اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

abdallh_hazaa

Members
  • عدد المشاركات

    161
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

كل منشورات العضو abdallh_hazaa

  1. قال تعالى ( قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير ومامسني السوء ان انا الانذير وبشير لقوم يؤمنون ) الحمد لله علي نعمة الاسلام
  2. جزاكي الله خيرا اختي الكريمة ونفعنا الله و اياكم
  3. جزاكي الله خيرا و نفعنا الله واياكم
  4. سلام على إل ياسين بقلم: بسام جرار جاء في سورة الصافات: " وإنّ إلياس لمن المرسلين، إذ قال لقومه ألا تتقون، أتدعون بعلاً وتذرون أحسنَ الخالقين، اللهَ ربكم وربَّ آبائكم الأولين، فكذبوه فإنهم لمُحضَرون، إلا عباد الله المُخْلَصين، وتركنا عليه في الآخِرين، سلام على إل ياسين، ....." الصافات: 123-130 اللافت أنّ كلمة إلياس كتبت في المصحف: (إلياس)، أمّا إلياسين فكُتبت هكذا: (إل ياسين). ومعلوم أنّ رسم المصحف في قول الجماهير هو توقيفي، أي عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحياً. وكتابة (إل ياسين) على هذه الصورة تكشف لنا أنّ لفظة إلياس هي في الحقيقة (إل ياس). والـ إل في اللغة العربية - والتي هي الأقرب إلى اللغة السامية الأم - تعني الإله، وهي في بعض اللغات الساميّة (إيل)، وهذا يعني أنّ إسرائيل هي (إسرا إيل)، وجبرائيل هي (جبرا إيل أو جبري إيل). وإذا كانت (إسرا إيل) مضافاً ومضافاً إليه، كما هو الأمر في عبد الله، فإن الأمر في (إل ياس) يختلف فقد قُدِمت إيل على ياس. تُصرّح الآيات الكريمة من سورة الصافات أنّ قوم إلياس كانوا يعبدون البعل. وقد صرّح جمهرة من أهل التفسير بأن إلياس هو (إيليَّا) الوارد ذكره في أكثر من سفر من أسفار العهد القديم. وقد دفعهم إلى هذا القول ما تُصرّح به أسفار العهد القديم من أنّ إيليا جاء ليُقاوِم عبادة البعل التي انتشرت في بني إسرائيل، متأثرين بالأمم المجاورة. يضاف إلى ذلك أنّ اسم إلياس قريب في لفظه من اسم إيليا الذي هو في الحقيقة (إيلي يا) من غير حرف السين. واللافت أنّ التلميذ الذي خلف إيليا في دعوته إلى التوحيد اسمه (إليشع) وهذا قريب جداً من اسم (اليسع) الوارد في القرآن الكريم، والفارق، كما هو ملاحظ، ينحصر في همزة القطع والوصل وفي السين، والتي هي في السامية الأم أيضاً سين وتقلب في العبرية شيناً. يذهب بعض أهل التفسير إلى أنّ إلياس هو نفسه إدريس، ويدللون على قولهم هذا بالقراءة التفسيرية المنسوبة إلى عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، حيث قرأ:" وإنّ إدريس لمن المرسلين ... سلام على إدراسين". وهذا الذي ذكرناه تجده عند عامّة أهل التفسير، وقد رجّحه بعضهم. ويمكن أن يُعزز هذا القول الملاحظات الآتية: أولاً: ورد اسم إدريس في سورة مريم وسورة الأنبياء، وورد اسم إلياس في سورة الأنعام وسورة الصافات. وهذا يعني أنّ الاسمين لم يجتمعا في سورة واحدة. ولو اجتمعا في سورة واحدة لكان ذلك دليلاً على اختلاف المُسمى. ثانياً: ذكر القرآن الكريم في سورة الأنعام أسماء 18 نبياً بينهم اسم إلياس، وذكر في سورة الأنبياء أسماء 17 نبياً بينهم اسم إدريس؛ فعندما يذكر في سورة الأنعام في، أربع آيات، أسماء 18 نبياً يكون احتمال ذكر اسم إدريس و إلياس معاً كبيراً جداً. وعندما يذكر في سورة الأنبياء 17 اسماً يكون احتمال اجتماع الاسمين في إحدى السورتين أكبر. فما معنى عدم اجتماع الاسمين في سورة واحدة ؟!! ثالثاً: ينتهي اسم إدريس بحرف السين وكذلك اسم إلياس، وهذا يُشعر بأنّ اللغة واحدة. ويُعزز ذلك ما نعرفه من أنّ السين في اللغة اليونانية هي علامة رفع للعلم المذكر- كما أشرنا عندما حللنا اسم يونس في بحث سابق. رابعاً: جاء في الآيتين 56، 57 من سورة مريم:" واذكر في الكتاب إدريس إنّه كان صِدّيقاً نبيا، ورفعناهُ مكاناً عليا"، فالآية تشير إلى رفعه عليه السلام. واللافت أنّ النبي الوحيد الذي تنص بعض أسفار العهد القديم على رفعه هو إيليّا، ومن ذلك ما جاء في الإصحاح الثاني من سفر الملوك الثاني:" ... وفيما هما يسيران ويتجاذبان أطراف الحديث، فصلت بينهما مركبة من نار تجرها خيول نارية، نقلت إيليّا في العاصفة إلى السماء". ولذلك هم ينتظرون رجوعه قبل يوم القيامة، كما ينص العهد القديم ويشير إلى ذلك العهد الجديد أيضاً. فالذي رُفِع في القرآن الكريم هو إدريس، والذي رُفع في العهد القديم والجديد هو إيليّا، وابن مسعود، رضي الله عنه، يقول إنّ إلياس هو إدريس، ألا يجعل ذلك الاحتمال قوياً. خامساً: يونس في القرآن الكريم هو أيضاً ذو النون، ومحمد هو أحمد، ويعقوب هو إسرائيل. ولا يستبعد إذن أن يكون إدريس هو إلياس. ونقول بلغة أخرى: يعقوب هو اسم النبي ولكنه بعد حادثة معينة دُعي إسرائيل، فغلب الاسم الجديد أو اللقب الجديد، إلى درجة أن يُقال: بنو إسرائيل ولا يقال: بنو يعقوب. من هنا هناك احتمال أن يكون الاسم إدريس هو الأصل وبعد حادثة معينة سمي إلياس. إذا كان إيليا هو إلياس فإن ذلك يؤشر إلى احتمال أن يكون له، عليه السلام، علاقة باليونان، لأنّ السين في اليونانية علامة رفع تلحق العلم المذكر، ونلحظ ذلك في الكثير من الأسماء اليونانية. والاسم إيليّا مكون من مقطعين (إيلي+ يا)، ويرى بعض شراح العهد القديم أنّه يعني (الهي يهوه)، وهذا يعني أنّ إيلي تعني إلهي، وهذا صحيح. أما المقطع (يا) فلا دليل على أنّ المقصود به هو يهوه. والأقرب أن يكون الاسم إيلياهو هو الذي يعني إلهي يهوه. ويُشكل عند النصارى مثل هذه الترجمة لاسم إيليّا، لأنّ المسيح قال في حق يحيى، عليهم السلام، في إنجيل متى الإصحاح 11 : " وإن شئتم أن تصدّقوا، فإنّ يوحنا هذا، هو إيليّا الذي كان رجوعه منتظراً". وبما أنّ إيليّا النبي غير يحيى، وقد جاء قبله بقرون، فإنّ العبارة تعني أنّ يحيى وإيليّا يلتقيان في وصف واحد وهو، في ظننا، ما أورده متى على لسان المسيح: " الذي رجوعه منتظراً" وفي ترجمات أخرى:" المزمع رجوعه". فالمشهور عند اليهود أنّ إيليّا سيرجع قبل يوم القيامة، وكذلك الأمر بالنسبة ليحيى وفق العبارة المنسوبة إلى المسيح. وهذا يعني أنّ معنى الاسم إيليّا يُحتمل أن يكون: (المزمع رجوعه). وحتى يتضح المقصود نقول: عندما تكون حادثة الرفع مشهورة وعندما يكون الرجوع منتظراً يغلب أن يطلق على المرفوع اسم فيه معنى تمني الرجوع، مثل: الله يرجع، الرب يعيد، إلهي يعيده ...الخ، ألا ترى أنّ اسم المهدي المنتظر قد غلب على اسمه الحقيقي. وهذا يعني أنّ علينا أن نبحث إن كان المقطع (يا) يأتي في اللغات السامية القديمة بمعنى (يرجع، يعود). يلفت الانتباه في سورة الصافات أنه بعد الكلام عن نوح، عليه السلام، يقول تعالى:" سلام على نوح في العالمين"، وبعد ذكر قصة إبراهيم، عليه السلام، يقول:" سلام على إبراهيم"، وبعد ذكر موسى وهارون، عليهما السلام، يقول: " سلام على موسى وهارون"، أما بعد ذكر إلياس، عليه السلام، فيقول:" سلام على إل ياسين"، أي أنّ السلام ليس فقط على إلياس بل على مجموع، ومن هنا أضيفت الياء والنون. إذا صحّت فرضيّة أنّ اسم إيليّا فيه معنى أنّ الله يُرجع، فناسب أن يكون السلام على الذين سيرجعهم الرب، أي الذين رُفعوا وسيتم رجوعهم. ومعلوم لدينا رفع عيسى وإدريس، عليهما السلام. وهناك مؤشرات نصيّة تشير إلى احتمال رفع يحيى، عليه السلام، أيضاً. وليس هذا مقام تفصيل ذلك. وبما أنّ الرب المُرجِع واحد، وبما أنّ الراجعين جماعة، فناسب أن يتم فصل إل التي تعنى الإله عن ياس، لتكون إضافة علامة الجمع إلى المقطع الذي يشير إلى الراجعين. وأخيراً نجد من المناسب أن نلفت الانتباه إلى أنّ السورة التي تسبق سورة الصافات في ترتيب المصحف هي سورة يس، والتي تستهل بالحرفين يس ويلفظان هكذا: (يا سين)، وتختم السورة بقوله تعالى: " وإليه ترجعون". منقول للفائدة
