" المثقف الاستراتيجي وصناعة النهضه"
المثقف الذي يستطيع ان يشارك في نهضة امته باستخدام ادوات صناعة النهضة وهي الرؤيه والامه والوطن واللسان والدوله
كيف يمكن صناعته؟
كيف نستطيع ان نبني بقعه تنوير يخرج منها قلة "فتية امنوا بربهم وزدناهم هدي"؟
يحملوا مشاعل التنوير ويجعلونا نسير خلفهم الي قمم الرقي والتحضر مرة اخري
تري باي استراتيجية يمكننا صناعة هؤلاء الاشخاص الذين سوف يحملوا علي عاتقهم مسئولية تشكيل وعينا ووجداننا الجمعي
واي بيئة يجب ان يوضعوا فيها ويتربوا عليها حتي يكبروا ؟ ومتي يحين وقت فطامهم لكي يخرجوا لنا ؟ بادئين طريق النهضه , ونحن بجانبهم لاخلفهم ولا امامهم.
تري متي يكون لنا حلم قومي نعمل جميعا علي تحقيقه خلف رجل واحد نملك نحن آليه توليته وعزله وفق معايير دستوريه مصنوعه بيد الاهيه وليست وضعيه
فلا نهضة بغير مشروع قومي تقوده ارادة قوميه يحكمها دستور شكلته يد الجماعه,
لكي نضمن ان هذه الرؤيه لن تتوقف علي حياة وموت اشخاص بعينهم
فطالما ان هناك نظام يولد من رحمه ابطال ,ولادتهم طبيعيه , من اب وام شرعيين ,وفترة حمل كامله ,ثق تماما ان النهضة سوف تتحقق حتي ولو مبنية علي باطل كنهضة الغرب الحاليه.
لكن ترانا هل نستورد عقول من الخارج تشكل لنا ملامح نهضتنا؟
ام نقوم بعمل مبادرات اصلاحيه في كافة المجالات لكي نصحوا من غفوتنا؟
ام نواكب العصر ونشتري اخر ما توصلت له العقليه الانسانيه ونساير صاروخ الحياه المسافر بسرعه كبيره نحو اللاسقف؟
كل هذه حلول ليست بجذريه بل هي حلول مؤقته لا تثمن ولا تغني من جوع
سرعان ما سوف تضيئ ولكن بمرور الوقت سوف تخبوا نارها ونعود في ظلامنا مرة اخري
اذا الحل في صناعة مؤسسة تصنع لنا مثقفين استراتيجيين كل واحد منهم له رؤيته التي نمشي خلفه اليها, راسما طريقا لنا واضحا للجميع .
ولكن كيف نصنع هذا المثقف الاستراتيجي في هذه الظلمه التي نعيشها والتي جعلتنا لا نستطيع ان نري الحد الفاصل بين الحق والباطل في كل نواحي الحياه الفكريه منها والادبيه والفنيه.
فاين لنا بهذا المشرط الحاد الذي نستطيع ان نفصل به بين الرساله الفكريه و الادبيه و الفنيه التي تخاطب الفطره الانسانيه السليمه وبين الرساله التي تخاطب الغرائز والشهوات في الانسان.
لذلك القاده التنويريين ما هم الا قادة يمتلكون هذا المشرط ويحلقوا بنا في افاق الانسان دون النظر الي ارض الغرائز والشهوات ,وهذا طبعا دور في غاية الصعوبه فكان الله في عونهم.
وهذا طبعا حلا مؤقتا الي ان ياتي اليوم الذي يكبر فيه منتجنا الذي صنعناه ويمتطي هو زمام الامور ويصنع لنا رسائل بشتي انواعها خالصه دون اي اختلاط او امتزاج باي شيئ يخاطب الشهوات
وهنا نستانف نهضتنا الساميه ونكون بحق خليفة الله في ارضه.
يا صناع الرسائل الروحانيه والفكريه والادبيه في كل مكان
يا من تشكلون وعينا ووجداننا وملامح ارواحنا
انتفضوا وعودوا الي الخط الابيض الرفيع مرة اخري
عودوا الي الخط المطلق في حيات لا تعرف الا النسبيه.
عودوا الي نداء الفطره ووحي السماء
فسوف تكتشفون انكم عدتم لذواتكم.