-
عدد المشاركات
9,336 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
103
كل منشورات العضو دعوه للجنه
-
البحيرة.. افتتاح مقر شعبة الإخوان بـ"الروضة"
موضوع تمت اضافته دعوه للجنه في منتدى الأخبار والمقالات السياسية
البحيرة.. افتتاح مقر شعبة الإخوان بـ"الروضة" افتتح صبحي الطحان، نائب مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة، مساء أمس، مقرَّ شعبة الجماعة بشارع الروضة في مدينة دمنهور، بحضور كلٍّ من: د. محمد جمال حشمت عضو مجلس الشورى العام للجماعة، وم. مصطفى الخولي عضو المكتب الإداري لإخوان البحيرة، وعدد من رموز وقيادات الإخوان بالمنطقة، وحشد من الأهالي. وأكد الطحان في كلمته أن الدعوة إلى الله تحتاج إلى جهد جهيد، متمنيًّا أن يكون هذا المقر انطلاقًا للدعوة في هذا المكان، وشعاع نور يطل عليها، وتقدم بالتهنئة للإخوان وللأهالي المنطقة بافتتاح المقر مطالبهم بالعمل على نهضة الوطن ووحدته، وأهمية تضافر الجهود أمام التحديات التي تواجه مصر. وأشار د. حشمت في كلمته إلى تاريخ الشعب في الإخوان؛ حيث يرجع تاريخها لعام 1949م فكانت هذه الشعب نقطة إشعاع تُقدِّم الخدمات للجميع، موضحًا أن هذه الشعبة تعد منفذًا لأهالي المنطقة لكلِّ من لديه الرغبة في العمل، وتقديم الخدمات، ولكلِّ من لديه موهبة يريد أن ينميها، وأنه يجب عليهم أن يضعوا في الأذهان حقَّ الجيرة، وحقَّ الأخوة الذي يقتضي عليهم أن يقدموا أنشطتهم وخدماتهم للأهالي وإلا بيوتنا أولى بنا. وطالب بضرورة بثِّ روح المحبة والتعاون وروح 25 يناير في قلوب الناس، بل يجب أن تزداد في مناخ الحريات الذي نعيشه الآن. -
650 مستفيدًا في قافلة طبية لإخوان منقباد بأسيوط نظَّم الإخوان المسلمون بمنطقة منقباد في محافظة أسيوط، اليوم، قافلةً طبيةً داخل مدرسة الانتصار الابتدائية، استفاد منها أكثر من 650 من أهالي المنطقة. شملت القافلة تخصصات: الرمد، والأسنان، والباطنة، والعصبية، والأطفال، والجلدية، وأنف وأذن وحنجرة، بحضور عدد من الأطباء المتخصصين. وقال د. وجدي عبد الفتاح مسئول شعبة منقباد لـ(إخوان أون لاين): إن هدف القافلة يتمثل في تخفيف الآلام عن المرضى، إضافةً إلى تخفيف أعباء الكشف والعلاج عن الفقراء، مؤكدًا أن هذه الأعمال تعد من قبيل التواصل الفعال والتعاون الإيجابي مع المجتمع؛ لتقديم أفضل الخدمات للمحتاجين.
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، اتمناكى فى احسن وايسرحال ياامى "لا تنسينى من صالح دعائك"
-
"العليا البريطانية" تفرج عن الشيخ رائد صلاح
موضوع تمت اضافته دعوه للجنه في منتدى الأخبار والمقالات السياسية
"العليا البريطانية" تفرج عن الشيخ رائد صلاح قررت المحكمة العليا البريطانية، اليوم، الإفراج عن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م. وقالت مصادر صحفية: إن قرار الإفراج سينفذ يوم الإثنين القادم؛ لأن سلطات السجون البريطانية لا تعمل يومي السبت والأحد. وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت صلاح قبل أكثر من أسبوعين أثناء زيارته للندن للمشاركة في ندوات حول فلسطين دون أن توجه له أية تهمة، وأصدرت قرارًا بترحيله، لكنه رفض القرار وقرر اللجوء إلى القضاء. ووضع رئيس الحركة الإسلامية في سجن "بيدفورد" شمالي لندن التابع لإدارة الهجرة بعد اتهامه بمعاداة السامية. وقد نظَّم متظاهرون بريطانيون مناصرون لحقوق الشعب الفلسطيني منذ أيام اعتصامًا صامتًا أمام مقر رئاسة الوزراء؛ استنكارًا لقرار سجن صلاح، ومحاولة إسكات صوته المنتقد للانتهاكات الصهيونية لحقوق الشعب الفلسطيني. -
وانا بكتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير جداااااااااااجداااااااااااااا يا حبيبة قلبى
-
واياكِ نور،، ربنا يعزك ويبارك فيكى.
-
ربنا يعزك ياعلى وبارك فيك ، فى ميزان حسناتك الموضوع ان شاء الله " الفقيرة الى الله" "أمى عاشقة الفردوس" " حورية الجنة " "سما" " نور" " نودى" " ريتال" جزاكم الله خير الجزاء وفى ميزان حسناتكم الدعاء ان شاء الله لا أراكم الله مكروه ========== ربنا يرزقكم حسن الخاتمة ياااااااااارب جدو قبل ما يتوفى ف حدود 10د ،، اخد حمام وارتدى عبائة لاول مرة يلبسها وكانت واسعه وطويلةومش بيحبها علشان واسعه وكانت مهداه له وشالها سألوه اشمعنا دلوقتى ذكر علشان فلان يقدر يقلعهانى بسهوله من غير تعب " فلان ده بقى الراجل ال بيغسل الموتى عندهم فى البلد" سبحان الله مع العلمان انه مش بيتحرك لوحدو لازم حد أعزكم الله يساعده فى كل حاجه الأكل والشرب وكللل حاجه حتى لو هيتقلب على السرير انهرده اما اخد حمام قام لوحدو اخدو والكل كان مستغرب ،، وكمان لبس لوحده وجه ينام بعدين بردو لوحده خالو كان معاه فقاله انا مستنى من زمان لان خلاص تعبت خالص " لان بيتعالج من الكبد له فتره" المهم قال " اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله " وسند ضهره لورا على السرير وخلال مالا يزيد عن اقل من دقائق توفى =============== ربنا يغفرله ويرحمه وييسر حسابه وييمن كتابه اللهم آمين جزاكم الله خيرا
-
الى كل أبنائي وبناتي في المنتدى * وردة من القلب *
دعوه للجنه replied to عاشقة الفردوس's topic in منتدى الحوار العام
ربنا يكرمك يا سكرتى ويوفقك ويجمعك بالصحبة الصالحة ديمًا. ربنا يعزك ويبارك فيكى يا سما ويرزقك ديما الرأى الصواب فى كل أمورك ويسعدك ويرضى عنك آميـــــــــــن. -
الى كل أبنائي وبناتي في المنتدى * وردة من القلب *
دعوه للجنه replied to عاشقة الفردوس's topic in منتدى الحوار العام
ربنا يعزك يا أمى ويبارك فيكى يااارب ومايحرمناش منك جزيت كل خير حبيبتى انا سعيييييييييدة جدا بالوردة الجميلة وكفايه انها منك وبجد مش عارفه اقول ايه او اقدم زيها ايه " بحبك ف الله" ويارب اقابلك قى الجنة واقدم لك احلى وأغلى وردة ونفتكر سوا الموضوع ونحمد ربنا انه سبحانه وتعالى جمعنا تانى فى الجنة -
خفف الحمل قبل رمضان محمد السيد عبد الرازق شهر يفصلك أيها الشاب عن أعظم شهور السنة، ألا وهو شهر رمضان، وكلنا يدخل هذا الشهر ومعه أحمال وأثقال من الذنوب كثيرة، وكلنا ينتظر هذا الشهر من أجل أن يظفر بمغفرة الله تبارك وتعالى، ولكن ما يغفل عنه الشباب، هو أنه يجب أن يخفف من حمل ذنوبه قبل رمضان، حتى يستطيع أن يظفر بهذا الشهر المبارك. التوبة النصوح: إن أول الطريق يا طالب الفوز برمضان هو التشبث بطوق النجاة، عن طريق الالتجاء بالله تعالى والاعتصام بجنابه، وذلك عبر توبة نصوح تجب ما مضـى، وتغسل القلب من أدرانه. توبة تسير فيها على نهج الأسلمي، وما أدراك من الأسلمي، ذاك عبد لله يخطئ ككل البشـر، لكنه تاب توبة ليست كتوبة كثير من البشـر، فهل رأيته وقد صهرت حرارة القلب فؤاده؟ وهل أبصرته وهو يجود بنفسه لله، ابتغاء العفو منه؟ يحدثك عن ذلك سليمان بن بريدة عن أبيه قال: جاء ماعز بن مالك رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال: (ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه)، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه)، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. حتى إذا كانت الرابعة؛ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيم أُطهِّرك؟)