ranasamaha
Members-
عدد المشاركات
291 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
9
كل منشورات العضو ranasamaha
-
الهنود قادمون! نشرت مجلة "فوربز"، وهي من أشهر مجلات الأعمال العالمية قائمة بأكثر مفكري الإدارة تأثيرًا في عام 2009، ولم يكن مستغربًا أن يكون من بينهم ستة هنود مما يعني أن 12% من أكبر أساطين إدارة الأعمال هنود، وبهذا احتلت الهند المرتبة الثانية بعد أمريكا في عدد الخبراء العظماء. جاءت بريطانيا في المرتبة الثالثة بأربعة خبراء، ولم تحظَ بقية دول العالم بأكثر من أربعة آخرين. جاء على رأس القائمة العالمية الدكتور "براهالاد" مؤلف كتاب "التنافس على المستقبل" (عدد خلاصات رقم 48 – شهر ديسمبر 1994) وهو صاحب نظرية "الكفاءات المحورية"، وأستاذ الإدارة في جامعة "ميتشجان". أما الهنود الخمسة الآخرون فهم: "راتان تاتا" رئيس الشركة التي تحمل اسمه، و "راما تشاران" مؤلف كتاب "التنفيذ" (عدد خلاصات رقم 233 – شهر سبتمبر 2002)، و "كريس جوجل كريشنان" رئيس شركة "إنفوسيس" ثاني أكبر شركة برمجيات في العالم، ثم "فيجاي جوفنداراجان" استشاري شركة "جنرال إلكتريك"، وأخيرًا "راكيش كورانا" الأستاذ في جامعة "هارفارد". فما هو سبب تألق الهنود يا ترى؟! وما الذي جعل منظمة "تد" العالمية تنظم مؤتمرها الأول في آسيا في رحاب شركة "إنفوسيس" في "بنجالور" الهندية؟! خلال دراستي في جامعة "ويسكونسن"، لاحظت أن الطلبة الهنود كانوا الأكثر مثابرة واجتهادًا، فلم يكونوا يحصلون على أعلى الدرجات فحسب، بل كانوا أيضًا يحصلون على منح دراسية في الغالب، ويعلمون في الجامعة وهم يدرسون، فهم شعب مكافح ومنافس، فضلاً عن ذكائهم الأكاديمي الواضح. يواكب الشعب الهندي أيضًا النهوض الاقتصادي والعلمي الآسيوي، ويلاحقون الصين حينًا ويسبقونها أحيانًا. في هذا العام تحديدًا، وصل معدل النمو في الهند إلى 8.9%، فتفوقوا على الصين رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، فهم ينافسون الصين في العدد والعتاد والاستعداد، ويتفوقون عليها بالتنوع العرقي والثقافي، وبالشفافية والديمقراطية أيضًا، وربما كانت الديمقراطية هي السبب الرئيس والمباشر لتفوق الهند. الهنود أيضًا أكثر انفتاحًا من الصينيين واليابانيين على العالم، وذلك لأسباب تاريخية يأتي على رأسها الاستعمار الإنجليزي، واللغة الإنجليزية التي يتعلمونها منذ الصغر، بالإضافة إلى نظام التعليم المتطور. فما زلت أذكر أنني اكتشفت في أثناء دراستي في جامعة "القاهرة" أن أفضل تصنيف للكتب في العالم وضعه عالم هندي في منتصف القرن الماضي يُدعى "رانجاناثان". ويدَّعي الهنود – وربما كان هذا صحيحًا – أنهم أول من استخدموا الصفر في الحساب، وأول من استخدموا الحروف في الكتابة، حتى أن العرب يستخدمون الأرقام الهندية، في حين يستخدم العالم كله الأرقام العربية، والتي نسميها نحن العرب – خطأ – أرقامًا إنجليزية. وربما تعرفون أن "فريد زكريا" محرر مجلة "نيوزويك"، ومقدم أشهر برنامج سياسي هذه الأيام على شبكة "سي إن إن" هندي مسلم، وهو مؤلف كتاب "عالم ما بعد أمريكا" الذي كتب فيه: "على مدى الأعوام الاثنى عشر الماضية لمنتدى "ديفوس" الاقتصادي، لم تهيمن دولة على المناقشات مثلما فعلت الهند في عام 2006! فالعالم يخطب ود الهند كما لم يحدث من قبل، ورجال الأعمال الأجانب يتدفقون عليها من كل حدب وصوب. تزخر الهند الآن بحيوية وحماس ووفرة تحتاج إلى تأمل عميق. وكان لهذه الوفرة تأثيرها في "ديفوس"؛ فعندما نزلنا من الطائرة في "زيوريخ"، رأينا لافتات تتغنى بجمال "الهند العجيب"! وكانت "ديفوس" مزينة بلافتات تصف الهند بأنها دولة "ديمقراطية وسوق حرة تتمتع بأسرع معدل نمو في العالم." وعندما تدخل غرفتك في الفندق، تجد شالاً من "الباشمينا"، وجهاز "آي بود" مليء بأغاني "بوليوود"، هدية من الوفد الهندي. وفي غرف الاجتماعات، تسمع صوت أحد رؤساء الشركات الهندية العالمية الذين حضروا المنتدى، وترى رئيس المنتدى "كلاوس شواب" مرتديًا عمامة هندية ملونة، وشالاً هنديًا، ويتناول دجاج "تكا"." في الذكرى الـ60 لاستقلال الهند، أقيم العديد من الحفلات الصاخبة المبهرة، والمهرجانات الراقصة، والمنتديات التي تحتفل بنجاح الهند الثقافي والسياسي والاقتصادي. بالطبع، ما كانت هذه الاحتفالات لتتم لولا تمتع الهند خلال الخمسة عشر عامًا الماضية بثاني أكبر معدل نمو في العالم، ويبدو أن الهنود عازمون على مواصلة هذا النمو الضخم، كما أن عدد سكانها الهائل يعني أنها ما أن تتململ حتى تلقي بظلال كثيفة على العالم. ولكن هذا ليس كل شيء؛ فلكي ندرك سبب الصعود الحضاري للهند، ربما علينا أن نقرأ كتاب الدكتور "شاشي ثارور" وعنوانه: "الفيل والنمر والهاتف الجوال: تأملات في التجربة الهندية." ولكن هناك سرًا أسطوريًا عميقًا يظلل الهند، وهو سر ثقافي وتاريخي يصعب الكشف عن كل كنوزه، ولكن بعض مؤشراته تقول: "إن سر صعود الهند القادم، هو نفسه سر تراجع وربما سقوط الاقتصاد والرمز الأمريكي القادم." نسيم الصمادي
-
أعرف أسرار النجاح السبعة أضغط على الرابط : http://www.facebook.com/EdaraDotCom/app_11007063052
-
السيرة الذاتية .. امرأة أتلقى كل أسبوع عدة سير ذاتية من مترجمين وكتَّاب ومحررين يريدون العمل ضمن فريق edara.com. ورغم حرصي على قراءة كل سطر فيها، فإنني أضطر إلى التخلص من بعضها دون أن أفتحها. آخر سيرة وصلتني من شاب متميز يريد العمل مترجمًا. كان أول ما لفت انتباهي في الرسالة هو حجم المرفقات الذي تجاوز 5 ميجابايت، فقد أُرفِقَت بالسيرة صور بالألوان مع عدد كبير من الوثائق. وبعد أن قرأت أول صفحة في السيرة، وجدت صاحبها متميزًا بلغته وأسلوبه. ولفت نظري أنه سبق وأن عمل مع أحد المنافسين، مما يعني أهليته للوظيفة. لكنني كتبت له ردًا من سطر واحد يقول: "من فضلك أعد إرسال سيرتك مختصرة وفيما لا يزيد عن صفحة واحدة." عندما يكثف المتقدم للوظيفة سيرته الذاتية في صفحة أو صفحتين، فإنه يصيد عصفورين بحجر واحد: أولاً، لن يذكر إلا ما هو ضروري وما يعبر حقًا عن مؤهلاته وقدراته، وثانيًا، سيشجع صاحب قرار توظيفه على قراءة سيرته بدلاً من تجاهلها. فالسيرة الذاتية الإلكترونية التي يزيد حجمها عن 100 كيلوبايت تعتبر عبئًا على المتلقي، ويرجح حذفها لا الاحتفاظ بها أو إعادة إرسالها إلى الشخص المعني بالتوظيف. ومن الأخطاء الواضحة في إرسال طلبات التقدم للوظيفة أن يعهد أحدهم إلى صديق أو قريب بإرسال سيرته نيابة عنه، فيحدث نوعًا من الفوضى وسوء الفهم لدى المتلقي، فيضطر إلى بذل جهد مضاعف لكي يفهم ما يحدث. أما أكبر الأخطاء على الإطلاق، فهو أن يعمد طالب الوظيفة إلى إرسال سيرته إلى عشرات الشركات والمؤسسات دفعة واحدة، مظهرًا كل عناوين بريدهم الإلكتروني، فيعطي انطباعًا بالفوضى وعدم الاحترام، وينفي احتمال أنه أرسل سيرته إلى الشركة التي يفضل أن يعمل فيها. ومن الأخطاء المنتشرة أيضًا أن تكتب السيرة الذاتية بخط صغير جدًا أو كبير جدًا أو بأي خط غير مقروء، فيضطر المتلقي إلى تغيير الخط قبل قراءتها، مما يعني أن المرسل يفترض أن المدير الذي سيقرأ رسالته (خالي شغل)، وهذا سلوك غير مسؤول. ومن المحاذير التي ينبغي تجنبها، الكتابة بلغة غير رسمية، مثل مخاطبة مسؤول التوظيف بأسلوب ينطوي على شيء من التبسيط والاستهانة. وعند إرفاق السيرة الذاتية، يحبذ استخدام وثائق "وورد" وتجنب وثائق "PDF"، وكل أنواع المرفقات الجرافيكية، لأنه يصعب حفظها وطباعتها وتداولها، ويستحيل تحريرها وتعديلها. فإذا كانت مقولة: "الأسلوب هو الرجل" صحيحة، فلا بد أن تكون "السيرة الذاتية امرأة" بكل ما يجب أن تتحلى به من بساطة وحساسية ورزانة ورشاقة ومصداقية وموضوعية أيضًا. المحرر