  5. طه و يس ليست من اسماء النبي صلي الله وعليه وسلم انما هي من الحروف المقطعة في القرأن والمجموعه في عبارة "نص حكيم قاطع له سر" انما يس "ياسين" كان من الانبياء والدليل الايه في سورة الصافات سلام على إل ياسين
  6. للاسف التي تقول ان النقاب ليس من الاسلام وهي اصلا مش محجبة كيف قرأت في الاسلام وعرفت ما هو منه وما هو ليس منه وبعدين كمان النقاب مش علي نساء المسلمين بس من قبل كده النقاب فرض علي نساء النصاري بنص كتابهم المزعوم انه مقدس. ثم هما اعضاء الحزن الوثني اللي بيرتشوا ويرشوا وواكلين اموال الناس بالباطل ومنهم القتلة والمهربين ومرتادي صالات القمار كانوا منقبين ولا النقاب هو السبب ياولية اعملي حسنه قبل ما ربنا ما ياخدك ولا تتكلمي فيما لاتعلمين فمن العار ان تقول ما لاتعلم وان تعلم قبل ان تتعلم ولا تخاف ان تأثم
  7. رحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه
  8. جميل جدا شكرا للنقل وفعلا الكفيل ده وباااااااااااااااااااااااااااااااال
  9. سألت الشيخ وجدي غنيم عن هذه القصة فقال لي أنها لاتصح وبحثت عنها كثيرا فوجدت ان ابا اليزيد البسطامي فيه كلام كثير عن انه كان مدلسا ومتنها لايصح والله اعلم
  10. تقبل الله من الجميع صالح الاعمال شكرا لمرورك اختي ريحانة الجنة
  11. ههههههههههههههههههههه لم نكن اطفالا
  12. أولاً: سلاح الكلمة: وهو المعبَّر عنه في حديث أبي سعيد بالتغيير باللسان، ويشمل الإنكار باللسان، أو بالكتابة؛ بأي طريقة كان. وهذا باب واسع، يدخل فيه الخطاب المباشر لأولي الأمر وغيرهم ببيان المنكرات، وتحريمها، وخطرها؛ بأوضح بيان وأفصح عبارة، كما يدخل فيه الخطابة -باعتبارها وسيلة من وسائل البيان والإنكار، وفق ضوابط المصلحة-، وهي تصل إلى أسماع المقصودين بها - أيًّا كانوا -، بشكل مباشر أو غير مباشر، وباعتبارها أيضًا وسيلة من وسائل الضغط وتحميس الناس لمحاربة المنكرات ومخاطبة المعنيِّين بشأنها. وقد أصبح الشريط الإسلامي وسيلة إضافيَّة، أسبغت على سلاح الكلمة قوةً ومضاء وفاعليَّة جديدة، ضاق به المغرضون من العلمانيين والمفسدين في الأرض، فسعوا إلى حربه بكل وسيلة، ولكن هيهات! كما يدخل فيه العمل على توعية الناس بالمنكَرات وخطرها، وضرورة مقاومتها ومقاطعتها. وتدخل فيه الكتابة الشخصية إلى أهل المنكرات، ومناصحتهم من خلالها. ومثلها الكتابة العامة في الصحف والمجلات، أو تأليف الكتب والرسائل، وهذا العمل الضخم يحتاج إلى جهد كبير. إن توعية الناس وتحذيرهم من المنكرات - حتى المنكرات الرسمية العامة - عمل جبَّار، إذ لم تكن هذه المنكرات لتنتشر وتفشو؛ لولا قبول الناس عامة لها، وتلبُّسهم بها؛ فهم ميدانها ومادتها. صحيح أنه تقرَّر سابقً أن في كل مجتمع قوَّة خفية من المنافقين، تقف خلف المنكرات، وتدعمها، وتحميها، ولكن ما كان لهؤلاء الجبناء أن ينتصروا ويفلحوا فيما يريدون لولا أن البيئة من حولهم لا تملك المناعة ضد جرثومتهم! وسلاح الكلمة سلاح خطير، كان الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه يتَّخذونه ويواجهون به أعداءهم الذين يملكون القوى المادية والبشرية، وكذلك تبع الأنبياء عبر العصور، ويدخل في هذا النوع الجهاد بالجهر بكلمة الحق أمام المبطلين من الزعماء والعلية وغيرهم، وهو من أفضل أنواع الجهاد. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر". وللحديث شواهد منها: حديث أبي أمامة، وطارق بن شهاب، وسمرة ابن جندب، وعمير بن قتادة الليثي، وجابر. فعن أبىِ أمامة رضي الله عنه؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله! أي الجهاد أفضل؟ قال: فسكت عنه ولم يجبه، ثم سأله عند الجمرة الثانية؟ فقال له مثل ذلك، فلما رمى النبي صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة، ووضع رجله في الغرز؛ قال: أين السائل؟ قال: "كلمة عدل عند إمام جائر". وعن طارق بن شهاب: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال: "كلمة حقٍّ عند سلطان جائر". وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الجهاد أن تتكلَّم بالحق عند سلطان (أو قال: عند سلطان جائر)". وعن عمير بن قتادة الليثي رضي الله عنه؛ قال: كانت في نفسي مسألة قد أحزنتني أنني لم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولم أسمع أحدًا يسأله عنها، فكنت أتحيَّنه، فدخلت عليه ذات يوم وهو يتوضأ، فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما، وجدته فارغًا وطيب النفس، فقلت: يا رسول الله! أتأذن لي أن أسألك؟ قال: "نعم؛ سل عمَّا بدا لك". قلت: يا رسول الله! ما الإيمان؟ قال: "السماحة والصبر". قلت: فأي المؤمنين أفضل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خلقًا". قلت: فأي المسلمين أفضلهم إسلامًا؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده". قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطأ رأسه، فصمت طويلاً، حتى خِفت أن أكون قد شققت عليه، وتمنَّيت أني لم أكن سألتُه، وقد سمعتُه بالأمس يقول: "إن أعظم المسلمين في المسلمين جرمًا لَمَن سأل عن شيء لم يحرَّم عليهم، فحُرِّم عليهم من أجل مسألته". فقلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه، فقال: "كيف قلت؟". قلت: أي الجهاد أفضل؟ فقال: "كلمة عدل عند إمام جائر". وعن جابر رضي الله عنه؛ قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمي الجمار ماشيًا، فأمر بناقته، فأنيخت، فلما أخذ بشعبتي الرحل؛ جاء رجـل، وأخذ بجديل الناقة، فقال: يا رسول الله! أي الفضل أفضل؟ قال: "كلمة عند إمام جائر، خَلِّ سبيل الناقة". وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمـزة بن عبد المطَّلب، ورجـل قام إلى إمـام جائر، فأمره ونهاه، فقتله". وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله : "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطَّلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه، فقتله". وإنما كان هذا النوع من الأمر والنهي أفضل الجهاد وأعظمه؛ لأنه كما قال السِّندي - رحمه الله -: "جهاد قلَّ من ينجو فيه، وقلَّ من يصوِّب صاحبه؛ بل الكل يخطِّئونه أولاً، ثم يؤدي إلى الموت بأشد طريق عندهم؛ بلا قتال؛ بل صبرًا" و. وليس غريبًا على الباذلين أنفسهم لله أن يقولوا كلمة الحق غير هيَّابين، وأن يقفوا عند كلمتهم، وأن يموتوا في سبيلها. وقد أثنى الإمام مالك على محمد بن المنكدر وأصحابه، وعلى ربيعة، وعلى سعيد بن المسيب؛ في أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وذكر ما لقوه من الشدة في ذلك. وأثنى الإمام أحمد على ابن مروان الذي