، فقال: من الزنا، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبه جنون؟)، فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال: (أشرب خمرًا؟)، فقام رجل فاستنكهه، فلم يجد منه ريح خمر. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أزنيت؟)، فقال: نعم، فأمر به فرجم، فكان الناس فيه فرقتين، قائل يقول: لقد هلك، لقد أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده، ثم قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس، فسلم ثم جلس فقال: (استغفروا لماعز بن مالك)، قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم) [رواه مسلم]. تلك التوبة التي نريدها منك، تلك التوبة التي نأمل أن تحقق أركانها، لتكون بداية الانطلاق نحو بناء علاقة جديدة وقوية ومتينة مع الله تعينك على الفوز بشهر رمضان الكريم. توبة ترتفع بها عن أرجاس الشهوات وحضيض المعاصي والمنكرات، توبة ترقى بها نفسك وتسمو بها روحك لتحلق في آفاق العبودية كطائر حر طليق ينظر إلى أهل الأرض في إشفاق ووجل. إنها توبة تستشعر فيها ندمك على معصية خالقك وفرارك منه، كالعبد الآبق الذي يفر من سيده، وتقلع فيها عن تلكم الذنوب الخبيثة التي ما فتئت تنخر في حيائك وإيمانك، ثم تعقد العزم على عدم العودة إليها مرة أخرى. وشروط اكتمالها ثلاثة: 1- ندم على ما فات من تفريط في حق ربك، يقطع القلب، ويُدمِع العين. 2- إقلاع في الحاضر عن كل الذنوب والآثام. 3- عزم أكيد لا يفله الحديد، على عدم العودة للخوض في مستنقع المعصية الآسن. الطريق المختصر: وذاك هو مختصـر الطريق إلى الله الذي يصفه لك ابن القيم فيقول: (هلم إلى الدخول إلى الله تعالى، ومجاورته في دار السلام، بلا نصب ولا تعب ولا عناء، بل من أقرب الطرق وأسهلها، وذلك أنك في وقت بين وقتين، وهو في الحقيقة عمرك، وهو وقتك الحاضر؛ بين ما مضـى وما يستقبل. فالذي مضـى تصلحه بالتوبة والندم والاستغفار، وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب، ولا معاناة عمل شاق، إنما هو عمل قلب، وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب، وامتناعك ترك وراحة، وليس هو عملًا بالجوارح يشق عليك معاناته، وإنما هو عزم ونية جازمة، تريح بدنك وقلبك وسرك. فما مضـى تصلحه التوبة، وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية، وليس للجوارح في هذين نصب ولا تعب، ولكن الشأن في عمرك، وهو وقتك الذي بين الوقتين، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك، وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكرتُ؛ نجوتَ وفزتَ بالراحة واللذة والنعيم. وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده؛ فإن حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها، وأعظم تحصيلًا لسعادتها، وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت؛ فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك، إما إلى الجنة، وإما إلى النار، فإن اتخذت إليها سبيلًا إلى ربك؛ بلغت السعادة العظمى والفوز الأكبر، في هذه المدة اليسيرة، التي لا نسبة لها إلى الأبد. وإن آثرت الشهوات والراحات واللهو واللعب؛ انقضت عنك بسـرعة، وأعقبتك الألم العظيم الدائم، الذي مقاساته ومعاناته أشق وأصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله، والصبر على طاعته، ومخالفة الهوى لأجله) [الفوائد، ابن القيم، ص(104-105)]. فهيا أخي الحبيب ارفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل واطلب منه المغفرة، ولسان حالك يردد: أنا العبد الفقير ظلمت نفســي وقد وافيـــت بابكــــم منيبــا أنا المقطوع فارحمني وصلني ويسر منك لـي فرجًــــا قريبا أنا المضطر أرجو منـــك عفوًا ومن يرجو رضاك فلن يخيبا برنامج عملي على طريق الأسلمي: وإليك الآن برنامجًا عمليًّا تقودك خطواته إلى التوبة النصوح بإذن الله تعالى: أولاً ـ إحصاء الذنوب كتابة من أول فترة البلوغ إلى الآن: وذلك تمهيدًا لأن تتوب منها؛ فإن النفس إذا وضعت أمامها ذنوبها، فإنها تذل وتنكسر، وتسارع إلى التوبة، وإليك مجالات الذنوب التي تستطيع أن تحصي من خلالها ذنوبك الماضية: (1) معاصي الجوارح: كمعاصي اللسان؛ من الغيبة والنميمة, والكذب والسخرية, والاستهزاء بالآخرين، ومعاصي العين؛ كالنظر إلى ما حرم الله، ومعاصي الأذنين، ومعاصي اليدين، ومعاصي القدمين، ومعاصي الفرج. (2) معاصي القلوب: كالتكبر على الآخرين، وحسدهم، والبغي والافتخار عليهم، والإعجاب بالنفس، والزهو والاختيال. (3) التقصير في القيام بالحقوق: كحق الوالدين، والزوجة، والأولاد، والأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله. (4) التقصير في الطاعات: كتأخير الصلاة عن وقتها. ثانيًا ـ محاولة إحصاء نعم الله عليك كتابة: حتى تدرك مدى تقصيرك في حق ربك، وتصل إلى مرحلة اليأس من عَدِّ نعم الله تعالى عليك، ثم قارن بعدها ما بين خيره النازل إليك، وشرك الصاعد إليه، فلا تملك ساعتها إلا أن تدمع عينك، ويرق قلبك، ولسان حالك يقول: (... أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) [رواه البخاري]، فإذا فاض الندم من قلبك، وسقط الدمع من عينك، فسارع إلى الخطوة الثالثة، وهي: ثالثًا ـ صلاة التوبة: وذلك بأن تقلع فورًا عن أي ذنب ارتكبته، ثم تنفذ وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم التي يبشرك فيها بقوله: (ما من عبد يذنب ذنبًا, فيتوضأ, فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله بذلك الذنب؛ إلا غفر الله له) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (5070)]. ثم لتعزم بعدها عزمًا أكيدًا على عدم العود للذنوب، وبذلك تعيش خير يوم طلعت عليك فيه الشمس منذ ولدتك أمك. رابعًا ـ اهجر في التو واللحظة رفاق السوء: اقطع كل علاقاتك معهم، فإنهم قُطَّاع في طريقك إلى ربك، فإذا وفقك الله للتخلص منهم؛ فإن في هذا بشارة عُظمى بأن الله تعالى قد تقبل منك توبتك. خامسًا ـ ليكن لك برنامج يومي من طاعة الله تعالى: تُعوِّض فيه ما فاتك من بُعدٍ عن طاعة الله وتفريط في حقه، ضَمِّنه قراءة ما تيسر من القرآن، والأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وشيئًا من قيام الليل، وصيام النهار، وليكن ذلك بتدرج وواقعية. سادسًا ـ واظب على درس أسبوعي في بيت من بيوت الله: حتى توثق صلتك بربك وبالصالحين من عباده؛ فإنهم رفقاء لك في درب الإيمان، فالزم صحبتهم، ولا تَعد عيناك عنهم [مستفاد من هزة الإيمان، فريد مناع، ص(224-225)]. وقبل الفراق: أريد أن أذكرك أيها الشاب أن مثل المسلم قبل رمضان كمثل سيارة النقل، تلك السيارة لها حد من البضاعة التي يمكن أن تحملها، فإذا زادت الحمولة عن الحد، لم تستطع تلك السيارة أن تمشي في الطريق، وإذا سارت في طريقها، فسيحترق محرك السيارة، فكذلك قلبك، إذا زاد حمل الذنوب على قلبك، لم تستطع الاستفادة من رمضان حق الفائدة، فعليك أن تخفف الأحمال من على قلبك، بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل. المصادر: ـ الفوائد، ابن القيم. ـ هزة الإيمان، فريد مناع.