-
البائع الرشاش .. غشاش البائع الرشاش هو الذي يترك البروشورات والفلايرات والمطويات تبيع نيابة عنه. فهو يخدع نفسه ويكلف شركته. وهذه واحدة من قصص خداع الذات والبيع بالبروشورات: القصة: حمل "حسام" حقيبته الأنيقة وفيها كومة من البروشورات اللامعة وأقراص الليزر التي تحمل شعار شركته، مع عرض باور بوينت لم يترك شاردة إلا وحصرها ولا واردة إلا وذكرها. عدل "حسام" من هيئته ونظر إلى ساعته، وهو يرتقي الطوابق المتلاحقة عبر مصعد البانوراما في المبنى الشاهق. فقد كان على موعد مع "حازم حسين" المدير التنفيذي لشركة "جمال الخيال للاستشارات". دلف "حسام" مزهوًا إلى مكتب السكرتيرة، وقال بثقة: "اسمي "حسام البياع" من شركة الإدارة الاستراتيجية، ولدي موعد مع السيد "حازم". أرجو أن تبلغيه بوصولي." ابتسمت السكرتيرة وهزت رأسها وقالت: "للأسف، السيد "حازم" غادر المكتب للقاء أحد أكبر عملائنا، ولم يتمكن من انتظارك." احمر وجه "حسام" قليلاً، لكنه تماسك ورد بارتباك: "ما الحل إذن؟" فردت السكرتيرة بثقة: "السيد "حازم" مشغول على طول. اترك له ما تريد عندي، ولسوف نتصل بك." فتح "حسام" حقيبته الأنيقة وألقى بكومة من المطبوعات والسيديهات على المكتب وقفل عائدًا إلى مكتبه، وهو يتوقع اتصالاً قريبًا من ذلك المدير الكبير؛ لا سيما وأن جمال بروشوراته وكثرة معلوماته ستقنع المدير بالاتصال فورًا. لكن "حسام" كان واهمًا. فالمدير مشغول، والمطويات والعينات التي ضمها بروفايل شركة "حسام" بقيت على مكتب السكرتيرة أسبوعًا، وانتقلت إلى زاوية بعيدة من مكتب المدير أسبوعًا آخر؛ ثم حملها عامل النظافة مع غيرها من أكوام المواد التسويقية وألقى بها في أقرب صفيحة نظيفة، حتى وصلت إلى شركة جمع القمامة، التي فرزتها وأرسلتها لمصنع التدوير، ليعاد تصنيعها وتحويلها إلى بروشورات تسويقية لشركة أخرى. العبرة: البروشورات وعروض الباور بوينت لا تبيع. فهي مواد تسويقية لا بيعية. فهي لا تسأل العميل، ولا تعرف احتياجاته، ولا تدرك اعتراضاته، ولا تجيب عن تساؤلاته. ولذا كان على "حسام" ألا "يضع" مواده التسويقية على مكتب السكرتيرة، وأن يتمسك بلقاء المدير "حازم" إما بانتظاره مهما طال الانتظار، أو بالعودة لمقابلته بعد يوم أو أسبوع أو حتى شهر. ما فعله "حسام" خطأ ناتج عن ثقته المفرطة بنفسه وفي شركته ومنتجاته وخدماته؛ بالإضافة إلى الثقة العمياء بالعينات وبقدرة مصممي الجرافيكس على إنتاج أروع البروشورات وأكثرها لمعانًا في العالم. لقد تحول "حسام" إلى مجرد رشاش مناديل مثل الآلات الرشاشة التي نراها في الفنادق والمطارات والتي تعمل بالأشعة. تمد إليها يدك فتقذف إليك بالمنديل تلو المنديل دون تفكير. وفي أحسن الأحوال فإن "حسام" لا يختلف عن موزعي البريد السريع وموظفي توصيل طلبات الوجبات السريعة. الفرق الوحيد بينه وبين هؤلاء أنهم يتقاضون أجورًا وإكراميات مقابل خدماتهم. أما "حسام" فيعمل بالمجان، بل ويهدر وقته وميزانية التسويق في شركته "عمال على بطال". ما يجب أن يعرفه كل بياع هو أن البروشورات تعرض ولا تبيع، تسوق ولا تفاوض، تقدم معلومات ولا تقدم حلولاً، تصل إلى العميل ولا تصل إلى العملة. تخيل مثلاً لو أن كل الشركات وظفت أفضل شركات التسويق والتصميم في العالم، وأنتجت أجمل أدبيات التسويق في الكون! ماذا ستكون النتيجة؟ ستتشابه المعطيات ويرتبك العملاء ويضطرون للشراء على "الكتالوج". البائع الذي يوكل مهمة إغلاق الصفقات للمطويات والإعلانات يغش نفسه، ويهدر وقته، والأخطر من ذلك، أنه يفشل في خدمة عملائه وحل مشكلاتهم؛ وهذه هي رسالة البائع الأولى. المحرر
-
هذا هو السر بعد شيوع أفكار (التمتين®) من خلال المحاضرات وخلاصات، صرت أتلقى المزيد من الدعوات، ليس فقط لإلقاء محاضرات، وإنما لإرشاد المديرين والمتدربين على طريق النجاح. وكان مما لاحظته في لقاءات التدريب الشخصي الأخيرة هو أن المديرين الذين أرشدهم يحضرون وفي جعبتهم الكثير من الأسئلة متوقعين الإجابات الصحيحة. لكنهم يفاجأون بأن التدريب الشخصي الموجه نحو الأهداف المهنية والحياتية يقوم أساسًا على طرح عشرات الأسئلة التي على المتدرب أولاً أن يجيب عنها. فما هو السر في تركيز التوجيه الشخصي على إثارة الأسئلة أكثر من تقديم الحلول والإجابات؟ يكمن السر في أن التعلم والتأقلم والتغيير والتطوير كلها أفعال إيجابية يجب أن تنبع من الداخل. فالتغيير الذي لا يصدر من الداخل، لا يغير. فضلاً عن أن الإنجازات الإنسانية، والنجاحات واكتساب المعارف العلمية والرؤية الفكرية والتمتع بالثروات المالية تبدأ دائمًا بفكرة أولية. يستطيع أي إنسان أن يعطيك فكرة، ولكن من المستحيل أن يعطيك معها تلك المسؤولية الأبدية التي يجب أن تتحملها أنت تجاهها. فلو استثنينا المناصب التي يتقلدها المنافقون، والثروات المنهوبة التي يسلبها الفاسدون، فليس هناك دخل عالي ورفاهية بدون مسؤولية، وليس هناك نجاح حقيقي وطبيعي وممتع ومشبع، بدون جهود وتضحيات ومسؤوليات. السؤال الذي يتكرر في كل حالات التدريب الشخصي هو: لدي فكرة رائعة لمشروع مهم، ولا أدري ماذا أفعل! وبدلاً من تقديم النصيحة، يكون الرد بسؤال: ولماذا لا تفعل؟ لماذا لا تنفذ فورًا؟ وكثيرًا ما تكون الإجابة: أخشى أن أفشل! أو: ربما أن الوقت غير مناسب! أو: لا أعرف كيف ومن أين أبدأ! وهذا هو ما أسميه "الخوف المألوف"، وهو دائمًا خوف من لا شيء. وكلنا نخاف من هذا اللاشيء. وهنا أيضًا لا توجد إجابات؛ بل المزيد من الأسئلة: هل تعرفون الفرق بين الهزيمة والفشل؟ كلنا نتعرض لهزائم مرحلية دون أن نفشل! فلا يفشل إلا من يستسلمون للهزيمة. وهناك فرق بين الرغبة في النجاح، وبين الأمل في النجاح، أو تمني النجاح. فالسر واضح؛ الخوف من الفشل حالة ذهنية لا تستحق أكثر من الخوف. لا ضير في أن نخاف قليلاً، ثم نحرك جيوش رغبتنا الجامحة في طلب العلا، لندحر الخوف، وننحي التردد جانبًا. وفيما يتعلق بالتوقيت الملائم للتنفيذ، فالوقت لا يكون مواتيًا أبدًا، بل نحن الذين نجعله كذلك. الوقت المواتي هو الآن، لمن يملكون الرغبة الحقيقية والعزيمة والإرادة. الوقت دائمًا مواتي للمغامرين والشجعان؛ لمن سيدفعون ثمن النجاح، أو لمن هم على استعداد لدفع الثمن، إذا ما اقتضى الأمر أو شاء القدر. في كتاب "السبب قبل الذهب" والذي لا أنفك أستشهد بقصصه وعبره ودروسه، يقول الحكيم للبطل: "عندما نريد شيئًا بحق، نريده بصدق، يتآمر العالم معنا فنحقق ما نريد." العالم والناس والظروف والمصادفات والمتغيرات والتطورات وقواك وعزائمك الداخلية، تقف دائمًا في صفك، لأنك مغامر، ولأنك مثابر، ولأنك شجاع. فهل لديك فكرة؟ وهل تبحث عن السر لكي تضعها حقًا موضع التنفيذ؟ ليست هناك أسرار! وليست هناك آبار تستخرج منها الأسرار! هناك فقط إيمان برسالة! والإيمان كامن في داخلك، فسرك في بئرك! هناك فقط إصرار وأدوار يجب أن تلعبها! فإن كانت لديك فكرة تريد تنفيذها غدًا أو بعد شهر أو بعد عام؟ سأعطيك سرًا واحدًا: "نفذها .. الآن." نسيم الصمادي
