Mr Hamdy Ahmad
شباب ياللا يا شباب-
عدد المشاركات
978 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
7
كل منشورات العضو Mr Hamdy Ahmad
-
أفضل أوقات سماع الأغاني و الموسيقى
Mr Hamdy Ahmad replied to Mr Hamdy Ahmad's topic in المنتدى الإسلامى العام
وجزاكي الله خيرا أختي الكريمة -
ياللا نشوف جمال اكل الاطفال بالصور ..روعة
Mr Hamdy Ahmad replied to الفقيرة الى الله's topic in مطبخ ياللا يا شباب
كدة أرجع طفل تاني عشان اتهنى باطعام الجميل ده اللي مشوفناهوش زمااااااااااااااااان جزاكم الله خيرا -
سر جميل يعينك على قيام صلاة الفجر
Mr Hamdy Ahmad replied to الفقيرة الى الله's topic in المنتدى الإسلامى العام
جزاكي الله خيرا أختي الكريمة -
ههههههههههههههههههههههههههههه رائع ما شاء الله
-
....... مايك المنتدى ........
Mr Hamdy Ahmad replied to Mr Hamdy Ahmad's topic in منتدى الحوار العام
كلمات رائعة أخي العزيز وشاعرنا الرائع الجندي المجهول بصراحة كلمات من نور تناقش بماء من ذهب وربنا يجعلها في ميزان حسناتك وكدة الكلام للأعضاء بقى مفتوح المجال ومعلش أنا هسيب المايك أمانة في رقبتكم لأني مسافر شوية كام يوم كدة ومش هقدر أتابع إعلانات الاعضاء وجزاكم الله خيرا -
ابراهيم خليل فلوبوس أستاذ اللاهوت المصري السابق نبذة عنه: -ماجستير في اللاهوت من جامعة برنستون الأمريكية . -من كتبه (محمد في التوراة والإنجيل والقرآن) و(المسيح إنسان لا إله) و(الإسلام في الكتب السماوية) و(اعرف عدوك اسرائيل) و(الاستشراق والتبشير وصلتهما بالإمبريالية العالمية) و(المبشرون والمستشرقون في العالم العربي الإسلامي) و (الغفران بين المسيحية والإسلام). وقد كان راعياً للكنيسة الإنجيلية ، وأستاذاً للاهوت ، أسلم على يديه عدد كبير من الناس . ردّه العقل الحر : -يحدثنا الحاج إبراهيم عن رحلته إلى الإسلام ، فيقول : "في مؤتمر تبشيري دعيت للكلام ، فأطلت الكلام في ترديد كل المطاعن المحفوظة ضد الإسلام ، وبعد أن انتهيت من حديثي بدأت أسأل نفسي : لماذا أقول هذا وأنا أعلم أنني كاذب ؟! واستأذنت قبل انتهاء المؤتمر ، خرجت وحدي متجهاً إلى بيتي ، كنت مهزوزاً من أعماقي ، متأزماً للغاية ، وفي البيت قضيت الليل كله وحدي في المكتبة أقرأ القرآن ، ووقفت طويلاً عند الآية الكريمة : } لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ { (الحشر:21) وفي تلك الليلة اتخذت قرار حياتي فأسلمت، ثم انضم إلي جميع أولادي ، وكان أكثرهم حماساً ابني الأكبر (أسامة) وهو دكتور في الفلسفة ويعمل أستاذاً لعلم النفس في جامعة السوربون". وبإسلامهم زادت بيوت الإسلام بيتاً . قصة إسلامه: الأستاذ السابق بكلية اللاهوت الإنجيلية ( إبراهيم خليل فلوبوس ) واحد من الملايين الذين انقادوا لما وجدوا عليه آباءهم من غير بني الإسلام .. تنشأ في الكنيسة .. وترقى في مدارس اللاهوت .. وتبوأ مكانة مرموقة في سلم التنصير .. وبأنامل يديه خط عصارة خبرته الطويلة عدة مئات من الصفحات رسالة للماجستير تحت عنوان : ( كيف ندمر الإسلام بالمسلمين)؟! في علم اللاهوت كان ( فلوبوس ) متخصصاً لا يجارى .. وفي منظار ( الناسوت ) كان ابن الكنيسة الإنجيلية .. الأمريكية يتيه خيلاء .. ولأسباب القوة والمتعة والحماية المتوفرة .. ما كان ( إبراهيم ) يقيم لعلماء الأزهر ، ـ وقد شفهم شظف العيش ـ أي وزن أو احترام ! لكن انتفاضة الزيف لم تلبث فجأة أن خبت .. وضلالات التحريف الإنجيلي والتخريف التوراتي انصدعت على غير ميعاد.. وتساقطت إذ ذاك غشاة الوهم ، وتفتحت بصيرة الفطرة فكان لإبراهيم خليل فلوبوس ـ وقد خطا عتبات الأربعين يوم الخامس والعشرين من 59 ـ ميلاداً جديداً . مع الأستاذ إبراهيم خليل أحمد ... داعية اليوم كان هذا اللقاء .. وعبر دهاليز الضلالة والزيف نحو عالم الحق والهداية والنور كان هذا الحوار . ـ كيف كانت رحلة الهداية التي أوصلتك شاطئ الإيمان والإسلام ، ومن أين كانت البداية ؟ ـ في مدينة الإسكندرية وفي الثالث عشر من يناير عام 1919 كان مولدي ، نشأت نشأة نصرانية ملتزمة وتهذبت في مدارس الإرسالية الأمريكية ، وتصادف وصولي مرحلة (الثقافة) المدرسية مع اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتعرض مدينة الإسكندرية لأهوال قصف الطائرات .. فاضطررنا للهجرة إلى أسيوط حيث استأنفت في كليتها التعليم الداخلي وحصلت على الدبلوم عام 41 / 1942 وسرعان ما تفتحت أمامي سبل العمل فالتحقت بالقوات الأمريكية من عام 42 وحتى عام 1944م . ـ ما طبيعة هذا العمل وكيف حصلت عليه ؟ـ كان للقوات الأمريكية وقتذاك معامل كيماوية لتحليل فلزات المعادن التي تشكل هياكل الطائرات التي تسقط من أجل معرفة تراكيبها ونوعياتها ، وبحكم ثقافتي في كلية أسيوط ولتمكني من اللغة الإنجليزية ولأن الأمريكان كانوا يهتمون اهتماماً بالغاً بالخريجين ويستوعبونهم في شركاتهم فقد أمضيت في هذا العمل سنتين .. لكن أخبار الحرب والنكبات دفعتني لأن أنظر إلى العالم نظرة أعمق قادتني للاتجاه إلى دعوة السلام وإلى الكنيسة .. التي كانت ترصد رغباتي وتؤجج توجهاتي .. فالتحقت بكلية اللاهوت سنة 1945م وأمضيت فيها ثلاث سنين. ـ ماهي الخطوط العامة لمنهج الكلية وأين موقع الإسلام فيه ؟ ـ في الثمانية أشهر الأولى كنا ندرس دراسات نظرية .. يقدم الأستاذ المحاضرة على شكل نقاط رئيسية ، ونحن علينا أن نكمل البحث من المكتبة وكان علينا أن ندرس اللغات الثلاث : اليونانية والأرامية والعبرية إضافة إلى اللغة العربية كأساس والإنجليزية كلغة ثانية .. بعد ذلك درسنا مقدمات العهد القديم والجديد ، والتفاسير والشروحات وتاريخ الكنيسة ، ثم تاريخ الحركة التنصيرية وعلاقتها بالمسلمين ، وهنا نبدأ دراسة القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، ونتجه للتركيز على الفرق التي خرجت عن الإسلام أمثال الإسماعيلية ، والعلوية ، والقاديانية ، والبهائية ... وبالطبع كانت العناية بالطلاب شديدة ويكفي أن أذكر بأننا كنا حوالي 12 طالباً وُكّل بتدريسنا 12 أستاذاً أمريكياً و7 آخرين مصريين . ـ هذه الدراسات عن الإسلام وعن الفرق .. هل كانت للاطلاع العلمي وحسب أم أن هدفاً آخر كان وراءها ؟ ـ في الواقع كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن ... والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين ! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم ، فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا ، وهناك كتب لدينا في هذا الموضوع أهمها كتاب ( الهداية ) من 4 أجزاء و ( مصدر الإسلام ) إضافة إلى استعانتنا واستفادنا من كتابات عملاء الاستشراق أمثال طه حسين الذي استفادت الكنيسة من كتابه ( الشعر الجاهلي ) مائة في المائة ، وكان طلاب كلية اللاهوت يعتبرونه من الكتب الأساسية لتدريس مادة الإسلام ! وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين) سنة 52 والتي أمضيت 4 سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتنصير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 48 . ـ كيف إذاً حدث الانقلاب فيك ... ومتى اتجهت لاعتناق الإسلام ؟ ـ كانت لي ـ مثلما ذكرت ـ صولات وجولات تحت لواء الحركة التنصيرية الأمريكية ، ومن خلال الاحتكاك الطويل ، ومن بعد الاطلاع المباشر على خفاياهم تأكد لي أن المنصرين في مصر ما جاءوا لبثّ الدين وإنما لمساندة الاستعمار والتجسس على البلاد ! ـ وكيف ؟ـ الشواهد كثيرة ، وفي أي مسألة من المسائل ، فإذا كانت البلد تستعد للانتفاضة على الظلم كانت الكنيسة أول من تدرك ذلك لأن القبطي والمسلم يعيشان على أرض واحدة ، ويوم يتأوه المسلم سرعان ما يسمع النصراني تأوهاته فيوصلها إلينا لنقوم بتحليلها وترجمتها بدورنا ، ومن جانب آخر كان رعايا الكنيسة في القوات المسلحة أداة مباشرة لنقل المعلومات العسكرية وأسرارها ، وعن طريق المراكز التنصيرية التابعة لأمريكا والتي تتمتع بالرعاية وبالحماية الأمريكية كانت تدار حرب التجسس ، ولك أن تعلم هنا أن النصراني في مصر له جنسيتان وانتماءان : انتماؤه للوطن الذي ولد فيه وهو انتماء مدني تُعبر عنه جنسيته المصرية ، وانتماء ديني أقوى تمثله الجنسية النصرانية . فهو يحس في أوروبا وفي أمريكا حصناً وبالدرجة الأولى ، بينما يشعر النصارى في مصر أنهم غرباء ! تماماً كالانتماء الإسرائيلي الذي يعتبر انتماءه بالروح إلى أرض أورشليم انتماء دينياً وانتماءه إلى الوطن الذي ولد فيه انتماء مدنياً وحسب ! ولذلك قام مخطط المنصرين والكنيسة على جعل مصر تدور في فلك الاستعمار فلا تستطيع أن تعيش بعيداً عنه ، الأمر الذي جعلني أشعر بمصريتي وأحس أن هؤلاء أجانب عني وأن جاري المسلم أقرب إلي منهم بالفعل ... فبدأت أتسامح .. عفواً أقول أتسامح وأعني أن أقرأ القرآن بصورة تختلف عما كنت أقرؤه سابقاً وفي شهر يونيو تقريباً عام 1955م استمعت إلى قول الله سبحانه}قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) {(سورة الجن) هذه الآية الكريمة من الغريب أنها رسخت في القلب ، ولما رجعت إلى البيت سارعت إلي المصحف وأمسكته وأنا في دهشة من هذه السورة ،كيف ؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول : } لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{ (الحشر:21). إبراهيم خليل الذي كان إلى عهد قريب يحارب الإسلام ويقيم الحجج من القرآن والسنة ومن الفرق الخارجة عن الإسلام لحرب الإسلام ... يتحول إلى إنسان رقيق يتناول القرآن الكريم بوقار وإجلال ... فكأن عيني رُفعت عنهما غشاوة وبصري صار حديداً ... لأرى ما لا يرى ... وأحس إشراقات الله تعالى نوراً يتلألأ بين السطور جعلتني أعكف على قراءة كتاب الله من قوله تعالى الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف: 157)وفي سورة الصف : } وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ { (الصف:6) إذاً فالقرآن الكريم يؤكد أن هناك تنبؤات في التوراة وفي الإنجيل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا بدأت ولعدة سنوات دراسة هذه التنبؤات ووجدتها حقيقة لم يمسها التبديل والتغيير لأن بني إسرائيل ظنوا أنها لن تخرج عن دائرتهم .. وعلى سبيل المثال جاء في ( سفر التثنية ) وهو الكتاب الخامس من كتب التوراة ( أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ) توقفت أولاً عند كلمة ( إخوتهم ) وتساءلت : هل المقصود هنا من بني إسرائيل ؟ لو كان كذلك لقال ( من أنفسهم ) أما وقد قال ( من وسط إخوتهم ) فالمراد بها أبناء العمومة ، ففي سفر التثنية إصحاح 2 عدد 4 يقول الله لسيدنا موسى عليه السلام : ( أنتم مارون بنجم إخوتكم بني عيسو ... ) و ( عيسو ) هذا الذي نقول عنه في الإسلام ( العيس ) هو شقيق يعقوب عليه السلام ، فأبناؤه أبناء عمومة لبني إسرائيل ، ومع ذلك قال ( إخوتكم ) وكذلك أبناء ( إسحق ) وأبناء ( إسماعيل ) هم أبناء عمومة ، لأن (إسحق) شقيق ( إسماعيل ) عليهما السلام ومن ( إسحق ) سلالة بني إسرائيل ، ومن ( إسماعيل ) كان ( قيدار ) ومن سلالته كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا الفرع الذي أراد بنو إسرائيل إسقاطه وهو الذي أكدته التوراة حين قالت ( من وسط إخوتهم ) أي من أبناء عمومتهم .وتوقفت بعد ذلك عند لفظة ( مثلك ) ووضعت الأنبياء الثلاثة : موسى ، وعيسى ، ومحمد عليهم الصلاة والسلام للمقابلة فوجدت أن عيسى عليه السلام مختلف تمام الا ختلاف عن موسى وعن محمد عليهما الصلاة والسلام ، وفقاً للعقيدة النصرانية ذاتها والتي نرفضها بالطبع ، فهو الإله المتجسد ، وهو ابن الله حقيقة ، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث ، وهو الذي مات على الصليب .. أما موسى عليه السلام فكان عبدالله ، وموسى كان رجلاً ، وكان نبياً ، ومات ميتة طبيعية ودفن في قبر كباقي الناس وكذلك سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذاً فالتماثل إنما ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم ، بينما تتأكد المغايرة بين المسيح وموسى ـ عليهما السلام ـ ، ووفقاً للعقيدة النصرانية ذاتها ! فإذا مضينا إلى بقية العبارة : ( وأجعل كلامي في فمه .. ) ثم بحثنا في حياة محمد صلى الله عليه وسلم فوجدناه أمياً لا يقرأ ولا يكتب ، ثم لم يلبث أن نطق بالقرآن الكريم المعجزة فجأة يوم أن بلغ الأربعين .. وإذا عدنا إلى نبوءة أخرى في التوراة سفر أشعيا إصحاح 79 تقول : ( أو يرفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة ولا الكتابة ويقول له اقرأ ، يقول ما أنا بقاريء .. ) لوجدنا تطابقاً كاملاً بين هاتين النبوءتين وبين حادثة نزول جبريل بالوحي على رسول الله في غار حراء ، ونزول الآيات الخمس الأولى من سورة العلق. }اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) { ـ هذا عن التوراة ، فماذا عن الإنجيل وأنت الذي كنت تدين به ؟