-
عدد المشاركات
922 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
14
كل منشورات العضو نودة
-
إخلاص صدق العقيدة - من سلسلة وصفة الثبات | حفظ , استماع | ( ) ت
-
اقسمَ الله تعالى بها، والإقسام بالشيء دليلٌ على أهميته وعِظَم نفعه .. قال تعالى {وَالْفَجْرِ (*) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1,2] .. والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. [تفسير ابن كثير] . وشَهِد النبي بأنها أفضل أيــــــام الدنيـــــا .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ"، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ، قَالَ "وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" [صحيح البخاري] . واجتمع فيها الشرفان .. شرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، بالإضافة إلى شرف المكان بالنسبة إلى حجاج بيت الله الحرام .. . وفيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الديــن وصيامه يُكَفِر آثام سنتين .. عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ" [صحيح مسلم]. . وقال "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" [صحيح مسلم] . ولذلك كي نستعد لأعمال العشر يجب علينا البدايه من الأن والتدرج وتثبيت الأعمال كي نحظي بفضل العشر كلهم إن شاء الله . وأول تدريب لكم معنا هو كم اوصي الشيخ / هاني حلمي في درس الإنسيبك هو البداية من اليوم مع قراءة 3 أجزاء قرآن يوميا حتى نختم ختمة قبل العشر إستعدادا للعشر واحماءات قبل السباق فهيا نبدأ فسارعوا تلاوة القرآن الكريم (مشروع النصف مليون حسنة) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آ لم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" [رواه الترمذي وصححه الألباني] فعليك أن تقرأ ما بين ثلاثة أجزاء ونصف وأربعة أجزاء يوميًا خلال التسعة أيام الأولى .. لكي تختم قبل عصر يوم عرفة إن شاء الله وتتفرغ للدعاء من العصر إلى المغرب، وبذلك تفوز بنصف مليون حسنة يوميًا أو أكثر .. {.. وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]. واحرص على قراءة تفسير مُيسر .. كي تفهم معاني الآيات. ...... من مطوية أعظم أيام الدهر من هنا ....... فأبدأ من الأن في قرأة القرأن وفهم معانيه وزود وردك تدريجيا . قال الله تعالي(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ 30) فاطر ........... وبعض النوايا لتضاعف الحسنات من هنا
-
لا تحسبنَّ الحفظ ليلاً أنت نائمه ..::.. لن تنال الحفظ حتى تسهر الليلَ الحمد لله الذى علم القرآن ويسَّره ، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: خيركم من تعلم القرآن وعلمه ، وآله الأطهار وصحبه الأخيار والتابعين بالإحسان إلى يوم الدين وبعد: كثيرا ما يشتكى إخواننا وأخواتنا - وحق لهم ذلك - من تفلت القرآن وأنه ينسى وأنهم يحلمون بهذا اليوم الذى يستقر فيه القرآن في صدورهم كالجبال الرواسي. وقد تأملت هذه الحال فوقفت على فوائد كثيرة وجليلة لمرحلة تفلت القرآن قبل ثباته واستقراره أهمها: 1- تفلت القرآن يعنى أنك لم تحفظ جيدا ولم تعتن بإتقانه في المرة من حفظك فيدفعك العلم بذلك أن تعيد حفظك مرة أخرى وتصحح المسار. 2- تفلت القرآن يستخرج منك عبادات كثيرة ما كانت لتخرج إلا لتفلت القرآن ، منها: - قراءة القرآن كثيراً... كثيراً ، ومعلوم أن ثواب قراءة الحرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها. - إدمان قراءة القرآن من المصحف الشريف ، وهذا من أعظم الأسباب لإتقان حفظ القرآن؛ فإن تكرار النظر في المصحف الشريف يطبع الصفحة في القلب والحفظة الماهرون يعلمون ذلك ، لذا من جملة الوصايا لحفظ القرآن الكريم أن يكون من طبعة واحدة. - إدمان الاستماع لحذاق القراء بصفة منهجية ودورية ، وكما هو معلوم أن الاستماع يصنع روابط ذهنية يسهل بها تذكرا لآيات ، ولعلك تتفق معي أن الاستماع كثيرا لسورة الكهف ومريم هو من أسباب سهولة حفظ هاتين السورتين وبالعكس عدم الاستماع لسورة الزمر - على سبيل المثال - يجعلها تحتاج إلى جهد كبير في حفظها ومن ثم إتقانها. وللنصيحة : استمع إلى ترتيل فضيلة الشيخ الماهر : محمود علي البنا رحمه الله ؛ فصوته يطبع الآيات طبعا. 3- تفلت القرآن يوقظك بالثلث الأخير من الليل لتصلى بمحفوظك ، فما أفضل من الصلاة لثبيت الحفظ في الصدر . 4- تفلت القرآن يجعلك تصاحب الأخيار من المهرة لتجتمعوا على مائدة القرآن للمراجعة والمدراسة القرآنية فتغشاكم الرحمة وتنزل عليكم السكينة وتحفكم الملائكة ويذكركم الله فيمن عنده ، فأي فضل بعد هذا؟! 5- تفلت القرآن من أسبابه أنك لم تفهم معنى بعض الآيات ، ومعلوم أن الفهم مهم للحفظ ، فيدفعك ذلك لقراءة تفسير ميسر مختصر ولا أنصحك في هذه المرحلة بالتوسع في قراءة التفاسير ، ولو سألتني عن تفسير يصلح لك في هذه المرحلة أقل لك : أيسر التفاسير للعلامة أبى بكر الجزائري حفظه الله ؛ فهو منهجي في عرضه أشبه بالمناهج الدراسية. 6- تفلت القرآن سيجعلك تستغفر كثيرا ، وتحرص على الطاعات جميعها. 7- تفلت القرآن يجعلك تقبل على دراسة المتشابهات اللفظية بشرط عدم الاعتماد عليها بالكلية واعتبار أنها الحفظ ، بل التكرار والربط هما أساس الانتفاع بهذا العلم ، وأنصحك بكتاب طيب في عرض المتشابهات : إغاثة اللهفان بضبط متشابه القرآن لمؤلفه : عبد الله عبد الحميد الوراقي حفظه الله ، وبالنسبة لتوجيه المتشابهات نحويا وبلاغيا فعليك بكتاب ملاك التأويل للغرناطي ، وكتب الدكتور فاضل السامرائي. 8- تفلت القرآن يجعلك تدعو الله كثيرا ، والموفق من وفق إلى الدعاء. هذا ما تيسر قوله ، والله الموفق وعليه قصد السبيل. المصدر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=252088 د. سعيد حمزة
-
لا تحزن .. إن لم يكن حفظك كالفاتحة ، سيكون بإذن الله مع كثير من الاجتهاد وقليل من النوم وقبل ذلك إدراك أن حفظك بالفعل لم يرق بعد لئن يكون مثل الفاتحة ؛ ذاك المقام الرفيع. لا تحزن ... إن أوقفك أحد على حقيقة حفظك وأنها دون الفاتحة ويجب عليك شكره فقد أسدى إليك معروفا ؛ إذ صحح مسارك قبل فوات الأوان لا تحزن .. عندما تجد من حفظ القرآن في عامين فقط أقوم منك حفظا وأفضل استحضارا وقد حفظته أنت في خمس سنوات حسوما ؛ اجلس معه واسأله ماذا صنع ، بالتأكيد أنه كان أكثر اعتناءً بالأوقات وأقل كلفة لا تحزن .. عندما (تقتني) إجازة في (لمح بالبصر) ويكتب لك فيها بـ (أغلى الأحبار) أنك ذاك الحافظ المتقن ثم إذا قيل لك غدا مسابقة في حفظ القرآن كاملا فتعاين حفظك فلا تجد في جعبة ذاكرتك إلا حطاما وآثارة من حفظ ، واعلم أن العبرة بما تعلمه عن نفسك وليس بما يقوله الناس عنك ؛ فالناس لا تراك حين تراجع وحين تقوم .. فقد راسلتني ذات