-
"المحصلة المشتركة" هي عالم بلا بركة ليس هناك أغبى ممن يظن أنه يستطيع فصل أي شيء عن أي شيء في هذا العالم الغبي"؛ هذه مقولة جديدة اخترعتها وأنا أفكر فيما حدث مؤخرًا في كل من: - مؤتمر "دافوس" 2011 عندما حاول السمسار الاستراتيجي "مايكل بورتر" تسويق نفسه من جديد في يناير الماضي. - كلية "لندن" للاقتصاد التي استقال عميدها "هوارد ديفيس" بعدما تبين أنه باع شهادة دكتوراه لـ"سيف القذافي" بثمن بخس؛ نصف مليون دولار فقط لا غير "يا بلاش!". - ولاية "بوسطن" حيث تقع جامعة "هارفارد" وشركة "الرقيب" الاستشارية التي يعمل بها "بورتر" استشاريًا غير متفرغ، حيث بدأت أصابع الاتهام تشير إليه وإلى شركته وجامعته والصفقات المشبوهة والمبالغ الملهوفة التي امتصها من دم الشعب الليبي. - "اليابان" حيث بدأت مفاعلات الطاقة النووية التي بنتها "جنرال إلكتريك" تتداعى والشركة تدعي أنها أكبر دعاة وحماة ورعاة البيئة في العالم. فما هو الخيط الذي يربط بين "هارفارد" و"ليبيا" و"لندن" و"دافوس" ومدينة "فوكوشيما"؟ في عام 2006، ذهب "بورتر" إلى "ليبيا" ممثلاً لشركة "الرقيب" الهارفاردية بدعوة من ابن "القذافي" بحجة هندرة "ليبيا" وإعادة إحيائها كدولة فاشلة. وكانت النتيجة أن قدم تقريرًا من 200 صفحة نقل معظمه من كتابه القديم "الميزة التنافسية للأمم". تقاضى "بورتر" وفريقه 250 ألف دولار مقابل كل صفحة من التقرير الذي وضعه "القذافي" على الرف. ومع بدء العد التنازلي لنظام "القذافي" بدأت صفحات الصفقات المشبوهة تتكشف. فقد تبين أن "القذافي" استعان بعرّاب "الاستراتيجية" الأمريكي ليعيد تسويق نفسه للغرب، بينما كانت شركة "الرقيب" تعيد توجيه مليارات الشعب الليبي لتستقر - قبل سقوط "القذافي" - في بنوك "نيويورك" في صفقة سرية سنعرف عدد ملياراتها عما قريب. ومع أن سماسرة كلية "لندن" للاقتصاد و"هارفارد" يدعون أنهم أذكى أذكياء العالم، إلا أن الثورات العربية المتلاحقة في أفريقيا بدأت تسقط أوراق التوت عنهم واحدًا تلو الآخر. ففي 26 يناير 2011 ومع لحظة انطلاق الثورة المصرية كان "بورتر" يعتلي إحدى منصات مؤتمر "دافوس" ليتحدث عن نظرية جديدة سماها "المحصلة المشتركة" في محاولة منه لإعادة هندرة نفسه، بعدما تأكد أن صفقته مع "القذافي" قد انكشفت، وأن نظريته حول "تنافسية الأمم" قد فشلت. حاول "بورتر" ركوب موجة "المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات" فأطلق عليها اسمًا جديدًا مدعيًا أنه يتحدث عن فكر جديد. وكان مما قاله إن أرباح الشركات الكبرى لا ينبغي أن تتم على حساب البيئة، وإنه لا بد من توسيع دوائر سلاسل القيمة، وخلق تجمعات صناعية جديدة حول العالم ليتشارك العالم كله في الثروة. هذه الشعارات ليست جديدة، فهي نفس شعارات "جنرال إلكتريك" التي تلوث مفاعلاتها اليابان. ولكن اللافت للنظر هو أن "بورتر" قد جاء إلى "دافوس" وكأنه يبشر بطريق ثالث بعدما قرأ كتاب "القذافي" الأخضر. فهو يدعو لما يبدو وكأنه نظرية ثالثة أو رابعة اسمها "الرأسمالية الاشتراكية" أو "الاشتراكية الرأسمالية". ما طرحه المستشار الأمريكي السمسار سبق وأن طرحه خبير الاستراتيحية الهندي الأصل والأصيل "سي كي براهالاد" في كتاب "الثروة عند أسفل الهرم" قبله بخمسة أعوام. و"براهالاد" – لمن لا يعرفه – هو صاحب نظرية "التنافس على المستقبل" من خلال الجدارات المحورية. لكن مشكلتنا مع "بورتر" الذي أدرك متأخرًا أنه في طريقه إلى مزبلة تاريخ الاستراتيجية العالمية، هي أنه ترك بيننا عصابات من الاستشاريين المزورين، الذين يحملون شهادات مزورة، ويقدمون استشارات مزورة، لقيادات مزورة، في مبادرات - جودة وتميز وتطوير وتغيير – مزورة. تلامذة وأبناء "بورتر" و"هوارد ديفيس" – وعلى رأسهم "بن سعد" أكبر المدافعين عن "القذافي" و"بن علي" - سيسقطون هم أيضًا بعدما انقطع خيط العولمة الملوث الذي كان يربط بين "دافوس" و"بورتر" و"بيرلسكوني" و"القذافي" وشركة "الرقيب" السرية، وشهادات اقتصاد "القص واللصق" اللندنية، والدكتوراه الفخرية، وأرصدة التوريث المصرفية. نسيم الصمادي
-
القيادة والشفافية والمسؤولية كان "جورج مارشال" قائدا للقوات الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية، وعاد بعد الحرب وزيرا للخارجية ليعيد بناء أوروبا المدمرة. كان "مارشال" قارئا جيدا للتاريخ ولشخصيات مساعديه، فضلا عن مهاراته التحليلية ونظرته الموضوعية ورؤيته الأخلاقية. فرغم الدمار الذي ساد العالم في ذلك الحين، ورغم العقبات التي واجهته، إلا إن ثقته بنفسه وإيمانه برسالته ومصداقيته جعلته يتخطى الصعاب، ويساهم في إنقاذ أوروبا. واليوم، ينتظر العالم قائدا مشابها اسمه "باراك أوباما" يتقدم ليتسلم مهامه القيادية في ظروف لا تقل صعوبة! فهو سيقود أمريكا المنهكة عسكريا واقتصاديا وأخلاقيا في الداخل والخارج. يصف "أوباما" نفسه بأنه: براجماتي وليبرالي. ولتأكيد ثقته بنفسه، اختار إدارته على أسس غير حزبية، فأدخل الرؤوس الكبيرة تحت عباءته. اقترب من أصدقائه كثيرا ومن أعدائه أكثر، وأثبت أنه يقاتل ويغفر في نفس الوقت، فحوَّل أعداءه من منافسين إلى مساعدين. وعندما ثارت الشكوك حول قدرته على قيادة القادة، قال: "سينفذون ما أطلبه منهم؛ فالرؤية رؤيتي!" وعندما خاف أن يعارض حكام الولايات خطته للإنقاذ الاقتصادي، جمعهم وطلب منهم تقييم الخطة وإعادة صياغتها وتطويرها بمعرفتهم. وهذه بعض مكونات خلطة "أوباما" السرية للقيادة العصرية: - نائبه "جو بايدن" رجل كونجرس نظيف وقوي الشخصية وخبير في الشؤون الخارجية. - وزير دفاعه "روبرت جيتس" جمهوري عريق نجح فيما فشل فيه سلفه "دونالد رامسفيلد." - وزير العدل "إريك هولدر" أمريكي أسود سيتولى إغلاق وتنظيف معتقل "جوانتانامو" من الحقد الأسود. - وزيرة الداخلية "جانيت نابوليتانو" حاكمة ولاية أريزونا الجنوبية وخبيرة في شؤون الهجرة ومكافحة التهريب. - وزير المالية "تيم جايثنر" مدير مالية "نيويورك" الذي أنقذ ولايته من الإفلاس حين أفلست "كاليفورنيا." - وزيرة الخارجية "هيلاري كلنتون" صديقته اللدودة ومنافسته العنيدة وزوجة الرئيس السابق "بل كلنتون." وللاختيار الأخير قصة تروى؛ فلِكي يوافق على تعيين "هيلاري" وزيرة للخارجية، طلب "أوباما" من زوجها – الرئيس سابق - أن يشهر أسماء كل الذين تبرعوا لمكتبته ومؤسسته الخيرية، وأن يقدم تعهدا مكتوبا بأن يعرض كل محاضراته ومقالاته وكتبه التي سينشرها مستقبلا على خبراء البيت الأبيض ليأخذ الموافقة عليها، وذلك إمعانا في الشفافية، وتحملا للمسؤولية، وحتى لا يوقع رئيسه الجديد وزوجته وبلده في موقف محرج. وطبعا .. وافق "كلنتون." فماذا يعني هذا؟ من المؤكد أنه لا يعني تعيين ذوي الولاء على حساب ذوي الخبرة، وتعيين المحسوبين على القائد لا المحسوبين على الأمة! وهو أيضا يعني أن الاختيار والتعيين لا يتم عبر كولسات حزبية وبدوافع قبلية، ولا يأتي من دوائر مغلقة أو مبررات ملفقة. نسيم الصمادي
