Mr Hamdy Ahmad
شباب ياللا يا شباب-
عدد المشاركات
978 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
7
كل منشورات العضو Mr Hamdy Ahmad
-
وجزاكي أختي الكريمة metrix وشكرا على المرور الكريم وجزاكي الله خيرا أختي الكريمة وتسرني متابعتك للموضوع
-
....... مايك المنتدى ........
Mr Hamdy Ahmad replied to Mr Hamdy Ahmad's topic in منتدى الحوار العام
جزاك الله خيرا أخي الكريم علي وفي انتظار مشاركتك بالمايك عقب انتهاء الشهر الكريم أعاده الله عليك وعلى المسلمين بالخير واليمن والبركات -
شكرا لكي اختي الكريمة على المرو العطر وجعل ما تكتبين من مشاركات في ميزان حسناتك يوم القيامة أما بالنسبة لنقل الموضوع للمكان الاصلح فلحضرتكم الامر دون استئذان طالما ان في الامر مصلحة وموافقة لسياسة المنتدى جزاكم الله خيرا
-
مذكرة اللغة الانجليزية للصف الثالث الابتدائي 2011
Mr Hamdy Ahmad replied to Mr Hamdy Ahmad's topic in مدرسة ياللا يا شباب
وجزاك أخي الحبيب علي ربنا يكرمك بالجنة الشكر لله وحده يامستر ربنا ينفعنا بعلم المسلمين في انتظار مشاركاتك معانا بالمنتدى وأهلا بيك في بيتك الثاني وجزاكي الله خير الجزاء أختنا الكريمة نورتي الموضوع -
ياللا يا شباب 2020 - شقاوة تصميم كلاكيت تانى مرة
Mr Hamdy Ahmad replied to Dr.A7MD's topic in منتدى الفكاهه والنكت
هههههههههههههههههههههههههه رائع جدا دكتورنا العزيز الحمد لله مفيش للمدرسين أولاد لانهم بيقطعوا الخلف من كتر المناهدة ربنا يكرمك الجنة -
ياللا كلنا نقوووووووول بلاش ممكن تجى معانا؟؟؟
Mr Hamdy Ahmad replied to دعوه للجنه's topic in منتدى الحوار العام
جميييييييييييييلة بارك الله فيكم -
نغمات للجوال إسلامية رووووووعة - أناشيد وأدعية
Mr Hamdy Ahmad replied to دعوه للجنه's topic in منتدى الجوال
رائع جدا جزاكي الله خيرا اختي الكريمة -
رمضان شهر الصحة الحمد لله القوي العزيز الجبَّار، والصلاة والسلام على النبي الكريم المصطفى المختار، وعلى آله وصحبه الأخيار الكرام الأطهار، ومن تبعهم واقتفى أثرهم ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد: فإن الصوم في الإسلام تكليفٌ إلهيٌّ، صادرٌ عن الرب الذي له بمقتضى ربوبيته وألوهيته، أن يكلِّف عبادَه بما شاء من التكاليف، وأن يشرعَ لهم ما يريد من الشرائع والعبادات؛ فهو تكليفٌ إلهيٌّ كسائر التكاليف الشرعية التي تظهر بها ربوبيةُ الرب، وعبوديةُ العبد؛ فيكفي في الحث على الصيام، والدعوةِ إليه أن نقول للمسلم: إن الله يأمرك بالصيام، دون ذكرٍ لفوائد الصيام، أو بحثٍ في أسراره.وليس معنى ذلك أنه لا يترتب على العبادات شيءٌ من الآثار النافعة المفيدة، ولا شيء من الأسرار العظيمة البديعة، كلا! فإن لها آثارًا نشهدها ونراها، وندركها بعقولنا؛ ولكن لا يصلح لنا أن نقطع بأنها هي الغرضُ من التشريع، أو المقصود من التكليف، وإنما هي آثارٌ تابعةٌ للعبادة، يزداد بها إقبال النفوس عليها قوة إلى قوة. والحكمة الجامعة من تشريع الصيام بيّنها الله - عز وجل - في كتابه فقال: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة: 183). فالحكمة من تشريع الصيام - إذًا - هي التقوى. وما برح الناسُ في كل عصرٍ يرون من فوائد التشريع ما يتَّفق مع تفكيرهم ومنطقهم ومصالحهم، وهذا دليل على أن وراء هذا التشريع خالقًا عظيمًا، مدبرًا حكيمًا { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } (النمل: من الآية : 88). هذا وإن من الأسرار، والفوائد التي ينطوي عليها الصوم حصولَ الصحة العامة؛ فإن للصوم فوائدَ لا تحصى على صحة الأبدان، خصوصًا إذا اتَّبع الصائمُ النهجَ السليمَ في صيامه، وذلك من ناحية الاعتدال في مطعمه ومشربه، فللصوم تأثيرٌ عجيبٌ في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحِمْيَتِها عن التخليط الجالبِ لها الموادَّ الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدَتْها، واستفراغُ الموادِّ الرديئة المانعةِ لها من صحتها. ولقد أطنب الأطباء في ذكر فوائد الصوم، ومما قالوه في هذا الصدد: إن الصوم ينفي الفضلاتِ المتعفِّنةَ من المعدة والأمعاء، ويريحُ جهازَ الهضم بعض الوقت من عناء العمل؛ فليس لبعض الأمراض من علاج إلا الحِمْيَةُ، وهل الصوم إلا نوعٌ من الحمية؟ بل فوق الحمية؛ فالمصاب بالتهاب الأمعاء المزمنة والتهاب القولون المزمن، يستفيد من الصوم كثيرًا. والمصاب بقصور كبدي، يستفيد من الصوم إذا اعتدل في إفطاره، وفي بعض حالات التحسّس يستفيد المريض من الصيام، ويساعده تنظيم الأغذية والاعتدال فيها على ذهاب كثير من أعراض التحسّس؛ إذ إن إراحة الجهاز الهضمي أمرٌ أساس، للخلاص من حالات (الحكَّة) التي تنبع من بعض الأغذية. ثم إن للصوم فائدةً عظيمة على الجهاز العصبي. يقول الدكتور محمد محمد أبو شوك في مقال له بعنوان (الصوم والجهاز العصبي)، يقول: روحانيةُ الصومِ، وما تفيضُه من صفاءِ النفس، وتهذيب الروح، والصبرِ على احتمال المشاق، والعطفِ على الفقراء والمحتاجين، والبعدِ عن التردي في الشهوات وما تجرُّه على الفرد من ويلات، وتزكية النفس بالأخلاق الفاضلة من صدقٍ في المعاملة، وأمانةٍ في تأدية العمل، والبعد عن الغضب، والانتقام، ونقاءِ النفس من الحقد والحسد، والبغضِ للناس؛ كل هذا يُضْفي على النفس البشريةِ روحَ السلام، والمودة، والمحبة، والصفاء التي بدورها تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، والذي يهدأ الجسم لهدوئه، ويثور لثورته. وبثورة الجهاز العصبي، تثور باقي الأجهزة، التي تحفظ للجسم كيانه. فيا لها من حكمةٍ إلهيةٍ تجعل الصائم - حقًّا - مَلَكًا في صورة إنسان؛ ليسعد بحياته، ويسعد به الآخرون. إلى أن يقول: فإلى من يترددون على عيادات الأطباء؛ طلبًا لدواء يذهب عنهم التوتُّر العصبي، والإنهاك العصبيَّ، والأرقَ، والكآبةَ، وغيرَها من الأمراض، التي تذهب بالعقول: هاكم رمضان، لو تمسكتم بروحانيته، وما يضفيه على نفوسكم من خير، لما احتجتم في يوم من الأيام، إلى ما لا نهاية له من علاج ودواء.. انتهى كلامه. أيها الصائمون الكرام: كثيرًا ما تطالعنا الصحف، والمجلات، والدوريات بالمزيد من البحوث التي تكشف عن فوائد جديدةٍ للصوم على صحة الأبدان. ومما يؤخذ من كلام الأطباء حول فوائد الصوم - زيادة على ما مضى - أن الصوم يفيد في أنواع من الأمراض، كالسمنة؛ فهو مفيد في تخفيف الوزن بأسرع وقت، وأيسر طريقة. والصومُ مفيدٌ في ارتفاع الضغط الشرياني، وفي التهاب الكُلَى الحادِّ، والحصواتِ البولية، وفي أمراض الكبد، وحويصلة الصفراء من التهابات وحصوات. وهو مفيدٌ في أمراض القلب المزمنة التي تصحب البدانة والضغط العالي. ومفيدٌ في اضطراباتِ المعدةِ المصحوبةِ بتخمِّر المواد الزلالية والنشوية. وهو مفيد في علاج الاضطرابات النفسية والعاطفية. ومفيد في زيادة النشاط، وإبطاء السير نحو الشيخوخة. ولقد ثبتت فوائد الصوم الصحية حتى عند غير المسلمين من الأوروبيين والأمريكان وغيرهم؛ فألَّفوا في ذلك الكتب، وأنشئوا المصحّات التي تعالج روادَها بالصيام، وظهرت لهم نتائجُ باهرةٌ تم فيها علاجُ أمراضٍ مستعصية بالصيام. يقول بعضُ أطباءِ الإفرنج: إن صيامَ شهرٍ واحدٍ في السنة يذهب بالفضلات الميتة في البدن مدةَ سنة. ومن أشهر المؤلفين في فوائد الصيام الصحية العالم الأمريكي ( ماك فادن ) زعيمُ الثقافةِ البدنية في أمريكا، وهو من علماء الصحة الكبار؛ حيث أسَّس مَصَحًّا كبيرًا مشهورًا بالولايات المتحدة سماه باسمه، وألَّف كتاب (الصيام) بعد أن ظهرت له نتائجُ عظيمةٌ من أثر الصيام في القضاء على الأمراض المستعصية. وقد قال ماك فادن وغيره: إن الصوم نافعٌ للجسم، يصفِّيه من رواسب السموم، التي تشتمل عليها الأغذية والأدوية. أما الأمراض التي عالجها بالصيام فيقول: إنه عالج بالصيام أكثر الأمراض. وذكر أن انتفاع المرضى بالصوم يتفاوت حسب أمراضهم، فأكثر الأمراض تأثرًا بالصوم أمراض المعدة، قال: إن الصوم يسارع في شفائها، ويرى المعالِج به العجبَ العجابَ، وتليها أمراضُ الدم، ثم أمراضُ العروق كالروماتيزم. وقد ذكر ماك فادن الأشخاصَ الذين عالجهم بالصوم، وذكر أسماءهم، وأمراضَهم، وتواريخَ علاجهم. ويقول هذا المؤلف - أيضًا - : إن كل إنسان يحتاج إلى أن يصوم، وكذلك أي مريض؛ فإن الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم، فتجعله كالمريض، بحيث تثقله، وتقلل نشاطه، فإذا صام خفَّ وزنُه، وتحللت هذه السموم من جسمه بعد أن كانت مجتمعة، فتذهب عنه، حتى يصفو تمامًا. ولقد أطنب هذا الرجل في وصف الفوائد التي يجنيها الصائم من صومه، وأخبر عن نفسه أنه صام مرارًا كثيرة؛ لتجديد قواه، ووجد لذلك فوائد ما كان ليجدها بدون الصيام، ولذلك ينصح الناس جميعًا بالصيام، وتؤثر عنه العبارة المشهورة: (الصوم سبب للشفاء من كل علة خابت في علاجها الوسائل الأخرى). ومن أساطين الطب والتربية في العصر الحديث، الذين استخدموا الصوم الدكتور آلان كوت ، حيث استخدم الصوم في علاج السكر، والنِّقْرس. وكذلك الدكتور ( كارلسون ) حيث كانت وسيلته في تجديد الصحة، والدكتور ( جيننجز ) الذي كان يصفه في الحالات المرضية التي كانت تعرض له. وكذلك الدكتور ( روبرت بارتول )، وهو طبيب أمريكي من أنصار العلاج الدوائي للزهري، حيث كتب يقول: لا شك في أن الصوم من الوسائل الفعّالة في التخلُّص من الميكروبات، ومن بينها ميكروب الزهري، لما يتضمنه من إتلاف الخلايا، ثم إعادة بنائها من جديد، وتلك نظرية التجويع في علاج الزهري. أيها الصائمون الكرام: هذه بعض فوائد الصوم الصحية، وتلك بعض أقوال أهل الاختصاص في ذلك حتى من غير المسلمين، فسبحان الكبير المتعال؛ الذي تظهر آياته في كل حين وآن، ولا تنقضي عجائب دينه ما تعاقب الملوان { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (فصلت: 53) . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين، وصلى الله على نبينا محمد . لمتابعة السلسلة من هنــــــــــــا
-
المجتهدين و المتقاعسين ،، كلا والله لا يستويان
Mr Hamdy Ahmad replied to عاشق الصداقه's topic in المنتدى الإسلامى العام
نقل موفق جعله الله في ميزان حسناتك -
