحا الأمة، ومحمسا شبابها لسلوك درب التوحيد والحديد، حتى استقر به المطاف في سجون أمريكا، منذ عام 1993، بعد ان وجهت له أربع تهم، هي: 1) التآمر والتحريض على قلب نظام الحكم في الولايات المتحدة. 3) التآمر على تفجير منشآت عسكرية. 4) التآمر والتخطيط لشن حرب مدن ضد الولايات المتحدة. ولا يزال فك الله اسره صابرا محتسبا، نسأل الله ان يثيبه الفردوس الاعلى على صبره وجهاده أسألكم الدعاء له و لكل أسري المسلمين
  20. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معا نكمل ما قد بدأناه من حلقات في سلسله قصص الانبياء لتتابع جميع مقالات السلسله تفضل و نتابع قصه سيدنا يويف عليه السلام المشهد الأول من فصل طفوله يوسف: ذهب يوسف الصبي الصغير لأبيه، وحكى له عن رؤيا رآها. أخبره بأنه رأى في المنام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له. استمع الأب إلى رؤيا ابنه وحذره أن يحكيها لأخوته. فلقد أدرك يعقوب -عليه السلام- بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية شأنا عظيما لهذا الغلام. لذلك نصحه بأن لا يقص رؤياه على إخوته خشية أن يستشعورا ما وراءها لأخيهم الصغير -غير الشقيق، حيث تزوج يعقوب من امرأة ثانية أنجبت له يوسف وشقيقه- فيجد الشيطان من هذا ثغرة في نفوسهم، فتمتلئ نفوسهم بالحقد، فيدبروا له أمرا يسوؤه. استجاب يوسف لتحذير أبيه.. لم يحدث أخوته بما رأى، وأغلب الظن أنهم كانوا يكرهونه إلى الحد الذي يصعب فيه أن يطمئن إليهم ويحكي لهم دخائله الخاصة وأحلامه. المشهد الثاني: اجتمع أخوة يوسف يتحدثون في أمره. (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) أي نحن مجموعة قوية تدفع وتنفع، فأبونا مخطئ في تفضيل هذين الصبيين على مجموعة من الرجال النافعين! فاقترح أحدهم حلا للموضوع: (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا). إنه الحقد وتدخل الشيطان الذي ضخم حب أبيهم ليوسف وإيثاره عليهم حتى جعله يوازي القتل. أكبر جرائم الأرض قاطبة بعد الشرك بالله. وطرحه في أرض بعيدة نائية مرادف للقتل، لأنه سيموت هناك لا محاله. ولماذا هذا كله؟! حتى لا يراه أبوه فينساه فيوجه حبه كله لهم. ومن ثم يتوبون عن جريمتهم (وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ). قال قائل منهم -حرك الله أعماقه بشفقة خفية، أو أثار الله في أعماقه رعبا من القتل: ما الداعي لقتله؟ إن كنتم تريدون الخلاص منه، فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل.. ستلتقطه قافلة وترحل به بعيدا.. سيختفي عن وجه أبيه.. ويتحقق غرضنا من إبعاده. انهزمت فكرة القتل، واختيرت فكرة النفي والإبعاد. نفهم من هذا أن الأخوة، رغم شرهم وحسدهم، كان في قلوبهم، أو في قلوب بعضهم، بعض خير لم يمت بعد. المشهد الثالث: توجه الأبناء لأبيهم يطلبون منه السماح ليوسف بمرافقتهم. دار الحوار بينهم وبين أبيهم بنعومة وعتاب خفي، وإثارة للمشاعر.. مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ..؟ أيمكن أن يكون يوسف أخانا، وأنت تخاف عليه من بيننا ولا تستأمننا عليه، ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟ لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟ وردا على العتاب الاستنكاري الأول جعل يعقوب عليه السلام ينفي -بطريقة غير مباشرة- أنه لا يأمنهم عليه، ويعلل احتجازه معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب: قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ . ففندوا فكرة الذئب الذي يخاف أبوه أن يأكله.. نحن عشرة من الرجال.. فهل نغفل عنه ونحن كثرة؟ نكون خاسرين غير أهل للرجولة لو وقع ذلك.. لن يأكله الذئب ولا داعي للخوف عليه. وافق الأب تحت ضغط أبنائه.. ليتحقق قدر الله وتتم القصة كما تقتضي مشيئته! المشهد الرابع: خرج الأخوة ومعهم يوسف، وأخذوه للصحراء. اختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه وهموا بإلقائه في البئر.. وأوحى الله إلى يوسف أنه ناج فلا يخاف.. وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه. المشهد الخامس: عند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومة. أخبروه بأنهم ذهبوا يستبقون، فجاء ذئب على غفلة، وأكل يوسف. لقد ألهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبة، فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوها من المرة الأولى التي يأذن لهم فيها يعقوب باصطحاب يوسف معهم! ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون، يخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرى. كذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب دليلا على التسرع، وقد كان أبوهم يحذرهم منها أمس، وهم ينفونها. فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه أمس! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقوا قميص يوسف.. جاءوا بالقميص كما هو سليما، ولكن ملطخا بالدم.. وانتهى كلامهم بدليل قوي على كذبهم حين قالوا: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) أي وما أنت بمطمئن لما نقوله، ولو كان هو الصدق، لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله. أدرك يعقوب من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الأكذوبة الواضحة، أن يوسف لم يأكله الذئب، وأنهم دبروا له مكيدة ما، وأنهم يلفقون له قصة لم تقع، فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه؛ وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو، مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب: قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ المشهد الأخير من الفصل الأول من حياة سيدنا يوسف عليه السلام: أثناء وجود يوسف بالبئر، مرت عليه قافلة.. قافلة في طريقها إلى مصر.. قافلة كبيرة.. سارت طويلا حتى سميت سيارة.. توقفوا للتزود بالماء.. وأرسلوا أحدهم للبئر فأدلى الدلو فيه.. تعلق يوسف به.. ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه.. ففرح بما رأى.. رأى غلاما متعلقا بالدلو.. فسرى على يوسف حكم الأشياء المفقودة التي يلتقطها أحد.. يصير عبدا لمن التقطه.. هكذا كان قانون ذلك الزمان البعيد. فرح به من وجده في البداية، ثم زهد فيه حين فكر في همه ومسئوليته، وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا.. وعزم على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر.. ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن زهيد، دراهم معدودة. ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الأهمية. انتهت المحنة الأولى في حياة هذا النبي الكريم، لبتدأ المحنة الثانية، والفصل الثاني من حياته. ثم يكشف الله تعالى مضمون القصة البعيد في بدايتها (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ). لقد انطبقت جدران العبودية على يوسف. ألقي في البئر، أهين، حرم من أبيه، التقط من البئر، صار عبدا يباع في الأسواق، اشتراه رجل من مصر، صار مملوكا لهذا الرجل.. انطبقت المأساة، وصار يوسف بلا حول ولا قوة.. هكذا يظن أي إنسان.. غير أن الحقيقة شيء يختلف عن الظن تماما. ما نتصور نحن أنه مأساة ومحنة وفتنة.. كان هو أول سلم يصعده يوسف في طريقه إلى مجده.. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) .. ينفذ تدبيره رغم تدبير الآخرين. ينفذ من خلاله تدبير الآخرين فيفسده ويتحقق وعد الله، وقد وعد الله يوسف بالنبوة. وها هو ذا يلقي محبته على صاحبه الذي اشتراه.. وها هو ذا السيد يقول لزوجته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا. وليس هذا السيد رجلا هين الشأن.. إنما هو رجل مهم.. رجل من الطبقة الحاكمة في مصر.. سنعلم بعد قليل أنه وزير من وزراء الملك. وزير خطير سماه القرآن 'العزيز'، وكان قدماء المصريين يطلقون الصفات كأسماء على الوزراء. فهذا العزيز.. وهذا العادل.. وهذا القوي.. إلى آخره.. وأرجح الآراء أن العزيز هو رئيس وزراء مصر. وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض.. سيتربى كصبي في بيت رجل يحكم. وسيعلمه الله من تأويل الأحاديث والرؤى.. وسيحتاج إليه الملك في مصر يوما. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ). تم هذا كله من خلال فتنة قاسية تعرض لها يوسف. ثم يبين لنا المولى عز وجل كرمه على يوسف فيقول: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) (يوسف) كان يوسف أجمل رجل في عصره.. وكان نقاء أعماقه وصفاء سريرته يضفيان على وجهه مزيدا من الجمال. وأوتي صحة الحكم على الأمور.. وأوتي علما بالحياة وأحوالها. وأوتي أسلوبا في الحوار يخضع قلب من يستمع إليه.. وأوتي نبلا وعفة، جعلاه شخصية إنسانية لا تقاوم. وأدرك سيده أن الله قد أكرمه بإرسال يوسف إليه.. اكتشف أن يوسف أكثر من رأى في حياته أمانة واستقامة وشهامة وكرما.. وجعله سيده مسئولا عن بيته وأكرمه وعامله كابنه. ويبدأ المشهد الأول من الفصل الثاني في حياته: في هذا المشهد تبدأ محنة يوسف الثانية، وهي أشد وأعمق من المحنة الأولى. جاءته وقد أوتي صحة الحكم وأوتي العلم -رحمة من الله- ليواجهها وينجو منها جزاء إحسانه الذي سجله الله له في قرآنه. يذكر الله تعالى هذه المحنة في كتابه الكريم: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) (يوسف) لا يذكر السياق القرآني شيئا عن سنها وسنه، فلننظر في ذلك من باب التقدير. لقد أحضر يوسف صبيا من البئر، كانت هي زوجة في الثلاثة والعشرين مثلا، وكان هو في الثانية عشرا. بعد ثلاثة عشر عاما صارت هي في السادسة والثلاثين ووصل عمره إلى الخامسة والعشرين. أغلب الظن أن الأمر كذلك. إن تصرف المرأة في الحادثة وما بعدها يشير إلى أنها مكتملة جريئة. والآن، لنتدبر معنا في كلمات هذه الآيات. (وَرَاوَدَتْهُ) صراحة (عَن نَّفْسِهِ )، وأغلقت (الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ). لن تفر مني هذه المرة. هذا يعني أنه كانت هناك مرات سابقة فر فيها منها. مرات سابقة لم تكن الدعوة فيها بهذه الصراحة وهذا التعري. فيبدوا أن امرأة العزيز سئمت تجاهل يوسف لتلميحاتها المستمرة وإباءه.. فقررت أن تغير خطتها. خرجت من التلميح إلى التصريح.. أغلقت الأبواب ومزقت أقنعة الحياء وصرحت بحبها وطالبته بنفسه. ثم يتجاوزز السياق القرآني الحوار الذي دار بين امرأة العزيز ويوسف عليه السلام، ولنا أن نتصور كيف حاولت إغراءه إما بلباسها أو كلماتها أو حركاتها. لكن ما يهمنا هنا هو موقف يوسف -عليه السلام- من هذا الإغواء. يقف هذا النبي الكريم في وجه سيدته قائلا (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) أعيذ نفسي بالله أن أفعل هذا مع زوجة من أكرمني بأن نجاني من الجب وجعل في هذه الدار مثواي الطيب الآمن. ولا يفلح الظالمون الذين يتجاوزون حدود الله، فيرتكبون ما تدعينني اللحظة إليه. ثم (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) اتفق المفسرون حول همها بالمعصية، واختلفوا حول همه. فمنهم من أخذ بالإسرائيليات وذكر أن يعقوب ظهر له، أو جبريل نزل إليه، لكن التلفيق والاختلاق ظاهر في هذه الزوايات الإسرائيلية. ومن قائل: إنها همت به تقصد المعصية وهم بها يقصد المعصية ولم يفعل، ومن قائل: إنها همت به لتقبله وهم بها ليضربها، ومن قائل: إن هذا الهم كان بينهما قبل الحادث. كان حركة نفسية داخل نفس يوسف في السن التي اجتاز فيها فترة المراهقة. ثم صرف الله عنه. وأفضل تفسير تطمئن إليه نفسي أن هناك تقديما وتأخيرا في الآية. قال أبو حاتم: كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة، فلما أتيت على قوله تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا). قال أبو عبيدة: هذا على التقديم والتأخير. بمعنى ولقد همت به.. ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها. يستقيم هذا التفسير مع عصمة الأنبياء.. كما يستقيم مع روح الآيات التي تلحقه مباشرة (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) وهذه الآية التي تثبت أن يوسف من عباد الله المخلصين، تقطع في نفس الوقت بنجاته من سلطان الشيطان. قال تعالى لإبليس يوم الخلق (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) وما دام يوسف من عباده المخلصين، فقد وضح الأمر بالنسبة إليه. لا يعني هذا أن يوسف كان يخلو من مشاعر الرجولة، ولا يعني هذا أنه كان في نقاء الملائكة وعدم احتفالهم بالحس. إنما يعني أنه تعرض لإغراء طويل قاومه فلم تمل نفسه يوما، ثم أسكنها تقواها كونه مطلعا على برهان ربه، عارفا أنه يوسف بن يعقوب النبي، ابن إسحق النبي، ابن إبراهيم جد الأنبياء وخليل الرحمن. يبدو أن يوسف -عليه السلام- آثر الانصراف متجها إلى الباب حتى لا يتطور الأمر أكثر. لكن امرأة العزيز لحقت به لتمسكه، تدفهعا الشهوة لذلك. فأمسكت قميصه من الخلف، فتمزق في يدها. وهنا تقطع المفاجأة. فتح الباب زوجها -العزيز. وهنا تتبدى المرأة المكتملة، فتجد الجواب حاضرا على السؤال البديهي الذي يطرح الموقف. فتقول متهمة الفتى: قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ واقترحت هذه المراة -العاشقة- سريعا العقاب -المأمون- الواجب تنفيذه على يوسف، خشية أن يفتك به العزيز من شدة غضبه. بيّنت للعزيز أن أفضل عقاب له هو السجن. بعد هذا الاتهام الباطل والحكم السريع جهر يوسف بالحقيقة ليدافع عن نفسه: قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي تجاوز السياق القرآني رد الزوج، لكنه بين كيفية تبرأة يوسف -عليه السلام- من هذه التهمة الباطلة: وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) (يوسف) لا نعلم إن كان الشاهد مرافقا للزوج منذ البداية، أم أن العزيز استدعاه بعد الحادثة ليأخذ برأيه.. كما أشارت بعض الروايات أن هذا الشاهد رجل كبير، بينما أخبرت روايات أخرى أنه طفل رضيع. كل هذا جائز. وهو لا يغير من الأمر شيئا. ما يذكره القرآن أن الشاهد أمرهم بالنظر للقميص، فإن كان ممزقا من الأمام فذلك من أثر مدافعتها له وهو يريد الاعتداء عليها فهي صادقة وهو كاذب. وإن كان قميصه ممزقا من الخلف فهو إذن من أثر تملصه منها وتعقبها هي له حتى الباب، فهي كاذبة وهو صادق. فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) (يوسف) فتأكد الزوج من خيانة زوجته عندما رأى قميص يوسف ممزق من الخلف. لكن الدم لم يثر في عروقه ولم يصرخ ولم يغضب. فرضت عليه قيم الطبقة الراقية التي وقع فيها الحادث أن يواجه الموقف بلباقة وتلطف.. نسب ما فعلته إلى كيد النساء عموما. وصرح بأن كيد النساء عموم عظيم. وهكذا سيق الأمر كما لو كان ثناء يساق. ولا نحسب أنه يسوء المرأة أن يقال لها: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ). فهو دلالة على أنها أنثى كاملة مستوفية لمقدرة الأنثى على الكيد. بعدها التفت الزوج إلى يوسف قائلا له: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا) أهمل هذا الموضوع ولا تعره اهتماما ولا تتحدث به. هذا هو المهم.. المحافظة على الظواهر.. ثم يوجه عظة -مختصرة- للمرأة التي ضبطت متلبسة بمراودة فتاها عن نفسها وتمزيق قميصه: (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ). انتهى الحادث الأول.. لكن الفتنة لم تنته.. فلم يفصل سيد البيت بين المرأة وفتاها.. كل ما طلبه هو إغلاق الحديث في هذا الموضوع. غير أن هذا الموضوع بالذات. وهذا الأمر يصعب تحقيقه في قصر يمتلئ بالخدم والخادمات والمستشارين والوصيفات. المشهد الثاني: بدأ الموضوع ينتشر.. خرج من القصر إلى قصور الطبقة الراقية يومها.. ووجدت فيه نساء هذه الطبقة مادة شهية للحديث. إن خلو حياة هذه الطبقات من المعنى، وانصرافها إلى اللهو، يخلعان أهمية قصوى على الفضائح التي ترتبط بشخصيات شهيرة.. وزاد حديث المدينة (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) وانتقل الخبر من فم إلى فم.. ومن بيت إلى بيت.. حتى وصل لامرأة العزيز. المشهد الثالث: فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) (يوسف) عندما سمعت امرأة العزيز بما تتناقله نساء الطبقة العليا عنها، قررت أن تعد مأدبة كبيرة في القصر. وأعدت الوسائد حتى يتكئ عليها المدعوات. واختارت ألوان الطعام والشراب وأمرت أن توضع السكاكين الحادة إلى جوار الطعام المقدم. ووجهت الدعوة لكل من تحدثت عنها. وبينما هن منشغلات بتقطيع اللحم أو تقشير الفاكهة، فاجأتهن بيوسف: وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) بهتن لطلعته، ودهشن. (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) وجرحن أيديهن بالسكاكين للدهشة المفاجئة. (وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ) وهي كلمة تنزيه تقال في هذا الموضع تعبيرا عن الدهشة بصنع الله.. (مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) يتضح من هذه التعبيرات أن شيئا من ديانات التوحيد تسربت لأهل ذلك الزمان. ورأت المرأة أنها انتصرت على نساء طبقتها، وأنهن لقين من طلعة يوسف الدهش والإعجاب والذهول. فقالت قولة المرأة المنتصرة، التي لا تستحي أمام النساء من بنات جنسها وطبقتها، والتي تفتخر عليهن بأن هذا متناول يدها؛ وإن كان قد استعصم في المرة الأولى فهي ستحاول المرة تلو الأخرى إلى أن يلين: انظرن ماذا لقيتن منه من البهر والدهش والإعجاب! لقد بهرني مثلكن فراودته عن نفسه لكنه استعصم، وإن لم يطعني سآمر بسجنه لأذلّه. إنها لم ترى بأسا من الجهر بنزواتها الأنثوية أما نساء طبقتها. فقالتها بكل إصرار وتبجح، قالتها مبيّنة أن الإغراء الجديد تحت التهديد. واندفع النسوة كلهم إليه يراودنه عن نفسه.. كل منهن أرادته لنفسها.. ويدلنا على ذلك أمران. الدليل الأول هو قول يوسف عليه السلام (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) فلم يقل (ما تدعوني إليه).. والأمر الآخر هو سؤال الملك لهم فيما بعد (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ). أمام هذه الدعوات -سواء كانت بالقول أم بالحركات واللفتات- استنجد يوسف بربه ليصرف عنه محاولاتهن لإيقاعه في حبائلهن، خيفة أن يضعف في لحظة أمام الإغراء الدائم، فيقع فيما يخشاه على نفسه. دعى يوسف الله دعاء الإنسان العارف ببشريته، الذي لا يغتر بعصمته؛ فيريد مزيدا من عناية الله وحياطته، ويعاونه على ما يعترضه من فتة وكيد وإغراء. (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) واستجاب له الله.. وصرف عنه كيد النسوة. وهذا الصرف قد يكون بإدخال اليأس في نفوسهن من استجابته لهن، بعد هذه التجربة؛ أو بزيادة انصرافه عن الإغراء حتى ما يحس في نفسه أثرا منه. أو بهما جميعا. وهكذا اجتاز يوسف المحنة الثانية بلطف الله ورعايته، فهو الذي سمع الكيد ويسمع الدعاء، ويعلم ما وراء الكيد وما وراء الدعاء. ما انتهت المحنة الثانية إلا لتبدأ الثالثة.. لكن هذه الثالثة هي آخر محن الشدة. يسجن يوسف عليه السلام والفصل الثالث من حياته: ربما كان دخوله