-
الناس نوعان: فمن أي نوع تكون؟ الحوافز والدوافع والنوازع التي تحدونا للنجاح في العمل والحياة، وفي محاولاتنا الدؤوبة والخجولة، وفي مشروعاتنا الصغيرة والكبيرة، متنوعة وكثيرة. وهي تختلف من شخص إلى آخر. فكل إنسان في العالم يعتبر نفسه أهم إنسان على مستوى العالم، ولهذا يسعى كل منا لتغيير العالم على طريقته. هناك من يؤسسون مشروعاتهم لأهداف عظيمة وهناك من يؤسسونها لأسباب شخصية. هناك من يريدون تغيير العالم من أجل أنفسهم، وهناك من يريدون تغيير العالم من أجل الآخرين. هناك من تبقى فكرة تغيير العالم تراودهم إلى الأبد دون أن يحركوا ساكنًا، وهناك من يغيرون العالم حقًا. الناس ينقسمون دائمًا إلى نوعين. حتى في مسألة تصنيف الناس والأشياء إلى نوعين، فإن الناس نوعان: هؤلاء الذين يقسمون كل شيء إلى قسمين أو صنفين، وهؤلاء الذين يعتبرون العالم شيئًا واحدًا. فإذا كنت تظن أنه ليس بمقدورك تغيير العالم وحدك، فأنت على حق، لأنك تعتبر نفسك من النوع الذي يتغير ولا يغير. فكل منا هو دائمًا واحد من اثنين كما يلي: - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير الناس الذين يريدون تغيير العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون رؤية أنفسهم تحت الأضواء. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون السيطرة على العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تدمير العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون الدوران حول العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير أقرانهم وبيوتهم وملابسهم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير زيت سيارتك مثل شعار شركة خدمة السيارات الأمريكية "نريد تغيير زيت سيارتك". - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير جنسياتهم وأوطانهم وولاءاتهم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير آرائهم ومعتقداتهم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب سياسية، وبعضهم لأسباب اقتصادية. - بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب إنسانية، وبعضهم لأسباب دينية أو ثقافية. - بعض الناس يريدون تغيير العالم بسرعة، وبعضهم يريدون تغيير العالم ببطء. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم لا يريدون شيئًا. الذين حاولوا تغيير العالم وفشلوا، حاولوا أيضًا تغيير دولهم، وعندما فشلوا حاولوا أيضًا تغيير مدنهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أسرهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أنفسهم أولاً. هؤلاء فقط هم الذين غيروا العالم. فالناس حقًا ينقسمون دائمًا إلى نوعين: هؤلاء الذين يحاولون تغيير العالم، وهؤلاء الذين غيروا العالم. نسيم الصمادي
-
اسألوا فيسبوك عندما سألت شبكة "سي إن إن" "وائل غنيم" أو "جوجل المصري" كما صار يسمى: "هل سيمتد تأثير "فيسبوك" الاقتصادي والسياسي لكل المنطقة ويؤثر أكثر في منطقة الشرق الأوسط؟" أجاب بكلمتين فقط: "اسألوا "فيسبوك"." وعندما ضحك المذيع أكد له "غنيم" بأنها إجابة لا دعابة. يعتبر "جوجل" و"فيسبوك" أكبر موقعين على الإنترنت وستستمر المنافسة بينهما لسنوات طويلة، وإن كنت أتنبأ بأن يتفوق الأخير بسبب الآلية التي يعمل بها، والتأثيرات النفسية التي يتحلى بها. فهناك من يتنبأ أنه بحلول عام 2013 سيصبح لكل مستخدم إنترنت اشتراك أو أكثر على "فيسبوك"، ولكل واحد من هؤلاء 150 صديقًا في المتوسط. كل من كتبوا عن ظاهرة "فيسبوك" مؤخرًا أشاروا لمامًا إلى تأثيره الواضح في تغيير الفكر الاقتصادي والتسويقي والاجتماعي والإعلامي في العالم العربي، وتأثيره الأوضح في دول الخليج العربية. لكن معظم المحللين ركزوا على حدوث التأثير دون تعليل أو تفسير. فلم يتطرقوا إلى الآلية التي يعمل بها التشبيك والتفاعل الإلكتروني في إعادة تشكيل الشخصية، وإعادة رسم الخريطة الذهنية والنفسية لأكثر من 650 مليون عضو عامل في هذه الدولة الإلكترونية. إذ يشكل "فيسبوك" اليوم ثالث أكبر مجتمع في العالم بعد كل من الصين والهند. في المجتمعات الغربية يعتبر "فيسبوك" ساحة للتعارف والتسلية والترفيه أولاً وقناة للتسويق ثانيًا. أما في المجتمعات النامية فهو ساحة للحوار أولاً، والتسلية والتسويق ثانيًا. ففي مصر مثلاً يبلغ عدد أعضائه 5 ملايين عضو يشكلون 7% من السكان. في حين وصل عددهم في السعودية إلى 3 ملايين يشكلون 11% من السكان، وسوف ترتفع هذه النسبة بمتوالية هندسية بسبب زيادة نسبة الشباب في المجتمع، وزيادة عدد مشتركي الإنترنت بسبب الازدهار الاقتصادي وتطور الاتصالات. المهم هو أن من يدخلون في حوار مفتوح مع 600 مليون صديق حول العالم، سيتبادلون معهم الأفكار والمعلومات والفيديوهات والبروفايلات والابتسامات والرغبات والطلبات. ففي هذا العالم المفتوح الذي يديره شاب أمريكي في السادسة والعشرين من العمر، يعيش الناس في فوضى منظمة بلا رقيب ولا حسيب سوى بعض الوعي وشيء من الضمير الحي، إن وجد. في ساحات "فيسبوك" الممتدة بمساحات الأرض والفضاء، من حقك أن تصادق من تحب وترفض من لا تحب، فأنت تطلب وتحجب، وتصغي وتخطب، وترضى وتغضب، وتعطي وتأخذ، وتحتار ثم تختار، وترسل وتستقبل، وتهاجم وتدافع، وتضحك وتبكي. فكل ما تفعله أو لا تفعله هو نتاج سلسلة متشابكة من الاختيارات التي لا يعرف أحد من أين تبدأ، ويعرف الجميع أنها لا تنتهي. عندما أغلقت "مصر" شلال الإنترنت لمدة أسبوع ثار عليها الناس مدفوعين بشعور القطيع. انضم إليهم رجال السياسة والاقتصاد والمال والأعمال؛ من النساء والرجال، ليسوا مدفوعين فقط بضغوط العالم الإلكتروني الجديد، بل وبضغوط نفسية وفردية منبثقة من خلايا المخ وتفاعلاتها الكيميائية، وومضاتها الكهربائية التي تهيج الدماغ المدمن على التفاعل عن بعد مع تيار المعلومات المتدفق من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب. "وائل غنيم" وكل جيوش الإنترنت المتجحفلة والمتجوجلة أدمنت التشفير والتعبير في ساحة التفاعل الإلكترونية، وصار من الصعب التفريق فيها بين الجاني والضحية. وقد حدث كل هذا بتكاليف بسيطة لا تزيد عن اشتراك الإنترنت وثمن "لاب توب" أو "بلاك بري" إلا قليلاً. نسيم الصمادي
-