رمضان شهر البر (2) الحمد لله مُعِزِّ من أطاعه، ومُذِلِّ من عصاه، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فقد عَلِمنا في الحديث الماضي عِظَم حق الوالدين، والترغيبَ في برهما، والترهيبَ من عقوقهما. ومر شيءٌ من مظاهر العقوق وصورِه؛ فإذا كان الأمر كذلك فما أحرى بذي اللب أن يبر والديه، وأن يتجنَّب عقوقهما؛ لينال الخيرَ والبركةَ في العاجل، وليحظى بالثواب الجزيل والعطاءِ غيرِ المجذوذ في الآجل. أيها الصائمون: هناك آداب ينبغي لنا مراعاتها، ويجدر بنا مع الوالدين سلوكها؛ لعلنا نرد لهما بعض الدين، ونقوم ببعض ما أوجب الله علينا نحوهما؛ لنرضيَ بذلك ربنا، وتنشرحَ صدورنا، وتطيبَ حياتنا، وَتُيَسَّرَ أمورُنا، ويبارك لنا في أعمارنا، ويبسَط لنا في أرزاقنا. فمما يجدر بنا سلوكه مع الوالدين طاعتُهما، واجتنابُ معصيتهما في غير مخالفة لأمر الله. ومن ذلك الإحسانُ إليهما، وخفضُ الجناح لهما، والبعدُ عن زجرهما. ومن صور البرِّ الإصغَاءُ إلى الوالدين ، وذلك بالإقبال عليهما إذا تحدثا، وتركِ مقاطعتهما أو منازعتهما الحديث أو تكذيبهما. ومن الآداب مع الوالدين التلطُّلفُ بهما، والفرحُ بأوامرهما، والحذر من التأفف والتضجر منهما. ومن ذلك - أيضًا - التودّدُ لهما، والتحبُّب إليهما، والجلوس أمامهما بأدب واحترام، وتجنُّبُ المنَّة في الخدمة أو العطية. ومن صور البر مساعدةُ الوالدين في الأعمال ، والبعدُ عن إزعاجهما وقتَ راحتهما، أو تكديرِ صفوهما بالجلبة، ورفعِ الصوت، أو بالأخبارِ المحزنة. ومن ذلك تجنُّبُ الشجارِ، وإثارةِ الجدل أمامهما، وذلك بالحرص على حل جميع المشكلات مع الإخوة أو الزوجةِ أو أهل البيت عمومًا، بعيدًا عن أعين الوالدين إلا إذا اقتضت الحكمةُ والمصلحةُ إشراكَهما في الأمر. ومن صور البر تلبيةُ نداءِ الوالدين بسرعة ، والاستئذان عليهما حال الدخول عليهما وإصلاحُ ذات البين إذا فسدت بين الوالدين، والحرصُ على التوفيق بينهما وبين الزوجة، وتعويد الأولاد على برهما. ومن صور البر تذكيرُ الوالدين بالله ، ونصحُهما بالتي هي أحسن. ومن برهما - أيضًا - الاستئذانُ منهما، والاستنارةُ برأيهما، والمحافظةُ على سمعتهما، والبعدُ عن لومهما وتقريعهما. ومن ذلك فهمُ طبيعة الوالدين، ومعاملتهما بمقتضى ذلك. ومن البر بهما كثرةُ الدعاءِ والاستغفار لهما، وصلةُ الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإنفاذ عهدهما، والتصدُّق عنهما. ومما يعين على بر الوالدين أن يستعينَ الإنسانُ بالله، وأن يستحضر فضائلَ البر وعواقبَ العقوق، وأن يستحضر فضل الوالدين، وأن يضع نفسه موضعهما، وأن يقرأ سير البارين بوالديهم. أيها الصائمون: ها هو بر الوالدين، وهذه هي الآداب التي يجدر بنا مراعاتها معهما، وتلك أسباب تعين على البر، فما أحرانا بمراعاة تلك الأمور، وما أجدرنا، بالأخذ بها، وإليكم معاشر الصائمين بعضَ النماذجِ من قصص البر: هذا إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - يضرب أروع أمثلة البر في تاريخ البشرية، وذلك عندما قال له أبوه: { يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } . فما كان من ذلك الولد الصالح إلا أن قال: { يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } (الصافات: من الآية 102). وقد ورد أن إبراهيم - عليه السلام - لما تيقَّن مما رأى في منامه قال لابنه: يا بني خُذِ الحبلَ والمُديةَ، وانطلق بنا إلى هذا الشعب نحتطب، فلما خلا بهِ في شعب ثبير أخبره بما أمره الله به، فلما أراد ذبحه قال له: يا أبت اشدد رباطي؛ حتى لا أضطرب، واكْفُفْ ثيابك؛ حتى لا يصيبَها الدَّمُ فتراه أمي، واشحذ شفرتك، وأسرع في السكينِ على حلقي؛ ليكون أهونَ علي، وإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني. قال إبراهيم : نعم العونُ أنت يا بني، ثم أقبل عليه، وهما يبكيان، ثم وضع السكينَ على حلقه، فلم تحزَّ، فشحذها مرتين أو ثلاثًا بالحجر فلم تقطع. فقال الابن عند ذلك: يا أبتِ كُبَّني على وجهي؛ فإنك إن نظرت إلى وجهي رحمتني، وأدركتك رِقَّةٌ تحول بينك وبين أمر الله - تعالى - وأنا لا أنظر إلى الشفرة؛ فأجزع. ففعل إبراهيم ذلك، ووضع السكين على قفاه، فانقلب السكين، وسلبت منها خاصيتها، ونودي { أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ }{ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } (الصافات: الآية : 104). وإليكم أيها الصائمون صورًا مشرقة في البر من سير السلف الصالح، تدل على شدة اهتمامهم ببر الوالدين. فهذا أبو هريرة رضي الله عنه كان يستخلفه مروان ، وكان يكون بذي الحليفة، فكانت أمه في بيت وهو في بيت آخر، فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها وقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمكِ الله كما ربيتني صغيرًا، وتقول: ورحمك الله كما بررتني كبيرًا. وهذا ابنُ عمرَ - رضي الله عنهما - لقيه رجل من الأعراب بطريق مكة، فسلَّم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه. قال ابنُ دينارٍ : فقلنا له أصلحك الله إنهم الأعراب، وهم يرضون باليسير. فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ : إن أبا هذا كان وُدًّا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله يقول: « إن أبرَّ البرِّ صلةُ الولدِ أهلَ ودِّ أبيه » . رواه مسلم وأبو داود . وهذا أبو الحسن عليُّ بنُ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالب -وهو المسمى بزين العابدين وكان من سادات التابعين - كان كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولا نراك تؤاكل أُمَّك؛ فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها. وقال هشام بنُ حسان : حدثتني حفصةُ بنتُ سيرين قالت، كانت والدة محمد بن سيرين حجازية، وكان يعجبها الصِّبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبًا اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيدٌ صَبَغَ لها ثيابًا، وما رأيته رافعًا صوته عليها، وكان إذا كلمها كالمصغي. وعن بعض آل سيرين قال: ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع. وعن ابن عون أن محمدًا إذا كان عند أمه لو رآه رجل ظن أن به مرضًا من خفض كلامه عندها. وعن ابن عون قال: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد ؟ أيشتكي شيئًا قالوا: لا، ولكن هكذا يكون عند أمه. وروى جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر أنه كان يضع خدَّه على الأرض ثم يقول لأمه: قومي ضعي قَدَمَكِ على خدي. وعن ابن عون المزني أن أمه نادته، فأجابها، فعلا صوتُه صوتَها؛ فأعتق رقبتين. وقيل لعمرَ بن ذرٍّ : كيف كان بر ابنك بك؟ قال ما مشيت نهارًا قط إلا مشى خلفي، ولا ليلًا إلا مشى أمامي، ولا رقي سطحًا وأنا تحته. وهذا بُندارُ المحدثُ قال عنه الذهبي : جمع حديث البصرة، ولم يرحل؛ برًّا بأمه. وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي : سمعت بندارًا يقول: أردت الخروج - يعني الرحلة لطلب العلم - فمنعتني أمي، فأطعتها، فبورك لي فيه. وكان طلق بن حبيب من العلماء العباد، وكان يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيت وهي تحته؛ إجلالًا لها. وقال عامر بن عبد الله بن الزبير : مات أبي، فما سألت الله حولًا كاملًا إلا العفو عنه. اللهم اجعلنا من الأتقياء الأبرار، ومن المصطفين الأخيار إنك أنت الرحيم الكريم الغفّار. وصلى الله وسلم على نبينا محمد . لمتابعة السلسلة من هنــــــــــا
-
الحب في الله الحمد لله الذي أعان بفضله الأقدام السالكة وأنقذ برحمته النفوس الهالكة ويسر من شاء لليسرى فرغب في الآخرة . احمدُه على الأمور اللذيذة والشائكة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العزة والقهر فكل النفوس ذليلة عانية وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائم بأمر ربه سراً وعلانية . وقال تعالى " إنما المؤمنون أخوة " "لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم" وقال صلي الله عليه وسلم " لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " وأحبب لحب الله من كان ** مؤمناً وأبغض لبغض الله أهل التمرد وما الدين إلا الحب والبغض ** كذاك البرا من كل غاو معتد معتد دعوةُُ ُ لمن أراد أن يقي نفسه من حرِ يوم القيامة يومَ تدنوا الشمسُ من رؤوس الخلائق قدر ميل يوم مقداره خمسين ألف سنة يوم سماه الله يوم القارعة والصاخة والزلزلة والطامة الكبرى أتدرون ما هو المخرج من حر هذا اليوم ؟ انه الحب في الله ففي الحديث الذي رواه لنا البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال قال صلي الله عليه وسلم :- " إن الله تعالى يقول : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ". وقال صلي الله عليه وسلم في حديث أخر "سبعةُ ُيظلهم الله في ظلة يوم لا ظل إلا ظله .........."وذكر منهم ( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) مسلم فالأرواحُ جنودُ ُ مجندةُُ ُفما تعارف منها ائتلف وما تناثر منها اختلف هل تعلم يا أيها المسلم أنك اذا ما دعوت لأخيك بظهر الغيب ردَّ عليك ملك يقول ولك مثله كيف لا وقد اخبرنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم أنك بالنسبة لأخيك المسلم كالجسد الواحد ما إن اشتكى منه عضو إلا وباتت الأعضاء بالسهر والحمى بل وأقل من ذلك ابتسامتك في وجه أخيك صدقة . هذه هي علامات الأخوة الإيمانية الصادقة لا أخوة المصالح وصداقة المنافع... أسمع أخي هذه الوصية من أب لابنه وهو يحتضر فقال له: ( إذا عرضت لك صحبة الرجال فاصحب من إذا خدمته صانك وإن صحبته زانك وإن قعدت بك مؤنه مانك اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإن رأي منك صفة عدها اصحب من إذا سألته أعطاك وإن سكت إبتداك وإن نزلت بك نازلة واساك واصحب من إذا قلت صدق قولك وإذا حاولتما أمراً أمرك ) ويقول يحيى بن معاذ ( بئس الصديق صديق تحتاج أن تقول له أذكرني في دعائك أو تعتذر إليه) ويقول بن عمر ( والله لو صمت النهار لا أفطره وقمت الليل لا أنامه وأنفقت مالي في سبيل الله أموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعة الله وبغض لأهل معصية الله ما نفعني ذلك شيئا وقال أبو جعفر : أيدخل أحدكم يده في كم " جيب" أخيه فيأخذ منه قالوا لا قال فلستم بإخواني كما تزعمون " قصة واقعية يقول حذيفة العدوى " انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي ومعي شئ من ماء فإذا أنا به فقلت أسقيك ؟ فأشار إلى أن نعم فإذا رجل يقول آه فأشار ابن عمي أن أسقيه فإذا هو هشام بن العاص فقلت أسقيك فسمع به آخر فقال آه فأشار هشام انطلق به إليه فجئته فإذا هو قد مات فرجعت إلى هشام فإذا به قد مات فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات رحمه الله عليهم جميعاً. أيها الأحبة إنها دعوة من القلب لكل غيور على دين الله لكل من تهفو نفسه لتطبيق شرع الله أقول لكم كونوا عباد الله إخواناً. نسأل الله عز وجل أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى . وان يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما . وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم لمتابعة السلسلة من هنا