ـ إذا استثنينا نبوءات برنابا الواضحة والصريحة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم بالاسم ، وذلك لعدم اعتراف الكنيسة بهذا الإنجيل أصلاً ، فإن المسيح عليه السلام تنبأ في إنجيل يوحنا تسع نبوءات ، و ( البرقليط ) الذي بشر به يوحنا مرات عديدة ... هذه الكلمة لها خمسة معاني : المعزّي ، والشفيع ، والمحامي ، والمحمد ، والمحمود ، وأي من هذه المعاني ينطبق على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تمام الانطباق فهو المعزّي المواسي للجماعة التي على الإيمان وعلى الحق من بعد الضياع والهبوط ، وهو المحامي والمدافع عن عيسى ابن مريم عليه السلام وعن كل الأنبياء والرسل بعدما شوه اليهود والنصارى صورتهم وحرفوا ما أتوا به وهو الإسلام .. ولهذا جاء في إنجيل يوحنا إصحاح 14 عدد 16 و17 ( أنا أصلي إلى الله ليعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق ) .. وقال في نبوءة أخرى إصحاح 16 عدد 13 ـ 14 ( وأما متى جاء ذاك الروح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به . ويخبركم بأمور آتية ، ذاك يمجدني ) وهذا مصداق قول الله تبارك وتعالى : "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" (الكهف:110). ـ كيف كانت لحظة إعلانك للإسلام وكيف كانت بداية الحياة الجديدة في رحاب الهداية والحق ؟ ـ بعد أن وصلت إلى اليقين وتلمست الحقائق بيدي كان عليّ أن أتحدث مع أقرب الناس إلي زوجتي ، لكن الحديث تسرب عن طريقها إلى الإرسالية للأسف ، وسرعان ما تلقفوني ونقلوني إلى المستشفى وتحت مراقبة صارمة مدعين أني مختل العقل ! ولأربعة شهور تلت عشت معاناة شديدة جداً ، ففرقوا بيني وبين زوجتي وأولادي ، وصادروا مكتبتي وكانت تضم أمهات الكتب والموسوعات ... حتى اسمي كعضو في مجمع أسيوط ، وفي مؤتمر ( سنودس ) شُطب ، وضاع ملفي كحامل ماجستير من كلية اللاهوت ... ومن المفارقات العجيبة أن الإنجليز في هذه الآونة كانوا قد خلعوا الملك طلال من عرش الأردن بتهمة الجنون ... فخشيت أن يحدث معي الأمر ذاته .. لذلك التزمت الهدوء والمصابرة وصمدت حتى أطلق سراحي ، فقدمت استقالتي من الخدمة الدينية واتجهت للعمل في شركة أمريكية للأدوات المكتبية لكن الرقابة هناك كانت عنيفة جداً ، فالكنيسة لا تترك أحداً من أبنائها يخرج عليها ويسلم ، إما أن يقتلوه أو يدسوا عليه الدسائس ليحطموا حياته .. وفي المقابل لم يكن المجتمع المسلم حينذاك ليقدر على مساعدتي ... فحقبة الخمسينات والستينات كما تعلمون كانت تصفية للإخوان المسلمين ، وكان الانتماء للإسلام والدفاع عنه حينذاك لا يعني إلا الضياع ! ولذلك كان عليّ أن أكافح قدر استطاعتي ، فبدأت العمل التجاري ، وأنشأت مكتباً تجارياً هرعت بمجرد اكتماله للإبراق إلى ( د. جون تومسون ) رئيس الإرسالية الأمريكية حينذاك ، وكان التاريخ هو الخامس والعشرين من ديسمبر 1959 والذي يوافق الكريسماس ، وكان نص البرقية : ( آمنت بالله الواحد الأحد ، وبمحمد نبياً ورسولاً ) لكن إشهار اعتناقي الرسمي للإسلام كان يفترض عليّ وفق الإجراءات القانونية أن ألتقي بلجنة من الجنسية التي أنا منها لمراجعتي ومناقشتي.و في الوقت الذي رفضت جميع الشركات الأوربية والأمريكية التعامل معي تشكلت اللجنة المعنية من سبعة قساوسة بدرجة الدكتوراه .. خاطبوني بالتهديد والوعيد أكثر من مناقشتي ! وبالفعل تعرضت للطرد من شقتي لأنني تأخرت شهرين أو ثلاثة عن دفع الإيجار واستمرت الكنيسة تدس علي الدسائس أينما اتجهت .. وانقطعت أسباب تجارتي .. لكني مضيت على الحق الذي اعتنقته ... إلى أن قدر الله أن تبلغ أخباري وزير الأوقاف حينذاك عبدالله طعيمة ، والذي استدعاني لمقابلته وطلب مني بحضور الأستاذ الغزالي المساهمة في العمل الإسلامي بوظيفة سكرتير لجنة الخبراء في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فكنت في منتهى السعادة في بادئ الأمر ، لكن الجو الذي انتقلت إليه كان ـ وللأسف ـ مسموماً ، فالشباب يدربون على التجسس بدل أن يتجهوا للعلم ! والموظفون مشغولون بتعليمات ( منظمة الشباب ) عن كل مهامهم الوظيفية وكان التجسس على الموظفين ، وعلى المديرين ، وعلى وكلاء الوزارة ... حتى يتمكن الحاكم من أن يمسك هؤلاء جميعاً بيد من حديد ! ولكم تركت أشيائي منظمة كلها في درج مكتبي لأجدها في اليوم الثاني مبعثرة ! وعلى هذه الصورة مضت الأيام وأراد الله سبحانه أن يأتي د . محمد البهي وزيراً للأوقاف بعد . طعيمة الجرف . وكان د.البهي قد تربى تربية ألمانية منضبطة ، لكن توفيق عويضة سكرتير المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وأحد ضباط الصف الثاني للثورة تصدى له .. وحدث أن استدعاني د. البهي في يوم من الأيام بعدما صدر كتابي : ( المستشرقون والمنصرون في العالم العربي والإسلامي ) وأحب أن يتعرف عليّ ... فترامى الخبر إلى توفيق عويضة واعتقد أنني من معسكر د. البهي والأستاذ الغزالي .. ووجدت نفسي فجأة أتلقى الإهانة من مدير مكتبه رجاء القاضي وهو يقول لي : اتفضل على الوزارة التي تحميك ! خرجت والدموع في عيني ، وقد وجدتهم صادروا كتبي الخاصة من مكتبي ولم يبقوا لي إلا شيئاً بسيطاً حملته ورجعت إلى الوزارة .. وهناك اشتغلت كاتب وارد بوساطة !! فكان يوم خروجي على المعاش بتاريخ 12 / 1 / 1979 وقد بلغت الستين ، ومن ذلك اليوم بدأ إبراهيم خليل يتبوأ مركزه كداعية إسلامي ، وكان أول ما نصرني الله به أن ألتقيت مع الدكتور جميل غازي ـ رحمه الله ـ بـ 13 قسيساً بالسودان في مناظرة مفتوحة انتهت باعتناقهم الإسلام جميعاً وهؤلاء كانوا سبب خير وهداية لغرب السودان حيث دخل الألوف من الوثنيين وغيرهم دين الله على أيديهم.
