-
عدد المشاركات
408 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
1
كل منشورات العضو مؤمنه بالرحمن
-
محمد أبو خلف عزيز نشأت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في بيت النبوة الطاهر، وأنْعِم بها من نَشْأة، لأن الذي يَتربى على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون مدرسة بحد ذاته. وهذا ما كان بالفعل في حالة أمنا عائشة؛ فقد تشبَّعت عقليتها بمفاهيم الإسلام وأفكاره، وأضحى سلوكها تطبيقا عملياً حياً، وتجسيداً لهذه الأفكار. ومن كان هذا حاله فهل يُعقل أن يأتي بما يناقض ما تَجسَّد في عقله ونفسه من أفكار ومفاهيم وسلوك؟ ولم يكن هذا حال أمنا عائشة فقط، بل هو نمط متقدم جدا من أنماط السلوك الإسلامي الراقي عند الصحابة إجمالاً، والذي تجد فيه الانسجام الفائق ما بين الأفكار والسلوك، وقَلَّما ينفصل أحدهما عن الآخر. تعرضت أُمُّنا عائشة الطاهرة المطهرة الصادقة بنت الصديق لأعظم ما يمكن أن تُبتلى به امرأة عفيفة شريفة، ألا وهو القذف بالزنا. وما أقساها من تجربة، وما أفظعها من تهمة. فهي لم تكن محدودة ولا محصورة بين أشخاص أو بيت أو عائلة، لقد انتشرت في المجتمع بأسره، ورَوَّجت لها أبواق الدعاية والشر أيَّما ترويج. إنها مشكلة كبيرة وابتلاء عظيم لا يتحمله إلا من كانت شخصيته في عظمتها بحيث تفوق هذه الصعوبة وتتغلب عليها. فماذا فعلت أمنا عائشة تجاه هذه المشكلة العويصة؟ وكيف جابهتها وتصدت لها وتغلبت عليها؟ وما هي الدروس والعبر التي ترتبت عليها؟ ما هي المشكلة؟ وكيف نواجهها ونتغلب عليها؟ يمكن تعريف المشكلة بأنها الشعور أو الإحساس بوجود صعوبة لا بد من تخطيها، أو عقبة لا بد من تجاوزها لتحقيق هدف. أو يمكن القول: إنها الاصطدام بواقع لا نريده، فكأننا نريد شيئا ثم نجد خلافه. وحتى نتمكن من مواجهة المشاكل والتغلب عليها لا بد من أن ننهج طريقة معينة نشعر فيها بوجود المشكلة، ونتعرف عليها ونُحدد طبيعتها، ثم نفكر في الحلول المتعددة، ثم نطبق الحل الأمثل، ونتأكد من ذلك، ثم نتفكر فيما حصل. وهذا يتطلب بذل الجهد في التفكير في مراحل متعددة وفي مواضيع كثيرة، وقد تحصل أحيانا بسرعة فائقة وقد تستغرق وقتا. لكن لا بد من التدرُّب والتمرُّس على ذلك، واكتساب مهارات التفكير اللازمة لهذا الأمر. كيف واجهت أم المؤمنين المشكلة؟ تُعرف المشكلة التي مرت بها أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بحادثة الإفك، وتتلخص في ترويج شائعة من قبل المنافقين وبعض المؤمنين تتضمن اتهام أم المؤمنين عائشة رضى الله بالزنا، وذلك عندما تَخلَّفت عن الجيش في إحدى الغزوات، ثم أحضرها الصحابي صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه على ظهر جمله، وبعدها انطلقت الشائعات انطلاق النار في الهشيم. وهي مشكلة ذات شقين: الأول عندما وجدت أم المؤمنين نفسها وحيدة وقد تركها الجيش. والثاني: عندما انتشرت الشائعة عنها وهي غافلة حتى عن مجرد التفكير في هذا الأمر. فماذا فعلت أم المؤمنين تجاه هذه المشكلة بشقيها؟ 