-
رائع جدا جزاكي الله خيرا اختي الكريمة
-
رمضان شهر البر (1) في رحاب رمضان - سلسلة الدروس الرمضانية الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن رمضانَ شهرُ البرِّ، وموسمُ الخير ، وميدان التنافس. وإن من أعظم البرِّ وأجل القربات برَّ الوالدين، ذلكم أن حقَّ الوالدين عظيم، ومنزلتهما عالية في الدين؛ فَبِرُّهما قرينُ التوحيد، وهو من أعظم أسباب دخول الجنة، وهو مما أقرته الفطر السوية، واتفقت عليه الشرائع السماوية. وهو خلق الأنبياء، ودأب الصالحين، وهو سبب في زيادة العمر، وسعة الرزق، وتفريج الكربات، وإجابة الدعوات، وانشراح الصدر، وطيب الحياة. وهو -أيضًا- دليل صدق الإيمان، وعلامة حسن الوفاء، وسبب البر من الأبناء. وفي مقابل ذلك فإن عقوق الوالدين ذنب عظيم، وكبيرة من الكبائر، فهو قرين للشرك، وموجب للعقوبة في الدنيا، وسبب لرد العمل، ودخول النار في الأخرى. وهو جحودٌ للفضل، ونكرانٌ للجميل، ودليلٌ على الحمق والجهل، وعنوانٌ على الخسة، والدناءة، وأمارةٌ على حقارة الشأن وصِغَرِ النفس. ولعظم حق الوالدين تظاهرت نصوص الشرع آمرةً ببرهما والإحسان إليهما، ناهيةً عن عقوقهما والتقصير في حقهما، قارنة حقوقهما بحق الله -تعالى-. قال الله -عز وجل- : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (النساء: من الآية 36). وقال: { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (الأنعام: من الآية 151). وقال: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا }{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } (الإسراء: 23-24) وفي الصحيحين « عن ابن مسعود أنه قال: سألت رسول الله " أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثمَّ أي؟ قال: بر الوالدين » وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي " قال: « الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس » رواه البخاري . ومع عظم تلك المكانة للوالدين إلا أننا نرى عقوقهما قد تفشّى، وأخذ صورًا عديدةً، ومظاهر شتى؛ فمن ذلك إبكاؤهما وتحزينُهما، ونهرُهما وزجرُهما، والتأففُ والتضجر من أوامرهما، والعبوسُ وتقطيبُ الجبينِ أمامهما. ومن صور العقوق احتقارُ الوالدين، والنظر إليهما شزرًا، والإشاحةُ بالوجه عنهما إذا تحدثا، وقلةُ الاعتداد برأيهما، وإثارةُ المشكلات أمامهما. ومن ذلك - عياذًا بالله - شتمُ الوالدين، وذمُّهما عند الناس، والتخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر، والتبرؤُ منهما، والحياءُ من ذكرهما والنسبة إليهما. ومن صور العقوق الإثقالُ على الوالدين بكثرة الطلبات، والمكثُ طويلًا خارجَ المنزل إلى ساعات متأخرة من الليل، أو النوم خارج المنزل دون علم الوالدين بمكان الولد، خصوصًا إذا كان صغيرًا. ومن صور العقوق المتناهية بالقبح لعنُ الوالدين، والتعدي عليهما بالضرب، وإيداعُهما دورَ الملاحظة. ومن صور العقوق هجرُ الوالدين، والبخلُ عليهما، وتركُ نصحهما، والسرقةُ من أموالهما، والأنينُ وإظهارُ التوجُّع أمامهما. ومن أقبح صور العقوق -إن لم تكن أقبحها- تمني زوالِهما، وقَتْلُهما، والتخلصُ منهما، رغبةً في الميراث، أو رغبة في التحرُّر من أوامر الوالدين؛ فيا لشؤم هذا، ويا لَسوادِ وجهه، ويا لَسوءِ سوء مصيره إن لم يتداركه الله برحمته. هذه بعض صور العقوق، وتلك بعض مظاهره؛ فما أبعد الخير عن عاق والديه، وما أقرب العقوبة منه، وما أسرع الشر إليه. وهذا أمر مشاهد محسوس يعرفه كثير من الناس، ويرون بأم أعينهم، ويسمعون قصصًا متواترة لأناس خذلوا وعوقبوا بسبب عقوقهم لوالديهم. قال الأصمعي : أخبرني بعض العرب أن رجلًا كان في زمن عبد الملك بن مروان ، وكان له أب كبير، وكان الشابُّ عاقًّا بأبيه، وكان يقال للشاب منازل فقال الأب الشيخ الكبير: جَزَتْ رحمٌ بيني وبينَ منازلٍ ... جزاءً كما يستنجزُ الدَّينَ طالبُه تَرَبَّت حتى صار جعدًا شمردلًا ... إذا قام ساوى غاربَ الفحلِ غاربُه تظلَّمني مالي كذا ولوى يدي ... لوى يدَه اللهُ الذي لا يغالبُه وإني لداعٍ دعوةً لو دعوتُها ... على جبل الريان لانْهَدَّ جانِبُه فبلغ ذلك أميرًا كان عليهم، فأرسل إلى الفتى؛ ليأخذه، فقال له أبوه الشيخ: اخْرُجْ من خلف البيت، فسبق رُسُلَ الأمير، ثم ابتلي الفتى بابن عقَّه في آخر حياته، واسم الولد خليج فقال منازل فيه: تظلمني مالي خليجٌ وعقني ... على حين كانت كالحَنيِّ عظامي تخيَّرتُه وازددته ليزيدني ... وما بعضُ ما يزدادُ غيرُ عرامِ لعمري لقد ربَّيته فرحًا به ... فلا يفرحنْ بعدي امرؤٌ بغلامِ فأراد الوالي ضرب الابن، فقال للوالي: لا تعجل هذا أبي منازل بن فرعان الذي يقول فيه أبوه: جزت رحمٌ بيني وبينَ منازلٍ ... جزاءً كما يستنجز الدَّينَ طالبُه فقال الوالي: يا هذا عَقَقْتَ وعُقِقْتَ . وقال الأصمعي : حدثني رجلٌ من الأعراب، وقال: خرجت أطلب أعقَّ الناس؛ فكنت أطوف بالأحياء، حتى انتهيت إلى شيخٍ في عنقه حبلٌ يستقي بدلو لا تطيقه الإبلُ في الهاجرة والحرِّ الشديد، وخلفه شابٌّ في يده رُشاءٌ - أي حبل - من قِدٍّ ملوي (والقِدُّ هو السوط) وهو يضرب الشيخ الكبير بالقدِّ، وقد شقَّ ظهره بذلك الحبل، فقلت: أما تتقي الله بهذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه مِنْ مَدِّ هذا الحبل حتى تضربه؟ . قال: إنه مع هذا أبي، قلت: فلا جزاك الله خيرًا. قال: اسكت؛ فهكذا كان يصنع بأبيه، وكذا كان أبوه يصنع بجده، فقلت: هذا أعقُّ الناس. ثم جُلت حتى انتهيت إلى شاب وفي عنقه زبيلٌ فيه شيخٌ كأنه فَرْخٌ، فكان يضعه بين يديه في كل ساعة، فيطعمه كما يُطعَمُ الفرخ، فقلت من هذا؟ قال: أبي وقد خرف وأنا أكفله، قلت: هذا أبر الناس. أيها الصائمون: للحديث بقيةٌ غدًا - إن شاء الله تعالى - وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. لمتابعة باقي دروس السلسلة من هنا
-
بين الغطيط والسهر ضياع ! سلسلة مصارحات رمضانية أخي الصائم .. دعنا نتساءل هل الصيام يدعونا إلى الحركة والإنتاج أم إلى السكون والدعة ؟ لو تأملنا حياة عدد من أفراد المجتمع لوجدنا الإجابة تقول بلسان الحال : إن الصيام تسبب في الخمول والتراخي فقلة الأكل تؤدي إلى نقص الطاقة الجسدية مما يؤدي بالتالي إلى البحث عن وسائل الراحة وزيادة حصة النوم من ساعات اليوم . هكذا يعتذر الخاملون لأنفسهم ولو تأملت حياتهم في غير رمضان لما وجدت فرقاً كبيراً في قدر الإنتاج ذلك لأنهم مرضى نفوس يتعللون لكل زمان بما يلائمه ليستمروا في سلبيتهم . وإلا فأين الضعف الذي يتحدثون عنه حينما ينظمون أوقاتهم ليحفظوا طاقاتهم ويوظفوها فيما يفيدهم ؟ إن أول العلاج _ أخي الصائم الكريم _ أن نحس بقيمة الوقت وأن نوقن أنه يمثل الحياة , والحياة أغلى مما ينبغي أن نحافظ عليه من أماناتنا , والفراغ جوهرة نفيسة قد لا يكتشف الإنسان ثمنها الحقيقي إلا حين تنزع منه وكما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى كما قيل : فالوقت أنفس ماعنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع إن أمتنا خسرت كثيرا من الطاقات الشابة سخروا ما أوتوا من مواهب في خدمة شهواتهم وتلبية غرائزهم وحسب إنهم يعيشون ليأكلوا ويشربوا ثم ليموتوا , دون أن يتركوا أي أثر إيجابي لهم على هذه الأرض التي كانت تنتظر محراثهم وبذرهم وسقيهم . والسؤال الآن : هل الوقت في رمضان أقل أهمية منه في غيره ؟ على العكس تماماً , فالوقت في رمضان يزداد قيمة وأهمية بسبب الفضل العظيم الذي خصه الله به . والوقت يتضاعف حينما نستطيع أن نتجاوز الظغوط الاجتماعية علينا التي تحاول أن تلزمنا السهر الطويل ليلاً بحجة أن أجواء رمضان الاجتماعية هذه هي طبيعتها عندنا منذ عقود من الزمان وبطبيعة الحال حين يسهر الإنسان كل الليل , فلا بد أن يعوضه نوماً طوال النهار. وهنا المعضلة .. فالليل الرمضاني الذي كان يقضى أوله في عصر السلف في صلاة التراويح ثم النوم حتى ثلث الليل الأول ليكمل مع صلاة التهجد أصبح في برنامج هؤلاء مدينة للألعاب يتنقلون فيها بين المراجيح والمسابح وفطائر الوجبات السريعة . والنهار الذي كان لكسب الرزق , والسعي في الأرض لإعمارها كما أراد كما أراد خالقها وخالقنا أصبح غطيطاً يذهب بالقلوب حتى عن واجباتها العبادية والاجتماعية . لقد كنا نقرأ عن السلف من يقول :" والله أنني أتأسف في الفوات عن الاشتغال بالعلم في وقت الأكل فإن الوقت والزمان عزيز " , وقرأنا ما أذهلنا عن النووي رحمه الله أنه يقول :" إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة ثم أنتبه " . نهار رمضان يتبارك ويزداد حينما يأخذ الجسم راحته في الليل / الموطن الأصلي للنوم وحينما يعمل المسلم بالسنة فيتسحر متأخراً ويفطر مبكراً فإن الامتناع عن الأكل نهاراً يوفر له الزمن الذي كان يقضيه في تناوله ويزيد من نشاطه ذلك لأن الأكل في وسط النهار سبيل للخمول وهو ما نشاهده من الرغبة في النوم ظهراً بعد الغداء مباشرة ومن ثم الكسل عن أعمالنا التي ربما كنا ننوي القيام بها قبل أن نتخم بطوننا أخي الصائم .. أليس هدراً أن نضيع شهراً مباركاً كهذا الشهر في سهر عقيم وتبديد لأجل نعمة بعد نعمة الإيمان هي نعمة الوقت الغالية ؟ حتماً سيكون جوابك ..لا. والى اللقاء في المصارحة التالية لمتابعة باقي موضوعات السلسلة من هنا
-
....... مايك المنتدى ........
Mr Hamdy Ahmad replied to Mr Hamdy Ahmad's topic in منتدى الحوار العام
جزاكي الله خيرا اختي ندا على المشاركة الرائعة وان شاء الله في انتظار مشاركتك عندما يتم تسليم المايك لكي -
تم ارسال الاجابات أرجو إفادتي بالوصول جزاكم الله خيرا
-
ايه الروعة دي يامستر جعلها الله في ميزان حسناتك
-
( التصميم اليومي ) ليومـ 13 رمضان 1431 - 2010 ...