-
استغلال رمضان دعوياً الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(فصلت:33). قال الحسن البصري -رحمه الله-: "هو المؤمن. أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته، فهذا حبيب الله، هذا ولي الله". وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "إن شئتم لأحدثنكم عن أحب عباد الله إلى الله، الذين يحببون الله إلى عباده، ويعملون في الأرض نصحا". وقال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: "أشرف الناس منزلة من كان بين الله وخلقه، وهم الأنبياء والعلماء". وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "لا أعلم في هذه العبادة شيئا أفضل من أن يعلم الناس العلم". هذا وإن من الحكمة في الدعوة أن يتخير الداعية الأوقات وأن ينتهز المناسبات؛ يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إن للقلوب شهوة وإقبالا، وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها". ولا يخفى أن رمضان أرض صالحة لقبول الناس الدعوة والتأثر بها، فلنستغل هذا الشهر بالدعوة إلى الله عز وجل بكل الوسائل ولنكن مؤثرين في هذا الميدان، ففيه سرعان ما تجني بذور الدعوة ثمارها، فالقلوب منكسرة لله والأنفس متواضعة للحق والأسماع مشرئبة للذكر والأرواح تسعى للرقي؛ لذا وجب علينا اغتنام نسائم هذا الشهر الكريم، فلماذا لا نضع خطة لشهر رمضان خطة كاملة لشهر رمضان في المواضيع و المشاريع الدعوية التي ستعملها خلال هذا الشهر، وهنا عدة وسائل وأفكار نجعلها بين أيديكم ونسأل الله -تعالى- التوفيق والسداد فيها. في البداية:اعلم أن واجبك تجاه نفسك أكبر كثيرا من واجبك تجاه الآخرين، وماذ استفدت إن دخل كل الناس الجنة ودخلت أنت النار، فالحذر كل الحذر من الغفلة عن أنفسنا فنقتلها، كما قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)(النساء:29)، قال: "لا تغفلوا عن أنفسكم فمن غفل عن نفسه فقد قتلها". والله المستعان. فاحرص على تطبيق اليوم الإسلامي بالكامل خلال رمضان، وعاهد نفسك ألا تفوت تكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر، وليكن لك وردك القرآني الذي لا تتخلف عنه أبدا، ورتب لشهر رمضان وأعد له العدة من الآن واحرص على أن يكون رمضانا جديدا يختلف عما سبق، على ألا تغفل أمر الدعوة إلى الله في هذا الشهر الفضيل. ثم اعلم أن يدا واحدة لا تصفق وقد أخبرنا مولانا قائلا "وتعاونوا على البر والتقوى" وإن من أفضل البر أمر الدعوة كما تعلم، ونحن نعلم ترتيبات أهل الباطل وحرصهم على تضييع رمضان من المسلمين بإعداد البرامج التافهة والمسلسلات الفارغة حتى أعدوا لعامنا هذا 108 مسلسل في رمضان، وإننا لنحن أولى بهذا التخطيط منهم "ولكل وجهة هو موليها"، ودونك بعض الإرشادات الدعوية التي قد تعينك خلال وضع برنامجك الدعوي في رمضان. الفئة المستهدفة:- رواد المسجد خاصة والحمد لله يكثر رواد المساجد في هذا الشهر الفضيل، ولا يعني هذا إهمال الدعوة في المنزل والعمل والطريق وما سوى ذلك، ولكن أعني الفئة المستهدفة في هذه الورقة. قبل رمضان: اجتمع مع إخوانك واتفقوا على وضع برنامج دعوي لهذا الشهر مسترشدين إن شئتم بالأفكار الواردة أدناه. مع مراعاة إسناد الأمر إلى أهله وأن يكون لكل فرد دور يؤديه. ولتكن البداية بعقد حملة تحث الناس عامة على كيفية استغلال شهر رمضان المبارك قبل رمضان بأسبوع مثلا وحث الموسرين خاصة لرصد مبالغ للإنفاق على الأمور الدعوية وهكذا يتكاتف المسلمون في إحياء شهرهم وأيضا في تحريك وتوجيه وتفقيه أولادهم و بناتهم. تهيئة المساجد لاستقبال الضيوف، ويكون بتنظيفها وتطييبها: فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببناء المسجد في الدور - محال القبائل - وأن تنظف وتطيب) رواه أبو داود، وصححه الألباني. وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحافظون على نظافة المسجد وتطيبه، فقد كان عبد الله يجمر المسجد -أي: يطيبه- إذا قعد عمر على المنبر"، ونعيم بن عبد الله المدني التابعي الجليل كان يلقب بـ "المجمـِر"؛ لأنه كان يجمر المسجد. وعلى المسلمين في مساجدهم أن يعدوها لاستقبال العابدين والتائبين والذاكرين؛ بحيث يجدون فيها راحتهم فتتعلق قلوبهم بها دوما، فيكون ذلك صفة لهم بعد رمضان. إعداد مظروف "هدية رمضانية"يحتوي على كتيب رمضاني، مطوية، شريط جديد، رسالة عاطفية، سواك...؛ وتكتب عليه هدية رمضان. فإن سماع الأشرطة الإسلامية وقراءة المطويات التذكيرية يحظى برواج عظيم في هذا الشهر وحري بالداعية أن يقوم بتوزيعها ونشرها في البيت والمسجد ومكان العمل وحتى بالأماكن العامة. ويفضل أن توزع في أول جمعة تسبق رمضان أو أول جمعة منه إن تعذر. أثناء رمضان: أولا: دروس الإلقاء 1. درس لنشر علم أحكام الصوم في المسجد بعد العصر (ثلث ساعة تقريبا): ويكون ذلك بإلقاء درس يومي إما من إمام المسجد أو من غيره ( من الإخوة المعروفين بحسن الأداء)؛ لأن: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، والمقصود بهذا العلم: علم الأحكام للعبادة التي تلبس بها المسلم. مع التذكير بأهمية هجر المسلسلات والبرامج الرمضانية الساقطة بشتى الوسائل والاستعاضة بالقنوات الإسلامية. 2. عقد مقرأة يومية بعد صلاة العصر(ساعة تقريبا): بحيث يقرأ شيخ مجود جزءًا محدداً من القرآن، ويردد خلفه الحاضرون، ثم تفسير هذا الجزء تفسيرا إجماليا مع استخراج الفوائد والأحكام، ويكون تفسيرا مبسطا، مع التركيز على تصحيح التلاوة ، ومراعاة أهم أحكام التجويد كالإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء والغنة والمد..، والحرص على ربط المصلين بكتاب الله -تعالى-، وقراءتهم للقرآن قراءة صحيحة، ومعرفة تفسير ما يقرؤون، وهذا يشوفهم إلى معرفة المزيد حتى بعد رمضان. ويحث الناس على إحضار أبنائهم ومشاركتهم حتى تعم الفائدة. ويمكن أن يضاف للمقرأة عقد حلقة تحفيظ للراغبين. 3. كلمة التراويح (لا تزيد عن عشر دقائق): فيختار لها المتكلم بعناية، وأن تختار موضوعاتها بدقة، وتكون فيما يحتاجه الناس وفيما هم عنه غافلون، وقد تختار هذه الكلمات من الآيات التي تتلى في الصلاة، وقد تكون لطرح أسئلة في السيرة مثلا أو اسم الصحابي الذي فعل كذا مع منح جوائز للمجيبين. 4. كلمة الفجر في الرقائق والإيمانيات (ثلث ساعة تقريبا): ويختار كل فجر حديثا من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أبواب كتاب رياض الصالحين مثلا وشرحه من شرح العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-؛ بحيث مع انتهاء شهر رمضان يكون قد اختار ثلاثين بابا. 5- درس خاص بالأطفال (نصف ساعة تقريبا) يختار أحد الأخوة (الملتزمين بالمظهر الإسلامي) الذي تربطه بالأطفال علاقة جيدة ويقص عليهم كل يوم قصة تناسب أفهامهم، وليرجع إن شاء إلى كتاب "حكايات عمو محمود" للداعية الشيخ محمود المصري، مع تحفيز الأطفال على استنباط الفوائد من القصة، وليحرص على احترام الأطفال وإلقاء السلام عليهم وتشجيعهم على المشاركة جميعا وبث أداب الإسلام بينهم، وليحرص على إهدائهم ما يناسب أفهامهم من كتيبات ومطويات وما إلى ذلك. ثانيا: مجلة الحائط مجلة أسبوعية حائطية تتناول المواضيع الهامة من فقهيات وفضائل وآداب … الخ. مع تخصيص ركن فيها للتحدث عن الغزوات والفتوحات الإسلامية وذلك حسب وقوعها في تاريخ الشهر. ثالثا: فكرة "اسحب نسختك": ويكون ذلك بأن يوضع حامل في المسجد "عليه مطويات أو كتيبات" مكتوب عليه اسحب نسخة مجانا بحيث تختار الكتيبات والمطويات بعناية شديدة جدا كما ذكرنا: "حسب حاجة الناس وما هم عنه غافلون".مع التركيز على الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان. رابعا: وضع صندوق للفتاوى في المسجد للرجال في مصلاهم وللنساء في مصلاهن: ويجيب عليها إمام المسجد أو غيره بعد درس العصر، وهي فرصة للإجابة والتوضيح عما في أنفس الناس مما يجهلونه. خامسا: تأليف قلوب الحاضرين في صلاة التراويح: 1. الطيب: وذلك بأن يقوم أخ أو أخوان بتطييب الناس إما وهم داخلون المسجد أو وهم جالسون. وإلا تولى كل فرد تطييب من بجواره. 2. تقديم المشروبات: بأن يتولى بعض الإخوة تقديم المياه والمشروبات المثلجة إن أمكن. 3. توزيع المطويات : فيقوم الإخوة بتوزيعها بعد الصلاة كما هو الحال بالنسبة للطيب. سادسا: عقد مسابقات رمضانية للمساجد: 1. مسابقة الأسرة المسلمة: وضع عدة أسئلة إسلامية متنوعة ويتم التجديد والابتكار فيهاسواءً في أسلوب عرضها أو إلقائها أو مضمونها ويتم السحب عليهافي الحفل النهائي، عن طريق أحد الأطفال كما هو مشاهد ومعروف في كثير منالمسابقات. وترصد لها جوائز كبير بعض الشيء (مجلدات أو كتب كبيرة) للفائزين. 