للسجن بسبب انتشار قصته مع امرأة العزيز ونساء طبقتها، فلم يجد أصحاب هذه البيوت طريقة لإسكات هذه الألسنة سوى سجن هذا الفتى الذي دلت كل الآيات على برائته، لتنسى القصة. قال تعالى في سورة (يوسف): ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) (يوسف) وهكذا ترسم الآية الموجزة جو هذا العصر بأكمله.. جو الفساد الداخلي في القصور، جو الأوساط الأرستقراطية.. وجو الحكم المطلق. إن حلول المشكلات في الحكم المطلق هي السجن.. وليس هذا بغريب على من يعبد آلهة متعددة. كانوا على عبادة غير الله.. ولقد رأينا من قبل كيف تضيع حريات الناس حين ينصرفون عن عبادة الله إلى عبادة غيره. وها نحن أولاء نرى في قصة يوسف شاهدا حيا يصيب حتى الأنبياء. صدر قرارا باعتقاله وأدخل السجن. بلا قضية ولا محاكمة، ببساطة ويسر.. لا يصعب في مجتمع تحكمه آلهة متعددة أن يسجن بريء. بل لعل الصعوبة تكمن في محاولة شيء غير ذلك. دخل يوسف السجن ثابت القلب هادئ الأعصاب أقرب إلى الفرح لأنه نجا من إلحاح زوجة العزيز ورفيقاتها، وثرثرة وتطفلات الخدم. كان السجن بالنسبة إليه مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر في ربه. ويبين لنا القرآن الكريم المشهد الأول من هذا الفصل: يختصر السياق القرآني ما كان من أمر يوسف في السجن.. لكن الواضح أن يوسف -عليه السلام- انتهز فرصة وجوده في السجن، ليقوم بالدعوة إلى الله. مما جعل السجناء يتوسمون فيه الطيبة والصلاح وإحسان العبادة والذكر والسلوك. انتهز يوسف -عليه السلام- هذه الفرصة ليحدث الناس عن رحمة الخالق وعظمته وحبه لمخلوقاته، كان يسأل الناس: أيهما أفضل.. أن ينهزم العقل ويعبد أربابا متفرقين.. أم ينتصر العقل ويعبد رب الكون العظيم؟ وكان يقيم عليهم الحجة بتساؤلاته الهادئة وحواره الذكي وصفاء ذهنه، ونقاء دعوته. وفي أحد الأيام، قَدِمَ له سجينان يسألانه تفسير أحلامهما، بعد أن توسما في وجهه الخير. إن أول ما قام به يوسف -عليه السلام- هو طمأنتهما أنه سيؤول لهم الرؤى، لأن ربه علمه علما خاصا، جزاء على تجرده هو وآباؤه من قبله لعبادته وحده، وتخلصه من عبادة الشركاء.. وبذلك يكسب ثقتهما منذ اللحظة الأولى بقدرته على تأويل رؤياهما، كما يكسب ثقتهما كذلك لدينه. ثم بدأ بدعوتهما إلى التوحيد، وتبيان ما هم عليه من الظلال. قام بكل هذا برفق ولطف ليدخل إلى النفوس بلا مقاومة. بعد ذلك فسر لهما الرؤى. بيّن لهما أن أحدها سيصلب، والآخر سينجو، وسيعمل في قصر الملك. لكنه لم يحدد من هو صاحب البشرى ومن هو صاحب المصير السيئ تلطفا وتحرجا من المواجهة بالشر والسوء. وتروي بعض التفاسير أن هؤلاء الرجلين كانا يعملان في القصر، أحدهما طباخا، والآخر يسقي الناس، وقد اتهما بمحاولة تسميم الملك. أوصى يوسف من سينجو منهما أن يذكر حاله عن الملك. لكن الرجل لم ينفذ الوصية. فربما ألهته حياة القصر المزدحمة يوسف وأمره. فلبث في السجن بضع سنين. أراد الله بهذا أن يعلم يوسف -عليه السلام- درسا. فقد ورد في إحدى الرويات أنه جاءه جبريل قال: يا يوسف من نجّاك من إخوتك؟ قال: الله. قال: من أنقذك من الجب؟ قال: الله. قال: من حررك بعد أن صرت عبدا؟ قال: الله. قال: من عصمك من النساء؟ قال: الله. قال: فعلام تطلب النجاة من غيره؟ وقد يكون هذا الأمر زيادة في كرم الله عليه واصطفاءه له، فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد. المشهد الثاني: في هذا المشهد تبدأ نقطة التحول.. التحول من محن الشدة إلى محن الرخاء.. من محنة العبودية والرق لمحنة السلطة والملك. في قصر الحكم.. وفي مجلس الملك: يحكي الملك لحاشيته رؤياه طالبا منهم تفسيرا لها. (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) لكن المستشارين والكهنة لم يقوموا بالتفسير. ربما لأنهم لم يعرفوا تفسيرها، أو أنهم أحسوا أنها رؤيا سوء فخشوا أن يفسروها للملك، وأرادوا أن يأتي التفسير من خارج الحاشية -التي تعودت على قول كل ما يسر الملك فقط. وعللوا عدم التفسير بأن قالوا للملك أنها أجزاء من أحلام مختلطة ببعضها البعض، ليست رؤيا كاملة يمكن تأويلها. المشهد الثالث: وصل الخبر إلى الساقي -الذي نجا من السجن.. تداعت أفكاره وذكره حلم الملك بحلمه الذي رآه في السجن، وذكره السجن بتأويل يوسف لحلمه. وأسرع إلى الملك وحدثه عن يوسف. قال له: إن يوسف هو الوحيد الذي يستطيع تفسير رؤياك. وأرسل الملك ساقيه إلى السجن ليسأل يوسف. ويبين لنا الحق سبحانه كيف نقل الساقي رؤيا الملك ليوسف بتعبيرات الملك نفسها، لأنه هنا بصدد تفسير حلم، وهو يريد أن يكون التفسير مطابقا تماما لما رءاه الملك. وكان الساقي يسمي يوسف بالصديق، أي الصادق الكثير الصدق.. وهذا ما جربه من شأنه من قبل. جاء الوقت واحتاج الملك إلى رأي يوسف.. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ). سُئِلَ يوسف عن تفسير حلم الملك.. فلم يشترط خروجه من السجن مقابل تفسيره. لم يساوم ولم يتردد ولم يقل شيئا غير تفسير الرؤيا.. هكذا ببراءة النبي حين يلجأ إليه الناس فيغيثهم.. وإن كان هؤلاء أنفسهم سجانيه وجلاديه. لم يقم يسوف -عليه السلام- بالتفسير المباشر المجرد للرؤيا. وإنما قدم مع التفسير النصح وطريقة مواجهة المصاعب التي ستمر بها مصر. أفهم يوسف رسول الملك أن مصر ستمر عليها سبع سنوات مخصبة تجود فيها الأرض بالغلات. وعلى المصريين ألا يسرفوا في هذه السنوات السبع. لأن وراءها سبع سنوات مجدبة ستأكل ما يخزنه المصريون، وأفضل خزن للغلال أن تترك في سنابلها كي لا تفسد أو يصيبها السوس أو يؤثر عليها الجو. بهذا انتهى حلم الملك.. وزاد يوسف تأويله لحلم الملك بالحديث عن عام لم يحلم به الملك، عام من الرخاء. عام يغاث فيه الناس بالزرع والماء، وتنمو كرومهم فيعصرون خمرا، وينمو سمسمهم وزيتونهم فيعصرون زيتا. كان هذا العام الذي لا يقابله رمز في حلم الملك. علما خاصا أوتيه يوسف. فبشر به الساقي ليبشر به الملك والناس. المشهد الرابع: عاد الساقي إلى الملك. أخبره بما قال يوسف، دهش الملك دهشة شديدة. ما هذا السجين..؟ إنه يتنبأ لهم بما سيقع، ويوجههم لعلاجه.. دون أن ينتظر أجرا أو جزاء. أو يشترط خروجا أو مكافأة. فأصدر الملك أمره بإخراج يوسف من السجن وإحضاره فورا إليه. ذهب رسول الملك إلى السجن. ولا نعرف إن كان هو الساقي الذي جاءه أول مرة. أم أنه شخصية رفيعة مكلفة بهذه الشؤون. ذهب إليه في سجنه. رجا منه أن يخرج للقاء الملك.. فهو يطلبه على عجل. رفض يوسف أن يخرج من السجن إلا إذا ثبتت براءته. لقد رباه ربه وأدبه. ولقد سكبت هذه التربية وهذا الأدب في قلبه السكينة والثقة والطمأنينة. ويظهر أثر التربية واضحا في الفارق بين الموقفين: الموقف الذي يقول يوسف فيه للفتى: اذكرني عند ربك، والموقف الذي يقول فيه: ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة الاتي قطعن أيدهن، الفارق بين الموقفين كبير. المشهد الخامس: تجاوز السياق القرآني عما حدث بين الملك ورسوله، وردة فعل الملك. ليقف بنا أمام المحاكة. وسؤال الملك لنساء الطبقة العليا عما فعلنه مع يوسف. يبدوا أن الملك سأل عن القصة ليكون على بينة من الظروف قبل أن يبدأ التحقيق، لذلك جاء سؤاله دقيقا للنساء. فاعترف النساء بالحقيقة التي يصعب إنكارها (قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ). وهنا تتقدم المرأة المحبة ليوسف، التي يئست منه، ولكنها لا تستطيع أن تخلص من تعلقها به.. تتقدم لتقول كل شيء بصراحة. يصور السياق القرآني لنا اعتراف امرأة العزيز، بألفاظ موحية، تشي بما وراءها من انفعالات ومشاعر عميقة (أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) شهادة كاملة بإثمها هي، وبراءته ونظافته وصدقه هو. شهادة لا يدفع إليها خوف أو خشية أو أي اعتبار آخر.. يشي السياق القرآني بحافز أعمق من هذا كله. حرصها على أن يحترمها الرجل الذي أهان كبرياءها الأنثوية، ولم يعبأ بفتنتها الجسدية. ومحاولة يائسة لتصحيح صورتها في ذهنه. لا تريده أن يستمر على تعاليه واحتقاره لها كخاطئة. تريد أن تصحح فكرته عنها: (ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ). لست بهذا السوء الذي يتصوره فيني. ثم تمضي في هذه المحاولة والعودة إلى الفضيلة التي يحبها يوسف ويقدرها (وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ). وتمضي خطوة أخرى في هذه المشاعر الطيبة (وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ). إن تأمل الآيات يوحي بأن امرأة العزيز قد تحولت إلى دين يوسف. تحولت إلى التوحيد. إن سجن يوسف كان نقلة هائلة في حياتها. آمنت بربه واعتنقت ديانته. ويصدر الأمر الملكي بالإفراج عنه وإحضاره. يهمل السياق القرآني بعد ذلك قصة امرأة العزيز تماما، يسقطها من المشاهد، فلا نعرف ماذا كان من أمرها بعد شهادتها الجريئة التي أعلنت فيها ضمنا إيمانها بدين يوسف. وقد لعبت الأساطير دورها في قصة المرأة.. قيل: إن زوجها مات وتزوجت من يوسف، فاكتشف أنها عذراء، واعترفت له أن زوجها كان شيخا لا يقرب النساء.. وقيل: إن بصرها ضاع بسبب استمرارها في البكاء على يوسف، خرجت من قصرها وتاهت في طرقات المدينة، فلما صار يوسف كبيرا للوزراء، ومضى موكبه يوما هتفت به امرأة ضريرة تتكفف الناس: سبحان من جعل الملوك عبيدا بالمعصية، وجعل العبيد ملوكا بالطاعة. سأل يوسف: صوت من هذا؟ قيل له: امرأة العزيز. انحدر حالها بعد عز. واستدعاها يوسف وسألها: هل تجدين في نفسك من حبك لي شيئا؟ قالت: نظرة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا يا يوسف.. ناولني نهاية سوطك. فناولها. فوضعته على صدرها، فوجد السوط يهتز في يده اضطرابا وارتعاشا من خفقان قلبها. وقيلت أساطير أخرى، يبدو فيها أثر المخيلة الشعبية وهي تنسج قمة الدراما بانهيار العاشقة إلى الحضيض.. غير أن السياق القرآني تجاوز تماما نهاية المرأة. أغفلها من سياق القصة، بعد أن شهدت ليوسف.. وهذا يخدم الغرض الديني في القصة، فالقصة أساسا قصة يوسف وليست قصة المرأة.. وهذا أيضا يخدم الغرض الفني.. لقد ظهرت المرأة ثم اختفت في الوقت المناسب.. اختفت في قمة مأساتها.. وشاب اختفاءها غموض فني معجز.. ولربما بقيت في الذاكرة باختفائها هذا زمنا أطول مما كانت تقضيه لو عرفنا بقية قصتها. ويبدأ فصل جديد من فصول حياة يوسف عليه السلام: بعد ما رأى الملك من أمر يوسف. براءته، وعلمه، وعدم تهافته على الملك. عرف أنه أمام رجل كريم، فلم يطلبه ليشكره أو يثني عليه، وإنما طلبه ليكون مستشاره. وعندما جلس معه وكلمه، تحقق له صدق ما توسمه فيه. فطمئنه على أنه ذو مكانه وفي أمان عنده. فماذا قال يوسف؟ لم يغرق الملك شكرا، ولم يقل له: عشت يا مولاي وأنا عبدك الخاضع أو خادمك الأمين، كما يفعل المتملقون للطواغيت؛ كلا إنما طالب بما يعتقد أنه قادر على أن ينهض به من الأعباء في الازمة القادمة. كما وأورد القرطبي في تفسيره. أن الملك قال فيما قاله: لو جمعت أهل مصر ما أطاقوا هذا الأمر.. ولم يكونوا فيه أمناء. كان الملك يقصد الطبقة الحاكمة وما حولها من طبقات.. إن العثور على الأمانة في الطبقة المترفة شديد الصعوبة. اعتراف الملك ليوسف بهذه الحقيقة زاد من عزمه على تولي هذا الامر، لأنقاذ مصر وما حولها من البلاد من هذه المجاعة.. قال يوسف: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ). لم يكن يوسف في كلمته يقصد النفع أو الاستفادة. على العكس من ذلك. كان يحتمل أمانة إطعام شعوب جائعة لمدة سبع سنوات.. شعوب يمكن أن تمزق حكامها لو جاعت.. كان الموضوع في حقيقته تضحية من يوسف. لا يثبت السياق القرآني أن الملك وافق.. فكأنما يقول القرآن الكريم إن الطلب تضمن الموافقة.. زيادة في تكريم يوسف، وإظهار مكانته عند الملك.. يكفي أن يقول ليجاب.. بل ليكون قوله هو الجواب، ومن ثم يحذف رد الملك.. ويفهمنا شريط الصور المعروضة أن يوسف قد صار في المكان الذي اقترحه. وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض.. صار مسؤولا عن خزائن مصر واقتصادها.. صار كبيرا للوزراء.. وجاء في رواية أن الملك قال ليوسف: يا يوسف ليس لي من الحكم إلا الكرسي.. ولا ينبئنا السياق القرآني كيف تصرف يوسف في مصر.. نعرف أنه حكيم عليم.. نعرف أنه أمين وصادق.. لا خوف إذا على اقتصاد مصر. المشهد الثاني من هذا الفصل: دارت عجلة الزمن.. طوى السياق دورتها، ومر مرورا سريعا على سنوات الرخاء، وجاءت سنوات المجاعة.. وهنا يغفل السياق القرآني بعد ذلك ذكر الملك والوزراء في السورة كلها.. كأن الأمر كله قد صار ليوسف. الذي اضطلع بالعبء في الأزمة الخانقة الرهيبة. وأبرز يوسف وحده على مسرح الحوادث, وسلط عليه كل الأضواء. أما فعل الجدب والمجاعة فقد أبرزه السياق في