مرة فاضلة بشكوى حارة: حفظت - زعموا - وحملت أعلى الشهادات وترقيت في مركز التحفيظ حتى صرت مشرفة تعليم ، الحقيقة أن حفظي كان كسراب بقيعة إذا أردته لم أجده شيئا ..... يجب أن تحزن ويجب أن تحزني ... إن علمتما أن هناك من يراجع كل يوم ما سبق وإن كان 10 أجزاء ، سوى التحضير الأسبوعي ، سوى قراءة ثلاثة أجزاء ، سوى الاستماع ، وأنت وأنتِ وأنا نتقلب في فراش الراحة ونتدثر بدثار الأماني .. لا تغتر .. بقول من يقول: سورة كذا صعبة جدا ، فهو ليس أنت ، وأنت ليس هو ، وقبل أن تقتنع بكلامه ، سل هذا ( المثبط ) : هل راجعت هذه السورة 200 مرة ؟ فإن أجابك بقوله : لا ، فقل: اتق الله وإن أجابك بقوله : نعم - وهذا مستحيل - فكن أنت الذي يقول للناس: سورة كذا سهلة جدا !! ذات مرة ، قال لي أحدهم : سورة كذا صعبة ، فتوقفت كثيرا عن حفظها ، فلما أردت معالجتها بالحفظ وجدتها كسائر السور تحتاج إلى تكرار وصلاة ودعاء وتوكل وإنابة وتسميع للغير ، فحفظتها ، والمخطئ في هذا الموقف هو أنا ؛ لأنه كان يتحدث عن نفسه لا يتحدث عني ، كما أني لم أتلفت إلى حال المتكلم مع القرآن من حيث التقصير أو الاهتمام ، وهل له حق التقييم أم لا ، علام يقتل أحدكم أخاه ، هذا إذا حكمنا عليه بحسن النية والنصح الخالص لكتاب الله وأنه لا يحمل لي غشا أو حسدا ... فانتبه وفقنا الله وإياكم
-
قد يتعثر الجواد ولكنه يقوم سريعا ، وقد يبطئ الفرس ولكنه ما عهدناه إلا سريعا ، وقد يصعب العمل ولكنه بالاستعانة يكون يسيرا ، فاعتبروا يا أولي الاشتياق لحفظ أعظم كلام .. أرقى بيان .. كلام ربنا الرحمن ولولا الملام لقلت: إن لأشم رائحة الجنة بين دفتيه د. سعيد حمزة
-
ربما أكون مبالغا إن قلت: إن حفظ القرآن الكريم كائن حي أعيش معه أفتقده إن غاب .. أحب حديثه .. أهنأ بالسهر معه .. حفظ القرآن الكريم ليس فقط حفظ حرفٍ أو ضبط كلمة وإنما هو روح تسري في الجسد وينبض بها القلب .. أتساءل ... ماذا سأفعل عندما أنتهي من حفظ القرآن ؟ هل سأفرح حقا ؟ وماذا عن تلك الليالي المقمرة التي عشتها مع أجمل صاحب .. أكرر حلاوته .. وأتدبر معانيه ها أنا أسمع صوتا .. نعم صوت دافئ .. سأكون معك ما دمت معي أنا صاحبك وأنت صاحبي حقا يا صاحبي .. لن تفارقني ؟! نعم ... ليس فقط في الدنيا .. بل سأكون لك أنيسا عندما تكون وحدك بلا أصحاب سآخذ بيديك حتى ندخل معا جنات تجري من تحتها الأنهار .. سأرتقي بك درجات ودرجات .. كيف لا وقد تركت كثيرا من أجلي .. وضحيت كثيرا من أجلي .. ورفعتني في أعلى الدرجات .. نتعاهد على ذلك يا صاحبي .. ألا أتركك وألا تتركني .. أعاهدك ... بشرط .. دع لي قلبك .. وأنا أشترط عليك يا صاحبي .. . ألا يرجع لي قلبي .
-
بمناسبة دخول الكليات: ذات عام .. كان مجموعة من شباب كلية يحفظون عندي القرآن بواقع 8 أرباع في الأسبوع (حالة خاصة بظروف خاصة ولا أنصح بذلك الآن) ... وعندما اقترب موعد تسليم مشروع التخرج وجدتهم ذات مرة يتهامسون فيما بينهم وخلصوا نجيا .. قلت لهم: ما خطبكم؟! قالوا: بصراحة نريد تقليل الوِرد من أجل المشروع .. قلت : لا وألف لا .. القرآن لا يتأخر.. قالوا: ظروفنا صعبة جدا قلت: وما تريدون بالضبط؟ قالوا: نريد أن نحفظ ربع حزب في اليوم ، أي 7 أرباع في الأسبوع ، أي نقلل ربعا واحدا .. فقبلتُ ذلك .. فما رأيت فرحة على وجوههم مثل ما رأيت ذلك اليوم !!! من ذكريات أبطال القرآن ...
