اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

ابن تيميــــة

فريق عمل ياللا يا شباب
  • عدد المشاركات

    1,346
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    36

كل منشورات العضو ابن تيميــــة

  1. بسم الله الرحمن الرحيم جزاكِ الله خيرا اختي / اهيب ربي موضوع جميل جدا جدا جعل الله ماقدمتي في ميزان حسناتك اللهم امين ورزقك اعالي الجنان اللهم امين
  2. الحمد الله الذي أسكن عباده هذه الدار .. وجعلها لهم منزلة سفر من الأسفار .. وجعل الدار الآخرة هي دار القرار .. فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار .. ويرفق بعباده الأبرار في جميع الأقطار .. وسبق رحمته بعباده غضبه وهو الرحيم الغفار ..أحمده على نعمه الغزار ..وأشكره وفضله على من شكر مدرار ..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار ..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ..الرسول المبعوث بالتبشير والإنذار صلى الله عليه وسلم .. صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والأبكار .. أما بعد : فهذه رسالة .. رسالة .. إلى القابضات على الجمر .. رسالة .. إلى أولئك الفتيات الصالحات .. والنساء التقيات .. حديثٌ .. إلى اللاتي شرفهن الله بطاعته .. وأذاقهن طعم محبّته .. إلى حفيدات خديجة وفاطمة .. وأخوات حفصة وعائشة .. هذه أحاسيس .. أبثها ..إلى من جعلن قدوتهن أمهات المؤمنين .. وغايتهن رضا رب العالمين ..إلى اللاتي طالما دعتهن نفوسهن إلى الوقوع في الشهوات .. ومشاهدة المحرمات .. وسماع المعازف والأغنيات .. فتركن ذلك ولم يلتفتن إليه .. مع قدرتهن عليه .. خوفاً من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار .. هذه وصايا .. إلى الفتيات العفيفات .. والنساء المباركات .. اللاتي يأمرن بالمعروف .. وينهين عن المنكر .. ويصبرن على ما يصيبهن .. هذه همسات .. إلى حبيبة الرحمن .. التي لم تجعل همها في القنوات .. ومتابعة آخر الموضات .. وتقليب المجلات .. وإنما جعلت الهموم هماً واحداً هو هم الآخرة .. هذه رسالة .. إلى تلك المؤمنة العفيفة التي كلما كشر الفساد حولها عن أنيابه .. رفعت بصرها إلى السماء وقالت : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .. هذه رسالة .. إلى القابضات على الجمر اللاتي قال فيهن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يأتي على الناس زمان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر ) .. رسالة .. إلى المرأة الصالحة التقية .. التي قدمت محبة الله وأوامره .. على تقليد فلانة أو فلانة .. فأصبحت غريبة بين النساء بسبب صلاحها وفسادهن .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لها فيما رواه ابن ماجة والدارمي : " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء " . قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : " الذين يصلحون إذا فسد الناس " .. هذه كلمات .. إلى القابضات على الجمر .. لأذكرهن بأخبار من تقدمهن إلى طريق الجنة .. ممن تركن لذة الحياة .. وحملن همَّ الدين .. حتى ضاعف الله لهن الحسنات .. وكفر السيئات .. ورفع الدرجات .. حتى سبقن كثيراً من الرجال .. أول تلك القابضات على الجمر .. هي تلك المرأة الصالحة التي كانت تعيش هي وزوجها .. في ظل ملك فرعون .. زوجها مقرب من فرعون .. وهي خادمة ومربية لبنات فرعون .. فمن الله عليهما بالإيمان .. فلم يلبث زوجها أن علم فرعون بإيمانه فقتله ..فلم تزل الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون .. وتنفق على أولادها الخمسة .. تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها .. فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً .. إذ وقع المشط من يدها .. فقالت : بسم الله .. فقالت ابنة فرعون : الله .. أبي ؟ فصاحت الماشطة بابنة فرعون : كلا .. بل الله .. ربي .. وربُّك .. وربُّ أبيك .. فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها .. ثم أخبرت أباها بذلك .. فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره .. فدعا بها .. وقال لها : من ربك ؟ قالت : ربي وربك الله .. فأمرها بالرجوع عن دينها .. وحبسها .. وضربها .. فلم ترجع عن دينها .. فأمر فرعون بقدر من نحاس فملئت بالزيت .. ثم أحمي .. حتى غلا .. وأوقفها أمام القدر .. فلما رأت العذاب .. أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى .. فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسة .. الأيتام الذين تكدح لهم .. وتطعمهم .. فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة .. تدور أعينهم .. ولا يدرون إلى أين يساقون .. فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون .. فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي .. وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها .. وألقمته ثديها .. فلما رأى فرعون هذا المنظر ..أمر بأكبرهم .. فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي .. والغلام يصيح بأمه ويستغيث .. ويسترحم الجنود .. ويتوسل إلى فرعون .. ويحاول الفكاك والهرب .. وينادي إخوته الصغار .. ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين .. وهم يصفعونه ويدفعونه .. وأمه تنظر إليه .. وتودّعه .. فما هي إلا لحظات .. حتى ألقي الصغير في الزيت .. والأم تبكي وتنظر .. وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة .. حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل .. وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت .. نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله .. فأبت عليه ذلك .. فغضب فرعون .. وأمر بولدها الثاني .. فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث .. فما هي إلا لحظات حتى ألقي في الزيت .. وهي تنظر إليه .. حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه .. والأم ثابتة على دينها .. موقنة بلقاء ربها .. ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت .. وفعل به ما فعل بأخويه .. والأم ثابتة على دينها .. فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت .. فأقبل الجنود إليه .. وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه .. فلما جذبه الجنود .. بكى وانطرح على قدمي أمه .. ودموعه تجري على رجليها .. وهي تحاول أن تحمله مع أخيه .. تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها .. فحالوا بينه وبينها .. وحملوه من يديه الصغيرتين .. وهو يبكي ويستغيث .. ويتوسل بكلمات غير مفهومة .. وهم لا يرحمونه .. وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي .. وغاب الجسد .. وانقطع الصوت .. وشمت الأم رائحة اللحم .. وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها ..تنظر الأم إلى عظامه .. وقد رحل عنها إلى دار أخرى .. وهي تبكي .. وتتقطع لفراقه .. طالما ضمته إلى صدرها .. وأرضعته من ثديها .. طالما سهرت لسهره .. وبكت لبكائه .. كم ليلة بات في حجرها .. ولعب بشعرها .. كم قربت منه ألعابه .. وألبسته ثيابه .. فجاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك ..فالتفتوا إليها .. وتدافعوا عليها .. وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها .. وكان قد التقم ثديها .. فلما انتزع منها .. صرخ الصغير .. وبكت المسكينة .. فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها .. أنطق الصبي في مهده وقال لها : يا أماه اصبري فإنك على الحق ..ثم انقطع صوته عنها .. وغيِّب في القدر مع إخوته .. ألقي في الزيت .. وفي فمه بقايا من حليبها .. وفي يده شعرة من شعرها .. وعلى أثوابه بقية من دمعها .. وذهب الأولاد الخمسة .. وهاهي عظامهم يلوح بها القدر .. ولحمهم يفور به الزيت .. تنظر المسكينة .. إلى هذه العظام الصغيرة .. عظام من ؟ إنهم أولادها .. الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسروراً .. إنهم فلذات كبدها .. وعصارة قلبها .. الذين لما فارقوها .. كأن قلبها أخرج من صدرها .. طالما ركضوا إليها ..وارتموا بين يديها .. وضمتهم إلى صدرها .. وألبستهم ثيابهم بيدها .. ومسحت دموعهم بأصابعها .. ثم هاهم ينتزعون من بين يديها .. ويقتلون أمام ناظريها .. وتركوها وحيدة وتولوا عنها .. وعن قريب ستكون معهم .. كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب .. بكلمة كفر تسمعها لفرعون .. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى .. ثم .. لما لم يبق إلا هي .. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية .. ودفعوها إلى القدر .. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت .. نظرت إلى عظام أولادها .. فتذكرت اجتماعهم معهم في الحياة .. فالتفتت إلى فرعون وقالت : لي إليك حاجة .. فصاح بها وقال : ما حاجتك ؟ فقالت : أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد .. ثم أغمضت عينيها .. وألقيت في القدر .. واحترق جسدها .. وطفت عظامها .. فلله در هذه الماشطة ما أعظم ثباتها .. وأكثر ثوابها .. ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها .. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي : ( لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة .. فقلت: ما هذه الرائحة ؟ فقيل لي : هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها .. ) .. الله أكبر تعبت قليلاً .. لكنها استراحت كثيراً .. { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين * الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم * الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } .. مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها .. وجاورت ربها .. ويرجى أن تكون اليوم في جنات ونهر .. ومقعد صدق عند مليك مقتدر .. وهي اليوم أحسن منها في الدنيا حالاً .. وأكثر نعيماً وجمالاً .. وعند البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً .. ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها .. وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : من دخل الجنة ينعم لا يبؤس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه . وله في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ..ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا .. فمن سكان الجنة ؟! إنهم .. أهل الصيام مع القيام وطيب الكلمات والإحسان أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان عسل مصفى ثم ماء ثم خمــــر ثم أنهار من الالبان وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم ولحومهم طير ناعم وسمان وفواكه شتى بحسب مناهم يا شبعة كملت لذي ا مان وصحافهم ذهب تطوف عليهم بأكف خدام من الولدان وشرابهم من سلسبيل مزجه الكافور ذاك شراب ذي الإيمان والحُلْيُ أصفى لؤلؤ وزبرجد وكذاك أسورة من العقيان هذا وخاتمة النعيم خلودهم أبداً بدار الخلد والرضوان يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمان يا سلعة الرحمن هل من خاطب فلقد عرضت بأيسر الأثمان يا سلعة الرحمن كيف تصبر العشاق عنك وهم ذوو إيمان والله لم تخرج إلى الدنيا للذة عيشها أو للحطام الفاني لكن خرجت لكي تعدَّ الزاد للأخرى فجئت بأقبح الخسران ـــ فما أطيب عيش المؤمنة في الجنة .. عندما تتقلبُ في أنهارها .. وتشربُ من عسلها .. بل وتنظر إلى وجه ربها .. ما أطيب عيشك أنت .. وربُك يسألك في الجنة : يا فلانة .. هل رضيت .. هل رضيت بما أنت فيه من النعيم .. فتقولين : وما لي لا أرضى وقد أعطيتني ما أرجو وأمنتني مما أخاف .. فيقول : أعطيك أعظم من ذلك .. ثم يكشف الحجاب عن وجهه فتنظرين إليه .. فلا تنصرفين إلى شيء من النعيم ما دمت تنظرين إليه .. { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون } .. ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته .. فلقد حفت الجنة بالمكاره .. وحفت النار بالشهوات .. فاتباع الشهوات في اللباس .. والطعام .. والشراب .. والأسواق .. طريق إلى النار .. قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : ( حفت الجنة بالمكاره .. وحفت النار بالشهوات ) .. فاتعبي اليوم وتصبَّري .. لترتاحي غداً .. فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة : { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } .. أما أهل النار فيقال لهم : { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون } .. ـ هذه أولى القابضات على الجمر .. ثبتت على دينها برغم الفتنة العظيمة التي أحاطت بها .. فعجباً والله لفتيات .. لا تستطيع إحداهن الثبات على إقامة الصلاة .. فلا تزال تتساهل بأدائها حتى تتركها حتى تكفر .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) .. ومن تركت الصلاة خلدها الله في النيران .. وعذبها مع الشيطان .. وأبعدها عن النعيم .. وسقاها من الحميم .. { تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } .. ذكر الذهبي في الكبائر .. أن امرأة ماتت فدفنها أخوها .. فسقط كيس منه فيه مال في قبرها فلم يشعر به حتى انصرف عن قبرها .. ثم ذكره فرجع إلى قبرها فنبش التراب .. فلما وصل إليها وجد القبر يشتعل عليها ناراً .. ففزع .. ورد التراب عليها .. ورجع إلى أمه باكياً فزعاً وقال : أخبريني عن أختي وماذا كانت تعمل ؟ فقالت الأم : و ما سؤالك عنها ؟ قال : يا أمي إني رأيت قبرها يشتعل عليها ناراً .. فبكت الأم وقالت : كانت أختك تتهاون بالصلاة .. وتؤخرها عن وقتها . فهذا حال من تؤخر الصلاة عن وقتها .. فلا تصلي الفجر إلا بعد طلوع الشمس .. أو تؤخر غيرها من الصلوات .. فكيف حال من لا تصلي ؟ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤياه لعذاب من يخرج الصلاة عن وقتها .. فقال : أتاني الليلة آتيان .. وإنهما ابتعثاني .. وإنهما قالا لي : انطلق .. وإني انطلقت معهما .. وإنا أتينا على رجل مضطجع .. وإذا آخر قائم عليه بصخرة .. وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه .. فيثلغ رأسه ..فيتدهده الحجر هاهنا .. فيتبع الحجر .. فيأخذه .. فلا يرجع إليه حتى يصحَّ رأسه كما كان ثم يعود عليه ..فيفعل به مثل ما فعل به مرة الأولى .. فقلت : سبحان الله !! ما هذان ..فقال الملكان : هذا الرجل .. يأخذ القرآن فيرفضه .. ( يعني لا يعمل بما فيه ) .. وينام عن الصلاة المكتوبة .. { كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } .. ـ أما ثانية القابضات على الجمر .. فقد كانت ملكة على عرشها .. على أسرةٍ ممهدة ، وفرشٍ منضدة .. بين خدم يخدمون .. وأهلٍ يكرمون .. لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها .. إنها آسية .. امرأة فرعون .. كانت في نعيم مقيم .. فلما رأت قوافل الشهداء .. تتسابق إلى السماء .. اشتاقت لمجاورة ربّها .. وكرهت مجاورة فرعون .. فلما قتل فرعون الماشطة المؤمنة .. دخل على زوجه آسيةَ يستعرض أمامها قواه .. فصاحت به آسية : الويل لك ! ما أجرأك على الله .. ثم أعلنت إيمانها بالله .. فغضب فرعون .. وأقسم لتذوقَن الموت .. أو لتكفرَن بالله .. ثم أمر فرعون بها فمدت بين يديه على لوحٍ .. وربطت يداها وقدماها في أوتاد من حديد .. وأمر بضربها فضربت .. حتى بدأت الدماء تسيل من جسدها .. واللحم ينسلخ عن عظامها .. فلما اشتدّ عليها العذاب .. وعاينت الموت .. رفعت بصرها إلى السماء .. وقالت : { رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين } .. وارتفعت دعوتها إلى السماء .. قال ابن كثير : فكشف الله لها عن بيتها في الجنة .. فتبسمت .. ثم ماتت .. نعم .. ماتت الملكة .. التي كانت بين طيب وبخور .. وفرح وسرور .. نعم تركت فساتينها .. وعطورها .. وخدمها .. وصديقاتها .. واختارت الموت .. لكنها اليوم .. تتقلب في النعيم كيفما شاءت .. ولماذا لا يكون جزاؤها كذلك .. وهي .. طالما .. وقفت تناجي ربها والليل مسدول البراقع تصغي لنجواها السماء وقد جرت منها المدامع تدعو فتحتشد الملائك والدجى هيمان خاشع والعابدات الزاهدات جفت مراقدُها المضاجع وتخــرّ للــرحمن ساجدة مطهرة النوازع .. نفعها صبرها على الطاعات .. ومقاومتها للشهوات .. { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا * أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقاً } .. فأين نساؤنا اليوم ؟ أين نساؤنا عن سير هؤلاء الصالحات .. أين النساء اللاتي يقعن في المخالفات الشرعية في لباسهن .. وحديثهن .. ونظرهن .. ثم إذا نصحت إحداهن قالت : كل النساء يفعلن مثل ذلك .. ولا أستطيع مخالفة التيار .. سبحان الله !! أين القوةُ في الدين .. والثباتُ على المبادئ .. إذا كانت الفتاة بأدنى فتنة تتخلى عن طاعة ربها .. وتطيع الشيطان .. أين الاستسلام لأوامر الله .. والله تعالى يقول : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } .. أين تلك الفتيات العابثات .. اللاتي تتعرض إحداهن للعنة ربها .. فتلبس عباءتها على كتفها .. فيرى الناس تفاصيل كتفيها وجسدها .. إضافة إلى تشبهها بالرجال .. لأن الرجال هم الذين يلبسون عباءاتهم على أكتافهم .. ومن تشبهت بالرجال فهي ملعونة .. وأين تلك المرأة التي تنتف حواجبها وتغير خلق الله .. والنبي صلى الله عليه وسلم قد لعن النامصة والمتنمصة .. وأين تلك تلك الواشمة .. التي تضع الوشم على وجهها على شكل نقط متفرقة .. أو على شكل رسوم في مناطق من جسدها .. وهذا فعل المومسات .. والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال : لعن الله الواشمة والمستوشمة .. بل .. أين تلك المرأة التي تلبس الشعر المستعار .. أو ما يسمى بالباروكة .. والله تعالى قد لعن الواصلة والمستوصلة .. فهؤلاء النساء ملعونات ..