-
عدد المشاركات
922 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
14
كل منشورات العضو نودة
-
رسالة إلى مبتلى | الشيخ / هاني حلمي رســالة إلى كل مبتلى , رســالة إلى كـل مريض , إلى كل من فقد حبيب او غالى , إلى كل من تأخر زواجها , إلى كل من لديه ضيق فى الرزق ... رســالة أوجهها إليكــم جميعاً. قال تعالى " إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً " ( الإنسان:2) " الكـل يُبتلى ... و لكن هناك من سيفهم عن الله حكمة البلاء و سيهون الأمر عليه .. و هناك من يجزع و يسخط فيخسر رضا الله عليه . هوّن على نفســك أخى المُبتلى فكلنا والله ذلك الرجل . فإن كـل شيئ فى الحياة يبدأ صغيراً ثم يكبر.. إلا البلاء فإنه يبدأ كبيراً ثم يصغر . قال محمد بن شبرمة " إذا أصابك البلاء فقل : سحابة صيف ثم تنقشع " النبى صلى الله عليه و سلم قال " من يتصبر يُصبِره الله " ----> إزاى نتصبــر ؟؟ هقولكــم على 14 عنصــر لو دخلوا قلبك خلاااص هتدوق معنى الراحة و السعادة فى حياتك .. هات ورقة و قلـم و اكتبهم معايا . مع درس "رسالة إلى مبتلى" | حفظ , استماع | ( ) | حفظ , استماع | ( )
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا تنتقم لنفسك، وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله لا تنتقم لنفسك ، وإنما اجعل الانتصار حين يصيبك البغي وتنتهك محارم الله فلا تغضب لنفسك ، وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله . ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " [ الفرقان :63] إذا سبك أحد أو استفزك فترفع عن مجاراته ، وخف أن تقع في العقوبة حين الجواب ، وإنما يزيد سفاهة فتزيد حلمًا . وتذكر أنه صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط ، فتعود من اليوم على كظم الغيظ فاشغل نفسك بالأهم ودع عن سفاهة السفهاء ، والحلم وتجنب الغضب بأن تعيش لربك لا لنفسك ، وأن تدع ربك يدبر لك ، ويدرأ عنك ، ويدافع عنك . الجم لسانك ، ونفس طاقة الغضب في الغيرة لله تعالى . فإنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تغضب " [ رواه البخاري ] وأبشر بمحبة الرحمن يا كاظم الغيظ : قال تعالى : " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [آل عمران :133-134] وبالحور الحسان : قال صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء " [رواه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الألباني ] أسأل الله تعالى أن يصبرنا ويزينا بالحلم وعدم الغضب من وصايا الشيخ / هاني حلمي تابعوا المزيد من الوصايا من هنا
-
الأحبة في الله تعالى .. هذه هي البداية الحقيقية ، فهي سنة الله التي لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا . كونوا على حال قوم يونس : "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ " قال سعيد بن جبير : فَلَمَّا صَحَّتْ تَوْبَتُهُمْ رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ . اللهم تب علينا توبة ترضى بها عنا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مسلمون.
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنطلاقة "حملة سأترك معصيتي لتنجو بلادي" يتبنى الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ /هاني حلمي حملة "سأترك معصيتي لتنجو بلادي" انطلاقاً من قوله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) وقوله تعالى : (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) وقوله تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، سنبدأ بإصلاح أنفسنا. فليحدِّث كل واحد منا نفسه في ذنب يصر عليه منذ زمن مثل: ترك صلاة الفجر،تأخير الصلوات، هجر القرآن، النظر إلى محرم، عقوق الوالدين، الغيبة، الرشوة، الظلم، ... وغيرها. فيعاهد الله سبحانه ويترك هذا الذنب حتى يُفرِّج الله عز وجل عن بلدنا. فلو ترك كل واحد منا ذنباً واحداً مصراً عليه وقال في نفسه (معصيتي هي سبب في محنة بلدي) وأشهد الله على تركها نصرة للشهداء والجرحى والأطفال والشيوخ والمنكوبين فإن الله سبحانه سيفرج عنا عندما يرانا قد اتفقنا وعاهدناه وصدقناه. فما نزل بلاء الا بذنب ولا يرفع الا بتوبة . رجاءا انشروها لعل الله يفرج بها كربتنا ومن هنا انطلقت الحملة وبفضل الله كانت الإستجابة عالية جدا فمهما كانت أخطاءك .. خليك فاكر إن ربك يريد أن يتوب عليك " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا " [ النساء : 27-28 ] حتتوب من إيه النهاردة . من الكلام في سيرة الناس ( الغيبة )من الألفاظ اللي مش كويسة اللي ساعات بتيجي على لسانك . من الكراهية والبغضاء ( اللي النبي صلى الله عليه وسلم سماها الحالقة للدين يعني اللي بتنسف دينك تماما ) من الكبر والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين . من أكل المال الحرام أو من شبهة . من المواقع والصور الإباحية والغرق في وحل الشهوات .. من إيه ولا إيه ؟ خد قرار النهاردة وابتدي صحح مسارك مع ربنا علشان نعيش كلنا في بلد آمن " رب اجعل هذا البلد آمنا " تابعنا وسنأخذ بإيدك خطوة خطوة واحنا بنتكلم معاك عن ذنب ذنب وكيف تتخلص منه فقد جاءت لك الفرصة فهيا انتهزها لانريد الحملة مجرد حماسة وقتيه بل حماسه>>يتبعها قرار>>يتبعها خطة>>يتبعها تنفيذ>>يتبعها ثبات وكل هذا مفتاحه الإستعانه بالله هيا شارك وانشر في كل مكان وتابعنا مع ذنب ذنب وكيف تتوب منه قائمة الذنوب تيجي نتوب من التنازع والتشاحن!!! تيجي نتوب من عدم إتقان العمل وتحسينه!!!
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلام يكتب بماء الذهب ...بلسم للقلوب المجروحة يقول ابن الجوزي - رحمه الله - من أراد أن يعلم حقيقة الرضا عن الله عز وجل في أفعاله ، وأن يدري من أين ينشأ الرضا فليتفكر في أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإنه لما تكاملت معرفته بالخالق سبحانه ، رأى أنَّ الخالق مالك ، و للمالك التصرف في مملوكه ، و رآه حكيما لا يصنع شيئا عبثا ، فسلم تسليم مملوك لحكيم ، فكانت العجائب تجري عليه ، و لا يوجد منه تغير ، و لا من الطبع تأفف ، و لا يقول بلسان الحال : لو كان كذا ، بل يثبت للأقدار ثبوت الجبل لعواصف الرياح . هذا سيد الرسل صلى الله عليه وسلم بعث إلى الخلق وحده ، والكفر قد ملأ الآفاق ، فجعل يفر من مكان إلى مكان ، و استتر في دار الخيزران ، و هم يضربونه إذا خرج ، و يدمون عقبه ، و شق السلى على ظهره ، و هو ساكت ساكن . ثم يعدد " آلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم " حتى يقول : "هذا شيء ما قدر على الصبر عليه كما ينبغي نبي قبله ، و لو ابتليت به الملائكة ما صبرت " [صيد الخاطر : ص 295 ] . قولوا : نحن له عبيد يفعل بنا ما يريد . واثبتوا ثبات الجبال لعواصف الرياح . وأكثروا من الدعاء : " أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات و الأرض و أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة أن يحل علي غضبك أو ينزل علي سخطك و لك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة إلا بك " وإن شاء الله سننشر تباعا : كتيب " آلام الرسول صلى الله عليه وسلم " لعلها تكون سلوى لكل المجروحين والمبتلين في هذه المحن . ... فتابعونا