-
موضوع جميل ومعلومات مفيدة جزاكم الله خيرا
-
جزاكي الله خيرا أختي الكريمة
-
وجزاكي كل الخير أختي الكريمة
-
وجزاكي كل الخير أختي الكريمة وجعل ما تكتبين في ميزان حسناتك
-
كلمات رائعة أختي الكريمة بنت مصرية وجعلها في ميزان حسناتك أوجزتي فكانت البلاغة في القليل جزاكي الله خيرا أختي الكريمة الفقيرة الى الله
-
عالمة بالازهر تطالب بتعيين امرأة مساعد للمفتى بكل محافظة
موضوع تمت اضافته Mr Hamdy Ahmad في منتدى الحوار العام
عالمة بالازهر تطالب بتعيين امرأة مساعد للمفتى بكل محافظة طالبت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير بتعيين امرأة كمساعد للمفتى فى كل المحافظات للرد على القضايا والأسئلة النسائية والأسرية، وتكون متخصصة فى مجال الفقه أسوة بتركيا التى يوجد فى كل محافظاتها مساعد مفتى تعتنى بقضايا المرأة والإفتاء ولا تزاحم المفتى الرئيسى، بدلا من فوضى الفتاوى التى نشهدها على الفضائيات ليل نهار. وقالت الدكتورة آمنة أنها لا تطالب بتعيين امرأة كمفتى لتعارض ذلك مع الشرع، وأنها ضد هذه الفكرة تماما مما يتطلبه دور المفتى من امامة الصلاة، وانما كمساعد المفتى فالمرأة ستلبى احتياجات الأسئلة والفتاوى النسائية من الاسكندرية لأسوان على أن تكون أستاذة على درجة من العلم والمسئولية والنضج. وأشارت استاذة العقيدة والفلسفة الى أنها تتوقع عدم قبول الفكرة لأن الناس تتخوف دائما من الجديد لما لدينا من أعراف ثابته، والجديد دائما يحتاج الى اقناع وأدلة حتى يقتنع به المجتمع، كما جاء ببرنامج 90 دقيقة الجمعة. ومن جهته، رفض الشيخ فرحات المنجى من علماء الأزهر اقتراح الدكتورة آمنة، مؤكدا أن الافتاء منصب لا يجوز الا للرجل، ولا يجوز تعيين امرأة مساعد للمفتى، وتركيا- التى ضربت بها الدكتورة أمنة المثال- هى دولة علمانية، ولها ظروفها، وحتى المرأة المحجبة بها تقابل بنوع من الريبة والشك، ولا يجوز تعميم هذا النموذج فى مصر. -
سلسلة مصارحات رمضانية أخواني وأخواتي الأعزاء أقدم لكم اليوم سلسلة رائعة من الموضوعات تشغل بال كل منا في الايام المباركات القادمة وسوف نتناول كل منها بموضوع منفرد ونجمعها هنا بإذن الله تعالى راجين المولى عز وجل أن ينفع بها المسلمين وأن يجزي القائمين على هذا العمل خير الجزاء بين يدي المصارحات أخي الصائم .. أحمد الله تعالى إليك , الذي بلغنا بفضله ومنته شهره العظيم ,وأسأله تعالى أن يبلغنا صيامه وقيامه , وأن يتقبل ذلك كله منا .. إنه سميع مجيب . وإني لأهنئك كما أهنئ نفسي وجميع أحبابي المسلمين بهذه المنة العظيمة , ولم لا وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه كان رجلان من بلي من قضاعة , أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة . قال طلحة بن عبيد الله : فأُريتُ الجنة فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد , فعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم _ أو ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم _ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة أو كذا وكذا ركعة صلاة السَّنَةِ * فكم أنا سعيد _ أخي الحبيب _ وأنا أتحدث إليك في هذا الشهر الكريم , أتعلم لماذا ؟ لأنه نوع من التواصل بين المسلمين في شهرهم المعظم بين الشهور , نتناصح فيه ونتغافر , ويذكر أحدنا نفسه بحديثه قبل أن يصل الذكر إلى مستمعه ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) الذاريات :55 أخي الصائم .. للحديث معك نكهة خاصة , ولندائك في خاطري رائحة تذكرني بعطر الحقول حين يتدفق في جوانبها الماء وأكاد أحس بنسمات الربيع الفتي فوق الروابي الخضر حين أقول لك : أخي الصائم . فأنت أخي وإن لم أعرف لك أسما أو رسما , وأخي وإن جهلت إليك الطريق فما أعظم هذا النداء الإيماني , الذي يلغي بيني وبينك كل المسافات , ويهدم كل الحواجز , ويوحد بيننا الأهداف والآمال ولآلام . ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات:10 صائم : طاعة لله تعالى , وليس رياء ولا سمعة , فما أبعد الصوم عن الرياء ,ألم يقل المولى جل وعلا في الحديث القدسي : "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " رواه الشيخان وغيرهما . صائم : تعبداً لله تعالى , وأي عز أعظم من ذلك : ومما زادني شرفاً وتيها ** وكدت بأخمصي أطا الثريا دخولي تحت قولك ياعبادي ** وأن صيرت أحمد لي نبيا صائم : تستشعر بها أنك داخل في عبادة تستمر ساعات طوالا , لا تعيقك عن نشاط , ولا تمنعك من راحة , بل تضفي على جوارحك خشوعاً , وعلى شخصك وقاراً , وعلى فؤادك راحة كم كنت تنشدها وأنت تشق بحر الحياة المتلاطم . فهل تسمح لي يا أخي الصائم أن أرافقك خلال شهر الصوم والرحمة والمغفرة والعتق من النيران , لنقف بعض الوقفات نستعرض فيها شيئاً مما قد يبدو لنا من صور اجتماعية , وممارسات يومية خلال هذا الشهر الكريم , وأمور قابلة للنقاش , وإبداء وجهة النظر حولها , ولعل منها ما نتفق على استحسانه , أو على استهجانه ونبذه , وقد نختلف حول بعضها , ولا بأس , فالخلاف لا يفسد للود قضية , كما يقال . واليكم الموضوعات سلسلة مصارحات رمضانية - الجزء الأول بوح إلى زوج شرود مهازل تسويقية همسات في أذن مصلية رمضان والجمعيات الخيرية رمضان ومصارحات زوجية رمضان وشباب الشوارع هييييييييييييه رمضان جيه وهبطل شغل الناس في الصيام أنواع _أدخل واتفرج صوت الارادة يدوي ما أشد قبحها في رمضان هل ستغلبه أم سيغلبك ؟ بين الغطيط والسهر ضياع ! سنتابع بإذن الله
-
سلسلة مصارحات رمضانية ( بوح إلى زوج شرود ) أخي الصائم .. أرجو أن تدعني أن أصارحك بحديث ظل يعتلج في صدري أكثر من سنتين أو ثلاث , وكنت أؤجل الحديث عنه , حتى عزمت اليوم على البوح . إنه ليس بوحي أنا بل بوح زوجتك وأطفالك حديث كل فرد منهم إذا خلا بنفسه , ونجيهم إذا تجالسوا , إنهم يحسون بأنهم وقعوا بين فكي كماشة , ترفعت أخلاقهم عن غيبة الناس فكيف بأبيهم وأحبوك فكرهوا كل كلمة تخدش شخصيتك في نفوسهم وهابوك فتيبست الكلمات على أطراف ألسنتهم فجئت أنوب عنهم فهل ستهبني بعض وقتك ؟ إنهم يقولون إنك لا تقصر معهم في مطعم ولا ملبس , أسكنته ما يليق بمثلهم , وحرصت على تسجيلهم في التعليم كغيرهم , ولكنهم لا يزالون يبحثون عنك في البيت منذ أمد , فلا يجدونك إلا لماماً , فأنت لا تسألهم عن صحتهم ولا تعرف أصدقاءهم , وتجهل مستواهم في دراستهم فقدوا فيك الأنس والحنان الذي لا يظنون أن أحد من الناس يمكنه أن يعوضهم عنه مثلك . وحين دخل شهر رمضان المبارك , أملوا أن يحظوا بمجالستك فخاب ظنهم فلولا جلسة الإفطار السريعة , والتي يعقبها سكوت متواصل لمشاهدة التلفاز لما رأوك وهي جلسة ليست محسوبة لك عندهم لأنهم يعلمون أن جلوسك ليس لهم . لقد كادت أعصابي تتمزق حين سمعت أحدهم بعد أن رأى أباً يجلس مع أولاده يحكي لهم قصة , سمعته يقول لأمه : لماذا كل الأولاد يجلس معهم أبوهم إلا نحن ؟! بل لقد ذرفت عيني حين قرأت حادثة تقول : إن أحد الأبناء وقف على باب المنزل ينتظر والده وحينما عاد بادره بالسؤال : والدي كم تعطيك المؤسسة على عملك في اليوم الواحد , فانتهره الأب وعبس في وجهه , ووبخه على مثل هذا السؤال الفضولي , فانكفأ الطفل على نفسه يبكي وانسحب يبكي ذليلاً إلى غرفته . وبعد أن وعى الأب لخطئه , جلس إلى ولده وقال له : لماذا يا ولدي بادرتني بهذا السؤال قبل أن أرتاح من تعبي , وأنا للتو قد حضرت ولكن قل لي لماذا تسأل هذا السؤال فقال له : أجبني أولا , فقال له : مائة ريال , فأطرق الطفل ثم قال : هل يمكن أن تقرضني خمسين ريالاً فقال الأب ولماذا ؟ فأجاب الطفل : لأني جمعت من مصروفي خمسين ريالاً فأريد أن أكمل لك المائة لأشتري من المؤسسة يوماً واحداً تجلسه معنا . فاستعبر الأب وبكى , وعلم مدى تقصيره الشديد مع أطفاله بل وزوجته الصبور . أخي الصائم : إن بعض الآباء يقسمون أخلاقهم نصفين بين أصدقائهم وأفراد عائلتهم فالابتسامة الفرحة والطلاقة في الوجه والتسامح في الخطأ ودماثة الخلق ولطف المعاشرة وطول المجالسة كل ذلك يكون للأصدقاء في الديوانيات والمنتزهات والعبوس والغضب والتوتر الشديد والمحاسبة الدقيقة والشكوى من ضيق الوقت والتبرم بكل شيء للزوجة والأولاد !! فهل هذا من الإنصاف في شيء ؟!! أخي الصائم : كأني بزوجة مثل صاحبنا تود أن تنفجر يوماً فتقول : دعني أبح بالذي كتمت من حرق *** ولا تلمني إذا نالتك أشقاها كم دافعتني إلى بوح لتعتقني *** لكنني خوف هجر منك أنهاها لا تستطيع فساتيني وأسورتي *** وما تلألأ في كفي وما تاها أن تشتري من خيالي لحظة خطرت *** فيها رؤاك ولو عزت مزاياها ولا ألذ بضحكات الصغار وكم *** وددت والله لو أسقيك أحلاها متى تؤوب إلى دنياي يا حلمي *** وتتقي في بقايا عبرتي الله وكفكفت بيمين الحب مدمعها *** وسافرت في عروقي نار شكواها فهل سافرت في عروقك أنت أيضاً - أيها الزوج الشرود - شكراً لك على إنصاتك لبوحي , وبقي أن تصغي لبوح كل فرد من أفراد أسرتك منفرداً , ومجتمعاً .