أتدرين ما معنى ملعونة ؟! أي مطرودة من رحمة الله .. مطرودة عن سبيل الجنة .. أو ترضين أن تطردي عن الجنة .. بسبب شعرات تنتفينها من حاجبيك .. أو عباءة تنزلينها على كتفيك .. أو نقاط من وشم في أنحاء جسدك .. أو تريدين الجمال ؟! ليس الجمال والله بالتعرض للعنة الله وسخطه .. بل الجمال الحقيقي هو ما يكون بطاعة الله .. ويكمل الجمال ويزين .. للمؤمنات في الجنة .. فإذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف .. وهن لم يقمن الليل .. ولم يصمن النهار .. ولم يصبرن عن الشهوات .. فما بالك بجمالك أنت .. وحسنك .. وبهائك .. وأنت التي طالما خلوت بربك في ظلمة الليل .. يسمع نجواك .. ويجيب دعاك .. طالما تركت لأجل رضاه اللذات .. وفارقت الشهوات .. فيا بشراك وقد تلقتك الملائكة عند الأبواب .. تبشرك بالنعيم وحسن الثواب .. وقد ازددت جمالاً فوق جمالك .. { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم } .. فأنت في الجنة .. قد .. كملت خلائـقُـك وأكمل حسنـك كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهك والليل تحت ذوائب الأغصـان والبرق يبدو حين يـبسم ثغـرك فيضيء سقف القصر بالجدران وتبختري في مشيكِ ويحـــق ذاك لمثلك في جنة الحيوان ووصـائف من خلفكِ وأمامكِ وعلى شمائلكِ ومن أيمـــان لا تؤثرِ الأدنى على الأعلى فتحرمي ذا وذا يا ذلــة الحرمان منتـكِ نفسُـك باللحاق مع القعو د عن المسير وراحة الأبدان ولسوف تعلمِ حين ينكشف الغطا ماذا صنعتِ وكنتِ ذا إمكان ـ فأين تلك المسكينة .. التي تعرض عن سماع السور والآيات .. وتستمع إلى المعازف والأغنيات .. فتتعرض لعذاب الله .. وتحرم من سماع الغناء في الجنة .. سبحان الله .. ما كفاك القرآن وسماعُه .. فتركتيه وبحثت عن الغناء .. قال محمد ابن المنكدر : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأنفسهم عن مجالس اللهو ومزامي لشيطان ؟! أسكنوهم رياض المسك .. ثم يقول الله للملائكة : اسمعوهم تمجيدي وتحميدي .. وعن شهر بن حوشب : أن الله جل ثناؤه يقول لملائكته : إن عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيدعونه من أجلي .. فأسمعوا عبادي .. فيأخذون بأصوات من تسبيح وتكبير لم يسمعوا بمثله قط .. قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان يا لذة الأسماع لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان واهاً لذياك السماع فكم به للقلب من طرب ومن أشجان نزه سماعك إن أردت سماع ذياك الغنا عن هذه الألحان حب الكتاب وحب الحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان والله إن سماعهم في القلب والإيمان مثل السم في الأبدان والله ما انفك الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن فالقلب بيت الرب جل جلاله حبا وإخلاصا مع الإحسان فإذا تعلق بالسماع أصاره عبداً لكل فلانة وفلان .. ـ بل إن القابضات على الجمر .. لم يكتفين بالصبر على العذاب .. وتحمل البلاء .. وإنما كان لهن في نصر الدين .. ومقاومة الباطل .. بطولات وأعاجيب .. صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم .. عجوز قد جاوز عمرها الستين سنة .. فلما اجتمع الكفار من قريش وغيرها .. وتآمروا على غزو المدينة .. حفر المسلمون خندقاً في جهة من جهات المدينة .. وكانت الجبال تحيط ببقية الجهات .. وكان عدد المسلمين قليلاً .. فاستنفرهم النبي صلى الله عليه وسلم للرباط أمام الخندق لصدّ من يتسلل إليهم من الكفار .. أما النساء والصبيان فقد جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في حصن منيع .. ولم يترك عندهم من يحرسهم .. لقلة المسلمين وكثرة الكفار .. وبينما النبي صلى الله عليه وسلم منشغل مع أصحابه في القتال عند الخندق .. تسلل جمع من اليهود حتى وصلوا إلى الحصن .. ثم لم يجرؤا على الدخول خشية من وجود أحد من المسلمين .. فاصطفوا خارج الحصن .. وأرسلوا واحداً منهم يستطلع لهم الأمر .. فجعل هذا اليهودي يطوف بالحصن .. حتى وجد فرجة فدخل منها .. وجعل يبحث وينظر .. فرأته صفية رضي الله عنها .. ففزعت وقالت في نفسها : هذا اليهودي يطوف بالحصن .. وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود .. وقد شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.. وإن صرخت فزعت النساء والصبيان .. وعلم اليهودي أن لا رجال في الحصن .. فتناولت سكيناً وربطتها في وسطها .. ثم أخذت عموداً من خشب .. ونزلت من الحصن إليه وتحينت منه التفاتة .. فضربته بالعمود على أم رأسه .. حتى قتلته .. فلما خمد .. تناولت سكيناً .. فلله درّ صفية .. تلك العابدة التقية .. ـ فتأملي في جرأتها وبذلها نفسها لخدمة الدين .. فكم تبذلين أنت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. كم ترين في المجالس من النامصات .. وفي الأسواق من المتبرجات .. وفي الأعراس من المتعريات .. فماذا فعلت تجاههن ؟! { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } .. ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استحق اللعنة .. { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } .. ولا تخجلي من ذلك فالدعوة تحتاج إلى جرأة في أولها .. ثم تفرحين بآخرها .. والصالحات القابضات على الجمر .. إذا أتى إحداهن الأمر من الشريعة .. أطاعت .. وسلّمت .. وأذعنت .. ولم تعترض .. أو تخالف .. أو تبحث عن مخارج .. وتأملي في خبر تلك الفتاة العفيفة الشريفة .. العروس .. قال أنس رضي الله عنه : كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له : جليبيب في وجهه دمامة .. فعرض عليه رسول الله التزويج .. فقال : إذا تجدني كاسداً .. فقال : غير أنك عند الله لست بكاسد .. فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص لتزويج جليبيب .. حتى جاء رجل من الأنصار يوماً يعرض ابنته الثيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ليتزوجها .. فقال صلى الله عليه وسلم : نعم يا فلان .. زوجني ابنتك .. قال : نعم ونعمين .. يا رسول الله .. فقال صلى الله عليه وسلم : إني لست أريدها لنفسي .. قال : فلمن ؟ قال : لجليبيب .. قال : جليبيب !! يا رسول الله !! حتى استأمر أمها .. فأتى الرجل زوجته فقال : إن رسول الله يخطب ابنتك .. قالت : نعم .. ونعمين .. زوِّج رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال : إنه ليس يريدها لنفسه .. قالت : فلمن ؟ قال : يريدها لجليبيب .. قالت : حلقى لجليبيب .. لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً .. وقد منعناها فلاناً وفلاناً .. فاغتم أبوها لذلك .. وقام ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها : من خطبني إليكما ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قالت : أتردان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ادفعاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإنه لن يضيعني .. فكأنما جلَّت عنهما .. فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. شأنك بها فزوِّجها جليبيباً .. فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً .. ودعا لها وقال : اللهم صب عليهما الخير صباً .. ولا تجعل عيشهما كداً كداً .. فلم يمض على زواجه أيام .. حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة .. وخرج معه جليبيب .. فلما انتهى القتال .. وبدأ الناس يتفقد بعضهم بعضاً .. سألهم النبي صلى الله عليه وسلم : هل تفقدون من أحد قالوا : نفقد فلانا وفلانا .. ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نفقد فلانا وفلانا ..ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نفقد فلاناً وفلاناً ..قال : ولكني أفقد جليبيباً .. فقاموا يبحثون عنه .. ويطلبونه في القتلى .. فلم يجدوه في ساحة القتال .. ثم وجدوه في مكان قريب .. إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه .. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى جثته .. ثم قال : قتل سبعة ثم قتلوه .. قتل سبعة ثم قتلوه .. هذا مني وأنا منه .. ثم حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه .. وأمرهم أم يحفروا له قبره .. قال أنس : فمكثنا نحفر القبر .. وجليبيب ماله سرير غير ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حتى حفر له ثم وضعه في لحده .. قال أنس : فوالله ما كان في الأنصار أيم أنفق منها .. تسابق الرجال إليها كلهم يخطبها بعد جليبيب .. { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون * ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيح : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) .. فأين تلك الفتيات الصالحات .. اللاتي تقدم إحداهن محبة الله ورسوله على هواها .. فإذا سمعت الأمر من الله تعالى قدمته على أمر كل أحد .. بل قدمته على ما تزينه لها صديقاتها .. أو توسوس به لها نفسها .. قالت عائشة رضي الله عنها كما عند أبي داود : والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار .. أشدَّ تصديقاً بكتاب الله .. ولا إيماناً بالتنزيل .. لقد أنزل في سورة النور قوله تعالى في الأمر بحجاب المؤمنات { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن } .. فسمعها الرجال من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم انقلبوا إليهن .. يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها .. يتلو الرجل على امرأته .. وابنته .. وأخته .. وعلى كل ذات قرابته ..