-
عدد المشاركات
1,346 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
36
كل منشورات العضو ابن تيميــــة
-
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد حضرتْ مع زوجها لأداء مناسك الحج.. كان السفر بحرًا بالباخرة.. طافوا.. سعوا.. وبعرفات وقفوا.. دعوا ورجوا.. وللعبرات سكبوا.. وفي طريق العودة كانت المفاجأة! يقول زوجها: بينما أنا وزوجتي وأولادي نتجاذب أطراف الحديث في كابينة بالباخرة إذ سمعنا جلبة وصراخًا ووقعَ أقدام، خرجْتُ لأستطلع الأمر فإذا بالناس يصرخون: السفينة تغرق.. السفينة تغرق.. فرجعت خائفًا مذعورًا وقلت لزوجتي: هيا لنخرج.. السفينة تغرق! فقالت: لا لن أخرج! ماذا تقولين؟ قالت: لن أخرج حتى ألبس حجابي كاملاً: هل جننتِ؟ هل تريدين الموت؟ ومن ينظر إليك في هذه الحالة؟ وحاولت معها، لكنها أصرت.. لن أخرج حتى ألبس الحجاب الذي أمرني به ربي كاملاً.. استسلمت للأمر الواقع.. كانت مطمئنة.. لا تبدو عليها علامات الخوف ولا الهلع. وبينما أنا وهي نحاول النجاة أمسكت بيدي وضغطت عليها وقالت: هل أنت راض عني؟ فرددت: وهل هذا وقته؟ فأصرت: فقلت: نعم. فرحتْ واستبشرت. حاولنا النجاة، لكن القدر غالب.. حال الموج بيني وبينها.. نجوت أنا وأولادي.. وبعد جهد الإنقاذ ذهبت أبحث عنها في الأموات. فكانت المفاجأة! وجدتها ميتة في حجابها الكامل! رحمها الله وأدخلها الجنة آمين. "القصة بتصرف يسير". عبرة: هذه تمسكت بحجابها وهي في هذا الموقف الشديد العصيب؛ فكيف بمن تتهاون به وهي خارجة إلى السوق أو الجامعة؟ مع أن الحكم الشرعي هو أن الضرورات تبيح المحظورات، لكن الحقيقة أن السفينة تغرق في عدة ساعات، ودقائق لبس الحجاب لن تؤخر من الأمر شيئًا. هذه أطاعت ربها فأكرمها وأحسن خاتمتها فماذا عن غيرها؟! القصة التالية تجيب عن هذا السؤال: فتاة جامعية.. مفتاح من مفاتيح الشر.. لم تكتف بمعصيتها حتى دعت غيرها لتقليدها! فكانت كلما رأت صاحبة لها قالت: حاجباك جميلان، لكن لو نمصت (رققت) قليلاً لصرت أجمل! لعبت بعقول الكثيرات. تقول أختها: في أحد الأيام وبعد عودتنا من الجامعة. أحست بألم في بطنها.. ذهبنا إلى المستشفى.. فحوصات وتحليلات ثم قال الطبيب لأبيها: أريدك على انفراد!! عاد أبي وقد امتلأت عيناه بالدموع.. ما الخبر؟ مغص بسيط.. لكنها ستبيت بالمستشفى لإجراء بعض الفحوصات.. عدنا للبيت سألته ماذا بها؟ فرد: إن الطبيب مشتبه في سرطان بالمعدة! في الصباح ذهبنا إليها... كانت تعتصر ألمًا.. دعونا الطبيب.. طلبت منه الدواء فقال: عندنا دواء، لكنه يؤدي إلى تساقط الشعر (الرأس – الحواجب)! قالت: لا أريده سأتحمل.. اشتد بها الألم.. استدعينا الطبيب.. أعطني الدواء.. سيسقط الشعر؟ قالت: ولو أسقط عيوني! بدؤوا في العلاج وبدأ شعرها يتساقط.. لم تبق في رأسها شعرة! لم أستطع أن أنظر إليها.. ثم أخذتْ الحواجب تتساقط.. تذكرت كلماتها للزميلات.. كم مرة نمصتهما! وكم دعت غيرها للمعصية (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ) (رواه البخاري ومسلم)، ثم أصبح وجهها يتحول للون الأحمر فتغطيه ليس لأجل الحجاب وإنما حياء منا!". (انتهت القصة). إنه الجزاء مِن جنس العمل.. وكما تدين تدان.. "لقد جاءت العقوبة في آلة المعصية"؛ فهل مِن معتبر؟! أختي المسلمة: لم المغامرة؟ لم التجريب؟ ليس لنا إلا عمر واحد.. وفرصة واحدة.. هما طريقان أيهما سلكنا وردنا على أهله، فكما لا يرجى من الشوك العنب، كذلك لا ينزل الله الفجار منازل الأبرار؛ فأي الطريقين تسلكين؟! ما خلقنا الله إلا للعبودية، والمرأة المسلمة تزيد فوق الأمر بالصلاة والصيام والحج وسائر العبادات.. تزيد أمرًا آخر؛ وهو الأمر بالحجاب، إذن فالآمر هو الله. وكذا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لا يكون مِن ورائه إلا كل خير في الدنيا والآخرة؛ ولذا أقول: أمامكِ طريقان: إما الحجاب والاحتشام والعفاف، وإما التبرج والسفور والابتذال، ولكل منهما معالم وأوصاف وخصائص. أما الطريق الأول: فطريق أمهات المؤمنين ومَن تبعهن مِن المسلمات بإحسان إلى يوم الدين، طريق العفاف والحجاب، وأما ميزاته وثمراته فكثيرة.. منها: الحجاب طاعة لله وعبودية: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا) (الأحزاب:36)، وقد أمر الله بالحجاب في أكثر من آية، منها: قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59)، وقال -تعالى- للمؤمنات: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (النور:31)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، فهو طاعة أُمرتْ بها: كالصلاة والصيام؛ فهل تقول مسلمة: لا أصلي حتى أقتنع مثلاً؟! هذا لا يكون من المسلمة المحبة المعظـِّمة لربها سبحانه و-تعالى-. الحجاب عفة: فبعد أن أمر الله النساء بالحجاب قال: (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ) أي: بالعفة. (فَلا يُؤْذَيْنَ): فلا يتعرضن لهن الفساق بالأذى. وهذا واقع مشاهد. الحجاب طهارة: قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (الأحزاب:53)، فالحجاب طهارة للقلوب؛ لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب، وإذا غض الإنسان بصره كف القلب شهوته، والحجاب عون له على ذلك. الحجاب ستر: والله يحب الستر، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّما امْرَأةٍ نَزَعَتْ ثِيابَها في غَيْرِ بَيْتِها خَرَقَ الله -عَزّ َوجَلَّ- عَنْها سِتْرَهُ) (رواه أحمد والطبراني والحاكم، وصححه الألباني)، والجزاء مِن جنس العمل. ولما نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجال عن إسبال الإزار بقوله: (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: (يُرْخِينَ شِبْرًا). فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفَ أَقْدَامُهُنَّ. قَالَ: (فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لاَ يَزِدْنَ عَلَيْهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، انظري أُختاه لشدة حرصهن على الستر، أمك "أم سلمة" -رضي الله عنها- تحرص على إطالة ثوبها وتخشى مِن انكشاف قدميها، وتناقش في ذلك.. فماذا عمن ترفع ثوبها أو تضيقه ليصف جسدها؟! بل وتناقش فيه أيضا؟! الحجاب إيمان: ولذا نرى آيات الحجاب تركز على هذه الصفة: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ) (النور:31)، (وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ)، ولما دخل نسوة على عائشة -رضي الله عنها- وعليهن ثياب رقاق قالت لهن: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات" (القرطبي 14/244). الحجاب غيرة: فالرجل السوي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ومحارمه خلافًا لمن يقر السوء في أهله ولا ينكره، يقول علي -رضي الله عنه-: "أَلا تَسْتَحْيُونَ أَوْ تَغَارُونَ؟ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءَكُمْ يَخْرُجْنَ فِي الأَسْوَاقِ يُزَاحِمْنَ الْعُلُوجَ" (رواه أحمد، وصححه الشيخ أحمد شاكر في المسند). وهذه قصة مِن قصص الغيرة ذكرها الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تاريخه، قال: "تقدمت امرأة إلى قاضي الري، فادعت على زوجها صداقها خمسمائة دينار، فأنكره فجاءت ببينة تشهد لها به، فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا؟ فلما صمموا على ذلك قال الزوج: لا تفعلوا، هي صادقة فيما تدعيه، فأقر بما أدعت ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها، فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه: "هو في حِلٍ من صداقي عليه في الدنيا والآخرة" (البداية والنهاية 11/81). مع أن الحكم الشرعي جواز كشف الوجه في هذه الحالة. الحجاب حياء: فلكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء، (إنَّ الحَيَاءَ والإِيمانَ قُرِنا جَميعاً فإذا رُفِعَ أحدُهُما رُفِعَ الآخَرُ) (رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني)، وفي قوله -تعالى- عن ابنة الرجل الصالح شعيب لما أتت موسى -عليه السلام-: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) (القصص:25)، قال عمر -رضي الله عنه-: " جاءت تمشي على استحياء، قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع، خراجة ولاجة" (تفسير ابن كثير 6/238). والسلفع: الجريئة. ولاجة خراجة: كثيرة الولوج، وهو الدخول وكثرة الخروج. وانظري لحياء عائشة -رضي الله عنها- وهي تقول: "كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِي الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَبِي فَأَضَعُ ثَوْبِي، وَأَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ فَوَاللهِ مَا دَخَلْتُهُ إِلا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي؛ حَيَاءً مِنْ عُمَرَ" (رواه أحمد، وصححه الألباني). فإذا كان هذا حياء عائشة مِن ميت.. فأين حياء النساء مِن الأحياء.. ؟! وتأملي معي الموقف التالي لامرأة أعجمية روسية، وقد أراد الروس استخراج بطاقات للنساء فباتت تبكي مِن الهم.. كيف تكشف وجهها للرجال! حتى ألهمت مخرجًا لذلك! فكان أن سودت وجهها بالفحم فظنوها سوداء والتقطت لها الصورة على ذلك! ونحن نقول هذه ضرورة تجيز للمرأة أن تكشف وجهها ولا داعي لتسويد الوجه، لكني أقول: هذا حياء امرأة أعجمية ليست عربية فأين نساؤنا منها؟ وأخرى تذهب للطبيب لألم في أذنها وهي مسنة فتكشف له عن أذنها فيقول لها: يا أمي أنا مثل ولدك! لا حرج عليك، فترد: أنت لا تريد إلا أذني وقد كشفتها لك! ما أجمل الحياء! إنه الحياء الذي إن غاب فعل الإنسان ما شاء.. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) (رواه البخاري). الحجاب مِن تقوى الله: قال الله -تعالى- (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (الأعراف:26)، فلبس المرأة للحجاب مِن تقوى الله -عز وجل-، وهو وقاية لها مِن عقابه -سبحانه-. تلك وباختصار ثمار وفضائل وخيرات وبركات الحجاب.. وفي المقابل: نرى الطريق الثاني؛ طريق التبرج وعلى رأسه: إبليس -لعنه الله- ومَن تبعه مِن أعداء الإسلام، وكل مَن يريد للمسلمين التعري والتكشف وترك الحجاب.. إنه طريق التبرج.. طريق المعصية، ومِن ورائه أضرار ومخاطر كثيرة، منها: التبرج معصية لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ أَبَى). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى) (رواه البخاري). التبرج يجلب اللعن والطرد مِن -رحمة الله-: قال -صلى الله عليه وسلم-: (سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ.. ) (رواه أحمد وابن حبان، وحسنه الألباني)، فهي تستر بعض بدنها وتكشف بعضه أو تلبس الثياب الرقيقة أو الضيقة فكأنها عارية، وتعظم رأسها وتكبرها بتكويرها ونحو ذلك.. التبرج من صفات أهل النار: قال -صلى الله عليه وسلم-: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) (رواه مسلم). التبرج نفاق: قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْوَدُودُ الْوَلُودُ الْمَوَاتِيَةُ الْمُوَاسِيَةُ إِذَا اتَّقَيْنَ اللَّهَ، وَشَرُّ نِسَائِكُمُ الْمُتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاَتُ وَهُنَّ الْمُنَافِقَاتُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُنَّ إِلاَّ مِثْلُ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ) (رواه البيهقي في السنن الكبرى، وصححه الألباني). فكما أن هذا النوع مِن الغربان قليل.. فكذا مَن يدخل الجنة مِن هؤلاء، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) (متفق عليه)، ألا فأنقذي نفسك بطاعة الله مِن عذاب النار. التبرج فاحشة: لأنه معصية لله -تعالى-، والشيطان هو الذي يأمر بالفحشاء وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنه الألباني)، وكم تضر مِن الرجال حينما تمر بهن؟! التبرج سنة إبليسية: إذ هو الذي يأمر بمعصية الله -تعالى-، ومنها: كشف العورات (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا) (الأعراف:20)، إنه رائد الدعوة إلى كشف العورات، وتحرير المرأة مِن الستر والصيانة والعفاف. التبرج من سنن اليهود والنصارى: فإثارة الفواحش ونشر الشهوات المحرمة هو أعظم أسلحة اليهود لتدمير الأمم والشعوب؛ ليتسنى لهم السيطرة على العالم، خاصة والمرأة هي أضر فتنة على الرجال، وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مِن هذه الأمة مَن يتبع سنن هؤلاء فقال: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ) (رواه البخاري ومسلم). والعجيب أن كتب أهل الكتاب قد ذكرت أن الله -سبحانه- عاقب "بنات صهيون على تبرجهن"، ففي الإصحاح الثالث مِن سفر أشعيا: "إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهات برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحِلق والأساور والبراقع والعصائب"؟ إذن لا تجد أبدًا إباحة للفحش والتبرج في أي من الكتب السماوية، بل الأمر بالاحتجاب والاحتشام فهذا نص واضح -"رغم تحريف هذه الكتب"- يدل على ذلك، وأضف إليه ظهور الحجاب في الصورة المزعومة لمريم -عليه السلام-.. فأين هم مِن ذلك؟! ليتهم التزموا بالأمر بالحجاب كما جاء في كتبهم! التبرج جاهلية منتنة: قال -تعالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) (الأحزاب:33)، وسنة الجاهلية موضوعة تحت الأقدام كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَلا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ) (رواه مسلم)، ومَن يحاول بعثها في الناس فهو مِن أبغض الناس إلى الله؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ) (رواه البخاري). فذكر منهم: (وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ). والعجيب: أن تبرج هذه الأيام قد فاق بكثير تبرج الجاهلية؛ إذ ورد في تفسير الآية السابقة: أن المرأة في الجاهلية كانت تخرج تمشي بين يدي الرجال، أو أنها كانت تتكسر في مشيتها أو إنها كانت تلقي الخمار على رأسها ولا تغطي به قلائدها وعنقها.. هذا ما ورد في تبرج الجاهلية الأولى؛ فأين هو مِن تبرج نساء عصرنا؟! إلى الله المشتكى! التبرج انتكاس وتخلف وانحطاط: إن الفطرة السليمة تنفر مِن التكشف والتعري؛ ولذا نجد الإنسان مع تطوره وتقدمه بدأ يغطي جسده شيئًا فشيئًا خلافًا للحيوان الذي ظل منكشفًا منذ خُلق إلى الآن، إذن فرؤية العري جمالاً هو انتكاس في الذوق البشري، ومؤشر واضح للتخلف.. ولذا مع التقدم المدني زاد التستر والاحتشام، فلِمَ يريدون لنا الآن العودة إلى عصور التعري.. عصور التكشف والتخلف؟! التبرج باب شر مستطير: فمع كل ما سبق فللتبرج مِن الشرور والعواقب الوخيمة ما يلي: يؤدي إلى كثرة المعاكسات والجرائم والفواحش. فساد الأخلاق خاصة عند الشباب والمراهقين. المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه أو ترويج للسلع. الإساءة للمرأة نفسها وإهانتها. الإعراض عن الزواج وسيطرة الشهوات. تسابق المتبرجات في الزينة حتى أصبحت المرأة سلعة مهينة لكل مَن شاء أن ينظر إليها. تحطيم الروابط الأسرية وتفشي الطلاق وانعدام الثقة. انتشار الأمراض.. خاصة الجنسية. تسهيل معصية الزنا بالعين (فَزِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ) (متفق عليه)، وتعسير غض البصر. استحقاق نزول العقوبات العامة. سبب لسوء الخاتمة. ومِن المفسدة الأخيرة.. ألتقط الخيط فأذكر لكِ هذه القصة الواقعية.. فاقرئي.. وقرري: فتاة في العشرين مِن عمرها، وفي الثلث الأخير من الليل وفي غفلة مِن أهلها، بل وغفلة منها عن ربها -سبحانه وتعالى- تزينت وتجملت، ثم جلست أمام الكمبيوتر لتعرض نفسها سلعة رخيصة على حثالة مِن الساقطين عديمي الأخلاق مقابل مبلغ زهيد من المال وذلك من خلال (البال توك) وفجأة.. وبدون مقدمات.. وعلى مرأى مِن الجميع تسقط جثة هامدة! وتبدأ قصة النهاية.. أتاها الموت.. وهي متبرجة.. عارضة لمفاتنها على الرجال؛ فلم تستيقظ إلا وهي في "عسكر الموتى"! وكانت الخاتمة.. ترى كيف سيراها أهلها؟ وماذا ستقول لربها إذا بعثها على هيئتها يوم القيامة؟! فكل عبد يبعث على ما مات عليه. اللهم سلم.. سلم. وهل تتمنى مسلمة لنفسها مثل هذه الخاتمة؟! تلك عقوبة مِن عقوبات التبرج.. وتلك خاتمة طبيعية لمن عاش على معصية الله -عز وجل-، ولم يراقبه، ولم يعظمه، ولم يقدره حق قدره. وماذا بعد.. ؟! أختي الغالية.. هذه كانت فضائل وبركات وخيرات الحجاب والاحتشام.. وتلك كانت عقوبات وأضرار وويلات التبرج والابتذال.. فهل آن لك أن تقرري بعد ما قرأتِ؟! روي عن صفية بنت شيبة: "بينما نحن عند عائشة -رضي الله عنها- قالت: فذكرت نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة: إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل مِن نساء الأنصار أشد تصديقًا لكتاب الله ولا إيمانًا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل (نوع مِن الأكسية) فاعتجرت به (سترت رأسها ووجهها) تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتجرات كأن على رءوسهن الغربان". فهل نقول: سمعنا وأطعنا؟ أم يكون حالنا: سمعنا وعصينا؟! هل تكون هذه الكلمات بداية التغيير والعودة إلى الله -تعالى-، والندم على ما فات مِن تقصير في الحجاب أم تُقرأ كغيرها وتنسى؟! أما لك عبرة في أختك "هدى".. ؟! طلبتْ مِن بعض صويحباتها أن تخرج معها لشراء بعض الملابس، فقالت لها: عندي درس نذهب إليه سويًا ثم أذهب معك.. حاولت فلم يكن بد مِن الذهاب سويًا للدرس.. وبالفعل حضر الدرس وكان الشيخ يتكلم عن التوبة والرجوع إلى الله -عز وجل-؛ فأخذت في البكاء حتى انتهى الدرس، ولما همت بالخروج مِن المسجد أصرت ألا تخرج إلا بالحجاب الكامل، فأحضروه لها فلبسته في المسجد لتدلل على صدق توبتها ثم خرجتا سويًا.. وبينما يعبران الطريق صدمتها سيارة ففاضت روحها إلى الله -عز وجل- عقب هذه التوبة والعودة.. فهل مِن مجيب؟! أختي الكريمة.. لقد قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (اعْزِلْ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (نَحِّ الأَذى عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ) (رواه ابن حبان، وصححه الألباني)، وهذا في الشوك والحجر، ونحوه مما يؤذي الأبدان؛ فكيف بما يؤذي القلوب والأديان -وهو أخطر وأشد-؟! كم مِن شاب فتن بسبب النظر إليك؟! كم مِن معصية أوقعتِ الرجال فيها ووقعتِ أنت كذلك؟! بل كم مِن معصية تسببت فيها وعاد ضررها كذلك على أبويك ومَن سمح لك بالخروج متبرجة؟ وكيف ستكون نهاية هذا الطريق.. ؟! ماذا لو رآك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقابلك في الطريق.. كيف سيكون لقاؤك بك ومقابلتك له؟! وماذا لو سألك عن الحجاب الذي أمرك به الإسلام.. ماذا سيكون الرد؟! وكيف سيكون عرضك على الله -تعالى-؟! أسئلة تحتاج إلي إجابة.. ؟ أختاه يقول ربك: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82). اللهم احفظ نساء المسلمين واسترهن في الدنيا والآخرة، ووفقهن لما تحب وترضى.. إنك بالإجابة جدير، وعلى كل شيء قدير، وأنت نعم المولى ونعم النصير. وصلِّ اللهم على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. كتبه الشيخ / إيهاب الشريف _ حفظه الله _
-
روى أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد وأبي هريرة أن النبي قال : (إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، وهي بعد العصر )لاتنسونا من دعائكم
-
لله في الآفاق آيــــات لعــلّ *** أقـــلها هـو ما إليه هــداكا *** ولعل ما في النفس من آياته *** عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا *** والكون مشـحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعيـــاكا
-
أنظر فوقك وإبحث عن القمر الان ولن تجده - سبحان الله !!
ابن تيميــــة replied to عاشق الصداقه's topic in منتدى الحوار العام
سبحان الله لله في الآفاق آيــــات لعــلّ *** أقـــلها هـو ما إليه هــداكا ولعل ما في النفس من آياته *** عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا والكون مشـحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعيـــاكا قل للطبيب تخطفته يد الردى *** مـــن يا طبيب بطـبه أرداكا قل للمريض نجا وعوفي بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاكا قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا يا صـحيح دهاكا قل للبصير وكان يحذر حفرة ً *** فهوى بها من ذا الذي أهواكا بل سائل الأعمى خطا بين الزحـام *** بلا اصطدام من يقود خطاكا قل للجنين يعيش معزولاً بلا *** راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء ِ *** لدى الولادة ما الذي أبكاكا وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله من ذا با لسموم حشاكا واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيا وهذا السم يملأُ فاكا واسأل بطون النحل كيف تقاطرت *** شهداً وقل للشهد من حلاّكا بل سائل اللبن المصفى كان *** بين دمٍ وفرثٍ من الذي صفّاكا وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله من أحياكا قل للهواء تحثه الأيدي ويخفي *** عن عيون الناس من أخفاكا قل للنبات يـــجف بعد تــــعهدٍ *** ورعايةٍ من بالجفافِ رماكا وإذا رأيت النبت في الصحراء *** يربو وحد فاسأله من أرباكا وإذا رأيت البدر يسري ناشراً *** أنواره فاسأله من أسراكا واسأل شعاع الشمس يدنو وهي *** أبعد كل شيء ما الذي أدناكا قل للمرير من الثمار من الــــذي *** بالمر من دون الثمارغذاكا وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله من يا نخل شق نواكا وإذا رأيت النار شب لهيبــــها *** فاسأل لهيب النار من أوراكا وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم *** السحاب فسله من أرساكا وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شق صفاكا وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** سرى فسله من الذي أجراكا وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله من الذي أطغاكا وإذا رأيت الليل يغشي داجـــياً *** فاسأله من يا ليل حاك دجاكا وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحكاً *** فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا ستجيب ما في الكون من آياته *** عجبٌ عُجابٌ لو ترى عيناكا ربي لك الحمد العظــــيم لذاتك *** حمــــداً وليس لواحدٍ إلاّ كا يا مُدرك الأبصـــار والأبصـــار*** لا تدري له ولكنــهه إدراكا إن لم تكن عيني تراك فإننـي*** في كل شيء أستبـــينُ علاكا يا منبت الأزهار عاطرة الشذى *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا يا مجري الأنهار عاذبة النــدى *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا يا أيها الإنسان مهـــــلاً مالذي *** با لله جل جـــلاله أغـــــراكا جزيت الجنة حبيبي في الله احمد -
أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .فلتستغفروا ربكم عسي ان يغفر لكم
-
إن المكارم أخلاق مطهرة فا العقل أولها والدين ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والعرف ساديها والبر سابعها والصبر ثامنها والشكر تاسعها واللين عاشيها
-