-
من يسمح لنفسه بترك واجب من الواجبات تحت أي مسمى من الاعتذارات الجاهزة المعلبة من ضيق الأوقات والمصالح وغير ذلك فهو بذلك يعلن عن سقوط دولة الهدف الذي خطط له ، والذي لا يعمل لهدفه فهو يستهزئ بهدفه ويسخر من نفسه ويعبث بعمره
-
الأيام تمضي الأسابيع تمضي امض معها ولا تقف مكانك وما هي إلا أيام قلائل وتسعد بحفظ قوي متين بإذن الله
-
لطلبة المدارس والكليات .. - اجعل مادة حفظ القرآن الكريم مادة أساسية في جدولك اليومي بحيث يكون له مكان أساسي في خريطة اليوم ، ولا أخبرك عن البركة التي ستحل على أوقاتك وفهمك ، ولن تقتطع شيئا من وقتك إلا عوضك الله خيرا في مذاكرة المواد الدراسية من فهم ترزقه أو علم ييسر عليك. - كن طالبا متميزا بذكائك ؛ ابدأ عامك الدراسي كما ذكرت لك ، وسوف ينتهي عامك الدراسي (300 يوما) وأنت تحفظ نصف القرآن (300 صفحة) هذا إلى تفوقك الملحوظ في الدراسة بإذن الله. ومما أذكر أن ثلاث تلميذات كن قد بدأن الحفظ عندي عام 2007 م ، إحداهن كانت في الصف الثالث الثانوي وصاحباتها في الصف الثاني الثانوي ، والنظام عندنا في الحلقات القرآنية نظام المدرسة لا فرق .. وكانت النتيجة آخر العام لكل من الثلاث: طالبة الثانوية العامة: 98.9 % وهي الآن طالبة متفوقة في كلية الهندسة وطالبتا الصف الثاني الثانوي .. إحداهما كلية الهندسة والأخرى كلية الفنون الجميلة ، وكلهن خاتمات للقرآن إلا إن إحداهن هي ليست مجرد خاتمة وإنما معلمة قرآن متقنة جدا . لكن لابد ألا ننسى أن هؤلاء الفتيات كن قد رزقن آباء يدفعون بهن إلى القرآن دفعا مع التوازي بين القرآن والدروس المدرسية خلاف بعض أولياء الأمور الذين يرهبون أبناءهم من الانخراط في غير شيئ سوى الدورس المدرسية دون التنويع أو الترويح عن النفس. ولا يفوتني أن أذكر غلاما كان أيضا في الثانوية العامة وطالبا عندي في الحلقة وهو الآن معيد بكلية الطب .. القرآن رفعة في الدنيا والآخرة قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وفي قراءة : فلتفرحوا هو خير مما تجمعون كل عام وأنتم بخير عام دراسي موفق بإذن الله وختم بإتقان للقرآن الكريم سعيد حمزة
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لكل من تريد حفظ القرآن وتريد من يحفزها تابعينا مع قصص من حفظوا القرآن كيف حفظوا واتموا حفظهم وكيف تغلبوا على أنفسهم ؟؟ كي نتعلم منهم ونأخذ بنصائحهم وأيضا مع مقولات للتحفيز والتشجيع والحماس وهي مساحة مفتوحة لكن جميعا ومع اول قصة هكذا حفظت سورة الاعراف كنت آنذاك ابن 18 عاما وكنت في إجازة صيفية ، وكان لدي أوقات كثيرة بنسبة 24 ساعة / اليوم! فعمدت إلى الكتب التي في مكتبتي الصغيرة آنذاك فأنهيتها في أيام قليلة .. ثم انتبهت .. لماذا لا أقضي جميع وقتي في قراءة القرآن الكريم ؛ فإنه كتاب لا يخلق على كثرة الرد ، نعم .. كانت هذه البداية لعصر جديد وانفتاح عظيم على القرآن الكريم فرحت جدا بهذا القرار ، وتعجبت كيف لم يكن ذلك في حساباتي في أول الإجازة .. لم أقض وقتا طويلا في الندم على ما فات من الإجازة ؛ فقد قضيته بطريقة جيدة إذ قرأت فيه طائفة من الكتب الرائعة .. قرأت كثيرا ... وختمت كثيرا في أيام قليلة ، وأنا فرح بنعمة الله ، وكان أكثر ما يؤرقني بدء الدراسة وانتهاء هذه الرحلة السعيدة مع القرآن .. وذات ليلة .. كنت أقرأ في سورة الأعراف ، وكنت مصابا بنوبة برد وزكام عنيفة ، فتوقفت عن القراءة للحظات إذ كان قد شغلني النظر إلى شيئ ؛ فقد كنت أحفظ خارج البيت أمام خليج أبي قير وسط الزروع الكثيفة وبعض من الحشرات الأليفة كالثعابين والسحالي !!! ثم عدت إلى قراءتي في سورة الأعراف .. وفجأة .. ما هذا ؟ ما الذي حدث منذ قليل .. وماذا كان مني الآن ؟ يا إلهي .. لقد كنت أردد آيات لم أكن أحفظها من قبل غيبا عن ظهر قلب دون شعور أو جهد في استدعائها .. نعم .. لقد كانت كثرة القراءة سببا عظيما في ذلك .. كدت أطير فرحا لهذا الفتح الجديد .. كم كنت غافلا عن ذلك .. كيف لم أقرر حفظ القرآن في أول لحظات تلك الإجازة الصيفية السعيدة ؟ لا وقت للندم .. الآن .. ماذا يا سعيد ؟ سأحفظ الآن وليس إلا الآن .. سعيد ... أنت مزكوم .. ابدأ من الغد ! ولمَ لا يكون الآن ... وكم ذاكرت للمدرسة والكلية وأنا محموم ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير بدأت الحفظ .. مفاجأة أخرى لقد أنهيت حفظ الربع الأول من السورة في 30 دقيقة فقط .. حفظا قويا - في رأيي - ! حسنا .. لا أبرح حتى أحفظ سورة الأعراف كاملة أو أمكث إلى الصباح .. ولم أحتج أن أمكث إلى الصباح ... فقد تحقق لي ما أردت خلال خمس ساعات فقط لم أكد أصدق نفسي .. خمس ساعات فقط !! ربما يكون حفظا هشا .. ركيكا .. لا وقت للإرهاصات .. قم الآن إلى الصلاة .. توضأت .. كبرت .. وصليت بالسورة كاملة في ركعتين ... أجمل ركعتين ! وكانت بداية ونقطة تحول في حياتي القرآنية ... ولعل ما قصصته الآن بداية لحلقات أخرى في رحلتي مع القرآن .. بإذن الله تعالى د سعيد ابو العلا فهيا نحن نستطيع بعون الله فقط نريد (إخلاصا وعزما وإصرارا وإستعانة بالله ) فهيا قومي للحفظ >> هيا إلى الجنة بعون الله وانتظرونا مع المزيد