صُلِب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن كلماتنا وأفكارنا تظل جثثًا هامدة، حتى إذا متنا في سبيلها وغذَّيناها بالدماء؛ انتفضت حيَّة، وعاشت بين الأحياء... فرقٌ كبير بين كلمات خاوية هي عرائس من الشمع، وبين كلمات دبَّت فيها الحياة؛ فهي مليئة بالحرارة والقوة والتأثير! * ثانيًا: ومن الوسائل المهمَّة للتغيير، والتي يجب أن يعتني بها علماء الطائفة المنصورة في هذا العصر خاصة: الاهتمام بتربية الجيل وبنائه بناءً إسلاميًّا متكاملاً؛ بحيث لا تقتصر مهمة العالم على مجرَّد إيصال المعلومات والأحكام النظرية إلى الناس؛ بل يضيف إلى ذلك: التركيز على البناء الخلقي والسلوكي والعقلي والعاطفي للطلبة، والعناية بغرس قضية الدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله باللسان والسنان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والغيرة على الحرمات، وهذا يجعل حلقات الدرس والعلم محاضن لتربية الشـباب وحمـايتهم من فسـاد البيئة، وتهيئة الجو المُعين على الاستقامة والصلاح. وبهذا يمكن تكوين جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله؛ بحيث لا يتحوَّل الأمر والنهي إلى جهود فرديَّة متشتَّتة قليلة الفائدة. ولا يتم الأمر والنهي والإنكار والدعوة والتربية بمعزل عن علماء السنة المخلصين. وهذا الجهد التربوي، وإن كان بطيئًا؛ إلا إنه بعيد الأثر، وهو ضمانة حقيقية للجيل الحاضر والأجيال اللاحقة، وإعدادٌ ملائمٌ للأحوال والأوضاع المستقبلة، والتي يُنتظرُ أن يكون فيها مزيد من: حرب الإسلام، والنيل من شعائره وشرائعه، وإحكام الحصار والغربة عليه وعلى أهله العاملين به. وهذه الفئات المؤمنة المربَّاة يمكن أن تقوم بالأمر والنهي والإصلاح بكافة الوسائل؛ عبر الأجهزة الرسمية والشعبية وغيرها؛ من منطلق الغيرة على الدين والرغبة في الإصلاح، لا من منطلق العمل الوظيفي أوغيره. * ثالثًا: ومنها ضرورة العمل الجاد على تدعيم مكانة العلماء والدعاة والغيورين في المجـتمعات الإسلامية، حتى تكون كلمتهم نافذة، ورأيهم مسموعًا. إن الثقل الذي يملكه العالم أو الداعية بين الناس من أقوى الوسائل في تغيير المنكرات وهزها؛ بل وهز أصحابها والمنافحين دونها. أما حين ينفصل العالم عن مجتمعه، أو يستجلب كراهيتهم وبغضاءهم؛ فإنه حينئذ لا يُسمع له صوت، ولا يُستجاب له مطلب. ولقد كان علماء السلف هم القادة الحقيقيون للمجتمعات، حتى كان الخلفاء يهابونهم ويعظِّمونهم ويدركون أن ملكهم لا يستقر إلا برضاهم وعونهم، وذلك بتطبيق شرع الله، واتِّباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتراجم هؤلاء الأئمة حافلة بالأخبار والأعاجيب الدالة على تربُّع مكانتهم على عروش القلوب، حتى ليحسبها الناس في هذا العصر ضربًا من الخيال. ويكفي منها ما رواه أشعث بن شعبة المصيصي؛ قال: "قدم الرشيد الرَّقَّة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطَّعت النعال، وارتفعت الغبرة! فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قدم! قالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشُرَط وأعوان" ! إن من الواضح أن الزعماء المتشبِّثين بكراسيهم مستعدون للتخلِّي عن دعم المنكرات؛ بل ولإظهار محاربتها، إذا علموا أن أمرهم لا يتمُّ ولا يدوم إلا بذلك، وهذا لا يكون إلا بوجود العلماء الغيورين الذين يحظَوْن باهتمام الناس ومحبَّتهم وطاعتـهم، وربَّ فتوى من عالم زلزلت عرشًا، وأسقطت رأسًا، وحرَّكت أمة! فالزخم الشعبي الذي يملكه العالم من أهم أسباب: قوَّته في الإنكار، وجهره بالحق، ومواجهته للظالمين، والناس يعطون محبَّتهم للعالم المخلص العامل بعلمه الذي تتوفَّر فيه هذه الخصال: 1- العزوف عن الدنيا ومادِّيَّتها، وتركها لأهلها، وعدم التعلُّق بشيء منها، والاستعلاء على أعطيات السلاطين ومنحهم وهباتهم، مع الكرم والجود وبذل الوسع للناس. وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: ومَنْ يَذُقِ الدُنْيـا فإنِّي طَعِمْتُـها *** وسِيقَ إِلَيْنـَا عَذْبُها وعَذابـُهـا فمَـا هِيَ إِلاَّ جِـيْفَةٌ مُسْـتَحيلَةٌ *** عَلَيْهـا كـِلابٌ هَمُّهُـنَّ اجْتِذابُهـا فإِنْ تَجْتَنِبْها كُنْتَ سِـلْمًا لأهْلِها *** وإنْ تَجْتَـذِبْها نَازَعَتْكَ كِلابُه! 2- الجهر بالحق والشجاعة في ذلك؛ فالعالم حين يجهر بالحق أمام رجل كبير من الوجهاء مثلاً يكسب من تأييد الناس ودعمهم ما يجعله يجد القوَّة للجهر بالحق أمام الأمير أو الوزير... وهكذا؛ فبين ثقة الناس وحسن ظنهم بالعالم وبين جهره بالحق وشجاعته فيه علاقة وطيدة متبادَلَة. 3- السهر على مصالح الناس، وحمايتهم من الظلم والعسف والسخرة، والتصدِّي للدفاع عن حقوق الشعوب، وبذل العالم نفسه وماله وجاهه لقضاء الحاجات الخاصَّة والعامة. ولذلك كان من صفة العلماء الذين أحبَّهم الناس أنَّهم يقضون كثيرًا من أوقاتهم في قضاء حوائجهم؛ كما قال الذهبي عن ابن تيمية رحمهما الله: "وله محبُّون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء، ومن التُّجار والكبراء، وسائر العامة تحبُّه؛ لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهارًا؛ بلسانه وقلمه". وإذا خلت الأمة من العالم الصادق الناصح الساهر على مصلحة الناس وعلى جهاد الظالمين وتخليص الناس من شرهم وظلمهم، فقد آذنت بالزوال والهلاك؛ لأنها خلت حينئذ من جانب عظيم من جوانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ إن تحقيق العدل بين الناس مطلب شرعيٌّ يلزم الوالي العمل على تحقيقه، ولا يجوز له إقرار الظلم؛ فضلاً عن أن يكون هو القائم به، ولا يجوز للعالم السكوت عن هذا المنكر، مهما كان مصدره؛ هيبة لفاعله. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتم أمتي تهـاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظـالم؛ فقد تُوُدِّعَ منهم". وهذا الحديث، وإن كان في إسناده انقطاع؛ إلا أن معناه صحيح، وهو داخل في عمومات الأحاديث المبيَّنة عن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعاجلة الله بالعقوبة للأمم التي تهاب عن الأمر والنهي والإنكار على الصغير والكبير. وهذا كان شأن الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة؛ لا يتردَّدون في قول كلمة الحق أمام الخليفة أو السلطان: وكان مِن الصحابة مَن ينكر على عمر؛ كما في قول أبي بن كعب له حين طلب من أبي موسى البيِّنة على حديث الاستئذان: "يا ابن الخطاب! لا تكوننَّ عذابًا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعلى عثمـان؛ كما في إنكـار علي رضي الله عنه نهيه عن المتعة في الحج. وعلى معاوية؛ كما في إنكار ابن عباس عليه استلام الأركان كلها، فقال معاوية: "ليس شيء من البيت مهجورًا" . وهم خلفاء، وكذلك مَن دونهم من الولاة والسلاطين. وقد سبق ذكر أشياء من ذلك، وسبق ذكر فضل كلمة الحق والعدل عند السلطان الجائر. والعالم إنما يستطيع أن يجهر بكلمة الحق إذا كان شجاعًا يثق بوعد الله ولا يبالي ما أصابه في سبيل الله، ويستطيع أن يجهر ويثق من الاستجابة له في تغيِير المنكر وإزالته إذا كان يملك العصبية التي تحوطه وتحميه، وهذه سنة لابدَّ من اعتبارها؛ ليتم الأمر والنهي، وتُحقَّق فائدتُه، وتُؤمَن مغبَّته. وفي ذلك يقول الإمام ابن