2. عقد مسابقة لحفظة القرآن من الأطفال: ويضاف لحفظ القرآن حفظ أحاديث من الأربعين النووية بالإضافة إلى بعض أحداث السيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن عن الفائزين فيها في ختام شهر رمضان. 3. مسابقة الأطفال المواظبون على صلاة الجماعة: رصد عشر جوائز تقل أو تكثر لأحسن وأفضل عشرة صغار يحافظون على صلاة الجماعة و يبكرون لها و يحرصون على صلوات التراويح مع منح من يصلي الفجر درجات مضاعفة عن الصلوات الأخرى, ولا بأس بالتعاون من الشباب مع إمام المسجد لمتابعة هؤلاء الصغار أو تكوين لجنة خاصة تتابعهم لتفرز في نهاية الشهر عن هؤلاء العشرة أو العدد الذي يحدد, ولك أن ترى أثر ذلك على الصغار بل وأقول والكبار بل والحي كله ولو كان في المسجد لوحة للمثاليين كل شهر لرأيت عدداً من الأبناء بل ومن الآباء. 4. المسابقة اليومية: ويكون ذلك إما بوضع سؤال يومي في صلاة التراويح في مجلة الحائط المذكورة ويوضع صندوق للإجابات ويعلن الفائز في تراويح اليوم التالي ويعلن المتحدث عن الفائز، أو أن يستعاض عن درس التراويح بطرح أسئلة المسابقة والإجابة عنها مباشرة مع منح الجوائز البسيطة مباشرة (مطوية، كتيب، شريط). سابعا: الترتيب لإعداد إفطار رمضاني: إعداد إفطار رمضاني كامل أو المشاركة فيه في المسجد ولو ليوم واحد، ودعوة رواد المسجد لحضوره والمشاركة فيه، وخاصة الفقراء، والمحتاجين فإن هذا يزيد الألفة و الترابط و المحبة بين جماعة المسجد. مع الحرص على تعليم الناس الآداب النبوية في الأكل والشرب عامّةً، والآداب الخاصة بالصوم مثل : تعجيل الفطر، البدء بالتمر فإن عدم فالماء...الخ. ثامنا: التذكير بالاعتكاف: قبل العشر الأواخر: يتولى الأخوة تذكير رواد المسجد بفضل الاعتكاف ودعوة جماعة المسجد للاعتكاف ولو ليوم واحد لإحياء هذه السنة وللألفة والترابط بين جماعة المسجد الواحد، وأثناء الاعتكاف يجتهد الأخوة في إظهار الصورة الحسنة للملتزمين أمام العوام خاصة. مع التركيز على الدعوة الفردية في فترة الاعتكاف والحرص على التعرف على المعتكفين جميعا وتبادل أرقام الهواتف والهدايا الصغيرة. تاسعا: التذكير بجمع زكاة الفطر ويكون ذلك بحث الناس عليها وبيان فقهها وجمعها (هذا خاص بمن يثق الناس في ديانتهم وإلا فيكفيك الحث عليها وإحالتهم إلى جهة رسمية قد تتمثل في إدارة المسجد أو الجمعيات الخيرية المعروفة بذلك) في آخر شهر رمضان وتوزيعها على المستحقين، وإعلام الناس أن إخراج زكاة الفطر ينبغي أن يكون طعاماً للأحاديث الواردة في ذلك، وليست مالاً. عاشرا: حفل تسليم الجوائز ونعني بالجوائز ما سبق ذكره من جوائز مسابقات "الأسرة المسلمة، وحفظ القرآن، والأطفال المواظبون على صلاة الجماعة " ويراعى فيها إظهار الفرحة والبشاشة والتنظيم الدقيق، ولا بأس أن يتولى طفل من المتسابقين آداء أنشودة خفيفة مع إلقاء كلمة تعريفية قصيرة، وإشادة بالمتبرعين وبالأطفال الفائزين، وحث الناس على المشاركة في هذه الأنشظة في الأعوام التالية إن شاء الله. ملحوظات دعوية 1. منح الفرصة للدعاة الصغار: فلنعلم أبناءنا الصغار الدعوة في رمضان ولنترك لهم المجال للمضي في الدعوة ونشرها بين رفاقهم الصغار. ويركز على الاهتمام بالأطفال جدا وعدم تعنيفهم أو زجرهم بل أفسح لهم المجال بانضباط. 2. عند الدعوة الفردية: يصب التركيز على رواد المسجد الجدد الذين لا يظهرون إلا في رمضان وذلك بكثرة السلام عليهم والتودد لهم بزيارتهم , وبإهدائهم بعض الهدايا وذلك لإبعاد الوحشة والنفرة التي يظنونها أو يوقعها الشيطان في قلوبهم . 3. الزم مسجد قومك: فإن للزوم المسجد وعدم التنقل فوائد كثيرة منها أن تعرف رواد المسجد الجدد والمشاكل التي قد تقع في المسجد وكيفية التعامل معها؛ وأعلم أن النفع المتعدي أفضل أجرا من النفع الفردي. 4. إن تعذر عليك العمل بما في هذه الورقة فلا تتردد في إعطائها لمن يستطيع من الأخوة القدامي أو أصحاب الخبرات في هذا الأمر. 5. ما لا يدرك كله لا يترك جله فإن لم تستطع مع إخوانك فعل كل ما ورد ذكره فاجتهدوا في فعل أكثرها ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. 6. هذه مجرد اقتراحات ولا شك أن إخواننا عندهم المزيد فاستعن بالله وابتكر أفكار أفضل وأكثر نفعا وأنت أدرى بواقع رواد مسجدكم وما يناسبهم. 7- أخي لا تجعل كل هذا المجهود يضيع سدى، فاحذر أن تقطع صلتك بالمدعوين، ولتتواصل معهم بالمكالمات والرسائل الدعوية اللطيفة، ويدخل في ذلك الأطفال المذكورين، فلتحافظ على علاقتك بالمدعوين جميعا. أسأل الله – تعالى - أن ينفع بها وأن يستعملنا في طاعته، وأن يبلغنا رمضان، وأن يجعلنا من أهله. آمين. اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين، اللهم انفعنا وانفع بنا، اللهم انفعنا وانفع بنا، أنت ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
-
برنامج مقترح للأئمة والخطباء في رمضان حسام العيسوي إبراهيم مما لا شك فيه أن رمضان فرصة ذهبية للأئمة والخطباء، فهو موسم من مواسم الخير، تهفوا القلوب والأرواح فيه إلى الله -عز وجل-، تمتلئ المساجد بالمصلين، يستمع الناس إلى دروس العلم، تَكثُر فيه الصدقات، هو بحق منهج حياة لو أحسنا العمل فيه، بل هو دورة تدريبية لما بعد رمضان. والأئمة والخطباء هم فرسان هذا الشهر، يقع عليهم عبء تعبئة الناس لهذا الشهر، فهم مؤثرون في الناس وإلا أصبح الناس في مهب الريح تتخطفهم الشياطين وأعوانهم عبر الفضائيات والقنوات. إن الإعلام يستعد لهذا الشهر في عرض منتجاته من أفلام ومسلسلات وفوازير وغيرها من البرامج، وذلك عن طريق الإعلانات المشوقه. وانتشرت هذه الكلمات " انتظرونا في رمضان " " كله حصري على التلفزيون..." " قريباً في رمضان " " العرض الأول "، وخطفت الناس هذه الإعلانات من قناة إلى قناة، والسؤال:هل استعد الإعلام الدعوي لهذا الشهر؟ ما هي المشوقات والجواذب التي أعدتها المساجد في هذا الشهر؟ وأرجو أن يكون هذا البرنامج المقترح مما يساعد في وضع خطة لهذا الشهر الكريم، فهيا بنا نعرف فقرات هذا البرنامج. الفقرة الأولى: ماذا قبل رمضان ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا نحن الأئمة والخطباء، هل أعددنا جمهورنا الكريم لرمضان؟ أم أننا ننتظر حتى يدخل رمضان؟ كثير من الأئمة والخطباء ينتظرون دخول رمضان، فيبدأون بكل حماسة ثم ما يلبثون حتى تقل حماستهم؛ نظراً لأن المساجد عادت من جديد إلى ما كانت عليه، هل تعلم لماذا؟ لأننا لم نُعِد الجمهور لرمضان. وسائل مهمة قبل رمضان 1- خطبة بعنوان " كيف نستعد لرمضان "، وحبذا لو كانت في بداية شعبان أو في رجب.. 2- دروس مسجدية للحديث عن " عبادات رمضان وكيفية تجويدها " الصوم وأحكامه "، " الصلاة وآدابها "، " فضل القرآن الكريم "، " أهمية الصدقة "، هذه أهم العبادات في رمضان والسؤال: هل من الأفضل أن نحدِّث الناس عن هذه العبادات قبل رمضان؟ أم في رمضان؟ ! 3- قد نتناول هذه الموضوعات التي ذكرناها في خطبة الجمعة أيضاً ويضاف إليها " فضل صلاة الفجر " فضل السنن " وغيرها من عبادات رمضان. 4- تهيئة الناس للخير وذلك عن طريق: • شنطة رمضان (تؤخذ من أصحاب الحي وتوزع على الفقراء)، وتظهر أهمية هذه الشنطة في هذا العام نظراً لما تمر به مصر من أحداث أعاقت كثير من الأسر الفقيرة عن العمل. • الإعلان عن أنشطة المسجد في رمضان وذلك مثل " انتظرونا في رمضان "، وتكتب لوحة في مكان ظاهر في المسجد لتعريف الناس بالأنشطة. الفقرة الثانية: برنامج مقترح لرمضان 1- يبدأ هذا البرنامج بالفجر وصلاته بالمسجد. • خاطرة الفجر (سؤال وجائزة) قد يقوم أحد شباب المسجد بإعدادها ويشرف عليها إمام المسجد، ومتابعتها يومياً، وتسلم الجائزة في درس المغرب أو بعد صلاة التراويح. 2- درس العصر • يتناول فيه الخطيب في بداية الشهر " فضل شهر رمضان " ثم يخصصها بعد ذلك للحديث عن: - سلسلة من السلاسل (حلقات الدار الآخرة) (قصص الأنبياء) (شرح حديث مطوَّل) (فقه العبادات). 3- درس المغرب. • قد يقوم البعض باستكمال درس العصر. • قد يقوم البعض بالاكتفاء بدرس العصر. 4- الترويحات • الترويحات لها أهمية كبيرة فهي تتم بين صلاة التراويح. وهي بمثابة دافع للجمهور على استكمال الصلاة والإحساس فيها بالخشوع وقد تتم هذه الخواطر في: - الحديث عن آية من آيات القرآن والتي يقرأها الإمام في التراويح. - الحديث عن " سلسلة إحياء القلوب ". 5- خطبة الجمعة. وخطبة الجمعة في رمضان لها أهمية خاصة وأقترح: - أن تخصص هذه الخطبة لمناقشة قضايا تهم الأمة وذلك لأن الناس في رمضان أقرب إلى الخير والتأثير يكون أقوى، فقد يأخذ الخطيب قضية من القضايا ويحاول أن يقنع الناس بها، وعلى سبيل المثال " الزواج وأهم مشاكله " " الإيجابية وأهميتها" خطورة الغفلة " " أهمية العمل " " الإشاعات وخطورتها". الفقرة الثالثة: هناك آداب وفضائل يغفل عنها كثير من المصلين، ومنها: • الجلوس في المسجد حتى الشروق. • قراءة ورد قرآني مع مجموعة. • تصحيح التلاوة وتجويدها. • أذكار الصباح والمساء. فعلى الخطيب أن يذكّر الناس بهذه الفضائل ويشاركهم فيها. الفقرة الرابعة: وصايا هامة لإخواني من الأئمة والخطباء • استعن بالله -عز وجل- واجعل نصب عينيك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم))[رواه مسلم]. • أن تعد أدواتك ومواد خطبك ودروسك مبكراً. • لا تنس أن تستعد لرمضان. • لا تنس حظك في رمضان من القرآن والذكر. • أنت أول المستمعين لكلامك، فكن قدوة لغيرك. • أن تُعْلي دائماً من همة جمهورك. • أن تحدد هدفك في كل خطاب لك؛ لكي يصل إلى الناس واضحاً ومفهوماً. • جدد من خطابك ولا تجعله يسير على وتيرة واحدة. • استمع إلى ما يطلبه جمهورك، وحبذا لو قمت بعمل استبيان لمعرفة اهتمامات جمهورك، فلا نريد أن نكون في وادٍ وجمهورنا الحبيب في وادٍ آخر. • انظر بعد كل خطبة أو درس أو خاطرة إلى مستمعيك وقيّم نفسك وموضوعك، وعلى هذا الأساس حدد القادم. هذه بعض الاقتراحات التي أقدمها لإخواني من الأئمة والخطباء، والتي أرجو من المولى- تبارك وتعالى -أن ينفعنا بها وأن يخرجنا من رمضان على الوجه الذي يرضيه عنا، اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
-
برنـامــج مقتــرح لاسـتغـلال رمـضـــان للشيخ محمد حسين يعقوب (1) التبكير إلى صلاة الفجر في المسجد فتخرج من بيتك قبلها بربع ساعة وصلاة المرأة في بيتها أفضل (2) صلاة ركعتين تحية المسجد ولزوم الاستغفار حتى يؤذن للصلاة ثم صلاة ركعتي سنه (3) الجلوس في المسجد بعد الصلاة وقراءة أذكار الصباح وجزء من القرآن آخر حتى طلوع الشمس (لمن قرأ قبل الفجر وإلا فهو جزأين) مع مراعاة عدم التحدث مع أحد أو الانشغال بأحد (4) صلاة ركعتي الضحى ثم الخروج من المسجد (5) الذهاب إلى العمل أو المدارس أو الكليات أو العودة إلى البيت إن كان هناك وقت والنوم لمدة ساعتين (6) إذا كنت ستذهب إلى العمل فعليك بالذكر طوال الوقت ولا تتحدث إلا فيما يرضي الله عزوجل وأتقن عملك ولا تفسد صيامك وأحسن خلقك وإياك واللغو والرفث والغيبة والنميمة والكذب والفحش فكلها تنقض الصيام واقرأ جزء من القرآن قبل صلاة الظهر وبعدها وكذلك في صلاة العصر (7) إذا كنت ستعود إلى المنزل أو المرأة التي صلت في بيتها فستنام لمدة ساعتين وتستيقظ تقرأ القرآن وتذكر الله إن لم تكن في عمل (8) عند العودة من عملك أو انتهاء المرأة من إعداد الطعام وأعمال المنزل عليك بجمع أسرتك وتتابعهم وتسألهم ماذا أنجزوا من عبادتهم (9) يمكنك عمل حلقة قرآن في البيت مع زوجتك وأولادك تقرءون القرآن حتى قرب المغرب ثم عليك بالدعاء فإنه لا يرد (10) الإفطار على ثلاث تمرات وشربة ماء وصلاة السنة القبلية ثم الخروج لصلاة المغرب في المسجد (11) عليك بأخذ بعض التمر معك أو العجوة أو العصير لإفطار الصائمين الذين لم يعودوا إلى منازلهم (12) صلاة ركعتين تحية المسجد (إن أمكن) ثم الصلاة المغرب ثم العودة إلى بيتك للإفطار مع أهلك ويكون النساء قد صلين المغرب مع الأولاد الصغار (13) لا تنس إفطار الفقراء والمساكين واشكر نعمة الله (14) التبكير إلى صلاة العشاء لكي تقف خلف الإمام ويمكنك أخذ زوجاتك وأولادك معك وصل مع الإمام حتى ينتهي (15) عد إلى البيت واقرأ جزأين من القرآن (16) نم حتى الساعة الثالثة صباحا (17) الاستيقاظ وصلاة ركعتي تهجد وراع فيهما طول القنوت "الوقوف" (18) السحور قبل الفجر بنصف ساعة (19) الاستغفار ثم الذهاب للمسجد لصلاة الفجر يا بــا غــي الخـيــر أ قــبــل فرصه ثمينة نادرة فيها الرحمة والمغفرة ودواعيهما متيسرة والأعوان عليها كثيرون وعوامل الفساد محدودة ومـردة الشياطين مصفوده ولله عتقاء من النار في كل ليله وأبواب الجنة مفتحه وأبـــواب النيران مغلقـه فمـن لم تنله الرحمـة فمتى تناله إذن ولا يهلك على الله إلا هالك ومن لم يكن أهلا للمغفرة في هذا الموسم ففي أي وقت يتأهل لها ومن خاض البحر اللجاج ولم يطهر فماذا يطهره وجزاكم الله خيرا
-
كيف نستقبل رمضان عبد الرحمن السديس الحمد لله الذي منّ علينا بمواسم الخيرات، وخصّ شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات، وحثّ فيه على عمل الطاعات، والإكثار من القربات، أحمده سبحانه على نعمه الوافرة؛ وأشكره على آلائه المُتكاثرة. وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام، وأشرف من تهجّد وقام، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب النور والظلام، أما بعد: فإن الله تعإلى هيأ لنا من المناسبات العظيمة، التي تصقُلُ الإيمان في القلوب، وتُحرّك المشاعر الفيّاضة في النفوس، فتزيد في الطاعات وتُضيّق مجالات الشر في المجتمعات، وتعطي المسلمين دروسا في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبرّ والصلة والهناء، والطُهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهل عذب، وحمى أمين وحصن حصين للطائعين، وفرصة لا تُعوّض للمذنبين المفرّطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطّروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة في حياتهم، مفعمة بفضائل الأعمال ومحاسن الفعال، ومكارم الخصال. فضل رمضان وإن من أجلّ هذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: شهر رمضان الكريم الذي نرتوي من نميره، ونرتشف من رحيقه، ونشمّ عاطر شذاه، شهر مضاعفة الحسنات، ورفعة الدرجات، ومغفرة الذنوب والسيئات، وإقالة العثرات، قد تفتّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين، من صامه وقامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه؛ كما صحّ بذلك الحديث عن رسول الله ؛ فعن أبي هريرة عن النبي قال: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه » [متفق عليه]، و « من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه]. إخواني المسلمين: فرحة كُبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، فها هي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك، تمرّ الأيام وتمضي الشهور، ويحلّ بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر العظيم، هذا الوافد الحبيب، والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه على هذه الأمة، لما له من الخصائص والمزايا، ولما أُعطيت فيه هذه الأمة من الهبات والعطايا، وخصّت فيه من الكرامات والهدايا، كما في حديث أبي هريرة أن النبي قال: « إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين » [متفق عليه]. فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير؛ تفتّح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات. في رمضان تهجُّد وتراويح، وذكر وتسبيح، في رمضان تلاوة وصلوات، وجُود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات. حاجتنا إلى رمضان إخواني المسلمين: إذا كان الأفراد والأمم محتاجين إلى فترات من الصفاء والراحة؛ لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جدّ من أدواء، فإن شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تاريخها، وإعادة أمجادها، إنه محطة لتعبئة القُوى الروحية والخُلُقية، التي تحتاج إليها كل أمة، بل تتطلع إليها الأفراد والمجتمعات المسلمة، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح الشهوات. في الصيام: تحقيق للتقوى، وامتثال لأمر الله وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء والشهادة؛ كما أن به تتحقق الوحدة والمحبة والإخاء والأُلفة، فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة للبذل والجود والصلة؛ فهو حقاً معين الأخلاق، ورافدُ الرحمة، من صام حقاً: صفت روحه، ورقّ قلبه، وصلحت نفسه، وجاشت مشاعره، وأُرهفت أحاسيسه، ولانت عريكتُه. فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته. كيف نستقبل رمضان أيها الإخوة: إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون - أولاً - بالحمد والشكر لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي؛ كما يجب الخروج من المظالم وردّ الحقوق إلى أصحابها، والعمل على استثمار أيّامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً؛ فبهذا الشعور والاحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات كرامتها، أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء، بل لعلّ بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً - والعياذ بالله - فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع. فلتهنأ الأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الموسم الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بتغليق أبواب النيران؟! يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم! ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام! فالله الله - عباد الله - في الجد والتشمير، دون استثقال لصيامه، واستطالة لأيامه، حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطرات الحسية والمعنوية!! حقيقة الصيام لقد جهل أقوام حقيقة الصيام؛ فقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق الكذب والبهتان، ويطلقون للأعين والآذان الحبل والعنان؛ لتقع في الذنوب والعصيان، وقد قال : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه البخاري]. ولله درّ القائل: إذا لم يكن في السّمع مني تصاون وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت فحظي إذن من صومي الجوعُ والظمأ فإن قلتُ إني صُمتُ يوماً فما صُمتُ رمضان وحال الأمة إخواني الصائمين: إنه ليَجدُر بالأمة الإسلامية التي تعيش اليوم مرحلة من أشد مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة الفرقة والاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغيّر في المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأمم والأفراد؛ لتكون موافقةً للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه السلف الصالح - رحمهم الله - وبذلك تُعيد الأمة مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد، الذي سطّره تاريخ المسلمين الزاخرُ بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر المبارك؛ وما غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة حطين، ووقعة عين جالوت، وغيرها إلا شواهدُ صدق على ذلك. إخوة الإسلام: يحل بنا شهرنا الكريم، وأمّتنا الإسلامية لا زالت تعاني جراحات عُظمى، وتُعايش مصائب كبرى. فبأي حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوار الأقصى المبارك هذا الشهر الكريم، وهم لا زالوا يُعانون صَلَفَ الصهاينة المجرمين؟! بأي حال يعيش إخوانكم المبعدون المشرّدون عن ديارهم وأهليهم وأموالهم؟! وما استمرار قضية أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلين، وثالث المسجدين الشريفين، ما استمرار تلك القضية المأساوية إلا تحدّ سافر من إخوان القردة والخنازير، لكل مبادئ الدين والعقل، والحق والعدل، والسلام والأمن. بأي حال يستقبل إخوانكم المسلمون في أماكن كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم وهو يعانون أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ المعاصر؟! ويعانون حياة الجوع والتقتيل والتشريد؟! رمضان مدرسة الأجيال إخواني الصائمين: في رمضان تتربى الأمة على الجدّ، وأمة الهزل أمة مهزومة، في رمضان يتربّى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد والبغضاء، والحسد والغلّ والشحناء، ولا سيّما من طلبة العلم، والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح؛ فتجتمع القلوب، وتتوحّد الجهود، ويتفرّغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلى جميعاً عن تتبع السقطات، وتلمّس العثرات، والنفخ في الهنّات، والحكم على المقاصد والنيات. في رمضان: يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهم بحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم ومجتمعهم. في رمضان: تتجسد ملامح التلاحم بين المسلمين رعاتهم ورعاياهم، علمائهم وعامّتهم كبيرهم وصغيرهم؛ ليكون الجميع يداً واحدةً، وبناءً متكاملاً؛ لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن؛ أن تخرق السفينة، وتفوّض البناء، ويحصل جرّاءها الخلل الفكريّ والاجتماعي. في رمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس؛ فهو فرصة اادعاة والمصلحين، وأهل الحسبة والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن أسلوب وأقوم منهاج؛ فالفرصة مؤاتية، والنفوس مقبلة. فاتقوا الله - عباد الله - وأدركوا حقيقة الصوم وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، واعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح، وصونوا صومكم عن النواقض والنواقص، وجدّدوا التوبة وحققوا شروطها؛ لعل الله أن يتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من المرحومين المعتقين من النار بمنّه وكرمه. هدي الرسول في رمضان لقد كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان؛ يقول ابن القيّم رحمه الله: ( وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلام أكمل هدي وأعظمه تحصيلاً للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر والاعتكاف، وكان يخصّه من العبادات بما لا يخصّ به غيره ). وقد سار على ذلك السلف الصالح - رحمهم الله - حيث ضربوا أروع الأمثلة في حسن الصيام، وإدراك حقيقته، وعمارة أيامه ولياليه بالعمل الصالح. واعلموا - إخواني المسلمين - أنكم كما استقبلتم شهركم هذا ستودعونه عما قريب، وهل تدري يا عبدالله هل تدرك بقية الشهر أو لا تكمله؟! إننا _ والله - لا ندري، ونحن نصلي على عشرات الجنائز في اليوم والليلة: أين الذين صاموا معنا فيما مضى؟! إن الكيّس اللبيب من جعل من ذلك فرصة لمحاسبة النفس، وتقويم إعوجاجها، وأطرها على طاعة ربّها قبل أن يفجأها الأجل، فلا ينفعها - حينذاك - إلا صالح العمل، فعاهدوا ربكم - يا عباد الله - في هذا الشهر المبارك على التوبة والندم، والاقلاع عن المعصية والمأثم، واجتهدوا في الدعاء لأنفسكم وإخوانكم وأمتكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
-
المعاني: آضت: رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف. لفْحها: لهبها وحرقها. المِحجَن: عصا معوجَّة الطرف. قُصْبَه: أمعاءه. الخشاش: حشرات الأرض وهوامها. ل. يجوز أداء الصلاة ولو في وقت الكراهة: المعلوم أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صلاة التنفل بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وقبل الزوال أي: الظهر -، وبعد العصر إلى غروب الشمس وهذا ثابت في الصحيحين -، لكن إذا كان لهذه النوافل أسبابٌ: فالصحيح أنه يجوز أداؤها، ويبقى النَّهي عن الصلاة لغير ذوات الأسباب. قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: ونهى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لأنَّ المشركين يسجدون للشمس حينئذٍ والشيطان يقارنها وإن كان المسلم المصلِّي لا يقصد السجود لها لكن سدَّ الذريعة لئلا يتشبه بالمشركين في بعض الأمور التي يختصون بها فيفضي إلى ما هو شركٌ، ولهذا نهى عن تحرِّي الصلاة في هذين الوقتين هذا لفظ ابن عمر الذي في الصحيحين فقصد الصلاة فيها منهيٌّ عنه. وأما إذا حدث سببٌ تُشرع الصلاة لأجله مثل تحية المسجد، وصلاة الكسوف، وسجود التلاوة، وركعتي الطواف، وإعادة الصلاة مع إمام الحيِّ، ونحو ذلك فهذه فيها نزاع مشهور بين العلماء والأظهر جواز ذلك واستحبابه فإنه خيرٌ لا شرَّ فيه وهو يفوت إذا ترك وإنما نهي عن قصد الصلاة وتحرِّيها في ذلك الوقت لما فيه مِن مشابهة الكفار بقصد السجود ذلك الوقت فما لا سبب له قد قصد فعله في ذلك الوقت وإن لم يقصد الوقت بخلاف ذي السبب فإنه فعل لأجل السبب فلا تأثير فيه للوقت بحال. أ. هـ "مجموع الفتاوى" (17/502). م. بداية الصلاة ونهايتها: ويسنُّ أن يبدأ الناس بالصلاة أول وقت الكسوف، ويستمر الوقت إلى نهاية الكسوف، فإذا انتهى الوقت لم يشرع أداء الصلاة لانتهاء السبب وخروج الوقت. عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَامَ وَكَبَّرَ وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِرَاءَةً طَوِيلَةً … ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى اسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَانْجَلَتْ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ وَقَالَ أَيْضًا فَصَلُّوا حَتَّى يُفَرِّجَ اللَّهُ عَنْكُمْ …" رواه مسلم (901)، والبخاري (1401) بدون الجملة الأخيرة -. وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَانْكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلْنَا فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ" رواه البخاري (1040)، ومسلم (911) من حديث أبي مسعود الأنصاري. قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: والمقصود أنْ تكون الصلاة وقت الكسوف إلى أنْ يتجلى فإن فرغ مِن الصلاة قبل التجلي ذَكر الله ودعاه إلى أنْ يتجلى، والكسوف يطول زمانه تارة ويقصر أخرى بحسب ما يكسف منها فقد تكسف كلها وقد يكسف نصفها أو ثلثها فإذا عظم الكسوف طوَّل الصلاة حتى يقرأ بالبقرة ونحوها في أول ركعة وبعد الركوع الثاني يقرأ بدون ذلك. وقد جاءت الأحاديث الصحيحة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بما ذكرناه كله. أ. هـ "مجموع الفتاوى" (24/260).