أهم رسائل المدير على الإطلاق! وأضاف "المدير العام" قائلا: "في يوم ما، سننظر إلى الوراء ونتذكر عامي 2008 و 2009 وكيف واجهنا العاصفة الاقتصادية الرهيبة. ولأن هذه الأزمة ربما لن تتكر مرة أخرى في جيلنا، فعلينا أن ننتهز الفرصة لنقود صناعتنا ونقدم حلولا مبتكرة لعملائنا، لنساعدهم على الصمود في هذه الأوقات الصعبة." وختم المدير الكبير رسالته قائلا: "ومع إدراكي لحجم التحديات الراهنة، فإنني متفائل أيضا بالفرص التي أراها ماثلة أمامي، والتي علينا استثمارها؛ فهذا زمن المتميزين. ولأن رسالتنا هي المحافظة على حياة الناس، وحماية الأرض، واحتلال مركز الصدارة في مجالنا، فهذا هو ما يشد أزرنا، ويملأنا بالعواطف الجياشة والمشاعر النبيلة لنواصل التقدم." بهاتين الفقرتين ختم مدير عام شركة عالمية متميزة رسالته لموظفيه في كل أنحاء العالم، راسما استراتيجية مواجهة الأزمة الاقتصادية، ومحفزا الجميع لخوض التجربة بإصرار على النجاح. فإذ تلوذ الحكومات بالصمت متذرعة بعدم استيعاب ما حدث، وضبابية ما يحدث، فإن قيادات القطاع الخاص لا تملك رفاهية السكوت. فعليك كمسؤول أن تخاطب موظفيك، وتوضح لهم خطوط وخطط وخطوات المستقبل. فماذا يمكنك أن تقول؟ أكد لموظفيك أنك ستتواصل معهم على مدار العام، بل وتنتظر منهم أن يكتبوا لك ويشاركوك أفكارهم، ليساهموا في رسم معالم الطريق، وبناء الجسور لعبور الأزمة. قل لهم: إنها أزمة عامة لا تخصهم وحدهم، وإن المؤسسات التي تتجاهلها ستكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، وتعيش تحت رحمة الظروف. تحدث بصراحة، وتأكد من وصول صوتك لكل الموظفين، الصغير منهم قبل الكبير، مؤكدا لهم أن مؤسستهم ستضطر - كغيرها - إلى: تخفيض تكاليف المشتريات والمواد الخام، ووقف التوظيف، وتجميد التوسعات، ودمج بعض المكاتب والأقاليم. يجب التوضيح أيضا بأن المؤسسة قد تضطر إلى: تقليص الإنفاق بتجميد كل الزيادات في الرواتب، بدءا برواتب كبار المديرين، باستنثاء موظفي الصفوف الأمامية والقائمين على خدمة العملاء، والموظفين الأقل دخلا ممن لا يملكون فرص إيجاد وظائف بديلة. وإذا كان لا بد من الاستغناء عن بعض الموظفين، فعليك إعلان ذلك بكل شفافية، والتأكيد على أن ذلك سيطال أولا الموظفين غير المنتجين، ومن لا يستجيبون للتغيير ولا يتكيفون مع الظروف الداخلية والخارجية؛ وعليك أيضا مكاشفتهم باحتمال تخفيض رواتب كل الموظفين بنسبة بسيطة، خاصة إذا كانت رواتبهم قد رُفعت قبل استفحال الأزمة بوقت قصير. ولا تنسَ أن تختم رسالتك بالتأكيد على الميزات التنافسية والجدارات المحورية لمؤسستك، مؤكدا على إمكانية تحويل الانهيار المالي والركود الاقتصادي إلى ابتكار إداري وتسويقي، لأن شد الأحزمة على البطون يمكن أن يعني: فتح العيون... وشحذ الهمم... وارتقاء القمم. نسيم الصمادي
-
السير مع القطيع والهتاف مع الجميع وقفت الأسبوع الماضي على حدث في منتهى الطرافة. دخلت إلى موقع "فيسبوك" لأكتب تعليقي اليومي على صفحة "التمتين" وإذا بي أرى على الجدار تعليقات شخصية مسيئة على صورة وزير سابق يبدو نائمًا في أحد الاجتماعات. ولأني أعرف الوزير وملابسات التقاط الصورة، التقطت الحدث وقررت التدخل لتصحيح مسار الحوار. كان عدد التعليقات قد ناف عن العشرين، ليس فيها تعليق واحد إيجابي، فتأكدت من أن ناشر الصورة قد سلب القطيع الإلكتروني إرادته وقاده إلى سلوك سلبي حرم المعلقين من الانتباه وافتراض أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وحيث كنت عاكفًا على قراءة كتاب "ستيفن كوفي" الجديد "الخيار الثالث"، رأيت إمكانية تغيير مسار الحوار بتوظيف بعض الأفكار. يرى "كوفي" أننا في الصراعات والمفاوضات نرى دائمًا طريقين لا ثالث لهما: "طريقي" و "طريقك"؛ أما الطريق الثالث أو "طريقنا" فلا يراه أحد. والسبب في عدم رؤية الطريق الثالث ليس فقط أننا لا نفهم الطرف الآخر، بل السبب هو أننا أيضًا لا نفهم ذواتنا ولا نثق بأنفسنا. من هذا المنظور كتبت معلقًا على الصورة: "اسمحوا لي يا أحبائي أن أبدي رأيًا مخالفًا أرجو أن تقرروا مبدئيًا – ليس قبوله – وإنما التفكير فيه واستقباله بصدر رحب." وتساءلت: "لماذا كل التعليقات غامزة وهامزة ولامزة وشخصية؟ هل تظنون أن مجتمعنا يمكن أن ينهض ويعانق المستقبل بقيادة جيل ينتقد ويلعن الظلام، دون أن يحاول إيقاد شمعة؟ ألم يفكر أحدكم في أن يلتمس عذرًا أو يجد تفسيرًا لهذه الصورة؟ أليس هناك احتمال واحد بالمليون أن نفكر ونتفهم ونقول بأن الوزير لم يكن نائمًا، بل مستغرقًا في التفكير؟ أو أنه كان مرهقًا من الليلة الماضية وساهرًا على ملف يستحق السهر، وليس "مبسوطًا مع المدام" كما علق أحد الساخرين؟! وحتى لو كان نائمًا، وهو ليس كذلك: أليس هناك احتمال واحد بالمليون أنه كان مريضًا؟ أليس الوزير بشرًا من حقه أن يتعب ويغلبه النصب والتعب ويغفو؟!" وختمت تعليقي: "أرجو أن نتخيل أنفسنا في هذا الموقف، مفترضين أن من نراه في الصورة هو نحن؛ وأنه كان لدينا عذر حقيقي يفسر الصورة؟ فهل ترضون حقًا أن نكون جميعًا أفرادًا متعلمين ومثقفين، وفي نفس الوقت؛ ندير مجتمعًا سلبيًا لا يعرف غير التفكير السلبي والتجريح فلا يتطوع واحد منا ليقول كلمة حق بشجاعة؟! أقول لكم: "أنا إنسان إيجابي بطبعي، ولكني حزين لما آل إليه جيلنا من علم دون وعي، ومعلومات دون معرفة، وأدوات دون أخلاقيات." فماذا كانت النتيجة؟ كان ناشر الصورة أول من أبدى إعجابه بوجهة النظر الثالثة وبطريقة التفكير المختلفة، فاعتذر واقترح حذف الصورة. وكان ردي بأن الحذف سيلغي الدرس المستفاد. وهو درس مهم لأن مشكلتنا الحقيقية ليست التعليم والثقافة والتكنولوجيا، بل هي مشكلة انتباه ووعي. السير مع القطيع والهتاف مع الجميع - حتى مع الحق - لا يكفي. يجب أن يكون لنا أيضًا: وعينا ورأينا وطريقنا الثالث المستقل! نسيـم الصمـادي
-
نكتب Bel3arabi! نحن في زمن التغيير والتطوير والتبديل والتفعيل، نعيد صياغة العالم من جديد، نُخل بموازين القوى لنعيد توازنها، نمسك بعجلة النمو جيدًا حتى ندفعها بقوة نحو التقدم والازدهار، نغير قواعد اللعبة الاقتصادية ونتمرد على النظريات المهترئة. نتحرر من المُسَلمات والمقدمات والمهدئات، ونركض نحو التدقيق والتحقيق والتطبيق. في خضم هذه التغييرات التي نصنعها أو نفرضها هناك متغيرات أخرى تُـفرض علينا، فهل كل التغيير مقبول؟ وهل كل الجديد يعد تقدمًا؟ وهل كل تقدم يمكن أن يكون تطورًا مفيدًا؟ مع تطور التكنولوجيا وزيادة استخدام غرف المحادثات الإلكترونية، بدأ الشباب العربي يستخدم لغةً جديدةً وبديلةً عن حروف اللغة العربية، حيث تزاوجت الأخيرة مع الحروف اللاتينية لينتجا هجينًا جديدًا يعرف باسم "الفرانكو أراب" أو "العربيزية" أو "الإنجلوأراب"، والتي تمثل الكتابة الصوتية للغة العربية باستخدام الأبجدية اللاتينية. تتضارب الآراء والتحليلات حول أسباب ظهور هذه اللغة الهجينة، فهناك من يُرجع الأسباب إلى تمرد الشباب على النظم الاجتماعية والثقافية، في دول تراقب كل ما يفعل أو يحاول أن يفعل – لتحصره في خانة المستهلك بعيدًا عن الابتكار والإنتاج – فلجأ إلى تشفير محادثاته باستخدام هذا الشكل الخاص من الكتابة ليعبر عما يريد برموز حرة تحيد عن الصحيح والفصيح والمنصوب والمرفوع والمقولب. الجدير بالذكر أن فكرة تهجين اللغة ليست جديدة، فقد طُرحت من قبل في "تركيا" عام 1924، حين ألغى "مصطفى كمال أتاتورك" الخلافة العثمانية ومعها الكتابة بالحروف العربية واستبدلها بالحروف اللاتينية. وهو ما دعا إليه أيضًا الشاعر اللبناني "سعيد عقل" الذي توقع اندثار اللغة العربية لمصلحة اللهجات المحكية، حيث يختفي الحرف العربي ويحل محله الحرف اللاتيني كما حدث في "تركيا". هذا وقد قدم السياسي المصري "عبد العزيز فهمي" لمجمع اللغة العربية اقتراحًا بكتابة اللغة العربية بالأحرف اللاتينية! قد لا يعلم كثيرون تلك الحقائق، لكن بالتأكيد يدرك الجميع أن شبكات التواصل الإلكترونية قد ساهمت في انتشار هذا الهجين بشكل كبير. ليس هذا وحسب، بل إن "مايكروسوفت" أطلقت موقعًا إلكترونيًا جديدًا يستهدف الناطقين بالعربية في أنحاء العالم، يتضمن أدوات مبتكرة منها "مترجم مارن" الذي يسمح لمستخدمي الإنترنت كتابة الحروف العربية باستخدام لوحة مفاتيح لاتينية، كما يقوم بترجمة "الفرانكو أراب" إلى مرادفاتها في اللغة العربية! فهل اعتُمد الهجين في قائمة اللغات؟! كيف ينظر الوطن العربي بكُتّابه ومثقفيه ومعلميه إلى تقرير منظمة "اليونيسكو" الصادر عام 2008 والذي ضم اللغة العربية إلى قائمة اللغات المتوقع انقراضها؟ من حرك ساكنًا؟! لم تشهد اللغة العربية مجافاةً أكثر مما تشهده في عصرنا هذا، ولم يتصدع جدار الثقافة العربية أكثر من هذا الصدع الذي خلق أزمة هوية يعجز مثقفونا عن حلها، فعلقوا خيبتهم على شماعة السرعة ورياح الانفتاح والتطور والتغيير، فأضاعوا لسان حالهم في زوبعة العولمة. استطاع الهجين "فرانكو أراب" أن يعبر عن المعنى الحقيقي والملموس للغزو الثقافي، حيث يواجه طلابنا ومثقفونا ومدرسونا تشوهات وأخطاء فادحة في كتابة ونطق اللغة العربية الفصحى متأثرين باللغة الهجينة، كما يعمد مدراء الشركات والموظفون إلى إقصاء اللغة العربية وتبادل الرسائل الداخلية بإحلال الحروف اللاتينية محل العربية استثمارًا للوقت، أو هروبًا، وربما تحايلاً على القواعد، لمَ لا ونحن في زمن "التيك أواي"! الاندماج مع العالم والتواصل معه لا يعني انتهاك قواعد اللغة، فوسائل التواصل متعددة ومتطورة، والتكامل الذي يجمع العالم بأسره في قرية صغيرة يتطلب أولاً أن يمر بفترات من التكافؤ الحقيقي تسودها توازنات اقتصادية، وعدالة اجتماعية، ونظم تعليمية تحث على الابتكار وتنبذ ثقافة التلقين، ومؤسسات بحثية متطورة، ومراكز صحية تعالج التشوهات بدلاً من أن تنتجها. هبة حجازي مديرة التحرير
-
لا تغيروا شيئًا .. سوى ما بأنفسكم! بدأنا قبل أيام ما يطلق عليه الفلكيون والمؤرخون والموظفون عام (2012)! فهل تتفقون معي؟ لا أتفق معكم! 85% من سكان العالم الراشدين يفكرون مع نهاية كل عام وبداية عام في تغيير شيء ما في حياتهم، أو في سد بعض الفجوات وتصحيح بعض السلبيات في سلوكياتهم. ومع نهاية الشهر الأول من كل عام يكون 80% منهم قد فشلوا أو نسوا فكرة التغيير، ونعود كلنا إلى ما وجدنا عليه آباءنا وأنفسنا من قبل! وبشكل عام يفشل دائمًا 92% ممن يقطعون على أنفسهم عهودًا بالتغيير والتطوير والتدبير، وهذا يعني ما نظنه عامًا جديدًا وقرارًا أكيدًا ليس كذلك. فأعوامنا متشابهة وقراراتنا متكررة، وليس بالإمكان أبدع مما كان، وليس في المضمون أبدع مما يكون. عندما يتأمل الإنسان عامه المنقضي، يكتشف دائمًا أنه لم ينجز الكثير، ولم يحقق ما يكفي لتحريك مشاعر الرضا والقناعة في نفسه، فيعمد إلى وسائل تقليدية أو مبتكرة لتسجيل قراراته وتوثيق نواياه حول الغزوات والمستحيلات التي لا بد منها وإن طال العام الجديد. يحدث هذا مع معظمنا، كل عام، ويتكرر دائمًا دون تغيير – غالبًا – لا في شكل القرارات ولا في مضمونها. فإذا كنت ممن نظروا إلى العام الماضي بأسى، وتطلعوا إلى العام الآتي بحماس، فإني أنصحك بتمزيق الصفحة ومسح الملف الذي سجلت فيه قراراتك التي لن تنفذها. أولاً لأنك تعرف أنك لن تبدأ تنفيذها، ناهيك عن أن تنهيها! وثانيًا لأنك ستنسى معظم ما بدأته! وثالثًا لأن قراراتك الجريئة والتي تظنها جديدة، لا تناسبك! ما تفعله هو محاولة يائسة وآسفة لتغيير نفسك. والمفارقة ليست أنك ستفشل في التغيير، بل هي أنك لست بحاجة أصلاً لتغيير نفسك. فالآية القرآنية العظيمة تقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم." فالله عز وجل يريدنا أن نغير ما بأنفسنا، وليس أنفسنا. والفرق كبير وجلي وواضح. في بداية كل عام، وكل يوم وكل لحظة، أدعوك لتغيير ما بنفسك، وليس نفسك. هذا يعني بلغة العقل والنقل أن تستثمر ملكاتك الطبيعية (نقاط قوتك) في إدارة ذاتك وحياتك لتبدع في مهماتك. أي: لا تحاول تغيير نفسك، لأن المخ هو السلوك؛ فكيف ولماذا يكون هذا؟ - تغيير الشخصية صعب ومؤلم، وقد ثبت علميًا أنه غير ضروري. - استثمر الموجود (مواطن قوتك) ولا تبحث عن المفقود الذي لن يعود (نقاط ضعفك). - كل إنسان يحتاج لتركيز نقطة قوة واحدة ليصبح نجمًا؛ فنجوميتك موجودة في مخك. - قيمة كل امرئ ما يحسن، فلا تحاول تقوية نقاط ضعفك التي لن تضيف إليك قيمة. - لا تستمع إلا لطلبات أبيك، ودعوات أمك، وأوامر مخك. - وزارة التربية والتعليم مسؤولة عن الفساد والكساد ومآسي العباد، وعن البطالة والعطالة والسير الذاتية البطالة. اعتبرتنا نسخًا كربونية متشابهة مع أن طبعة وبصمة كل منا مختلفة عن طبعات وبصمات الآخرين (كل الآخرين). - المخابرات هي أغبى الأغبياء، لأنها لا تتعامل إلا مع نقاط ضعفنا، أي مع غبائنا، وتترك ذكاءنا يغرد وحيدًا وبعيدًا دون استثمار أو اعتبار. للمزيد حول علاقة المخ بالسلوك والنفس والتغيير والنجاح إليك وصلتان: http://www.edara.com/Khulasat/Your_Brain_at_Work.aspx http://www.edara.com/Khulasat/The_Neuroscience_of_Leadership.aspx نسيم الصمادي
-
التمتين بين التغريب والتعريب كنت وما زلت أتلقى كل يوم سؤالاً واحدًا على الأقل: ما هو المصطلح الإنجليزي المقابل للتمتين؟ وحقيقة الأمر أنه لا يوجد مصطلح أجنبي يصف مفهوم التمتين بدقة مثل "التمتين". وهناك عدة مدارس تناولت المفهوم من زوايا مختلفة، ولكن كل مدرسة تنظر إلى الأمر من زاويتها وتعبر عنه بلغتها. مدرسة علم النفس الإيجابي تقول استخدمت مصطلح: Positive Thinking الذي تحول بفضل دراسات مؤسسة "جالوب" العالمية إلى ما سمي بحركة نقاط القوة Strengths Movement الذي يقودها "ماركوس باكنجهام" وكانت آخر إصداراته كتابه StandOut. وهناك مدرسة الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences ورائدها الدكتور "هوارد جاردنر" الذي يرى أن الذكاء البشري مركب، وأنه من الغباء أن نعبر عنه بسمة أحادية. وعندما أطلقت مقولتي: "من الذكاء ألا نعترف بالغباء" كنت أعني أنه ليس هناك إنسان غبي على الإطلاق، بل هناك إنسان عبقري في جانب، وغبي في جوانب. ومن وجهة نظر "التمتين" فإن هذا منطقي وطبيعي، فكما أنه ليس هناك إنسان عاقل كامل، فليس هناك أيضًا إنسان عاقل فاشل. وكان مما لاحظته أن كتاب "جاردنر" "خمسة عقول للمستقبل"، لم يترجم الترجمة الصحيحة، ومن ثم فهو لم يفهم (بضم الياء) جيدًا. العقول الخمسة التي حددها "جاردنر" هي: المتعلم (بكسر اللام) و المنظم (بكسر الظاء) و المبدع (بكسر الدال) و المقدر (بكسر الدال) و المحترم (بكسر الراء) وهذه أول مرة تستخدم فيها كلمة (محترم) بهذا السياق. لأن محترم (بكسر الراء) الآخرين هو فقط المحترم (بفتحها). أما الدكتور "كن روبنسون" فيمثل المنحى التربوي في نظرية التمتين، حيث أن التعليم عمومًا والمدارس خصوصًا تقتل الإبداع نظرًا لتركيزها على أوجه التماثل بين الطلاب وإهمالها لعناصر التميز. وقد اشتهر في محاضراته العالمية وبعد نشر كتابه: "ما لم يدر بخلدنا" Out of Our Minds وإلحاقه بكتاب: "مكمن القوة أو موطن الإبداع" The Element. وبسبب بساطته وتلقائيته أفهمنا الدكتور "روبنسون" بأن لكل إنسان ميزة ذكائية واحدة