فصبر جميل (( الصبر الجميل ليس مجرد كلمة تُرددها الألسنة مع ضيق الصدر وتململ القلب ..! كلا .. كلا .. إنما.. .. .. .. الصبر الجميل : (( هو الصبر المطمئن الذي لا يُصاحب السخط ولا القلق ولا الشكَّ في صدق الوعد ، صبر الواثق مِن العاقبة ، الراضي بقدر الله ، الشاعر بحكمته مِنْ وراء الابتلاء ، الموصول بالله ، المحتسب كل شيء عنده مما يقع به .. الصبر جميل: هو الترفّع على الألم ، والاستعلاء على الشكوى ، والثبات على تكاليف الدّعوة ، والتسليم لله عز وجل ، والاستسلام لما يُريد من الأمور ، والقبول لحكمه والرضا به .. الصبرُ الجميل: هو الذي يكون ابتغاء وجه الله جل وعلا ، لا تحرجاً من الناس حتى لا يقولوا جزعوا ، ولا تجملاً للناس حتى يقولوا صبروا .. الصبرُ الجميل : هو الثبات على طول الطريق دون عجلةٍ أو قنوط .. ولنقف أمام لفتةٍ تستحق التدبر العميق ، ألا وهو أنّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يُلاقي ما يُلاقي مِنَ الأذى والتكذيب والكبر والكنود يُقال له: {فاصبر إنَّ وعد الله حق فإمَّا نُرينك بعض الذي نعدهم أو نُتوفينك فإلينا يرجعون} : أدَّ واجبك وفقط ؛ فأمَّا النتائجُ فليست لك ، حتى شفاء صدره بأن يشهد تحقق وعيد الله للمتكبرين والمكذبين ليس له أن يعلق به قلبه .. إنه يعمل وكفى .. يؤدِّى واجبه ويمضى .. فالأمر ليس أمره ، والقضية ليست قضيته – بأبي هو وأمي – ولكن الأمر كله لله ، والله يفعل به ما يريد ، ولمثل هذه اللفتة العميقة ينبغي أن تتوجه قلوب الدعاة إلى الله في كل حين ؛ فهذا هو حزام النجاة في خضم الرغائب التي تبدو بريئة في أول الأمر ثم يخوض فيها الشيطان بعد ذلك ويعوم ..! نعم .. فإنه من السهل جِّداً على صاحب الدعوة أن يغضب ؛ لأن الناس لا يستجيبون لدعوته فيهجر الناس .. إنه عمل مريح قد يفتأ الغضب ويهدئ الأعصاب .. ولكن أين هذه الدعوة ؟ إن الدعوة هي الأصل لا شخص الداعية فليضق صدره .. ولكن ليكظم غيظه ، وليمضِ في دعوته ، والله أرعى لدعوته وأحفظ .. فليؤدِّ الداعية واجبه في كل ظرفٍ وفى كل جو ، والهدى هدى الله عز وجل ، وإن في قصة ذي النون – عليه السلام – لدرساً لأصحاب الدعوات .. * فمن مسه الضر في فتنةٍ من الفتن ، وفى ابتلاء من الابتلاءات ؛ فليثبت ولا يتزعزع، وليستبق ثقته برحمة الله وعونه وقدرته على كشف الضراء وعلى العوض والجزاء ، فأما مَن يفقد ثقته في نصر الله في الدنيا والآخرة ، ويقنط من عون الله له فى المحنة حين تشتد المحنة ، فدونه فليفعل بنفسه ما يشاء ..! وليذهب بنفسه كل مذهب ..! فما شيء من ذلك بمبدل ما به من البلاء: {مَن كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يُذهبن كيده ما يغيـظ} والذي ييأس في الضر من عون الله ، يفقد كل نافذةٍ مضيئة ، وكل نسمة رخية ، وكل رجاء في الفرج ، ويستبد به الضيق ويثقل على صدره الكرب ، فيـزيد هذا كله مِنْ وقع الكرب والبلاء .. إلا أنه لا سبيل في احتمال البلاء إلا : بالرجاء في نصر الله .. ولا سبيل إلى الفرج إلا : بالتوجه إلى الله .. ولا سبيـل إلى الاستعلاء على الضر والكفاح للخلاص إلا : بالاستعانة بالله .. وكل حركة يائسة لا ثمرة لها ولا نتيجة إلا زيادة الكرب ، ومضاعفة الشعور به، والعجز عن دفعه بغير عون الله .. * والذي يجبُ أن يكون راسخًا في القلب ؛ لا تعصف به الرياح ولا تزعزعه الأهواء ، أن نعلم يقينًا أنه ليس أحدٌ أغير على الحقِّ وأهله من الله ـ جلَّ وعلا ـ وحاشا لله الرحمن الرحيم أن يعذب أولياءه من المؤمنين بالفتن أو أن يُؤذيهم بالابتلاءات . (( ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة ، فهي في حاجةٍ إلى إعدادٍ خاصٍّ لا يتم إلا بالمعاناة العملية للمشاق .. وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات .. وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام .. وإلا بالثقة الحقيقة في نصر الله أو في ثوابه على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء ، والنفس تصهرها الشدائد ، فتنفي عنهـا الخبث ، وتستجيش من قواها المذخورة .. فلا يكفي أن يقول الناس : آمنَّـا وهم لا يُتركون لهذه الدعوى حتى يتعرضوا للفتنة ، فيثبتوا عليهـا ويخرجوا منها صافيةً عناصرهم ، خالصةً قلوبهم ، كما تفتن النار الذهب ؛ لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به .. وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب .. قال تعالى : { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمَّنا وهم لا يفتنون} .. هذه الفتنة على الإيمان أصلٌ ثابت وسنة جارية .. في ميزان الله سبحانه { ولقد فتّنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين } .. فالفتنة سنة جارية ؛ لامتحان القلوب ، وتمحيص الصفوف ؛ لأن الإيمان أمانة الله في الأرض ، لا يحملها إلا من هُم لها أهل ، وفيهم على حملها قدرة ، وفى قلوبهم تجرُّد لها وإخلاص ، لا يحملها إلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعة ، وعلى الأمة والسلامة ، وعلى المتاع والإغراء ، وإنها لأمانة الخلافة في الأرض ، وقيادة الناس إلى طريق الله وتحقيق كلمته في عالم الحياة ؛ فهي أمانة كريمة ، وهى أمانة ثقيلة ، ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء ، ولله الحكمة البالغة ، فإن برزوا المجرمين لحرب الدعوات ، يقوى عودها ويطبعها بطابع الجد ، الذي يناسب طبيعتها ، وكفاح وجهاد أصحاب الدعوات للمجرمين الذين يتصدون لها مهما كلفهم من مشقة وكلفة ، هو الذي يميز الدعوات الحقة من الدعاوى الزائفة ، وهو الذي يُمحص القائمين عليها ، ويطرد الزائفين عنها ؛ فلا يبقى إلا العناصر القوية المؤمنة المتجردة ، التي لا تبتغى المغانم ، ولا تريد إلا الدعوة خالصة تبتغى بها وجه الله تعالى ، مؤثرين دعوتهم على الراحة والمتاع وأعراض الحياة الدنيا ، بل على الحياة نفسها حين تقتضيهم دعوتهم أن يستشهدوا في سبيلها ، وهؤلاء بجدارة هم أصحاب الأهلية لحمل راية هذه الدعوة والسير بها بين الأشواك والصخور، وهم واثقون فيما عند الله تعالى من إحدى الحسنيين ! إما النصر وإما الشهادة )) اهــ
-