1. الشعور بوجود المشكلة والوقوع فيها: من المهم معرفة أنه لا معنى للمشكلة ما لم يَحس بها الشخص أو من له علاقة بها. فأُمُّنا عائشة أحسَّت أنها في مشكلة عندما عادت ولم تجد الجيش، هذا بالنسبة للشق الأول من المشكلة. أما من حيث الشق الثاني وهو اتهامها بالزنا؛ فقد أحست بالمشكلة عندما أخبرتها أم مِسْطح بما يشيع عنها. فلم تكن تحس بها من قبل؛ لأنها تعجبت مما قيل مع أنها دافعت عن مسطح في بداية الأمر. 2. الحفاظ على التماسك النفسي وعدم التضعضع والخوف: فقد حافظت أُمُّنا على رباطة جأشها وتماسكت، مع أن الموقف في غاية الشدة؛ لأنها وحيدة وقد تركها الجيش ورحل. وأيضا حافظت على توازنها عندما سمعت بالإشاعة وامتصت الصدمة، مع أنها تفاجأت وذُهلت لما قيل عنها، وكانت تتمثل قوله تعالى: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. ويتحقق التماسك النفسي بالاستعانة بالله تعالى بالدعاء والصلاة والذكر، وإحسان الظن بالله وبالمسلمين ممن لهم علاقة بالموضوع والتفاؤل بالخير. كما أن للجانب الإيماني العام تأثيره. ولا بد من الحفاظ على ذلك في كل مراحل حل المشكلة. وهذا ما تمسكت به أمنا عائشة على الرغم من أنه قد رُوي عنها أنها تأثرت بالأمر، لكن ليس إلى الحد الذي يُخرج الإنسان عن تماسكه. 3. تحديد ماهية المشكلة ومعرفة أبعادها: حددت أُمُّنا المشكلة في أن الجيش قد رحل وتركها فصارت وحيدة. وهذا يترتب عليه أن تخاف على نفسها من الموت أو الأسر أو الاعتداء. كما حدَّدت المشكلة في الشق الثاني، وتعرفت عليها عندما علمت بالإشاعة، وأنهم قد رموها بالزنا. وأي تهمة هذه؟! وماذا يمكن أن يترتب عليها؟! 4. التفكير في حلول ممكنة للمشكلة: ماذا يمكن أن يكون قد جال بخاطر أمنا: * اللحاق بالجيش، لكنها لم تجد الراحلة، والظلام قد حل، ولا يمكنها السير لوحدها. * البقاء في نفس المكان مع الاختباء. * الذهاب إلى مكان آخر. * الانتظار في نفس المكان في حالة عودة الجيش أو نفر منهم؛ لأنهم إذا فقدوها فلا بد أن يعودوا أدراجهم إلى المكان ليبحثوا عنها. * البحث عن أحد قد تخلف مثلها من الجيش، أو أحد يتعقب الجيش. أما من حيث الشق الثاني (أي حالة الإشاعة) فقد تكون أمنا فكرت فيما يلي: * الدفاع عن نفسها. * ترك الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم مع البقاء في بيتها. لكن ربما لاحظت تأثر الرسول بالموضوع، وأنه قد سرى وانتشر. * اللحاق بأهلها والصبر والاحتساب لله تعالى. 5. تطبيق الحل الملائم من بين الحلول والبدائل المتاحة: ارتأت أمنا البقاء في مكان الجيش لعلهم يرجعون أو يرجع نفر منهم. وفعلا حضر صفوان، ويبدو أنها ظنت أنه مُرسَل من قِبَل الجيش، فركبت الجمل دون حتى أن تناقشه في الموضوع. ولهذا لم يخطر ببالها أن يقال ما قد قيل عنها؛ لأن هذا قد أرسله الجيش ليأخذها. أما في موضوع القذف فقد طلبت من الرسول أن يأذن لها باللحاق بأهلها. وحسنا فعلت؛ لأن الموضوع كان يحتاج إلى أن يُبَتًّ فيه، طالما أن الرسول لم ينطق بوحي فيه. كما أن مواضيع مثل هذه تحتاج إلى التراخي فيها حتى تَسْكن وتهدأ؛ فكان اختيارها أن تذهب إلى بيت أهلها ينطوي على كثير من الحكمة والحنكة. ومما يؤيد ذلك موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم بسرعة على طلبها. 