مشهد إخوة يوسف, يجيئون من البدو من أرض كنعان البعيدة يبحثون عن الطعام في مصر. ومن ذلك ندرك اتساع دائرة المجاعة, كما كيف صارت مصر - بتدبير يوسف - محط أنظار جيرانها ومخزن الطعام في المنطقة كلها. لقد اجتاح الجدب والمجاعة أرض كنعان وما حولها. فاتجه إخوة يوسف - فيمن يتجهون - إلى مصر. وقد تسامع الناس بما فيها من فائض الغلة منذ السنوات السمان. فدخلوا على عزيز مصر, وهم لا يعلمون أن أخاهم هو العزيز. إنه يعرفهم فهم لم يتغيروا كثيرا. أما يوسف فإن خيالهم لا يتصور قط أنه العزيز! وأين الغلام العبراني الصغير الذي ألقوه في الجب منذ عشرين عاما أو تزيد من عزيز مصر شبه المتوج في سنه وزيه وحرسه ومهابته وخدمه وحشمه وهيله وهيلمانه? ولم يكشف لهم يوسف عن نفسه. فلا بد من دروس يتلقونها: (فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ). ولكنا ندرك من السياق أنه أنزلهم منزلا طيبا, ثم أخذ في إعداد الدرس الأول: ( وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ). فنفهم من هذا أنه تركهم يأنسون إليه, واستدرجهم حتى ذكروا له من هم على وجه التفصيل, وأن لهم أخا صغيرا من أبيهم لم يحضر معهم لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه. فلما جهزهم بحاجات الرحلة قال لهم: إنه يريد أن يرى أخاهم هذا. (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ). وقد رأيتم أنني أوفي الكيل للمشترين. فسأوفيكم نصيبكم حين يجيء معكم; ورأيتم أنني أكرم النزلاء فلا خوف عليه بل سيلقى مني الإكرام المعهود: (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ). ولما كانوا يعلمون كيف يضن أبوهم بأخيهم الأصغر - وبخاصة بعد ذهاب يوسف - فقد أظهروا أن الأمر ليس ميسورا, وإنما في طريقه عقبات من ممانعة أبيهم, وأنهم سيحاولون إقناعه, مع توكيد عزمهم - على الرغم من هذه العقبات - على إحضاره معهم حين يعودون: (قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ). ولفظ (نراود) يصور الجهد الذي يعلمون أنهم باذلوه. أما يوسف فقد أمر غلمانه أن يدسوا البضاعة التي حضر بها إخوته ليستبدلوا بها القمح والعلف. وقد تكون خليطا من نقد ومن غلات صحراوية أخرى من غلات الشجر الصحراوي, ومن الجلود وسواها مما كان يستخدم في التبادل في الأسواق. أمر غلمانه بدسها في رحالهم - والرحل متاع المسافر - لعلهم يعرفون حين يرجعون أنها بضاعتهم التي جاءوا بها. المشهد الثالث: ندع يوسف في مصر . لنشهد يعقوب وبنيه في أرض كنعان. رجع الأخوة إلى أبيهم.. وقبل أن ينزلوا أحمال الجمال ويفكوا متاعهم، دخلوا على أبيهم. قائلين له بعتاب: إن لم ترسل معنا أخانا الصغير في المرة القادمة فلن يعطينا عزيز مصر الطعام. وختموا كلامهم بوعد جديد ليعقوب عليه السلام (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). ويبدوا أن هذا الوعد قد أثار كوامن يعقوب. فهو ذاته وعدهم له في يوسف! فإذا هو يجهز بما أثاره الوعد من شجونه: قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) (يوسف) وفتح الأبناء أوعيتهم ليخرجوا ما فيها من غلال.. فإذا هم يجدون فيها بضاعتهم التي ذهبوا يشترون بها.. مردودة إليهم مع الغلال والطعام.. ورد الثمن يشير إلى عدم الرغبة في البيع، أو هو إنذار بذلك.. وربما كان إحراجا لهم ليعودوا لسداد الثمن مرة أخرى. وأسرع الأبناء إلى أبيهم (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي) ..لم نكذب عليك.. لقد رد إلينا الثمن الذي ذهبنا نشتري به. هذا معناه أنهم لن يبيعوا لنا إلا إذا ذهب أخونا معنا. واستمر حوارهم مع الأب.. أفهموه أن حبه لابنه والتصاقه به يفسدان مصالحهم، ويؤثران على اقتصادهم، وهم يريدون أن يتزودوا أكثر، وسوف يحفظون أخاهم أشد الحفظ وأعظمه.. وانتهى الحوار باستسلام الأب لهم.. بشرط أن يعاهدوه على العودة بابنه، إلا إذا خرج الأمر من أيديهم وأحيط بهم.. نصحهم الأب ألا يدخلوا -وهم أحد عشر رجلا- من باب واحد من أبواب بمصر.. كي لا يستلفتوا انتباه أحد.. وربما خشي عليهم أبوهم شيئا كالسرقة أو الحسد.. لا يقول لنا السياق القرآني ماذا كان الأب يخشى، ولو كان الكشف عن السبب مهما لقيل. المشهد الرابع: عاد إخوة يوسف الأحد عشر هذه المرة. وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69) (يوسف) يقفز السياق قفزا إلى مشهد يوسف وهو يحتضن أخاه ويكشف له وحده سر قرابته، ولا ريب أن هذا لم يحدث فور دخول الإخوة على يوسف، وإلا لانكشفت لهم قرابة يوسف، إنما وقع هذا في خفاء وتلطف، فلم يشعر إخوته، غير أن السياق المعجز يقفز إلى أول خاطر ساور يوسف عند دخولهم عليه ورؤيته لأخيه.. وهكذا يجعله القرآن أول عمل، لأنه أول خاطر، وهذه من دقائق التعبير في هذا الكتاب العظيم. يطوي السياق كذلك فترة الضيافة، وما دار فيها بين يوسف وإخوته، ويعرض مشهد الرحيل الأخير.. ها هو ذا يوسف يدبر شيئا لإخوته.. يريد أن يحتفظ بأخيه الصغير معه. يعلم أن احتفاظه بأخيه سيثير أحزان أبيه، وربما حركت الأحزان الجديدة أحزانه القديمة، وربما ذكره هذا الحادث بفقد يوسف.. يعلم يوسف هذا كله.. وها هو ذا يرى أخاه.. وليس هناك دافع قاهر لاحتفاظه به، لماذا يفعل ما فعل ويحتفظ بأخيه هكذا!؟ يكشف السياق عن السر في ذلك.. إن يوسف يتصرف بوحي من الله.. يريد الله تعالى أن يصل بابتلائه ليعقوب إلى الذروة.. حتى إذا جاوز به منطقة الألم البشري المحتمل وغير المحتمل، ورآه صابرا رد عليه ابنيه معا، ورد إليه بصره. أمر يوسف -عليه السلام- رجاله أن يخفوا كأس الملك الذهبية في متاع أخيه خلسة.. وكانت الكأس تستخدم كمكيال للغلال.. وكانت لها قيمتها كمعيار في الوزن إلى جوار قيمتها كذهب خالص. أخفى الكأس في متاع أخيه.. وتهيأ إخوة يوسف للرحيل، ومعهم أخوهم.. ثم أغلقت أبواب العاصمة.. (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)..!! كانت صرخة الجند تعني وقوف القوافل جميعا.. وانطلق الاتهام فوق رؤوس الجميع كقضاء خفي غامض.. أقبل الناس، وأقبل معهم إخوة يوسف..( مَّاذَا تَفْقِدُونَ)؟ هكذا تسائل إخوة يوسف.. قال الجنود: (نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ).. ضاعت كأسه الذهبية.. ولمن يجيء بها مكافأة.. سنعطيه حمل بعير من الغلال. قال إخوة يوسف ببراءة: لم نأت لنفسد في الأرض ونسرق! قال الحراس (وكان يوسف قد وجههم لما يقولونه): أي جزاء تحبون توقيعه على السارق؟ قال إخوة يوسف: في شريعتنا نعتبر من سرق عبدا لمن سرقه. قال الحارس: سنطبق عليكم قانونكم الخاص.. لن نطبق عليكم القانون المصري الذي يقضي بسجن السارق. كانت هذه الإجابة كيدا وتدبيرا من الله تعالى، ألهم يوسف أن يحدث بها ضباطه.. ولولا هذا التدبير الإلهي لامتنع على يوسف أن يأخذ أخاه.. فقد كان دين الملك أو قانونه لا يقضي باسترقاق من سرق. وبدأ التفتيش. كان هذا الحوار على منظر ومسمع من يوسف، فأمر جنوده بالبدء بتفتيش رحال أخوته أولا قبل تفتيش رحل أخيه الصغير. كي لا يثير شبهة في نتيجة التفتيش. اطمأن إخوة يوسف إلى براءتهم من السرقة وتنفسوا الصعداء، فلم يبقى إلا أخوهم الصغير. وتم استخراج الكأس من رحله. فأمر يوسف بأخذ أخيه عبدا، قانونهم الذي طبقه القضاء على الحادث. أعقب ذلك مشهد عنيف المشاعر.. إن إحساس الإخوة براحة الإنقاذ والنجاة من التهمة، جعلهم يستديرون باللوم على شقيق يوسف (قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) إنهم يتنصلون من تهمة السرقة.. ويلقونها على هذا الفرع من أبناء يعقوب. سمع يوسف بأذنيه اتهامهم له، وأحس بحزن عميق.. كتم يوسف أحزانه في نفسه ولم يظهر مشاعره.. قال بينه وبين نفسه(أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ). لم يكن هذا سبابا لهم، بقدر ما كان تقريرا حكيما لقاعدة من قواعد الأمانة. أراد أن يقول بينه وبين نفسه: إنكم بهذا القذف شر مكانا عند الله من المقذوف، لأنكم تقذفون بريئين بتهمة السرقة.. والله أعلم بحقيقة ما تقولون. سقط الصمت بعد تعليق الإخوة الأخير.. ثم انمحى إحساسهم بالنجاة، وتذكروا يعقوب.. لقد أخذ عليهم عهدا غليظا، ألا يفرطوا في ابنه. وبدءوا استرحام يوسف: يوسف أيها العزيز.. يوسف أيها الملك.. إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قال يوسف بهدوء: كيف تريدون أن نترك من وجدنا كأس الملك عنده.. ونأخذ بدلا منه أنسانا آخر..؟ هذا ظلم.. ونحن لا نظلم. كانت هي الكلمة الأخيرة في الموقف. وعرفوا أن لا جدوى بعدها من الرجاء، فانسحبوا يفكرون في موقفهم المحرج أمام أبيهم حين يرجعون. المشهد الخامس: عقدوا مجلسا يتشاورون فيه. لكن السياق القرآني لا يذكر أقوالهم جميعا. إنما يثبت آخرها الذي يكشف عما انتهوا إليه. ذكر القرآن قول كبيرهم إذ ذكّرهم بالموثق المأخوذ عليهم، كما ذكرهم بتفريطهم في يوسف من قبل. ثم يبين قراره الجازم: ألا يبرح مصر، وألا يواجه أباه، إلا أن يأذن أبوه، أو يقضي الله له بحكم، فيخض له وينصاع. وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم فيخبروه صراحة بأن ابنه سرق، فَاُخِذَ بما سرق. ذلك ما علموه شهدوا به. أما إن كان بريئا، وكا هناك أمر وراء هذا الظاهر لا يعلمونه، فهم غير موكلين بالغيب. وإن كان في شك من قولهم فليسأل أهل القرية التي كانوا فيها -أي أهل مصر- وليسأل القافلة التي كانوا فيها، فهم لم يكونوا وحدهم، فالقوافل الكثيرة كانت ترد مصر لتأخذ الطعام. المشهد السادس: فعل الأبناء ما أمرهم به أخوهم الكبير، وحكوا ليعقوب -عليه السلام- ما حدث. استمع يعقوب إليهم وقال بحزن صابر، وعين دامعة: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) كلمته ذاتها يوم فقد يوسف.. لكنه في هذه المرة يضيف إليها الأمل أن يرد الله عليه يوسف وأخاه فيرد ابنه الآخر المتخلف هناك. هذا الشعاع من أين جاء إلى قلب هذا الرجل الشيخ؟ إنه الرجاء في الله، والاتصال الوثيق به، والشعور بوجوده ورحمته. وهو مؤمن بأن الله يعلم حاله، ويعلم ما وراء هذه الأحداث والامتحانات. ويأتي بكل أمر في وقته المناسب، عندما تتحق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج. (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) وهي صورة مؤثرة للوالد المفجوع. يحس أنه منفرد بهمه، وحيد بمصابه، لا تشاركه هذه القلوب التي حوله ولا تجاوبه، فينفرد في معزل، يندب فجيعته في ولده الحبيب يوسف. الذي لم ينسه، ولم تهوّن من مصيبته السنون، والذي تذكره به نكبته الجديدة في أخيه الأصغر فتغلبه على صبره الجميل. أسلمه البكاء الطويل إلى فقد بصره.. أو ما يشبه فقد بصره. فصارت أمام عينيه غشاوة بسبب البكاء لا يمكن أن يرى بسببها. والكظيم هو الحزين الذي لا يظهر حزنه. ولم يكن يعقوب -عليه السلام- يبكي أمام أحد.. كان بكاؤه شكوى إلى الله لا يعلمها إلا الله. ثم لاحظ أبناؤه أنه لم يعد يبصر ورجحوا أنه يبكي على يوسف، وهاجموه في مشاعره الإنسانية كأب.. حذروه بأنه سيهلك نفسه: قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86) (يوسف) ردهم جواب يعقوب إلى حقيقة بكائه.. إنه يشكو همه إلى الله.. ويعلم من الله ما لا يعلمون.. فليتركوه في بكائه وليصرفوا همهم لشيء أجدى عليهم (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) إنه يكشف لهم في عمق أحزانه عن أمله في روح الله.. إنه يشعر بأن يوسف لم يمت كما أنبئوه.. لم يزل حيا، فليذهب الإخوة بحثا عنه.. وليكن دليلهم في البحث، هذا الأمل العميق في الله. المشهد السابع: تحركت القافلة في طريقها إلى مصر.. إخوة يوسف في طريقهم إلى العزيز.. تدهور حالهم الاقتصادي وحالهم النفسي.. إن فقرهم وحزن أبيهم ومحاصرة المتاعب لهم، قد هدت قواهم تماما.. ها هم أولاء يدخلون على يوسف.. معهم بضاعة رديئة.. جاءوا بثمن لا يتيح لهم شراء شيء ذي بال.. وعندما دخلوا على يوسف - عليه السلام- رجوه أن يتصدق عليهم (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) انتهى الأمر بهم إلى التسول.. إنهم يسألونه أن يتصدق عليهم.. ويستميلون قلبه، بتذكيره أن الله يجزي المتصدقين. عندئذ.. وسط هوانهم وانحدار حالهم.. حدثهم يوسف بلغتهم، بغير واسطة ولا مترجم: قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) (يوسف) يكاد الحوار يتحرك بأدق تعبير عن مشاعرهم الداخلية.. فاجأهم عزيز مصر بسؤالهم عما فعلوه بيوسف.. كان يتحدث بلغتهم فأدركوا أنه يوسف.. وراح الحوار يمضي فيكشف لهم خطيئتهم معه.. لقد كادوا له وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ مرت السنوات، وذهب كيدهم له.. ونفذ تدبير الله المحكم الذي يقع بأعجب الأسباب.. كان إلقاؤه في البئر هو بداية صعوده إلى السلطة والحكم.. وكان