-
فاءل فالله لن يضيعنا أحثكم على التفاؤل ، وفي أشد اللحظات حرجًا لا أجد علاجًا إلا حسن الظن بالله . وهذا هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم . فهو لم يرى الظلام يوما رغم وجود السواد من حوله : 1- متفاءل وهو يرى حول الكعبة (360)صنما ! وأين هذه الأصنام اليوم ؟. 2_ متفائل وهو يرى المشركين يطوفون حول الكعبة عراة وتهراق الخمور وتقرب القرابين للأصنام! واليوم الملايين من المسلمين يطوفون حول الكعبة ولا تجد مشركا يجرؤا الدخول لحدود الحرم فكيف بالحرم !. 3_ متفائل وهو يرى بيوتات المشركين حول الكعبة وهو وحده في غار حراء يوحد الواحد الأحد! حيث كان عليه السلام يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان ويقضى وقته في العبادة والتفكر والتأمل ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك وظلم للضعفاء واستعباد للعبيد ووأد للبنات . من غار حراء شعَّ نور النبوة فشق حجب الظلام وتألق في كل الأرجاء، وبدد بكلمة التوحيد جحافل الشرك، وتحطمت الأصنام ولقد صدق من قال: خلاصة الدين في الغارين: في غار حراء تعبد وتأمل في الحياة وتفكر في الكون وتعلم للقرآن وتدبر لآياته . وفي غار ثور مرابطة ومجاهدة وتوكل وسكينة وجهاد لأعداء الله. أرأيت كيف كان حبيك صلى الله عليه وسلم يتعبد الله في ذلك الوقت المظلم بالشرك والكفر . ألا يأخذك ذلك المشهد الروحاني لنبيك وأنت تتخيل صورة الزمان المليء بالمنكرات يعج عجا ، وكان حبيبك في غار حراء يعبد ربه لم يخنع لهواجس النفس ليحدثها بالإحباط واليأس وهو يرى من حوله يكفرون بالله ويشركون به بل كان يتطلع لمستقبل جميل ، وتحقق حلمه - بأبي هو وأمي - فأسلم من أسلم و بنى بيت الإسلام بتفاؤله وثقته بربه . تفاءلوا يرحمكم الله ، ألا إن نصر الله قريب ، ألا إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور ( الشيطان ) ابتسم فغدًا سيشرق فجره لا محالة . .......... هاني حلمي
-
كيف نثبت وطبيعة القلوب الزيغ والتقلب؟ روى البخاري عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان. أثبت أخى فى زمن البليات كيف نثبت وطبيعة القلوب الزيغ والتقلب؟ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ بِالْفَلاةِ تَعَلَّقَتْ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ " . كذلك شان القلوب فى الزوغان والتقلب بين الكفر والإيمان كان أكثر دعاء النبى صلى الله عليه وسلم :" يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك" من آثار البليات والمصائب والمحن أن تزيغ القلوب وأن تتردد الأنفس وتجد الأرض تهتز من تحت قدميك قال تعالى :" إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ" (التوبة :45) إذا لم تكن العقيدة صلبة إذا لم يكن الإيمان راسخ فإنها تذل أقدام لذلك علينا ان نتذكر دوما هذه المعانى معانى التثبت لأفئدة وقلوب المؤمنين فى أزمان تشيع فيها الفتن و المحن لذلك أثبت أحد ما هى الوسائل والأسباب التى تساعد العباد على الثبات فى زمن البليات ؟ الإخلاص:قال سلفنا الصالح :" يا نفس اخلصى تتخلصى " قال تعالى :" وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ " (البينة :5) قال تعالى :" وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19( إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20( وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21("(الليل :19-21) انت لست بإمكانياتك ولا أموالك ولا محسوبياتك انت لست بنفسك إنما أنت بالله اجعل القصد لله الصمد الذى ترجع إليه حوائج العباد قال تعالى :"فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ " (التكوير :26) قال تعالى :" وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ" (الصافات :99) إذا هدى القلب ثبت الصدق:الفرق بين الإخلاص والصدق : الإخلاص : يوحد القصد والهدف الصدق : يوحد الوسيلة قالوا عن علامة الصادق: ألا يفتر عن الجد ، ولا يصبر على صحبة ضد ، ولا يذكر مع الله عبد. قال تعالى :" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهۖ"(الأحزاب :23) من علامة الصدق :أن يجد اللذة قبل الطاعة من علامة الإخلاص : أن يجدها أثناء الطاعة من علامة القبول : أن يجدها بعد الطاعة شيخ الإسلام ابن تيمية قال: "إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتَّهِمهُ، فإن الرب تعالى شكور." قال ابن القيم معقباً عليه:" يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول". مدخول :أى به ما به من شوائب ورياء وسمعة الذكر:لأن الذكر يطمئن القلب قال تعالى : "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "(الرعد :28) قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال :45) ذكر الله يثبت -----> يطمئن لأن الغفلة هى التى تبعث على الإعوجاج الغفلة بيئة الشيطان الشيطان يستطيع أن يفتك بك فى أوقات الغفلات إذا تحصن العبد بالحصن الحصين الذكر لا يستطيع الشيطان أن يقربه ارفع شعار لا تفتر عن ذكر الله أكثر من الإستغفار أدمن لا إله إلا الله من أدمن لا إله إلا الله على لسانه فى حياته يوفق لها عند الممات فتأتى المثبتة له فى لحظة الممات. القرآن :اسألك بالله منذ رمضان الماضى ختمت القرآن كم مرة ؟ القرآن سيكون جوابك فى قبرك عند السؤال عن عملك القرآن شفاء ورحمة فينزل على الإنسان بلسم لجراحات الواقع قال تعالى :" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" (الإسراء :82) علينا أن نكون الآن أكثر تمسكا بالقرآن قراءة وتأمل وتدبر وعمل وتحاكما وكيف نقول لا حكم إلا حكم القرآن ثم لا ننفذه على أنفسنا وبيوتنا !! القرآن شفاء للأبدان وشفاء للجنان فيثبت قلبك فتثبت فى هذا الزمن. سماع المواعظالموعظة لها أثر بالغ فى التثبيت قال تعالى :" وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوْا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوْا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوْهُ إِلاَّ قَلِيْلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوْا مَا يُوْعَظُوْنَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيْتًا". (سورة النساء : 66) هناك موعظة عملية وموعظة قولية عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ بَيْنَهُمَا ، وَأَبْوبٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلا تَعْوَجُّوا ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ إِنْسَانٌ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكِ الأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ فَالصِّرَاطُ الإِسْلامُ ، وَالسُّتُورُ : حُدُودُ اللَّهِ ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظٌ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " لو استجبت لواعظ الله فى قلبك لو استجبت للرسائل التى يرسلها الله اليك لثبتك الله قيام الليلقال تعالى :" إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً " (المزمل :6) قيام الليل من أعظم أسباب الثبات قيام الليل من أعظم أسباب الإستقامة قال تعالى: " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (هود:112) اجعل لك وردا ثابتا من الليل تحافظ عليه ولو أن تصلى كل ليلة بأيسر ما يكون عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ " صححه الألباني في صحيح أبي داود (1264( لو أنك تواظب على قيام الليل بعشرة أيات تقرا فيها بالمعوذتين لو انك تداوم عليها وتحافظ عليها سيحفظك الله عز وجل أن تكون صاحب رسالة وصاحب عقيدةمن الذى يثبت وقت الفتن؟ أهل العقيدة السليمة اهل الرسائل الواضحة صاحب العقيدة الصلبة هو الذى يثبت أمام الفتن اما اهل الهوى وأهل الشكوك والشبهات أولئك الذين تعصف بهم ادنى ريح فى العقيدة لا تنازل كن صاحب عقيدة تثبت مختصر من خطبة "أثبت أحد "للشيخ هانى حلمى
-
العلم عبادة القلب يورث الخشية وتعلمه قربة ومدراسته ذكر والبحث فيه جهاد وتعليمه صدقة عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللّهمّ انفعني بما علّمتني، وعلّمني ما ينفعني، وزدني علما، والحمد للّه على كلّ حال» رواه الترمذي وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان من دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع » النسائي (8/ 284) عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «سلوا اللّه علما نافعا، وتعوّذوا باللّه من علم لا ينفع» رواه ابن ماجة (3843) واللفظ له فاللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما ينفعنا ونعوذ بك من علم لا ينفع فهيا تحتسب ونجدد النوايا ونخلص العمل لله كي يرزقنا الله علما نافعا ونضاعف الأجر بعون الله 1- أن تعبد الله على بصيرةقال جل وعلا : { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي } يوسف108 2-تزكية النفس بالعلم من الجهل والابتداع والشرك قال تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }الشمس9 3- التعبد لله بمدارسة العلم قال قتادة ( باب العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول ) يعني سنة وقال الشافعي : ( طلب العلم أفضل من صلاة النافلة ) . 4- تكثير سواد المسلمين وأن تجعل لهم الغلبة والالتقاء بعباد الله المؤمنين الصالحين . 5- تنوي الانقطاع لله عز وجل في المسجد مدة الدراسة . 6- عن أبي هريرة وعبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهم- قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» أخرجه البزار 7-العمل بما نتعلم :: عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقيّة قَبِلَتِ الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع اللّه بها النّاس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنّما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين اللّه ونفعه ما بعثني اللّه به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا. ولم يقبل هدى اللّه الّذي أرسلت به. قال أبو عبد اللّه: قال إسحاق: وكان منها طائفة قيّلت الماء قاع يعلوه الماء، والصّفصف: المستوي من الأرض» البخاري 8- تنوي بطلب العلم النضارة يوم القيامة وفي الدنيا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ؛ فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا : إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم . وقال : من كان همه الآخرة ؛ جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا ؛ فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ) السلسة الصحيحة برقم 404 9- يستغفر لنا من في السموات والأرض::لقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «______ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ _______ » ".رواه الترمذي (2682). 11- تنوى أن تنال رضا الله ورضا الملائكة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا طَلَبَ ) صحيح رواه أحمد برقم 17404 12- أن يجعل الله طلب العلم سبباً لك في دخول الجنة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ــــ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ــــ ) رواه مسلم برقم 4867 13-أن تأخذ شيئاً من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) صحيح رواه الترمذي برقم 2606 14-تنوى تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وتبليغ دين الله ففي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) البخاري برقم 3202 15- أن يكون لك أجران :: عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين. الرّجل تكون له الأمة فيعلّمها فيحسن تعليمها ويؤدّبها فيحسن تأديبها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب الّذي كان مؤمنا ثمّ آمن بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فله أجران، والعبد الّذي يؤدّي حقّ اللّه وينصح لسيّده»رواه البخاري 16- تتعلم العلم لتعلمه للناس بسبب ثناء الله عز وجل على العبد وصلاة الملائكة عليه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) رواه الترمذي 17- تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر على بصيرة ، {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104 18- رجاء أن يهدي الله بك رجلاً يكون لك خير من الدنيا وما فيها لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه ( ــ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ــ ) البخاري برقم 2724 19-تنوى بطلب العلم أن يرفعك الله درجات ، قال تعالى { َيرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11 20- تنوى أن تتعلم لتزداد خشية لله جل وعلا، قال تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر28 21- تنوى أن تنال مثل أجور من تدعوه إلى طاعة الله وفعل الخيرات على بصيرة ، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) مسلم برقم 4831 23- طلبة العلم هم وصية رسول الله في الحديث الذي رواه ابن ماجه وحسنه الالبانى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوالهم مرحبا بوصيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واقنوهم _قيل : وما اقنوهم , قال: اى علموهم ._ 24- اداء فريضة روى الطبرانىوصححه الالبانى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم "وفى رواية أخرى على كل مؤمن . 25-صدقة جارية عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في صحيح مسلم قال:" إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث ,, صدقه جاريه أو علم ينتفع به أو ولدصالح يدعو له " 26-النجاة..قول أميرالمؤمنين على رضي الله عنه قال لكميل: الناس ثلاثة ,, فعالم رباني ,, وعالم متعلم على سبيل النجاة ,, وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنورالعلم ولم يلجؤا إلى ركن وثيق . ثم قال: يا كميل العلم خيرا من المال ,, العلم يحرسك وأنت تحرس المال ,, العلم يُزكي على المال ,, المال ينقصه النفقة ,, والعلم يزيدك . 