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ورد في صحيح البخاري رحمه الله (رقم/4563) أن تلك الكلمة كانت على لسان أولي العزم من الرسل ، قالها إبراهيم عليه السلام في أعظم محنة ابتلي بها حين ألقي في النار ، وقالها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة المشركين في " حمراء الأسد ". عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ : قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) رواه البخاري فتأمل أكثر معاني الدعاء وألجأ إلى الله واعتصم به الركن الشديد وثق بربك مهما اشتد الكرب" حسبي الله ونعم الوكيل " من أعظم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة ، ويمكننا تفصيل الحديث عن هذا الدعاء في المطالب الآتية : أولا : دليل مشروعيته وردت مشروعيته في القرآن الكريم في حكاية الله عز وجل عن الصحابة الكرام في أعقاب معركة أُحُد ، في " حمراء الأسد "، وذلك حين خوَّفهم بعضُ المنافقين بأن أهل مكة جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم ، وأخذوا يثبِّطون عزائمهم ، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بوعد الله ، وتمسكا بالحق الذي هم عليه ، فقالوا في جواب جميع هذه المعركة النفسية العظيمة : حسبنا الله ونعم الوكيل . يقول عز وجل : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) آل عمران/172-174. بل ورد في صحيح البخاري رحمه الله (رقم/4563) أن تلك الكلمة كانت على لسان أولي العزم من الرسل ، قالها إبراهيم عليه السلام في أعظم محنة ابتلي بها حين ألقي في النار ، وقالها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة المشركين في " حمراء الأسد ". عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ : قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) ثانيا : معنى هذا الدعاء يقول العلماء إن معنى : حسبنا الله : أي الله كافينا ، فالحسب هو الكافي أو الكفاية ، والمسلم يؤمن بأن الله عز وجل بقدرته وعظمته وجلاله يكفي العبد من كل ما أهمه وأصابه ، ويرد عنه بعظيم حوله كل خطر يخافه ، وكل عدو يسعى في النيل منه . وأما معنى : ( نعم الوكيل )، أي : أمدح من هو قيِّم على أمورنا ، وقائم على مصالحنا ، وكفيل بنا ، وهو الله عز وجل ، فهو أفضل وكيل ؛ لأن من توكل على الله كفاه ، ومن التجأ إليه سبحانه بصدق لم يخب ظنه ولا رجاؤه ، وهو عز وجل أعظم من يستحق الثناء والحمد والشكر لذلك . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " أي : الله وحده كافينا كلَّنا " انتهى من " منهاج السنة النبوية " (7/204) ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ( حَسْبُنَا ) أي : كافينا في مهماتنا وملماتنا ، ( وَنِعْمَ الْوَكِيل ) إنه نعم الكافي جل وعلا ، فإنه نعم المولى ونعم النصير . ولكنه إنما يكون ناصرا لمن انتصر به واستنصر به ، فإنه عز وجل أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، فإذا اتجه الإنسان إليه في أموره أعانه وساعده وتولاه ، ولكن البلاء من بني آدم ، حيث يكون الإعراض كثيرا في الإنسان ، ويعتمد على الأمور المادية دون الأمور المعنوية " انتهى من " شرح رياض الصالحين " (1/542) وانظر جواب السؤال رقم : (11184) ثالثا : فضل هذا الدعاء . هو من أعظم الأدعية فضلا ؛ وأعلاها مرتبة ، وأصدقها لهجة ؛ لأنه يتضمن حقيقة التوكل على الله عز وجل ، ومَن صَدَق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له الكفاية المطلقة ، الكفاية من شر الأعداء ، والكفاية من هموم الدنيا ونكدها ، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل له بسببها ما يريده ، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس ، فهي اعتراف بالفقر إلى الله ، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس . ومع ذلك ، فننبه إلى أنه لم يرد في حديث خاص أن من قالها كان له من الأجر كذا وكذا ، لكن قول الله سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/3، ؛ دليل على أن من توكل على الله حق التوكل ، وعده الله سبحانه أن يكفيه ما أهمه ، ويكون حسيبه وحفيظه ، فلا يحتاج إلى شيء بعده ، وكفى بذلك فضلا وثوابا ؛ فإن من كفاه الله سَعِدَ في الدنيا والآخرة بقدرة الله وعزته وحكمته ، ولذلك قال تعالى في الآية الأخرى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال/49، بل كان جزاء المؤمنين في أعقاب " أُحُد " حين قالوا هذه الكلمة أن رجعوا بفضل الله عز وجل وكرامته وحفظه : ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) آل عمران/174. ينظر: " زاد المعاد " (2/330) رابعا : مواضع مناسبة الدعاء بـ " حسبنا الله ونعم الوكيل " يناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف ، وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة ، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين . وقد ورد في ذلك حديث ضعيف جدا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذا وَقَعْتُمْ فِي الأَمْرِ العَظِيمِ فَقُولوا : حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ ) رواه ابن مردويه ، انظر " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (رقم/7002). وأفضل حالا منه حديث يرويه سَيْف ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) رواه أبوداود (رقم/3627) . والحديث ضعيف أيضا ، ضعفه العلماء بسبب جهالة سيف ، قال النسائي : سيف لا أعرفه . كما في " السنن الكبرى " (6/160) وإن كان العجلي قال فيه : شامي تابعي ثقة ، ولكن العلماء لا يعتمدون على توثيق العجلي ، وضعفه الألباني في " ضعيف أبي داود ". ولكن معناه صحيح ، تشهد له الأحاديث الصحيحة الواردة في الباب ، منها حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمْ : قُولُوا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا )رواه الترمذي (رقم/2431) وقال : هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه هذا الحديث عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وصححه الألباني في " صحيح الترمذي "، وفي " السلسلة الصحيحة " (رقم/1079) ولذلك بوب النسائي على هذا الدعاء بقوله : " مَا يَقُول إذا خَافَ قوما " انتهى من " عمل اليوم والليلة " (ص/392) وذكره ابن القيم رحمه الله في " الفصل التاسع عشر في الذكر عند لقاء العدو ومن يخاف سلطاناً وغيره " انتهى من " الوابل الصيب " (ص/114) ونلاحظ مما سبق أن هذا الدعاء يمكن أن يقال في مواجهة المسلم الظالم ، وليس فقط الكافر ، كما يمكن أن يلجأ إليه المهموم أو المكروب أو الخائف بسبب تعدي أحد المسلمين . وأما الظالم الذي قيل في حقه هذا الدعاء فليس له إلا التوبة الصادقة ، وطلب العفو ممن ظلمهم وانتهك حقوقهم ، ورد المظالم إلى أهلها ؛ وإلا فإن الله عز وجل سيكون خصمه يوم القيامة ، وغالبا ما يعجل له العقوبة في الدنيا ، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
-
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=4521
-
واجب الوقت : التوبة من آفاتنا . نحتاج أن نتوب كل يوم من شيء لنستدفع عنا وعن بلادنا العذاب ، ربنا اكشف عنا العذاب . فمن ذلك : التوبة من اتباع الهوى وإعجاب كل واحد برأيه فقط . قال الأوزاعيّ- رحمه اللّه تعالى-: «قال إبليس لأوليائه: من أيّ شيء تأتون بني آدم؟ فقالوا: من كلّ شيء. قال: فهل تأتونهم من قبل الاستغفار؟ فقالوا: هيهات، ذاك شيء قرن التّوحيد، قال: لأبثّنّ فيهم شيئا لا يستغفرون اللّه منه؛ قال: فبثّ فيهم الأهواء . [ سنن الدارمي (1/ 103) رقم (308) ] هل تراجع نفسك كثيرا ؟ هل تشعر أنك تحتكر الحق وحدك ؟ هل تشعر أن رأيك أفضل من رأي غيرك دائما ؟ ألا تخاف من قوله تعالى : " قل هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف:103-104] ولذلك تعهد إبليس أن ينشر في البشر اتباع الأهواء حتى يرى الواحد منهم نفسه على الحق، فلماذا يستغفر؟ فيستمر؛ لكن لو أنَّ إبليس اكتفى بإيقاع الناس في الزنا والخمر والربا فقط فإن الناس سيعرفون أنها حرام، وقد يوفق أناس للتوبة، لكن إذا أوقعهم في البدع والأهواء فكل واحد يرى نفسه على صواب فلا يستغفر، إذا نصحته يقول: استغفر لنفسك أنت! هيا ادع الله تعالى : اللهم اهدنا ويسر لنا الهدى وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وارزقنا السداد والرشاد . والآن استغفر مما علمت ومما لم تعلم .