-
سلسلة مصارحات رمضانية ( مهازل تسويقية ) أخي الصائم .. من أبرز الظواهر التي تصاحب شهر رمضان المبارك حتى نهايته ظاهرة التسوق الشره التي تبدأ قبيل مطلع الشهر بالمواد الغذائية وتنتهي بملابس العيد , أو الأعراس التي تعقبه مباشرة ولا شك أنها حالات تستدعي التسوق لا محالة , ولكن المشكلة تكمن في قضية كبرى وقع فيها كثير من الناس اليوم وهي وهم التساوي بينهم في قدر الدخل الذي يجعل متوسط الحال ينفق ويشتري بقدر الثري في جميع مظاهر الحياة اليومية ويظل بعد ذلك يعاني من سداد ديونه التي لا ترحم حاله , فلا يهنأ بنوم ولا يسعد بلقاء أحد فكل من حوله قد أصبح مديناً لهم , يده هي السفلى وأيديهم هي العليا والهدف من وراء ذلك ترف يمكنه أن يستغني عنه حتى يغنيه الله من فضله . وقد ساعد في تفاقم ذلك ما تقوم به المحلات التجارية من عمليات تسويقية قادرة على إقناع المستهلك بأن إقدامه على الشراء منها سيوفر له كثيراً من أمواله , فالتخفيض يصل إلى ستين في المائة والتقسيط مريح جداً لا يتعدى ثلاث تسعات متجاورة , ولا يحتاج إلى كفيل ومثل هذه التصفية لن تتكرر مرة أخرى , وإذا اشتريت ثلاث قطع فالرابعة مجاناً , ولنا في كل يوم متسوق لا يدفع ثمن مشترواته , والمسابقات تستعر والسيارات قد شمرت عن عجلاتها أمام المحل في زهو , تدغدغ مشاعر المساكين , الذين يجذبهم الإغراء ويخدعهم البريق ويظل أحدهم يجري وراء كل نور من أشعة الليزر التي تشق عنان السماء , لعله يحظى بصفقة العمر , فيشتري أضعاف ما كان ينوي شراءه , فتصبح التخفيضات ترفيعات , وتعود أغنية التوفير رجع نواح . أما النساء فيا لها من رحلة يومية مريرة , تقضي فيها المرأة ساعات طوالاً , ركضاً وراء الموديلات الجديدة , لا يقر لها قرار حتى تذرع السوق كله , كي لا تصف إحدى الصديقات محلاً فتخجل أنها لم تقم بزيارته , أما محرمها إذا كان معها فهو مجرد حمال جاء معها ليخفف عنها عبء الأثقال , ليس له رأي ذو بال , بل إن المرأة هي التي تقوم بمفاصلة البائع وهو أخرس ينتظر الأمر بدفع النقود !! ويقضي الأمر حين تغيب تيم *** ولا يستأمرون وهم حضور وهي لا تأبه به ولا بحالته المادية ولا بأس عندها إذا استدان , فالمهم ألا تعود إلا بما غلا سعره وندر وجوده لتكتمل لها كل عناصر المباهاة أمام الأخريات هذا غير الذي تكذب فيه وتتباهى بما ليس عندها حتى لا تغلبها واحدة منهن ," والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " كما روى الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولفتة أخيرة في قضية التسوق تسألك - أخي الصائم - هذا السؤال : لماذا لا يحمي وطيس تسوقنا إلا في العشر الأواخر التي كان ينبغي فيها أن نتفرغ للعبادة , ألم نكن نعلم بقدوم العيد من أول الشهر بل قبل هلاله ؟ لقد تعودنا أن نلوم أنفسنا على تأجيلنا شراء اللوازم المدرسية إلى أن تفتح المدارس وعلى تأجيلنا المذاكرة إلى قرب الامتحان وعلى تأجيلنا الاستعداد للمناسبات الشرعية والاجتماعية إلى حين قدومها وفي كل مرة نعزم على تلافي ذلك مستقبلاً , ولكننا نعود إلى التأجيل مرة أخرى .. فمتى نأخذ بالحزم والعزم ؟ متـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى متـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
-
جزاك الله خيرا دكتورنا العزيز جاري التحميل وبارك الله فيك
-
سلسلة مصارحات رمضانية ( همسات في أذن مصلية ) أخي الصائم .. من خصوصيات شهر رمضان المبارك أنه يتيح المجال أمام المرأة المسلمة أن تصلي كل ليلة في المسجد مع جماعة الرجال في المكان المخصص لمثلها وهو ما كان يحدث في كل الشهور والأوقات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحضور السنوي يمثل للمرأة في مجتمعنا فرصة ثمينة تجتمع فيها عدد من الفوائد والمصالح , فإلى جانب المصالح الشرعية حيث تجد جواً ملائماً للعبادة بعيداً عن صخب الأطفال ومشاغل الدار التي لا تنتهي , وتستمع المرأة إلى التلاوة الصحيحة لكتاب الله , وتجد الفرصة لتسأل عما يصلح دينها ودنياها , وتستمع إلى الدروس النافعة فإنها تكسب مصالح اجتماعية , حين تتعرف على نساء الحي الذي تعيش فيه , ولا سيما في هذا الزمن الذي قلت فيه الصلات بين الجيران بحيث لا يكاد يعرف بعضهم بعضاً إلا قليلاً . والتعارف مطلب شرعي واجتماعي ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) الحجرات: 13 , ينبني عليه تلاحم المجتمع وتكافله وشيوع روح التعاون بين أفراده حينما تمتد هذه الصلات بعد رمضان , وتحقق أهدافها النبيلة . أختي الصائمة .. إن حسن نيتك في الحضور إلى المسجد لا يخفي الواقع المشهود , والذي ينضح بعدد من السلوكيات والمخالفات التي تقع فيها بعض النساء في قدومهن إلى المسجد , فهناك من تأتي وقد كشفت وجه ابنتها بحجة أنها صغيرة في نظرها وقد تجاوزت العاشرة من عمرها , وهي تتمتع بما يلفت إليها نظر الرجال وهم يدخلون المسجد بالقرب منها , أو أحياناً تسمح بذلك لخادمتها متساهلة بذلك , ومنهن من يلبس النقاب دون غطاء فيقعن في فتنة الرجال وهناك من تأتي وقد بالغت في زينتها ولباسها وأصباغ الوجه وكأنها قادمة على عرس تختال فيه بين النساء بجمالياتها وهناك من تأتي ورائحة العطور تفوح منها بحجة محاولة إطفاء رائحة المطبخ في جسدها وملابسها , حتى لا تؤذي المصليات معها وهي نية حسنة فالحضور برائحة الطعام إلى المسجد خطأ ولا شك يقع فيه بعض النسوة فيؤذين المصلين والمصليات والملائكة الذين يتأذون مما يتأذى منه ابن آدم ولكن لا ينبغي أن يعالج بخطأ آخر فالمرأة إذا تطيبت وشم الرجال طيبها فهي زانية كما في الحديث الشريف , والحل الذي يمكن أن تفعله هو أن تغتسل جيداً وتبدل ملابسها , فخير الطيب الغسل كما ورد . ومن العجيب جداً أنك ترى المكان المخصص للنساء في المسجد أقل نظافة وترتيباً من مكان الرجال فالمناديل تنتشر فيه انتشار الجراد ، والسجادات مرمية فيه دون تنظيم , والمصاحف لا توضع في أماكنها الطبيعية , وكان المتوقع العكس تماماً فالتنظيف والترتيب من خصوصيات المرأة أكثر من الرجل في المنزل فلماذا يقل هذا الشعور في المسجد مع أن المفترض أن يكون الحرص على النظافة في المسجد بدافع شرعي , حرصاً على نزاهة المكان المعد للصلاة والعبادة من القذر , ولتترك المرأة أثر طيباً في البيت الذي استضافها شهراً كاملاً ولكي تحظى بالأجر الذي جاءت وتركت بيتها من أجله . ولا أخفيك - أختي الصائمة - أن أصوات أطفالك في المسجد من ضوضاء وبكاء تصل إلى مصلى الرجال فكيف بمن معك من النساء فلا تؤذي أحد - بارك الله فيك - بأولادك ، فإن استطعت أن تضعيهم في أيد أمينة في المنزل وإلا فاجلسي معهم وصلي في دارك فواجبك نحوهم مقدم على رغبتك في حضور الجماعة وهي ليست واجباً عليك .