6. التفكر في المشكلة ونتائجها وأبعادها: حيث تبين لأم المؤمنين أنها كانت على صواب فيما فكرت فيه واتخذته من قرارات. وخرجت من المشكلة أقوى مما كانت؛ فقد برَّأها الله من فوق سبع سماوات، ونزل فيها قرآن يُتلى. وترتب على ذلك الكثير من الأحكام والمعالجات؛ فكان في ذلك الخير الكثير. كما أن مثل هذه المشاكل صار لها حل معلوم يمكن اتباعه في حالة وقوعها، وهذا لم يكن قبل وقوعها. أثر التربية الإسلامية على قوة شخصية المسلم لم يَعُد خافيا على أي منا حاجة المسلمين الماسة إلى التمسك بالقرآن والسنة؛ إذ لا غنى لنا عنهما، ولن تقوم لنا قائمة بغيرهما، ولن تكون لنا عزة إلا بهما. وهذا يُحتِّم علينا فهم ما فيهما فهما عمليا واقعيا مُنَزَّلا على أرض الواقع، ومرتبطا به ارتباطا وثيقا، تماما كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين. ولا يكفي مجرد الحفظ والتلاوة والاستحضار، وإن كان كلُّ ذلك مطلوبا، وكلُّه فيه خير وعليه أجر، بل لا بد من الاستيعاب المركَّز والتطبيق الفعلي. فلا يمكن لشخص مثلا أن يكون قد فَهِم معنى التوكل فهما استيعابيا عمليا، إذا كانت حياته قائمة فقط على الأسباب والمسببات، ولا يكون قد استوعب مفهومي الزرق والأجل إذا كان يقول بلسانه: "إن الرزق والأجل بيد الله"، وسلوكه مخالف لذلك. وكذلك حال من يستهين بالأحكام ويستخف بها، قائلا: "إن الله غفور رحيم"، غيرَ ناظرٍ إلى جانب العقوبة. الإسلام دين عملي؛ أي أنه وُجد للتطبيق، وما لم يكن هذا حاله فإنه يبقى مجرد معلومات نحفظها ونرددها. من الأمثلة الواقعية على ذلك كيفية مواجهة المشاكل والتغلب عليها وحلها؛ فقد رَبّى الإسلام أتباعه على الطريقة التي يُعالجون بها مشاكلهم سواء كانت خاصة بهم أو عامة تشمل غيرهم، ووطَّن نفوسهم على ذلك. ولتحقيق ذلك فقد نهج الإسلام نهجين: عاماً وخاصاً. أما العام فإنه يرتكز على بناء مجتمع متجانس في العقيدة والأحكام؛ أي أنهما ينبعان من نفس المصدر والمورد؛ فلا يوجد تناقض في السلوك لا في المجتمع ولا عند الأفراد. فإنك إن ربَّيت أبناءك على أفكار معينة فستكون مطمئناً أنهم لن يجدوا ما يُناقض ذلك خارج نطاق الأسرة؛ فتَقِل بذلك المشاكل. كما أنه يفرض على المجتمع حياة عامة توفر على الفرد الكثير من العناء، فيمنع المثيرات ويُوجِّه الإعلام وِجهة تحد من إثارة الغرائز وتهييجها، ويحد من الاختلاط، كما يقيِّد السلوك في كثير من المجالات بشكل يكون كفيلاً بالحد من الكثير من المشاكل. وهكذا فالإسلام يبني دفاعات حصينة في وجه المشاكل، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أو في الأسرة. فالكل في انسجام وتوافق، وهذا يقلل من الانحرافات والاصطدامات التي قد تنشأ بسبب اختلاف الأفكار أو التطبيق المُجَزأ لأفكار دون أخرى، أو التناقض. وهذه نقطة مهمة عند كل فرد مسلم؛ فإنه لا بد أن يُفكر في مجتمعه، وأن يسعى إلى وجود مثل هذا المجتمع، وأن يكون مستمراً في هذا النهج؛ وذلك ليضمن عدم التناقض وعدم ضياع نفسه وأهله وأبنائه في خضم التناقضات. فإنك قد تربي أبناءك تربية صحيحة، لكن لا تضمن أن يتسرب الفساد إليهم من المدرسة أو الشارع أو العمل بسبب التناقضات. وهذا جزء من النهج الخاص الذي اختُطَّ للفرد المسلم الذي سيواجه المشاكل والصعوبات، ويفكر في حلها والتغلب عليها.
-
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فإن من أظلم الظلم أن يسيء المرء إلى من أحسن إليه وأن يعصيه في أوامره وأن يخالف تعاليمه ويزداد هذا القبح وذاك الظلم إذا أعلنه صاحبه وجاهر به ولم يبال بما رآه أو سمعه حتى ولو كان هو الذي أحسن إليه وجاد عليه وتكرم وتفضل.. فما بالك أخي القارىء الكريم إذا كان المحسن المتفضل هو الله تعالى والعاصي المجاهر هو أنا وأنت.. إنها بلية عظمى ورزية كبرى أن يتبجح المرء بمعصيته لله عز وجل ويعلنها صريحة مدوية بلسان حالة ومقالة ناسيا أو قل متناسيا حق الله سبحانه وتعالى وفضله عليه. لذا فقد حذر الشرع المطهر من مجاهرة الله بالمعصية وبين الله تعالى أن ذلك من أسباب العقوبة والعذاب فمن النصوص الدالة على ذلك قوله تبارك وتعالى: { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } [النور:19]. هذا الذم والوعيد فيمن يحب إشاعة الفواحش فما بالك بمن يشيعها ويعلنها. وقوله تبارك وتعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } [الروم:41] قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله- في تفسير الآية { ظهر الفساد في البر والبحر } : بأن النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي وقال أبو العالية: "من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة" [تفسير ابن كثير 3/576] كما أخبر سبحانه بأنه لا يحب الفساد { والله لا يحب الفساد } [البقرة:205] ولا شك أن المجاهرة بالمعاصي من أعظم الفساد. وبين جلا وعلا أنه لا يحب الجهر بالسوء { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم } [النساء:148] قال البغوي- رحمه الله- في تفسير الآية: "يعني لا يحب الله الجهر بالقبح من القول إلا من ظلم" [تفسير البغوي 1/304]. وفي الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك الله أن يعمهم بعقابه » [رواه الترمذي 5/256]. وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي معافى إلا المجاهرين » [رواه البخاري ومسلم] وهكذا سنة الله تعالى في الكون فما أعلن قوم التجرؤ على الله بالمعاصي والتبجح بها إلا وأهلكهم الله وقضى عليهم ودمرهم.. والمتأمل في سير الغابرين والأقوام السالفين يجد ذلك جليا واضحا فما الذي أهبط آدم من الجنة؟ وما الذي أغرق قوم نوح؟ وما الذي أهلك عاد بريح صرصر عاتية؟ وما الذي أهلك ثمود بالصاعقة؟ وما الذي قلب على قوم لوط ديارهم وأتبعها بالحجارة من السماء؟ وما الذي أغرق فرعون وجنده؟ وما الذي..؟ وما الذي..؟ إنها المعاصي والمجاهرة بها. فالله تعالى هو القوي والبشر هم الضعفاء والله هو العزيز وهم الأذلاء بين يديه وهو الكبير المتعالي فله الكبرياء المطلق والعظمة الكاملة عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: « الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار » [رواه مسلم]. ولعل من أسباب قبح هذه المعصية وزيادة شناعتها أن فيها نوعا من الاستهانة وعدم المبالاة وكأن لسان حال هذه المعاصي لله تعالى يقول: أعلم أنك ترى مكاني وتسمع كلامي وأنك علي رقيب ولعملي شهيد.. ولكن مع ذلك كله أعصيك وأعلن ذلك أمامك وأمام كل من يراني من خلقك!!.. ومن أسباب شناعتها وقبحها أن فيها دعوة للناس إلى الوقوع في المعاصي والانغماس في وحلها.. حيث إن هذا المبارز لله تعالى في المعصية يدعو بلسان حاله كل من رآه أو سمع به.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « .. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا » [رواه مسلم]. ومن أسباب قبحها أن الذي يفعل المعصية جهرا قد يستمرىء هذا الفعل ويصبح عنده أمرا عاديا فربما أدى به ذلك إلى إباحته واستحلاله ولا شك أن استحلال المعاصي واستباحتها من أخطر الأمور على عقيدة المسلم وقد يؤدي به ذلك إلى الخروج من دين الإسلام لا سيما إذا كان الأمر معلوما من الدين بالضرورة تحريمه كالزنا واللواط وشرب الخمر وأكل الربا ونحو ذلك من المحرمات أجارنا الله منها. ولقد تفشى بين بعض المسلمين- هداهم الله- هذا الداء العضال وسرى في جسد الأمة حتى لا يكاد يسلم منه بلد أو حي أو مجتمع ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومن صور المجاهرة بالمعاصي التي ابتلي بها بعض المسلمين: التخلف عن الصلاة مع الجماعة- مع القدرة عليها- فتجد أحدهم يدخل منزله والصلاة تقام فلا يلقي لها بالا ولا يكترث ولا يهتم بها وكأن النداء فيها لغيره من الناس والأدهى من ذلك والأمر أن يمارس البعض مهنته من بيع أو شراء أو نحو ذلك في أثناء إقامة المسلمين لهذه الشعيرة العظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم » [رواه البخاري ومسلم]. ومن صور المجاهرة الدعوة إلى المعاصي والكبائر والإعلان عنها وإذاعتها كما يحصل ذلك في الإعلان عن تجارة ربوية أو المساهمة في بنك يتعامل بالربا أو مبيعات محرمة أو الدعوة إلى مشاهدة عروض غنائية أو حفلات مشتملة على الأغاني والموسيقى والطبول والمعازف ونحو ذلك. ومنه ما يقوم به بعض الشباب- هداهم الله- من الرفع على آلات اللهو من موسيقى أو معازف في الطرقات أو عند الإشارات أو على الشواطىء وفي المنتزهات ونحو ذلك.. ومنها ما يشاهد بين أوساط بعض الشباب المسلم من التشبه بالغرب وتقليدهم في الكلام واللباس والمركب وقصات الشعور والحركات وما شابه ذلك حتى صار بعضهم يفتخر بذلك ويتعالى به وما علم المسكين أنه بذلك دخل جحر الضب من أضيق أبوابه.. فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن!! » [رواه البخاري ومسلم]. ومنها قيام بعض الكتاب والصحفيين والممثلين ومن على شاكلتهم بكتابة مقالات أو تحقيقات- إن صح التعبير- تخالف شرع الله وتناوىء دينه كالكلام في ذات الرب تعالى وتقدس أو سب الدين أو الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم أو الدعوة إلى مخالفة الكتاب والسنة كالدعوة إلى خروج المرأة وتحررها وخلعها جلباب حيائها وسترها وكالحديث عن حجاب المرأة على وجه التندر والسخرية أو الاستهزاء باللحية أو بتقصير الثوب أو بالسواك أو التهكم بالصالحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو بالقضاة والمشايخ وطلبة العلم ونحو ذلك من صور وأشكال الاستهزاء الذي قد يصل بصاحبه إلى الكفر فلقد كفر الله تبارك وتعالى قوما- جاهدوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وشهدوا بعض الغزوات مع المسلمين- حينما قالوا كلاما(انظر كشف الشبهات ص 32) هو أهون بكثير مما يفعله أو يقوله بعض الفسقة الماردين عبر بعض وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة. ومنها ما تقوم به بعض النساء- هداهن الله- من التبرج كالسفور عن الوجه كله أو وضع اللثام أو النقاب أو البرقع بشكل ملفت للأنظار، والخروج إلى الشوارع والطرقات والأسواق- لحاجة أحيانا ولغير حاجة أحايين- مع ما قد يصاحب ذلك من التعطر والتزين والتخنع والتميع.. ومنها أن يتحدث المرء أمام الملأ بما ستر الله عليه من معاص وآثام فيمسي وقد ستر الله عليه ثم يصبح مجاهرا مفتخرا بمعصيته كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ..وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه » [رواه البخاري ومسلم]. ولعل من أبرز ما يشاهد الآن من أنواع المجاهرة بالمعاصي ما يقوم به بعض المسلمين- هداهم الله- من وضع أجهزة استقبال القنوات الفضائية في سطوح المنازل وعلى الأسوار وفي الاستراحات والفنادق ونحوها حيث يستقبل فيها ما تبثه تلك القنوات برمته خيره وشره- إن كان فيه خير- يفعل كل ذلك بعد صدور الفتاوى الموثقة بأدلة الوحيين من قبل علماء الإسلام الأعلام وكأن لسان حال واضع هذه الأجهزة وهو يضعها في أعلى مكان مجاهرا بذلك غير مستحي ولا متورع- كأن لسان حاله- يقول: هاقد فعلت هذه المعصية فليرض من يرضى وليسخط من يسخط. وإلى كل أولئك نقول توبوا إلى الله واستغفروه وأنيبوا إليه واعلموا أن ربكم رؤوف رحيم يقبل التوبة عن عباده ويفغر السيئات ويتجاوز عن الخطيئات { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } [النور: 31]. ثم إنه من قارف الذنب ووقع في المعصية ثم استتر بستر الله ولم يتبجح ويجاهر بها كان ذلك أدعى إلى التوبة وأرجى للإقلاع عن المعصية والندم على فعلها وعدم العودة إليها ومن ذلك ما جاء عن زيد بن أسلم: أن رجلا اعترف على نفسه بالزنى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله ما أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله.. » [رواه مالك]. وفي الصحيحين عن محرز المازني- رحمه الله- قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر-رضي الله عنهما- آخذ بيده إذا عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى قال (ابن عمر): سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلم قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته.. » [رواه البخاري ومسلم]. أسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يتجاوز عنا ويغفر لنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في إحدى السنوات تراءى الناس الهلال – هلال رمضان – فلم يروه , فجاء رجل إلى قاضي البلد يقول له : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم في المنام , و أخبرني أن الليلة من رمضان و أمرني والمسلمين بالصيام ! فقال له القاضي : إن الذي تزعم أنك رأيته في المنام … قد رآه الناس في اليقظة جهارا نهارا , وقال لهم : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ..! فلا حاجة بنا إلى رؤياك ! شاع في أوساط الفتيات قبل فترة وجيزة رؤيا خلاصتها أن فتاة رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم في المنام وقال لها : إن الساعة سوف تقوم قريبا , وعلامة ذلك أن تفتحي مصحفا قديما فتجدي فيه شعرة أو ورقة ممسوحة !… و كان أثر الرؤيا المختلقة أبلغ عند الجهلة من قوله تعالى : " وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا " وبعدها تحدثت في إحدى الكليات , فبعثت إحدى الأخوات بورقة مرفقة مكتوب فيها القصة التالية: " مرضت فتاة مرضا شديدا أعيا الأطباء وفي ذات ليلة بكت حتى جاءها النوم وهي على تلك الحال , فرأت أم المؤمنين زينب ! فوضعت في فمها شيئا من القطران , وطلبت منها أن تكتب هذه الرواية (13) مرة , وتطلب من الناس أن يكتبوها , فلما استيقظت الفتاة وجدت نفسها قد شفيت من المرض تماما , وقامت بكتابة الورقة ثلاث عشرة مرة ووزعتها, فحدث التالي : أول ورقة وقعت في يد رجل فقير فكتبها ثلاث عشرة مرة ووزعها فجاءته أموال طائلة بعد ثلاثة عشر يوما . و الورقة الثانية وقعت في يد غني فمزقها فذهبت أمواله كلها بعد ثلاثة عشر يوما !! و الورقة الثالثة وقعت في يد رجل على رأس عمل كبير فسخر منها ففصل من العمل بعد ثلاثة عشر يوما. تقول الرواية : فعليك أخي المسلم أختي المسلمة أن تقوموا بكتابة هذه الورقة وتوزيعها لتنالوا من الله كل ما تحبون في إرادته . و ذكرتني هذه الخرافة السخيفة بخرافة { وصية الشيخ أحمد } التي تعاود الظهور مرة بعد مرة أخرى بصورة تؤكد أن وراء الأمر شيئا ! كما ذكرتني بمقال كنت قرأته في بعض مجلاتنا – مع الأسف – عن { لعنة الفراعنة } والتي يزعمون أنها تلاحق كل من ينال من الفراعنة ومقابرهم بسوء. فهذا ركل جمجمة أحدهم فانكسرت رجله , والذي اكتشف إحدى المقابر سقطت به الطائرة , وفي الليلة التي اكتشفت فيها المقبرة انطفأ التيار الكهربائي عن القاهرة … إلخ !! إنه نوع من " الإرهاب الفكري " المدمر . لا تستخدم عقلك ولا تناقش لئلا يصيبك ما أصاب هؤلاء و احذر أن تمزق تلك الورقة " الأسطورة " لئلا تفقد عملك أو تفقد مالك … وربما تفقد دينك – هكذا يزعمون. إن الوحي قد انتهى فلا يتنزل على أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم و مع ذلك فإن من المسلمين من يشرعون تشريعات جديدة لم ترد في الوحي ويحذرون من يخالفها بالعقاب والعذاب , ويبشرون من يفعلها بالتوفيق .. فكيف تنطلي هذه الألاعيب السخيفة على مسلم قرأ في التنزيل " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " , إننا نعلم يقينا أن الإنسان قد يترك أعظم شعائر الدين العملية – وهي الصلاة – و مع ذلك يظل مرزوقا معافى في دنياه , لأن الدنيا ليست دار جزاء ولا حساب , والأصل أن الجزاء والحساب في الآخرة , بل نجد قوما كفارا لا يؤمنون بالله ولا يؤمنون باليوم الآخر ومع ذلك وسع الله عليهم في الرزق , و أعطاهم من العلم المادي والحضارة المادية ما لم يعطه غيرهم .. فالدنيا دار بلاء وليس دار جزاء. فكيف يأتي من يستخف بعقول بعضنا و يزعم أن من لم يفعل كذا أصابه بعد أيام معدودة ما يكره , ومن فعله لقي ما يحب. و هذا الفعل المطلوب ليس واجبا ولا مستحبا … بل ولا مباحا , إنما هو بدعة منكرة و خرافة غليظة . ثم لنتساءل : هل هذه الكتابة " عبادة " أم أنها عمل دنيوي محض ؟ فإذا كانت عبادة فهي مردودة لأن الإنسان أراد بها الدنيا و حفظ المال و الوظيفة والصحة , والله تعالى يقول :" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " .. فهو عمل حابط باطل جزاؤه النار. و إذا كانت عملا دنيويا فهي أيضا مرفوضة , لأنها ليست من الأسباب المادية , والذي يريد المحافظة على الوظيفة عليه ألا يتأخر عن وقت الدوام , وأن يؤدي مسؤولياته , و أن يحسن استقبال المراجعين , ويبني علاقته مع رؤسائه على أساس صحيح . و هكذا حفظ المال والصحة و غيرها له أسبابه المادية المعروفة , وليس هذا العمل منها بحال. ثم لماذا رقم (13) ؟ إن لم أخطئ فإن الإنجليز يتشاءمون من هذا الرقم : فهل لهذه الرواية المختلقة الموضوعة علاقة بذلك ؟ لقد جاء في الشرع : الذكر مرة واحدة وثلاث مرات , وسبع مرات وعشر مرات , و مائة مرة , أما ثلاث عشرة مرة فليس لذلك نظير في الشرع مطلقا. و أخيرا : من الذي يروي هذه الأكذوبة الملفقة المخترعة ؟ فتاة مريضة ؟ ومن هي ؟ ومن يقول بأنها صادقة ؟ ومن يروي عن هذه الفتاة؟ إنها رواية مسلسلة بالمجهولين و الكذابين و الأفاكين , وهؤلاء لا تقبل شهادتهم على بصلة فما دونها فكيف تقبل روايتهم في أمر كهذا؟ و حتى لو كان الرواة من أساطين الثقات فإنهم إذا حدثوا بمثل هذا الكذب البواح سقطت عدالتهم , وذهبت الثقة بهمٍٍ, وتركوا , ووجب ردعهم وتعزيرهم , ومنعهم من التغرير بعقول السذج و البله , والله المستعان , و أنى لأساطين الثقات أن يحدثوا بمثل هذا ؟
-
</SPAN> بسم الله الرحمن الرحيم { قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه المصطفى وآله المستكملين الشرفا، ثم أما بعد: يعيش أهل الإسلام في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة، يجدون من خلالها حلاوة الإيمان، وراحة اليقين والاطمئنان، وأنس الطاعة، ولذة العبادة، وتقف تعاليم هذا الدين حصنا منيعا ضد نوازع الانحراف وأهواء المنحرفين، تصون الإنسان عن نزواته، وتحميه من شهواته، وتقضي على همومه وأحزانه، فما أغنى من والى دين الله وإن كان فقيرا، وما أفقر من عاداه وإن كان غنيا. وإن مما يحزن المسلم الغيور على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره، ويبحثون عن البهجة فيما عداه، يضعون السموم مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في الشهوات والأهواء. ومن ذلك عكوف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء، حتى صار ذلك سلواهم وديدنهم، متعللين بعلل واهية وأقوال زائفة، تبيح الغناء وليس لها مستند صحيح، يقوم على ترويجها قوم فتنوا باتباع الشهوات واستماع المغنيات. وكما نرى بعضهم يروج للموسيقى بأنها ترقق القلوب والشعور، وتنمي العاطفة، وهذا ليس صحيحا، فهي مثيرة للشهوات والأهواء، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم. عباد الله من كان في شك من تحريم الأغاني والمعازف، فليزل الشك باليقين من قول رب العالمين، ورسوله صلى الله عليه وسلم الأمين، في تحريمها وبيان أضرارها، فالنصوص كثيرة من الكتاب والسنة تدل على تحريم الأغاني والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه، والمؤمن يكفيه دليل واحد من كتاب الله أو صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف إذا تكاثرت وتعاضدت الأدلة على ذلك. ولقد قال سبحانه و تعالى في كتابه العزيز: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } ونظرا لخطورة الأغاني، وأنها سبب من أسباب فتنة الناس وإفسادهم وخاصة الشباب منهم، أحببت أن أجمع لكم هذا البحث المختصر والذي يحتوي على موقف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأئمة أهل العلم من الغناء والموسيقى. وهذه المادة هي محاولة أردت بها خدمة دين الله عز وجل، ومنفعة المسلمين، سائلا الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وهو حسبنا و نعم الوكيل. أدلة التحريم من القرآن الكريم: قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } [سورة لقمان: 6] قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } ، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل". وقال تعالى: { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } [سورة الإسراء:64] جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه". و قال الله عز وجل: { والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما } [الفرقان: 72]. وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: { والذين لا يشهدون الزور } قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري). وفي قوله عز وجل: { و إذا مروا باللغو مروا كراما } قال الإمام الطبري في تفسيره: { وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء } أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني). وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين: أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. <LI>ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع). وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة » (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194). وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة » (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف » (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203) قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر » (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب). وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: « سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا » (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
-
شوف رسولنا بيحبك قد ايه .. ؟؟؟
مؤمنه بالرحمن replied to «۞۩ أبو سليمان ۩۞»'s topic in المنتدى الإسلامى العام
اللهم ما صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك -
قمة الروعه اللهم ما انصر الاسلام جزاكى الله خيراا
-
((((حب لاخيك ما تحب لنفسك ))))
-
هل تريد ان تنجو من عذاب القبر؟
مؤمنه بالرحمن replied to ali desoky's topic in المنتدى الإسلامى العام
اللهم ما انا نعوز بك من عزاب النار ومن عزاب القبر ومن شر فتنة المسيح الدجال ومن شرفتنة المحيا والممات بارك الله فيك اخى وجعله الله فى ميزان حسناتك -
اجتماع سري للفيفا لضم مصر لـ مونديال 2010
مؤمنه بالرحمن replied to دعوه للجنه's topic in المنتدى الرياضى
تسلم ايدك على النقل ياقمر وعموما كل شئ جايز -
يوم 18 فيفري يوم الشهيد في الجزائر
مؤمنه بالرحمن replied to رحمتك رجائي's topic in منتدى الحوار العام
الله يرحم كل شهداء العرب والمسلمين مشكورا اختى الغاليه وجزاكى الله خيراا -
كلمات جميله تسلم ايدك
-
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخرب عقلك بجد دى تحفه وعلى فكره الصعيده احسن ناس بجد
-
كاريكاتيـــــــــــــــــــــــــــــــــــر
مؤمنه بالرحمن replied to عاشق الصداقه's topic in مجلة زغازيغ
ههههههههههههههههههه بجد هموت من الضحك -
ههههههههههههه صور حلوا اوى بجد مشكور عليها
-
هههههههههههههههههههههه قصه حلوا اوى موتتنى من الضحك تسلم ايدك ياقمر
-
اسراء هتجننى يا ناس.......الحقوووووونى
مؤمنه بالرحمن replied to تقوى القلوب's topic in منتدى الفكاهه والنكت
داها ياشيخه ارسمى غيرها ربنا يخليهلك يارب -
هههههههههههههههههههه ربنا يرحمنا
-
افتح الباب واقرأ مابداخله ثم اخرج
مؤمنه بالرحمن replied to مؤمنه بالرحمن's topic in المنتدى الإسلامى العام
مرورك اسعدنى ياقمر وشكرا لردودك الجميله -
اللهم ما ارزقنا اخلاق بنات الرسول وامهات المؤمنين مشكورا يا قمر وجزاكى الله كل خير
-
من اروع ما قرات جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
-
شكرا لمرورك الجميل ياقمر
-
جزاكى الله خيراااااااااااااا
-
جزاكى الله خيرااااااااااااااااااااااااا
-
ماشاء الله موضوع رائع جغله الله فى ميزان حسناتك اخى الفاضل
-
و لكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها
مؤمنه بالرحمن replied to تقوى القلوب's topic in المنتدى الإسلامى العام
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك يا رب اللهم انى احلم بالموت ساجدة لك اللهم انى فرطت فى حقك ولكنى احبك واحب من يحبك فاجعل حبى لمن احبك شفاعة لى عندك اللهم انى ادعوك واعلم انى مقصرة فاستجب لى واعنى على طاعتك اللهم اعنى على حبك وشكرك وحسن عبادتك جزاك الله خيرا وجعله الله فى ميزان حسناتك