امنا الغاليه والعزيزه " ابشروا" , لقد سعدت كثيرا بردك علي رحلتي السابقه
ويعلم الله كم اسعدتني وطئ اقدامك الطاهره ثري كلماتي المتواضعه
امنا الغاليه
رحلتي هذه ليست برحله , بل هي خطاب يرسله ابن لامه الرؤوم متمنيا الله ان يبارك لنا جميعا فيها
لقد كتبت يا امي محاولا ان اصف درجة من رقي التعلق الانساني تعلوا فوق الاتصال
بل تعلو فوق التواصل
انها علاقة التناغم الانساني
ان تتناغم الارواح السابحة في ملكوت الله
ويحدث بينها رنين توافقي كما يحدث بين الموجات
ان تهتز اوتار الانسان بمجرد ان يهتز وترا بجانبها علي الرغم من انهما مبتعدين تماما
هنا يا امي تذوب المسافات وتنحني جبهة الازمنة
امي اني احاول ان ارمم ما تبقي من آثار الانسانية بداخلنا
فما اجمل ان نصنع كلمة تعيدنا لرحم ولدنا فيه منذ ازمان سحيقة
ما اجمل ان نفكر وان نشعر وان نشك وان نحلل وان نحاول
امي ......
لقد مللنا الغربه
الغربة عن وطن الانسان الحقيقي
الوطن الذي نراه في اعين المسافرين بجوارنا في القطار
ونذوب حنينا لفراقهم بعد ان ينزلوا في محطتهم
دون ان نعرفهم او حتي نحدثهم
الوطن الذي نلعب بترابه في طفولتنا ونحمل ترابه في شبابنا لكي نبني
و يوارينا ترابه عندما تقرر اجسادنا العودة الي اصلها في كهولتنا
امي ..........
فالننتناغم بارواحنا
ولنعود الي انسانيتنا
ولو بارتمائنا في احضان الكلمه
او علي الاقل بصمتنا الطموح لرؤية الفجر
ابنك .........عبد الله