-
سلسلة مصارحات رمضانية ( رمضان والجمعيات الخيرية ) أخي الصائم .. من أبرز ما يميزنا مجتمعنا الطيب من سمات عليا خلق الإيثار هذه السمة الرفيعة التي تعز على صغار النفوس ومن تملكتهم الأنانية وعشق الذات , الذين يبيعون كل شيء حتى مبادئهم من أجل مصالح زهيدة لا تفطن إليها عيون الكبار . الإيثار هو الذي جعل كل إنسان في هذا الوطن يرى أن من واجبه أن يقتسم رزقه مع أصناف من إخوانه المسلمين المحتاجين وأن يغرس له في كل بلد من بلدانهم نخلة من البر والإحسان تدر عليه من الدعاء والثواب ما لا يحصيه إلا الله جل في علاه . ولذلك .. فقد وجدت أفكار الغيورين مرتعاً خصيباً في أرضنا فانطلقت مشروعات النماء والعطاء تنبثق ثم تشب ثم تبلغ أشدها طاوية مرحلة الطفولة بين حنايا أيامها الأولى . جمعيات تحفيظ القرآن الكريم , جمعيات البر الخيرية , لجان تيسير الزواج , هيئة الإغاثة العالمية , الندوة العالمية للشباب الإسلامي , مكاتب توعية الجاليات , مكاتب الدعوة التعاونية , مؤسسة الحرمين , الإدارة العامة للمساجد , وأمثالها , تتضافر ولا تتنافر , ويخدم كل منها جانباً من جوانب الخير لا يغني عنه الجانب الآخر . وهي جميعاً تعتمد في مواردها بتوفيق من الله على أمثالك - أخي الصائم - من أهل البر والإحسان , وتعد موسمها الكبير شهر رمضان حيث الجود فيه أكثر من سواه , فما دورك معها ؟ إن مما يحز في الخاطر حقا - يا أخي العزيز - أن يتنصل أحدنا من القيام بأي دور كان ليخدم هذه المؤسسات , والتي كثيراً ما تعتمد في أعمالها على محتسبين لا راتب لهم . ولا يكون حظها منه - بدل أن يكون أحد منابرها الإعلامية ورجالها المخلصين - إلا الإعراض , بل وربما تعدى الأمر إلى إثارة الغبار حول المؤسسة ورجالاتها وأساليب عملها , والحديث عنها في المجالس والأسواق , وليس ذلك من ناصح محب يدخل البيوت من أبوابها فيقدم النصيحة بهدف الإصلاح , ولكن من جاهل أو حاسد أو حاقد , صار كالبعوض يمتص من دم المصابين أقذر الأمراض وينقلها إلى الأصحاء فيصد أهل البر عن بذل الإحسان بالتشكيك في هذه الجمعيات وإثارة الشبهات والشهوات حولها والاتهامات غير الموثقة وإنما اجتلبت من سوق : يقولون . أما علم هؤلاء المرجفون أنهم يحاربون الله بغيبة هؤلاء المحتسبين , الذين يقومون بعمل ربما كان خيراً من اعتكاف المصلين وصيام المتقين وقيام الخاشعين , فالسعيد من وفقه الله لقضاء حاجات الملهوفين , وبذل المعروف للمعوزين وتخفيف عبء الحياة عن البائسين وما يوفق لذلك إلا ذو حظ عظيم . الناس للناس ما دام الحياء بهم *** والعسر واليسر ساعات وأوقات وأسعد الناس من بين الورى رجل *** تقضي على يده للناس حاجات قد مات قوم وماتت فضائلهم *** وعاش قوم وهم في الناس أموات ويكفي هؤلاء المحتسبين نصرة الله لهم , وأولئك المرجفين خذلان الجبار لهم يقول , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" من مشى في حاجة أخيه مشى الله في حاجته " و" من عادى لي ولياً آذنته بالحرب " أتراك أخي الصائم ستذهب اليوم إلى واحدة أو أكثر من هذه المؤسسات لتعرض عليها طاقاتك وخدمتك واختصاصك , فلعلها تنتظرك منذ أمد , لتبدأ معك مشروعاً من مشروعات الخير .
-
( خصوصيات زوجية ) حكم المعاشرة الزوجية في رمضان أخي الصائم .. ما أجمل أن يكون لرمضان ظلاله الجميلة على الحياة الزوجية فيضيف إليها من نفحاته ما يجعلها تزداد صلة وحميمية ولا شك أن مما يزيد هذه الصلة حرارة ويبقيها حية متواصلة استمرار ما أحل الله من المتعة بين الزوجين والعجيب أنك تقرأ ذلك في كتاب الله بعد المقطع الخاص بفرضية الصوم في رمضان مباشرة حين يقول الله تعالى : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ } البقرة : 187 هكذا صريحة مباشرة , كي لا يتردد متزهد ولا يخاف متورع ولا يماري متأول , أمر إلهي كريم يبيح العلاقة الجنسية بين الزوجين بكل تفاصيلها المباحة ليحافظ البيت المسلم على أمنه النفسي وعفته الجسدية وتواصله العاطفي . إن ما استدعى مثل الحديث ما يشبع عند بعض الأسر المسلمة من مقاطعة لكل المداعبات بين الزوجين إلى درجة الانفصال التام في المنام والبعد الجسدي المتعمد ليل نهار فالليل سهر مشترك مع الأقارب والأولاد والنهار لا يليق كما يزعمون أن يجتمع الزوجان في فراش واحد ويبقى الإنسان معرضاً للفتنة بالآخر أو بغيره خلال الصوم أو ظامئاً لشقه الآخر وهو بين يديه مما يؤدي أحياناً إلى جفاف العلاقة بينهما , وربما يتولد الجفاء بطول المدة وشهر كامل مدة طويلة جداً ربما أمرضت وشقت دون داع من دين أو خلق رفيع . وإذا رجعنا إلى حياة نبينا صلى الله عليه وسلم لوجدنا الأمر مختلفاً تماماً فقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم : كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام ثم يصوم رمضان " وأنه كما روى الجماعة كان يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملك لإربه " وفي مسلم كان يقبل في رمضان وهو صائم " وحتى حين يعتكف في مسجده العشر الأواخر ويشد مئزره , فإنه لا ينقطع عن أهله انقطاعاً تاماً بل جاء عن عائشة رضي الله عنها " أنه كان صلى الله عليه وسلم معتكفاً فكانت ترجله ( أي تمشطه ) وهي حائض وهو معتكف في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه " فلم يحمله اعتكافه وهو العبادة الملزمة بمكان معين أن يقاطع أهله أو يلاطفهم . وما ورد من قول عائشة " كان أملككم لإربه " أي أن من كان عنده القدرة على ملك نفسه عما هو أكثر من القبلة والمداعبة فلا بأس بذلك سواء أكان شيخاً كبيراً أم شاباً يعرف من نفسه أنه قادر على التحكم في تصرفاته وذلك في نهار رمضان وأما من لا يستطيع فأمامه ليل طويل لا توجد فيه حدود سوى ما شرعه الله في سوى رمضان , وإن بعد الزوجين في الليل عن فراش الآخر هو الذي جعل الأسئلة تتعدد ممن تورطوا في الجماع في نهار رمضان فوقعوا في إثم عظيم , ومعصية يجب عليهم بسببها التوبة والقضاء والكفارة المغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ومن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً أخي الصائم ... لماذا نفرط في المباح لنقع في الحرام ؟ ! لماذا ننساق مع العادات والفوضى الاجتماعية , ونعطي ظهورنا للنظام , لنتجرع بعد ذلك مرارة الندم .. لا قدر الله ؟! وجزاكم الله خيرا