فما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرطها - وهو كساء من قماش تلبسه النساء - .. فاعتجرت به .. - لفته على رأسها - .. وقامت بعضهن إلى أزرهن فشققنها واختمرن بها .. أي الفقيرة التي لم تجد قماشاً تستر به وجهها .. أخذت إزارها وهو ما يلبس من البطن إلى القدمين ثم شقت منه قطعة غطت بها وجهها .. تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه .. قالت عائشة : فأصبحن وراء رسول الله معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان .. ــ الله أكبر .. هذا حال المرأة في ذلك الزمان .. في تغطيتها لوجهها .. وسترها لزينتها .. تتستر حتى لا يراها الرجال .. هل تدرين من هي هذه المرأة التي أمرت بالتستر .. إنها عائشة أم المؤمنين .. وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأسماء بنت أبي بكر .. وغيرهن من الصالحات التقيات .. وهل تدرين يسترن زينتهن عن من .. عن أبي بكر .. وعمر .. وعثمان .. وعلي .. وغيرهم من الصحابة .. أزكى رجال الأمة .. وأعفُهم وأطهرُهم .. ومع ذلك أمرت النساء بالتستر مع صلاح ذلك المجتمع .. بل قد نهى الله أبا بكر .. وعمر .. وطلحة .. والزبير .. والصحابة جميعاً عن الاختلاط بالنساء .. فقال : { وإذا سألتموهن متاعاً } يعني إذا سألتم أزواج النبي وهن أطهر النساء .. { فاسألوهن من وراء حجاب } .. لماذا ..؟؟ { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } .. فكيف الحال اليوم مع نسائنا .. ورجالنا .. وقد فسد الزمان ؟ ماذا نقول لنساء جريئات .. تحادث إحداهن البائع في السوق بكل طلاقة لسان .. وكأنه زوجُها أو أخوها .. بل قد تضاحكه وتمازحه .. ليخفض لها في السعر .. مع لبسها للنقاب الواسع .. وقد تزيد على ذلك الخلوة بالسائق .. وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما .. وكل هذه المعاصي هي تعلم أنها معاصٍ .. لكنها مع ذلك تقدم عليها بنعم أعطاها الله لها .. فتعصي الله بنعمته .. وكأن ربها عاجز عن عذابها .. سبحان الله .. لو شاء الله لسلب منك هذه النعم التي تعصينه بها !! اذهبي إلى مستشفى النقاهة وانظري أحوال النساء التي فقدن العافية .. اذهبي إلى هناك .. لتري فتيات في عمر الزهور .. لا يتحرك في الواحدة منهن إلا عيناها .. أما بقية جسدها فمشلول شلل كلّي .. لو قطعت رجلاها ويداها بالسكاكين لما أحست بشيء .. نسأل الله لهن الشفاء والعافية .. والأجر العظيم .. كل واحدة منهن .. تتمنى لو تتحكم ولو .. بإخراج البول والغائط .. بل لا تدري إحداهن أنه قد خرج منها بول أو غائط إلى إذا شمت الرائحة .. يُلْبَسْنَ حفائظ على عوراتهن كالأطفال .. وتبقى الحفائظ على بعضهن ثلاثة أيام وأربعة .. قد كانت مثلك .. تأكل وتشرب .. وتضحك وتلعب .. وتتمشى في الأسواق .. وفجأة .. ودون سابق تحذير .. أصيبت بحادث سيارة .. أو جلطةٌ في القلب أو الدماغ .. والنتيجة .. صارت حية في صورة ميتة .. عشر سنين .. وعشرين سنة .. وثلاثين .. { قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون * قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون } .. ولا يعني أن كل من أصابها مرض فإن ذلك يكون عقوبةً وجزاء .. كلا .. ولكن .. لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .. والقابضات على الجمر .. يتسابقن إلى الأعمال الصالحة .. صغيرها وكبيرها .. ولهن في كل ميدان سهم .. ولا تعلمين ما هو العمل الذي به تدخلين إلى الجنة .. فلعلَّ شريطاً توزعينه في مدرسة .. أو نصيحةً عابرة تتكلمين بها .. يكتب الله بها لك رضاه ومغفرتَه .. ولقد .. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : أن امرأة بغياً من بني إسرائيل كانت تمشي في صحراء .. فرأت كلباً بجوار بئر يصعد عليه تارة .. ويطوف به تارة .. في يوم حار قد أدلع لسانه من العطش .. قد كاد يقتله العطش .. فلما رأته هذه البغي .. التي طالما عصت ربها .. وأغوت غيرها .. ووقعت في الفواحش .. وأكلت المال الحرام .. لما رأت هذا الكلب .. نزعت خفها .. حذاءها .. وأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء .. وسقته .. فغفر الله لها بذلك .. الله أكبر .. غفر الله لها .. بماذا ..؟ هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت في سبيل الله ؟! كلا .. وإنما سقت كلباً شربةً من ماء .. فغفر الله لها .. وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها أخبرت عن : امرأة مسكينة جاءتها .. تحمل ابنتين لها .. فقالت : يا أم المؤمنين .. والله ما دخل بطوننا طعام منذ ثلاثة أيام .. فبحثت عائشة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد إلا ثلاث تمرات .. فأعطتها الثلاث تمرات .. ففرحت المسكينة بها .. وأعطت كل واحدة من الصغيرتين تمرة .. ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها .. فكانت البنتان لفرط الجوع .. أسرعَ إلى تمرتيهما من الأم إلى تمرتها .. فرفعتا أيديَهما تريدان التمرة التي بيد الأم .. فنظرت الأم إليهما .. ثم شقت التمرة الباقية بينهما .. قالت عائشة : فأعجبني حنانها .. فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله قد أوجب لها بها الجنة .. أو أعتقها بها من النار .. فالقابضات على الجمر يتسابقن إلى الطاعات .. وإن كانت يسيرة صغيرة .. والأعظم من ذلك هو الحذر من المعاصي .. وعدم التساهل بها .. فقد قال تعالى عن قوم تساهلوا بالمعاصي وتصاغروها : { وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم } .. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين .. أنه رأى امرأة تعذب في النار .. فما الذي أدخلها إلى النار ؟ هل سجدت لصنم ..؟ هل قتلت نبياً ؟ .. هل سرقت أموال الناس .. ؟ كلا ..دخلت امرأة النار في هرة .. سجنتها .. فلا هي أطعمتها .. ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً .. قال صلى الله عليه وسلم : فلقد رأيتها في النار والهرة تخدشها .. وروى البخاري .. أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار .. وتفعل .. وتصدق .. لكنها .. تؤذي جيرانها بلسانها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا خير فيها .. هي من أهل النار .. قالوا : وفلانة تصلي المكتوبة .. وتصدق بأثوار - يعني بأجزاء يسيرةٍ من الطعام - ولا تؤذي أحداً .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة .. والقابضات على الجمر في هذا الزمان .. تعلم كل واحدة منهن .. أن الحرب الموجهة إليها حرب ضروس يريدون منها استعبادها .. وهتك عرضها .. باسم الحرية والمساواة .. فما معنى الحرية التي يدعوا إليها المفسدون ؟ .. ولماذا لا يدعون إلى تحرير العمال المظلومين .. والضحايا المنكوبين .. والأيتام المنبوذين .. لماذا يصرون على أن المرأة العفيفة .. التي تعيش في ظل وليها .. ولو مدَّ أحد العابثين يده إليها .. لما عادت إليه يده .. لماذا يصرون دائماً على أن هذه المرأة تحتاج إلى تحرير .. هل ارتداء المرأة للعباءة والحجاب لتحمي نفسها من النظرات المسعورة .. يعدُّ عبودية تحتاج أن تحرر المرأة منها ..؟؟ هل تخصيص أماكن معينةٍ لعمل المرأة .. بعيدةٍ عن مخالطة الرجال .. هو عبودية وذلٌ للمرأة .. ؟ هل تربية المرأة لأولادها .. ورأفتها ببناتها .. وقرارها في بيتها .. هو عبودية تحتاج إلى تحرير ..؟؟ ثم .. لماذا نجد أن أكثر من يتنابحون ويدعون إلى تحرير المرأة .. وتكشفها لهم .. ويزعمون أن حجابها قيد وغلٌ لا بدَّ أن تتحرر منه .. لماذا نجد أن أكثر هؤلاء هم ليسوا من العلماء .. ولا من المصلحين .. وإنما أكثرهم من الزناة .. وشراب الخمور .. وأصحاب الشهوات المسعورة ؟؟ فلماذا يدعوا هؤلاء إلى تحرير المرأة ؟ لماذا يستميتون لإخراج العفيفة من بيتها .. لماذا ؟؟ الجواب واضح .. اشتهوا أن يروها متعرية راقصة فزينوا لها الرقص .. فلما تعرّت وتبذلت .. وأصبحت تلهو وترقص في المسارح .. أرضوا شهواتهم منها .. ثم صاحوا بها وقالوا : قد حرّرناك .. واشتهوا أن يتمتعوا بها متى شاءوا .. فزينوا لها مصاحبة الرجال .. ومخالطتهم .. حتى حوّلوها إلى حمام متنقل .. يستعملونه متى شاءوا .. على فرشهم .. وفي حدائقهم .. وباراتهم .. وملاهيهم .. فلما تهتكت وتنجّست .. صاحوا بها وقالوا : قد حرّرناك .. خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرّهن الثناء واشتهوا أن يروها عارية على شاطئ البحر .. وساقيةً للخمر .. وخادمةً في طائرة .. وصديقة فاجرة .. فزينوا لها ذلك كلَّه وأغروها بفعله .. فلما ولغت في مستنقع الفجور .. تضاحكوا بينهم وقالوا : هذه امرأة متحررة .. فمن ماذا حرّروها ؟ عجباً .. هل كانت في سجن وخرجت منه إلى الحرية ؟ هل الحرية في تقصير الثياب .. ونزع الحجاب .. أم الحرية في التسكع في الأسواق .. ومضاجعة الرفاق .. هل الحرية في مكالمة شاب فاجر .. أو الخلوة بذئب غادر .. أليس الحرية الحقيقية .. والسيادة النقية .. هي أن تكوني عفيفة مستترة .. أبوك يرأف عليك .. وزوجك يحسن إليك .. وأخوك يحرسك بين يديك .. وولدك ينطرح على قدميك .. وهذه هي الكرامة العظيمة التي أرادها الله تعالى لك .. فلقد أوصى الله بك أباك وأمك : فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : ( من عال جاريتين حتى تبلغا .. جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) .. وأوصى بك أولادك فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين .. للرجل الذي سأله فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك .. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أبوك .. بل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة زوجها .. وذمّ من غاضب زوجته أو أساء إليها .. فعند مسلم والترمذي ..أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في حجة الوداع .. فإذا بين يديه مائةُ ألف حاج .. فيهم الأسود والأبيض .. والكبير والصغير .. والغني والفقير .. صاح صلى الله عليه وسلم بهؤلاء جميعاً وقال لهم : ألا واستوصوا بالنساء خيراً .. ألا واستوصوا بالنساء خيراً .. وروى أبو داود وغيره .. أنه في يوم من الأيام أطاف بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكين أزواجهن ..فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .. قام .. وقال للناس : لقد طاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكين أزواجهن .. ليس أولائك بخياركم .. وصحّ عند ابن ماجة والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) .. بل .. قد بلغ من إكرام الدين للمرأة .. أنها كانت تقوم الحروب .. وتسحق الجماجم .. وتتطاير الرؤوس .. لأجل عرض امرأة واحدة .. ذكر أصحاب السير : أن اليهود كانوا يساكنون المسلمين في المدينة .. وكان يغيظهم نزولُ الأمر بالحجاب .. وتسترُ المسلمات .. ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات .. فما استطاعوا .. وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع .. وكانت عفيفة متسترة .. فجلست إلى صائغ هناك منهم .. فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها .. وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها .. أو لمسِها والعبثِ بها .. كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام .. فجعلوا يريدونها على كشف وجهها .. ويغرونها لتنزع حجابها .. فأبت .. وتمنعت .. فغافلها الصائغ وهي جالسة .. وأخذ طرف ثوبها من الأسفل .. وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها .. فلما قامت .. ارتفع ثوبها من ورائها .. وانكشفت سوأتها .. فضحك اليهود منها.. فصاحت المسلمة العفيفة .. وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها .. فلما رأى ذلك رجل من المسلمين .. سلَّ سيفه .. ووثب على الصائغ فقتله ..فشد اليهود على المسلم فقتلوه .. فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .. وأن اليهود قد نقضوا العـهد وتعرضوا للمسلمات .. حاصرهم .. حتى استسلموا ونزلوا على حكمه .. فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكل بهم .. ويثأر لعرض المسلمة العفيفة .. قام إليه جندي من جند الشيطان .. الذين لا يهمهم عرض المسلمات .. ولا صيانة المكرمات .. وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه .. قام رأس المنافقين .. عبد الله بن أبي ابن سلول .. فقال : يا محمد أحسن في موالي اليهود وكانوا أنصاره في الجاهلية .. فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. وأبى .. إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..فقام المنافق مرة أخرى .. وقال : يا محمد أحسن إليهم .. فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. صيانة لعرض المسلمات .. وغيرة على العفيفات .. فغضب ذلك المنافق .. وأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم .. وجرَّه وهو يردد : أحسن إلى مواليّ .. أحسن إلى مواليّ .. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم والتفت إليه وصاح به وقال : أرسلني .. فأبى المنافق .. وأخذ يناشد النبي صلى الله عليه وسلم العدول عن قتلهم .. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : هم لك .. ثم عدل عن قتلهم .. لكنه صلى الله عليه وسلم أخرجهم من المدينة .. وطرَّدهم من ديارهم .. إن الصالحات .. القابضات على الجمر .. عفيفاتٌ مستوراتٌ .. تموت إحداهن ولا تهتك سترها .. بل قد .. ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب .. أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كانت دائمة الستر والعفاف .. فلما حضرها الموت .. فكرت في حالها وقد وضعت جثتها على النعش .. وألقي عليها الكساء .. فالتفتت إلى أسماء بنت عميس .. وقالت يا أسماء : إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء .. إنه ليطرح على جسد المرأة الثوب فيصف حجم أعضائها لكل من رأى .. فقالت أسماء : يا بنت رسول الله .. أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة .. قالت : ماذا رأيتِ .. فدعت أسماء بجريدة نخل رطبة فحنتها .. حتى صارت مقوّسة كالقبة .. ثم طرحت عليها ثوباً .. فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله .. تُعرف بها المرأة من الرجل ..فلما توفيت فاطمة .. جعل لها مثل هودج العروس .. هذا حرص فاطمة على الستر وهي جثة هامدة .. فكيف لما كانت حية ؟! سبحان الله !! أين أولئك الفتيات المسلمات .. اللاتي نعلم أنهن يحببن الله ورسوله .. وقلوبهن تشتاق إلى الجنة .. ولكن مع ذلك : تذهب إحداهن إلى المشغل النسائي فتكشف عورتها طائعة مختارة لتقوم امرأة أخرى بإزالة الشعر من أجزاء جسدها .. وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي : ( ما من امرأة تضع ثيابها .. في غير بيت زوجها .. إلا هتكت الستر بينها وبين ربها ) . والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال فيما صح عند البيهقي : ( شر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم ) .. بل .. أين الفتيات المسلمات اللاتي نؤمل فيهن أن ينصرن الإسلام .. ويبذلن أنفسهن وأرواحهن خدمة لهذا الدين .. فنفاجأ بإحداهن قد لبست العباءة المطرّزة .. أو الكعب العالي .. ثم ذهبت إلى سوق .. أو حديقة .. أو تلبس إحداهن البنطال .. وتقول : لا يراني إلا إخوتي .. أو أنا ألبسه بين النساء .. وكل هذا لا يجوز .. كما أفتى بذلك العلماء .. بل قد تزيد بعض النساء بأن لا تكتفي بعمل المعصية بل تجرّ غيرها من الفتيات إليها .. فتنشر الصور المحرّمة .. أو أرقام الهواتف المشبوهة .. أو المجلات المليئة بالعهر والفساد .. والله تعالى يقول : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .. ــ إن تساهل المرأة بالتكشف والسفور .. يؤدي إلى فساد حياتها .. وأن تكون أحقر عند الناس من كل أحد .. سألت عدداً من الشباب .. ممن يتتبعون الفتيات في الأسواق وعند بوابات المدارس .. كيف تنظرون إلى الفتاة التي تستجيب لكم فقالوا لي جميعاً - والله - : إننا نحتقرها ونلعب بها وبعقلها .. فإذا شبعنا منها ركلناها بأرجلنا .. بل قال لي أحدهم : والله يا شيخ إني إذا ذهبت إلى السوق ورأيت فتاة عفيفة قد جمعت على نفسها ثيابها فإنها تكبر في عيني .. ولا أجرؤ على الاقتراب منها .. بل والله لو رأيت أحداً يقترب منها لتشاجرت معه .. بل انظري إلى ما يحدث في البلاد التي يزعمون أن فيها حرّية .. فقد بلغت المرأة من التكشف والسفور .. بل التفسخ والانحطاط .. ما ندمت عليه .. يغتصب يومياً في أمريكا ألفٌ وتسعمائة فتاة .. عشرون في المائة ن يغتصبن من قبل آبائهن ..!! ويقتل سنوياً في أمريكا مليون طفل ما بين إجهاض متعمد أو قتل فور الولادة !! وبلغت نسبة الطلاق في أمريكا ستين في المائة من عدد الزيجات ..!! وفي بريطانيا مائة وسبعون شابة تحمل سفاحاً كلَّ أسبوع !! كم من امرأة هناك والله تتمنى ما أنتِ عليه من تستر وعفاف .. بل إن النساء لما تكشفت هناك .. انتشرت الفواحش .. وكثرت السرقات وأنواع الجرائم .. والشيطان طالما استعمل بعض النساء لتحقيق الفساد في الأرض .. ومن استغواها الشيطان .. فأطاعته وقدمت شهوات نفسها .. وتتبعت الموضات .. في اللباس .. والعباءة .. والنمص .. والوشم .. والأغاني .. والأفلام .. والمجلات .. وصارت هذه الشهوات أغلى عندها من اتباع شريعة ربها .. فهي عاصية .. وما خلقت النار إلا لتأديب العصاة .. أخرج مسلم عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً .. فسمعنا وجبة .