-
قبل ما تفرح أو تشارك أو تحرض على قتل أخوك المسلم>>اعرف عقوبة الأمر عرف الناس أكثر عن حرمة الدماء وعن عقوبة التحريض والمشاركة فيه عرف جيرانك وأهلك لا تكتفي فقط بالنشر على النت يوجد فعلا من لا يعرف وإذا ذُكر تذكر ورجع وخاف من العقوبة بأن يذهب لله عز وجل و هو مشارك في قتل أخوه المسلم او الفرح بقتله عرفهم وقولهم بأسلوب بسيط فهمهم عقوبة ذلك الأمر عرف كل من حولك وقم بدورك بالفعل وقبل ما تخبرهم اعرف أنت أكثر عن حرمة الدماء وحرمة مجرد الإشارة بالسلاح عن النبي صلى الله عليه وسلم :أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة) الراوي: أنس بن مالك المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 38 خلاصة حكم المحدث: صحيح و النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لَزَوَالُ الدنيا أهونُ على اللهِ مِن قتلِ رجلٍ مسلمٍ. ) الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1395 خلاصة حكم المحدث: [روي] موقوفا وهو أصح وقال صلى الله عليه وسلم (ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأكبَّهُم اللهُ في النَّارِ ) . الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1398 خلاصة حكم المحدث: صحيح و روى أبو داود والضياء في المختارة عن عبادة بن الصامت قال ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ) . ومعنى اغتبط: فرح, ومعنى لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا : أي لايقبل منه نافلة ولا فريضة. ويقول الله عزوجل: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) . الأحاديث التي ترهب من قتل المسلم : إن المسلم ثقيل في ميزان الله -عزوجل- وحرمة دمه عظيمة, ولذا فأول شئ يحكم فيه يوم القيامة هو الدماء, ففي الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنهما: 1- أول ما يقضى بين الناس في الدماء -يعني يوم القيامة-. عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله سائل فقال يا أبا العباس هل للقاتل من توبة فقال ابن عباس كالمعجب من شأنه ماذا تقول فأعاد عليه مسألته فقال ماذا ؟ تقول مرتين أو ثلاثا قال ابن عباس سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله عز وجل للقاتل تعست ويذهب به إلى النار رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له 3-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال الله بينه وبينه . [ رواه الطبراني ورواته ثقات ] 4- وفي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار ) قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول? قال: ( إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) ، وهذا دليل صحيح على أن المرء مؤاخذ بنيته إذا بلغت حد العزم وأن العازم على المعصية يأثم. ومعنى كان حريصا : أي جازما مصمما عليه فلم يقدر عليه فكان كالقاتل لأنه في الباطن قاتل, فكل منهما ظالم معتد ولا يلزم من كونهما في النار أنهما في مرتبة واحدة, فالقاتل يعذب على القتال والقتل والمقتول يعذب على القتال فقط. 5- روى النسائي والضياء في المختارة عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) زوال الدنيا: انمحاؤها واندثارها, قال ابن العربي: ( ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق فكيف بقتل الآدمي, فكيف بالمسلم? ). 6- وثبت عن ابن عمر أنه قال لمن قتل عاملا بغير حق : ( تزود من الماء البارد فإنك لا تدخل الجنة ). 7- وقد روى البخاري عن ابن عمر: ( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله ) . 8- وروى الطبراني والضياء عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة ) . 9- وقد روى أبو دواد وابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا ) . 10-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالُ المؤمنُ في فسحةٍ من دينِه ، ما لم يصبْ دمًا حرامًا الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6862 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 2441 - ( صحيح لغيره ) وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه" اللفظ لابن ماجه .من صحيح الترغيب والترهيب للألباني رحمه الله 2448 - ( صحيح لغيره ) ورواه فيه أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجيء المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دما عند ذي العزة فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني فيقول فيم قتلته قال: قتلته لتكون العزة لفلان. قيل: هي لله" .من صحيح الترغيب والترهيب للألباني رحمه الله 2451 - ( حسن لغيره ) وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار عنيد ومن جعل مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم" رواه أحمد والبزار ولفظه: "تخرج عنق من النار تتكلم بلسان طلق ذلق لها عينان تبصر بهما ولها لسان تتكلم به فتقول إني أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبمن قتل نفسا بغير نفس فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام وفي إسناديهما عطية العوفي ورواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح وقد روي عن أبي سعيد من قوله موقوفا عليه من صحيح الترغيب والترهيب للألباني رحمه الله 2436 - (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قيل : يا رسول الله وما هن؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. حرمة الإشارة بالسلاح : ورد في الحديث الصحيح الذي رواه النسائي وأبو دواد والطيالسي عن أبي بكرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أشار الرجل على أخيه بالسلاح فهما على جرف جهنم فإذا قتله وقعا فيها جميعا ) . الراوي: نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 439 خلاصة حكم المحدث: صحيح الحديث الثاني: ( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان أن ينزع في يده فيقع في حفرة من النار ). الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2617 خلاصة حكم المحدث: صحيح
-
وقفة مع الاستدراج : إذا نزلت النقم وحلت البلايا من بعد النعم فاعلم أنَّ ذلك بسبب عدم شكران قال الله تعالى :" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " [ إبراهيم :7 ] إذا وجدت انفسك في غفلة وشرود ، وتعصي ولا تتوب ، ثم تجد النعم تتوالى عليك فاحذر فأنت مستدرج ، وستفجأك المصيبة ، نعوذ بالله من فجأة النقم . قال صلى الله عليه وسلم : إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب و هو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج . [ رواه الطبراني وصححه الألباني] وقد قال الله " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " [القلم :44 ] قال الإمام أحمد : سمعت أبا معاق النحوي يقول : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال : أظهر لهم النعمة و أنساهم الشكر . [ شعب الإيمان (4/128) ] إذا كان الناس اليوم يعيشون بلا أمان ، وإذا كان القلق والخوف والحزن والاضطراب هو لسان الحال ، فاستغفر ربك من ذنب " كفران النعم " والهج بالحمد . جمعها موسى عليه السلام حين قال : " قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِين " وحينما خرج من مصر خائفًا يترقب فقال :" رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " فجاءته البشرى على لسان العبد الصالح في مدين : "قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
-
رسائل النصرة في وقت المحنة (4) فهم أسرار الابتلاء . بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . أما بعد .. أحبتي في الله . من واجبات الوقت في المحنة العاصفة بنا في هذه الأيام أن نفهم عن الله تعالى ، وأن نتزود بزاد الإيمان اللازم ، وتذكروا أن الله قال : " وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " [النحل :127-128 ] فالمكر والكيد والخداع الكثير في هذه الأيام لن يستدفع إلا بزاد التقوى والإحسان ، لا بالسباب والهمز واللمز وقذف الناس وتخوين هذا وذاك ، والانشغال بهذه الصراعات ، نعوذ بالله من الخذلان ، والله كلما سمعت شيئا من هذا ، أعرف أنَّ النصر لن يأتي مع هذه الآفات القلبية واللسانية الخطيرة في الصف المسلم ، بل سنبتلى وسنؤتى من قبل آفات نفوس مستشرية نسأل الله العفو والعافية . فيا أحبتي في الله .. بالله لا تتناقلوا قول الشيخ فلان في فلان ، ولا تجاوزات هذا أو ذاك ، وأجمعوا قلوبكم على التضرع واستمطار الرحمات ، وقوموا بأدوار بناءة في خدمة قضية الإسلام بعيدا عن صراعات الصف التي أودت بنا إلى الهاوية السحيقة التي نحن فيها . أحبتي .. تأملوا أسرار الابتلاء ، ولكم هذا السر العظيم في تدبر قول الله تعالى : { وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأعراف:154] قال ابن القيم – رحمه الله -: " تمحيص ما في قلوب المؤمنين: هو تخليصه وتنقيته وتهذيبه، فإن القلوب يخالطها بغلبات الطبائع وميل النفوس وحكم العادة وتزيين الشيطان واستيلاء الغفلة ما يضاد ما أودع فيها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى، فلو تركت في عافية دائمة مستمرة لم تتخلص من هذه المخالطة ولم تتمحص منه، فاقتضت حكمة العزيز أن قيض لها من المحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء، إن لم يتداركه طبيبه بإزالته وتنقيته من جسده وإلا خيف عليه من الفساد والهلاك. نعم هذا كله يحدث لنتداوى من أمراضنا ،لا أن تزداد أمراضًا ، فلا لتصفية الحسابات ، ولا للتطاحن الداخلي في وقت المحنة ، ولا للتشنج في الخطابات ، ولا للاستعلاء على الآخرين ، بل التراحم والتواد والتعاطف ، وجمع الكلمة ، والاعتصام بحبل الله ، وقبول كل للآخر على أساس أدب الخلاف وأخلاق المسلمين ، وكلٌ يخدم الإسلام من مكانه ومن حيث يحسن . " هي لله ... هي لله "لا لحزب ولا لفصيل ولا لتيار ولا لمسار سياسي ولا لشيء قد عملنا ، بل نحن للدين فداء .. هكذا فكونوا هاني حلمي ... 6 شوال 1434 هـ
-
من أعظم آفاتنا : الغفلة والتي معناها أنك لا تشعر بما ينبغي أن تشعر به . في الصلاة شارد بلا خشوع لا تشعر أنك أمام الله . في الصيام لا تجد أثر التقوى التي هي ثمرة الصيام " لعلكم تتقون " في الأحداث والمصائب والمحن حيران لا تعرف وجهتك ولا طريقك . وقال ابن القيم :على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بعده عن الله .هل أنت من الغافلين ؟ هل قلت أذكار الصباح اليوم ؟ هل استغفرت كثيرا ؟ هل سبحت طويلا ؟ احذر أخي .. احذري أختاه .. الغفلة قد تصل بالإنسان للنار وهو لا يدري ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[يونس : 7-8] والغفلة قد تحلق الإيمان وتخرج تعظيم الله من قلبك . يقول ابن القيم :إن حجاب الهَيْبَةِ –لله عز وجل-رقيقٌ في قلبِ الغافلِ . [ الوابل الصيب:ص62 ] فالآن اذكر الله ذكرا كثيرا لعلك تنجو .................. هاني حلمي