يمكنه أن ينجح وأن يبدع إذا ما استثمرها وحدها. إذن ليس هناك - فيما أعلم - مصطلح يعبر عن مفهوم "التمتين". وعندما قلت: "لا تمكين بلا تمتين" أعني كنت أننا لا نستطيع تمكين أي إنسان من عمله ما لم نضعه في مكانه المناسب. فمن العبث أن نعهد لإنسان بمهات ونحمله مسؤوليات، وهو لا يملك القدرات التي تجعله في مجاله فردًا وحده. التمتين لغة هو: "تقوية القوي." وعندما نقوي شيئًا، فهذا يعني أنه كان ضعيفًا، وكل ما ليس قويًا، ضعيف. وقد ثبت علميًا أن الإنسان يرتقي كلما ركز على استثمار مواطن قوته وقام على تدريبها وزيادة خبراتها ليتحول أداؤه من "القوة" إلى "المتانة." التمتين مدخل إنساني إيجابي وقوي للتنمية البشرية والريادة في القيادة والتعليم السليم والعمل القويم. ولكي تتخيل انعكاساته على حياتك وعملك ومجتمعك، تخيل أننا نعيش في عالم لا يحكم فيه سوى القادة المناسبون، أو أنك موظف في مؤسسة يعمل كل من فيها في مكانه المناسب، أو عضو في أسرة يقوم كل واحد منها بدوره المثالي المناسب، دون هدر للطاقات، أو احتدام للصراعات. وتخيل فريقًا رياضيًا استطاع مدربه أن يضع كل لاعب فيه في مكانه الصحيح، من حيث المهارة والقدرة واللياقة الذهنية والبدنية، والأهم من ذلك: الرغبة في الأداء والفوز والمنافسة. عندما أقول بأن "التمتين" منهجية كفيلة بتغيير العالم إلى الأفضل، فإنني أعني ما أقول. ومن يشك في أبعاد وآفاق تطبيقات التمتين وممارساته، عليه أن يثبت العكس. نسيم الصمادي
-
الربيع الإداري نعيش في إدارة.كوم تغييرًا مستمرًا وتطويرًا دائمًا انطلاقًا من رؤيتنا العربية التي انبثقت عام 1991. وهكذا فنحن نقترب من عامنا العشرين في تعزيز مكانة التنمية البشرية في الدول العربية، لنجد أنفسنا نستجيب لكل التفاعلات والمتغيرات السياسية والاقتصادية العربية؛ الآسيوية والإفريقية. في البداية كنا نقول: "القيادة والإدارة هما الحل." واليوم نقول: "التربية والتعليم والأخلاق هم الحل." ومن هذا المنظور بدأنا نواكب ونصنع التغيير في واقع التربية العربية؛ فأصدرنا عام 2011 "خلاصات كتب التربية والتعليم." ونقلنا عبر أعدادها الإثني عشر تجارب العالم الإبداعية، القابلة للتطبيق والتي تستحق التصفيق؛ إلى آلاف التربويين والمربين والاستراتيجيين العرب. ومع منتصف عام 2011 أطلقنا سلسلة الكتب الإدارية العالمية المسموعة، فأصدرنا أكثر من 30 عددًا من "الإدارة في السيارة" لنساعد عملاءنا المهتمين والمشغولين والمتحركين والمنجزين على مواصلة التعلم وهم على الطريق. انتقينا أفضل ما جادت بها قرائحنا ومطابعنا عبر السنين، وبدأنا نسجل وننشر كل ما نراه جديرًا ومثيرًا من خلال مكتبنا في العاصمة الأردنية "عمان"، ونبثه لعملائنا عبر موقعنا ليسمعوا ما أرادوا وليرسخوا ما استفادوا في زحام الطريق، وأثناء السفر والترحال وعبر كل أجهزة ونظم البث الصوتي القديمة والحديثة والشاشة الثالثة: الموبايل والجوال. في هذا العام أيضًا، نشرنا أروع خلاصات الكتب الإدارية العالمية وكان منها: "أسرار ستيف جوبز في الابتكار"، و"العظمة اختيار"، و"التسويق عبر الموبايل"، و"غير نظرتك إلى نفسك"، و"كيف تتخلص من تقارير الأداء"، و"لماذا وكيف تبتكر ميزتك التنافسية". ولم نتوقف هنا، بل سنقدم في الشهرين القادمين كتابا لـ "بل كلينتون" وآخر لـ "جيم كولنز" و ثالثَا لـ "ستيفن كوفي" لنواصل رحلة الإبداع والإمتاع. نعرف أن ما نقدمه ليس له مثيل أو بديل، ونعرف أننا الذين قدمنا خلاصة "الذيل الطويل" ومكتبة كاملة في التمتين والإبداع والتميز الإنساني ومداخل العظمة. ولن تتوقف رحلتنا عند هذا الحد. فمع الأيام الأولى من عام 2012 ستقرؤون النص الكامل لواحد من أفضل كتب فن الاستراتيجية الحكومية في العالم؛ وهو كتاب: "كيف تمسك الحكومة غير الفاسدة بطرف الخيط"، الذي يعتبر وصفة علاجية سحرية لعلل الإدارات والوزارات والقيادات والمؤسسات وسياسات القطاعات الخاصة والحكومية العربية. إذ عمدنا بأسلوبنا ومنهجيتنا الخاصة إلى تكييف الكتاب وتوليفه لإسقاط معظم حالاته الدراسية على واقع الإدارة العربية. ولم تتوقف خيولنا الجامحة هنا، بل رفعنا موقع إدارة.كوم من المرتبة 584 ألفًا في نوفمبر 2010، إلى المرتبة 244 ألفًا في نوفمبر 2011، فكنا نقفز ألف مرتبة كل يوم. لقد كثفنا وجودنا على "جوجل" و"تويتر" و"فيسبوك" وعبر صفحاتنا الخاصة التي وجد فيها قراؤنا ومعجبونا فتواهم ونجواهم. ونحن اليوم على وشك إصدار كتاب موسوعي وتدريبي عربي شامل في "التمتين" الذي سجلناه كعلامة تجارية لشركة "شعاع" والذي نتوقع أن يقلب كل معادلات التنمية البشرية لعقد أو عقدين قادمين. سيصدر الكتاب عن موقع إدارة.كوم، وتُرسل منه نسخ كاملة لكل من شارك في ملء استقصاءاتنا واستبياناتنا. نحن نتقدم وأنتم معنا، لنوالي خدمتكم، فنحن منكم ولكم، وأنتم معنا ومنا ولنا. فلولا قراءتكم واستماعكم وولاؤكم، لما تمكنا من استدامة مشروعنا الذي عجزت عنه حكوماتنا. مع تمنياتنا لكم بعام جديد وسعيد ورغيد. نسيم الصمادي رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
-
فضح أسرار الأزمة المالية العالمية ما هو السر الحقيقي الكامن وراء أزمة الاقتصاد العالمي؟ ولماذا لم يتطوع أحد لكشف المستور وإعلان المحظور رغم مرور ثلاثة أعوام بالتمام على انفجار الفقاعات المالية؟ بعد الاطلاع على عدة كتب تتناول هذا الموضوع مؤخرا، لاحظت أن التفسير التاريخي هو المدخل الأفضل لإجابة هذا السؤال. فمن الاستنتاجات الجديرة بالذكر أن الاقتصاد العالمي قد نما خلال الستين عاما الأخيرة أكثر من نموه خلال الـ 2000 عام التي سبقتها! فما هو السبب يا ترى؟ اختراع الكمبيوتر وانتشاره في النصف الثاني من القرن العشرين هو السبب؛ فبعد تطوير نظم معلومات وشبكات اتصال غير مسبوقة، لم يعد تفسير أزمة الاقتصاد يحتاج إلى ذكاء كبير. فما دامت المعلومات هي سبب النمو، فإن حجبها وتزويرها هو سبب الركود! أليس هذا منطقيا؟ في الماضي كان الاقتصاد خامدا لأن الأجيال السالفة لم تكن تعرف من يملك ماذا؟ وبما أن تقنيات المعلومات اليوم تعرفنا بكل شيء، فمن المؤكد أن ما حدث في أعوام 2007 و 2008 تم بفعل فاعل. وهذا يبرىء خبراء الاقتصاد من التهم الموجهة لهم ولنماذجهم الرياضية، ويلقي باللائمة على الساسة والفلاسفة وعلى عصابات المافيا الاقتصادية التي تتحكم بمفاصل القرار، وتخفي الأسرار وتطفىء الأنوار، وتعدم الشفافية التي تعتبر أهم شروط التفاعل والتكامل والتعامل. كان مما تعلمناه من دراستنا لنظم المعلومات، أن مكتبة "الكونجرس" أنشئت في مطلع القرن 19 لتوفر المعلومات للإدارة الأمريكية و لرجال الكونجرس الذين سيشرعون ويخططون لمصلحة أمريكا. وقد عمل خبراء المكتبة على جمع المعلومات وتصنيفها وتحديثها لإتاحتها لمتخذ القرار في الشكل المناسب وفي الوقت المناسب. ولكن هذا لم يكن يحدث دائما. فهناك قوى خفية تخفي المعلومات وتلوثها، وهذا فعل لا أخلاقي ستكون نتيجته تدمير العالم. التلاعب بالمعلومات المالية وإخفاؤها هو الذي يجعل القيم التقديرية للأصول غير الملموسة مثل: الأسهم والأوراق المالية وبراءات الاختراع وحقوق الملكية والمشتقات والعلامات التجارية أعلى من قيم الأصول