-
وأما الصلاة فيه فلها أحكامٌ كثيرة نوجزها فيما يأتي: أ. عددها ركعتان: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: "انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ". رواه البخاري (1062) ب. القراءة فيها جهرية: وسواء كانت الصلاة في الليل أو في النهار. عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: "جَهَرَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ". رواه البخاري (1066) ومسلم (901). ج. كيفيتها: وهي ركعتان، في كل ركعة: قراءتان وركوعان وسجدتان. عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: "جَهَرَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُعَاوِدُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ". متفق عليه الموضع السابق -. د. إطالة الصلاة: عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ". رواه البخاري (1059) ومسلم (912). هـ. الركعة الأولى أطول مِن الثانية: عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ يَهُودِيَّةً …. فَكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَقَامَ النَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ وَهُوَ دُونَ السُّجُودِ الْأَوَّلِ ثُمَّ انْصَرَفَ". متفق عليه وقد سبق قريباً -. ز. ينادى لها "الصلاة جامعة" بلا أذان ولا إقامة: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: "لَمَّا كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نُودِيَ إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ فَرَكَعَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ جُلِّيَ عَنْ الشَّمْسِ قَالَ وَقَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا". رواه البخاري (1051) ومسلم (910). قلت: ومعنى " سجدة ": ركعة. وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَعَثَ مُنَادِيًا الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَاجْتَمَعُوا وَتَقَدَّمَ فَكَبَّرَ وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ". رواه مسلم (901). ح. صلاة الكسوف جماعة في المسجد: وفيه بعض الأحاديث السابقة ولا مانع مِن أن يصلِّيها الناس في بيوتهم فرادى، وإن كان الأولى أن تكون في المسجد وجماعة -، وأيضاً: عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ فَكَبَّرَ فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِرَاءَةً طَوِيلَةً …". رواه البخاري (1046). قلت: وهذا لا يتعارض مع الندب لأداء النوافل في البيت، فإن هذه الصلاة مما تشرع فيه الجماعة، فصار أداؤها في المسجد خير من أدائها في البيت. قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: وأما قوله أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - "أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" فالمراد بذلك ما لم تشرع له الجماعة؛ وأمَّا ما شرعت له الجماعة كصلاة الكسوف فَفِعْلُها في المسجد أفضل بسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتواترة واتفاق العلماء. أ. هـ "منهاج السنَّة النَّبوية" (8/309). ط. صلاة النساء في المسجد: ويسنُّ حضور النساء إلى المساجد لأداء الصلاة، ويجب التخلي عن الطيب والزينة في كل خروجٍ لَهُنَّ، ويتأكد الأمر ها هنا لما فيه من الفزع والتخويف بهذه الآية. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا النَّاس قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا لِلنَّاسِ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَيْ نَعَمْ قَالَتْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ … ". رواه البخاري (1053) ومسلم (905). ي. رفع اليدين في الدعاء: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَرْمِي بِأَسْهُمِي فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَنَبَذْتُهُنَّ وَقُلْتُ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَا يَحْدُثُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي انْكِسَافِ الشَّمْسِ الْيَوْمَ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو وَيُكَبِّرُ وَيَحْمَدُ وَيُهَلِّلُ حَتَّى جُلِّيَ عَنْ الشَّمْسِ فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ". رواه مسلم (913). ك. الخطبة بعد الصلاة: ويسنُّ الإمام بعد الصلاة أن يخطب بالنَّاس والأصح أنَّها خطبة واحدة، وهو مذهب الشافعي-، يذكِّرهم باليوم الآخر، ويرهِّبهم مِن الحشر والقيامة، ويُعلِّمهم بحالهم في القبور وسؤال الملكين، وكلُّ هذا مِن هديه - صلى الله عليه وسلم -، وإليكم نماذج مِن خُطَبِه - صلى الله عليه وسلم -: عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ - عز وجل - النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاء فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ " رواه البخاري (86) ومسلم (905)، وسبق موضعٌ آخر في البخاري. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى صَلَاةَ الْكُسُوفِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ …. ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: "قَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ أَيْ رَبِّ وَأَنَا مَعَهُمْ فَإِذَا امْرَأَةٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ قُلْتُ مَا شَأْنُ هَذِهِ قَالُوا حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا لَا أَطْعَمَتْهَا وَلَا أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الْأَرْضِ". رواه البخاري (745). عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّاسِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ …. ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا". رواه البخاري (1044) ومسلم (901). عَنْ جَابِرٍ قَالَ: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ النَّاسُ إِنَّمَا انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى بِالنَّاسِ … ثُمَّ تَأَخَّرَ وَتَأَخَّرَتْ الصُّفُوفُ خَلْفَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النِّسَاءِ - ثُمَّ تَقَدَّمَ وَتَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى قَامَ فِي مَقَامِهِ فَانْصَرَفَ حِينَ انْصَرَفَ وَقَدْ آضَتْ الشَّمْسُ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِمَوْتِ بَشَرٍ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ مَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَالَ إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ثُمَّ جِيءَ بِالْجَنَّةِ وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي مَقَامِي وَلَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لَا أَفْعَلَ فَمَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ". رواه مسلم (904).
-
ما ينبغي فعله وقت الكسوف والخسوف: (1) الصلاة: والأظهر أنها واجبة، لأمر النَّبيِّ - صلى الله على وسلم - بها كما سيأتي -. عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا" رواه البخاري (1402) ومسلم (914). (2) الصدقة: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّاس فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ …. ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ … وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا" رواه البخاري (1044) ومسلم (901). (3) الدعاء: عن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قال: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ". رواه البخاري (1061) ومسلم (915). (4) ذكر الله والاستغفار: عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ وَقَالَ هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ" رواه البخاري (1059) ومسلم (912). قال الحافظ ابن حجر: وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء. أ. هـ "فتح الباري" (2/695). (5) العِتق: وإذا لم يكن في هذا الزمان رقابٌ تُعتق، فيُعمل بالأولى وهو عتق النَّفس مِن الإثم، ومِن النار، والإنسان عبدٌ لربِّه فليسارع ليحرِّر نفسَه مِن عبوديَّة الهوى والشيطان، ولعل هذه المناسبة أن تعيد العقول إلى أصحابها فيتخلوْن عن قتل الأبرياء، وظلم الأتقياء، وتلويث عرض الأنقياء، وهضم حقوق الأخفياء. عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: "لَقَدْ أَمَرَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ". رواه البخاري (1054). (6) التعوذ بالله من عذاب القبر : عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.. فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُعَذَّبُ النَّاس.. ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا فَخَسَفَتْ الشَّمْسُ فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَقَامَ النَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا …. وَانْصَرَفَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ". رواه البخاري (1050) ومسلم (903) - من غير الأمر بالتعوذ، لكن فيه أنه كان يستعيذ بعده مِن عذاب القبر -. هذا ما تيسر ذكره مما يُفعل وقت الكسوف،
-
صلاة الكسوف أحكام ومسائل إحسان بن محمد العتيبي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد تمهيد: كسوف الشمس حدثٌ عظيمٌ، وأمرٌ مهولٌ، وليس الأمر كما يظن كثيرٌ مِن النَّاس أنه حدثٌ فلكيٌّ، أو منظرٌ طبيعيٌّ يتسلى النَّاس برؤيته، والاستمتاع بمشاهدته!!، كلا والله إن الأمر جِدُّ خطيرٌ، وأصبح همُّ الناس ما قد يصيب أعينهم من النَّظر إلى الشمس في كسوفها، وأصبح التحذير للنَّاس لما قد يسببه النظر من أمراض وهذا لا يُجزم به وكأنَّه يجوز لهم في غير هذه الحالة النَّظر والاستمتاع!!، ولقد غفل النَّاس عن أحكام هذه الصلاة، - وتسمَّى صلاة الآيات كما قال شيخ الإسلام في "النبوات" (ص 190) -، ومعانيها، ومسائلها، وضاعت مع ما ضُيِّع مِن الفرائض الكثيرة. الكسوف والخسوف مِن آيات الله: كثيرةٌ هي آيات الله - عز وجل -، وهي مخلوقةٌ للتفكر والاعتبار، لكن النَّاس عن هذا في غفلةٍ، ومنه في بُعدٍ، قال الله - تعالى - وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ في السَّمواتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ!!. وقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ" رواه البخاري (1044) و مسلم (901). لا ارتباط بين الكسوف وموت أو حياة أحَدٍ من النَّاس ويعتقد بعض النَّاس أنَّ الشمس تُكسف، والقمر يُخسف لحياةِ أو موتِ أحدٍ مِن العظماء أو الزعماء، وهو اعتقادٌ موروث مِن أهل الجاهلية، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ" متفق عليه وهو تتمة الحديث السابق -، وقد ظنَّ بعضهم ذلك أول الأمر لما كسفت الشمس يوم وفاة إبراهيم ابن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس كَسَفَتْ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ" رواه البخاري (1043)، ومسلم (915)، وتامّاً -كرواية البخاري - (915) مِن حديث جابر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وقوله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته ردٌّ لما كان قد توهمه بعض النَّاس مِن أنَّ كسوف الشمس كان لأجل موت إبراهيم ابن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وكان قد مات وكسفت الشمس فتوهم بعض الجهَّال من المسلمين أنَّ الكسوف كان لأجل هذا فبين لهم النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الكسوف لا يكون سببه موت أحدٌ مِن أهل الأرض ونفى بذلك أنْ يكون الكسوف معلولاً عن ذلك وظنوا أنَّ هذا مِن جنس اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ كما ثبت ذلك في الصحيح فنفى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك وبيَّن أن ذلك مِن آيات الله التي يخوِّف بها عباده. أ. هـ "الرد على المنطقيين" (ص 271). الكسوف والخسوف للتخويف لا للتسلية وقد اعتاد النَّاس في كلِّ عامٍ في العالم كله تجهيز مناظيرهم، واختيار أفضل الأماكن للسفر إليها لمشاهدة الكسوف أو الخسوف!! وهو مِن تغيير أحكام الشرع، ومِن مخالفة السبب الذي أوجد الله له هذه الآيات: وهو تخويف عباده، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّ اللَّهَ - تعالى - يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ " رواه البخاري (1048). و لا يمنع أن يكون ذلك معروفا بالحساب، قال ابن دقيق العيد: ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله - صلى الله عليه وسلم - " يخوف الله بهما عباده " وليس بشيءٍ لأنَّ لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجةً عن ذلك، وقدرتُه حاكمةٌ على كلِّ سببٍ، فله أن يقتطع ما يشاء مِن الأسباب والمسببات بعضها عن بعضٍ، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيءٌ غريبٌ حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسبابٌ تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها؛ وحاصله: أنَّ الذي يذكره أهل الحساب إن كان حقّاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله - تعالى -. أ. هـ " فتح الباري " (2/683). وعلَّق على كلام ابن دقيق العيد الشيخُ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، فقال: ما قاله ابن دقيق العيد هنا تحقيقٌ جيِّدٌ، وقد ذكر كثيرٌ مِن المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ما يوافق ذلك، وأنَّ الله - سبحانه - قد أجرى العادة بخسوف الشمس والقمر لأسبابٍ معلومةٍ يعقلها أهل الحساب، والواقع شاهدٌ بذلك ولكن لا يلزم مِن ذلك أن يصيبَ أهلُ الحساب في كلِّ ما يقولون، بل قد يخطؤون في حسابِهم، فلا ينبغي أن يُصدَّقوا ولا أن يُكذَّبوا، والتخويف بذلك حاصل على كل تقديرٍ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر. والله أعلم. أ. هـ هامش " فتح الباري" الموضع السابق -. وقال شيخ الإسلام - رحمه الله -: والتخويف إنما يكون بما يكون سببا للشر قال - تعالى - وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا فلو كان الكسوف وجوده كعدمه بالنسبة إلى الحوادث لم يكن سبباً لشرٍّ وهو خلاف نص الرسول. وأيضاً: في السير أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى القمر وقال لعائشة: "يا عائشة تعوذي بالله مِن شرِّ هذا فإنَّ هذا هو الغاسق إذا وقب" - رواه الترمذي (3366) وصححه، وأحمد (23802) -، والاستعاذة إنما تكون مما يحدث عنه شرٌّ. وأمر - صلى الله عليه وسلم - عند انعقاد أسباب الشرِّ بما يدفع موجبها بمشيئة الله - تعالى - وقدرته مِن الصلاة، والدعاء، والذكر، والاستغفار، والتوبة، والإحسان بالصدقة، والعتاقة، فإنَّ هذه الأعمال الصالحة تعارض الشرَّ الذي انعقد سببه ….، وهذا كما لو جاء عدو فإنَّه يُدفع بالدعاء وفعل الخير وبالجهاد له وإذا هجم البرد يدفع باتخاذ الدفء فكذلك الأعمال الصالحة والدعاء، وهذا ما اتفق عليه الملل. أ. هـ "الرد على المنطقيين" (ص 271-272). كسوف الشمس _ الكسوف _ صلاة الكسوف _ احكام صلاة الكسوف _ الكسوف والخسوف
-
كـــــــــــــــــــــــــــل عام انتم الى الله أقــــــــــــــــــــــــــرب.