خلدون بعد كلام له عن أهمِّية العصبية في الدعوة الدينية: "ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة والفقهاء؛ فإن كثيرًا من المنتحلين العبادة وسلوك طرق الدين، ويذهبون إلى القيام على أهل الجور من الأمراء، داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه، والأمر بالمعروف؛ رجاء في الثواب عليه من الله، فيكثر أتباعهم والمتشبثون بهم من الغوغاء والدهماء، ويعرِّضون أنفسهم في ذلك للمهالك، وأكثرهم يهلكون في تلك السبيل؛ مأزورين غير مأجورين؛ لأن الله سبحانه لم يكتب ذلك عليهم، وإنما أمر به حيث تكون القدرة عليه. قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا؛ فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع؛ فبلسانه، فإن لم يستطع؛ فبقلبه". وأحوال الملوك والدول راسخة قوية، لا يزحزحها ويهدم بناءها؛ إلا المطالبة القويَّة التي من ورائها عصبيَّة القبائل والعشائر". والمقصود أن تغيير المنكرات الرسمية العامَّة يحتاج إلى تأييد شعبيٍّ للقائم بالتغيير، يجعله يثق بإذن الله من الإنجاح. إن وجود عدد من العلماء والدُّعاة الغيورين في سائر بلاد الإسلام؛ يعرفون بين الناس بقول كلمة الحق، والمناداة بها، وحماية مصالح الشعوب، والدعوة إلى العدل الاجتماعي، والتحذير من الظلم والطغيان: وسيلة مهمَّة لتغيير المنكر؛ شريطة أن يلتزموا: الحكمة في أفعالهم، والعدل في أقوالهم، والإخلاص في مقاصدهم، ثم لا يضرهم بعد ذلك ما يقول الناس. * رابعًا: ومن الوسائل المهمَّة للتغيير: اعتزال المنكرات وهجرها، ومجانبة أصحابها والقائمين عليها؛ فإن الواجب على مَن لا يرضون المنكر: ألا يتلبَّسوا بشيء منه، وألا يجالسوا متعاطيه مجالسة المقر والمؤيد والموافق. وقد بيَّن الله تعالى أن منهج الأنبياء وأتباعهم: اعتزال المنكرات، واعتزال أهلها ودعاتها، والاشتغال بضدها من الخير والبر والمعروف. قال تعالى ذاكرًا قول إبراهيم عليه السلام: (وأعْتَزِلُكمْ وََما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وأدْعُو رَبي عَسى ألاَّ أكونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا) . وقال عن أهل الكهف: (وإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ومَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلى الكَهْفِ). وقد نهى الله تعالى عن القعود مع الخائضين في آيات الله، وأمر بالإعراض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، فقال: (وَإذَا رَأَيْتَ الَّذينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَديثٍ غَيرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمينَ). وبيَّن في موضع آخر أن مجالسة الذين يكفرون بآيات الله ويستهزئون بها دون إنكار عليهم ولا امتعاض من فعلهم؛ أنها تقتضي موافقتهم موافقة تامَّة فيما هم عليه من الكفر والاستهزاء، فقال سبحانه وتعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ في الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَديثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقينَ والكَافِرينَ في جَهَنَّمَ جَميعًا). إن هذه الوسيلة؛ وهي وسيلة اعتزال المنكر ومكان فعله وفاعليه، وإن كانت في الظاهر وسيلة سلبيَّة؛ إلا أنها ذات أثر عظيم يتمثَّل في الجوانب الآتية: 1- إشعار الواقعين في المنكر المقترفين له بخطأ ما هم عليه وخطره ومخالفته للشرع إشعارًا عمليًّا قويًا، وليس بمجرَّد القول باللسان، وهذا قد يدعوهم إلى ترك المنكر والتوبة منه. 2- تبليغ الناس كافَّة بأن هذا العمل منكر، وأن هؤلاء القوم الفاسقين مخطئون مخالفون للشرع متعدُّون لحدود الله. وهذا نوع من البلاغ القوي الواضح الذي يميز للناس الحق من الباطل، والهوى من الضلال، وهو يدعو عموم الناس أيضًا إلى المشاركة في الإنكار عليهم، وتسفيه ما هم عليه. 3- حماية المؤمنين المبتعدين عن المنكر من آثار المنكر وأوضاره، إذ إن اعتيادهم على رؤية المنكر ومعايشته ومصاحبة أهله بجميع ألوان المصاحبة: من مؤاكلة، ومشاربة، ومجالسة، ومبايعة، وغيرها؛ دون جهد منهم في الإنكار عليهم، وبيان الحق لهم؛ يضعف من اليقظة الإيمانية في قلوبهم ضد الفواحش، وقد يتدرَّج الحال بهم إلى مواقعتها، أو - على الأقل - إلى إلفها وعدم إنكارها بالقلب، وهذه نهاية خطيرة، إذ إنها تعني زوال أضعف الإيمان من القلب، وماذا يبقى من الإيمان إذا زال أضعفه؟! إن أمام أهل السنة والجماعة، وأمام الطائفة المنصورة بصورة خاصة، وأمام علماء هذه الطائفة وقادتها ورؤوسها: مسؤولية عظمى في العمل على: تغيير الواقع، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذل الجهد لدفع الغربة عن هذا الدين وأهله؛ فإن الناس كلما بَعُد عهدهم بالسنن، ولم يجدوا من يجدِّدها في أذهانهم وواقعهم؛ استغربوها، واستنكروها، واستوحشوا منها، وكلما كثرت ملابستهم لضدها من المعاصي والبدع؛ ألفوها، واستمرؤوها، وتكيَّفت حياتهم معها. فإشاعة السنن والشرائع الربانية عن طريق فعلها والحث عليها والترغيب فيها: هو الأمر بالمعروف، وهو دفع للغربة، وتجديد لأمر الدين في هذه الأمة. وإماتة البدع والمعاصي عن طريق: هجرها وهجر أصحابها، والبعد عن مواطنها، والتحذير منها بكل وسيلة، والإنكار على أصحابها: هو النهي عن المنكر. وبهذا وهذا تزول غربة السنن شيئًا فشيئًا، وتصبح المعاصي والبدع في مجتمع المسلمين هي المستغربة المستنكرة. والمجتمع يتنازعه منهجان: منهج الحق، وهو المعروف، ومنهج الباطل، وهو المنكر، وهو للذي غلب عليه منهما. (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ولا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ أجْمَعينَ). المصدر : كتاب وسائل دفع الغربة …. تأليف: سلمان بن فهد العودة وسائل تغيير المنكرات وإزالتها سلمان بن فهد العودة منقول
  13. كلمة الحق أمانة والساكت عن الحق شيطان اخرص فما بالك بمن يسكت عن حقه أولاً: سلاح الكلمة: وهو المعبَّر عنه في حديث أبي سعيد بالتغيير باللسان، ويشمل الإنكار باللسان، أو بالكتابة؛ بأي طريقة كان. وهذا باب واسع، يدخل فيه الخطاب المباشر لأولي الأمر وغيرهم ببيان المنكرات، وتحريمها، وخطرها؛ بأوضح بيان وأفصح عبارة، كما يدخل فيه الخطابة -باعتبارها وسيلة من وسائل البيان والإنكار، وفق ضوابط المصلحة-، وهي تصل إلى أسماع المقصودين بها - أيًّا كانوا -، بشكل مباشر أو غير مباشر، وباعتبارها أيضًا وسيلة من وسائل الضغط وتحميس الناس لمحاربة المنكرات ومخاطبة المعنيِّين بشأنها. وقد أصبح الشريط الإسلامي وسيلة إضافيَّة، أسبغت على سلاح الكلمة قوةً ومضاء وفاعليَّة جديدة، ضاق به المغرضون من العلمانيين والمفسدين في الأرض، فسعوا إلى حربه بكل وسيلة، ولكن هيهات! كما يدخل فيه العمل على توعية الناس بالمنكَرات وخطرها، وضرورة مقاومتها ومقاطعتها. وتدخل فيه الكتابة الشخصية إلى أهل المنكرات، ومناصحتهم من خلالها. ومثلها الكتابة العامة في الصحف والمجلات، أو تأليف الكتب والرسائل، وهذا العمل الضخم يحتاج إلى جهد كبير. إن توعية الناس وتحذيرهم من المنكرات - حتى المنكرات الرسمية العامة - عمل جبَّار، إذ لم تكن هذه المنكرات لتنتشر وتفشو؛ لولا قبول الناس عامة لها، وتلبُّسهم بها؛ فهم ميدانها ومادتها. صحيح أنه تقرَّر سابقً أن في كل مجتمع قوَّة خفية من المنافقين، تقف خلف المنكرات، وتدعمها، وتحميها، ولكن ما كان لهؤلاء الجبناء أن ينتصروا ويفلحوا فيما يريدون لولا أن البيئة من حولهم لا تملك المناعة ضد جرثومتهم! وسلاح الكلمة سلاح خطير، كان الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه يتَّخذونه ويواجهون به أعداءهم الذين يملكون القوى المادية والبشرية، وكذلك تبع الأنبياء عبر العصور، ويدخل في هذا النوع الجهاد بالجهر بكلمة الحق أمام المبطلين من الزعماء والعلية وغيرهم، وهو من أفضل أنواع الجهاد. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر". وللحديث شواهد منها: حديث أبي أمامة، وطارق بن شهاب، وسمرة ابن جندب، وعمير بن قتادة الليثي، وجابر. فعن أبىِ أمامة رضي الله عنه؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله! أي الجهاد أفضل؟ قال: فسكت عنه ولم يجبه، ثم سأله عند الجمرة الثانية؟ فقال له مثل ذلك، فلما رمى النبي صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة، ووضع رجله في الغرز؛ قال: أين السائل؟ قال: "كلمة عدل عند إمام جائر". وعن طارق بن شهاب: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال: "كلمة حقٍّ عند سلطان جائر". وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الجهاد أن تتكلَّم بالحق عند سلطان (أو قال: عند سلطان جائر)". وعن عمير بن قتادة الليثي رضي الله عنه؛ قال: كانت في نفسي مسألة قد أحزنتني أنني لم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولم أسمع أحدًا يسأله عنها، فكنت أتحيَّنه، فدخلت عليه ذات يوم وهو يتوضأ، فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما، وجدته فارغًا وطيب النفس، فقلت: يا رسول الله! أتأذن لي أن أسألك؟ قال: "نعم؛ سل عمَّا بدا لك". قلت: يا رسول الله! ما الإيمان؟ قال: "السماحة والصبر". قلت: فأي المؤمنين أفضل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خلقًا". قلت: فأي المسلمين أفضلهم إسلامًا؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده". قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطأ رأسه، فصمت طويلاً، حتى خِفت أن أكون قد شققت عليه، وتمنَّيت أني لم أكن سألتُه، وقد سمعتُه بالأمس يقول: "إن أعظم المسلمين في المسلمين جرمًا لَمَن سأل عن شيء لم يحرَّم عليهم، فحُرِّم عليهم من أجل مسألته". فقلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه، فقال: "كيف قلت؟". قلت: أي الجهاد أفضل؟ فقال: "كلمة عدل عند إمام جائر". وعن جابر رضي الله عنه؛ قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمي الجمار ماشيًا، فأمر بناقته، فأنيخت، فلما أخذ بشعبتي الرحل؛ جاء رجـل، وأخذ بجديل الناقة، فقال: يا رسول الله! أي الفضل أفضل؟ قال: "كلمة عند إمام جائر، خَلِّ سبيل الناقة". وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمـزة بن عبد المطَّلب، ورجـل قام إلى إمـام جائر، فأمره ونهاه، فقتله". وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله : "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطَّلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه، فقتله". وإنما كان هذا النوع من الأمر والنهي أفضل الجهاد وأعظمه؛ لأنه كما قال السِّندي - رحمه الله -: "جهاد قلَّ من ينجو فيه، وقلَّ من يصوِّب صاحبه؛ بل الكل يخطِّئونه أولاً، ثم يؤدي إلى الموت بأشد طريق عندهم؛ بلا قتال؛ بل صبرًا" و. وليس غريبًا على الباذلين أنفسهم لله أن يقولوا كلمة الحق غير هيَّابين، وأن يقفوا عند كلمتهم، وأن يموتوا في سبيلها. وقد أثنى الإمام مالك على محمد بن المنكدر وأصحابه، وعلى ربيعة، وعلى سعيد بن المسيب؛ في أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وذكر ما لقوه من الشدة في ذلك. وأثنى الإمام أحمد على ابن مروان الذي صُلِب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن كلماتنا وأفكارنا تظل جثثًا هامدة، حتى إذا متنا في سبيلها وغذَّيناها بالدماء؛ انتفضت حيَّة، وعاشت بين الأحياء... فرقٌ كبير بين كلمات خاوية هي عرائس من الشمع، وبين كلمات دبَّت فيها الحياة؛ فهي مليئة بالحرارة والقوة والتأثير! * ثانيًا: ومن الوسائل المهمَّة للتغيير، والتي يجب أن يعتني بها علماء الطائفة المنصورة في هذا العصر خاصة: الاهتمام بتربية الجيل وبنائه بناءً إسلاميًّا متكاملاً؛ بحيث لا تقتصر مهمة العالم على مجرَّد إيصال المعلومات والأحكام النظرية إلى الناس؛ بل يضيف إلى ذلك: التركيز على البناء الخلقي والسلوكي والعقلي والعاطفي للطلبة، والعناية بغرس قضية الدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله باللسان والسنان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والغيرة على الحرمات، وهذا يجعل حلقات الدرس والعلم محاضن لتربية الشـباب وحمـايتهم من فسـاد البيئة، وتهيئة الجو المُعين على الاستقامة والصلاح. وبهذا يمكن تكوين جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله؛ بحيث لا يتحوَّل الأمر والنهي إلى جهود فرديَّة متشتَّتة قليلة الفائدة. ولا يتم الأمر والنهي والإنكار والدعوة والتربية بمعزل عن علماء السنة المخلصين. وهذا الجهد التربوي، وإن كان بطيئًا؛ إلا إنه بعيد الأثر، وهو ضمانة حقيقية للجيل الحاضر والأجيال اللاحقة، وإعدادٌ ملائمٌ للأحوال والأوضاع المستقبلة، والتي يُنتظرُ أن يكون فيها مزيد من: حرب الإسلام، والنيل من شعائره وشرائعه، وإحكام الحصار والغربة عليه وعلى أهله العاملين به. وهذه الفئات المؤمنة المربَّاة يمكن أن تقوم بالأمر والنهي والإصلاح بكافة الوسائل؛ عبر الأجهزة الرسمية والشعبية وغيرها؛ من منطلق الغيرة على الدين والرغبة في الإصلاح، لا من منطلق العمل الوظيفي أوغيره. * ثالثًا: ومنها ضرورة العمل الجاد على تدعيم مكانة العلماء والدعاة والغيورين في المجـتمعات الإسلامية، حتى تكون كلمتهم نافذة، ورأيهم مسموعًا. إن الثقل الذي يملكه العالم أو الداعية بين الناس من أقوى الوسائل في تغيير المنكرات وهزها؛ بل وهز أصحابها والمنافحين دونها. أما حين ينفصل العالم عن مجتمعه، أو يستجلب كراهيتهم وبغضاءهم؛ فإنه حينئذ لا يُسمع له صوت، ولا يُستجاب له مطلب. ولقد كان علماء السلف هم القادة الحقيقيون للمجتمعات، حتى كان الخلفاء يهابونهم ويعظِّمونهم ويدركون أن ملكهم لا يستقر إلا برضاهم وعونهم، وذلك بتطبيق شرع الله، واتِّباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتراجم هؤلاء الأئمة حافلة بالأخبار والأعاجيب الدالة على تربُّع مكانتهم على عروش القلوب، حتى ليحسبها الناس في هذا العصر ضربًا من الخيال. ويكفي منها ما رواه أشعث بن شعبة المصيصي؛ قال: "قدم الرشيد الرَّقَّة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطَّعت النعال، وارتفعت الغبرة! فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قدم! قالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشُرَط وأعوان" ! إن من الواضح أن الزعماء المتشبِّثين بكراسيهم مستعدون للتخلِّي عن دعم المنكرات؛ بل ولإظهار محاربتها، إذا علموا أن أمرهم لا يتمُّ ولا يدوم