-
( رمضان وشباب الشوارع ) أخي الصائم .. إن النعم كلما ازدادت قيمة في نفوسنا كلما ازددنا حرصاً عليها نشفق عليها أن تنزع من أيدينا أو تنال منها مصيبة أو جائحة لا قدر الله . هذا المجتمع الآمن الذي ترفرف على ربوعه راية التوحيد هو من أعظم المكاسب التي يجب علينا أن نحافظ عليها ولا نسمح لأحد أن يخدش جمالها وإن وجود بعض الظواهر الاجتماعية المؤثرة على صبغته الهادئة والوادعة لتمثل تشويهاً حقيقياً كأنه بثور متقيحة في وجه حسناء وهي ظواهر تمثل إفرازاً سيئاً لتلاقح المجتمعات المفتوح دون حدود عبر الفضاء والشبكة العنكبوتية وتقليداً محضاً لما يشاهد هنا وهناك . صورة محزنة شاهدتها في شهر رمضان بالقرب من منزلي حيث يحلو السهر الشبابي الطائش .. أحد كبار السن في حينا على عتبات الثمانين من عمره خرج يريد قضاء حاجة له من أحد المحلات التجارية القريبة من منزله وفي الطريق رأى جمهرة من الشباب قد اصطفت على جنبات الطريق لاتألو جهداً في إثارة الفوضى تتفنن في إزعاج الحي والمارة بوسائل لا تنقصها الهمجية تخجل العائلات المحترمة حين تضطر للخروج لحاجتها , وتلجئ السيارات العابرة للحوادث المرورية وترعب المارة , وتعرض عشرات الأطفال المغرر بهم للخطر الداهم كل ذلك من أجل استعراض سمج للمهارات الخارقة التي يتمتع بها أحد الشباب المتهور وهو يرقص سيارته أو يدور بها في غطرسة , والتي قد تنتهي بانقلاب السيارة , أو الاصطدام في سيارات , أو ربما الدخول في أحد جدران المنازل القريبة كما حدث ذلك ورأيته . لن أنسى شيخنا الوقور وهو يراقب هذه المهزلة مرغماً غير مختار , لأنه يقف محتاراً على حافة الشارع ينتظر الفرج ولو للحظات ليقطع الشارع إلى مكان حاجته , وفجأة انزلقت سيارة مجنونة إلى موقع الشيخ لترديه قتيلاً في لحظات , ليكون واحداً من ضحايا التجمعات الشبابية المشبوهة في الطرق العامة . وإذا كان سرد الحادثة كافياً لتكون عبرة للشباب , فإن الكلمة التي يجب أن تقال يجب أن توجه لأولياء الأمور , الذي منحوا هذه السيارات لمن لا يستحقها , ومن لا يعرف كيف ينتفع بها , ولا يقدر مدى خطرها ويبقون هم غافلين عن فلذات أكبادهم لاهين عنهم بشؤن الحياة التي لا تنتهي , حتى إذا وقعت الكارثة واستدعي أحدهم إلى دائرة الأمن بدأ يتلفت يميناً وشمالاً يبحث عن مخرج لولده من ورطته ويذهب أمثال هذا الشيخ القتيل يشكو إلى ربه من قتله ومن تسبب في قتله . أخي الصائم .. أليس أولادنا من أعظم الأمانات عندنا ؟ أو ليسوا مسؤولين أمام الله عن شبابهم فيم يبلونه , فلماذا.. لماذا نرخصهم فنسلمهم لرفقاء السوء في مثل هذه التجمعات الموبوءة , التي لا تخلو من مواعيد مشبوهة ومد الجسور في علاقات تبدأ في الشارع , وتنتهي في مغارة من مغارات الفساد وعصابة من عصابات المخدرات , لا قدر الله .. ومهما يكن من شيء فإن هذه التجمعات لا تمثل الوجه النقي الطاهر لشهر رمضان المبارك , الذي ينبغي أن نصطبح به ونتمسى وقد اغتسلنا من أدراننا وخطايانا . أخي الصائم .. ترفق بابنك , وانتشله من هذه الوهدة التي لا يدري قاع هاويتها حين يطل عليها بعين المتعة فيراها بركة زرقاء توج بلآليء الضوء المتوهج , فتغريه بالعومة التي قد لا ينجو من فكيها . أعتذر لك أخي الصائم إن كنت قد جرحت مشاعرك بمدية الحقيقة , ولكن عذري أنني أحبك , وأحب لك الخير الذي أحبه لنفسي .
-
( الصيام والوظيفة ) أخي الصائم .. لعلك تشاركني العجب من قوم جعلوا صيامهم حجة لهم وعذرا عن تقصيرهم في أداء واجباتهم على الوجه الحسن , فعللوا تأخرهم في قدومهم إلى وظائفهم بأنهم كانوا نائمين , ونوم الصائم عبادة !! وعللوا تراخيهم عن إتقان أعمالهم بأنهم مرهقون بسبب الجوع أو العطش , وللصائم الحق في أن يخفف عنه من جهد العمل ومشقته , وعللوا خروجهم المبكر قبل أن يستوفي وقت العمل حقه , بأنهم محتاجون لقضاء بعض اللوازم للإفطار !! وعللوا تذمرهم من المراجعين ,وسلاطة ألسنتهم على الناس بأنهم .. أستغفر الله .. صائمون !! فياليت شعري كيف يفسر هؤلاء أثر الصيام على أنفسهم ,وكيف يفصلونه على قدود مشتهياتهم ؟! رمضان شهر العمل والبذل والعطاء لا شهر الكسل والخور والضعف , شهر وقت فيه أكبر الانتصارات في الإسلام في القديم والحديث , فلم يكن عائقاً عن أداء مهمة , ولا داعياً للتقاعس عن إتقان عمل . " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " . حديث جليل لا يتخلف مراده بتغير الأزمان , وقاعدة عظيمة لا تختل بظرف طارئ كيف والصوم عبادة تؤدى لله , هدفها الأول تربية التقوى في النفس المؤمنة يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) . والتقوى وازع إيماني عميق الجذور , إذا تغلغل في النفس كان حاجزاً مانعاً لها عن كل ما يسخط الله ودافعاً قوياً لها إلى كل ما يحب الله , والإتقان مما يحب الله , وهو من صفات الكمال التي اتصف بها عز وجل قال تعالى ( الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل: 88) فأول ثمرة متوخاة من تقوى تعالى في العمل , مراقبته غز وجل في كل الساعات التي تمضيها _ أخي الموظف الصائم - وأنت تمارس عملك , بأن تكون في مرضاة الله وألا تضيع منها دقيقة واحدة في غير ما يخص وظيفتك , وأن تنشط لمهامك بوعي تام , وأن تكون في موقعك ينبوع أخلاق ونهر عطاء تتدفق بكل خير على مراجعيك دون تذمر منهم أو مشقة عليهم , فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله : " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليه فاشقق عليه , ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به " . وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله : " والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ". تخيل معي لو أن كل صائم منا حمل هذه الراية البيضاء , إذن لبكى الشيطان بكاء مرّاً !! لأننا أفشلنا أكبر مؤامرة خطط لها من أجل إفساد عبادتنا , وذات بيننا . فما رأيك - أخي الصائم - أن تحمل الراية معي لنكون في كوكبة الصابرين , ونواجه كل متحد لمشاعرنا , أو مستفز لأعصابنا بهذا الهتاف الإيماني : " إني امرؤ صائم " بل فلنحاول أن نناصح زملاءنا في العمل ونذكّرهم إذا رأينا منهم بعض ظواهر هذه الممارسات الخاطئة .. فلعلنا نفوز باستجابة ... ودعوة ... ومثوبة .