إبعادهم له عن أبيه سببا في زيادة حب يعقوب له. وها هو ذا يملك رقابهم وحياتهم، وهم يقفون في موقف استجداء عطفه.. إنهم يختمون حوارهم معه بقولهم (قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) إن روح الكلمات واعترافهم بالخطأ يشيان بخوف مبهم غامض يجتاح نفوسهم.. ولعلهم فكروا في انتقامه منهم وارتعدت فرائصهم.. ولعل يوسف أحس ذلك منهم فطمأنهم بقوله (قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) لا مؤاخذة، ولا لوم، انتهى الأمر من نفسي وذابت جذوره.. لم يقل لهم إنني أسامحكم أو أغفر لكم، إنما دعا الله أن يغفر لهم، وهذا يتضمن أنه عفا عنهم وتجاوز عفوه، ومضى بعد ذلك خطوات.. دعا الله أن يغفر لهم.. وهو نبي ودعوته مستجابة.. وذلك تسامح نراه آية الآيات في التسامح. ها هو ذا يوسف ينهي حواره معهم بنقلة مفاجئة لأبيه.. يعلم أن أباه قد ابيضت عيناه من الحزن عليه.. يعلم أنه لم يعد يبصر.. لم يدر الحوار حول أبيه لكنه يعلم.. يحس قلبه.. خلع يوسف قميصه وأعطاه لهم (اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ). وعادت القافلة إلى فلسطين. المشهد الثامن: ما أنت خرجت القافلة من مصر، حتى قال يعقوب -عليه السلام- لمن حوله في فلسطين: إني أشم رائحة يوسف، لولا أنكم تقولون في أنفسكم أنني شيخ خرِف لصدقتم ما أقول. فرد عليه من حوله (). لكن المفاجأة البعيدة تقع. وصلت القافلة، وألقى البشير قميض يوسف على وجه يعقوب -عليهما السلام- فارتدّ بصره. هنا يذكر يعقوب حقيقة ما يعلمه من ربه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ). فاععترف الأخوة بخطئهم، وطلبوا من أباهم الاستغفار لهم، فهو نبي ودعاءه مستجاب. إلا أن يعقوب عليه السلام (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ونلمح هنا أن في قلب يعقوب شيئا من بنيه، وأنه لم يصف لهم بعد، وإن كان يعدهم باستغفار الله لهم بعد أن يصفو ويسكن ويستريح. ها هو المشهد الأخير في قصة يوسف: بدأت قصته برؤيا.. وها هو ذا الختام، تأويل رؤياه: فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) (يوسف) تأمل الآن مشاعره ورؤياه تتحقق.. إنه يدعو ربه (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).. هي دعوة واحدة.. تَوَفَّنِي مُسْلِمًا
  21. لاحول ولا قوه الا بالله إلهي أذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً .. إلهي .. أذهب البأس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لا كاشف له إلا أنت .. يارب العالمين آمين .. إلهي .. إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك و سترك الجميل أن تشفيها و تمدها بالصحة و العافية .. إن شاء الله ترجع أحسن من الاول يا رب
  22. دكتور في كلية هندسة تعدى على النبي صلى الله عليه وسلم بتاريخ : منذ 3 ساعات الساعة : 07:42 PM مظاهرة أمام مشيخة الأزهر اعتراضاً على دكتور في كلية هندسة سب النبي صلى الله عليه وسلم وتهجم على العلماء وشيخ الأزهر قام عدد من الناشطين في جامعة الأزهر بعمل مظاهرة حاشدة أمام مشيخة الأزهر إعتراضاً على دكتور محمد رضا محرم دكتور متفرغ بقسم هندسة التعدين بجامعة الأزهر واعتراضاً على أقواله المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وشيوخ وعلماء الأزهر . يُذكر أن هذا الدكتور قال على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أكبر علماني ثم انتقد شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي وسب شيخ الازهر أحمد طيب وبدء في الهجوم على المشايخ وسب الإمام البخاري وابن القيم والشيخ ابن تيمية وغيرهم من العلماء مما أثار غضب الطلاب وقاموا بعمل مظاهرة واعتصام أمام مشيخة الأزهر .
  23. السلام عليكم و رحمه الله و بركاته أخواني و أخواتي أعضاء منتدانا الغالي لكم مني كل التحيه يعلم الله كم هو مدي أشتياقي لكم و لكل ركن و سطر في منتدانا الله أسأل أن لا يكتب لنا الفراق و أن يجعل منتدانا الغالي خير دار و سبيل لنا للجنه إن شاء الله المهم ,, و أنا جايه قلت بما أن المنتدي واحشني جدا و وحشني الكتابه فيه فقلت مادخلش عليكم كدا بأيدي فاضيه و جبتلكم معايا خبر جميييييييييل جداً لشخصيه عزيزه علي قلوبنا جميعاً و علي قلبي أنا شخصياً أمنا الغاليه ( عاشقه الفردوس ) زهره المنتدي و منبع الحب و الحنان الذي يفيض علينا في كل كلمه و العقل الرزين الذي يزن الامور بميزان الأخره قبل الدنيا لن أطيل في مدحك أمي فأنا أعلم أن ما بداخلي تجاهك بداخل كل قلوب محبيكي كان لي حوار مع أمي الحبيبه حول أرتداء النقاب و طال النقاش حول العقبات و ما يواجه المنتقبه من متاعب في ذلك الوقت و تتطرقنا إلي موضوع شخصي يحول بيني و بين هذه الخطوه أنتهي كلامنا علي أن من يفعل شئ يريد به مرضاه الله سبحانه فإن الله سييسر له هذا الحال و علي الرغم من أن الموضوع كان حول رغبتي أنا في ذلك إلا إن المبادره كانت من أمي الحبيبه في هذا فقد تفاجأت بأرتدائها له فحقاً تلك هي القلوب المؤمنه حقاً فحين أرادت فعلت ، حين وجدت أن في ذلك طاعه لربها فلم تتردد أمي الحبيبه دمتي لي فخر و مثلاً يُحتذي به للإنسانه المؤمنه حقاً الطائعه لربها حباً له و أملاً في جنته و لكي يا من تترددين و تحاورين أهدي هذي الكلمات اختاه يا امة الاله تحشمي لا ترفعي عنك النقاب فتندمي صوني جمالك ان اردت كرامة كي لا يصول عليك ادني ضيغم لا تعرضي عن هدي ربك ساعة عضي عليه مدي الحياة لنتعمي ما كان ربك جائرا في شرعه فاستمسكي بعراه حتي تنعمي ودعي هراء القائلين سفاهه ان التقدم في السفور الاعجم حلل التبرج ان اردت رخيصة اما العفاف فدونه سفك الدم لا تعرضي هذا الجمال علي الوري الا لزوج او قريب محرم انا لا اريد بان اراك جهولة ان الجهالة مرة كالعلقم فتعلمي وتثقفي وتنوري والحق يا اختاه ان تتعلمي ولكني امسي واصبح قائلة اختاه يا امة الاله تحشمي يله يا جماعه كلنا نبارك لأمنا الحبيبه و نسأل الله لها دوام العفه و الطهاره و لسائر بنات المسلمين
  24. جميله لكن بما أن الموضوع تحت التعديل فردي لن يكون كامل الان أعتقد ان حضرتك فعلا كنت مستعجل شويه او شويتين أثناء الكتايه هذا ليس تقييم أو تعديل و لكن لأننا نتمني أن نري منك كل ما هو مبدع فإلي الامام دائما يا رب
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..