إلا بذلك، وهذا لا يكون إلا بوجود العلماء الغيورين الذين يحظَوْن باهتمام الناس ومحبَّتهم وطاعتـهم، وربَّ فتوى من عالم زلزلت عرشًا، وأسقطت رأسًا، وحرَّكت أمة! فالزخم الشعبي الذي يملكه العالم من أهم أسباب: قوَّته في الإنكار، وجهره بالحق، ومواجهته للظالمين، والناس يعطون محبَّتهم للعالم المخلص العامل بعلمه الذي تتوفَّر فيه هذه الخصال: 1- العزوف عن الدنيا ومادِّيَّتها، وتركها لأهلها، وعدم التعلُّق بشيء منها، والاستعلاء على أعطيات السلاطين ومنحهم وهباتهم، مع الكرم والجود وبذل الوسع للناس. وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: ومَنْ يَذُقِ الدُنْيـا فإنِّي طَعِمْتُـها *** وسِيقَ إِلَيْنـَا عَذْبُها وعَذابـُهـا فمَـا هِيَ إِلاَّ جِـيْفَةٌ مُسْـتَحيلَةٌ *** عَلَيْهـا كـِلابٌ هَمُّهُـنَّ اجْتِذابُهـا فإِنْ تَجْتَنِبْها كُنْتَ سِـلْمًا لأهْلِها *** وإنْ تَجْتَـذِبْها نَازَعَتْكَ كِلابُه! 2- الجهر بالحق والشجاعة في ذلك؛ فالعالم حين يجهر بالحق أمام رجل كبير من الوجهاء مثلاً يكسب من تأييد الناس ودعمهم ما يجعله يجد القوَّة للجهر بالحق أمام الأمير أو الوزير... وهكذا؛ فبين ثقة الناس وحسن ظنهم بالعالم وبين جهره بالحق وشجاعته فيه علاقة وطيدة متبادَلَة. 3- السهر على مصالح الناس، وحمايتهم من الظلم والعسف والسخرة، والتصدِّي للدفاع عن حقوق الشعوب، وبذل العالم نفسه وماله وجاهه لقضاء الحاجات الخاصَّة والعامة. ولذلك كان من صفة العلماء الذين أحبَّهم الناس أنَّهم يقضون كثيرًا من أوقاتهم في قضاء حوائجهم؛ كما قال الذهبي عن ابن تيمية رحمهما الله: "وله محبُّون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء، ومن التُّجار والكبراء، وسائر العامة تحبُّه؛ لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهارًا؛ بلسانه وقلمه". وإذا خلت الأمة من العالم الصادق الناصح الساهر على مصلحة الناس وعلى جهاد الظالمين وتخليص الناس من شرهم وظلمهم، فقد آذنت بالزوال والهلاك؛ لأنها خلت حينئذ من جانب عظيم من جوانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ إن تحقيق العدل بين الناس مطلب شرعيٌّ يلزم الوالي العمل على تحقيقه، ولا يجوز له إقرار الظلم؛ فضلاً عن أن يكون هو القائم به، ولا يجوز للعالم السكوت عن هذا المنكر، مهما كان مصدره؛ هيبة لفاعله. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتم أمتي تهـاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظـالم؛ فقد تُوُدِّعَ منهم". وهذا الحديث، وإن كان في إسناده انقطاع؛ إلا أن معناه صحيح، وهو داخل في عمومات الأحاديث المبيَّنة عن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعاجلة الله بالعقوبة للأمم التي تهاب عن الأمر والنهي والإنكار على الصغير والكبير. وهذا كان شأن الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة؛ لا يتردَّدون في قول كلمة الحق أمام الخليفة أو السلطان: وكان مِن الصحابة مَن ينكر على عمر؛ كما في قول أبي بن كعب له حين طلب من أبي موسى البيِّنة على حديث الاستئذان: "يا ابن الخطاب! لا تكوننَّ عذابًا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعلى عثمـان؛ كما في إنكـار علي رضي الله عنه نهيه عن المتعة في الحج. وعلى معاوية؛ كما في إنكار ابن عباس عليه استلام الأركان كلها، فقال معاوية: "ليس شيء من البيت مهجورًا" . وهم خلفاء، وكذلك مَن دونهم من الولاة والسلاطين. وقد سبق ذكر أشياء من ذلك، وسبق ذكر فضل كلمة الحق والعدل عند السلطان الجائر. والعالم إنما يستطيع أن يجهر بكلمة الحق إذا كان شجاعًا يثق بوعد الله ولا يبالي ما أصابه في سبيل الله، ويستطيع أن يجهر ويثق من الاستجابة له في تغيِير المنكر وإزالته إذا كان يملك العصبية التي تحوطه وتحميه، وهذه سنة لابدَّ من اعتبارها؛ ليتم الأمر والنهي، وتُحقَّق فائدتُه، وتُؤمَن مغبَّته. وفي ذلك يقول الإمام ابن خلدون بعد كلام له عن أهمِّية العصبية في الدعوة الدينية: "ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة والفقهاء؛ فإن كثيرًا من المنتحلين العبادة وسلوك طرق الدين، ويذهبون إلى القيام على أهل الجور من الأمراء، داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه، والأمر بالمعروف؛ رجاء في الثواب عليه من الله، فيكثر أتباعهم والمتشبثون بهم من الغوغاء والدهماء، ويعرِّضون أنفسهم في ذلك للمهالك، وأكثرهم يهلكون في تلك السبيل؛ مأزورين غير مأجورين؛ لأن الله سبحانه لم يكتب ذلك عليهم، وإنما أمر به حيث تكون القدرة عليه. قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا؛ فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع؛ فبلسانه، فإن لم يستطع؛ فبقلبه". وأحوال الملوك والدول راسخة قوية، لا يزحزحها ويهدم بناءها؛ إلا المطالبة القويَّة التي من ورائها عصبيَّة القبائل والعشائر". والمقصود أن تغيير المنكرات الرسمية العامَّة يحتاج إلى تأييد شعبيٍّ للقائم بالتغيير، يجعله يثق بإذن الله من الإنجاح. إن وجود عدد من العلماء والدُّعاة الغيورين في سائر بلاد الإسلام؛ يعرفون بين الناس بقول كلمة الحق، والمناداة بها، وحماية مصالح الشعوب، والدعوة إلى العدل الاجتماعي، والتحذير من الظلم والطغيان: وسيلة مهمَّة لتغيير المنكر؛ شريطة أن يلتزموا: الحكمة في أفعالهم، والعدل في أقوالهم، والإخلاص في مقاصدهم، ثم لا يضرهم بعد ذلك ما يقول الناس. * رابعًا: ومن الوسائل المهمَّة للتغيير: اعتزال المنكرات وهجرها، ومجانبة أصحابها والقائمين عليها؛ فإن الواجب على مَن لا يرضون المنكر: ألا يتلبَّسوا بشيء منه، وألا يجالسوا متعاطيه مجالسة المقر والمؤيد والموافق. وقد بيَّن الله تعالى أن منهج الأنبياء وأتباعهم: اعتزال المنكرات، واعتزال أهلها ودعاتها، والاشتغال بضدها من الخير والبر والمعروف. قال تعالى ذاكرًا قول إبراهيم عليه السلام: (وأعْتَزِلُكمْ وََما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وأدْعُو رَبي عَسى ألاَّ أكونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا) . وقال عن أهل الكهف: (وإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ومَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلى الكَهْفِ). وقد نهى الله تعالى عن القعود مع الخائضين في آيات الله، وأمر بالإعراض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، فقال: (وَإذَا رَأَيْتَ الَّذينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَديثٍ غَيرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمينَ). وبيَّن في موضع آخر أن مجالسة الذين يكفرون بآيات الله ويستهزئون بها دون إنكار عليهم ولا امتعاض من فعلهم؛ أنها تقتضي موافقتهم موافقة تامَّة فيما هم عليه من الكفر والاستهزاء، فقال سبحانه وتعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ في الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَديثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقينَ والكَافِرينَ في جَهَنَّمَ جَميعًا). إن هذه الوسيلة؛ وهي وسيلة اعتزال المنكر ومكان فعله وفاعليه، وإن كانت في الظاهر وسيلة سلبيَّة؛ إلا أنها ذات أثر عظيم يتمثَّل في الجوانب الآتية: 1- إشعار الواقعين في المنكر المقترفين له بخطأ ما هم عليه وخطره ومخالفته للشرع إشعارًا عمليًّا قويًا، وليس بمجرَّد القول باللسان، وهذا قد يدعوهم إلى ترك المنكر والتوبة منه. 2- تبليغ الناس كافَّة بأن هذا العمل منكر، وأن هؤلاء القوم الفاسقين مخطئون مخالفون للشرع متعدُّون لحدود الله. وهذا نوع من البلاغ القوي الواضح الذي يميز للناس الحق من الباطل، والهوى من الضلال، وهو يدعو عموم الناس أيضًا إلى المشاركة في الإنكار عليهم، وتسفيه ما هم عليه. 3- حماية المؤمنين المبتعدين عن المنكر من آثار المنكر وأوضاره، إذ إن اعتيادهم على رؤية المنكر ومعايشته ومصاحبة أهله بجميع ألوان المصاحبة: من مؤاكلة، ومشاربة، ومجالسة، ومبايعة، وغيرها؛ دون جهد منهم في الإنكار عليهم، وبيان الحق لهم؛ يضعف من اليقظة الإيمانية في قلوبهم ضد الفواحش، وقد يتدرَّج الحال بهم إلى مواقعتها، أو - على الأقل - إلى إلفها وعدم إنكارها بالقلب، وهذه نهاية خطيرة، إذ إنها تعني زوال أضعف الإيمان من القلب، وماذا يبقى من الإيمان إذا زال أضعفه؟! إن أمام أهل السنة والجماعة، وأمام الطائفة المنصورة بصورة خاصة، وأمام علماء هذه الطائفة وقادتها ورؤوسها: مسؤولية عظمى في العمل على: تغيير الواقع، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذل الجهد لدفع الغربة عن هذا الدين وأهله؛ فإن الناس كلما بَعُد عهدهم بالسنن، ولم يجدوا من يجدِّدها في أذهانهم وواقعهم؛ استغربوها، واستنكروها، واستوحشوا منها، وكلما كثرت ملابستهم لضدها من المعاصي والبدع؛ ألفوها، واستمرؤوها، وتكيَّفت حياتهم معها. فإشاعة السنن والشرائع الربانية عن طريق فعلها والحث عليها والترغيب فيها: هو الأمر بالمعروف، وهو دفع للغربة، وتجديد لأمر الدين في هذه الأمة. وإماتة البدع والمعاصي عن طريق: هجرها وهجر أصحابها، والبعد عن مواطنها، والتحذير منها بكل وسيلة، والإنكار على أصحابها: هو النهي عن المنكر. وبهذا وهذا تزول غربة السنن شيئًا فشيئًا، وتصبح المعاصي والبدع في مجتمع المسلمين هي المستغربة المستنكرة. والمجتمع يتنازعه منهجان: منهج الحق، وهو المعروف، ومنهج الباطل، وهو المنكر، وهو للذي غلب عليه منهما. (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ولا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ أجْمَعينَ). المصدر : كتاب وسائل دفع الغربة …. تأليف: سلمان بن فهد العودة وسائل تغيير المنكرات وإزالتها سلمان بن فهد العودة منقول
  14. موضوع جميل وقيم وهناك موضوع اخر عن النهي عن الاكل والشرب واقفا وفيه حديث وبحث طويل كل شئ امر به الرسول او نهي عنه هو مصلحة للانسان
  15. هناك من البلهاء من يقول ان عمرو بن العاص اخذ ثروات مصر وارسلها الي المدينة في هذا العام ولكنه لايدري ان مصر في هذا الزمن كانت احدي امصار الدولة الاسلامية
  16. الموضوع جميل بس مصر للاسف مش بقي فيها قمح ممكن نقول لون خيرك يا ستراليا
  17. للآسف ما بقتشي الواسطة بس في شركات لازم تكون 4 ريشه علشان تشتغل فيها
  18. ههههههههههههههههههههههههه جميلة اوي بس الواد ده معندوش دم
  19. نقلا عن موقع سوبر الاماراتي لا يمكن أن أزعم أن هذه هي الخطوات الأولى لي في عالم الكتابة، فأنا ما زلت أحبو، والزحف مجرد أمل، ولا يعني بالضرورة أن تكون لديك القدرة على السير خطوات أكبر وأبعد. لقد ترددت للحظة في قبول عرض موقع "سوبر"، لكنني قررت في النهاية قبول التحدي، والكتابة عن كرة القدم... عن الماضي وعن الحاضر.. عن خبرتي وانطباعاتي الشخصية، وعن خبرتي وتجاربي في ذلك العالم الساحر. أقوم بذلك بكل فخر واعتزاز، من أجل قارئ يستحق مني كل تقدير وحب واحترام. وقناعتي الراسخة أن الفترة التي قضيتها في العالم العربي، والتي تقدر بست سنوات ونصف سنة هي الأجمل في حياتي، منحتني كل شيء، وأمدتني بقدر هائل من السعادة سواء رياضيا، أو اجتماعياً أو ثقافياً. وأجمل بداية أو الخطوة الأولى لي في عالم الكتابة الساحر هي الحديث عن الدربي الأفريقي العظيم بين الأهلي والزمالك. التعادل 3/ 3 في الدربي الأخيرضمن للأهلي بطولة الدوري منطقياً، لذلك فإنني في البداية أهنئ صديق العمر حسام البدري على ذلك الانجاز. ولم يكن الأمر سهلاً حتى على أي مدرب مخضرم، بينما تلك هي التجربة الأولى للبدري مدرباً. ولعل نجاحه يكتسب أهمية كبيرة لسببين أولهما يعود للانجازات السابقة للفريق، وثانيهما لأن الأهلي يمر بمرحلة تجديد لأفضل فريق على مدار تاريخه الممتد لـ102 سنة. فقد تعودت الجماهير على مشاهدة عروض راقية من الفريق أشبه بعروض الأوبرا، لكن العازفين الماهرين الذين طالما أمتعوهم لم يعودوا موجودين، أو ليسوا في أفضل حالاتهم. لكن صديقي العزيز البدري استطاع أن يسيطر على الموقف، ويخرج فائزاً وبطلاً للدوري. وسواء حسم اللقب رسمياً في لقاء المنصورة، أو في جولة أخرى، فإنني أنتظر بكل شوق وحب كي أعانق صديقي العزيز البدري، وأعانق كل المنتمين لذلك النادي، ومشاركتهم أفراحهم، وتهنئة 40 مليون مشجع اعتبرهم جميعاً عائلتي الثانية. هذا كنت ما أفكر فيه، ورتبت كل أموري لزيارة القاهرة، والاحتفال مع الجميع في الفوز، اما في مباراة المنصورة او في مباراة لاحقة، لكنني فكرت بعمق أكثر عن ترتبات هذه الزيارة، وانعكاساتها، خصوصاً ان الوقت غير ملائم بعد خسارة الفريق في دوري أبطال افريقيا امام الاتحاد الليبي، والاجواء ليست في أفضل احوالها. وفي المقابل لن يكون وجودي في القاهرة عادلاً في حق حسام البدري، لان لقب الدوري جاء بفضل قيادته، وهو يستحق كل الاشادة والثناء، وأخشى ان تركز الجماهير على وجودي. كما انتهز الفرصة بابلاغ هذه الجماهير بعدم رفع طموحاتهم وتوقعاتهم بعودتي، رغم انني سأعود الى القاهرة للقاء اصدقائي وزملائي السابقين وجماهير الاهلي الرائعة الذين عاملونني مثلهم، مثل رجل مصري، لكن وقتي مدرباً للاهلي انتهى ولن يعود. تناقض ورغم أن الأهلي أنهى الدور الأول من الدوري بفارق مريح، إلا أنه عانى من بعض الصعوبات في الدور الثاني، بينما أوضح لي دربي القاهرة أن الزمالك هو الفريق الأفضل في الملعب حالياً، وهذا التفوق الزملكاوي لا يعود لمجرد تغيير المدرب هنري ميشيل. إذ يعود الفضل بالأساس لحسام حسن الذي ولد قائداً بالفطرة، فهو يملك القدرة على تحفيز لاعبيه، وإخراج كل إمكانياتهم، وهذا ما نجح في غرسه في لاعبي الزمالك فتحسنت النتائج والعروض بصورة هائلة، رغم النتائج المتواضعة في الدور الأول في ظل وجود المدرب الفرنسي. لقد استطاع الأهلي التعادل في الدقيقة 92، وهو يدل على أن إصرار لاعبي الأهلي، وبركات بالذات، لا يقل عن إصرار حسام حسن عندما كان لاعباً. فهما يتنافسان في منطقة واحدة أو صفة يتميزان بها عن بقية اللاعبين. وليس غريباً أن يحرز الهدف بركات، فهو يؤمن دائماً أن المباراة 90 دقيقة، ولا تنتهي إلا مع صفارة الحكم. لقد كان أبوتريكة "نجم" فريقي ، ولكن بركات كان "روح" الفريق، بحماسه وسرعته ولعبه الرجولي وغيرته، فقد كان أشبه بمن يحمل الفريق على كاهله، ورغم حجمه الضئيل وقصر قامته إلا أنه كان عملاقاً. حسام حسن وبركات يراهنان على شيء نفتقده في هذا العالم المادي، لقد اعتدت دائماً أن أقول للاعبين إن كرة القدم لعبة أطفال يقودهم رجال محترفون، لذلك عندما نلعب ينبغي ألا نتخلى عن طفولتنا، ونواصل اللعب، وقد كان حسام حسن وبركات طفلين على الدوام، لذلك فإن بركات أظهر ذلك الجانب بإحرازه هدف التعادل في الدقيقة 92. الجوانب النفسية هذا الدربي له جوانب نفسية قوية، وهذا الهدف في نهاية المباراة كان له مفعول السحر على الأهلي وجعله يحافظ على تفوقه في الدربي والدوري. فلم يكسب الزمالك أي دربي منذ فاز ببطولة الدوري بدون هزيمة في موسم 2003/2004 بقيادة نيلو فينجادا، لذلك فإن ذلك يشكل عبئاً ثقيلاً على لاعبي الزمالك. وعندما أتيت للقاهرة، أدركت مدى أهمية العامل النفسي والروحي على اللاعبين، ومدى تأثيرها على أدائهم. بل إنني اشتريت ترجمة معاني القرآن باللغة البرتغالية، كي أفهم عقلية اللاعبين، وكان ذلك القرار صائباً للغاية وقتها. وفي هذا السياق لا بد أن أشير إلى قصة أخرى أو تجربة عشتها مع الأهلي في مواجهة ذلك المنافس الكبير. لا أستطيع أن أنسى مباراة نهائي الكأس ضد الزمالك منذ عامين والتي انتهت بفوز الأهلي 4/3، وهي من أكثر المباريات إثارة في السنوات الأخيرة. في هذه المباراة استفاد الزمالك من أخطاء مدافعينا، وتقدم 2/ 1 حتى قبيل نهاية المباراة بدقيقة ونصف دقيقة، لكننا استطعنا التعادل لنلعب وقتاً إضافياً، وحتى في تلك النصف ساعة تأخرنا بهدف ثالث مرة أخرى، واستطعنا التعادل ثم إحراز هدف الفوز في النهاية. ولا أنسى ما حييت ما حدث بعد المباراة، فبعد أن تسلمنا الكأس والميداليات، أخذت أحتفل مع اللاعبين بالفوز والبطولة، خاصة أن مذاق الفوز كان مختلفاً لأنه جاء بعد الفوز على الزمالك، وكنت قد قرأت كثيراً عن معنى وأهمية الفوز بالدربي القاهري. وعند نزولي من المقصورة شعرت بأنني يجب أن أواسي لاعبي الزمالك، وأهنئهم على أدائهم الراقي، لأننا رغم كوننا الأفضل، إلا أن الزمالك لعب مباراة كبيرة، وكان لا بد من تحية اللاعبين واحتضانهم ومعهم مدربهم هنري ميشيل. وما زالت صورتهم حاضرة بقوة في ذاكرتي، فقد كان اللاعبون منبطحين على الأرض ، والحزن والصدمة يكسوان وجوههم. وما زلت أتذكر كلماتي لهم: لقد قلت لهم إن الحظ وقف الى جانبنا وعاندهم، وأنني سعيد لأنني فزت على فريق كبير في مباراة تاريخية. وطيلة حياتي كنت حريصاً دائماً على أن أتخيل شعور الطرف الآخر، وأضع نفسي مكانه، لأن هناك خيطاً رفيعاً بين الفرح والحزن، بين الابتسامة والدمعة. الخجل كما ذكرت من قبل فان الديربي بين الأهلي والزمالك له خصوصية شديدة، والمنافسة بينهما تزيد أضعافاً مضاعفة عندما يلتقيان وجهاً لوجه. وتجربتي الأولى مع الأهلي لا أنساها أبداً. ففي الموسم الأول لي 2001/2002 فزنا بدوري أبطال أفريقيا، لأول مرة منذ 14 عاماً، ثم فزنا بالكأس السوبر الأفريقية لأول مرة في تاريخ النادي، بعد أن هزمنا كايزر شيفز الجنوب أفريقي. ورغم كل هذا النجاح، شعرت بأن الناس لم تتقبلني، والكل ينظر لي بشك وعدم ارتياح. وكان السبب ببساطة أننا خسرنا من الزمالك في الدوري 2/1، لذلك كانت كل أحاديث وتعليقات الجماهير تنصب على: الزمالك.. الزمالك.. الزمالك! كنت لا أدرك وقتها أهمية ذلك الدربي، وكنت أجادل الجميع: لقد فزت ببطولتين، في منتهى الأهمية للنادي، وكان الرد دائماً، مهما فزنا بالبطولات لا بد من الفوز على الزمالك. في هذه المباراة خسرنا بأيدينا نحن، فقبل المباراة بيوم قلت للاعبين إن الزمالك ليس لديه سوى لاعب واحد سريع في الدفاع هو بشير التابعي، أما الباقون فان حركتهم بطيئة للغاية، ولذلك سنلعب على الهجمات المرتدة. ونبهتهم أننا حين نفقد الكرة سنبدأ بالضغط على المنافس من منتصف الملعب، وسنلعب بمهاجمين صريحين بعرض الملعب. ولكن المباراة انتهت بكارثة، فقد خسرنا 2/1، وكان يمكن أن تصل النتيجة إلى أربعة أو خمسة أهداف. فبدلاً من أن نغلق منتصف الملعب تراجعنا إلى قرب خط منطقة الجزاء، بسبب خوف اللاعبين من الزمالك. وخسرنا بعد عرض بالغ السوء ضايقني كثيراً، عرض أغضب مشجعينا في الدقائق الأخيرة، لدرجة أنهم بدأوا في قذف الملعب بكل ما طالته أياديهم. وعوقبنا باللعب بدون جمهور في المباراة التالية، وكان المشهد عجيباً ونحن نلعب في ستاد يتسع لـ100 ألف متفرج، والمدرجات خاوية تماماً. وتعرضنا لانتقادات لاذعة من الصحافة، وكان النقاد على حق، لكن ذلك دمر اللاعبين وأحبطهم. لكن القدر كان يخبئ لنا مفاجأة سارة. تاريخ في المباراة التالية ضد الزمالك، ضمت صفوفنا عدداً من اللاعبين الشباب من المنتخب المصري تحت 20 سنة الذي كان قد أحرز المركز الثالث في كأس العالم في الأرجنتين في 2001 . لقد عادت المجموعة من البطولة وانضموا إلينا قبل خمسة أيام من المباراة، وطلبت من اللاعبين الانضمام للفريق الأول، وشرحت لهم عيوب الزمالك التي لم تتغير، ومنها البطء الشديد للمدافعين، وطلبت منهم الضغط على المدافعين من الأمام، قبل حتى منتصف الملعب، ولعبت أيضاً برأسي حربة، وتعمدت إغاظتهم بتذكيرهم بأنهم لعبوا المباراة الأولى بخوف شديد لا مبرر له، وكأنهم مجموعة من "الدجاج" من دون أن يكون معهم "ديك" واحد. وفي المحاضرة التي سبقت المباراة أخبرتهم أننا سنلعب برضا شحاتة وبيبو كمهاجمين صريحين، وسألت كل لاعب إذا كان يريد أن يكون دجاجة مرة أخرى أم لا. وكانت الإجابة لا. كان الجميع يريدون أن يصبحوا ديوكاً. وبعد نصف ساعة من المباراة كنا متقدمين 3/0، وانتهت المباراة بفوزنا 6/1 في النهاية، وهي أكبر نتيجة في تاريخ الدربي بين الناديين. وأحرز بيبو بمفرده أربعة أهداف، وكان يمكن أن تصل النتيجة إلى 10/1. برج الزمالك لا أدري إن كنت قد بدأت التعلم، لكن يبدو أنني بدأت أحب الحبو أو الزحف في عالم الكتابة. لكن الحياة سلسلة من القصص والحكايات، ولا يمكن أن أختم ذلك اللقاء من دون الإشارة الى تلك القصة الطريفة. فقد كانت أول مباراة لي في القاهرة أمام ريال مدريد الذي كان يضم كوكبة من ألمع نجوم العالم، مثل روبرتو كارلوس وهييرو وزيدان وراؤول وفيجو ورونالدو، ونجوم آخرين لا يقلون بريقاً أو شهرة. وكان المؤتمر الصحفي في فندق الماريوت، الذي كنت أقيم فيه. وكان الفندق مكوناً من برجين، وكنت أسكن في برج الزمالك، وكنت أعرف بالطبع أن تلك التسمية تعود لأن الفندق في ضاحية الزمالك. وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي، تحدثت مع أحد مسؤولي الفندق وكانت سيدة لطيفة تدعى مها، أصبحت صديقتي في ما بعد. قلت لها: كيف تضعينني في برج الزمالك، وأنا مدرب الأهلي؟! فأجابتني ضاحكة: لو فزت على ريال مدريد سأغير اسم البرج. وأكدت لها، على سبيل الدعابة، أننا سنكسب. ولم تصدقني بالطبع، ولم يكن من الممكن أن تتخيل أن يهزم الأهلي ريال مدريد، ولكن المستحيل تحقق، وأحرزنا فوزاً تاريخياً على ريال مدريد. ومع ذلك لم تف مها بوعدها، ولم يتغير اسم البرج، وبقيت هناك في برج الزمالك على مدار ست سنوات ونصف سنة، أحرزت فيها للأهلي 19 بطولة، وعشت أجمل أيام حياتي
  20. اذا تركنا ابليس فسيتركلنا ابليسنا الغالي وابليسنا النظيف ( بيستحمي كتير) وكبير العائلة ابليسنا المبارك
  21. شتان بين الهروب و اخر فضل الاهلي علي الملايين الخليجيه وبعدين الجمهور عندنا عاطفي اوي هبوط مستوي ابوتريكة ده امر طبيعي بعد الاصابه
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..