-
مبارك الشهر الكـــــــــــــريم
-
مرحبا بك شهر رمضان ها هو السحاب ينقشع، والغيم ينجاب ويتكشف، والسماء تبسم عن غرة الهلال، كأنما هو قوس النصر، أو رمز النور المبين، إنه هلال رمضان "الله أكبر، الله أكبر، ربي وربك الله، هلال خير ورشد إن شاء الله". إنه هلال رمضان، شهر الأمة، وشهر الصوم، وشهر القرآن، وشهر المعاني السامية التي تفيض على قلوب من عرفوا حقيقة رمضان، واتصلوا بالملأ الأعلى فيه، وسمت أرواحهم إلى مرتبة الفهم عن الله. وما لنا لا نتحدث إلى إخواننا الكرام من أبناء الإسلام عن شهر رمضان، ونطالعهم بخطرات النفس، وخلجات الفكر، وهو شهر الفكرة الصافية العميقة. ربي وربك الله: إي والله؛ لأنه واحد، ورب واحد يتصرف في ملكوت السموات والأرض، ويسيطر على عوالم الغيب والشهادة، ويتحكم في الكون من أقصاه إلى أقصاه، والجميع بعد ذلك في حق الوجود سواء: "إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدًا". إن الله هو الحاكم وحده، يحكم الأفلاك، ويحكم الناس، ويهب لكلٍّ وجوده وهداه، فإن كان لأحد أن يتحكم في الأولى فيغير مداراتها، ويقيد حركاتها فإن له أن يتحكم في الثانية، فيغل أيدي الناس، ويتحكم في آجالهم وأرزاقهم، وليس ذلك إلا لله، فارْق بروحك أيها الأخ المسلم، واسمُ بنفسك عن أن تكون عبدًا لغير ربك، واعلم أن هذا المعنى مما يلفتك إليه النبي صلى الله عليه وسلم حين يجعل من سنته في تحية الهلال أن يقول: "ربي وربك الله". إنه هلال رمضان، فأما كثير من الناس فلا يفهمون من معناه إلا تجهيز المآكل والمشارب، وتحضير المطاعم والمناعم، وإعداد لوازم السحور والإفطار، وما يقوي شهية الطعام، ويوفر راحة المنام؛ لأن رمضان كريم وهذا شأن الكرام. أما قوم آخرون؛ فشهر رمضان عندهم الراحة من عناء الأعمال، واللهو والتسلية في لياليه الطوال، وتقسيم الأوقات على الزيارات والسهرات فهم في ليلهم بين لهو وسمر، وقتل للوقت على مقاعد المقاهي والبارات، وتنقل بين دُور الملاهي والصالات، وفي نهارهم يَغُطُّون في نومهم، ويتكاسلون عن عملهم. هذان صنفان خسروا شهر رمضان وخسرهم، وهجروه وهجرهم، وهو حجة عليهم بين يدي ربهم، وشهيد على تقصيرهم وسوء تقديرهم. وقوم آخرون صلَّوا وصاموا وتعبوا وقاموا، وهم لا يعلمون من ذلك إلا أنهم أُمروا فامتثلوا، وتعودوا فعملوا، يرجون رحمة الله، ويخافون عذابه، وأولئك لهم ثواب صيامهم، وأجر قيامهم، وجزاء أعمالهم إن شاء الله تعالى، والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء. وبقي بعد كل أولئك جماعة آخرون أدوا ما أمرهم الله به من صلاة وصيام، وتلاوة وقيام، ومسارعة إلى الخيرات، وإحسان وصدقات، ولكنهم لم يقفوا عند ظواهر الأعمال، بل فهموا عن الله فيها، وعرفوا ما يراد بهم منها، وتغذت بصائرهم إلى لباب أسرارها، فعرفوا لرمضان معنى لم يعرفه غيرهم، وفازوا بربح لم يفز به سواهم، واكتسبوا منه تزكية النفوس، وتصفية الأرواح، وأولئك ذؤابة المؤمنين، وصفوة العارفين. فهموا من فريضة الصوم وآداب القيام: أنهم سيتركون الطعام والشراب، ويقللون المنام، ويحرمون الجسوم هذه الثلاثة؛ وهي مادة حياتها، وقوام نشاطها، وإذن فليختف شبح المادة، ولينهزم جيش الشهوات، ولتتغلب الإنسانية بمعانيها السامية على هذا الجسم الذي احتلها من قديم، فعطل حواسها، وكتم أنفاسها، وأطفأ نورها، وكبلها بما زين لها من زخرف الشهوات، وزائف اللذات. استغنِ عن الطعام، فإذا استغنيت عنه: فقد خلعت عن نفسك نِير العبودية، وصرت حرًّا من مطالبه، خالصًا من قيوده. واستغن عن الشراب، فإذا استغنيت عنه: فقد خلعت عن نفسك نير عبوديته، وصرت حرًّا من مطالبه، خالصًا من قيوده. واستغن عن المنام وعن الشهوة، فإذا استغنيت: فقد تحررت، وقديمًا قيل: "استغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره". إنك إذا استغنيت عن كل ذلك صرت حرًّا طليقًا، وإذن فرمضان شهر الحرية، وإذا استغنيت عن ذلك تقلص ظل المادة، وأشرق نور الروح. وإذن فرمضان شهر الروحانية، وإذا استغنيت عن ذلك صفا فكرك، وتجلى سلطان نفسك، فكنت إنسانًا بكل معنى الكلمة. وإذن فرمضان شهر الإنسانية، وإذا استغنيت عن ذلك لم يجد الشيطان سبيلاً إليك، ولم تلق نوازع الشر مطمعًا فيك. وإذا فرمضان شهر الخير الواضح المستنير. مرحبًا بك يا شهر الخير. مرحبًا بك يا شهر الإنسانية الكاملة. مرحبًا بك يا شهر الروحانية الفاضلة. مرحبًا بك يا شهر الحرية الصحيحة. مرحبًا بك يا شهر رمضان. أقبل أقبل، وأقم طويلاً في هذه الأمة الطيبة المسكينة، وألق عليها درسًا من هذه الدروس البليغة، ولا تفارقها حتى تزكي أرواحها، وتصفي نفوسها، وتصلح أخلاقها، وتجدد حياتها، وتقيم موازين التقدير فيها، فتعلم أن المطامع أساس الاستعباد، وأن الشهوات قيود الأسْر، وأن أساس الحرية الاستغناء، وأن الاستغناء يستتبع المشقة، ولكنها مشقة عذبة لذيذة؛ لأنها ستنتج الحرية، والحرية أحلى من الحياة. اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
-
كلمــــــــــــــــــــــــــات أكثـــــــــــــــــــــــر من رائــــــــــــعة ،، جزيت خير الجزاء " ومرحبًا بك معـــــــــــــــنا " بانتظار العديد من المشاركات الرائعة أمثالها ... بارك الله فيك..... تم التقيــــــــــم والنشـــــــر.
-
.(رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا)