اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

نودة

شباب ياللا يا شباب
  • عدد المشاركات

    922
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    14

كل منشورات العضو نودة

  1. كيف تحفظ قلبك من الشيطان؟ 1-أن تقتلع الصفات المذمومة منه 2-أن تتحصن بالذكر فالعبد لاينجو من الشيطان إلا بذكر الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل الذى يذكر ربه والذى لا يذكر ربه كمثل الحى والميت "رواه البخارى إذًا فعليك بمداومة الذكر والاستغفار 3-تتخلص من مشكلة الشيطان وذلك من خلال تعمير القلب بالتقوى قال تعالى"ومن يتقِ الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من يث لا يحتسب" فأنت إذنً فى ورطة مع الشيطان فمن يجعلك تخرج حلها فى " من يتقِ الله" فلا تستسلم وتركن إلى ضعف نفسك و الشيطان وحارب نفسك بتقوى لله عز وجل مظاهر فساد القلب: سأسألك عن عدة أشياء وانت تقول ما حالك بها 1-هل تشعر بالخشوع فى صلاتك؟؟ 2- هل تتأثر أو تبكى عند تلاوة القرآن؟؟ 3-هل فى معاملاتك -لاسيما المعاملات المادية-هل أنت ورِع؟هل تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك؟؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير دينكم الورع"صححه الألبانى أى أن القلب غير الورع هو قلب فاسد 4-ماهو حالك مع الناس هل أنت ممن يظلم ويعتدى على الناس؟؟ 5-هل أنت سئ الظن بالناس؟؟ 6-ما أخبارك فى صلة الأرحام؟؟ جاوب على تلك الاسئلة بينك وبين نفسك وسوف ترى ماهو حال قلبك من الاصلاح والفساد ما الأمور التى تقسى وتفسد القلب: الأمر الأول: هو التعلق بغير الله الأمر الثانى: ركوب بحر التمنى مثل ان تقول اتنى أصلى أحفظ القرآن وهكذا يفعل قليلًاويكملها أتمنى الأمر الثالث: فضول المخالطة أى الاختلاط بالأشخاص فعليك بعدم كثرة الاختلاط حتى لا يفسدوا عليك قلبك الأمر الرابع :فضول الطعام(الشبع) الأمر الخامس: فضول الكلام والمنام الأمر السادس: الإعراض عن الذكر الأمر السابع: التفريط فى الفرائض والتهاون بها الأمر الثامن: أكل الحرام الأمر التاسع: فعل المعاصى الامر العاشر :المجاهرة بالمعاصى الأمر الحادى عشر: ترك التفقه فى الدين والرضى بالجهل الأمر الثانى عشر: اتباع الهوى وعدم قبول الحق الأمر الثالث عشر: الجدال للانتصار أى ان الشخص يتمسك بقوله ويجادل به للانتصار وفى ذهنه ان هذا هو القول المبين دون غيره الأمر الرابع عشر: الكبر وسوء الخلق الأمر الخامس عشر: الاغترار بالدنيا والتوسع فى المباحات الأمر السادس عشر: كثرة الضحك والانشغال باللهو فهذه سته عشر شيئًا تفسد القلب وتقسيه لكن كيف تعرف ان كان قلبك صالح او فاسد فعليك بتفقد قلبك تفقد قلبك فى هذه المواطن 1- فى الصلاة (أين قلبك فى الصلاة) 2-عند الذكر 3-عند قراءة القرآن 4-عند النوم 5-عند الاستيقاظ ما اول ما يشغل بالك عندما تفتح عينيك 6-عند التعامل بالدرهم والدينار شحيح فتلك علامة نفاق "ولا ينفقون إلا وهم كارهون" 7-عند انتهاك المحارم هل تنكر بقلبك ماتراه ينتهك امامك من المحارم 8- عند حاجة الفقير والمسكين فتش عن حال قلبك فى تلك المواقف فإن وجدت قلبك فهنيئًا لك وإلا فقد مات قلبك ماهى الأمور التى ترقق قلبك؟ 1- الذكر 2-سؤال الهداية والدعاء بصلاح القلب 3- المحافظة على الفرائض 4- تحرى الحلال وأداء الأمانة 5-الاكثار من النوافل والطاعات 6-الجود والاحسان على الخلق 7-تذكر الموت وزيارة القبور 8الحرص على مجالس الذكر 9-الاكثار من التوبة والاستغفار وعدم الاصرار على الذنب 10 -النظر الى سير العلماء وصحبة الصالحين 11- الزهد فى الدنيا والتأمل فى قصرها ةتغير أحوالها 12-زيارة المرضى وأهل البلاء ومشاهدة المحتضرين والاتعاظ بأحوالهم إذًا سيكون لديك ستة عشر سببًا لفساد القلوب واثنى عشر سببًا نرقق بها قلوبنا فأسأل الله أن يُطهر قلوبنا وأن يأخذ بأيدينا ونواصينا إليه أخذ الكرام عليه إنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم من درس "كيف تصلح قلبك ؟" للشيخ/ هاني حلمي
  2. مهما اختلفت أسباب الهداية لأيٍ منا، تظل الخطوة الأولى في الطريق هي الرغبة والإصرار على التغيير .. فإلحاحك على نفسك برغبتك الصادقة في التغيير للأفضل، يفتح لك الباب .. وها أنا ذا قد رغبت رغبة صادقة في التغيير وأريد أن أسير في الطريق إلى الله تعالى، فمن أين ابدأ؟ أول طريق التوبة يبدأ من الاستغفار .. قال تعالى {وَمَا أَرسَلنَا مِن رَسولٍ إِلَّا لِيطَاعَ بِإِذنِ اللَّهِ وَلَو أَنَّهم إِذ ظَلَموا أَنفسَهم جَاءوكَ فَاستَغفَروا اللَّهَ وَاستَغفَرَ لَهم الرَّسول لَوَجَدوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] .. ومن منا لم يظلم نفسه؟! وقد قُدِّم الاستغفار على سائر الأعمال، لإنه يطهر القلب وينقيه من جميع الشوائب التي علقت به بسبب المعاصي والفتن .. والنبي صلي الله عليه وسلم يقول “تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه” [رواه مسلم] .. وكل ما يشغلك عن طاعة الله فتنة، وليس شرطًا أن تكون الفتنة شيئًا حرمه الله بل قد تكون زوجتك أو أولادك أو عملك .. وهذه الفتن تطبع على القلب وتحيطه بطبقة سوداء حتى تنزع منه الإيمان. ولو صَلُحَ قلبــــك سينصلح حــــــالك كله .. ولكن إذا تركت قلبك فاسدًا، فلن تجد تأثير لأي من الطاعات الأخرى التي تفعلها .. قال صلي الله عليه وسلم “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” [متفق عليه] وللاستغفـــــــار فوائد وثمرات أخرى عظيمة، منها أنه .. 1) أعظم أسباب نزول رحمة الله ..قال تعالى {..لَولَا تَستَغفِرونَ اللَّهَ لَعَلَّكم ترحَمونَ} [النمل: 46] .. والرحمة هي الوقود الذي يحركك لفعل الكثير من الطاعات. 2) أمان ووقاية من عذاب الله سبحانه وتعالى .. قال الله عز وجل {..وَمَا كَانَ اللَّه معَذِّبَهم وَهم يَستَغفِرونَ} [الأنفال: 33] .. لذا فللاستغفار أهمية كبيرة في محو آثار الذنوب ورواسبها وحِفظك من عقوبتها. 3) سبب للسعادة الحقيقية .. إن أغلب الذنوب والمعاصي التي يقع فيها الناس تكون طلبًا للسعادة، ولا يدرون أن السعادة الحقيقية هي في طاعة الله عز وجل والقرب منه .. فوقتها فقط سينزل على قلبك السكينة والطمأنينة، وتعيش الجنة الحقيقية في قلبك .. قال تعالى {وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكم ثمَّ توبوا إِلَيهِ يمَتِّعكم مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مسَمًّى وَيؤتِ كلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَه وَإِن تَوَلَّوا فَإِنِّي أَخَاف عَلَيكم عَذَابَ يَومٍ كَبِيرٍ} [هود: 3] 4) صفة دائمة للمؤمنين الذين مدحهم الله تعالى .. قال عز وجل {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]، فالاستغفار هو أول الطريق إلى الجنة .. وصفة للمُتقين الذين أُعدِت الجنة لهم، قال تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135] 5) وجعل الله عز وجل الملائكة تستغفر للمؤمنين .. دلالة على عِظَم وشرف الإستغفار، قال تعالى { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7] .. ودعاء الملائكة مُجاب، قال يحيي بن معاذ لأصحابه في هذه الآية “افهموها، فما في العالم جنة أرجى منها. إن ملكًا واحدًا لو سأل الله أن يغفر لجميع المؤمنين لغفر لهم، كيف وجميع الملائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين“. 6) سببًا للقوة ووفرة الرزق .. قال تعالى {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52] .. فيقوّيك على نفسك ويكون سببًا في أن يُغلق الله الأسباب التي تحول بينك وبين طريقه جل في علاه. 7) سببًا للفوز بالجنة والسرور يوم القيامة .. قال النبي صلي الله عليه وسلم “طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا” [رواه ابن ماجة وصححه الألباني]، وطوبى هي شجرة في الجنة .. وقال “من أحب أن تسره صحيفته فليكثر من الاستغفار” [السلسلة الصحيحة (2299)] 8) أعظم القربات إلى الله تعالى .. إذا كنت تشكو من بُعدك عن الله عز وجل، فالاستغفار هو الذي سيوّصلك إلى القريب المُجيب .. قال تعالى {..فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}[هود: 61] 9) ويكون سببًا في محبة الله لك .. فالله عز وجل هو الودود، والودود: هو الذي يتودد له العباد فيحبوه ويتودد إلى عباده الصالحين فيجعلهم يُطيعوه .. وإسم الله الودود لم يرد في القرآن سوى مرتين، أحدهما في قوله تعالى {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90] .. فالذي يُريد أن يُحب الله ويتقرب إليه وأن يُقابل الودّ بودّ، عليه بكثرة الاستغفار. فلنتواصى بهدي النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الاستغفار .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة” [رواه مسلم] فعليك أن تُحيي قلبك بالاستغفار .. فلا يقل استغفارك في اليوم والليلة عن مائة استغفار، ولتُخرجه من قلبك. واحرص على هذه الصيغة التي أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم .. قال صلي الله عليه وسلم “من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف” [رواه أبو داود وصححه الألباني] .. والفرار من الزحف من أكبر الكبائر. وسيد الاستغفار .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت” قال “ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة”[رواه البخاري] .. هذه كانت الخطوة الأولى في الطريق لكي نُطهِّر قلوبنا، ثم لنبدأ في أخذ الخطوات التاليـــة شيئًا فشيئًا بإذن الله تعالى،، المصادر: درس “أول الطريق الاستغفار” للشيخ هاني حلمي.
  3. خلي بالك لا يجوز لغير الحاج صيام أيام التشريق السؤال: هل يجوز صيام أيام التشريق؟ الإجابة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي بعد عيد الأضحى، وسميت بأيامالتشريق، لأن الناس يشرقون فيها الحم أي ينشرونه في الشمس، لييبس حتىلا يتعفن إذا ادخروه، وهذه الأيام الثلاثة قال فيها رسول الله صلىالله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكلوشرب وذكر لله عز وجل"، فإذا كانت كذلك، أي كان موضوعها الشرعيالأكل والشرب والذكر لله، فإنها لا تكون وقتاً للصيام، ولهذا قال ابنعمر وعائشة رضي الله عنهما: "لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمنلم يجد الهدي" يعني للمتمتع والقارن فإنهما يصومان ثلاثة أيام في الحجوسبعة إذا رجعا إلى أهلهما، فيجوز للقارن والمتمتع إذا لم يجدا الهديأن يصوما هذه الأيام الثلاثة حتى لا يفوت موسم الحج قبل صيامهما. وماسوى ذلك فإنه لا يجوز صومها، حتى ولو كان على الإنسان صيام شهرينمتتابعين فإنه يفطر يوم العيد والأيام الثلاثة التي بعده، ثم يواصلصومه. حكم صيام أيام التشريق رجل صام يوم الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة ، فما حكم صيامه ؟. الحمد لله اليوم الحادي عشر من ذي الحجة والثاني عشر والثالث عشر ، تسمى أيام التشريق . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن صومها ، ولم يرخص في صومها إلا للمتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي . روى مسلم (1141) عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ ) . وروى أحمد (16081) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ : ( لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ) . صححه الألباني في صحيح الجامع (7355) . وروى أحمد (17314) وأبو داود (2418)عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا ، فَقَالَ : كُلْ . قَالَ : إِنِّي صَائِمٌ . قَالَ عَمْرٌو : كُلْ ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا ، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا . قَالَ مَالِكٌ : وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ .صححه الألباني في صحيح أبي داود . وروى أحمد (1459) عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُنَادِيَ أَيَّامَ مِنًى : ( إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ، فَلا صَوْمَ فِيهَا ) يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ . قال محقق المسند : صحيح لغيره . وروى البخاري (1998) عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالا : لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ . فهذه الأحاديث – وغيرها – فيها النهي عن صيام أيام التشريق . ولذلك ذهب أكثر العلماء إلى أنها لا يصح صومها تطوعاً . وأما صومها قضاءً عن رمضان ، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جوازه ، والصحيح عدم جوازه . قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (3/51) : " ولا يحل صيامها تطوعا , في قول أكثر أهل العلم , وعن ابن الزبير أنه كان يصومها . وروي نحو ذلك عن ابن عمر والأسود بن يزيد ، وعن أبي طلحة أنه كان لا يفطر إلا يومي العيدين . والظاهر أن هؤلاء لم يبلغهم نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامها , ولو بلغهم لم يعدوه إلى غيره . وأما صومها للفرض , ففيه روايتان : إحداهما : لا يجوز ; لأنه منهي عن صومها , فأشبهت يومي العيد . والثانية : يصح صومها للفرض ; لما روي عن ابن عمر وعائشة , أنهما قالا : لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي . أي: المتمتع إذا عدم الهدي , وهو حديث صحيح , رواه البخاري . ويقاس عليه كل مفروض " انتهى. والمعتمد في مذهب الحنابلة أنه لا يصح صومها قضاء عن رمضان . انظر : "كشاف القناع" (2/342) . وأما صومها للمتمتع والقارن إذا لم يجد الهدي ، فقد دل عليه حديث عائشة وابن عمر المتقدم ، وهو مذهب المالكية والحنابلة والشافعي في القديم . وذهب الحنفية والشافعية إلى أنه لا يجوز صومها . انظر : "الموسوعة الفقهية" (7/323) . والراجح هو القول الأول ، وهو جواز صومها لمن لم يجد الهدي . قال النووي رحمه الله في المجموع (6/486) : " واعلم أن الأصح عند الأصحاب هو القول الجديد أنها لا يصح فيها صوم أصلا , لا للمتمتع ولا لغيره . والأرجح في الدليل صحتها للمتمتع وجوازها له ؛ لأن الحديث في الترخيص له صحيح كما بيناه ، وهو صريح في ذلك فلا عدول عنه " انتهى . وخلاصة الجواب : أنه لا يصح صيام أيام التشريق لا تطوعاً ولا فرضاً إلا للمتمتع أو القارن إذا لم يجدا الهدي . قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " لا يجوز صيام اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لا تطوعاً ولا فرضاً ، لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامها ولم يرخص في ذلك لأحد إلا لمن لم يجد هدي التمتع " انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (15/381) . وقال الشيخ ابن عثيمين : " أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي بعد عيد الأضحى ، وسميت بأيام التشريق ، لأن الناس يُشَرِّقُون فيها للحم ـ أي ينشرونه في الشمس ، لييبس حتى لا يتعفن إذا ادخروه ـ وهذه الأيام الثلاثة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) فإذا كانت كذلك ، أي كان موضوعها الشرعي الأكل والشرب والذكر لله ، فإنها لا تكون وقتاً للصيام ، ولهذا قال ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم : ( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ) يعني للمتمتع والقارن فإنهما يصومان ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعا إلى أهلهما ، فيجوز للقارن والمتمتع إذا لم يجدا الهدي أن يصوما هذه الأيام الثلاثة ، حتى لا يفوت موسم الحج قبل صيامهما . وما سوى ذلك فإنه لا يجوز صومها ، حتى ولو كان على الإنسان صيام شهرين متتابعين فإنه يفطر يوم العيد والأيام الثلاثة التي بعده ، ثم يواصل صومه " انتهى . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/سؤال 419) . وبناء على ما تقدم فمن صام أيام التشريق أو بعضها ، دون أن يكون متمتعا أو قارنا لم يجد الهدي ، فعليه أن يستغفر الله تعالى ، لارتكابه ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم . وإن كان قد صامها قضاء لما فاته من رمضان ، فلا يجزئه ذلك ، وعليه القضاء مرة أخرى . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
  4. مداخل الشيطان * ذكر المصنف أن مداخل إبليس في قلب الإنسان هي صفات العبد. * مكائد الشيطان سبعة : الشرك، البدعة، الكبيرة، الصغائر، المباحات، الفاضل والمفضول ثم أن يسلط عليك من أوليائه. * ذكر الإمام الغزالي أن مداخل الشيطان على قلب الإنسان هي صفات الإنسان. * أنت لديك بعض المشاكل فيك كإنسان، خُلقت بها، ويتفاوت الناس فيها، قوةً أو ضعفًا. * القاعدة تقول: كل ما ذكر في القرءان من لفظ الإنسان فهو هذا المخلوق بغير إيمان. حقيقة الإنسان : {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفَّار} [إبراهيم: 34]. فالظلم و الكفران من شيم النفوس، المطلوب منك أن تتخلص من هذه الصفات بمضاداتها الإيمانية التي ستتعلمها في درس التزكية. فتتعلم كيف تصبح عدلًا شاكرًا. {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولًا} [الإسراء: 11]. فالعجلة صفة في الإنسان، عليه أن يتعلم الصبر و التريّث و التمهل. {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسًا} [الإسراء: 83]. فاليأس و القنوط من صفات الإنسان، عليه أن يستشعر معنى حسن الظن بالله و أنه طالما هناك إيمان فهناك أمل. {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قطورًا} [الإسراء: 100]. البخل من صفات الإنسان، عليه أن يتعلم الجود و الكرم. {ولقد صرفنا في هذا القرءان من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا} [الكهف: 54]. قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "ما ضل قومٌ بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" [الترمذي: (3253)]. فالجدال بغير التي هي أحسن و إتباع الهوى الذي قد يصل إلى الخصومة و إلى الفجور في الخصومة من صفات الإنسان، فعليه أن يتعلم (فليقل خيرًا أو ليصمت)، (من صمت نجا) و (أمسك عليك لسانك). {إن الإنسان خلق هلوعًا، إذا مسه الشر جذوعًا، وإذا مسه الخير منوعًا} [المعارج/ 21:19]. ثلاثة صفات في الإنسان : هلوع، جذوع، منوع. مداخل الشيطان : أولًا : الحسد و هو تمني زوال نعمة من مستحق لها و ربما كان سعيٌ في إزالته. {وكذلك فتنَّا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين} [الأنعام: 53]. عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "أي الناس أفضل؟" قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟، قال: هو التقيُّ النقيُّ لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" [صححه الألباني]. ثانيًا : الحرص قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسدَ لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]. {وتحبون المال حبًا جمًا} [الفجر: 21]. عن كعب بن عياض قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "إن لكل قوم فتنة وفتنة أمتي المال" [رواه الترمذي]. فيتخيل المرء أنه طالما معه مال كثير، فله أن يطمئن قلبه و يستريح باله. فأين اليقين و أين التوكل على الله و أين (ما نقص مال من صدقة). * عكس الحرص: القناعة. قال أبو عليّ الجوزجاني: "النفس معجونة بثلاث أشياء، بالكبر والحرص والحسد، فمن أراد الله تعالى هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة. فمن أراد الله خيره يرزقه هذه الأمور الثلاث فإذا هاجت في نفسه نار الكبر، أدركتها التواضع. وإذا هاجت نار الحسد، أدركتها النصيحة. وإذا هاجت في النفس نار الحرص، أدركتها القناعة مع عون الله تعالى". معنى هذا الكلام أننا لا نقول أننا لن نجد هذه الصفات في الإنسان. بل سيجدها موجودة، و لكن الواجب عليه أن يقاومها و يعالجها بالإيمانيات. مناعة إيمانية تُذكّره بالمقياس الصحيح. ثالثًا : الغضب الغضب جمرة، نوعٌ من التمرُّد الشيطانيّ على عقل العاقل، وحالة من الخروج عن الجادَّة. قال سليمان بن صرد: اسْتَبَّ رجلان عندَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم -، فغَضِبَ أحدُهُمَا، فاشتدَّ غضبُه حتى انْتَفَخَ وجهُه وتغيَّرَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي لأَعْلَمُ كلمةً لو قالها لَذَهَبَ عنه الذي يَجِدُ. فانطلق إليه الرجلُ فأخبرَه بقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقال: تَعَوَّذْ باللهِ مِنَ الشيطانِ. فقال: أَترى بي بأسًا! أَمجنونٌ أنا! اذهبْ. [رواه البخاري]. {ولما سكت عن موسى الغضب} [الأعراف: 154]. عبّر هنا بالغضب أنه يتكلم..مع أن سيدنا موسى هو الذي يتكلم. و لكن من شدة تملك الغضب على الإنسان و السيطرة عليه فكأن الغضب هو الذي كان يتكلم. *الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة. رابعًا : الشهوة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الشيطان قال: "وعزَّتِك يا رب لا أبرح أغوي عبادك" [حسنه الألباني]. * بالشهوات و الأهواء و الملذات الدنياوية. * أشدّنا إلتزامًا ليس الذي مظهره يدل على ذلك، بل أشدنا التزامًا أكثرنا مجاهدة لنفسه. * قال بعض السلف : (خير الناس من أخرج الشهوة من قلبه وعصى هواه في طاعة ربه). خامسًا : التزيين و التعلق بالدنيا * فينشغل بالأثاث و الثياب و العمران و الأولاد و الزوجة و يغفل عن الأساس و يخسر طول عمره في ذلك. * هذا ليس معناه ألا يهتم الإنسان بنصيبه في الدنيا. فالله جميل يحب الجمال و يحب أن يرى أثر نعمته على العبد. و لكن المقياس أن تكون الدنيا في يده لا في قلبــــه. {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ، وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الأحزاب/ 35:33]. عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "مر بي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأنا أطين حائطا لي! أنا، وأمي، فقال: ما هذا يا عبد الله ؟ فقلت: يا رسول اللهِ شيء أصلحه ، فقال: الأمر أسرع من ذاك" [رواه أبو داوُد]. ما يفسد القلب : 1) تعلُّق القلب بغير الله. 2) ركوب بحر التمني. (كلام بدون أفعال). 3) فضول المخالطة (بما فيها من مجادلات و مشاحنات). 4) فضول الكلام. 5) فضول الطعامِ والمنام (كثرتهم مما يسبب المشاكل صحيًا أو بتضييع العمر). عن وهب بن عبد الله السوائي أبو جحيفة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "يا هذا! كُفَّ من جُشائِكَ، فإنَّ أكثرَ الناسِ شَبَعًا في الدُّنيا، أكثرُهم جُوعًا يومَ القيامةِ" [حسنه الألباني]. الشبع يتسبب في مصيبتان : 1) الشهوة. 2) الإنشغال عن الطاعة. 6) الطمع في الناس. (فإن من طمع في شخص بالغ الثناء عليه بما ليس فيه). عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ذاتَ يومٍ في خطبتِه "ألا إنَّ ربي أمرني أن أُعلِّمكم ما جهلتم مما علَّمني يومي هذا، وأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الذي لا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أهْلًا ولَا مَالًا، والخائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ، وإِنْ دَقَّ إلَّا خَانَهُ، ورجُلٌ لا يُصبحُ ولا يُمْسِي إِلَّا وهو يُخَادِعُكَ عن أهْلِكَ ومالِكَ وذَكَر الْبُخْلَ أو الكَذِبَ والشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ" [الألباني: (2637)]. * (الضعيف) : الذي لا عقل له يمنعه الصعود. * (الذين هم فيكم تبعًا) : أي الذي لا يتبع صاحب عقلٍ يرشده. همج رعاع أتباع كل ناعق. * (الخائن الذي لا يخفى له طمع) : المقصود (لا يظهر). لا يظهر عليه شيء بتاتًا، ولا يظهر أن له طمع في أي شيء أبدًا. * (ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك) : يريد أن يفجر بأهلك أو يستولي على مالك. * (الشنظير) : سيِّئ الخلق. * (الفحَّاش) : يقول ما يحلو له من الشتائم ويظن بأن هذه الرجولة. عن عبد الله بن عمروا قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "سِبابُ المُؤْمِنِ كَالمُشْرِفِ على هلكَةِ" [الألباني: (1878)]. يقول شيخ الإسلام بن تيمية : "وهكذا كان حال من كان متعلقًا برئاسة أو بثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخِط، وإن لم يحصل سخط فهو عبد ما يهواه وهو رقيقٌ له، والعبودية في الحقيقة رِقُّ القلب وعبوديته". 7) العجلة. (و هي ضد التمهل و التريّث). * العجلة من الشيطان. * من مظاهرها أن يستعجل الإنسان إجابة الدعاء. {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]. 8) حب المال. (و متى تمكّن من القلب، أفسده). قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا أخاف عليكم الفقر، تفتقرون إلى الله بالدعاء، حتى لا تركن إلى المال، فمنعه الحقوق اللازمة". أي: تنسى الحقوق الأصلية عليك. 9) حمل العوام على التعصب في المذاهب دون العمل بمقتضاتها. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "كنا في غَزاةٍ، فكسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ: يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ : يا للمهاجرينَ، فسمَّعَها اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : (ما هذا). فقالوا: كسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ: يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ: يا لَلمهاجرينَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (دَعوها فإنها مُنْتِنَةٌ) [رواه البخاري: (4907)]. 10) حمل العوام على التفكير في ذات الله تعالى وصفاته وفي أمور لا تبلغها عقولهم حتى يشككهم في نص الدين.(وساوس العقيدة). 11) سوء الظن بالمسلمين. * المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يبحث عن عيوبه. * أرح قلبك و قُل (لعله) و التمس له الأعذار. 12) ينبغي للإنسان أن يحترز على مواقف التهم. (لا تقف في مكان تُتَّهم فيه، لا تتصرف تصرفات تجعل الناس يقولون قيل وقال). عن صفية بنت حيي قالت: "اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فجئت لأخدمه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقلبني فبصر رجلين من الأنصار فدعاهما فقال هل تدريان من هذه قالا لا يا رسول الله قال هذه صفية زوجتي وإني خشيت أن يوقع الشيطان في أنفسكما شيئا فقالا وعليك يا رسول الله قال نعم إن الشيطان يجري من ابن آدم في العروق وإني خشيت أن يوقع في أنفسكم شيئا" [رواه ابن عدي]. الواجب : عوّد نفسك على الإعتذار. فكّر في موقفين أو ثلاثة تحتاج أن تعتذر عنهم. شخص اخطأت في حقه. اخطأت في حق نفسك مع الله. عن طريق ذلك ستعرف من المسيطر. أنت أم هواك و نفسك. من درس " مداخل الشيطان" للشيخ / هاني حلمي من مدارسة كتاب "مختصر منهاج القاصدين" ربع "المهلكات".
  5. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد. ♥¤ღ مشاهد .. من رحلة العمر ღ¤♥ المشهد الثاني كنت سعيدة جدا ولا أشعر بمشقة بل أستعد للسفر وكأني طفلة وعدها والداها بالذهاب بعد أيام لنزهة. كنت قد أعددت حقيبتي قبل السفر بشهر وروحت أعد الأيام وأستعجلها. وإذ بي أستمع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " السفرُ قِطعةٌ من العذابِ ، يمنعُ أحدَكم نومَه وطعامَه ، فإذا قضَى نُهْمتَه من وجههِ فليعجلْ إلى أهلِه " الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5429 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] تعجبت لهذا الوصف النبوي للسفر .. سبحان الله ..صدقت يا حبيبي يا رسول الله . فقد شعرت بهذا المعنى . فبالرغم من الفرحة التي تكاد تشعرك أنك تحلق كالطير شوقا للحرم .. مع هذا البشر والفرحة والاستعداد لزيارة أطهر بقاع الأرض إلا أنني قبل السفر بأيام شعرت بحزن غريب ولربما لم أخبر به أحدا فقد عزمنا على السفر وسأترك طفلي الوحيد ذو العامين وقتها ولا أعلم هل سآراه ثانية أم لا . وكلما اقترب موعد السفر يزداد قلقي وحزني .. حتى جاء يوم السفر وودعت طفلي وقد خفف عني عدم بكاءه لفراقنا فليس بالأمر الصعب عليه كما أنه سيبقى بصحبة من أثق بهم ويحبونه . ثم حانت لحظة التحرك إلى المطار وبدأت أردد دعاء السفر ..فكانت الراااااحة بتلك الكلمات ذو المفعول السحري على النفس :" اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل " إلى آخر الدعاء. هل تدبرت تلك الكلمات ؟؟ هل تتخيل لو أن لك شخصا تحبه وتأنس به إذا عزمت على السفر فإنك يالطبع ستوصيه بأهلك وأولادك وفي نفس الوقت تود لو أنه صاحبك في سفرك ليخفف عنك عناء السفر. هل يستطيع أحد أن يفعل كلا الأمريين معا ؟؟ بالطبع لا. فسبحان الخالق الرازق الذي على كل شيئ قدير حين تفوض له الأمر تستريح ويهدأ بالك وتستقر نفسك. وهذا ما شعرت به فضاع القلق والحزن واستبشرت بالخير في بداية رحلتي. انتهى. بقلم / أم يامن السلفية فهرس ♥¤ღ مشاهد .. من رحلة العمر ღ¤♥
  6. مشروع " حفظ للجنة " بطريقة الحصون الخمسة نقلا من صفحة "مركز استشارات الحفظ والمراجعة والمتشابهات اللفظية" فهرس مشروع "حفظ للجنة" بطريقة الحصون الخمسة جدول العيد .. جدول التحدي .. جدول الانتصار على النفس .. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد : فهذا هو الأسبوع الخامس من أسابيع الحرب على النفس والاستمرار على طاعة الله عزوجل والارتباط الوثيق بكتابه تبارك وتعالى والمضي في سبيل تحقيق أعظم حلم وأكرم عمل ؛ حفظ القرآن الكريم . وهذا الأسبوع له طعم خاص ؛ فهو اجتهاد في أيام اعتاد الكثير منا الكفَّ فيها عن الاستمرار في المشاريع العلمية لا سيما حفظ القرآن ، ولكن أبشركَ أيها الطالب للجنة : لقد صرتَ مختلفا عن ذي قبل ، كل دقيقة من دقائق العمر له قيمتها عندك ولا يمكن أن تتنازل عن المذاكرة خلال أسبوع العيد لا سيما ومذاكرة القرآن عبادة جميلة تتزين بها أيام عيدنا ، فما أسعد العيد بها ، وما أعظم فرحة العيد بكتاب الله عزوجل ؛ قال تعالى: قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. كل عام وأنتم بخير وسعادة وإيمان وقرب ونماء وعبادة وشكر وقرآن. جدول رقم (5) لمشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة (11 /10): (1) الحصن الأول: القراءة المستمرة: قراءة جزأين بتحريك اللسان ترتيلا جهرا بواقع 20 دقيقة للجزء الواحد ، وذلك كل يوم ، ختمة قراءة ، ولن أحدثك عن روعة الختم بعد ختم أيها الحل المرتحل ، وما أجمل افتتاح جميع أيام العيد بالقراءة الخاشعة. الاستماع المنهجي: استماع لحزب جديد كل يوم ، بتركيز في الحرف والمعنى ولا مانع أن تسمح لعينك أن ترسل دمعها تأثرا وتدبرا ، وما أجمل أن تستمع الشيخ محمد صديق المنشاوي في أيام العيد !! (2) الحصن الثاني : التحضير التحضير الأسبوعي: قراءة كل يوم الحزب الخامس الذي سوف تحفظه في الأسبوع التالي والذي أوله: 19 أكتوبر. قراءة تفسير الحزب الخامس الذي تقوم بتحضيره ، والمقرر: التفسير الميسر لنخبة من علماء السعودية. التحضير الليلي: استماع وقراءة ما ستحفظه من الغد وذلك ليلا ، وذلك باستماع كل صفحة 15 دقيقة ثم قراءتها من المصحف باللسان 15 دقيقة التحضير القبلي: كرر قراءة الصفحة التي تريد حفظها على مدى 15 دقيقة وذلك (قبل) الشروع في حفظها مباشرة (3) الحصن الثالث: الحفظ الجديد احفظ كل يوم صفحتين (وجهين) ، ولك أن تستريح يومي العيد (الأول والثاني فقط) من واجب (الحفظ وتحضيره الليلي والقبلي) أما القراءة المستمرة والاستماع المنهحي والتحضير الأسبوعي والمراجعة بحصنيها (القريب والبعيد ) فلا تتوقف نهائيا ؛ فهذه قلب الحفظ وجهازه التنفسي وفرحة العيد أن تستمر على طاعة الله ولا يتوقف الحفظ. اقرأ (غيبا بدون مصحف) ما تم حفظه كل يوم ، وما أتقنه إن كان في الصلاة. الحصن الرابع: مراجعة القريب: مراجعة آخر 20 صفحة ملاصقة لصفحة الجديد وذلك كل يوم ولا تتوقف. الحصن الخامس: مراجعة البعيد: وتقع هذا الأسبوع في يوم السبت فقط وهي للصفحات من 3- 11 بالإضافة إلى الفاتحة وأوائل سورة البقرة. والخلاصة: القراءة المستمرة: جزآن كل يوم الاستماع المنهجي: حزب كل يوم التحضير الأسبوعي: ص 42- 51 الحفظ الجديد: ص 32-41 مراجعة القريب: تراجع يوميا آخر 20 صفحة تم حفظها .. هنيئا لك!! مراجعة البعيد: وتقع هذا الأسبوع في يوم السبت فقط وهي للصفحات من 3- 11 بالإضافة إلى الفاتحة وأوائل سورة البقرة. قد يقول قائل: صفحات مراجعة البعيد ما زالت قليلة فلم لا أراجعها مع القريب ؟؟ أقول: التزم وانتظم ولا تكسر البرنامج ، ولا يمنع ذلك من أن تراجع كل يوم جميع ما حفظت ولكن إفراد يوم السبت بهذه الصفحات مهم لإكمال الجدول وإعلان الجدية .. وفقنا الله وإياكم. ممنوع التقصير في أي واجب من الواجبات نهائيا ؛ كما أو كيفا ، وكل يوم له واجبه الخاص به ؛ ممنوع التراكم . على المعلمين والمعلمات في دور التحفيظ والحلقات على النت أن يتشددوا في متابعة الواجبات ولا يتم السماح لأي طالب بالمشاركة في التسميع طالما أن قصّر في واجب من الواجبات. بالنسبة للطالبات الإناث وعلى وجه الخصوص ربات البيوت ، لا يُسمح لهن بالتقصير بدعوى أيام العيد واستقبال الضيوف وغيره ؛ فالقرآن أكرم ضيف فأكرمي نزله وأري اللهَ من نفسك خيرا وبهاءا وحبا لكتابه في أيام التوحيد وفرحة العيد ؛ بارك الله في أخواتنا الكريمات ورفع قدرهن بحسن رعايتهن لكتاب الله ولحقوق الأزواج والأبناء . أيام العشر الأوائل من ذي الحجة: أيام اجتهاد في الطاعة ، انتبه لك أن تقرأ أكثر وتراجع أكثر وتستمع أكثر .. كما تشاء ، ولكن دون إخلال بالواجبات المذكورة ، ولكن ليس لك أن تحفظ أكثر. كم أفرح برسائل إخواننا وأخواتنا التي يكرموننا بها من حين لآخر عن ارتفاع مستواهم في حفظ القرآن الكريم .. فأرجو ألا يحرمونا من رسائل اجتهادهم في أيام العيد. فهلموا يا غاليات إلى الجنة ولا تنسوا الدخول وكتابة تم عمل الواجب اليومي وعلى كل أخت قبل كتابة تم الحفظ أن تحتسب الآتي :: 1- تحفيز أخواتها على الحفظ وتشجيع أحدنا الآخر عللى الإستمرار 2-تثبيت أحدنا الآخر وشد أزر بعضنا البعض حتى الختم بعون الله 3- أن يعلم أخواتنا أن الأمر يسير بعون الله ولا يوجد في حفظ القرآن شيئا مستحيلا قال الله تعالى { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر:17] اعلمي أختاه أنك تحفظي كتاب الله عز وجل لله كي تصلي به للجنة فهيا سارعي وهلمي وتحفزي واخبري كل من تعرفيه كي لاتفوتهم الفرصة وإليكم روابط هامة في مشروعنا حملي كتاب " الحصون الخمسة في حفظ القرآن " حلقات الحصون الخمسة في حفظ القرآن وقوموا غاليا بطباعة هذا الملف وهو جدول أول اربع أسابيع كي يسهل عليكم المتابعة الدورية وعدم نسيان الواجبات اليومية من هنا والتفسير الميسر للتحميل من هنا ونستعين بالله ونجدد نوايانا من هنا وإليكم 10 خطوات عملية لحفظ كتاب الله للتحفيز من هنا من درس "نداء لحفظ وتحفيظ القرآن "للشيخ / هاني حلمي درس" كيف تحفظين القرآن " للشيخ / هاني حلمي من هنا وملخصه هيا بنا تعلو همتنا ونأخذ القرار بحفظ القرأن المصحف المرتل ختمة (تسجيلات الإذاعة المصرية )بصوت الشيخ / محمود خليل الحصري من هنا المصحف المرتل للشيخ محمود خليل الحصري برواية قالون عن نافع هنــــــــا المصحف المرتل للشيخ محمود خليل الحصري برواية ورش عن نافع من هنا ملحوظهة هامة :: التحضير الليلي من الليلة ولمدة ربع ساعة إستماع لكل صفحة وربع ساعة قراءة لنفس الصفحة إن شاء الله تعالى هيا لاتتردي وخذي القرار وتابعينا إنه القرآن وها قد جائتك الفرصة لحفظه فلا تترددي واستعيني بالله فهرس مشروع "حفظ للجنة" بطريقة الحصون الخمسة
  7. تمر بنا جميعًا أيام يكتنفها الحزن والهم واليأس والإحباط، أيام نستشعر فيها هواننا وانهزامنا .. فبين مريضٍ مُتعَب، ومبتلى قد أنهكه الحزن والألم، وشعور عـــام بالإحبـــــاط والانهزام النفسي؛ بسبب تكالب الأعداء على الأمة وأحوال المسلمين المتدهورة في مشارق الأرض ومغاربها .. وفي خِضَم هذه المشاعر المُنهَكة والمشاكل المتتالية، ينبعث شعاع من نور الأمل من الحليم الكريم، فيصف لنا سبحانه دواء تأبى الأمراض و الأسقام إلا أن تضمحل تحت مفعوله .. فينقشع الظلام وتدب الحياة وتعلو الهمم؛ إنه بلسم وتريـــــــاق (حسن الرجـــاء بالله تعالى) .. يـــا عبد الله، إن الله قد اصطفاك لتكون من أمة الحبيب صلي الله عليه وسلم.. على الرغم من ذنوبك و معاصيك، جعلك من خير أمة أُخرِجَت للناس و مَنَّ عليك بدين الإسلام العظيم .. { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ .. } [ آل عمران: 110] .. وطالما تسعى لمرضاة ربِّك، سينصرك ولن يُضيَّعك أبدًا. فإيــــاك واليـــأس من رحمة الله عزَّ وجلَّ، فإنه من أكبر الكبائر .. قال رسول الله “صلي الله عليه وسلم الكبائر: الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله” [رواه البزار وحسنه الألباني، صحيح الجامع (4603)] .. وقال تعالى {.. وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] فيأيها اليــــائس من كثرة معاصيك، ومن شدة الابتلاءات التي تعتريك .. داوي قلبك بتريــــــاق حسن الرجـــــاء بالله تعالى .. كان فتح الموصلي يقول: “كَبُرَت عليَّ خطاياي وكَثُرَت حتى لقد آيستني من عظيم عفو الله عزَّ وجلَّ .. وأني آيس منك، وأنت الذي جُدت على السحرة بعد أن غدوا كفرة فجرة؟ .. وأني آيس منك، وأنت ولي كل نعمة؟ .. وأني آيس منك، وأنت المؤمل لكل فضل ومعروف؟ .. وأني آيس منك، وأنت المغيث عند الكرب؟” .. ولم يزل يقول: آيس منك، حتى سقط مغشياً عليه. [صفة الصفوة (2:355)] · وعن المزني، قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبد الله! كيف أصبحت؟ .. فرفع رأسه، وقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقًا، ولسوء عملي ملاقيًا، وعلى الله واردًا، ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها، أو إلى نار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ يقول: وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي * جَعَلْتُ رَجَائِي دُوْنَ عَفْوِكَ سُلَّمَا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ * بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ * تَجُوْدُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا. [سير أعلام النبلاء (19:59)] وهكذا المؤمن كالطائر يطير بجناحين؛ جنــــــاح الخوف وجنـــــاح الرجــــاء .. ورأس الطائر؛ محبة الله عزَّ وجلَّ .. ولكن هنــــاك فرقٌ بين الرجــــــاء والتمنِّي .. فالذي لا يجتهد ويأخذ بالأسباب ويرجو رحمة الله، فهذا هو المُتمنِّي .. ومثله المغرور .. المُنهمك في المعاصي ولا يسعى للتوبة الصادقة، ومع ذلك يطمع في مغفرة الله ! يقول ابن حجر “والمقصود من الرجاء: أن من وقع منه تقصير، فليُحسِن ظنَّه بالله ويرجو أن يمحو عنه ذنبه، وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها، وأما من انهمك على المعصية راجيًا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع فهذا في غرور، وما أحسن قول أبي عثمان الجيزي: من علامة السعادة أن تُطيع ، وتخاف أن لا تُقْبَل. ومن علامة الشقاء أن تَعْصي ، وترجو أن تَنْجو “.[فتح الباري (18:290)] فكيف السبيل إلى تحقيق حسن الرجاء ؟ إن أسباب تحقيق الرجـاء كثيرة وعظيمة، و الأعظم منها أن نستشعرها بقلوبنا ونعمل بها .. 1) أحسن الظن بالله .. يقول الله جلَّ وعلا في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًا فله” [رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني] حين تضيق بك الدنيا وتصل إلى أعلى مراتب العجز، حين تستشعر إنك لن تنجو إلا برحمة الرحيم الرحمن .. أحسِن ظنَّك بربِّك واعلم يقينًا أنه لن يخذلك، وسيتوب عليك ويعفو عنك .. { .. حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} [التوبة: 118] 2) تحقق من سعة عفو ومغفرة الله عزَّ وجلَّ .. تيَّقن أن الله تعالى غفور غفار .. مهما كانت ذنوبك ومعاصيك، فهو القادر على مغفرة ذنوبك كلها طالما إنك لا تُشرك به شيئًا .. يقول تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول “قال الله: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي .. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي .. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة” [رواه الترمذي وحسنه الألباني] 3) تحقق من سعة رحمة الله عزَّ وجلَّ .. فرحمته تعالى وَسِعَت جميع خلقه، البرَّ منهم والفاجر .. يقول تعالى {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ..} [الأنعام: 12] .. قال الطبري “وقوله:“كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ..” ، يقول: قضى أنَّه بعباده رحيم، لا يعجل عليهم بالعقوبة، ويقبل منهم الإنابة والتوبة”. 4) تعرَّف على الربِّ المؤمن .. فاسم الله المؤمن يدل على أنه سبحانه يؤمِّن عباده المؤمنين من العذاب، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } [ الحج: 38] 5) اعرف واستشعر كرم ربِّك جلَّ جلاله .. عدد نعم الله عليك التي لا تُعد ولا تحصى، واستشعر كرمه معك سبحانه، ومَنَّهُ عليك بعظيم النعم والخيرات. كل هذا يجعلك تُحقق الحب التام والذل التام والتعلق بالله عزَّ وجلَّ، فيتحقق رجاؤك في عفوه ورحمته. ولكل محبط يائس نقول: خذ بهذه الأسباب تجد لليــأس مخرجًا ومن الإحباط مفرًا ومهربًا،، ولتحقيق حسن الرجــــــاء علامات .. لتعرف إن كنت ترجو رحمة ربِّك بحق، أم إنك مغرور ومُتمنِّي .. العلامة الأولى: الصبر على البــلاء .. فإذا كنت ترجو الله حقًا وتتعلق برحمته الواسعة، فلن تشعر بعظم البلاء .. بل ستهون عليك الصعاب وتذوب أمام عزمك وثقتك بالله، جبال المعاصي وجدران الأزمات. العلامة الثانية: المبــــادرة إلى الطــاعـــات .. فأهل الرجاء هم أهل العمل، الذين يفعلون ما أمرهم الله ويجتنبون نواهيه رغبةً في رحمته وغفرانه .. كما وصفهم الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218] ولكي تكون من أهل الرجاء عليك أن تتخذ القرار بالتغيير وتبدأ في زيادة رصيدك الإيماني، وهذا يكون عن طريق الالتزام بالأوراد التاليــــة كحد أدنى .. 1) إصلاح الفريضة .. بأن تحافظ على جميع الصلوات في أول الوقت في جماعة، لا سيما صلاة الفجر. 2) إصلاح النوافل .. فتلتزم كحد أدنى باثني عشرة ركعة نافلة، عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة، بني له بيت في الجنة .. أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر” [رواه الترمذي وصححه الألباني] وتزيد عليهم صلاة الضحى ركعتين أو أربع ركعات، وصلاة أربع ركعات قبل العصر؛ لكي تنال رحمة ربِّك .. عن ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي صلي الله عليه وسلم قال “رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا “ [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني] .. بالإضافة إلى وردك من قيــــام الليــــل. 3) ورد القرآن .. لتجعل لك وردًا لا يقل عن قراءة جزء من القرآن يوميًا. واحرص على قراءة سورة تبارك كل ليلة .. فهي المُنجيَّة من عذاب القبر؛ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عزَّ وجلَّ بها من عذاب القبر” [رواه النسائي وحسنه الألباني] 4) ورد الأذكار .. عليك أن تُرطِب لسانك بذكر الله في كل وقت وتستبدل لغو الحديث بالذكر، فتجعل لك وردًا من الاستغفار والتسبيح والتحميد والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم إلى جانب الحفاظ على أذكار الصباح والمساء والأذكار الموظفة. 5) الصيـــام .. فلتواظب على صيام الاثنين والخميس، والثلاثة أيام البيض من كل شهر .. وتزيد على ذلك بحسب طاقتك وعزيمتك. 6) عمل بر .. لتجعل يومًا في الأسبوع لزيارة مريض، أو تشييع جنازة، أو التصدق على الفقراء والمساكين، أو زيارة الأيتام. التزامك وثباتك على هذه الأعمال، خير دليل على حسن رجاءك في الله تعالى .. نسأل الله أن يُصرِّف قلوبنا على طاعته، وأن يتغمدنا برحمته الواسعة وعفوه الكريم،، طرق تحقيــق حسن الرجــــــــــاء المصــادر: درس “حسن الرجـــــــاء” للشيخ هاني حلمي
  8. الكنز العاشر: ( السابقون السابقون ) من هم السابقون؟ أن لا تسمع عن عمل يقربك إلى الله إلا وتكون أنت أول المؤمنين. ارفع شعار "تبت إليك وأنا أول المؤمنين" لماذا؟ لأن سيدنا موسى قال ذلك، لما وعده الله ثلاثين ليلة وأتمها بعشر. قالوا أن العشر كانت عشر ذي الحجة، ولذلك خصها الله، ولم يقل في هذه الآية وواعدنا موسى أربعين ليلة وإنما فرقها. قالوا فكان موسى عليه السلام قد أراد العبادة لربه وشكر ربه على المواعدة فصامها، فلما كان اليوم الثلاثين استاك فتغير رائحة فمه، والله يحب رائحة فم الصائم " لُخلوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ" [صحيح البخاري(1894)] فقال الله له عليك بعشر فزاده عشرًا. وفي العشر كانت لحظة المكالمة {وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} [النساء:١٦٤]، وفيها قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف:١٤٣] ثم حدث تجلي الرب ثم خر موسى صعقًا {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:143]. هذا هو شعار العشر.. "تبت إليك وأنا أول المؤمنين" كلما تحركت ونظرت إلى امرأة كاسية عارية "تبت إليك وأنا أول المؤمنين" وأنت جالس على الفيس بوك وبُعث إليك برابط وامرأة شكلها كذا "تبت إليك وأنا أول المؤمنين" ترفع سماعة الهاتف وتتكلم عن فلان وفلان "تبت إليك وأنا أول المؤمنين" تفرط وتؤخر الصلوات أو تفرط في كذا وكذا من السنن "تبت إليك وأنا أول المؤمنين" ارفع هذا الشعار..استبقوا الخيرات {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.} [آل عمران :133]. من درس " كنوز العشر " للشيخ / هاني حلمي
  9. وصلنا إلى اليوم التـــــاسع من ذي الحجة، وهو يوم الجـــائزة الكبرى .. يـــوم عرفــة .. النبي صلي الله عليه وسلم يقول "الحج عرفة" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فهذا هو اليوم الذي يباهي فيه الله عز وجل الملائكة بالحجيج .. وفد الله الذين يقفون على عرفات المعرفة، فيتعرفون على مدى كرم ورحمة ربِّهم عزَّ وجلَّ .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له .." [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1112)] وعن أنس بن مالك قال: وقف النبي صلي الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب، فقال "يا بلال أنصت لي الناس"، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله صلي الله عليه وسلم فأنصت الناس، فقال "معشر الناس، أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات"، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله هذا لنا خاصة؟، قال "هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة"، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب [رواه ابن المبارك وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1151)] والتبعـات: هي حقوق العباد، وهذا من أصعب المواقف التي قد يتعرض لها العبد يوم القيامة .. فبعد إجتيازه للصراط يجد من ينتظره ليأخذ منه حقه، فكل من ظلمه سيأتي ليأخذ من حسناته ولن يتنازل عن حقه أبدًا في هذا اليوم العسير حتى لو كان من أقرب الأقربين .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "أتدرون من المفلس؟"، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال "المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" [رواه مسلم] ولن يُنجيه من هذا الموقف العصيب، سوى أن يضمن الله عزَّ وجلَّ عنه التبعات ويتحملها عنه .. وهذه من أعظم هدايا رب العالمين لأهل عرفات. عرفات يوم العرفان فاستحضر التجلي الإلهي وافتخار ربَّنا بعباده .. فابتعد عن جميع أنواع الترف؛ لكي تكون من الشُعث الغُبر الذين يُباهي الله عزَّ وجلَّ بهم الملائكة .. واجتهد بكل ما أوتيت من قوة في الذكر والتعظيم وتمجيد الله سبحانه وتعالى. واشغل نفسك بالدعــــاء .. عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فتنوِّع ما بين دعاء الطلب ودعاء الثناء، الذي تُثني فيه على الله عزَّ وجلَّ. إنها لحظة المغفرة لجميع ذنوب العمر .. فابذل قصارى جهدك لكي يتقبَّل الله منك، واحذر أن تُضيعها باللغو أو اللهو أو النوم. وقد كان أغلب حال السلف الخوف وذم النفس في هذا اليوم .. قال أحمد بن أبي الحواري: دخلت على أبي سليمان الداراني فقال لي: يا أحمد، لي أيام ما بكيت. فقلت له: حدثني محمود بن خلف أنه رأى رجلاً عشية عرفة على رأس جبل، فلما دنا الانصراف سمعه يقول: الأمان الأمان قد دنا الانصراف، ليت شعري ما صنعت في حاجة المساكين؟ قال: فبكى أبو سليمان حتى جعلت الدموع تثب من عينيه ولا تسيل على خده. [صفة الصفوة (2/513)] وهكذا ينبغي أن يكون حالك .. عليك أن تُظهِر الافتقار والحاجة إلى الله عزَّ وجلَّ، وتُلِح في الدعاء ولا تستبطىء الإجابة،، وبعدها نتحرك من عرفة إلى .. مُزدلِفة وأزدلف: أي تقرَّب .. فتقرَّب من ربَّك وسيدك ومولاك .. وتظل مشغولاً طوال المسافة من عرفات إلى المزدلفة بالاستغفار والدعاء بالقبول، عسى الله أن يتقبل منك بعفوه وكرمه. وقِصَر المدة التي تقضيها في مزدلفة، تُذكِّرك بقِصَر البقاء في الدنيا .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ".. ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها" [رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني] ثم تنتقل من مزدلفة لمِنى، التي هي محل المُنى .. وتبدأ برمي الجمار .. يقول النبي صلي الله عليه وسلم ".. وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات .." [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1112)] .. فأبشِر بأن يُكفِر الله تعالى عنك سبعين كبيرة من الكبائر، لذا لا تتعجل في رمي الجمار وإياك والزحام. وأثناء إلقاءك للجمرات، ألق من قلبك كل شيء أبعدك عن ربِّك .. تبرأ لربِّك من الشيطان وحزبه وعمله ووساوسه. ثمَّ حلق الرأس للرجال والتقصير للنساء .. يقول النبي صلي الله عليه وسلم ".. وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة" [رواه الطبراني وحسنه الألباني] ثمَّ ذبح الهدي، وله عظيم الأجر عند الله سبحانه وتعالى .. يقول النبي صلي الله عليه وسلم ".. وأما نحرك فمذخور لك عند ربك .." [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1112)] .. أي: إن أجره مُدخَّر عند الله سبحانه وتعالى؛ فالذبح علامة على التوحيد والإخلاص. وبعد الإنتهاء من رمي الجمرات يأتي .. طـواف الوداع يقول النبي صلي الله عليه وسلم ".. وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى" [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1112)] فاشحن كل قواك لتوديع بيت الله الحرام .. وأثناء طوافك ضع يدك على قلبك وانظر إلى الكعبة وسل الله تعالي ألا يحرمك ويطردك وألا يجعله آخر العهد بينك وبينه .. وانشغل بذكره وفارقه بدموع العين. فإذا قضيت المناسك فاذكر ربك .. قال تعالي {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:200,201] وليكن شُغلك الشاغل من اليوم هو:: محـــاسبة نفسك .. فتشترط على نفسك أن تجعل هذه الحجة البداية الحقيقية بينك وبين الله تعالى. وعلامة قبول الحسنة الحسنة بعدها .. فاحذر أن تمُن على الله بعملك، وكن دائم التذكُّر لمنته عليك .. مما يجعلك تبذُل قصارى جهدك في طاعته سبحانه. وليكن شعارك الذي ستحيا عليه منذ هذه اللحظة .. {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162,163] المصادر: درس "حج بقلبك" للشيـــخ هاني حلمي
  10. http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=5459
  11. من سيفوز بيوم عرفة ؟؟؟ 1/أكثر الناس خضوعا وإنكسارا هو أكثر الناس فوزا بيوم عرفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة" فقال: رجل يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله قال "هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله إلا عفير يعفر وجهه في التراب" [رواه أبو يعلى وصححه الألباني] .. فالمعنى هنا أنه خضع لله سبحانه وتعالى وذل بين يديه وأنكسر. واليوم الذي يخرج فيه ليجاهد في سبيل الله ويقف على الثغرة يعادل ألف يوم صيام وقيام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من رابط ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة صيامها وقيامه" [رواه بن ماجه وحسنه الألباني] لذلك علينا أن نسجد يوم عرفة .. تصلي ركعتين وتطيل فيهم في الضحى أو مابين الظهر والعصر، تسجد وتشكو لله حتى تستحضر الذل والإنكسار. نحتاج أن نتذكر ذنوبنا .. أحتاج أن أعظم ربي وأكبر ربي حتى أضع رأسي في الأرض وأستحضر الذل و الإنكسار لأن الله يقول "أنا عند المنكسرة قلوبهم". من اللطائف إنه رويّ أن الله تعالى قال لموسى "هل تعرف يا موسى لما كلمتك من بين الناس، لماذا جعلتك كليم الرحمن ؟" قال: لا يا رب، قال: "لأني رأيتك تتمرغ بين يدي في التراب تواضعًا لي". فما رأيكم أن نصلى ركعتين قضاء حاجة وأعظم حاجة هي العتق؟ 2/نحتسب ثواب الحجيج .. شعارنا "اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر" كنت ستكون الآن تنظر إلى الكعبة، و تشرب من زمزم وتتضلع منها فتروي قلبك وتشفي جسدك وتشفي قلبك،كان سيكون قلبك الآن يطوف حول بيت ربك وقلبك يطير من الفرحة وهو في أعظم بقعة على وجه الأرض،كنت ستكون الآن تسعى ما بين الصفا والمروة كأنك تسعى بين كفتي ميزان تسأل الله أن ترجح كفة حسناتك على سيئاتك، كنت ستكون الآن تسعى وتخطو الخطوة "ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا".. الحج يغفر الذنوب والتبعات " رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"[متفق عليه] .. " وضمن عنهم التبعات" [رواه بن المبارك وصححه الألباني] .. وحقوق العباد ومظالم العباد أخوف شيء عليك يوم القيامة ووقفة عرفة تخلصك من هذه الأمور جميعا. فالمطلوب أن نتخلص من الدنيا .. أن تلبس كفنك مثل الحجيج ولا تكون مهموم بالعمل أو أي شيء آخر كل ذلك سيتمه الله .. عليك أن تقوم بواجبك ولا تحمّل قلبك أكثر من اللازم، يكفي دنيا نريد أن نحرم بقلوبنا فنخرج الدنيا من قلوبنا. 3/ طهر قلبك من الدنيا (بالإعتكاف) أشترى بعض السلف نفسه من الله ثلاث مرات.. كان يقف يزن نفسه ويحضر مثل وزنه فضة ويتصدق به. وأشترى عامر بن عبد الله بن الزبير نفسه بديته .. كما إن حبيب أشترى نفسه من الله بأربعين ألف درهم فتصدق بها. وكان أبو هريرة يسبح كل يوم إثني عشر ألف تسبيحة بقدر ديته .. هؤلاء من أشتروا أنفسهم حتى يعتقوا. الواجب العملي: أن تعتكف من الفجر إلى المغرب إن تيسر ذلك ..ومن لديه عمل وإرتباطات على الأقل ينهي عمله ثم يذهب ليجلس في المسجد بحيث إنه يتفرغ وينقطع لله سبحانه وتعالى .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "من صمت نجا" [رواه الترمذي وصححه الألباني] ..فنحن نريد أن نسكت .. فيملك لسانه وبصره وسمعه .. فلا يوجد أفضل من أن يغلق على نفسه ولو بيته هكذا خير .. لكن عندما يكون جالس في المسجد والملائكة تظل تقول "اللهم أغفر له اللهم أرحمه" يكون أوفق له،، 4/الإكثار من الدعاء وهذا هو واجب العشر كلهن ولكن سيتأكد هنا "..فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير" [رواه الترمذي وصححه الألباني].. التي هي الباقيات الصالحات .. تظل على لسانك "سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر" .. وعليك بالدعاء الذي هو وظيفة الوظائف،، المصادر: درس "ولدت يوم عرفة" للشيخ هاني حلمي
  12. ولدت يوم عرفة|الحج ووظائف العشر|الشيخ /هاني حلمي ولدت يوم عرفه قال: "أنا لا أعرف لي اسم, أنا ولدت اليوم من جديد". تعالوا نأخذ روشتة عملية: من سيفوز بيوم عرفة؟ ونعرف الجدول العملي ليوم عرفه ومن سيولد من جديد ............ واستمع لدرس"ولدت يوم عرفه" لفضيلة الشيخ/ هاني حلمي | حفظ , استماع | ( )
  13. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الإيمان ليخلق (أي: يبلى) في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" [رواه الطبراني وصححه الألباني] .. فقلوبنا قد تَعِبَت من كثرة الفتن والمعاصي التي تتعرض لها طوال العام، وتحتاج إلى أن تُجدد الإيمان بداخلها .. وها قد أتت الفرصة لكي نُجدد إيماننا ونتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ .. إنه يوم عرفة، أعظم يوم في أعظم أيـــام الدهر .. فيوم عرفة يوم تجاب فيه الدعوات وتقال فيه العثرات .. يوم عظَّم الله أمره ورفع على الأيام قدره .. فهو أعظم فرصة للعتق من النيران .. وعن عائشة قالت: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء" [رواه مسلم] .. فنسأل الله تعالى أن يعتق رقابنا من النار،، ولكن لن ينال هذه الجائزة العظيمة إلا من أخرج الدنيا من قلبه وجعل همَّه همَّا واحدًا، ألا وهو همّ الآخرة. يوم عرفة .. فضائـــل وأعمـــال الفضيلة الأولى: هو اليوم الذي أكمَّل الله تعالى فيه الدين وأتمَّ علينا نعمته .. عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب: أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: أي آية؟، قال: { .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ..} [المائدة: 3]، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلي الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة. [صحيح البخاري] فيوم عرفة هو يوم عيد للمسلمين .. عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب" [رواه الترمذي وأبو داوود والنسائي وصححه الألباني] الواجب العملــى: وحيث إنه عيد، فيلزم منا عبوديتــــان .. 1) عبودية الشكر .. فعليك أن تلهَّج بالحمد والثناء على الله تعالى طوال الوقت، شكرًا لله عزَّ وجلَّ على أن بلغك يوم العتق الأكبر على الرغم من عدم استحقاقك لذلك. 2) عبودية الفرح .. قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] .. وعندما يمتلأ القلب فرحًا بفضل الله، يُسكب فيه حُب الرحمن فيطهُّر القلب. يجب أن تفرح برحمة الله وتفرح أن الله تعالى بلغك هذا اليوم.. أن تشهد هذا اليوم .. يوم العتق الأكبر في حياتك .. لو بلغته فهذه من أبلغ وأعظم النعم.. فلما تكون فَرِحًا القلب يسكب فيه حب الرحمن ... و ستشعر الفضل ينزل والرحمات .. وعليك بالتكبير لأن هذا يوم عظيم يجب أن تعظم ربك فيه. وعليك أن تكثر من الثناء عليه لأن من أسباب رفع الدعاء وقبوله كثرة الثناء على الله تعالى. هذه تسمى عبادة التملــق وهي تعني أن لا تعرف كيفية الثناء على الله تعالى فتمدح ربك .. فيمتلأ قلبك بها ويحبها منك جدًا .. هذا هو شأن الحبيب مع حبيبه .. جرب وأنت تعرف معنى حب الرحمن. الفضيلة الثانية: اليوم الذي أخذ الله تعالى فيه الميثاق على ذرية آدم .. عن ابن عباس: عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا، قال {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172,173]" [رواه أحمد وصححه الألباني] فهذا هو اليوم الذي فطَّر الله سبحانه وتعالى فيه بني آدم على الفطرة السليمة التي تهتدي إلى الحق، فطرة الإسلام والتوحيد .. فينبغي علينا أن نحمد الله عزَّ وجلَّ على نعمة الإسلام .. ونستشعر عظمة الإسلام وفضل الله علينا بنعمة الهداية إلى الصراط المُستقيم، وغيرنا كثير يتخبَّط في ظلمات الكفر والضلال المُبين. الفضيلة الثالثة: أقسَّم الله تعالى بهذا اليوم العظيم مرتين .. القسم الأول في سورة البروج .. حينما قال تعالى {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 1,3] .. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة .." [رواه الترمذي وحسنه الألباني] .. والله سبحانه وتعالى عظيم ولا يُقسم إلا بعظيم .. والقسم الثاني ورد في سورة الفجر .. يقول تعالى { وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 1,3] .. قال ابن عباس (تُرجمان القرآن) "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة" فيقسم سبحانه وتعالى بالسماء وبيوم القيامة وبيوم الجمعة ويوم عرفة أن أصحاب الأخدود قتلوا .. فكل هذا يدل على العلو والرفعة والنور .. لأن هناك أناس سيمرون على الصراط كالكوكب الدري وهؤلاء هم أهل الدرجات العلى، أهل السماء، أهل العلو يوم القيامة .. الواجب العملــى: هل تريد أن تصل للرفعة؟ هل تريد أن تكون من أهل النور السابغ يوم القيامة؟ .. الأمر يحتاج: فعليك أن تُعظِّم هذه الأيام المُعظمات، ولن تؤتى ذلك إلا بالبذل والتضحية .. الذي يتمثل في قصة أصحاب الأخدود، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" [رواه مسلم] فمن سيبيع نفسه لكي يُعتَق يوم العتق الأكبـــر؟! فعليك في هذا اليوم أن تبذل أغلى ما تملُك لكي تفوز بجائزة العِتق .. فتتصدق بصدقة كبيرة .. ولا تنام من الفجر إلى المغرب .. وعليك أن تختم القرآن هذا اليوم .. أترك كل شيء فهذا *يوم العتق الأكبر* الفضيلة الرابعة: صيامه يُكفِّر العام الماضي والقادم .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده .." [رواه مسلم] إنما هذا يوم يكفر الله به سيئاتك،نحن لدينا حسن ظن بالله ولكن مسألة القبول ليست لنا،فالمؤمن يعمل العمل وقلبه وجل .. {وَالَّذِينَ يؤتونَ مَا آتَوا وَقلوبهم وَجِلَةٌ أَنَّهم إِلَىٰ رَبِّهِم رَاجِعونَ} [المؤمنون:60] قال بعضهم "القلوب جوالة فقلب يجول حول العرش وقلب يجول حول الحش"، الحش أي: القاذورات وهي الدنيا الملعونة .. فعليك أن تنكسِر وتذِل لله وتُخرج الدنيا من قلبك .. لكي تصلُح للتقرب من ربِّك عزَّ وجلَّ في هذا اليوم العظيم. فاللهمَ ّقال بعضهم أرزقنا قلوبًا جديدة طاهرة صالحة لعبــادتك يـــــــــا ربَّ العالمين،، المصادر: درس "ولدت يوم عرفة" للشيـــخ هاني حلمي
  14. نسى ربه كثيرا ، وبارز بالمعاصي طويلا ، وعاند وكابر من به بصيرا ، إلى أن ذهب إلى هناك ، ووقع بصره على البيت ، فدبت فيه الحياة ، ووقف بعرفة فدعا ربه ورجاه ، وذبح الهدي فذبح معه هواه ، ورمى الشيطان بالجمرات فقصم ظهره وأخزاه ، فعاد أخيرا يبكي من الفرح إلى رحاب مولاه . أستثر الشوق إلى الله ، فإنه الدافع لتتعجل إليه لترضيه ، فعش اليوم هذه العبودية ( عبودية الشوق ) عساك تبلغ بقلبك ما لا تستطيعه ببدنك . تخيل أنك ستزور رب البيت لا البيت ، وتطلب القرب من الغفَّار لا من الأحجار ، وتخيل مدى الحرمان إذا كنت ممن لا يفدون إليه . قال الله في الحديث القدسي " إنَّ عبدًا أصححت له جسمه ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم "[ رواه ابن حبان وصححه الألباني ] نعم لا يفد إليَّ فالحاج يرتحل إلى الله تعالى . وأنت حين تزوره في بيته لا تراه ، فقم قيام موسى عليه السلام وقلبه يضطرب شوقاً : " رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ "[ الأعراف :143 ] واعلم أنك ستراه بإذن الله حين يكشف الحجاب . قال صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة و تنجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم "[ رواه مسلم ] أما تشتاق إلى بيت ربك الذي جعل " مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا "[ البقرة : 125 ]؟؟ **حج سفيان بن عيينة ثمانين حجة ، وكان من شدة شوقه يناجي ربه فيقول كل مرة : اللهم لا تجعله آخر العهد بك ، حتى كان العام الذي توفي فيه ، لم يقلها فسألوه فقال : قد استحييت من ربي . **وخرجت أم أيمن زوجة أبي علي الروذباري من مصر وقت خروج الحجيج ، ورأت مواكبهم فصرخت : واضعفاه ...واعجزاه .. واحسرتاه ، ثم زاد بكاؤها وعلا نحيبها أكثر وأكثر : وهي تقول : هذه حسرة من انقطع عن البيت ، فكيف تكون حسرة من انقطع عن رب البيت ؟ كان بعضهم إلى رأى الحجيج ضج في البكاء قائلا : لو كنت أصلح لهذه المنزلة لكنت في الصُحبة ( اللهم لا تحرمنا لذة القرب منك ) . استنهض الشوق : (1) بسماع أذان الخليل : " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق " [ الحج :27 ] (2) باستحضار موقف الرؤية يوم القيامة وعدم احتمال الحرمان هنالك ، كفى أننا محرومون منه في الدنيا فهل تطيق بعاد " لن تراني " وعقاب " كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ " . (3) أكثر من ذكره تعالى ، وألح على ربك بالحبيبتين " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " لتغرس الحب والشوق في قلبك . (4) نريد أن تختم ختمة بنية تعميق الحب في قلبك ، قال صلى الله عليه وسلم :" من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف "[ الصحيحة :2342] اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر . من أقوال فضيلة الشيخ/ هاني حلمي
  15. وجئنا معكم لتدريبنا الخامس للإستعداد لأعمال العشر إصلاح الفرائض لأننا في الغالب نهتم بالنوافل نهتم أن نصوم .. نهتم بقراءة القرءان .. نهتم بأذكار .. ونضيع الفرض والله عز وجل يقول الحديث القدسي "وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما إفترضته عليه" [صحيح البخاري].. إذًا أهم شيء توليه إهتمامك الفرض .. والفرائض لاتقتصر علي أداء الصلاه فقط...بل يجب أن تصلح من سائر الفرائض .. الخشوع والخضوع في الصلاه الدعوة إلى الله تعالى . بر الوالدين صلة الأرحام المقطوعة . حسن معاشرة الناس . أداء الأمانات . حفظ الفروج . غض البصر حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والكذب الحجاب الشرعي القرار في البيت ........... من مطوية أعظم أيام الدهر من هنا . فتقربوا من الله عز وجل بإصلاح الفروض
  16. أريد أن تعيش الأمة في خيالها من الآن المناسك ، فتتعلم ( إحرام القلب ) و( طوافه ) حول العرش ، ( وسعيه ) سعي الآخرة ، وطلبه ( المنى ) برضا ربه عنه ، وتعرفه في ( عرفات ) المعرفة على أسماء ربه وصفاته ، وتقربه في ( مزدلفة ) واستشعار لذة القرب ، و( إفاضته ) بفيوض الرحمة ، ( وحلقه ) الدنيا من قلبه ، و( ذبحه ) طمعه بسكين اليأس وقصر الأمل . تعالوا لأمثلة عملية ، وتطبيقات واقعية . أعمل قوتك ، واستنهض همتك الفاترة ، فتنشط ، وهذا يكون كالتالي : (1)استشعار الخطر . فقد يحبط العمل دون أن تدري، قال تعالى : " أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون " (2)الخوف من النفاق . قال تعالى : " فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه " فهل ستنقض عهدك مع الله الذي كان في رمضان ؟ (3)لا ترضَ بالخسران . قال تعالى : " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " . (4)الخوف من التمحيص : قال تعالى : " لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " تُرى من أي الفريقين أنت ؟ من الطيب أم الخبيث ، تحسس قلبك ، واسعَ في تطهيره . ( زاد وفد الله ) (1)أكثر من الاستغفار. (2)لا يقل وردك القرآني عن جزء قراءة. (3)لا يقل ورد القيام عن مائة آية . (4)لا تنس الصيام (5)لابد لك في اليوم والليلة من نصف ساعة دعاء وتضرع . (6)حافظ بشدة على أذكار الصباح والمساء والنوم . (7)تصدق بصدقة ولو أسبوعية . (8)تعلم أسبوعيًا اسمًا من أسماء الله تعالى . (9)تعلم خلقًا وجاهد في تطبيقه فهو أثقل الأعمال في الميزان . (10)جدد توبتك وابك على خطيئتك ليكسر قلبك له . ........... من أقوال فضيلة الشيخ /هاني حلمي
  17. أفئدة تهوي استمعوا معي إلى دعوات سيدنا إبراهيم الخليل ، وهو يناجي ربه الجليل فيقول : : " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ، رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ "[إبراهيم:37،38] هل لمحت شيئا ؟؟ قال : " فاجعل أفئدة "إنها رحلة بالقلوب لا بالأبدان ، رحلة قلوب مشتاقة وأرواح منقادة تنجذب لبيت المحبوب . قال ابن الجوزي في " صيد الخاطر " : " واعلم أنَّ الطريق الموصلة إلى الحق سبحانه ليست مما يقطع بالأقدام، وإنما يقطع بالقلوب " قال الإمام ابن الجوزي في كتابه "نقد العلم والعلماء" : "قد يسقط الإنسان الفرض بالحج مرة ثم يعود لا عن رضا الوالدين وهذا خطأ . وربما حج وعليه ديون أو مظالم ، وربما خرج للنزهة ، وربما حج بمال فيه شبهة ، ومنهم من يحب أن يتلقى ويقال له : الحاج ، وجمهورهم يضيع في الطريق فرائض من الطهارة والصلاة ، ويجتمعون حول الكعبة بقلوب دنسة وبواطن غير نقية ، وإبليس يريهم صورة الحج فيغرهم ، وإنما المراد من الحج القرب بالقلوب لا بالأبدان وإنما يكون ذلك مع القيام بالتقوى ، وكم من قاصد إلى مكة همته عدد حجاته فيقول : لي عشرون وقفة ، وكم من مجاور قد طال مكثه ولم يشرع في تنقية باطنه " هل فهمتم لماذا سنحج جميعا هذا العام إن شاء الله تعالى ؟؟؟ لأن القصد بالقلب لا بالبدن ، فكم من حاج مردود ، وكم من معذور نال الأجر بنيته . قال صلى الله عليه وسلم :" إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا حبسهم العذر "[ رواه البخاري ] فيا أيها الحاج ويا أيها المعذور كيف سيقبل قلبك على ربك ؟ لا ريب عليك بالتوبة ليطهر هذا القلب ، فاستغفر كثيرا ، وجدد توبتك ، واسأل الله تعالى أن يسلل سخائم صدرك ، ويغسل حوبتك ، واستشعر عظم الأجر لو وقفت ، فالتوبة أسمى المقامات . قال تعالى : " لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيم "[ التوبة : 117 ] قال ابن القيم في " زاد المعاد ": " هذا من أَعظَم ما يُعَرِّفُ العبد قدرَ التوبة وفضلَها عند الله، وأنها غاية كمال المؤمن، فإنَّه سبحانه أعطاهم هذا الكمال بعد آخر الغزواتِ بعد أن قَضَوْا نحبَهم، وبذلوا نفوسهم، وأموالهم، وديارهم لله، وكان غايةَ أمرهم أن تاب عليهم، ولهذا جعل النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ توبةِ كعب خيرَ يوم مَرَّ عليه منذ ولدته أُمه " وتفكر في معنى" وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود "[ الحج : 26 ] البيت مطهر ، ولا يدخله إلا طاهر مطهر ، " إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " [الأنفال : 34 ] الواجب العملي : (1) اجلس مع نفسك هل استكشفت عيبك ؟ اكتب في ورقة عيبا أو عيبين ، وأعمل جهدك أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة في التخلص من هذه الآفات ، هذا من ثرثرة لسانه ، وهذا من التفاته عن ربه ، وهذا من الكبر ، وهذا من العُجب ، وذاك من الرياء وحب المحمدة ، اخلص لتتخلص . (2) زد من ورد استغفارك لتتطهر. (3) تذكر ذنبا لو لقيت الله به غير مغفور هلكت ، هل تذكره ؟؟؟ نعم هو ذاك الذي يدمي قلبك ، هو ذاك الذي يدمع عينك ، هذا الذنب روض به نفسك لتجدد توبتك . استعدوا فقد حان وقت إقلاع القلوب لعلام الغيوب ، وسنبدأ الرحلة من ( إحرام قلب )فتدبروا ما فات ، وأعدوا العدة لما هو آت ، وتفكروا ماذا ستحرمونه على قلوبكم من الآن . اللهم لا تحرمنا زيارة بيتك الحرام وإلا فقد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر . من أقوال فضيلة الشيخ /هاني حلمي افئدة
  18. قال تعالى :" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ"(الحج :78) قال تعالى :" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" (العنكبوت: 69) قال تعالى : "وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" (العنكبوت :6) قام أمر هذا الدين على الجهاد فى ثلاثة أوجه: مجاهدة العدو الظاهر مجاهدة الشيطان مجاهدة النفس على كل إنسان يسير إلى الله تبارك وتعالى أن يهيىء نفسه لهذا المعنى الذى هو ذروة هذا الدين "الجهاد " معنى المجاهدة المعنى الأول: حمل النفس على خلاف هواها فى عموم الأوقات وهى بضاعة العباد ورأس مال الزهاد ومدار صلاح النفوس وملاك تقوية الأرواح. المعنى الثانى :هى تزكية للنفس وفق أصول الشرع. انتى أختاه فى أمس الحاجة إلى تعويد النفس على المجاهدة أن تجاهدى نفسك فلا تتخلقى إلا بالأخلاق العظيمة أخلاق القرآن وأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم قال الشيخ عبد الغنى النابلسى : المجاهدة فى النفس عبادة ولا تحصل لأحد إلا بالعلم وهى فرض عين على كل مكلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كمُلَ منَ الرِّجالِ كثيرٌ ، ولم يَكمُلْ منَ النِّساءِ : إلَّا مريمُ بنتُ عمرانَ ، وآسيةُ امرأَةُ فرعونَ ، وفضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ" الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5418خلاصة حكم المحدث: [صحيح] كانت فاطمة بنت محمد بن المنكدر تكون نهارها صائمة فإذا جنها الليل تنادي بصوت حزين هدأ الليل واختلط الظلام وأوى كل حبيب إلى حبيبه وخلوتي بك أيها المحبوب أن تعتقني من النار رحمها الله. كانت معاذة العدوية إذا جنها الليل تقول عَجِبْتُ لِعَيْنٍ تَنَامُ، وَقَدْ عَلِمَتْ طُوْلَ الرُّقَادِ فِي ظُلَمِ القُبُوْرِ. وهب بن منبه يقول : من يتعبد يزدد قوة ومن يكسل يزدد فترة صور من حث النبى صلى الله عليه وسلم على المجاهدة : المجاهدة فى نوافل الصلاة والصيام والصدقات : كونى من المجتهدات لتتحببى إلى الرحمن قول النبي صلى الله عليه وسلم": إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحبته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري. الإجتهاد فى قيام الليل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا" النبى صلى الله عليه وسلم ربى أزواجه ونساء الأمة على المجاهدة فى ألوان الطاعاتعن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا ، يقول : " سبحان الله ! ماذا أنزل الليلة من الخزائن ؟ ! وماذا أنزل من الفتن ؟ من يوقظ صواحب الحجرات " - يريد أزواجه - " لكي يصلين ؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " رواه البخاري . المجاهدة فى الطاعةحديث علي رضي الله عنه المخرج في الصحيحين لما طرقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة وهما نائمان فقال : ألا تصليان ؟ فقال علي : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يمسكها وإن شاء أن يرسلها . فولى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضرب بيده على فخذه ويعيد القول ويقول" : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا " 5- لم يجعل الغبطة إلا للمجاهدين والمجاهدات فى الطاعة حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" : لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وأناء النهار ، ورجل علمه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار" 6- مرافقة النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنة للمجاهدين فى الطاعة عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : " كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي : سَلْ ، فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ " رواه مسلم في " صحيحه " (489) 7-نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ترك ما يعتاده الإنسان من طاعات عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل " كانت لهذا الدرس قصة أردت أن أقصها عليكى لترفعى شعار : " وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" وترفعى شعار " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ " القصة :يقول الشيخ كنت اعطى محاضرة فى أحد المساجد ورأيت ورقتان تسقطان على الأرض من ناحية مصلى النساء وقد أوصلوها لى الأخوة ولم أجد أى أحد من الأخوة قد أرسل أسئلة لأجاوب عليها فتأكدت أن هذه الأسئلة من الأخوات وكنت فى المحاضرة أتحدث عن بعض أحوال عباد الزمان وأتكلم عن من يستغفر سبعون ألف مرة فى اليوم ومن أستطاع أن يختم القرآن16 مرة فى رمضان وإذا أخت ترسل وتقول : اننى جاهدت نفسى وأصبحت أختم فى رمضان ختمتين كاملتين فى اليوم والليلة . اقصى شىء وصلت له انها قرأت 62 جزء فى اليوم والليلة وهنا أقصد انها تعمر الوقت بالطاعة معنى هذا انها ليس لديها وقت للغفلة أو للتضيعه فيما لا يفيد تقرأ الختمة 8 ساعات أى الختمتين 16 ساعة لذلك هى أمراة عمرت وقتها انتى لماذا لا تكونى مثلها ؟ هذه مثلك وفى نفس بلدك !!! المسألة محتاجة مجاهدة المسألة محتاجة استفزاز وشحذ الهمم نحتاج أن يكون بيننا أمثال الصديقة بنت الصديق أعلم نساء الأمة وأفقه النساء المتصدقة المجاهدة نحتاج ان يكون بيننا أمثال زينب بنت جحش التى كانت قوامة متصدقة كيف تربى نفسك على المجاهدة أختاه ؟ أولا: التفهيم :أفهمى مراد الله من الطاعات التى تؤديها الصيام ----- للتقوى الصلاة ----- تنهى عن الفحشاء والمنكر الصلاة ----- صلة بين العبد وربه الصلاة ------ قرة أعين العباد الصلاة ------ عماد هذا الدين الصلاة ------ دوام التواصل بالله عز وجل الزكاة ------ يتخلص الإنسان من شح النفس الصدقة ------ برهان الإيمان ثانيا : التعويد هذه أصعب مرحلة : عودى نفسك على النوم مبكرا لتقومى لصلاة الفجر عودى نفسك على صلاة الليل يوميا مثلا نصف ساعة حتى تتدربى شيئا فشيئا عودى نفسك على الصيام ثلاثة ايام من كل شهر وبعد ذلك الإثنين والخميس من كل أسبوع وهكذا ... عودى نفسك على الجلوس لمدة ساعتين لا تتكلمى إلا بالتسبيح والإستغفار. ثالثا : التدرج فقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن المبالغة فى الإجتهاد وعلينا أن نبدأ شيئا فشيئا بالطاعات ، وعلينا أن نتوغل برفق. رابعا : المتابعة عليكى أن تتابعى نفسك فى هذه الطاعات للإمام أبى الحسنات محمد بن عبد الحى اللكنوى كتاب اسمه "اقامة الحجة على أن الإكثار فى التعبد ليس بدعة "وضع فيه قواعد وضوابط فى مسألة الإجتهاد فى الطاعة . أسس وضوابط وقواعد الإجتهاد فى الطاعة : قال الإمام اللكنوى :المجاهدة ورياضة النفس ليست ببدعة ولا منهى عنها شرعا لكن الأمر له شروطه : (1)ألا يجعل من ذلك ملال الخاطر فيفوت التلذذ بالعبادة وحضور القلب (2) ألا يتحمل بذلك على نفسه مشقة لا يمكن له أن يتحملها (3) ألا يفوت بذلك ما هو أهم منه (4)ألا يفوت بذلك حق من حقوق الشرع حق الأهل والأولاد والضيف (5) ألا يكون فى ذلك ابطال للرخص الشرعية لأن الله يحب ان تؤتى رخصه وأخذ النفس بالعزائم دائما خلاف للسنة وتعطيل لأوامرخير البرية صلى الله عليه وسلم (6)ألا يكون فيه إيجاد ما ليس بواجب فى الشرع وتحريم ما ليس محرم شرعا (7)أن يوفى أركان العبادة حظها :فلا يجوز أن يكثر ركعات الصلاة ويصليها كنقر الديك أو يكثر من قراءة القرآن ولا يأتى بأحكام القراءة (8)أن يداوم على طاعة من الطاعات وعبادة من العبادات لا يتركها إلا بعذر (9) ألا يكون إجتهاد مورثا للملال إلى أحد من المسلمين : كأن يجتهد فى قراءة السور الطوال وتمام القرآن فى صلاة الجماعة فإن ذلك يورث ملال المقتدين ويضعف الضعيف ويملل السقيم (10) ألا يكون اجتهاده مورثا لإعتقاده بأن عمله أفضل من عمل النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة نستطيع أن نتعلم فقه المجاهدة فى الطاعات الوصايا لتكونى من المجاهدات : 1-الزمى شأن أخت من الأخوات لتتنافسى معها 2-أخلصى تتخلصى : رددى دائما يارب أرض عنى وعلامة الإخلاص بذل المجهود من الطاعة وحاسبى نفسك 3-أصدقى يصدقك الله : أجعلى نفسك صادقة فى طلب الرضا ولا تشتغلى فى الطاعات ثم بعد ذلك تمتنى " وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ" 4-الغيرة: أقرأى فى كتب السلف فى كتاب " صفوة الصفوة (ذكر المصطفيات من العابدات من أهل المدينة) اجعلى غيرتك ليست فى الدنيا اجعلى غيرتك من أولئك العابدات 5-الحرص على الوقت: أنصحك بسماع محاضرة " لا تضيعى وقتك" وخلاصة القول :علامة المقت ضياع الوقت 6- اشحذى همتك لمجاهدة نفسك بمخالفتها 7-عليكى بالبعد عن بيئة الكسل والركود وابتعدى عن كل شىء يعوقك عن الله عز وجل ارفعى شعار " ولربك فاصبر" من درس " كوني مجاهدة " للشيخ / هاني حلمي
  19. الكنز السابع: ( كنز الألوف ) تقوم بعمل أفضل من ألفي بدنة، ألفي رقبة، ألفي فرس، يُتصدق بها في سبيل الله، يُحمل عليها في سبيل الله، تُعتق في سبيل الله، ماذا تفعل؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم :"من قال: (سبحان الله) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ كان أفضل من مئة بدنة، ومن قال: (الحمد لله) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ كان أفضل من مئة فرس يحمل عليها في سبيل الله، ومن قال: ( الله أكبر) مئة مرة، قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من عتق مئة رقبة، ومن قال: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله، إلا من قال مثل قوله، أو زاد عليه." [حسن،الألباني، صحيح الترغيب،658]. سهلة جدًا، الباقيات الصالحات "سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" فبزيادة لا إله إلا الله، نحن نقول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" فاجعل لا إله إلا الله بكامل الصيغة "لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" تقوله مئة مرة في أذكار الصباح ومائة مرة في أذكار المساء. لو فعلت ذلك في يوم وليلة أي صباحًا ومساءًا، ستكون مائتي بدنة، ففي كل مرة مائة، مضروبة في عشرة يصبح الناتج ألفي بدنة وألفي فرس وألفي رقبة، أرأيت؟ هذه هي المتاجرة مع الله. من درس " كنوز العشر " للشيخ / هاني حلمي
  20. أعظم أيام الدهر |الحج ووظائف العشر|الشيخ /هاني حلمي استمعوا لأعظم أيام الدهر وفيه سنعرف قدر الأيام العشر والبرنامج العملي لأحياء الأيام العشر بالعمل الصالح | حفظ , استماع | ( )
  21. إعرف ما هو الحج وأجره العظيم هيا نستنهض الهمم لنوجد في الأمة معنى من معاني العبودية في غاية الأهمية ، إنه معنى " الاحتساب "... أحبتي في الله .. (1) هل لم تحدث نفسك بالحج ؟؟ هل لا تطمع في أن تخرج من ذنوبك كلها كما ولدت بلا خطايا ؟ تأمل هذا الفضل العظيم : قال صلى الله عليه وسلم" من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه "[ متفق عليه ]. (2) هل تريد أن تفوز الفوز العظيم ، وأن تنعم بالملك الكبير ، وتذوق لذة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مثلها ؟؟ بالتأكيد نعم،، تأمل قوله صلى الله عليه وسلم : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " [ متفق عليه ]. (3) هل لا تحب أن تعيش غنيًا ؟ . فانظر – حفظك الله- لقوله صلى الله عليه وسلم " تابعوا بين الحج والعمرة ، فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد "[ رواه ابن ماجة وصححه الألباني ]. (4) هل تحب أن تكون خير خلق الله في الأرض وتتقرب إلى الله بأفضل الأعمال ؟ فتدبر جوابه صلى الله عليه وسلم لما سئل " أي الأعمال أفضل ؟ فقال " إيمان بالله ورسوله . قيل ثم ماذا ؟ قال " الجهاد في سبيل الله . قيل ثم ماذا ؟ قال الحج المبرور "[ رواه النسائي وصححه الألباني ] (5) وأنت – أختاه- ألا تحبين أن يكتب لك أجر الجهاد في سبيل الله تعالى وتنالي أعلى الدرجات عند رب الأرض والسماء ؟؟ قالت أمنا عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله ! نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال " لكنَّ أفضل الجهاد وأجمله ، حج مبرور ثم لزوم الحصر ( أي القرار في البيوت )". قالت " فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ رواه البخاري ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " جهاد الكبير والصغير والمرأة الحج والعمرة "[رواه النسائي وحسنه الألباني ] (6) ألا تحب أن تتعبد مع كل الكائنات وأن تكون سببا في عبودية الكون لله تعالى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يلبي إلا لبي من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا "[ رواه الترمذي وصححه الألباني ] (7) ألا تحب أن تعتق رقبتك من النار ، وأن تحط عنك الخطايا وتكتب لك الحسنات المضاعفات . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] وقال " لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتبت له بها حسنة" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مسحهما كفارة الخطايا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] (8) ألا تحب القرب من ربك ، والتنعم بنعيم المقربين ( روح وريحان وجنة نعيم ) : قال رسول الله " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول " ما أراد هؤلاء ؟ " [رواه مسلم ] (9) ألا تحب أن تستجاب دعوتك قال صلى الله عليه وسلم : "الحجاج والعمار وفد الله " ... الله أكبر كما قال رسول الله: " الحجاج والعمار وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم " [رواه البزار وحسنه الألباني ] (10) هل يمكن أن ترتضي الحرمان؟ قال الله تعالى في الحديث القدسي " إن عبداً أصححت له جسمه ، ووسعت عليه في معيشته ، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم "[رواه ابن حبان وصححه الألباني ] أحبتي في الله ... كان السلف يحرصون على الحج ، العلماء والخلفاء ، والقادة وغيرهم ، حتى إن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يغزو عاماً ويحج عاماً . وكان بعض الصالحين يتحسر إذا فاته الحج ، ويقول: " لئن سار القوم وقعدنا ، وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون ممن ( كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين) " ..لكن هنا مشكلة ضخمة ، المسلمون مليار ونصف ، والذي يحج قراابة الخمسة أو حتى قل السبعة ملايين ، فماذا يصنع هؤلاء الملايين في موسم الحج ؟؟ هل حرموا ؟ كيف يحرمون هذا كله !!! هل ليس لهم مخرج إذا ضاقت عليهم السبل ، ولم يجدوا زادا ولا راحلة ، لاسيما مع ارتفاع أسعار الحج ؟؟ لا بل لهم مخرج ، من سيحج ومن لن يستطيع )سنحج بإذن الله تعالى كلنا هذا العام بقلوبنا قبل أجسادنا ، .............................................. فاستنهضوا الهمم واللهم بلغنا الحج بقلوبنا . اللهم قد حبسا العذر فلا تحرمنا الأجر
  22. حج بقلبك | الحج ووظائف العشر من ذي الحجه| الشيخ / هاني حلمي قال تعالي: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (27) سورة الحـج أجاب ذلك النداء الخالد بشرٌ من مشارق الأرض ومغاربها جاءوا طلباً لمرضات الله واستجابة لندائه ,,, لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ,,, كلمات تنتزع الفرد من أدران الدنيا لتحلق به في جو عال من الإيمان والروحانية يشعر بذلك من سمعها تخرج من قلوب صادقة وبأصوات مرتفعة كما أمر بها صلى الله عليه وسلم , أخرج الترمذي عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا) . تعال واستمع لدرس "حج بقلبك " - الشيخ هاني حلمي حفظه الله | حفظ , استماع | ( ) 4 صوت
  23. يقول سلمان الفارسي"رضى الله عنه" "لكل امرىٍء جُواني وبراني فمن يُصلح جَوانيه يُصلح الله برانيه، ومن يُفسد جَوانيه يُفسد الله برانيه." إننا ونحن نقدم على زمان عظيم شريف، زمان "العشر الأُول من ذي الحجة" الذي قال فيه النبي :صلى الله عليه وسلم " أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ "[ الألباني - صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1148] وقال صلى الله عليه وسلم فيه أيضًا: " ما من أيَّامٍ العملُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من أيَّامِ العشرِ ، قيل : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال : ولا الجهادُ ، إلَّا رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه, ثمَّ لم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ " [صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2769] هذا الزمان الذي أقسم الله تعالى بلياليه فقال:{وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } [ الفجر: 1-2 ]. هذه العشر التي ذكرها الله عزوجل مفردة في شأن قصة ومواعدة موسى الكليم مع ربه العظيم سبحانه وتعالى:{ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف 142] إننا في أمس الحاجة لعملية شق صدر فنحن نحتاج إلى هذا الغسيل للقلب لاسيما في هذه الأيام أيام المحن والبلايا. وفي الحديث عن أنس بن مالك أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلامان فأخذه ، فصرعه ، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه ، ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني : ظئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره" [ المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:162 ] •نريد أن تكون خطة العشر هذا العام شيئًا مختلفًا عن ما سبق فكل عام نعمل من الخارج إلى الداخل من الصلاة، والصيام، والقيام، وأعمال البر، والإكثار من الذكر ونُلح على هذه المعاني، وهذا أمر عظيم وجليل وجيد، ولكن كفانا هذا الأمر الظاهر الذي لا وزن له في الباطن. نريد أن نعمل بطريقة مختلفة نعمل من القلب إلى الظاهر بمعنى أننا مثلاً نريد ان نزرع في القلب حب، ويقين، وتوكل، واخبات، وإنابة تظهر في صلاة هذا المحب، وهذه المنيبة إلى الله تبارك وتعالى ’’ نريد أن يكون فى هذه العشر أعظم الأعمال أن نغسل هذه القلوب ونستخرج منها حظوظ الشياطين وأنّ نستودع فيها من معاني الإيمان وأعمال القلوب ما يمكن أن يُقام عليه ديننا في العشر وبعدها.‘‘ لابد أن نبدأ من حيث إصلاح هذه القلوب.... ••خطة العشر لهذا العام••: ’’أصلح قلبك من مفسداته‘‘ فمفسدات القلب كثيرة : العوالقواخطرها مسألة العوالق وهى التعلقات بغير الله تبارك وتعالى، فالقلوب تشتتت بأمور كثيرة، فاجلس مع نفسك ولاحظ عندما تكون في صلاة، أو ذكر، أو عند قراءة القرآن، أو عند النوم، أو عند الإستيقاظ، أو عند التعامل بالدرهم والدينار، أو عندما تُوضع في موقف استفزازي، أو عندما ترى مسكينًا وفقيرًا،في مثل هذه المواطن أين تجد قلبك؟ •هل هذا القلب قلب معلق بالله تبارك وتعالى، أم معلق بالشهوات؟ •هل أكبر الهموم حب الله تبارك وتعالى والقرب منه وجواره سبحانه وتعالى؟ هل أكبر الهموم الفردوس الأعلى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم •"إذا سألتُم اللهَ فاسألوه الفِردَوسَ فإنَّها وسطُ الجنَّةِ و أعلاها و فوقَها عرشُ الرَّحمنِ و منها تَفجيرُ أنهارِ الجنَّة"ِ[المحدث:الألباني-الصفحة او الرقم(581)-خلاصة حكم المحدث:صحيح] هل أعظم الهموم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم رفيقنا في الجنة؟ • هل هذه المعاني أكثر ما تُلح عليها ولا القلب مأسور بالشهوات؟ يقول شيخ الإسلام"ابن تيمية" في كلام متين له: ’’كل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزوقوه، أو أن يهدوه، خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية له بقدر ذلك وإن كان في الظاهر أميرًا لهم متصرفًا بهم إلا أنه في الحقيقة أسيرًا لهذه الشهوات، أسير لهذه التعلقات‘‘ فالأسير من أسره هواه وهذا هو خطر التعلق بغير الله. الال العلاج من آفة التعلق نستخدم بلسم حب الله فنزرع في القلب حب الله بالتودد إليه حتى نذوب حبًا له حتى نصل لمعنى الله تبارك وتعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا }[مريم96] فنريد ان نصل إلى هذا المعنى القلبي العالي "حب الله" فكيف يكون هذا عمليًا؟ -يجب ان يمر بالخاطر معاني كثيرة تجاه الله، وهذه نكتسبها من خلال معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أو من خلال تعداد نعم الله عليك حتى تجد لها حلاوة في قلبك وتعداد أوصافه الجميلة فيتعلق القلب بالجميل، ويتعلق القلب بالرحيم، والكريم، والأكرم، والجواد، والمحسن، والمعطي، والمنان، والعفو سبحانه وتعالى هذا كله من الداخل فيظهر خارجيًا بإدمان الذكر فهذا إذن شأن الإيمان فقد وقرت في قلبك هذه المعاني وصدقتها بأعمالك. نريد ذكر محب، لسان لا يفتر عن ذكر الله تبارك وتعالى فلا يكون ذكر روتيني من غير حضور القلب فمثلاً عندما تقول: "لا إله إلا وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير" يكون ذكرك إياها بحب وإحساس فتذوب حبًا حال الذكر فيكون ذكرك ذكر قلب وذكر لسان فيكون هذا العمل الذى يُرجى أن يكون من أثقل الأعمال فى أيام العشر، فمعلوم أن أحب الأعمال في هذه العشر الذكر والتسبيح والتهليل فعندما يشعر القلب باسم الله سوف تظهر "سبحان الله " مختلفة وكذلك "الحمد لله" و"لا إله إلا الله" و"الله أكبر" ستجدهم يظهرون على لسانك بإحساس مختلف. ’’شغل قلبك في العشر... فهذا واجب العشر ...‘‘ الفضول من كل شىءكل شىء زاد عن حده انقلب لضده كالأكل الزيادة، والنوم الزيادة، والكلام الزيادة، والخُلطة الزيادة، والضحك الزيادة وما شابه فذلك الذي يؤدي إلى قسوة القلوب. انظروا إلى المكالمات الهاتفية فكم يكون فيها من الكلام اللغو، وكم من الكلام الذي لا يوضع في ميزان الحسنات، فكم تُضيع من الحسنات ومن الأوقات هذا فقط فى بند المكالمات وما شابه. فالفضول بكل انواعه هو الذي يقسي القلب ...وما العلاج إذن؟ العلاج من آفة الفضول: 1-إن كان فضول كلام: فليكن شعارك { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }[المؤمنون3] فهؤلاء أهل الإيمان فيستحيل أن تكون من أهل الخشوع و أنت من أهل اللغو فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يستقيمُ عبدٌ حتَّى يستقيمَ قلبُهُ ولا يستقيمَ قلبُهُ حتَّى يستقيمَ لسانُهُ "[ الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/823] اغلق لسانك فمن صمت نجا... فما أحق بسجن من لسان كما قال السلف الصالح . 2-إن كان فضول طعام : فإذا صمت هذه الأيام "على التخيير" أن يكون صيامك صيام حق،صيام لا يكون من بعده آفات ولا إشكاليات فليكن صيامك بنية التخلص من فضول الطعام الذي يُورث هذه الهلاكات، وإن لم تصم فينبغي أن يكون هناك تنظيم لطعامك وشرابك لكي تتقوى بذلك بخفة البدن على أداء الطاعات. 3-إن كان فضول نوم: يكون النوم باليسير ادع الله وقل "اللهم اشفني من النوم باليسير "، اجعل قدوتك معاذ بن جبل "رضى الله عنه" عندما كان يقول : "إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي" -أن تُعلق قلبك قبل النوم بالله مع الأخذ بالآداب التي علمنا إياها رسول الله -محتاجين أن نُنشط أنفسنا من خلال هدف حقيقي نعيش له، هدف يستفزنا للإستيقاظ وأن تعتبر هذا واجب أساسي أثناء العشر وفي غيرها لإصلاح قلبك. -اجعل لنفسك عقوبة إذا نمت ساعة زيادة يعني إذا كنت تنام في الغالب من ست إلى سبع ساعات ونمت أكثر من ذلك فاجعل لنفسك عقوبة في اليوم التالي أن تُقلل من ذلك (3)كل أنواع المعاصى كل أنواع المعاصي بطبيعة الحال تُفسِد القلب {كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [ المطففين : 14] وبالتالي لا يقسو القلب بمثل الذنوب ولا يطهُر بمثل الاستغفار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ العبدَ إذا أخطَأَ خَطِيئَةً ، نُكِتَتْ في قلبِه نُكتةٌ سَوداءُ ، فإنْ هو نَزَعَ واسْتغفرَ وتابَ صُقِلَ قلْبُهُ" [ الألباني، صحيح الجامع (1670)] أي: جُلي قلبه عن الصدأ. العلاج من آفة المعاصى: إذًا عبودية من العبوديات الأساسية لو لم تقلهم كل يوم بجرعة مكثفة على قلبك اعلم أن قلبك واعلمي أن قلبكِ عرضة للموت حصن قلبك بالذكر والاستغفار فأكثر وأدمن الاستغفار فليقل كلٌ منا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كسيد الاستغفار وهو قول: " اللَّهمَّ أنتَ ربِّي ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ ، وأبوءُ لَكَ بذَنبي فاغفِر لي ، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ . إذا قالَ حينَ يُمسي فماتَ دخلَ الجنَّةَ - أو : كانَ من أَهْلِ الجنَّةِ - وإذا قالَ حينَ يصبحُ فماتَ من يومِهِ مثلَهُ " [صحيح البخاري (6306)] وقول: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" ليجلو القلب عن صدأه. (4) الإغراق فى الدنيا أظن أن هذه مشكلة المشاكل في زمننا هذا وواقعنا الأليم الناس تلاهوا عن هدفهم حتى ببعض الأمور التي أوهمهم الشيطان أنها في طريق الآخرة، أصبحنا الآن عندنا أكبر المحللين الاستراتيجيين السياسيين في كل بيت والمتابعات المبالغ فيها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس) وعلى الفضائيات وعلى وعلى المبالغ فيها، إذا لم يكن للشيء الذي تتابعه أثر عليك فدعك عنه "وعليك بخاصَّةِ أمرِ نفسِك ، ودعْ عنك أمرَ العامةِ" [الألباني، صحيح أبي داود (4343)] العلاج من آفة الإغراق فى الدنيا -تحتاج أن تتخلص منها وأن تتخلصي منها برفع شعار: ( يا دنيا غري غيري) فهي تغر وتضر ثم تمر، بمعرفة حقيقة الدنيا فهذه الدنيا ما هي إلا: { مَتَاعُ الْغُرُورِ } [ الحديد:20] -نريد أن نتعبد في العشر بالزهد الحقيقي بأن تكون الدنيا في أيدينا ربما ولكنها لا تكون أبدًا في قلوبنا، نريد أن نتعبد في العشر برفع شعار النبي العدنان صلى الله عليه وسلم: " ولَا تَجْعَلِ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا" [صحيح مسلم (2550)] - برفع شعار النبي صلى الله عليه وسلم: " مالي ولِلدُّنيا" [ حسن صحيح، الألباني، السلسلة الصحيحة (438)] "كُن في الدُّنيا كأنَّكَ غَريبٌ أو عابرُ سبيلٍ" [صحيح البخاري (6416)] (5) التواجد فى الأسواق من الأشياء التي تفسد القلب كذلك التواجد في مثل الأسواق وغيرها التي تكثر فيها حديث الدنيا، التواجد في هذه الأماكن والاختلاط بأهل الدنيا واللهو المبالغ فيه هذا كله يفسد على الإنسان قلبه بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فإنَّ كثرةَ الضَّحِكِ تُميتُ القلبَ" [ الألباني، صحيح الجامع (4580)] العلاج من آفة التواجد فى الأسواق المطلوب: أن نأخذ من كل شيء على جهة الاعتدال لا إفراط ولا تفريط، وأن يكون الشخص متحكمًا في نفسه ويستطيع قيادتها متى يسمح لها بشيء من اللهو المباح بشيء من الدعابة بشيء من التبسم الذي كان يصنعه النبي صلى الله عليه وسلم أو حتى بشيء من المزاح الطيب ومتى يتحكم بها ويشد عليها ويطالبها بأن تؤدي ما عليها من الواجبات ويلزمها إياها ويعاقبها إن لم تفعل، هذا هو الذي يصلح حال الإنسان. ما هو الواجب العملى لصلاح القلوب؟ ؟؟؟ ولذلك مطلوب منا بعد أن ذكرنا هذه الخمسة أشياء لكي نصلح قلوبنا ولكي نتعبد لله سبحانه وتعالى بعبودية مختلفة مطلوب منا: أن نرفع شعار: ( المجاهدة الدائمة والمستمرة والتي تصل إلى حد المكابدة) { إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [الإنشقاق: 6]، قال محمد بن المنكدر – وهو من كبار علماء التابعين-: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي إذًا في هذه العشر نرفع شعار كابدت نفسي ولو عشر من ذي الحجة هذه حتى تستقيم من اعوجاجها أصلح قلبك بالمجاهدة عبد الله وأصلحي قلبكِ أمة الله فلا يصح لكِ بحال أن تلقي الله بهذا القلب المليء بالنجاسات نحتاج عمليًا زيارة لقبر والذي لن يستطيع؟ يزور مستشفى والذي لن يستطيع؟ يسمع مواعظ مرققة للقلب عن الموت وعن الاحتضار وعن السكرات لأن هذا من أعظم مصلحات قلب الإنسان نريد واجبًا عمليًا خلال ما قبل العشر أو أثناء العشر أن نسمع مذكرات ومواعظ تصلح هذا القلب من فساده وتثبت الإنسان في هذه الفتن { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [ النساء: 66]، كان سعيد بن جبير – وهو من عباد التابعين ومن علمائهم قتله الحجاج، كان سعيد على حال عجيب فكان يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي نحتاج عمليًا أن ننشط القلب وننشط أنفسنا بذكر الموت بأي طريقة من الطرق التي ذكرتها بسماع المواعظ بزيارة قبور بزيارة مستشفيات في أقسام الحالات الحرجة لكي ننشط أنفسنا ونفيق من هذه الغفلة. حتى يحيا القلب علينا بأن نجالس الصالحين الذين يذكّروننا بالله عز وجلفلاشك أنه لابد للإنسان من صحبة صالحة ولا بد أن يستأنس بهم وإذا كان لا يستطيع رؤيتهم أن يتواصل معهم عن طريق الهاتف ولو لم يجد لا هذا ولا ذاك يقرأ في كتب أحوال الصالحين كـ(سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ) و(صفة الصفوة للإمام ابن الجوزي) و(حلية الأولياء لأبي نُعَيم) ويقرأ في التراجم الموجودة بكثرة الآن عن تراجم السلف لكي يرقق قلبه بذكر الصالحين نحتاج جملة العمل الصالحوهذا واجب العشر (ما من أيام العمل الصالح) جملة العمل الصالح أيًا ما كان هذا العمل، إذًا مالذي نحتاجه هنا؟ فقه العمل الصالح، نحتاج إلى أن نتقرب إلى الله تعالى بالأحب إلى الله بالأفضل عند الله أن نكون من الخيرة التي يختارها الله تبارك وتعالى أي: عندما يقول ال رسول صلى الله عليه وسلم مثلاً: " خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي " [ الألباني، صحيح الترمذي (3895)] المرأة تتعبد المرأة الزوجة في الأيام العشر بأن تكون خير الناس لزوجها فتكون عبودية الوقت بالنسبة لها أن ترضّي قلبه ليكون الله عنها راضٍ " إذا صَلَّتْ المرأةُ خمسَها ، وصامَتْ شَهْرَها ، وحفظَتْ فَرْجَها ، وأَطَاعَتْ زَوْجَها ، قيل لها : ادْخُلِي الجنةَ من أَيِّ أبوابِ الجنةِ شِئْتِ" [ الألباني، صحيح الجامع (660)] إذًا تكابد نفسها وتجاهد لتصل إلى ذلك ولو كان بينها وبين زوجها ما يكون بين الناس ولو كان عندها بعض التحفظات ولو كان زوجها ليس إنسانًا ملتزمًا جدًا لكن تتعبد نفسها بمثل ذلك، الزوج نفس الأمر أن يتعبد لله تعالى بالعمل الصالح بأن يستوصي بزوجته خيرًا كلٌ مننا يبدأ يوسع مجال العمل الصالح يريد أن يكون: " خيركم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَه " [صحيح مسلم، (1905) ] يصبح واجب وقت أن نتعلم القرآن نتعلم فهم القرآن تفسير القرآن وألا يصبح شغلنا الشاغل هو عدد الختمات فقط.. نحتاج لأن نركز جيدا علي موضوع الذكر وقراءة القرآن. من أهم ما يجب المحافظة عليه الأذكار الموظفة لا سيما أذكار الصباح والمساء، والحفاظ على ورد استغفار معين والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم بنية أن يذكرنا الله في الملأ الأعلى ونكثر أيضا من الباقيات الصالحات، كما نهتم ايضا بالحرز من الشيطان بقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو علي كل شيئ قدير" ويكون لها أثر عظيم في الإعانة علي الطاعة لأنها حرز الشيطان ويكتب بها مائة حسنة وتمحي عنك بها مائة خطيئة وكأنك اعتقت عشرة من الرقاب فلعلك تعتق ولا سيما انه يأتي علينا يوم عرفة الذي يعتق الله عز وجل فيه ما لا يعتق في أيام الدهر دواء القلب 1) خلاء بطن: الصيام وقلة الطعام. 2) تدبر القرآن 3) التضرع واللهج بالدعاء لاسيما في أوقات الاسحار والثلث الآخر من الليل. 4) قيام الليل والتهجد :"قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا". 5) مجالسة أهل الخير: أهل الصالحات من الأعمال، أهل الخبر: أهل العلم وأهل الحديث. من درس "في العشر شغل قلبك" للشيخ / هاني حلمي
  24. يقول سلمان الفارسي"رضى الله عنه" "لكل امرىٍء جُواني وبراني فمن يُصلح جَوانيه يُصلح الله برانيه، ومن يُفسد جَوانيه يُفسد الله برانيه." إننا ونحن نقدم على زمان عظيم شريف، زمان "العشر الأُول من ذي الحجة" الذي قال فيه النبي :صلى الله عليه وسلم " أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ "[ الألباني - صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1148] وقال صلى الله عليه وسلم فيه أيضًا: " ما من أيَّامٍ العملُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من أيَّامِ العشرِ ، قيل : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال : ولا الجهادُ ، إلَّا رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه, ثمَّ لم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ " [صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2769] هذا الزمان الذي أقسم الله تعالى بلياليه فقال:{وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } [ الفجر: 1-2 ]. هذه العشر التي ذكرها الله عزوجل مفردة في شأن قصة ومواعدة موسى الكليم مع ربه العظيم سبحانه وتعالى:{ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف 142] إننا في أمس الحاجة لعملية شق صدر فنحن نحتاج إلى هذا الغسيل للقلب لاسيما في هذه الأيام أيام المحن والبلايا. وفي الحديث عن أنس بن مالك أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلامان فأخذه ، فصرعه ، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه ، ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني : ظئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره" [ المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:162 ] •نريد أن تكون خطة العشر هذا العام شيئًا مختلفًا عن ما سبق فكل عام نعمل من الخارج إلى الداخل من الصلاة، والصيام، والقيام، وأعمال البر، والإكثار من الذكر ونُلح على هذه المعاني، وهذا أمر عظيم وجليل وجيد، ولكن كفانا هذا الأمر الظاهر الذي لا وزن له في الباطن. نريد أن نعمل بطريقة مختلفة نعمل من القلب إلى الظاهر بمعنى أننا مثلاً نريد ان نزرع في القلب حب، ويقين، وتوكل، واخبات، وإنابة تظهر في صلاة هذا المحب، وهذه المنيبة إلى الله تبارك وتعالى ’’ نريد أن يكون فى هذه العشر أعظم الأعمال أن نغسل هذه القلوب ونستخرج منها حظوظ الشياطين وأنّ نستودع فيها من معاني الإيمان وأعمال القلوب ما يمكن أن يُقام عليه ديننا في العشر وبعدها.‘‘ لابد أن نبدأ من حيث إصلاح هذه القلوب.... ••خطة العشر لهذا العام••: ’’أصلح قلبك من مفسداته‘‘ فمفسدات القلب كثيرة : العوالقواخطرها مسألة العوالق وهى التعلقات بغير الله تبارك وتعالى، فالقلوب تشتتت بأمور كثيرة، فاجلس مع نفسك ولاحظ عندما تكون في صلاة، أو ذكر، أو عند قراءة القرآن، أو عند النوم، أو عند الإستيقاظ، أو عند التعامل بالدرهم والدينار، أو عندما تُوضع في موقف استفزازي، أو عندما ترى مسكينًا وفقيرًا،في مثل هذه المواطن أين تجد قلبك؟ •هل هذا القلب قلب معلق بالله تبارك وتعالى، أم معلق بالشهوات؟ •هل أكبر الهموم حب الله تبارك وتعالى والقرب منه وجواره سبحانه وتعالى؟ هل أكبر الهموم الفردوس الأعلى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم •"إذا سألتُم اللهَ فاسألوه الفِردَوسَ فإنَّها وسطُ الجنَّةِ و أعلاها و فوقَها عرشُ الرَّحمنِ و منها تَفجيرُ أنهارِ الجنَّة"ِ[المحدث:الألباني-الصفحة او الرقم(581)-خلاصة حكم المحدث:صحيح] هل أعظم الهموم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم رفيقنا في الجنة؟ • هل هذه المعاني أكثر ما تُلح عليها ولا القلب مأسور بالشهوات؟ يقول شيخ الإسلام"ابن تيمية" في كلام متين له: ’’كل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزوقوه، أو أن يهدوه، خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية له بقدر ذلك وإن كان في الظاهر أميرًا لهم متصرفًا بهم إلا أنه في الحقيقة أسيرًا لهذه الشهوات، أسير لهذه التعلقات‘‘ فالأسير من أسره هواه وهذا هو خطر التعلق بغير الله. الال العلاج من آفة التعلق نستخدم بلسم حب الله فنزرع في القلب حب الله بالتودد إليه حتى نذوب حبًا له حتى نصل لمعنى الله تبارك وتعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا }[مريم96] فنريد ان نصل إلى هذا المعنى القلبي العالي "حب الله" فكيف يكون هذا عمليًا؟ -يجب ان يمر بالخاطر معاني كثيرة تجاه الله، وهذه نكتسبها من خلال معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أو من خلال تعداد نعم الله عليك حتى تجد لها حلاوة في قلبك وتعداد أوصافه الجميلة فيتعلق القلب بالجميل، ويتعلق القلب بالرحيم، والكريم، والأكرم، والجواد، والمحسن، والمعطي، والمنان، والعفو سبحانه وتعالى هذا كله من الداخل فيظهر خارجيًا بإدمان الذكر فهذا إذن شأن الإيمان فقد وقرت في قلبك هذه المعاني وصدقتها بأعمالك. نريد ذكر محب، لسان لا يفتر عن ذكر الله تبارك وتعالى فلا يكون ذكر روتيني من غير حضور القلب فمثلاً عندما تقول: "لا إله إلا وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير" يكون ذكرك إياها بحب وإحساس فتذوب حبًا حال الذكر فيكون ذكرك ذكر قلب وذكر لسان فيكون هذا العمل الذى يُرجى أن يكون من أثقل الأعمال فى أيام العشر، فمعلوم أن أحب الأعمال في هذه العشر الذكر والتسبيح والتهليل فعندما يشعر القلب باسم الله سوف تظهر "سبحان الله " مختلفة وكذلك "الحمد لله" و"لا إله إلا الله" و"الله أكبر" ستجدهم يظهرون على لسانك بإحساس مختلف. ’’شغل قلبك في العشر... فهذا واجب العشر ...‘‘ الفضول من كل شىءكل شىء زاد عن حده انقلب لضده كالأكل الزيادة، والنوم الزيادة، والكلام الزيادة، والخُلطة الزيادة، والضحك الزيادة وما شابه فذلك الذي يؤدي إلى قسوة القلوب. انظروا إلى المكالمات الهاتفية فكم يكون فيها من الكلام اللغو، وكم من الكلام الذي لا يوضع في ميزان الحسنات، فكم تُضيع من الحسنات ومن الأوقات هذا فقط فى بند المكالمات وما شابه. فالفضول بكل انواعه هو الذي يقسي القلب ...وما العلاج إذن؟ العلاج من آفة الفضول: 1-إن كان فضول كلام: فليكن شعارك { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }[المؤمنون3] فهؤلاء أهل الإيمان فيستحيل أن تكون من أهل الخشوع و أنت من أهل اللغو فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يستقيمُ عبدٌ حتَّى يستقيمَ قلبُهُ ولا يستقيمَ قلبُهُ حتَّى يستقيمَ لسانُهُ "[ الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/823] اغلق لسانك فمن صمت نجا... فما أحق بسجن من لسان كما قال السلف الصالح . 2-إن كان فضول طعام : فإذا صمت هذه الأيام "على التخيير" أن يكون صيامك صيام حق،صيام لا يكون من بعده آفات ولا إشكاليات فليكن صيامك بنية التخلص من فضول الطعام الذي يُورث هذه الهلاكات، وإن لم تصم فينبغي أن يكون هناك تنظيم لطعامك وشرابك لكي تتقوى بذلك بخفة البدن على أداء الطاعات. 3-إن كان فضول نوم: يكون النوم باليسير ادع الله وقل "اللهم اشفني من النوم باليسير "، اجعل قدوتك معاذ بن جبل "رضى الله عنه" عندما كان يقول : "إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي" -أن تُعلق قلبك قبل النوم بالله مع الأخذ بالآداب التي علمنا إياها رسول الله -محتاجين أن نُنشط أنفسنا من خلال هدف حقيقي نعيش له، هدف يستفزنا للإستيقاظ وأن تعتبر هذا واجب أساسي أثناء العشر وفي غيرها لإصلاح قلبك. -اجعل لنفسك عقوبة إذا نمت ساعة زيادة يعني إذا كنت تنام في الغالب من ست إلى سبع ساعات ونمت أكثر من ذلك فاجعل لنفسك عقوبة في اليوم التالي أن تُقلل من ذلك (3)كل أنواع المعاصى كل أنواع المعاصي بطبيعة الحال تُفسِد القلب {كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [ المطففين : 14] وبالتالي لا يقسو القلب بمثل الذنوب ولا يطهُر بمثل الاستغفار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ العبدَ إذا أخطَأَ خَطِيئَةً ، نُكِتَتْ في قلبِه نُكتةٌ سَوداءُ ، فإنْ هو نَزَعَ واسْتغفرَ وتابَ صُقِلَ قلْبُهُ" [ الألباني، صحيح الجامع (1670)] أي: جُلي قلبه عن الصدأ. العلاج من آفة المعاصى: إذًا عبودية من العبوديات الأساسية لو لم تقلهم كل يوم بجرعة مكثفة على قلبك اعلم أن قلبك واعلمي أن قلبكِ عرضة للموت حصن قلبك بالذكر والاستغفار فأكثر وأدمن الاستغفار فليقل كلٌ منا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كسيد الاستغفار وهو قول: " اللَّهمَّ أنتَ ربِّي ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ ، وأبوءُ لَكَ بذَنبي فاغفِر لي ، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ . إذا قالَ حينَ يُمسي فماتَ دخلَ الجنَّةَ - أو : كانَ من أَهْلِ الجنَّةِ - وإذا قالَ حينَ يصبحُ فماتَ من يومِهِ مثلَهُ " [صحيح البخاري (6306)] وقول: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" ليجلو القلب عن صدأه. (4) الإغراق فى الدنيا أظن أن هذه مشكلة المشاكل في زمننا هذا وواقعنا الأليم الناس تلاهوا عن هدفهم حتى ببعض الأمور التي أوهمهم الشيطان أنها في طريق الآخرة، أصبحنا الآن عندنا أكبر المحللين الاستراتيجيين السياسيين في كل بيت والمتابعات المبالغ فيها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس) وعلى الفضائيات وعلى وعلى المبالغ فيها، إذا لم يكن للشيء الذي تتابعه أثر عليك فدعك عنه "وعليك بخاصَّةِ أمرِ نفسِك ، ودعْ عنك أمرَ العامةِ" [الألباني، صحيح أبي داود (4343)] العلاج من آفة الإغراق فى الدنيا -تحتاج أن تتخلص منها وأن تتخلصي منها برفع شعار: ( يا دنيا غري غيري) فهي تغر وتضر ثم تمر، بمعرفة حقيقة الدنيا فهذه الدنيا ما هي إلا: { مَتَاعُ الْغُرُورِ } [ الحديد:20] -نريد أن نتعبد في العشر بالزهد الحقيقي بأن تكون الدنيا في أيدينا ربما ولكنها لا تكون أبدًا في قلوبنا، نريد أن نتعبد في العشر برفع شعار النبي العدنان صلى الله عليه وسلم: " ولَا تَجْعَلِ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا" [صحيح مسلم (2550)] - برفع شعار النبي صلى الله عليه وسلم: " مالي ولِلدُّنيا" [ حسن صحيح، الألباني، السلسلة الصحيحة (438)] "كُن في الدُّنيا كأنَّكَ غَريبٌ أو عابرُ سبيلٍ" [صحيح البخاري (6416)] (5) التواجد فى الأسواق من الأشياء التي تفسد القلب كذلك التواجد في مثل الأسواق وغيرها التي تكثر فيها حديث الدنيا، التواجد في هذه الأماكن والاختلاط بأهل الدنيا واللهو المبالغ فيه هذا كله يفسد على الإنسان قلبه بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فإنَّ كثرةَ الضَّحِكِ تُميتُ القلبَ" [ الألباني، صحيح الجامع (4580)] العلاج من آفة التواجد فى الأسواق المطلوب: أن نأخذ من كل شيء على جهة الاعتدال لا إفراط ولا تفريط، وأن يكون الشخص متحكمًا في نفسه ويستطيع قيادتها متى يسمح لها بشيء من اللهو المباح بشيء من الدعابة بشيء من التبسم الذي كان يصنعه النبي صلى الله عليه وسلم أو حتى بشيء من المزاح الطيب ومتى يتحكم بها ويشد عليها ويطالبها بأن تؤدي ما عليها من الواجبات ويلزمها إياها ويعاقبها إن لم تفعل، هذا هو الذي يصلح حال الإنسان. ما هو الواجب العملى لصلاح القلوب؟ ؟؟؟ ولذلك مطلوب منا بعد أن ذكرنا هذه الخمسة أشياء لكي نصلح قلوبنا ولكي نتعبد لله سبحانه وتعالى بعبودية مختلفة مطلوب منا: أن نرفع شعار: ( المجاهدة الدائمة والمستمرة والتي تصل إلى حد المكابدة) { إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [الإنشقاق: 6]، قال محمد بن المنكدر – وهو من كبار علماء التابعين-: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي إذًا في هذه العشر نرفع شعار كابدت نفسي ولو عشر من ذي الحجة هذه حتى تستقيم من اعوجاجها أصلح قلبك بالمجاهدة عبد الله وأصلحي قلبكِ أمة الله فلا يصح لكِ بحال أن تلقي الله بهذا القلب المليء بالنجاسات نحتاج عمليًا زيارة لقبر والذي لن يستطيع؟ يزور مستشفى والذي لن يستطيع؟ يسمع مواعظ مرققة للقلب عن الموت وعن الاحتضار وعن السكرات لأن هذا من أعظم مصلحات قلب الإنسان نريد واجبًا عمليًا خلال ما قبل العشر أو أثناء العشر أن نسمع مذكرات ومواعظ تصلح هذا القلب من فساده وتثبت الإنسان في هذه الفتن { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [ النساء: 66]، كان سعيد بن جبير – وهو من عباد التابعين ومن علمائهم قتله الحجاج، كان سعيد على حال عجيب فكان يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي نحتاج عمليًا أن ننشط القلب وننشط أنفسنا بذكر الموت بأي طريقة من الطرق التي ذكرتها بسماع المواعظ بزيارة قبور بزيارة مستشفيات في أقسام الحالات الحرجة لكي ننشط أنفسنا ونفيق من هذه الغفلة. حتى يحيا القلب علينا بأن نجالس الصالحين الذين يذكّروننا بالله عز وجلفلاشك أنه لابد للإنسان من صحبة صالحة ولا بد أن يستأنس بهم وإذا كان لا يستطيع رؤيتهم أن يتواصل معهم عن طريق الهاتف ولو لم يجد لا هذا ولا ذاك يقرأ في كتب أحوال الصالحين كـ(سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ) و(صفة الصفوة للإمام ابن الجوزي) و(حلية الأولياء لأبي نُعَيم) ويقرأ في التراجم الموجودة بكثرة الآن عن تراجم السلف لكي يرقق قلبه بذكر الصالحين نحتاج جملة العمل الصالحوهذا واجب العشر (ما من أيام العمل الصالح) جملة العمل الصالح أيًا ما كان هذا العمل، إذًا مالذي نحتاجه هنا؟ فقه العمل الصالح، نحتاج إلى أن نتقرب إلى الله تعالى بالأحب إلى الله بالأفضل عند الله أن نكون من الخيرة التي يختارها الله تبارك وتعالى أي: عندما يقول ال رسول صلى الله عليه وسلم مثلاً: " خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي " [ الألباني، صحيح الترمذي (3895)] المرأة تتعبد المرأة الزوجة في الأيام العشر بأن تكون خير الناس لزوجها فتكون عبودية الوقت بالنسبة لها أن ترضّي قلبه ليكون الله عنها راضٍ " إذا صَلَّتْ المرأةُ خمسَها ، وصامَتْ شَهْرَها ، وحفظَتْ فَرْجَها ، وأَطَاعَتْ زَوْجَها ، قيل لها : ادْخُلِي الجنةَ من أَيِّ أبوابِ الجنةِ شِئْتِ" [ الألباني، صحيح الجامع (660)] إذًا تكابد نفسها وتجاهد لتصل إلى ذلك ولو كان بينها وبين زوجها ما يكون بين الناس ولو كان عندها بعض التحفظات ولو كان زوجها ليس إنسانًا ملتزمًا جدًا لكن تتعبد نفسها بمثل ذلك، الزوج نفس الأمر أن يتعبد لله تعالى بالعمل الصالح بأن يستوصي بزوجته خيرًا كلٌ مننا يبدأ يوسع مجال العمل الصالح يريد أن يكون: " خيركم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَه " [صحيح مسلم، (1905) ] يصبح واجب وقت أن نتعلم القرآن نتعلم فهم القرآن تفسير القرآن وألا يصبح شغلنا الشاغل هو عدد الختمات فقط.. نحتاج لأن نركز جيدا علي موضوع الذكر وقراءة القرآن. من أهم ما يجب المحافظة عليه الأذكار الموظفة لا سيما أذكار الصباح والمساء، والحفاظ على ورد استغفار معين والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم بنية أن يذكرنا الله في الملأ الأعلى ونكثر أيضا من الباقيات الصالحات، كما نهتم ايضا بالحرز من الشيطان بقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو علي كل شيئ قدير" ويكون لها أثر عظيم في الإعانة علي الطاعة لأنها حرز الشيطان ويكتب بها مائة حسنة وتمحي عنك بها مائة خطيئة وكأنك اعتقت عشرة من الرقاب فلعلك تعتق ولا سيما انه يأتي علينا يوم عرفة الذي يعتق الله عز وجل فيه ما لا يعتق في أيام الدهر دواء القلب 1) خلاء بطن: الصيام وقلة الطعام. 2) تدبر القرآن 3) التضرع واللهج بالدعاء لاسيما في أوقات الاسحار والثلث الآخر من الليل. 4) قيام الليل والتهجد :"قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا". 5) مجالسة أهل الخير: أهل الصالحات من الأعمال، أهل الخبر: أهل العلم وأهل الحديث. من درس "في العشر شغل قلبك" للشيخ / هاني حلمي
  25. ومع ثاني يوم من العشر استمر في عبودياتك القلبية الجديدة فاجعل عبودياتك من الداخلللخارج من الحب واليقين والتوكل وحسن الظن والإنابة والإخبات وغيرها من عبادات قلبية إلى الصلاة والذكر والصيام والصدقة وكل عبادتك فعندما تعمل من الداخل للخارج سيكون للعبادة طعم آخر وتكون يسيرة عليك بعون الله بل تريد الإستزادة من القرب والود وشعارك بس ترضى يارب فإليكم ما يساعدكم على أن تكون العبادات من الداخل للخارج كما أوصى الشيخ / هاني حلمي في مقطع "خطة العشر لعام 1434" بأن نسمع تلك المحاضرات التي تساعدنا في عبوديات القلب وهي:: فما ظنكم برب العالمين عطشان حنان ربنا فرحان بربنا حسن الرجاء جرعة أمل آه ممكن !! فهيا استمع واستشعر عبوديات قلبية هي جوهر ووقود حياتك لرب العالمين وإليكم ملخص للمقطع من هنا استمر في عبودياتك القلبية واعمل من الداخل للخارج
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..