Mr Hamdy Ahmad replied to عبد الرحمن عبد المتعال's topic in رمضانيات
رائع جدا جزاك الله خيرا اخي الكريم -
موضوع أكثر من رائع جزاكي الله خيرا اختي الكريمة
-
جزاكم الله خيرا أخي الكريم جاري حل أسئلة المسابقة
-
رمضان شهر الدعوة في رحاب رمضان - سلسلة الدروس الرمضانية نحمدك اللهم أن هديتنا سُبُلَ الفلاح، ونستعين بك على إعلاء كلمة الحق والدعوة إلى الصلاح، ونصلي ونسلم على نبيك محمد الذي أنزلت إليه قرآنًا عربيًّا، وعلى كل من دعا إلى سبيلك مخلصًا تقيًّا. أما من زاغ عن الهدى، واتخذ من المضلين عضدًا فإليك إيابه، وعليك حسابه، أما بعد: فإن الدعوة إلى الله لمن أوجب الواجبات، وأهم المهمات، وأعظم القربات. وإن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحةٌ، ومناسبة كريمة، وأرضٌ لنشر الدعوةِ خصبةٌ، ذلكم أن القلوب في رمضان تخشع لذكر الله، وتستعد لقبول المواعظ الحسنة، وتقوى بها إرادة التوبة. والحديث في هذه الليلة سيدور حول الدعوة إلى الله من حيث مفهومها، وفضائلها وآدابها، وما يدور في فلكها. أيها المسلمون الكرام: الدعوة إلى الله - عز وجل - تشمل كلَّ ما يُقصد به رفعةُ الإسلام، ونشرُه بين الناس، ونفيُ ما علق به من شوائب، وردُّ كلِّ ما يغضُّ من شأنه، ويصرف الناس عنه. والدعوة إلى الله تشمل كلَّ قولٍ، أو فعل، أو كتابة، أو حركة، أو سكنة، أو خُلق، أو نشاط، أو بذل للمال، أو الجاه، أو أي عمل يخدم الدين، ولا يخالف الحكمة. ولا ريب أن العلم هو مرتكز الدعوة، وهو أساسها، ودليلها، وقائدها. ولكن الدعوة تحتاج مع العلم إلى كثير من الجهود التي مضى شيء منها؛ فكلٌّ يعمل على شاكلته، وقد علم كل أناس مشربهم. أيها الصائمون الكرام: لقد جاءت نصوص الشرع آمرةً بالدعوة، منوهةً بشأنها، محذرةً من التخاذل في تبليغها، مبينةً فضائلَها، والأجورَ المترتبةَ عليها. ولقد جاءت النصوص في ذلك الصدد على وجوه شتى، وصيغ متعددة. فجاءت بصيغة الأمر بالدعوة بصريح لفظها قال - تعالى - : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (النحل: 125) وقال: { إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ } (الرعد: 36). وجاءت بصيغة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر قال تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } . وجاءت بصيغة التبليغ قال الله - تعالى - : { يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } (المائدة: 67). وجاءت بصيغة النصح قال - عز وجل - : { إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ } (التوبة: 91). وجاءت بصيغة التواصي قال الله - تعالى - : { وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } (العصر: 3). وجاءت بصيغة الوعظ قال - سبحانه - : { قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } (سبأ: 46). وجاءت بصيغة التذكير، قال الله - عز وجل - : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (الذاريات: 55). وجاء بصيغة الإنذار، قال الله - تعالى - : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } (الشعراء: 214) . وجاءت بصيغة التبشير قال - تبارك وتعالى - : { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (التوبة: من الآية 112 ) وجاءت بصيغة الجهاد قال - عز وجل - : { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } (الفرقان: 52) . وجاءت بصيغة التحذير من التولي عن الدعوة، ونصرة الدين قال -عز وجل- : { فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ } (المائدة: من الآية 54) . أما فضائل الدعوة وثمراتها التي تعود على الأفراد بخاصة، وعلى الأمة بعامة - فلا تكاد تحصى، وأدلةُ الوحيينِ مليئةٌ بذلك، متضافرةٌ عليه. فالدعوة إلى الله طاعة لله، وإرضاءٌ له، وسلامةٌ من وعيده. والدعوةُ إلى الله إعزازٌ لدين الله، واقتداءٌ بأنبيائه ورسله، وإغاظةٌ لأعدائه من شياطين الجن والإنس، وإنقاذٌ لضحايا الجهل والتقليد الأعمى. والدعوةُ إلى الله سبب في زيادة العلم والإيمان، ونزول الرحمة ودفع البلاء، ورفعه. وهي سبب لمضاعفة الأعمال في الحياة وبعد الممات، وسبب للاجتماع والألفة، والتمكين في الأرض. والدعوةُ إلى الله أحسنُ القول، فلا شيء أحسن من الدعوة إلى الله { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (فصلت: 33). وهدايةُ رجلٍ واحدٍ خيرٌ من الدنيا وما عليها، والدعاةُ إلى الله هم أرحمُ الناس، وأزكاهم نفوسًا، وأطهرهم قلوبًا، وهم أصحابُ الميمنة، وهم ورثة الأنبياء. أيها الصائمون الكرام: هناك صفات يحسن بالداعي إلى الله أن يتَّصف بها - سواء كانت دعوته فردية أم عامة - فمن ذلك: العلمُ، والعملُ بالعلم، والإخلاصُ، والصبرُ، والحلمُ، وحسنُ الخلقِ، والكرمُ، والإيثارُ، والتواضعُ، والحكمةُ، والرحمةُ، والحرصُ على جمع الكلمة على الحق. ومن الصفات التي يجمل بالداعي أن يتَّصف بها: الصفحُ الجميلُ، ومقابلةُ الإساءةِ بالإحسان، والثقةُ بالله، واليقينُ بنصره، والرضا بالقليل من النتائج، والسعيُ للكثير من الخير. ومنها تجنبُ الحسدِ، وتجنبُ استعجالِ النتائج، وتجنبُ التنافس على الدنيا والانهماك في ملذاتها ومشاغلها. ومن آداب الداعي إلى الله أن يكون ملازمًا للِّينِ والرفق، حريصًا على هداية الخلق، مستشعرًا للمسئولية ، قويَّ الصلة بالله، كثير الذكر والدعاء والإقبال على الله بسائر القربات. ومن آدابه: الحرصُ على مسألة القدوة، وأن يغتنم كل فرصة للدعوة، وألا يحتقر أي جهد في سبيلها مهما قل. ومن آدابه: أن ينزلَ الناسَ منازلَهم، وأن يتحامى قدر المستطاع ما يسوؤهم، وأن يتحمل همَّهم، وألا يحمِّلهم شيئًا من همومه. ومن آدابه: تحسُّسُ أدواء المدعوين، ومعرفة أحوالهم. ومنها: البعدُ عن الجدال إلا في أضيق الحدود، وبالتي هي أحسن. ومنها: تعاهدُ المدعوين، وتشجيعُهم، وربطُهم بالرفقة الصالحة، ومراعاة الحكمة في إنقاذهم من رفقة السوء. ومنها: البدء بالأهم فالمهم، والبعد عن الانتصار للنفس. ومنها: تنويع وسائل الدعوة، فتارة بالموعظة، وتارة بالهدية، وتارة بالتوجيه غير المباشر وهكذا... ومنها: إظهار الاهتمام بالمدعو، ومعرفةُ اسمه، وإشعاره بأهميته، وإشغاله بما ينفعه. أيها الصائمون الكرام: هذه هي الدعوة إلى الله، وتلك فضائلها، وآداب أهلها؛ فحريّ بنا أن نكون دعاة إلى الله؛ كُلٌ بحسبه، فهذا بعلمه، وهذا بماله، وهذا بجاهه، وهذا بجهده؛ لنحقِّقَ الخيرية ولنسلمَ من الوعيد. فيا طالب العلم هذا شهرُ رمضانَ فرصةٌ عظيمة للدعوة إلى الله، فها هي القلوب ترق، وها هي النفوس تهفو إلى الخير، وتجيب داعي الله؛ فهلا استشعرت مسئوليتك، وهلا استفرغت في سبيل الدعوة طاقتك وجهدك، وهلا أبلغت وأعذرت، ورفعت عن نفسك التبعة!!. ويا من آتاه الله بسطةً في المال: ألا تؤثر الدعوة إلى الله بجانب من مالك، فتساهم في كفالة الدعاة، وإعدادهم، وتشارك في طباعة الكتب النافعة، ونحو ذلك مما يدور في فلك الدعوة، ألا تريد أن تدخل في زمرة الدعاة إلى الله. ويا من آتاه الله جاهًا: ألا بذلته في سبيل الله، ألا سعيت في تيسير أمور الدعوة إلى الله؟ . ويا أيها الإعلامي المسلم أيًّا كان موقِعُك ألا يكون لك نصيب في نشر الخير، والدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة، والطرح البناء، أما علمت أنك ترسل الكلمةَ أو تعين على إرسالها، فتسير بها الركبانُ، وتبلغ ما بلغ الليل والنهار؟ أما علمت أن لك غُنْمَها، وعليك غُرْمَها؟ ويا من حباه الله دراية ومعرفة بشبكة الاتصالات وما يسمى بالإنترنت، ألا جعلت من ذلك وسيلة لنشر الدعوة إلى الله؟ أليس من اليسير في حقك أن تبث الخير على أوسع نطاق، وبأقل مؤونة، ألست تخاطب العالم، وأنت منزوٍ في قعر بيتك؟ . ويا أيتها المرأة المسلمة ألا تسعين جاهدة في نشر الخير في صفوف النساء بما تستطيعين؟ . ويا أيها المسلمون عمومًا: ألا نتعاون جميعًا في سبيل الدعوة إلى الله، ألا نجعل من شهرنا هذا ميدانًا لاستباق الخيرات، ألا نتعاون في نصح الغافلين، وتذكير الناسين، وتعليم الجاهلين؟ !. { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (فصلت: 33). اللهم اجعلنا من أنصار دينك، ومن الدعاة إلى سبيلك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد . والى اللقاء في الليلة القادمة لمتابعة باقي موضوعات السلسلة من هنا
-
هل ستغلبه أم سيغلبك ؟ سلسلة مصارحات رمضانية أخي الصائم ... لاتزال نداوة رمضان ترطب القلوب المؤمنة , ولا يزال أرج العبادة فيه ينعش الأرواح الصائمة , ولا تزال نفحاته العطرة تبعث الهمم العالية لمواصلة المسيرة الخيرة في اغتنام أوقاته لا جتناء الطيبات من الأعمال والأقوال . رمضان شهر يعود فيه الإنسان إلى أطيب عناصره وأرقاها وهو الروح , فيزكيها ويلبي رغباتها حتى يشف عن إيمات رفيع يستجيب معه لأوامر الله طائعاً مختاراً راغباً في المزيد مستمتعاً بالعبادة ولذائذها ويعيش الجسد فيه حالة من التراجع في البحث عن مشتهياته فالهم الأول للمسلم في هذا الشهر هو الحصول على هدف التشريع الإلهي للصوم في مثل قول الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) والتقوى شرط القبول : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (المائدة: 27) . وهل يحصل الإنسان على شيء قيم إلا بثمن مماثل , ولذلك كان على استعداد تام للتضحية بكل ثمين يمكن أن يقدم لله تعالى من أجل القبول هذا الذي ركب الصالحين بالهم بعد العمل ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)(المؤمنون:60). هذا الشعور يجعل النفس تتحرر من كثير من قيودها التي ترهقها وهي مشدودة إلى الدنيا أكثر من الآخرة خلال ممارسات الحياة المعاصرة وتعقيداتها ولذلك فإنها تستريح في رمضان وتستجيب إلى كثير من نداءات الخير التي كانت مشغولة عنها في غيره ملبية مشتاقة وهنا فرصة أخذها بما كانت تأباه من السلوكيات الحسنة والأخذ بزمامها عن الممارسات الخاطئة . ولعل من أبرز الأمراض العصية التي انهار أمام سلطانها كثيرون ، هي عادة التدخين ، فعلى الرغم من أن المدخن أعلم الناس بمضار التدخين ، لما يراه من اثرها على نفسه وصحته وماله وعياله ومجتمعه ، حتى إنك لو طلبت منه أن يسردها عليك لسدِّ عليك الأفق ، ولكنه لا يملك الإرادة الكافية للإقلاع عنه . يمنعه من ذلك وهمٌ غرير بأنه أصبح يجري في دمه ، ولا يمكن أن يستغني عنه ، وأنه أصبح جزءاً من شخصيته ، وأنه .. والواقع يقول غير ذلك .. الواقع يقول : إن آلاف المدخنين قد أقلعوا عن هذه العادة السيئة بكل المقاييس ، والبداية دائما تنبع من الذات ، حين يقتنع المدخن بهذا القرار الصائب ، وبعمل على تحقيقه . والفرصة في شهر رمضان مواتية أكثر من غيره ، فالنفس تكون قريبة من الخير ، حريصة على ما يرضي الله ، ولا شك أن ترك التدخين هو إقلاع عن ذنب تجب التوبة منه ، وفي رمضان يمضي الصائم أكثر من نصف اليوم ممتنعاً عن ممارسة هذه العادة ، مما يضع المدخن أمام اختبار يومي ، يرى أنه ينجح فيه بامتياز ، فما الذي يجعله يتردد عن إكمال بقية اليوم ، وإن وجود عيادة خاصة لمساعدة المدخنين على ترك الدخان فرصة ثمينة يجب استغلالها ، وقد قمت بزيارة ميدانية لها فوجدتها عيادة هادئة ، قد هيئت للنجاح في أداء مهمتها ، ولكن أيضاً مع أهل الإرادة القوية ، والعزيمة التي تكتسح التردد منذ أن يطرأ . أخي الصائم .. كن عوناً لأخيك على نفسه ، ولا تكن عوناً للشيطان عليه ، فانصحه برفق ، وقوِّ عزيمته بدلاً من تخجيله ، واحمل لواء مكافحة التدخين في هذا الشهر الكريم . وأنت يا أخي العزيز ، يا من ابتليت بهذه العادة : أرجوك من أجل الله تعالى أقلع عن شيء يضرك اليوم ، ويضر أولادك في المستقبل ، ويضر بمجتمعك ما دامت سيجارتك تنفث سمَّها في أجوائه . فهيا انتزع نفسك من قائمة المدخنين ، واندرج في قائمة الأصحاء المعافين .. وإلى اللقاء في المصارحة القادمة لمتابعة باقي موضوعات السلسلة من هنا
-
بعض الذكاء مهلكة - لو ذكى اتفضل شوف
Mr Hamdy Ahmad replied to دعوه للجنه's topic in المنتدى العام للتنمية البشرية
كلمات رائعة وموضوع اجمل جعله الله في ميزان حسناتك أختي الكريمة