المادية مثل: الأراضي والعقارات والآلات. الاقتصاد التحتي والورقي وأسواق الظل هي التي خرجت بالاقتصاد غير الرسمي عن السيطرة، فصار من المستحيل تقديره. وهذه كلها مشكلات سياسية لا اقتصادية؛ وهي التي جعلت رؤوس الأموال تهرب من روسيا ومن الأسواق الناشئة والنامية إلى أوروبا وأمريكا بحثا عن ملاذات آمنة، وإذا بها تسقط في مهاوي الردى. وهذا نفسه ما حدث في البورصات الوهمية التي شفطت السيولة من الأسواق الفقيرة ونقلتها إلى خزائن المرابين العالميين. من خلال التفسير التاريخي للأزمة تبين لنا أن مؤسستين ماليتين فقط كانتا تعرفان ما يجري في شارع المال "وول ستريت" وفي كل شوارع العالم، وهما "جولدمان ساكس" و "جي بي موغان" وقد كذبتا على الجميع. ولكن هذه الديناصورات المالية لا تتحمل الخطأ وحدها؛ لأنها تعلمت الكذب والتزوير من الحكومات. الدول أيضا تكذب في إشهارها لمعدلات النمو والبطالة ونسبة الدين العام إلى الدخل القومي. الدول تكذب على بعضها، وتكذب على نفسها، وتضحك على شعوبها. وعلى نهج الدول تسير وكالات التصنيف الائتماني. فهناك مؤسسات عملاقة حصلت على تصنيف ممتاز وأفلست في نفس عام تصنيفها. وليس هذا بالأمر الجديد قطعا. قبل ثلاثة عقود نشر "توم بيترز" القادم من "ماكنزي" كتابه الكذاب "البحث عن التميز." وفيه أفرد فصولا لأكثر الشركات العالمية تميزا. ولم يمض عقد من الزمن حتى كانت كل شركات "بيترز" المتميزة قد أفلست. وفي أواخر التسعينيات كان "جاري هامل" يعمل مستشارا لدى شركة "إنرون" الكذابة، وقد وصفها في مقالاته بالشركة العظيمة، لكنها خيبت ظنه بعدما انفضح أمرها كأكبر متلاعب بالأرقام المالية في التاريخ، فأفلست وجرفت في طريقها شركة المحاسبة "آرثر أندرسون." هؤلاء فعلا يكذبون في كل شيء، من نتائج الاستقصاءات وقياسات الرأي العام، إلى أسماء وعناوين "البارات" والمواخير التي يعقدون فيها الصفقات في الليالي المظلمة، بعيدا عن عيون العالم والعائلات والإعلام. هذا هو سبب أزمة الاقتصاد: الكذب واللعب بالأرقام. نسيم الصمادي
-
الولد الذي سخَّر الريح اسمه "ويليام كامكوامبا" عمره الآن عشرون عامًا، ولم يكن سوى فتى مراهق في الرابعة عشرة من عمره عندما بدأت قصته. "ويليام" فتى إفريقي من "ملاوي"، وهي واحدة من أفقر دول إفريقيا - مما يعني بداهة أنها من أفقر دول العالم. في 29 سبتمبر الماضي، صدر لـ"ويليام" كتاب بعنوان "الولد الذي سخَّر الريح"؛ وقبل أن نوغل في التفاصيل، لا بد أن نشكر "ويليام" والإنترنت التي جعلت قصته تصل إلينا، كما نشكر "كريس أندرسون" - رئيس منظمة "تد" العالمية التي رعت "ويليام" وقدمته للعالم. في مؤتمر "تد" الأخير، تحدث "وليام" لأول مرة باللغة الإنجليزية وسرد قصته. ترك "وليام" المدرسة بعد المرحلة الإعدادية لأن أبويه لم يستطيعا دفع مصروفات المدرسة الثانوية، ولكنه لم يستسلم وذهب إلى مكتبة عامة على بعد 4 ساعات من قريته ليقرأ كتبًا في العلوم. عثر "وليام" على كتاب في الفيزياء، وبدأ يقرأ في فصل توليد الطاقة، وعندما شاهد صور طواحين الهواء التي تولد الكهرباء، قرر بناء واحدة لإنارة بيته. في عام 2001، كانت المجاعات قد ضربت إفريقيا، وكان المزارعون في "ملاوي" يموتون جوعًا، بينما كان "ويليام" يبني طاحونته، فاتهمه كل من حوله بالجنون لأنه لم يكن يملك المال أو الأدوات. كان الفتى مهندسًا بالفطرة، فاستطاع أن يفهم اللغة الإنجليزية من الصور والتصاميم وليس العكس. وبعدما أضاءت طاحونته الأولى التي بناها من قطع الأخشاب وخردة الأنابيب المعدنية ومن إطار دراجة مهملة، جاء أهل قريته لتحيته ولشحن هواتفهم النقالة، وطلبوا منه بناء طاحونة أخرى لتوليد الطاقة وتشغيل مضخات المياه وري الأرض. عندما وقف الفتى على مسرح "تد" الصيف الماضي في "أروشا" في "تنزانيا" قال: "لم أتحدث الإنجليزية في حياتي، ولم أكن قد ركبت الطائرة من قبل، ولم أنزل في فندق أبدًا، فلا بد أن تجف الكلمات في حلقي عندما تطلبون مني أن أتحدث وأخاطبكم." وبكل شجاعة استطرد قائلاً: "ما بنيته في قريتي الفقيرة ليس مجرد طاحونة تحركها الرياح لتوليد الكهرباء، بل هي محرك للحرية، لأننا بهذه الطاحونة نستطيع أن نُخرج أنفسنا من عصور الظلام والجوع." لقد تطوع أحد الصحافيين وساعد "ويليام" في تأليف الكتاب الذي يروي قصته ويوثق إنجازه، واختار للكتاب عنوانًا فرعيًّا رائعًا هو "توليد تيارات الأمل والكهرباء". وعلى الرغم من أن معظم القصص التي تصلنا من إفريقيا مأساوية، فهذه قصة أمل وإبداع يمتزج فيها الخيال بالعبقرية. وهذا كتاب يجب أن يقرأه كل من يُشكك في قدرات الإنسان، فإذا ما استطاع فتى يافع أن يحقق هذا الإنجاز، فما الذي يمكن أن نتوقعه من المؤسسات والمنظمات الدولية ومن كل القارات؟! نسيم الصمادي
-
كيف تعمل وتؤدي معتمدًا على مواطن قوتك هل لديك من الشجاعة ما يجعلك تطلب من المحيطين بك تقييمك، حتى وإن كنت تشغل منصبًا مرموقًا، وحققت نجاحات كثيرة على المستوى العملي والشخصي؟! هل السعي في معرفة ذاتك وتطويرها يدفعك نحو تقبل آراء الآخرين السلبية عنك؟! تُركز أغلب التقييمات على الجانب السلبي؛ وخلال اللقاءات الرسمية لتقييم الموظفين، تركز المناقشات دائمًا على "الفرص المتاحة لتحسين نقاط الضعف"؛ وحتى إذا كان التقييم الإجمالي مشبعاً بالإطراء، يخشى المديرون ومرءوسيهم المباشرون هذه اللقاءات. التقييم التصحيحي التقليدي له مكانه بالطبع، فكل مؤسسة يجب أن تكتشف الموظفين الفاشلين وضعيفي الأداء وتتأكد من أن كل موظف يعمل وفقًا لمستوى متوقع من الكفاءة، ولكن التركيز الشديد على مشكلات الأداء يحرم الشركات من الحصول على أفضل ما لدى أفرادها، ولنكن منطقيين: لاعب الكرة الذي يجيد اللعب في كل مركز حالة نادرة جدًا، فما الذي يجبر مهاجمًا هدافًا على بذل جهد خارق لتطوير مهاراته كمدافع؟! أنت كمدير بحاجة لأداة تساعدك على فهم ودعم قدراتك، وكل موظف يعمل معك يحتاج إلى مثل هذه الأداة. هذه الأداة عبارة عن “ذاتك المثالية في عيون الآخرين"، وهي تسمح لك باستغلال مواهبك المكتشفة أو التي لا تعلم عنها شيئًا، لتزيد من احتمالات النجاح والتطور في مستقبلك المهني. - يبدأ تدريب "الذات المثالية أو الذات المعطاءة" من خلال جمع تعليقات من عائلتك وأصدقائك وزملائك ومدرسيك عن مواطن قوتك؛ طالبًا منهم أن يعطوك أمثلة محددة لمواقف كانت فيها مواطن قوتك مفيدة إلى أقصى درجة؛ - الخطوة التالية هي فحص التقييم أو الإفادة الراجعة لتكتشف العناصر الأكثر تكرارًا، وترتبها في جدول يساعدك على تكوين صورة واضحة عن جوانب قوتك؛ - الخطوة الثالثة هي أن ترسم لنفسك صورة شخصية ذاتية، أي تضع وصفًا عمليًا وتطبيقيًا يلخص ويصقل المعلومات والإفادات التي جمعتها؛ - الخطوة الرابعة والأخيرة هي أن تعيد تصميم الوصف الوظيفي لعملك ومهماتك لكي تؤسسها وتبنيها على ما تجيد، وحيثما تفيد، تطبيقًا للمبدأ القائل: "إن قيمة كل موظف وكل مدير وكل إنسان هي فيما يُبدع ويُجيد ويُفيد." سيساعدك اكتشاف الذات المعطاءة على معرفة من تكون وكيف تبدع؛ فعندما تعرف "ذاتك المعطاءة"، تستطيع اختيار المواقع التي تجيد اللعب والإبداع فيها، سواء الآن أو في مجالات عملك المستقبلية. المحرر