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذا ؟ فقلنا : الله و رسوله أعلم .. قال : هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً .. فالآن انتهى إلى قعرها ..قال الله : { خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً } .. { إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون * وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين * ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون * لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون } .. أما طعامهم فيها فشجرة الزقوم : { إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم * خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم * إن هذا ما كنتم به تمترون } .. أما حالهم في المحشر بين الناس فهم كما قال الله :{ ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيراً } .. هذا حال من عصت ربها .. وأهملت آخرتها .. حتى خفت موازينها .. وتبرأ منها أبوها وأمها .. ولم تنفعها صديقاتها .. ولا أساورها ومجلاتها .. وأهل النار .. هم في النار لا ينامون ولا يموتون .. يمشون على النار .. ويجلسون على النار .. ويشربون من صديد أهل النار .. ويأكلون من زقوم النار .. فرشهم نار .. ولحفهم نار .. وثيابهم ونار .. وتغشى وجوههم النار .. قد ربطوا بسلاسل بأيدي الخزنة أطرافها .. يجرونهم بها في النار .. فيسيل صديدهم .. ويرتفع صراخهم .. ويلقى الجرب على جلودهم .. فيحكّون جلودهم .. حتى تبدو العظام .. ولو أن رجلاً أدخل النار .. ثم أخرج منها إلى الأرض .. لمات أهل الأرض من نتن ريحه .. وتشوّه خلقه .. { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون * ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون * قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين * ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون } .. { فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون * قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين * وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم } ــ والقابضات على الجمر .. لا تعيش إحداهن لنفسها فقط .. بل تحمل هم هذا الدين .. ليس هم إحداهن لباسها وحذاؤها .. وتسريحة شعرها .. وإنما همها الأكبر كيف تخدم هذا الدين .. إذا رأت عاصية فكيف تنصحها .. فتجدين أنها مباركة أينما كانت .. تفيد النساء في مجالسهن .. توزع عليهن الأشرطة النافعة .. تنصح هذه .. وتتودد إلى هذه .. فهي أحسن الناس قولاً .. { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } * * * * * * * * القابضات على الجمر .. هن نساء صالحات .. تغض إحداهن بصرها عن النظر إلى الرجال .. بل وتغض بصرها عن النظر إلى من قد تُفتن بها من النساء .. ومن تساهلت بالنظر الحرام .. والخلوة المحرمة .. جرّها ذلك إلى كبيرة الزنا .. أو السحاق عياذاً بالله .. { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً } .. وعند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجالاً ونساءً عراة في مكان ضيق مثل التنور .. أسفله واسع وأعلاه ضيق .. وهم يصيحون ويصرخون .. وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم .. فإذا أتاهم ذلك اللهب صاحوا من شدة حره ..قال صلى الله عليه وسلم : فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الزناة والزواني .. فهذا عذابهم إلى يوم القيامة .. ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .. نسأل الله العفو والعافية . ومن تساهلت بالمعصية الصغيرة جرتها إلى الكبيرة .. وخشي عليها من سوء الخاتمة .. والله يقول { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } .. ذكر ابن جرير في تفسيره .. إن راهباً من بني إسرائيل تعبد ستين سنة .. وأن الشيطان أراد أن يغويه فلم يقدر عليه .. فمرضت فتاة لها ثلاثة إخوة .. فجاؤوا بها إليه .. وجعلوها في بيت قريب منه .. ليأتي إليها ويداويها .. فوسوس له الشيطان مراراً .. حتى خلا بها .. فوقع عليها وحملت منه .. فقال له الشيطان : الآن يعلم أخوتها .. فيفضحوك .. فاقتلها .. وقل لهم : ماتت فصليت عليها ودفنتها .. فعمد إليها فقتلها ودفنها .. فلم يلبث أخوتها أن علموا به .. فاشتكوه إلى ملكهم فأمر بصلبه وقتله .. فلما رُبط ليقتل .. أتاه الشيطان .. وقال له : أنا صاحبك الذي وسوست لك حتى أوقعتك .. فاسجد لي سجدة واحدة .. وأخلصك مما أنت فيه .. فخرّ له الراهب ساجداً .. فلما سجد له .. قال له الشيطان : إني بريء منك .. إني أخاف الله رب العالمين .. فذلك قوله : { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } .. واعلمي أن المؤمنات إذا ذُكرن تذكرن .. ذكر ابن قدامة في كتابه التوابين : أن قوماً فساق .. أمروا امرأة ذات جمال أن تتعرض للربيع بن خثيم فلعلها تفتنه .. وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم .. فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب .. وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه ..ثم تعرضت له حين خرج من مسجده .. فنظر إليها .. فراعه أمرها فأقبلت عليه وهي سافرة .. فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين ؟ أم كيف بك لو قد ساء بك منكر ونكير ؟ فصرخت صرخة .. وبكت .. ثم تولت إلى بيتها .. وتعبدت .. حتى ماتت .. وذكر العجلي في تاريخه : أن امرأة جميلة بمكة وكان لها زوج فنظرت يوماً إلى وجهها في المرآة .. فقالت لزوجها : أترى يرى أحد هذا الوجه ولا يفتتن به ؟! قال : نعم .. قالت : من ؟! قال : عبيد بن عمير العابد الزاهد في الحرم .. قالت : أرأيت إن فتنته .. وأكشف وجهي عنده .. قال : قد أذنت لك ..فاتته كالمستفتية فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام ..فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر .. فقال لها : يا أمة الله .. غطي وجهك واتق الله .. فقالت : إني قد فتنت بك .. فقال : إني سائلك عن شيء .. فإن أنت صدقت .. نظرت في أمرك .. قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك .. قال : اخبريني .. لو أن ملك الموت أتاك يقبض روحك .. أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة .. قالت : اللهم لا .. قال : فلو أدخلت في قبرك فأجلست للمساءلة .. أكان يسرك إني قضيت لك هذه الحاجة ؟.. قالت : اللهم لا .. قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك .. أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا .. قال : فلو أردت المرور على الصراط ولا تدرين تنجين أم لا .. كان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة .. قالت : اللهم لا .. قال : فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين تخفين أم تثقلين .. كان يسرك إني قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا .. قال : فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة .. كان يسرك إني قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا ..قال : فاتقي الله يا أمة الله .. فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك .. فرجعت إلى زوجها .. فقال : ما صنعت ؟ قالت : أنت بطال .. ونحن بطالون .. الناس يتعبدون ويستعدون للآخرة .. وأنا وأنت على هذا الحال .. فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة .. حتى ماتت .. وختاماً : أيتها الجوهرة المكنونة .. والدرةُ المصونة .. يا مربية الأجيال .. وصانعة الرجال .. هذه وصايا استخرجتها لك من مكنون نصحي .. سكبت فيها روحي .. وصدقتكِ فيها النصحَ والتوجيه .. أسأل الله تعالى أن يحفظك ويحميك من كل سوء .. وأن يجعلك مباركة في نفسك وأهلك وولدك .. اللهم وفق وليَّ أمرنا لمل تحب وترضى .. كتبه / د. محمد بن عبد الرحمن العريفي __________________
  3. رائع جدا امي / عاشقه الفردوس جعل الله ماقدمتي في ميزان حسناتك واثابك علي طرحك لهذا الكلام الطيب الفردوس الاعلي اللهم امين ...
  4. صابرة..ومهرها الإسلام (أم سليم بنت ملحان) بشرها النبي ( بالجنة، فقال: " دخلتُ الجنة، فسمعتُ خشفة (حركة) بين يدي، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان" [متفق عليه]. جزاكِ الله خيرا اختي جعل الله ماقدمتي في ميزان حسناتك ورزقكِ الفردوس الاعلي من الجنه اللهم امين ...
  5. جزاكِ الله خيرا اختي / الفقيرة الي الله وجعل الله ماقدمتي في ميزان حسناتك واساله ان تكوني رفيقه امنا عائشه في الجنه اللهم امين
  6. بسم الله الرحمن الرحيم جزاكِ الله خيرا اختي علي نقلك الخبر وليا تعليق .... القاتل مشهور والمقتوله مشهورة لكن المقتوله كانت مطربه اي علي ضلال والمفروض اننا مانحزن علي ده ولا علي المقتوله فكلهم سواء بؤرة فاسده في مجتمعنا اللهم ارمي الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين
  7. بسم الله الرحمن الرحيم جزاكِ الله خيرا اختي / الفقيرة الي الله علي مروركم الكريم وجزاكِ الله اعالي الجنان امي / عاشقة الفردوس رزقكِ الله الفردوس الاعلي اللهم امين مروركم الطيب زاد صفحاتي نورا فجزاكن ربي خيرا
  8. نفسي الاهلي يرجع زي زمان جزيتي خيرا اختي
  9. -{ يَا أَيُّهَا الْإـِ نَسَـْانُ مَآ غَ ـْرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيْمِ }- -{ يَا أَيُّهَا الْإـِ نَسَـْانُ مَآ غَ ـْرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيْمِ }- يـا لـهـا مـن آيـة عـظيمـة ويا له من نـداء تـهـتـز له الـقلوب وتـقشعر منه الأبدان يـوم يـنـادى عـلـيـك أيـهـا الإنـسـان الـفقيـر الـضعيـف ما غرك بربك الكـريـم ؟ مـا الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهـار ؟ مـا الذي خدعك فاقترفت الآثام بالليل والنهـار؟ مـا الـذي خدعك ففرطت في حدود الله ؟ مـا الـذي خدعك فتهاونت في الصـلاة ؟ مـا الـذي خدعك فأطلقت بصرك في الحرام ؟ مـا الـذي خدعك فلم تخش الله كما كنت تخشـى الأنام ؟ -{أهـي الـدنـيـا}- أمـا كنـت تعلم أنها دار فنـاء؟ وقـد فـنيت ! أهي الشهـوات؟ أما تـعلم أنهـا إلى زوال؟ وقد زالـت ! أم هـو الـشـيـطـان ؟ أمـا عـلمـت أنـه لك عـدو مـبـيـن ؟ إذن مـا الـذي خـدعـك ؟ أجب ...أجــــب ... لا عـــذر الـيـــــوم .. [ لآإلهَ إلآاللِهَ ] .. إنـهـا لآيـة عـظـيـمـة وتـذكـرة مـبـيـنـة لـمـن وعــاهـــا... كـــرروهـا بـيـن أنـفـسـكـم ..قـم بـهـا فـي جـوف اللـيـل إذا هـجـع الأنـام وغـارت الـنـجــوم ..كــررهــا فـي ركـعـتـيـن تـلـذذ فـيـهـمـا بـمـنـاجـاة ربـك وكــرر .. { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } وتـمـثـل نـفـسـك مـاذا تـجـيـب تـذكـر ذنـوبـك و ابـك عـلـى تـفـريـطـك . تـخـيـل مـعـي هـذا الـمـنـظـر كـأنـك تـراه واعـلـم أنـه واقـع لا مـحـالـة وتـخـيـل هــذا الـمـشـــهــد الـمٌــهُـــيــْـبَ ! { إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ } { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ } { وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ } {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ } وصـلـى الله عـلـى نـبـيـنـا مـحـمـد وعـلـى آلـه وصـحـبـه وسـلـم اللـهـم ارحـمـنـا فـوق الأرض و ارحـمـنـا تـحت الأرض و ارحـمـنـا يـوم الـعـرض [ يْـآربَ العَ ْـآلِمِينْ ]
  10. جحا أولا نبذه عن جحا : هو نصر الدين خوجه الذي كان يركب حماره بالمقلوب , بطل الفكاهة الأسطوري الذي أغرق العالم بخفة دمه وحكمته المازحة , ويعتبر نصر الدين خوجه بطلا من أبطال الهزلية الشعبية في عالم الأدب صاحب العديد من الفكاهات والقصص الهزلية التي تسلى الناس وتبهجهم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وقد كتب عنه بخمسين لغة غزت العالم أجمع ولقرون طويلة اقترن اسم نصر الدين خوجه بقصص مسلية وساذجة أحيانا وبذيئة أحيانا أخرى , ورغم ذلك فقد كانت كل قصة منها نموذجا لاستخدام الذكاء والسخرية كسلاح ضد القوة الغاشمة والقهر . تقول الحكايات الشعبية أن نصر الدين خوجه قد ولد في تركيا منذ حوالي خمسة قرون في قرية صغيرة تسمى قرية ( هارتو ) بالقرب من غربي أنقرة , ولكنه دفن في قرية كشمير , ويدعّىأهل هذه القرية أنه من أبنائها وأنه توفي قبل عام 1392 م بقليل . ولكن البعض يعتقد أن هذه الشخصية هي شخصية أسطورية وأن نصر الدين خوجه لم يكن له وجود قط وأنه من تراث الأسطورة الشعبية التي لا تنضب . ويبدو نصر الدين خوجه _ خوجه معناها المعلم , هو لفظ ينمّ عن الاحترام ) دائما في التصاوير الشعبية شيخا كبير السن بلحية بيضاء ضخمة وثياب بسيطة يجلس على حماره بالمقلوب ومنفرج الساقين , وقد فسر ركوبه للحمار بهذا الشكل لتلاميذه قائلا : " إذا جلست للأمام تكونون خلفي , وإذا سرتم أمامي أعطيتموني ظهوركم , ولذلك فإني أعتقد أن وضعي مهذب , وقد أصبح نصر الدين خوجه شخصية عالمية غزت العالم بأسره ويستمتع الناس بنوادره لما فيها من فكاهة مرحة وحكمة مازحة , وتسمع وتقرأ هذه النوادر في مصر وتركيا ويوغوسلافيا وبغاريا وسوريا واليونان وباكستان وإيران والهند وتقرأ قصصه بكثرة في انجلترا وأمريكا والصين والاتحاد السوفيتي الذي أنتج فيلما يصور خوجة بطلا شعبيا . ونصر الدين خوجه رمز الفكاهة المتأصلة بعمق في المأثورات الشعبية الشفهية فلا غرابة إذا وجد له إخوة كثيرون حول البحر المتوسط ويعرفه العرب باسم ( جحا ) ويسميه البربر ( سي جحا ) أو ( جحا ) فقط ويسميه المالطيون ( جاهان ) والصقليون ( جيوفا ) والكلابريون ( جوفاني ) . وفكاهة نصر الدين هي أسلوب في رؤية الحياة التي لم تكن على ما يبدو متفقة مع نظم ذلك الزمان وسلطاته الحاكمة , وطبيعة نصر الدين خوجه نتاج أشخاص مجهولين فمنهم حرفيون وفلاحون وأصحاب حوانيت وحمارون وشحاذون ورجال أذكياء وسائقو عربات كارو وحمالون وأهل الريف وأهل حضر وكل الذين يعانون الظلم الاجتماعي أكثر مما يدركون الأسباب الخافية وراءه . ولقصص نصر الدين خوجه قيمة عامة فهي إذ استخدم التأثير الهزلي تضارع الأعمال الأدبية العالمية العظمى بل تباريها في بعض الأحيان .
  11. فكاهات ونوادر وغرائب العرب من نوادر حجا والاعرابي التقى جحا يوما بتيمورلنك فقال تيمورلنك له:يا نصر الدين(هو اسم جحا) انى شديد الاعجاب بأسماء الخلفاء السابقين التى تتختم باسم(الله) كالواثق بالله والمستنصر بالله واريد ان تختار لى اسما من هذا النوع فالتفت جحا اليه وقال: اختار لك(نعوذ بالله)فعبس اتيمورلنك ولم يستطع الكلام سال تيمور لنك جحا يوما :مع من سأكون فى الاخره يا جحا فأجاب حجا :وأين ترضى أن تكون ان لم تكن مع جنكيز خان والاسكندر ونيرون؟ تيمور لنك (قائد من المغول الذين احتلوا أجزاء من العالم الاسلامى وهدموا المدن وقتلوا كثيرا من اهلها فى اواخر الخلافه العباسيه) صلى اعرابى خلف امام صلاه الصبح فقرأ الامام سوره البقره وكان الاعرابى مستعجلا فاته مقصوده ولما بكر فى اليوم الثانى وابتدأ الامام بسوره الفيل ولى الاعرابى هاربا وهو يقول الفيل اكبر من البقره!
  12. بسم الله الرحمن الرحيم تسلمين اختي / اهيب ربي علي هذا الموضوع الجميل والله اسال ان يوسع في ارزاقنا اللهم امين
  13. بسم الله الرحمن الرحيم جزاكِ الله خيرا اختي / بسمه الاقصي انا رايي ان الاطفال اصلا مع التقدم التقني اللي حدث لمصر وده طبعا حصل بعد ما دول العالم نسيته خلاص الطفل دلوقتي اصبح فاهم كل حاجه انتشار السيبرات والقنوات في المنازل اصبح لدي الطفل منذ صغره قاعده فهميه بسيطه من هنا تجرأ الطفل علي مدرسه وعلي امه وعلي ابيه احيانا وهذا الذي يحدث وماحدث لهذا الطفل ليس الا انه ليس لديه مايخشي منه الاطفال اليوم بقوا حاجه غريبه جدا والله انا عندما اتحدث لطفل في الحضانه احس انني اتحدث مع شاب كبير والله من اعجب مارايت اطفال لم يدخلوا الروضه اصلا وهن بنات فضلا عن الاولاد ماكثون في الشوارع للساعة الثانيه عشرة والواحده صباحا ماهذا انه سوء تربيه وعدم مراقبه من الوالدين نحن عندما كنا في سن الطفوله اهلنا كانوا يحددون لنا وقت اللعب ومع من تلعب ومتي ستعود للبيت ولو تاخرت كان يبقي يومك مايعلم به الا ربنا انما الان كل ماعلي اولياء الامور ان ينجبوا ويرموا في الشوارع الا مارحم ربي طبعا والله يااخواتي يوجد بجوار منزلنا سيبر تجد فيه الاطفال ماكثون لنصف الليل او يزيد بل اكثر من ذلك والله تراهم يدخنون ويسبون الدين ولا حول ولا قوة الا بالله فيعني مش غريبه علي طفل انه ينتحر بجد شئ مؤسف وده نداء لاولياء الامور حافظ علي ابنك في صغره هيحافظ عليك في هرمك وجزاكم الله خيرا واسف علي الاطاله
  14. بسم الله الرحمن الرحيم جزاكِ الله خيرا اختي جعل الله ماقدمتي في ميزان حسناتك ونفع به المسلمين .. اللهم امين
  15. بسم الله الرحمن الرحيم جزاكِ الله خيرا اختي جعل الله ماقدمتي في ميزان حسناتك ونفع به المسلمين .. اللهم امين
  16. بسم الله الرحمن الرحيم جزاكِ الله خيرا اختي جعل الله ماقدمتي في ميزان حسناتك ونفع به المسلمين .. اللهم امين
  17. جزيتي خيرا اختي للتوضيح اختي ..النهر الذي ف الجزء السفلي بارك الله فيكم اختي
  18. بسم الله الرحمن الرحيم أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة الإمام الشافعي اللهم صلي على سيدنا محمد وبارك عليه ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)) قبورنا تبنى ونحن ما تبنا - صور سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته لماذا نهرب من الحقيقة كن شجاعا ولتقرأها إلى أخرها قبورنا تبنى ونحن ما تبنا يا ليتنا تبنا قبل أن تبنى قال تعالى في محكم التنزيل: ( كل من عليها فان , و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام ). بسم الله نبدأ .. هذا مكان تغسيل الميت للرجال لا اله إلا الله كم شخص قد غسل هنا .. هم السابقون ونحن اللاحقون يا ابن ادم لماذا تتكبر ؟ وفي يوم سيقلبونك يمنتا ويسره هذا المكان الذي غسل فيه الكثير من الرجال .. لا حول لك ولا قوه ؟ أين السيارة الفاخرة ؟ أين الملابس الراهيه ؟ كلها ذهبت .. لا يبقى لك إلا العمل ثلاثة يتبعون الميت أهله وماله وعمله فلا يبقى إلا عملك ؟ نحن نتسابق خلف الأهل والمال .... وننسى ما هو باقي العمل !! وهذه المكان خاص بتغسيل النساء لا حول ولا قوة الا بالله كم سمعنا من فتاة و أم قد توفت وفي هذا المكان غسله أين العبائه المخصرة !! أين الجمال الزائف !! أين الأهل والمال والنسب كلها ذهبت إلا العمل الصالح .... رحمهم الله هذه غرفة انتظار النساء !! عندما دخلت هذه الغرفة وكأني أشاهد الكثير من النساء على مدى السنين يبكون على من يحبون .. ويودعون أهلهم وأحبتهم .. راجين من الله الرحمة والغفران ؟؟ قال تعالى: ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ). هنا أحبتنا وإخوتنا وأهلنا .. رحمهم الله .. لا تنسوهم من صالح دعواتكم وصدقاتكم فهم في أمس الحاجة لها .. :: وأما الآن دعونا نتفكر قليلاً في الصور القادمة :: (1) هذه الصورة للقبر الضيق .. فلماذا نتمسك بهذه الدنيا !! (2) وبعد وضع الجنازة نضع الحجارة بهذه الطريقة .. لا اله إلا الله .. أين المفر ؟ (3) وهذه الصورة من الداخل ؟؟ اللهم ارحمنا برحمتك يا رحمن الدنيا والآخرة .. إما أن يكون موحشا أو روضه من رياض الجنة فاختر لنفسك .. وانتبه ولا تنس ( الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل ) * * * عندما انتهينا من هذه الصور خرجنا واتينا بعد صلاة العصر تقريباً مع دخول المغرب .. ماذا وجدت في القبر الذي كنت أصوره .. ؟؟ والذي دخلته .. وصورته لكم ؟؟ هذا ما وجدته .. لا اله إلا الله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله هل هذا القبر روضه من رياض الجنة أم غير ذلك .. رحمه الله .. ورحم جميع المسلمين .. .. يأتي بغتة والقبر صندوق العمل .. فماذا عملنا لهذا اليوم ؟ ماذا ؟ ماذا عملنا لما بعد الموت ؟ الموت الذي لا يعرف صغير ولا كبير هنالك يوم ودقيقه وثانيه ولحضه تقبض فيها روحك .. اعمل لذلك اليوم هذه الصورة وكأنها تقول .. الموت لا يعرف صغيراً من كبير .. ولا يعرف شاب من مسن صور لطيور من طيور الجنة * * * - أحبتي في الله فلنعمل لهذا اليوم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ( قبورنا تبنى ونحن ما تبنا يا ليتنا تبنا قبل أن تبنى ) .. - أحبتي في الله القبور بنيت والمنية ستأتي أنا لا اعلم هل سيكون قبري من هذه القبور أم أنتي أو أنت ؟؟ - هذه القبور مفتوحة وتنتظر جنازتها .. فماذا تريد .. اختر قبل أن تقبض روحك تب إلى الله .. أنت تقدر واكسب دينك وأخرتك .. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات لا تنسوني من دعائكم الصالح ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ورفعت الصحف ) صحيح الجامع.
  19. سر الخطوط الحمراء في معجون الأسنان كيف تظهر الخطوط الملونة على معجون الأسنان ؟ إن معجون الأسنان تركيبة كيميائية تستعمل لتنظيف الاسنان بالفرشاة. أقدم محاولة معروفة لتصنيع المعجون كانت في مصر في القرن الرابع الميلادي، وكان ذاك الخليط مكونا من ملح مطحون، فلفل، أوراق نعناع، وزهورالسوسن. و في القرن التاسع، قام زرياب باختراع أول معجون الأسنان، الذي شاع في جميع أنحاء الأندلس. لا تعرف حاليًا مكونات هذا المعجون على وجه الدقة، لكن قيل أنه حقق على حد سواء "الوظيفية والطعم الجيد". بعضنا يتوقع إن هذه الخطوط موجودة أصلاً داخل أنبوب معجون الأسنان !!! لا توجد هذه الخطوط داخل أنبوب معجون الأسنان بل تــرسم على المعجون الأبيض قبل أن يخرج من فتحة الأنبوب بقليل. إخترع هذا الأنبوب الأمريكيمارافينوMarraffino وتحصل على براءة إختراع في سنة1955 واستخدمت شركة سيجنال هذا الأنبوب في أوروبا بداية من سنة 1965 . كــــيــــف يـــــحـــصـــل ذلك ؟ لننجز التجربة التالية: _ الأدوات اللازمة :علبة معجون أسنان فارغة و منشار ( يجب الإنتباه عند استعمال المنشار أو السكين أو الآداة الحادة سلامتكم تهمنا ) _ نقطع العلبة إلى جزئين كما تشاهدونفي الصورة التوضيحية : نلاحظ أن الوعاء يحتوي على المعجون الأبيض و عنق الأنبوب مجوف يعبأ بالمعجون الملون ( أحمر أو أزرق أو أي لون ) و فتحة الأنبوب بها شقوق ( الأنبوب الصغير الأجوف ) وعندما نضغط (نعصر) أنبوب معجون الأسنان ، يقع الضغط على المعجون الأبيض الذي يضغط هو بــدَورِه على المعجون الأحمر في رأس الأنبوب .ثم يتحرك المعجون الأحمر ويــمُــر عبر الشقوق التي في الأنبوب الصغير إلى المعجون الأبيضالذي يتحرك عبر الأنبوب وبعد ذلك يخرج من الفتحة مزيناً بالخطوط الحمراء التي نراها . الشرح بالصور
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..