-
أقسام الناس في الصيام الحمد لله الذي أتقن بحكمته ما فطر وبَنَى ، وشرع الشرائع رحمة وحكمة طريقا وسننا ، وأمرنا بطاعته لا لحاجته بل لنا ، يغفر الذنوب لكل من تاب إلى ربه ودنا ، ويجزل العطايا لمن كان محسنا { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [ العنكبوت : 69 ] . أحمده على فضائله سرا وعلنا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها الفوز بدار النعيم والهنا ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي رفعه فوق السماوات فدنا ، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر القائم بالعبادة راضيا بالعنا ، الذي شرفه الله بقوله : { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [ التوبة : 40 ] ، وعلى عمر الْمُجِدِّ في ظهور الإسلام فما ضعف ولا ونى ، وعلى عثمان الذي رضي بالقدر وقد حل في الفِناء الفنا ، وعلى علي القريب في النسب وقد نال المنى ، وعلى سائر آله وأصحابه الكرام الأمناء ، وسلم تسليما . * القسم الأول : المسلم البالغ العاقل المقيم القادر السالم من الموانع فيجب عليه صوم رمضان أداء في وقته لدلالة الكتاب والسنة والإجماع على ذلك ، قال الله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [ البقرة : 185 ] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا رأيتم الهلال فصوموا » (متفق عليه) وأجمع المسلمون على وجوب الصيام أداء على مَنْ وصفنا . فأما الكافر فلا يجب عليه الصيام ولا يصح منه لأنه ليس أهلا للعبادة ، فإذا أسلم في أثناء شهر رمضان لم يلزمه قضاء الأيام الماضية , لقوله تعالى : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ } [ الأنفال : 38 ] ، وإن أسلم في أثناء يوم منه لزمه إمساك بقية اليوم ؛ لأنه صار من أهل الوجوب حين إسلامه ، ولا يلزمه قضاؤه لأنه لم يكن من أهل الوجوب حين وقت وجوب الإمساك . * القسم الثاني : الصغيـــــــــــر فلا يجب عليه الصيام حتى يبلغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « رُفِعَ القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المجنون حتى يفيق » (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الحاكم) ، لكن يأمره وليه بالصوم إذا أطاقه تمرينا له على الطاعة ليألفها بعد بلوغه اقتداءً بالسلف الصالح رضي الله عنهم , فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يُصَوِّمُون أولادهم وهم صغار ، ويذهبون إلى المسجد فيجعلون لهم اللعبة من العِهْن ( يعني الصوف أو نحوه ) فإذا بكوا من فقد الطعام أعطوهم اللعبة يَتَلَهَّوْنَ بها . وكثير من الأولياء اليوم يغفلون عن هذا الأمر ولا يأمرون أولادهم بالصيام , بل إن بعضهم يمنع أولاده من الصيام مع رغبتهم فيه , يزعم أن ذلك رحمة بهم , والحقيقة أن رحمتهم هي القيام بواجب تربيتهم على شعائر الإسلام وتعاليمه القَيِّمة , فَمَنْ منعهم مِنْ ذلك أو فرط فيه كان ظالما لهم ولنفسه أيضا ، نعم إن صاموا فرأى عليهم ضررا بالصيام فلا حرج عليه في منعهم منه حينئذ . ويحصل بلوغ الذكر بواحد من أمور ثلاثة : * أحدهما : إنزال المني باحتلام أو غيره لقوله تعالى : { وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } [ النور : 59 ] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « غسل الجمعة واجب على كل محتلم » ( متفق عليه) . * الثاني : نبات شعر العانة وهو الشعر الخشن ينبت حول القبل , لقول عَطِيَّةَ القُرَظِيِّ رضي الله عنه : « عُرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قُرَيْظَة فمن كان محتلما أو أنبت عانته قُتِلَ ومن لا تُرِكَ » ( رواه أحمد والنسائي , وهو صحيح) . * الثالث : بلوغ تمام خمس عشرة سنة لقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : « عُرِضْتُ على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يُجِزْني » ( يعني للقتال ) ، زاد البيهقي وابن حبان في صحيحه بسند صحيح : « ولم يرني بلغت ، وعُرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني » ، ( زاد البيهقي وابن حبان في صحيحه بسند صحيح : ورآني بلغت ) ( رواه الجماعة ) ، قال نافع : فَقَدِمْتُ على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته الحديث فقال : إن هذا الحد بين الصغير والكبير وكتب لِعُمَّالِهِ أن يفرضوا ( يعني من العطاء ) لمن بلغ خمس عشرة سنة (رواه البخاري) . ويحصل بلوغ الأنثى بما يحصل به بلوغ الذكر وزيادة أمر رابع وهو الحيض ، فمتى حاضت الأنثى فقد بلغت ، فيجري عليها قلم التكليف وإن لم تبلغ عشر سنين ، وإذا حصل البلوغ أثناء نهار رمضان فإن كان من بلغ صائما أتم صومه ولا شيء عليه , وإن كان مفطرا لزمه إمساك يومه ؛ لأنه صار من أهل الوجوب ، ولا يلزمه قضاؤه لأنه لم يكن من أهل الوجوب حين وجوب الإمساك . * القسم الثالث : المجنــــــــــون وهو فاقد العقل فلا يجب عليه الصيام ، لما سبق من قول النبي صلى الله عليه وسلم : « رفع القلم عن ثلاثة » ( الحديث ) ، ولا يصح منه الصيام لأنه ليس له عقل يعقل به العبادة وينويها ، والعبادة لا تصح إلا بنية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى » . . . " ، فإن كان يُجَنُّ أحيانا ويفيق أحيانا لزمه الصيام في حال إفاقته دون حال جنونه ، وإن جُنَّ في أثناء النهار لم يبطل صومه كما لو أُغْمِيَ عليه بمرض أو غيره ؛ لأنه نوى الصوم وهو عاقل بنية صحيحة ، ولا دليل على البطلان خصوصا إذا كان معلوما أن الجنون ينتابه في ساعات معينة ، وعلى هذا فلا يلزم قضاء اليوم الذي حصل فيه الجنون ، وإذا أفاق المجنون أثناء نهار رمضان لزمه إمساك بقية يومه ؛ لأنه صار من أهل الوجوب ، ولا يلزمه قضاؤه كالصبي إذا بلغ والكافر إذا أسلم . * القسم الرابع : الْهَرِم الذي بلغ الهذيان وسقط تمييزه فلا يجب عليه الصيام ولا الإطعام عنه ؛ لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه فَأَشْبَهَ الصبي قبل التمييز ، فإن كان يميز أحيانا ويهذي أحيانا وجب عليه الصوم في حال تمييزه دون حال هذيانه , والصلاة كالصوم لا تلزمه حال هذيانه وتلزمه حال تمييزه . * القسم الخامس : العاجز عن الصيام عجزا مستمرا لا يرجى زواله كالكبير والمريض مرضا لا يرجى برؤه كصاحب السرطان ونحوه , فلا يجب عليه الصيام لأنه لا يستطيعه وقد قال الله سبحانه : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [ التغابن : 16 ] ، وقال : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] ، لكن يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكينا ؛ لأن الله سبحانه جعل الإطعام معادلا للصيام حين كان التخيير بينهما أول ما فُرِضَ الصيام , فتعين أن يكون بدلا عن الصيام عند العجز عنه لأنه معادل له . ويُخَيَّر في الإطعام بين أن يفرقه حبا على المساكين لكل واحد مُدٌّ من البُّر ربع الصاع النبوي ، ووزنه - أي : المد - نصف كيلو وعشرة غرامات بالبر الرزين الجيد ، وبين أن يُصْلِح طعاما فيدعو إليه مساكين بقدر الأيام التي عليه ، قال البخاري - رحمه الله - : وأما الشيخ الكبير إذا لم يُطِق الصيام فقد أطعم أنس بعدما كبر عاما أو عامين كل يوم مسكينا خبزا ولحما وأفطر ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا (رواه البخاري ) . إخواني : الشرع حكمة من الله تعالى ورحمة رحم الله بها عباده ؛ لأنه شرع مبني على التسهيل والرحمة وعلى الإتقان والحكمة ، أوجب الله به على كل واحد من المكلفين ما يناسب حاله ليقوم كل أحد بما عليه منشرحا به صدره ومطمئنة به نفسه ، يرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ؛ فاحمدوا الله أيها المؤمنون على هذا الدين القيم ، وعلى ما أنعم به عليكم من هدايتكم له وقد ضل عنه كثير من الناس ، واسألوه أن يثبتكم عليه إلى الممات . اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا ذا الجلال والإكرام يا منان يا بديع السماوات والأرض ، يا حي يا قيوم ، نسألك أن توفقنا لما تحب وترضى ، وأن تجعلنا ممن رضي بك ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ، ونسألك أن تثبتنا على ذلك إلى الممات ، وأن تغفر لنا الخطايا والسيئات ، وأن تهب لنا منك رحمة إنك أنت الوهاب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين .