بسم الله الرحمان الرحيم
احبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدأت العيون ...وغارت النجوم ..أسدل الليل رداءه على الكون ... نعم في مكان
دامس بالظلام .. في وقت متأخر من الليل ..مع سكون مخيم ..في حدود الساعة
الثانية من منتصف الليل وقد أرخى الليل سدوله ..لا أدري ما شدّني للكتابة !!
هل ما شدّني اليه طموح أي شخص لكتابة خواطرهاو كتاابة ......لكن الحقيقة
ما شدّني الى الكتابة ...هو أني فقدت تلك الحلاوة .. فقدت طعمها ولذتها أي
حلاوة تلك ...قلب خاشع .. دموع باكية .. أجمل وقت لمناجاة الله .. تشعر
بالقرب من الله .. تستشعر عظم ذنوبك .. ما أجمل الدمع الذي تذرفه العين من
خشية الله ..و ما أحلى تلك الراحة التي يشعر بها من يقف بباب الله ..و
يدعوه و يبكي بين يديه و يتذلل له ..دأب الصالحين ..وتجارة المؤمنين ..وعمل
الفائزين ..ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ..ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم
فيشكون إليه أحوالهم ..ويسألونه من فضله ..فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها
عاكفة على مناجاة بارئها ..تتنسم من تلك النفحات ..وتقتبس من أنوار تلك
القربات ..وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبااات ..أما كنا بجوف الليل
رهباناً مصلينا …. وفرساناً إذا ما قد دعى للموت داعيناأتى الليل وحل
الظلامُ .... وإذ أنا مع الواحد العلامُ .... في هدوء الليل وسكونه ....
أبث أحزاني وشجوني .... ابكي في سجودي .... أشكو له همومي وكربتي ....
بدموع احرقت مقلتي .... أبكي بين يديه التي يبسطها بالليل ليتوب مسيء
النهار ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل . ... فسبحانه من رب غفور رحيم
.... فهو لي الملاذُ والأمان .... والراحةُ والإطمئنان ... وهو الحنّان
المنّان .... أناجيه في وحدتي .... في ليلتي ....في سجدتي .. في ظلمتي
.....اناجيه برغبتي .. ودمعتي .....أناجيه ... وما أجمل مناجاة الحبيب ....
القريب المجيب .... أناجيه ... بقلب يخشع .... وعين تدمع .... تدمع
اشتياقاً لملاقاته .... والنفس تهفو وتسعى لمرضاااااااااااااته .... ونيل
جنااااااااااااااااااااااااته ....كم أنتظرك أيها الليل .... وكيف لا
أنتظرك ؟ ... وأنا لي موعد مع من أحب .... وكيف لا أسهرك يا ليل ... وأنا
انتظر لقاء .... الرحمن الرحيم ... . وكيف لا أبيت ساهرة مع الله سبحانه
وتعالى وهو في الليل ينزل إلي السماء الدنيا فيزداد حبي وقربي لله السميع
البصير ... أناجيه وبعض الناس نيام .... والبعض يشاركني هذا الليل في
المناجاة .... والبعض في هيام .... بين المعاصي والملذات.... وهم لاهون عن
العزيز الجبار .... الذي لا تنام عيناه لا بالليل ولا بالنهار .... ولكن
إلى متى تلك الغفلة ؟؟؟؟ أيها العاصون .... أيها اللاهون .... إلى متي؟؟؟؟
وأنتم في السحر تلهون وتغفلون عن من سهرت عينه .... إلي متي وأنتم
مكبلون بالمعاصي والذنوب .... ألم يحن الوقت ؟؟؟ لتستغفرون ... وتسبحون
وتناجوا الحي القيوم ... لتزدادُ شوق لرؤيته وتفرحون بليلة .... كنتم
فيها لاهون ومقصرون .... والمفاجأة ؟؟حديث خير المرسلين ... عليه افضل
الصلاة وأتم التسليم ....حين قال ((( يا أيها الناس أفشوا السلام , وأطعموا
الطعام , وصلوا بالليل والناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام ))) وما أجملها
تلك الجنان رزقنا الله وإياكم دخولها بسلاااااام ...وأخيراً جربوا قيام
ليلة واحدة في خلوة وسكون تام،، سترون ما يسركم بإذن الله