بسم الله الرحمن الرحيم الورع الكاذب رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا في السوق يحمل تمرة وينادي عليها صارخا \" لقد وجدت تمرة فمن صاحبها \" ؟ ولما رأى عمر أنه يفعل ذلك تظاهراً بالورع , علاه بالدرة وقال له : دعك من هذا الورع الكاذب !. فبعض الناس يدعي الورع وليس كذلك , وبعضهم يدعي الصلاح وهو ليس من أهله ,قال تعالى : \" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) سورة الكهف . فهو يريد أن يخدع الناس ويتشبه بما لا يعطى, وهو بذلك كمن يلبث ثوبي زور , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَلْيَجْزِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَا يَجْزِيهِ ، فَلْيُثْنِ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ إِذَا أَثْنَى عَلَيْهِ فَقَدْ شَكَرَهُ ، وَإِنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ ، وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَ ، فَكَأَنَّمَا لَبِسَ ثَوْبَىْ زُورٍ.أخرجه \"البُخَارِي\" ، في (الأدب المفرد) 215 . وجاء رجل من أهل العراق إلى ابن عمر وقت الحج يسأله عن بعوضة قتلها، فهل عليه دم أم لا؟! فقال ابن عمر: سبحان الله، يا أهل العراق تقتلون ابن رسول الله (أي الحسين بن علي) وتسألون عن دم البعوض!. ويروي أن عائشة رضي الله عنها نظرت إلى رجل متماوت فقالت ما هذا فقالوا أحد الفقراء فقالت قد كان عمر رضي الله عنه قارئا فكان إذا مشى أسرع وإذا قال أسمع وإذا ضرب أوجع . قال ويروي أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا مظهرا للنسك متماوتا فخفقه بالدرة وقال لا تمت علينا ديننا أماتك الله , وفي رواية : ارْفَعْ رأسَك فإن الإسلام ليس بِمَريِض. وروى الإمام أحمد بإسناده إلى أبي الدرداء، قال: أستعيذ بالله من خشوع النفاق. قال: أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع. وقال سفيان الثوري: سيأتي أقوام يخشعون رياء وسمعة، وهم كالذئاب الضواري، غايتهم الدنيا، وجمع الدراهم من الحلال والحرام. راجع : السيوطي : الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع ص 20. وجاء رجل زنى بامرأة إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابنه من الزنا، فقال له: لماذا لم تعزل، فقال الرجل: بلغني أن العزل مكروه، فقال أحمد: أو لم يبلغك أن الزنا حرام؟!. فالورع الكاذب يجعل المرء يسأل فيما لا يعنيه كل ذلك رياءً وسمعة وتظاهراً . قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص91: أخبرني الحسن بن محمد بن عبدويه قال: أخبرني بعض أهل العلم قال: كان يختلف معنا رجل إلى أبي ثور ، وكان ذا سمت ، وخشوع ، فكان أبو ثور إذا رآه جمع نفسه ، وضم أطرافه ، وقيد كلامه ، فغاب عن مجلسه مدة ، فتعرف خبره ، فلم يوقف له على أثر ، ثم عاد إلى المجلس بعد مدة طويلة ، وقد نحل جسمه ، وشحب لونه ، وعلى إحدى عينيه قطعة شمع قد ألصقها بها فما كاد يتبينه أبو ثور ، ثم تأمله ، فقال له : ألست صاحبنا الذي كنت تأتينا ؟قال: بلى.قال: فما الذي قطعك عنا ؟فقال: قد رزقني الله سبحانه الإنابة إليه ، وحبب إلى الخلوة ، وأنست بالوحدة ، واشتغلت بالعبادة .قال له: فما بال عينك هذه ؟قال: نظرت إلى الدنيا فإذا هي دار فتنة ، وبلاء قد ذمها الله تعالى إلينا ، وعابها ، وذم ما فيها ، فلم يمكني تغميض عيني كلتيهما عنها ، ورأيتني ، وأنا أبصر بإحداهما نحوا مما أبصر بهما جميعا ، فغمضت واحدة ، وتركت الأخرى .فقال له أبو ثور: ومنذ كم هذه الشمعة على عينك ؟قال: منذ شهرين ، أو نحوهما !قال أبو ثور: يا هذا أما علمت أن لله عليك صلاة شهرين ، وطهارة شهرين !انظروا إلى هذا البائس قد خدعه ا لشيطان ، فاختلسه من بين أهل العلم ، ثم وكل به من يحفظه ، ويتعهده ويلقنه العلم.قال أبو سليمان : فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء ، وهي من أضر شيء على الجهال ، وقد روينا عن إبراهيم أنه قال لمغيرة: تفقه ثم اعتزل . بل قد يجعله هذا الورع الكاذب يترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة البعد عن الشهرة . قال الحسن البصري لمطِّرف بن عبد الله رحمهما الله: عظ أصحابك، فقال: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل، قال: يرحمك الله! وأينا يفعل ما يقول؟!، ويود الشيطان أنه قد ظفر بهذا، فلم يأمر أحد بمعروف، ولم ينه عن منكر. ولله در مالك عندما عابه العمري الزاهد باشتغاله بنشر العلم، واجتماعه بالناس وحثه على العزلة، لم يستجب له. فرد عليه مالك: (إنَّ الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد. فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر). وقال الإمام أبو محمد عبد الرحمن أبي حاتم الرازي في كتابه في فضائل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى سمعت أبي يقول كان أحمد بن حنبل إذا رأيته تعلم أنه لا يظهر النسك رأيت عليه نعلا لا تشبه نعل القراء له رأس كبير معقف وشراكة مسبل كأنه اشترى له من السوق ورأيت عليه إزارا وجبه بر مخططة من أثمار جوز قال عبد الرحمن أراد بهذا والله أعلم ترك التزي بزي القراء وإزالته عن نفسه ما يشتهر به . قال عليّ بن الفضيل بن عياض رحمه الله : يا أبتِ، ما أحلى كلامَ أصحابِ محمد ! قال: \"يا بنيّ، أو َتَدري لِم حَلاَ؟\" قال: لا يا أبت، قال: \"لأنّهم أرادوا به اللهَ تبارك وتعالى\". قال أبو نواس: وإذا نزعت عن الغواية فليكن * * * لله ذاك النزع لا للناس وقال لقمان لابنه: اتق الله ولا تري الناس أنك تخشاه ليكرموك. وكان الناس يراؤون بما يفعلون فصاروا يراؤون بما لا يفعلون. وقيل: ما الدخان بأدل على النار من ظاهر أمر الرجل على باطنه. ويقال: إن بلال بن أبي بردة وفد على عمر بن عبد العزيز فجعل يديم الصلاة فقال عمر: ذلك للتصنع!فقال له العلاء: أنا آتيك بخبره. فجاءه وهو يصلي فقال له: ما لي عندك أن بعثت أمير المؤمنين على توليتك العراق؟قال: عمالتي سنة، وكان مبلغه عشرين ألف درهم فقال: اكتب به خطك، فكتب إليه فجاء العلاء إلى عمر فأخبره فقال: أراد أن يغرنا بالله فكدنا أن تغتر!. قال أحدهم : إذا نصبوا للقول قالوا فأحسنوا * * * ولكن حسن القول خالفه الفعل وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها * * * أفاويق حتى ما يدر لها رسل وصلى رجل بحضرة الشعبي فأطال، فقال الشعبي: ما أحسن صلاته!فلما سلم الرجل قال: وأنا مع هذا صائم!وقال ذو اليمينين لأبي بكر المروزي: مذ كم صرت إلى العراق؟قال: مذ عشرين سنة وأنا أصوم مذ ثلاثين سنة. الراغب الأصفهاني : محاضرات الأدباء 1/499. وهذا النوع من الورع الكاذب هو نوع من التدين المغشوش الذي فيه دخن , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ , قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ:كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ , فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ , قَالَ : نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ . قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : : قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي , وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ . فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ , صِفْهُمْ لَنَا . قَالَ : نَعَمْ ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ , فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ . فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ ؟ قَالَ : فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ. أخرجه البُخَارِي 4/242(3606) و\"مسلم\" 6/20(4812) و\"ابن ماجة\" 3979 . فديننا دين عزة وكرامة وإخلاص وورع يقصد بهما وجه الله تعالى وليس التظاهر أمام الناس وإدعاء المرء بما ليس فيه , فراقب نيتك دائما وصححها واجعل أعمالك خالصة لله رب العالمين . رزقنا الله وإياكم الإخلاص في السر والعلانية وجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاه .
-
مسجد أورتاكوي الذي يطل على مضيق البسفور
ابن تيميــــة replied to لامار's topic in المنتدى الإسلامى العام
بسم الله ماشاء الله مسجد جميل جدا جزاكِ الله خيرا اختي -
جزيتي الجنة لمرورك وردك الطيب علي موضوعي اختي نور دمتي في حفظ وطاعه الرحمن
-
هل تسكب على الحريق ماءً أم مزيداً من الوقود؟!
ابن تيميــــة replied to ابن تيميــــة's topic in المنتدى الإسلامى العام
اخواتي الفضليات لامار ونور بارك الله فيكنّ لمروركنّ جزاكنّ الله خير الجزاء -
بسم الله الرحمن الرحيم من وراء الكاي بورد جلس في غرفته .. أمام الحاسوب تصحبه الفأرة ((الماوس)) وبجوارها لوحة المفاتيح (( الكاي بورد )) ..... فيديو : السلفيون يساعدون في حل مشكلة الأنابيب في منطقة كذا ... ادخل علق : هذا من أجل شراء أصوات الناس في الانتخابات ، ومن أين أتى السلفيون بهذه الأموال .... فيديو : الإخوان يساعدون في حماية الأمن في منطقة كذا ... ادخل علق : هذا من أجل الانتخابات .. وأين كان الإخوان قبل الثورة ... فيديو : الشيخ .. فلان .. اللحية واجبه .. كما قال العلماء كيت وكيت .... ادخل .. علق : إنهم مجموعة من الرجعيون المتخلفون ... أين الوسطية ؟؟ ... أين الأزهر .... وعلى هذا يمر يومه .. بين تعليق هنا .. وسب هنا .. وصداقة هنا .. ومحادثة هنا .. ومحاربة هناك ... مر اليوم ... فاتت الساعات .. على هذا للأسف رصدت آلاف الإخوة على الإنترنت .. يكون وراء الكاي بورد حاكما على الدنيا كلها .. عالما بكل الأمور .. له رأي في كل شيء .. حتى نوايا الناس .......... إذا رأى أحدًا يعمل ويخدم الناس .. يرميهم بالنفاق والرياء ؟ فأين عملك أنت ؟؟ ماذا تقدم ؟؟ أين نفعك للبشرية ؟؟ أيها المتفيقه المتعالم .. هل ستظل هكذا حبيس (( كيبوردك )) لا تجيد غير تجميع الأحرف وتكوين هذه الكلمات .. كلمات الغمز واللمز والتخوين والاتهامات ............ أما آن أن تفيق من غفوتك التي أشعرك بها كيبوردك .. فنفخك ونفشك وأعطاك ما لم تعط .. وكساك الفضيلة والعلم والإيجابية زورًا وكذبًا ... أين إنتاجك يا حبيس الكيبورد يا من تنتقل من هذا الموقع إلى ذاك ... أين إيجابيتك التي طالما اتهمت غيرك بنقيضها ... إخوتي هذه الزفرة التي خرجت من صدري عبر هذه الكلمات ليست دفاعًا عن أحد بقدر ما هي استغراب لحال كثير من الشباب الآن على مواقع التواصل الاجتماعي .. لا يجيد غير الكلام الفاسد المفسد .. تراه أبعد ما يكون عن إفادة الغير وإذا وجد غيره يسعى في نفع الناس وإفادة الفقراء والمساكين يتهمه ويُهين عملَه ويحقره .. كذا تراه لا يعرف صفة الوضوء الصحيح .. ويعلق على فتاوى بذل لها العالم شيئًا كبيرًا من عمره لأجل أن يصل لها .. تراه يوزع التهم هنا وهنالك بلا سابق تحري أو معرفة .. وإذا أوقفته وسألته من قال لك وما علمك ... تراه من أنصار ( copy و past ) .وحتي لايظن بي البعض سوءا.... انا لا اقدح فيمن يتعاملون بــــــ( copy و past ) حاش لله لكن اقول لابد من التحري وقراءة ماتنقله جيدا هذا هو قصدي وربي جل وعلا يعلم........... فاتقي الله أيها الشاب وأيتها الأخت وليكن التثبت والتبين حالكما قبل تدوين أي كلمة .. وهذا ليس على الاستحباب بل على الوجوب ومخالف ذلك آثم .. فتشويه صورة الفضلاء وهدم التواريخ والحط من شأن الأفاضل أمر لا يرضاه الله كذا الكذب والافتراء والتحريف .... قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) . هذا أمر الله تبارك وتعالى وسبحانه وبحمده .. فتبنوا يا شباب وتثبتوا وتحروا الصدق فهذا طريق البر والجنة ........ أسأل الله أن يجعلنا من أهلها ... وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
-
وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
-
هل تسكب على الحريق ماءً أم مزيداً من الوقود؟!
موضوع تمت اضافته ابن تيميــــة في المنتدى الإسلامى العام
هل تسكب على الحريق ماءً أم مزيداً من الوقود؟! تأملت في أعماق التكوينات البشرية للعبد؛ فوجدتها بين قلب يتقلب برؤية الفتن، ونفس تألبها النوازغ، وهوى يذهب حيثما هوى؛ وشيطان لا يمل ولا يكل في انتهاز أي فرصة للحيد بالعبد عن صراط الله المستقيم!! فوقع في نفسي أن هذه المكونات تكاد تمثل في النفس البشرية حريقاً ينشب، والحريق لا يُطفأ بالمزيد من الوقود أبداً، ومن يتوهم ذلك فهو غافل جاهل!! وإنما تطفئه المياه، ومواد الإطفاء على اختلاف أنواعها. وعليه وجب علينا تحديد مقودات النفس التي تزيد من إشعال حريق الفتن داخلها - وهي كثيرة - من أشدها إطلاق النظر، وما يتبعه من اتساخ القلب وقسوته، ومخالطة أهل الغفلة، وما يتبعه من إطلاق الألسنة في أعراض وذكر عيوب الآخرين!! والحرص على حظوظ الدنيا، وما يتبعه من تنافس غير شريف يحلق الدين!! فقلت في نفسي : (لتحقيق النجاة؛ لابد من الهروب بالنفس إلى بيئة معزولة تماماً عن كل مصادر الإشعال) بحيث لا يكون فيها مجال لإطلاق النظر، ولا مجالسة الغافلين، ولا علاقات تُبنى على أساس حظوظ الدنيا الفانية، وإنما هو الحب لله وفي الله!! فلم أجد غير بيئة المساجد . . حيث مجالس الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله!! حيث قاعدة الانطلاقة إلى ظل عرش الرحمن (ورجل قلبه معلق بالمساجد)!! حيث ذكر الله، والتآخي في الله، والتذكير بالله!! حيث مركز التدريب الأول، الذي ربى فيه قائد الأمة (صلى الله عليه وسلم) رجاله فقادوا مشارق الأرض ومغاربها!! حيث موضع السجدات، ومحط الخطيات، وانسكاب الدمعات، وارتفاع الدعوات!! حيث لهفة القلوب للتعاون، ومؤازرة كل ملهوف وحائر!! حيث المنافسة على أجر بلال، وجلسة جبريل للتعلم، وتلاصق الأقدام والأكتاف، وقبلها تلاحم القلوب!! إنه حيث إخماد حريق الفتن في النفوس والقلوب، ببركة الذكر وفضل الدعاء؛ الذي يُسكبُ على نيران الفتن كالماء والثلج والبرد ليطفئها، فاختر لنفسك في أي البيئات تحب أن تكون؟! وبأي شيء تطفئ حريق الفتن في نفسك؟! -
جزاكِ الله خيرا اختي لامار موضوع قيم جدا جعله الله بميزان حسناتك نعم انه الرحمة المهداة صلوات ربي وتسليماته عليك ياعلم الهدي ياحبيبي يارسول الله
-
اللهم كما دخلنا هذا المنتدي لرفع كلمة التوحيد عاليا ادخلنا كلنا في اعلي عليين مع السفرة الكرام البررة
-
جزاكِ الله خيرا كثيرا اختي نور
-
جزيتي الفردوس اختي الفاضله كلمات اكثر من رائعه قيمة جدا جعلها الله في ميزان حسناتك
-
اللهم اغفر لكل من يدخل المنتدي اليوم
-
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات والارض وملء ماشئت من شيئ بعد اهل الثناء والمجد احق ماقال العبد وكلنا لك عبد اللهم لامانع لما اعطيت ولامعطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد اللهم بارك في حزب النور واجعله منارة يهتدي بها الي طريق الجنة ان شاء الله جزاك الله خيرا حبيبي في الله شيخنا خالد
-
كتاب 30 طريقة لخدمة الدين . pdf.. هاااااااااااام جدا
ابن تيميــــة replied to «۞۩ أبو سليمان ۩۞»'s topic in المكتبة لإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم حبيبي في الله خالد اشهد الله اني احبك في الله والله اسال ان يجمعني بك في الدنيا علي طاعته ويوم القيامة في جنته مع النبيين والصديقين والشهداء اللهم امين والله يااخي وانا اتصفح بعض اوراقي اليوم وجدت اسم الكتاب ومؤلفه في اعلي احدي الورقات فتذكرت ان شيخا من الجيزة كان عندنا واعطانا دورة مبسطه في الدعوة الفرديه واساليبها واوصانا بهذا الكتاب القيم اول لما دخلت المنتدي اليوم وجدت هذا الكتاب من حبيبي خالد جزاك الله عنا كل خير بارك الله فيك حبيبي في الله جعل الله كل ماتقدم في ميزان حسناتك دمت في حفظ وطاعه الرحمن -
يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ، و لا رق أملك من الشهوة ، و لا مصيبة كموت القلب ، و لا نذير أبلغ من الشيب .
-
بسم الله الرحمن الرحيم امي عاشقة الفردوس مناجاة جميله جدا بارك الله فيكِ اماه وفي ذريتك وزوجك وجميع عائلتك اسال الله ان يتقبل تلك المناجاة منكِ اماه حفظكِ الله لنا دمتي في حفظ وطاعه الرحمن
-
اللهم امين بارك الله فيكِ اختي الفاضلة لامار
-
صفة الجنة في بطاقات من منا لا حلم بدخول الجنة .. أكيد كلنا نحلم بذلك بل يجب ان نعمل من أجل تحقيق هذا الحلم.. لذلك اخترت لكم طائفة من صفات الجنة في بطاقات رائعة .. جعلني الله واياك من أهلها.. ورزقنا كل عمل يقربنا إليها ويباعدنا عن النار