بالأمس بكى قلبي
اليوم اكتب اليكم هذا الموضوع وانا كلي حزن واسف على ماوصلنا اليه من حالة سيئة جدا يندى لها الجبين.
فلقد فقدنا كل معاني الاحترام والتقدير وفقدنا النخوة والشهامة بل فقدنا هويتنا واحترامنا لذاتنا.
اعذروني... ولكن مارايته بالامس لااستطيع وصفه باقل من ذلك.
بالامس توفت ابنة عمي وفاضت روحها وانتقلت الى رحمة بارئها.
وبعد الانتهاء من مراسم الدفن و الصلاة والدعاءلها بالرحمة والمغفرة, انعقد العزاء في ديوان العائلة وبدء القاريء بتلاوة ماتيسر من القران الكريم .
وكعادة ابناء البلد كان من الواجب ان ابقى دوما بالخارج مع ابناء عمي وكبار اقاربي لاستقبال الوفود القادمة لتأدية واجب العزاء وايجاد مكان لهم للجلوس والاستماع الى القران الكريم .
واخذت الوفود تتوالى من مختلف العائلات والقرى المجاورة واخذنا نحن بدورنا باستقبالهم وشكرهم على قدومهم للعزاء.
وبعد مرور فترة من الوقت شعرت ببعض الارهاق فهممت الى الجلوس بداخل العزاء حتى اريح قدماي قليلا من الالم الناتج عن كثرة الوقوف بالخارج.
وياليتني مافعلت , فلقد فوجئت بمالم اكن اتوقعه ابدا في حياتي.
فعن يميني مجموعة من كبار السن يتحدثون عن طرائف ومواقف مضحكة حدثت معهم من قبل, وتعلو اصواتهم بالضحك دون اي مبالاة او احترام لعزاء الميت او حتى للقران الكريم.
وعلى الجانب الاخر من العزاء شباب يتفاخرون بهواتفهم المحمولة والكل يتسابق في اظهار احدث الامكانيات لهاتفه والمقارنة بينه وبين هواتف الاخرين .
واخرون يتصافحون مع اصدقاء لهم لم يلتقوا بهم منذ فترة واليوم جمعهم العزاء.
وهناك من يحدث من بجانبه عن السيدة التي توفاها الله بان علاقته بها لم تكن جيدة وانه لم يطقها يوما في حياته وانها فعلت كذا وكذا وكذا... دون مراعاة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(اذكروا محاسن موتاكم).
واخر يبحث عن كوب من الشاي او سيجارة ليشعلها .
والكثير الكثير من هذه المناظر التي صعقت حينما رأيتها.
فهل وصل الحال بنا لدرجة ان نستهين بالقران الكريم وبعزاء الميت؟
وهل فقدنا كل معاني الاحترام لذاتنا وللاخرين؟
وهل اصبحت الدنيا هي جنة الخلد بالنسبة لنا؟
هل هان علينا موتانا لهذه الدرجة؟
وهل اخطأت حينما قلت لقد بكى قلبي وليست عيني؟
لا والله لم اخطىء فقلبي قد بكى دما لحزنه الشديد وغيرته على دينه .
(أسال الله لنا الهداية جميعا. وان لا يجعل الدنيا اكبر همنا)
اشكركم وارجو منكم ان تشاركوني اراكم في مناقشة هذا الموضوع الشائك