-
كن ربانيا ولا تكن رمضانيا وافهم دروس رمضان وصحح مسارك بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه وسلم .. أما بعد .... أحبتي في الله ... كيف يفهم الواحد منا درس ما بعد رمضان؟ هل كُتبت من العتقاء هذا العام؟ وهل ما صنعت من أعمال تُقبِلَت منك أم لا؟ ... ولو تأملنا آيــات القرآن الكريم، لوجدناها تخاطبنا بالعلاج والتحليــل لما نُعيشه الآن .. قال تعالى : {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32] لو تدبرنا هذه الآية وفهمنا ما فيها من دروس؛ لأجابت عن المطلوب منا عمليًا بعد رمضان وفي زمن غربلة الناس " ليميز الله الخبيث من الطيب " الدرس الأول: إيــــاك أن تتجـــاوز الخطوط الحمراء .. فلابد أن يكون للمسلم خطوط حمراء، لا يقترب منها أو يتعدى حدودهــا .. وعليه ألا يتوسع في المباحــات تحت تأثير الغفلة التي يعيش فيها الناس .. ومع ذلك فإن الفائزون بالعتق من النـار غير معصومين، سيخطأون ويقعون في بعض الصغائر .. لكن ستكون لهم مع الله عزَّ وجلَّ أحوال أخرى جديدة، بعد أن فهموا درس رمضان. الدرس الثاني: حسن الظن والرجــــاء في الله جلَّ وعلا .. ثم أخبر عن سعة مغفرته سبحانه {.. إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ..} [النجم: 32] فإيــــاك أن يأتي إليك الشيطان ويقول: إن الله لم يغفر لك، إن الله لم يكتبك في العتقاء .. فيُحبِطُك ويُخَذُلُك .. {.. وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 29] عليك أن تقول له: إخسأ يــا لعيــن، فإني أريــد ربَّ العالمين .. إن ربِّي واســــعُ المغفرة،، الدرس الثــالث: اعْرف نفسك .. فإذا عَرِفت نفسك، عَرِفت ربَّك .. والله جلَّ وعلا أعلم بك منك، يقول تعالى {.. هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32] فإن كنت قد خُلِقت من طين ثمَّ من ماءٍ مهين، فلا تُزكي نفسك وتُعجَب بعملك .. ولسان حالك يقول: فعلت ما أستطيع، الحمد لله صُمت وقُمت وقرأت القرآن وأفطرت الصائمين. قال النبي "ثلاث مهلكات: شحٌ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه" [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)] فقد حذرنا النبي من ثلاثة أمور تُهلِك الإنسان: 1) البخل .. 2) إتبـــاع الهوى .. فإذا كان هواه في الطاعة أطاع، وإن كان في غير ذلك فعل ما يحلو له دون إتبـــاع للشرع في كلا الحالتين. 3) إعجاب المرء بنفسه. وعلل الله سبحانه وتعالى الأمر بعدم تزكية النفس، بقوله تعالى {.. هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32] فالأعمال لا توزن بالأرقام؛ لأن الثمرة هي التقوى .. والتقوى لا يعلمها إلا الله تعالى، وليس لها ميزان بمقاييس البشر .. فلا ينبغي أن تَزِنَّ أعمالك، وإنما قُل: اسأل الله القبول .. وليكن حالك كالذين قال عنهم الله جلَّ وعلا {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60] .. علامة القبـــول هي: الخــوف من عدم القبــــول،، الدرس الرابع: تصحيـــح مفهوم العبـــوديـة .. ثم تكلَّم الرحمن سبحانه وتعالى عن الذي يعمل عملاً ثمَّ يتوقف بعده .. كالذين يعملون الطاعات طوال رمضان، ثمَّ بعد ذلك يمضون إلى حــال سبيلهم .. يظنون أن رمضان مجرد استراحة على الطريق. يقول تعالى {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (*) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} [النجم: 33,34] وَأَكْدَى: أي منع .. تقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ ببعض الأعمال، ثمَّ بعد ذلك توقَّف .. يظن أنه بانتهاء رمضان قد انتهى شهر العبادة .. وبعد شهر الطاعات يتفرَّغ إلى شؤون الحياة وما كان فيه من أعمال دنيوية!! يقول الله تعالى {أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} [النجم: 35] هل تعرف أقُبِلَ عملُكَ أم لا؟؟ وقبل أن تعترض وتقول: أتريدني أن أترك أعمالي لأتفرَّغ للعبادة طوال العام؟؟ عليك أن تعلم أن العبودية لا تقتصر على أداء بعض الطاعات من صيام وقيام وتلاوة قرآن فحسب .. إن الله عزَّ وجلَّ قال {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] العبودية:: أن تكون حيـــاتُكَ كلها لله .. أن تكون في عملك مبتغيًا وجه الله .. أن تكون في المسجد، في الشارع، في كل مكان تبتغي وجه الله وحده .. فالأمر كله مُتعلقٌ بنيتــــك وفهمك لمعنى العبوديـــة،، وليس مطلوبٌ منك أن تعتكف طوال العام، بل عليك فقط أن تعيــش لله وليس أن تعيــش لنفسِك .. فتصير أقصى طموحــاتك: أن تكون عند الله مرضيًا، وهذا ما ينبغي أن تكون قد تعلمته من درس رمضان. الدرس الخــامس: أنك مُحاسبٌ على أعمــالك .. يقول تعالى {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (*) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (*) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 36,38] فلن تنفعك عائلتك ولا أسرتك ولا أولادك ولا أصدقائك .. أو أيٌ من الأمور التي تنشغل بها وتلتفت بها بعيدًا عن الله تبارك وتعالى .. لأنك ستُجزى وتُحــاسب على عملك وحدك .. {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] فليس لك إلا ما قدمت، فلا تنشغل بغير الله تعالى .. {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (*) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 40,41] فإما يُقال لسعيك: هذا سعيٌ مشكــور أو يُقال: هذا سعيٌ مردود والعياذ بالله .. فانظر ماذا تحب أن تُجزى على سعيك واعمل له .. هذه خمسة دروس عملية من فيض " تدبر القرآن " فاللهم علمنا وفهمنا وارزقنا العمل بما علمنا . من رسائل الشيخ /هاني حلمي
-
رسائل النصرة في وقت المحنة (3) : تربية الصف المسلم بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. اما بعد ... أحبتي في الله .. من أعظم أسباب النصرة في هذه الأيام أن نعي ونستوعب الدرس الرباني لنا جميعا ، فالله الرب يربينا ، حتى لا يكون في قلبك شيئا إلا له سبحانه وتعالى . أليس الله يقبض ويمنع حتى لا تتعلق القلوب بالدنيا وتغتر بزخرفها ؟! أليس الله يبسط ويعطي حتى لا نيأس ولا نقنط ؟! " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد " ألسنا على يقين بأن من كان لله كما يريد الله أعطاه الله فوق ما يريد أحبتي .. واجب الوقت أن نتخلص من آفاتنا التي ظهرت جلية جدا في هذه المحنة :(1) التحزب والتعصب سواء للأشخاص أو الجماعات أو التيارات وعقد الولاء والبراء عليها . (2) التنازع المفشل " ولا تنازعوا فتفشلوا " الناتج عن الهوى وحب الدنيا . (3) آفات اللسان التي تعج بها كلمات الإخوة والأخوات هذه الأيام ، من الخوض بالباطل ، من الغيبة ، من بث الإشاعات أحيانا ، من عدم التثبت قبل نقل أي كلام ، من التخوين ، من اللمز والهمز ، من السخرية غير المشروعة ، ولا يمكن أن يستقيم لنا إيمان طالما لا تستقيم قلوبنا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " (4) إعجاب كل ذي رأي برأيه ، والاستعلاء على الآخرين . (5) العبثية والتهور والتخندق، وكأننا أتباع كل ذي ناعق ، فالحماسة القلبية ليس وحدها تأتي بالنصر ، نريد أن يتعلم الناس العمل كفريق ، وأن يكون كل واحد منا على ثغر ، وألا يشغب أحد منا على الآخر ، وأن تتكامل هذه الأعمال لنصرة الإسلام . أحبتي .. البداية أن يعلن الجميع توبتهم من هذا المسار البعيد عن منهاج النبوة ، نتوب من " إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا " تحت مسمى التوافقية . نتوب من " فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ " تحت مسميات التعايش . نتوب من " فقه الأولويات " غير الفقيه ، الذي أدى بنا للتنازل عن أمور شرعية كان لابد منها . نتوب من القفز في الخطوات ، ونعمل من خلال الميدان قبل أي شيء آخر على " البناء " والاستعداد لتحمل " الابتلاء " وترقب " المواجهة والمقاومة " ليتحقق " التمكين " هكذا كانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة . إنني أدعو لاتخاذ هذه التربويات من الآن وفي كل مكان ، ولست أدعو لانتظار السنوات ولا أثبط الهمم تحت مسمى " فانتظروا وترقبوا " ولكن أقول من الآن وربما تتحقق هذه الخطوات ، بل أراها تتحقق بتربية الرب من خلال الأحداث ، فالتربية الربانية أساس النصرة فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .. هاني حلمي - 5 شوال 1434 هـ
-
بعد رمضان بدأت ختمتة القرآن الجديدة أم مازالت لم تفتحه وتنتظر رمضان القادم يقول عثمان بن عفان : [لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله] وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه وهو غاية مطلوبه ؟ فهل شبعت من كلام الله عز وجل وهو به كل شئ في حياتك فالقرآن به حياتك أنه القرآن استمسك به وكأنك غريق وهو نجاتك وصالك بالله بكلام الله عز وجل قال مالك بن دينار :”مازرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟! إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع لأرض” . هل جربت من قبل العمل بالقرآن بأن كل آيه تقابلك تنفذها وتطبقها عمليا على واقعك عن الحسن البصري رحمه الله انه قال: إن من كانوا قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها في النهار . فإذا كنت تبحث عن السعادة طويلا ستجدها في القرآن فكيف يطلب السعادة في الدنيا من هجر القرآن!! ولكن قد تقول أنك لا تتأثر بالقرآن أقول لكم فقط اذهب للقرآن بصدق اللجأ لله تعالى وستجد الفتح بعون الله يقول ابن تيميه : ” من تدبر القرآن طالبا الهدى منه , تبين له طريق الحق “. فلا يصلح قلبك شئ غير القرآن الشيخ صالح المغامسي -القلوب لا يصلحها شيء أعظم من كلام ربها ، فتدبر القرآن السبيل الأول إلى صلاح القلوب . وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: إذا رأيت قلبك لا يتأثر بالقرآن فاتهم نفسك لأن الله أخبر أن هذا القرآن لو أنزل على جبل لتصدع وقلبك يتلى عليه القرآن ولا يتأثر! واستمع هذا المقطع أعظم دواء القلوب وهذ المقطع حب القرآن. فتخيل رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يشكي هجرك للقرأن لله تعالي فكم تتقطع القلوب لذلك تأمل تلك الآية (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )( 30 ) الفرقان . تفسير السعدي:: (وَقَالَ الرَّسُولُ) مناديا لربه وشاكيا له إعراض قومه عما جاء به، ومتأسفا على ذلك منهم: (يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي) الذي أرسلتني لهدايتهم وتبليغهم، (اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) أي: قد أعرضوا عنه وهجروه وتركوه مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه والإقبال على أحكامه، والمشي خلفه ويقول ابن كثير:: لا يسمعوه . فهذا من هجرانه ، وترك [ علمه وحفظه أيضا من هجرانه ، وترك ] الإيمان به وتصديقه من هجرانه ، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره - من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره - من هجرانه ، فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء ، أن يخلصنا مما يسخطه ، ويستعملنا فيما يرضيه ، من حفظ كتابه وفهمه ، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار ، على الوجه الذي [ ص: 109 ] يحبه ويرضاه ، إنه كريم وهاب . وتعرف أكثر عن القرآن وفضائله من هنا واعزم الآن بصدق ويقين على ورد القرآن اليومي من القرأه والفهم والتدبر والحفظ كي ينزل في الصدور واجعل هدفك :: خلقي القرآن عن سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة ، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل ، فقال :... ((فَقُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَت : أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ ؟ قُلتُ : بَلَى . قَالَت : فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ.)) رواه مسلم (746) وشعارك :: خاشعا متصدعا قال الله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ( 21 ) ) الحشر أبدأ ختمة جديدة الآن بقلب جديد واستشعر أنك تقرأ كلام الله عز وجل حبيب قلبك وحدد وردك وضع هدفك وارسم خطتك بواقعيه وانطلق ولا تنتظر ولا تؤجل الأمر بل انتهز فرصة علو همتك وارتقي في الجنان فما هو أكثر أمر يشغل حياتك الآن ::هل هو الإستقامة ..كيف تجد السعادة...كيف تبدأ من جديد..أين أنا ...ماذا أفعل في حياتي..نفسي أتوب..نفسي حياتي تصلح...وغيرها الكثير فما هو يشغل حياتك فاذهب الآن للقرآن واتخذ اكثر شئ يشغلك نية أن تجد الحل له واعزم واصدق وتوكل هلى الله واستعن به واعلم أن الفتح من عند الله تبارك وتعالى فهيا الآن وتم تجميع دروس للتدبر للشيخ / هاني حلمي كي تساعدكم علي فهم القرآن وتعظيمه وحبه وتلاوته بتدبر وخشوع والعمل به دورة تدبر من هنا كيف نتدبر القرأن جنة القرأن -1 جنة القرأن -2 وجاري توفير رابط صوتي البوصلة التزكية بالقرأن تمارين التدبّر تدبر القرآن (2) :: مشروع بناء تدبر "سورة إبراهيم" :: مشروع بناء
-
الجمعة يوم عبادة تزودوا ليوم المزيد فلا تزال الشعوب تحتفي بأعيادها وتفرح بتكرارها، وتُسَّر بذكر اسمها.. كيف إذا كان العيد لأمة الإسلام وتتعبد الله عز وجل به.. إن عيد الأسبوع لأهل الإسلام هو يوم الجمعة الذي كرم الله به هذه الأمة بعد أن أضل عنه اليهود والنصارى، قال : { أضلَّ الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم لنا تبعُ يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق } [رواه مسلم]. ويوم الجمعة هو اليوم الذي قال عنه الرسول { خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة } [رواه مسلم]. وهذا اليوم العظيم جعله البعض من المسلمين يوم نوم طويل، ونزهة ورحلة وخصصت بعض النساء هذا اليوم للأسواق وأعمال المنزل، وغفلت عن حق هذا اليوم.. ولا بد أن نعرف لهذا اليوم قدره ونعلم خصائصه؛ حتى نتفرغ فيه للعبادة والطاعة وكثرة الدعاء والصلاة على النبي . قال ابن القيم في زاد المعاد: ( وكان من هديه تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختصُ بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفه.. ) وقد عد ابن القيم أكثر من ثلاثين مزية وفضل لهذا اليوم، ومن تلك الخصائص والفضائل: 1. أنه يوم عيد متكرر: فيحرم صومه منفرداً، مخالفه لليهود والنصارى، وليتقوى العبد على الطاعات الخاصة به من صلاة ودعاء وغيرها. 2. أنه يوم المزيد، يتجلى الله فيه للمؤمين في الجنة، قال تعالى وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35] قال أنس رضي الله عنه: ( يتجلى لهم في كل جمعة ). 3. أنه خير الأيام قال : { خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة } [رواه مسلم]. 4. فيه ساعة الإجابة: قال : { فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يُصلي يسأل الله - تعالى - شيئاً إلا أعطاه إياه } وأشار بيده يُقلِّلها. [رواه البخاري ومسلم]. 5. فضل الأعمال الصالحة فيه: قال : { خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضاً، وشهد جنازة، وصام يوماً، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة } [صححة الألباني في السلسلة الصحيحة رقم: 1033]، والمراد: أن صيامه وافق يوم الجمعة بدون قصد. 6. أنه يوم تقوم فيه الساعة: لحديث النبي : { ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة } [رواه مسلم]. 7. أنه يوم تُكفر فيه السيئات: فعن سلمان قال: قال رسول الله : { لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طُهر، ويَدّهِنُ من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى } [رواه البخاري]. 8. أن للماشي إلى الجمعة أجر عظيم: قال : { من غسَّل يوم الجمعة واغتسل ثم بكّر وابتكر ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يَلْغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها } [رواه أبو داود]. 9. الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما وزيادة ثلاثة أيام: قال : { من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام } [رواه مسلم]. 10. أن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة لقوله : { من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِيَ فتنة القبر } [رواه أحمد]. 11. أن الصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام، قال ابن القيم: والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور. ثم قال: وشاهدتُ شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت خبز أو غيره فيتصدق به في طريقه سراً.. 12-وعن أوس بن أوس قال: قال رسولُ الله : { إنَّ مِن أفضَلِ أيَّامِكُم الجُمُعَة، فَأكثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاة فيه، فَإنَّ صَلاَتَكُم مَعرُوضَةٌ عَلَي }. قال: قالوا: يا رسول الله وكَيفَ تُعرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيكَ وَقد أرَمتَ - صرت رميماً؟ قال: يقولُ بَلِيت، قال:{ إنَّ الله حَرَّمَ عَلَى الأرضِ أجسَادَ الأنبِيَاءِ } [رواه أبو داود بإسناد صحيح] واعرف اكثر فضل الصلاة علي النبي من هنا وهناك فضائل ومزايا أخرى لهذا اليوم العظيم، ولو لم يكن فيه إلا مزية واحدة مما ذكرنا لكفى بالمرء حفظاً له وحرصاً عليه، فكيف وقد اجتمعت فيه فضائل عظيمة وخصال كثيرة ! لهذا اليوم العظيم آدابٌ وسُننٌ منها: 1. يستحب أن يقرأ الإمام في فجر الجمعة بسورتي السجدة والإنسان كاملتين كما كان النبي يقرؤهما، ولعل ذلك لما اشتملت عليه هاتان السورتان مما كان ويكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور، لا لأجل السجدة كما يظنه بعض المسلمين. 2. التبكير إلى الصلاة: وهذا الأمر تهاون به كثير من الناس حتى أن البعض لا ينهض من فراشه، أو لا يخرج من بيته إلا بعد دخول الخطيب، وآخرون قبل دخول الخطيب بدقائق وقد ورد في الحث على التبكير والعناية به أحاديث كثيرة منها: أن رسول الله قال: { إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهِّجر ( أي المبكر ) كمثل الذي يهدي بدنه، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة، ثم بيضة } [رواه مسلم]. فجعل التبكير إلى الصلاة مثل التقرب إلى الله بالأموال، فيكون المبكر مثل من يجمع بين عبادتين: بدنية ومالية، كما يحصل يوم الأضحى. وكان من عادة السلف رضوان الله عليهم التبكير إلى الصلاة كما قال بعض العلماء: ( ولو بكر إليها بعد الفجر وقبل طلوع الشمس كان حسناً ). و ( كان يُرى في القرون الأولى في السحر وبعد الفجر الطرقات مملؤة يمشون في السرج ويزدحمون بها إلى الجامع كأيام العيد، حتى اندرس ذلك ) وكان هذا الوقت يُعمر بالطاعة والعبادة وقراءة للقرآن وذكر الله عز وجل وصلاة النافلة، روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يصلي قبل الجمعة ثنتي عشرة ركعة. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يصلي ثمان ركعات. وأدركت إلى عهد قريب أحد العباد - رحمه الله - فكان يدخل الجامع الكبير بالرياض لصلاة الفجر ولا يخرج إلى بعد انقضاء صلاة الجمعة. ومما يُعين على التبكير: ترك السهر ليلة الجمعة، و التهيأ لها منذ الصباح الباكر بالتفرغ من الأشغال الدنيوية، وكذلك استشعار عظم الأجر والمثوبة والحرص على جزيل الفضل وكثرة العطايا من الله عز وجل. 3. الإكثار من الصلاة على النبي قال عليه الصلاة والسلام: { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفَّخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء } [رواه أحمد]. 4. الاغتسال يوم الجمعة: لحديث الرسول : { إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل } [متفق عليه]، واختلف العلماء في حكمه بين الوجوب والاستحباب والجمهور على الاستحباب فيستحب الاغتسال؛ إدراكًا للفضل. 5. التطيب، والتسوك، ولبس أحسن الثياب، وقد تساهل الناس بهذه السنن العظيمة؛ على عكس إذا كان ذاهبًا لحفل أو مناسبة فتراه متطيباً لابساً أحسن الثياب ! قال : { من اغتسل يوم الجمعة، واستاك ومسَّ من طيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب الناس حتى ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها } [رواه أحمد]. وقال : { غُسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمسّ من الطيب ما قدر عليه } [رواه مسلم]. 6. يستحب قراءة سورة الكهف: لحديث الرسول : { من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين } [رواه الحاكم]. ولا يشترط قرائتها في المسجد بل المبادرة إلى قراءتها ولو كان بالبيت أفضل. 7. وجوب الإنصات للخطبة والحرص على فهمها والاستفادة منها: قال : { إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت } [متفق عليه]. 8. الحذر من تخطي الرقاب وإيذاء المصلين: فقد قال النبي لرجل تخطى رقاب الناس يوم الجمعة وهو يخطب: { اجلس فقد آذيت وآنيت } [رواه أحمد] وهذا لا يفعله غالباً إلا المتأخرون. 9. إذا انتهت الصلاة فلا يفوتك أن تصلي في المسجد أربع ركعات بعد الأذكار المشروعة، أو اثنتين في منزلك. أما وقد انصرفت من المسجد وقد أخذت بحظك من الدرجات والخيرات إن شاء الله.. تأمل في قول ابن رجب رحمه الله في ( لطائف المعارف ) وهو يقول: ( كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار فإن الساعة تقوم في يوم الجمعة ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار قاله ابن مسعود وتلا قوله: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [الفرقان:24]. **** تَحَرَّ ساعة الإجابة وأرجح الأقوال فيها: أنها آخر ساعة من يوم الجمعة.. فادع ربك وتضرع إليه واسأله حاجتك، وأرِه من نفسك خيراً، فإنها ساعة قال عنها النبي : { إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه } [متفق عليه]. جعلنا الله وإياكم ممن يعبد الله حق عبادته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. عبدالملك القاسم دار القاسم
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . أحبتي ... تقبل الله منا ومنكم ، جعله الله عيدا مباركا علينا وعليكم . نصيحتي لنفسي ولكم : (1) اجعل هذا العيد بطعم حسن الظن والتفاؤل . (2) لا تربط قلبك بمفاوضات وضغوط خارجية وألاعيب سياسية وإنما أسكن قلبك معاني التوكل الخالصة . "فكيديوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم " (3) كن على يقين بأن الله هو وحده الفاعل لكل شيء في الكون . " قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب " (4) استبشر فالله لا يخلف وعده ، وحقق الشروط تتحقق النتائج قال تعالى : " يعبدونني لا يشركون بي شيئا " قال صلى الله عليه وسلم :" فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته " اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم . اللهم تسلم منا رمضان متقبلا . اللهم اجعل مصر بلد أمن وأمان واستقرار وسلام وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم هيئ لنا في مصر أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك ويهدى ويتاب فيه على أهل معصيتك . اللهم واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بخير فوفقه إلى كل خير ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره عاجلا غير آجل . أبشروا .. وبشروا ... ومن تفاءل بالخير يجده .......... هاني حلمي
-
رسائل النصرة في المحنة (2) : فزع إلى الصلاة بسم الله ، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد .. فأيها الأحبة في الله .. أسأل الله تعالى أن يثبت الأقدام وأن ينصر عباده المؤمنين في كل مكان ، وأن يعلي بفضله كلمة الحق والدين ، وأن يجعلنا من أهل نصرة دينه وشريعته ، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه الولي النصير . قال تعالى :" فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ " فلم يستجب لدعوة موسى عليه السلام إلا الشباب لكن مع دخن التأثر بالعصر الفرعوني وظلمه وعدوانه ، ويكفي أنه قتل السحرة التي تقول الروايات أنهم كانوا عشرة آلاف أو سبعين ألفا في يوم واحد . " وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " فكان الإرشاد النبوي بتحقيق التوكل ، بتفويض الأمر لله مع اتخاذ الأسباب ، في أن تجعل التدبير والاختيار للواحد القهار ، وتحقق نحن له عبيد يفعل بنا ما يريد . " فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " فكان دعاؤهم بأن لا يسلط عليهم ظالما وأن ينجيهم من كيد الكافرين . " وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " فجاء واجب الوقت للنصرة بإقام الصلاة ، وهنا الوقفة للجميع . فإنها قاعدة ربانية: بقدر إضاعة الصلاة يكون الابتلاء لاسيما بالشهوات والدليل (أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ).. وبقدر الاهتمام بها يكون البعد عن الشهوات والدليل ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).. قال العلامة الشنقيطي: (لن تجد أحداً يحافظ على الصلاة عند سماع أذانها إلا وجدته أشرح الناس صدراً وأوسعهم بالاً لأن من أقام أمر الله أقام الله له أموره) فيا كل من يريد أن يقيم الله أمره : عليك بها في هذه الأوقات فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، فأكثروا منها ، كلٌ في مكانه وفي ميدانه الذي اختار ، ولكن لنجعل الصلاة تؤلف بين القلوب لاسيما مع هذا التنافر المجتمعي البشع الموجود ، فيا أيها المصلون استدفعوا البلاء والمحنة ، ولينوا في أيدي إخوانكم ، واستمطروا بها الرحمات هاني حلمي
-
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ... أحبتي في الله يشتكي الكثيرون من الفتور بعد رمضان ، ولا يعرف أسبابه ، فنقول إنه سنة الله الماضية " لكل عمل شرة - أي نشاط - وفترة - أي خمول " ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا أن تكون فترتنا إلى سنة . ودواء هذا الداء في قاعدة ربانية " الشكر أساس المزيد " **لا يمكن أن تسير بغير الشكر والحمد ، ولذلك لما بدأ الفاتحة بدأها بـ " الحمد " وفي خاتمتها قال " صراط الذين أنعمت عليهم " قالوا لأنه لا يستقيم له الصراط إلا بالشكر والحمد . **قال تعالى {إِنَّا هَدَينَاه السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفورًا} [الإنسان: 3] .. فلن تستطيع أن تسير في الطريق ولن تتوافر لديك الطاقة المتجددة إلا بـالشكر .. العبد الشاكر الذي يشعر بقيمة النِّعمة طوال الوقت، هو الذي سيكون عنده طاقة متجددة دائمًا ليسعى فى كل خير .. أما الجاحد فلا يقدِّر نعمة الله عليه، مما يؤدي إلى إنقطاعه. وإذا كان الإنسان لا يتحرك إلا بالرحمة ، فالرحمة تتنزل مع الشكر . قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا قال العبد : ( الحمد لله كثيرا ) ؛ قال الله تعالى : اكتبوا لعبدي رحمتي كثيرا ) صححه الالبانى ولذلك إذا شكر الإنسان ربه لم ينتكس ويقلُّ فتوره . الشكر .. يقول تعالى {.. وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .. فالشكر سيحميك من الإنتكاس .. فعليك بإدمـــان الحمد .. عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن أعرابيًا قال للنبي : علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به، قال "قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله" [رواه البيهقي وحسنه الألباني] **روى ابن المبارك في الزهد بسند صحيح موقوفاً على سعيد بن جُبير رحمه الله " أوَّلُ من يُدعى إلى الجنّة الحمَّادون، الذين يحمدون الله في السرّاء والضرّاء" وتذكر : " ومن شكر فإنما يشكر لنفسه " " ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون " أوصيك ونفسي بكثرة الحمد لله تعالى ، لتداوي القلب من بذور التسخط ، وتعالج العمل من شرور الانتكاس والفتور فقولوا : اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله . من رسائل الشيخ /هاني حلمي
-
ا 237 زائر 11-08-2013 إشراف الموقع الشيخ / هاني حلمي حتى لا تنتكس بعد رمضان !!! أوصيكم ونفسي - أحبتي في الله - بثلاث وصايا : الوصية الأولى : عليك بعبودية الانطراح بين يدي ربِّك .. ... قال تعالى {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (*) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} [النجم 57:58] فإذا ضاقت بك الأمور وأحاطت بك الفتن من كل جانب وحيل بينك وبين كل سُبُل النجاة، انطرح بين يدي ربِّك وادعوه أن يُنجيــك .. فهو وحده حَسْبُك .. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ..} [الزمر: 36] من يكشف عنا الفتن التي نعيش فيها إلا ربُّنـــا سبحانه وتعالى؟؟ {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62] وأنت في الصلاة، خــاشع مُتبتِل مُتذلل لله تبارك وتعالى .. ادعوه أن يُخَلِّصَكَ من الفتن، وأن يتقبَّل منك، وألا يدعك للغفلة بعد رمضان .. ادعوه أن يجعلك على صراطٍ مستقيم .. يقول الله جلَّ وعلا {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] فنهانا الله عزَّ وجلَّ عن إفســاد الأرض بالمعاصي بعد إصلاحها بالطاعات .. وكذلك قلبـــك الذي تذوَّق حلاوة الإيمان في رمضان، لا تُفسِد فيه بعد إصلاحه .. ستقول: كيف أستقيم وأصلِح من حال قلبي ونفسي؟ قال تعالى {.. َادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ..} .. أي: عليـك بهذا الزاد الذي لا ينبغي لك أن تستخف به: عبوديـــة رفع يديـــك إلى السمــاء. ادعوه وأنت خائفٌ وَجِل ألا يتقبَّلك .. ادعوه وأنت تطمع في رحمته .. وكلما جوَّدت عملك وأحسنت فيه، كانت رحمة الله أقرب منك،، الوصية الثانية: وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّة .. تخيَّل شخصٌ قد بنى عمارة وأرتفع بها عدة أدوار، وإذ فجأةً قرر أن هذه البناية لا تعجبه .. فهدمها!! فأيُّ سفهٍ بعد هذا؟ .. وأنت بعد أن تذوقت شيئًا من القُرب من الله عزَّ وجلَّ، كيف تتولى وتُعْرِض؟ لا تنقض الغزل من بعد قوةٍ أنكاثـــًا،، الوصيــة الثالثة: تجديـــد أهدافك الإيمانيـــة طوال العام .. فكلما انتهيت من هدف إيماني، عليك أن تنتقل إلى هدف إيماني جديــد .. وبعد أن انتهيت من رمضان، لابد أن تسأل الله أن يتقبله منك وتَعُد العُدَّة لموسم الحج .. وليكن قلبك مُتعلقًا بالحج والبيت الحرام، حتى وإن لم تحُج .. واعلم أن الفائز الأول في رمضان هذا العـام، هو: أكثر الناس تقوى .. يقول الله جلَّ وعلا {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 52] هذه وصايـــا ثلاث بين يدي ما بعد رمضان، لعل الله عزَّ وجلَّ أن يتقبَّل منا . وأن يأخذ بأيدينا إليه أخذ الكرام عليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه،، من رسائل الشيخ / هاني حلمي
-
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد .. فأيها الأحبة في الله .. فأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل ، وأن يجبر كسرنا بين يديه ، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدينا ويسددنا . اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . أحيتي .. عندما تختلط الأمور كثيرا ، وتختلف الرؤى في قراءة الواقع ، وفي تحليله وفي استبيان نتائج كل فعل . وعندما تجد اختلاف العلماء الثقات الكبار - ممن لا يتهمون في دينهم ولا في مواقفهم عبر تاريخ دعوتهم - ليس عليك أن تتعجل باتخاذ مواقف تحت ضغوط إخوانك ومحبيك ، فأنت لا تعمل للناس ولا لإرضاء الناس ، ولا تعمل لحساب أي تيار أو فصيل ، ولا تلعب سياستهم ولا تريد أن تنزلق في ألاعيبها التي تخالف معتقداتك . فنحن بأمس الحاجة إلى الهداية بنوعيها هداية الإرشاد وهداية التوفيق ، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول :" واهدنا ويسر لنا الهدى " ويدعو في وتره قائلا : " اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت " أعرف أن الناس في هذا الخطب الجلل تحتاج لكلمة واضحة وقرارات إيجابية وأمور عملية تنفيذية أكثر من احتياجها لأي شيء آخر . ولكن أيضا على الجميع أن يثق في أهل العلم والدعوة إلى الله ، وأن يحسن بهم الظن ، وحتى من خالف الصواب وشذ في مواقفه فعلينا أن نحمل الأمر على سوء التقدير والحسابات . أذكر لكم موقفا جمعني بالعلامة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم قبل سنوات . كنت قرأت كتابا عن علاقة بعض المشايخ بالماسونية وكنت ساعتها ليس عندي أي شك أن فلان وفلان بالتأكيد لهم علاقة الماسونية العالمية وقلت بذلك للشيخ فقال لي ساعتها كلمة لم أنسها طيلة عمري قال : لأن يحمل الأمر على التغفيل خير من أن يحمل على التخوين !!!! يااااه كم نحن بحاجة لهذه الدرجة من الفهم والأدب . غالبنا الآن يخون بعضه بعضا ، الشيخ فلان خان الأمانة ، والشيخ علان متواطئ بسكوته ، وهذا متخاذل مخذول ، وعلى الجانب الآخر هذا متهور لا يهتم بسفك الدماء ، وهذا سيناريو الجزائر ، أو سيناريو سوريا ، وهذا يعمل لحساب جماعته ولا يفكر في أي شيء إلا الحفاظ على هذا الكيان بغض النظر عن أي أمور أخرى . بالله عليكم ..كفوا ألسنتكم ، وأحسنوا الظن ، ولا تدفعوا الناس لمواقف معينة قد يختلفون معكم في قراءة أبعادها . نحن لا نسكت عن المتابعة والتقييم والتفاعل ، وليس كل ما يفعل يذكر ، وإن شاء الله تعالى ساعة أن يزول الضباب سترون مواضع أقدام مشايخكم فأحسنوا بهم الظن . وإن شاء الله تتوحد الكلمة على مطلب واحد واضح محدد لا يحتما التمييع ولا التنازل ولا المفاوضات هو " الشريعة " لا شيء آخر ولا مسمى آخر فأبشروا بالخير . أرجو أن تقدروا خطورة الموقف ، وأرجو أن لا يقف الناس جميعا في مكان واحد ولا ميدان واحد ولا بأسلوب واحد ، وإنما كل على ثغره ، والله المستعان ونسأل الله الصدق والإخلاص في القول والعمل وأن يرزقنا السداد في الأقوال والأعمال ، وأن يحسن خاتمتنا ويكتبنا مع الصديقين والشهداء .
-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: قال الله تعالى آمراً نبيه : قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ [إبراهيم:31]. ويقول جل وعلا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... [البقرة:195]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم [البقرة:254]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267]. وقال سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16]. أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإن النبي قال: { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام } يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء } [رواه البخاري]، وقد علمت أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله. ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [البلد:11-14]. فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عوناً له على طاعة الله { فنعم المال الصالح للمرء الصالح } [رواه البخاري]. ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله : { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم ) [صحيح الترغيب]. فضائل وفوائد الصدقة أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب]. ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب]. ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }. رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس }. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين]. خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة }. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب]. سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } [رواه أحمد]. سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه. ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]. تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين]. عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم]. الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: { بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم]. الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:245]. الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان } قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم } [في الصحيحين]. الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة } [رواه مسلم]. الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الحشر:9]. السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الحديث. السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله. الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:111]. التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان } [رواه مسلم]. العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة } [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع]. أفضل الصدقات الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ [البقرة:271]، ( فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته [طريق الهجرتين]. الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله : { أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا } [في الصحيحين]. الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ [البقرة:219]، وقوله : { لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: { وخير الصدقة ظهر غنى } [كلا الروايتين في البخاري]. الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله : { أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول } [رواه أبو داود]، وقال : { سبق درهم مائة ألف درهم }، قالوا: وكيف؟! قال: { كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها } [رواه النسائي، صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: ( والإختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي على أبي بكر خروجه من ماله أجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9] وهي الحاجة والفقر [شرح السنة]. الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله : { الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة } [في الصحيحين]، وقوله : { أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم]. السادسة: الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ. قال أنس: ( فلما أنزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله : { بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين }. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [في الصحيحين]. وقال : { الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة } [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان: الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ [البلد:11-16]. والمسغبة: الجوع والشِّدة. الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال : { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع]. السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ [النساء:36] وأوصى النبي أبا ذر بقوله: { وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها } [رواه مسلم]. الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله : { أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل } [رواه مسلم]. التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه: انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في قوله: لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:89،88]، ويقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله } [رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال : { من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا } [في الصحيحين]، ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:11،10]. ( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين ) [في ظلال القرآن]. العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله : { إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم]. وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها: مجالات الصدقة الجارية 1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة : { أفضل الصدقة سقي الماء } [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع]. 2 - إطعام الطعام؛ فإن النبي لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: { تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف } [في الصحيحين]. 3 - بناء المساجد؛ لقوله : { من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة } [في الصحيحين]، وعن جابر أن رسول الله قال: { من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة } [صحيح الترغيب]. 4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة قال: قال : { إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته } [رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. علي بن محمد الدهامي دار القاسم
-
عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ قَالَ: " تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي " سنن ابن ماجة صححه الألباني العفوُّ: أصله المحو والطمس: مأخوذ من عفت الرياح الآثار إذا أخفتها ومسحتها، وهو من صيغ المبالغة على وزن ((فعول)) وهو اسم من أسماء اللَّه الحسنى يدل على سعة صفحه عن ذنوب عباده مهما كان شأنها إذا تابوا وأنابوا . الكريم: هو البهي الكثير الخير، العظيم النفع. من الحكم البليغة والله تعالى أعلم : 1- تخصيص اسم الله تعالى ( العفو ) تأكيد لمكانة هذه الليلة المباركة التي يعفو الله تعالى فيها عن العباد . 2- إحساس العبد بالذنب واعترافه بالخطأ والتقصير ، يجعله يتضرع إلى الله تعالى بطلب العفو . 3- في قوله ( عفو تحب العفو ) استشعار لحسن الظن بالله تعالى ، فيعمر قلب المؤمن بالرجاء . 4- إلحاح العبد بهذا الدعاء إظهار لافتقار العبد لربه و تذلـله بين يديه ، وتعلقه بمرضاته سبحانه وتعالى .
-
أعتقنا في رمضان |الشيخ / هاني حلمي | حفظ , استماع | ( ) | حفظ , استماع | ( )
-
بــرنـــامج مقترح لتحري ليلة القدر بداية من أول ليلة وترية (يوم عشرون)، عليك بالآتي: 1) الاستعداد لها منذ الفجر .. فبعد صلاة الفجر تحرص على جلسة الشروق وقول أذكار الصباح كاملة .. وكذلك احرص على قول أذكار المساء بعد صلاة. ومن أهمها قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة، لكي يكون حرز لك من الشيطان فلا يتلبس بعملك .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه" [متفق عليه] 2) الدعاء مع آذان المغرب .. ادع لنفسك ولكل من تعرف وللمسلمين والمسلمات، واسأل الله أن يجعلنا من عتقائه من النار في هذه الليلة وكل ليلة .. وادع أيضاً أن يعينك الله ويوفقك لقيام ليلة القدر. 3) احرص على أن تفطر صائماً .. إما بدعوته أو بإرسال إفطاره أو بدفع مال لإفطاره، فتحصل على أجرًا مضاعفًا لصيام رمضان .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا" [رواه الترمذي وصححه الألباني] 4) جدد التوبة .. فلكي تدخل على ربِّك جلَّ وعلا، لابد أن تطهِّر قلبك بتجديد التوبة .. واعلم أن جميع الأحاديث التي ورد فيها المغفرة وحط الخطايا إنما يراد بها الصغائر، أما الكبائر فلابد من التوبة النصوح. واحذر من الكبائر المتعلقة بحقوق البشر .. فلا يتم التحلل منها إلا بطلب السماح من صاحب الحق، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" [رواه البخاري] ومن أعظم حقوق العباد: الغيبة والنميمة والسخرية، والاستهزاء والسب، والشتم وشهادة الزور، وحقوقهم في الأموال. 5) جهِّز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر .. وليكن لك ادخار طوال السنة لتخرجه في هذه الليالي الفاضلة، فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته" [رواه الطبراني وحسنه الألباني] .. وقال صلي الله عليه وسلم "صدقة السر تطفئ غضب الرب" [صحيح الجامع (3766)] 6) احرص على القيام بجميع الفرائض والسنن .. بداية من ترديدك الآذان مع المؤذن في كل صلاة .. ومع التكبير عظِّم ربك بقلبك، ومع شهادة التوحيد جدد إيمانك، ومع قوله "حي على الصلاة وحي على الفلاح" تذلل لربك وانكسر إليه واعلم أنه لا حول ولا قوة لك إلا به .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه" [رواه مسلم] وبعد النداء .. عن جابر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة" [رواه البخاري] 7) بكِّر بالفطور احتساباً .. فلتأكل بنية التقوِّي على طاعة الله عز وجل، وليكن إفطارك على رطب إتباعًا لسُنة النبي. صلي الله عليه وسلم ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات .. فتدعو الله أن يُعينك ويوفقك لليلة القدر وأن يعتق رقابنا جميعًا من النار. 8) بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة، ثم صلِّ صلاة المغرب بخشوع واطمئنان .. حتى تتقرب أكثر إلى الله عز وجل، قال الله تعالى في الحديث القدسي "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" [رواه البخاري] .. ثو تقوم بإحياء ما بين المغرب والعشاء، بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن. 9) ومع آذان العشاء .. تقوم بترديد الآذان ثم تُبادر بالذهاب إلى المسجد، وتحتسب في خروجك إلى المسجد أجر الحجة والعمرة .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة" [حسنه الألباني، صحيح الجامع (6556)] وأثناء أدائك لصلاة العشاء .. تحتسب أجر قيام نصف الليل، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل .." [رواه مسلم] .. وأيضًا التخلص من خصلة من خصال النفاق؛ كما قال صلي الله عليه وسلم " إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا" [متفق عليه] 10) صلاة التراويح .. وهي من أهم الأعمال التي تعملها في العشر الأواخر؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [متفق عليه] .. فلتجعل قيامك طويلاً جدًا في هذه الليالي. 11) وقت التهجد (وقت السحر) .. فأكثر فيه من الاستغفار .. قال تعالى {..وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17] وأكثر من الدعــــاء .. ولا يفتُر لسانك عن هذا الدعاء في ليالي العشر؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟، قال "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" [رواه الترمذي وصححه الألباني] وتنوِّع ما بين قراءة القرآن والذكر والدعاء إلى قبيل الفجر، ثم تتسحر .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة" [متفق عليه] .. وقال صلي الله عليه وسلم "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" [رواه الطبراني وحسنه الألباني]، أي إن الله عز وجل يُثني على المُتسحرين. وأفضل السحور .. السحور على تمر؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "نعم سحور المؤمن التمر" [رواه أبو داود وصححه الألباني] ثم ألهج بالدعاء حتى يؤذن بالفجر .. وليكن قلبك خائفًا وجلاً من عدم القبول؛ قال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60] .. فتسأل الله أن يتقبَّل عملك مع إعترافك بتقصيرك .. وعلامة القبول أن تتبع الحسنة حسنة بعدها، فلابد أن تجتهد في النهار كما اجتهدت في الليل .. وبعدها تؤدي صلاة الفجر وتقول أذكار الصباح في جلسة الشروق. 12) ثم تأخذ قسطًا من الراحة بنية التقوِّي على الطاعة .. وتستيقظ قُبيل الظهر بحوالي نصف ساعة، لصلاة الضحى أربع ركعات .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال "يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره" [رواه الترمذي وصححه الألباني]، حتى يحفظك الله جل وعلا طوال اليوم وفي نفس الوقت تكون قد تقربت إلى الله عز وجل بصلاة الأوابين. 13) واحرص على أربع ركعات قبل الظهر وبعده .. عن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار" [رواه أحمد وصححه الألباني] 14) إن لم تكن مُعتكفًا، فلا تنسى إحتساب النوايا .. قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] .. فعندما تعمل لا تجعل همك المكاسب الدنيوية، بل احتسب إنك تعمل لأن الله عز وجل قد أمرك بالتكسُّب ولكي تؤدي حقوق الله تعالى في مالك؛ يقول الله عز وجل في الحديث القدسي "إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" [صحيح الجامع (1781)]. ولتقضِّ يومًا كما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يفعل .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من أصبح منكم اليوم صائما ؟، قال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟، قال أبو بكر: أنا . قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟، قال أبو بكر: أنا . قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟، قال أبو بكر أنا". فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة" [رواه مسلم] 15) وإن كنت ممن مَنَّ الله عليهم بالإعتكاف .. فعليك أن تُكمِّل بقية البرنامج الإيماني، فلابد أن يكون لك أعمالاً فذة كبيرة، مثل: ختم القرآن كل ثلاثة أيام في العشر الأواخر .. بأن تقرأ عشرة أجزاء يوميًا. حقق أرقامًا قياسية في أوراد الذكر .. قال أبو هريرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثنى عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديني، أو قدر دينه .. وعن عكرمة: أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبح بقدر ذنبي .. وكان خالد بن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة، سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات ووضع على سريره ليغسل، جعل بأصبعه هكذا يحركها ـ يعني بالتسبيح ـ . تصدَّق بصدقة عظيمة .. قال تعالى {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: 92] تخلَّص من الترف والتعلُّق بالدنيا .. بأن تفطر في بعض الأيام على التمر والماء، كما كان يفعل النبي.. صلي الله عليه وسلم وتنام نومًا يسيرًا، كي تجاهد نفسك وتشتغل بالعبادات. نسأل الله أن يُبلغنا ليلة القدر وأن يجعلنا من الفائزين بها .. وأن يرزقنا قلوبًا جديدة بدلاً من قلوبنا السقيمة من كثرة تعلُقها بالدنيا .. وأن يستودع قلوبنا رحمته ومعرفته ومحبته،،