27-ان تكون ممن امتدحهم رسول الله فعن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الترمذى انه صلى الله عليه وسلم قال :ـإنما الدنيا لأربعه نفر: عبدا رزقه الله مالا وعلما فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمهويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل ,, وعبدا رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهوصادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فهو اجرهما سواء وهذا,, وعبدا رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقى فيه ربه ولايصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فقال صلى الله عليه وسلم فهذا بابخث المنازلوعبدا لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لى مالا لعملت فيه بعمل فلان فهوبنيته فوزرهما سواء " 28- وجوب محبة الله جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتجالسين فيّ ) حديث صحيح 29- أمر الهي للانسان من خلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) طه 30- أهل العلم هم الثقات العدول الذين استشهد بهم الله( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ال عمران 31- العلم مقدم على القول والعمل(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19) محمد عن عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلّا اللّه دخل الجنّة» رواه مسلم (26). 32- العلم افضل الجهاد لانه جهاد بالحجة والبيان(فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) الفرقان 33- لم يجعل التحاسد الا فى امرين بذل العلم وبذل المال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا حسد إلا فى اثنتين رجل آتاه اللهالقرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار و رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناءالليل وآناء النهار) رواه البخاري} الحسد في الحديث هو الغبطة وليس الحسدالمحرم الذي هو تمني زوال النعمة من الغير{ 34- كل ما فى الدنيا هالك الا اهل العلم وطلبته عن أبى هريرة قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم "صححه الالبانى 35- الفقه فى الدين اعظم المنن عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) صححه الالبانى وهو فى الصحيحين . 36- من اوتى العلم اوتى خيرا كثيرا(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) البقرة 37- قصد الآخرة والجواب عن سؤال عن عمره فيما افناه و..قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِحتى يُسألَ عنْ أربع ٍ عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْمالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ". رواه الطبرانى 38- صرف نعم الله فى طاعته عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) [رواه البخاري] 39-التقرب الى الله بالنوافل عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه } . [رواه البخاري:6502] . 40- جهاد في سبيل الله وهو بجهاد النفس في الطلب والصبر . 41- اتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم . 42- دفاع عن الدين ونصرة له . 43- تصحيح أمور دينك وعقيدتك . 44- تنوير القلب وتحلية الباطن . 45- من باب ذكر الله وشكره وحسن عبادته . 46- مساعدة المسلمين وتفريج كرباتهم وذلك بتعلمك أمور في دينك قد تفيدك في ذلك أو تعليمك إياهم العلم . 47- القدوة الحسنة للمسلمين والمسلمات بالجمع بين العلم والعمل والخلق . 48- بر الوالدين وادخال السرور على قلبهما . 49- أن تعمل بما تعلم . 50-تربية نشأ صالح على عقيدة سليمة ينصر دين الله . العلم عبادة القلب يورث الخشية وتعلمه قربة ومدراسته ذكر والبحث فيه جهاد وتعليمه صدقة
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهرس مشروع "حفظ للجنة" بطريقة الحصون الخمسة التعريف بالمشروع ودور المنتدى الدخول إجباري أسماء المشتركات في مشروع " حفظ للجنة" ولتقلي إستفسارتكم فهرس الجدوال جدول (1) من مشروع " حفظ للجنة"
-
الجيل الجديد : موظف لموهبته . بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ..أيها الأحبة في الله .. من صفات الجيل الموعود أن يكون عارفًا بنفسه ، ومن عرف نفسه عرف ربه ، مستكشفًا لإمكانياته ، موظفًا لمواهبه حيث يحب الله ويرضى ، حيث يفيد وينفع . فيا أخي .. عليك أن تتعرف على مواهبك التي منحك الله، فتوظفها في بابها، سواء علماً أو عملاً أو مهنة، فإن لكلٍ مذهباً ومشرباً ، قال تعالى : " قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ " [البقرة:60] وقال : " وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا " [البقرة:148] والناس أجناس، فحقٌ على العاقل أن يمهر فيما يجيد، وكلٌ ميسرٌ لما خلق له، ومن يلاحظ حياة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن كل واحدٍ منهم أجاد في بابه. فـأبو بكر ضرب في كل غنيمةٍ بسهم، ولكنه برز في الخلافة والقيادة مع العدل والزهد والإخلاص والصدق. و عمر قوي في ذات الله، شديد على أعدائه، عادلٌ في حكمه. و عثمان رحيمٌ شفوقٌ ذو تهجدٍ وصدقات وبرٍ وحياءٍ ورقة. و علي شجاعٌ صارمٌ خطيبٌ نجيبٌ فقيه. و أُبي سيد القراء، و معاذ إمام العلماء، و خالد رمز الأبطال، و ابن عباس ترجمان القرآن، وحسَّان بن ثابت مَقدم الشعراء، و زيد بن ثابت كبير علماء الفرائض، و أبو هريرة شيخ الرواة، وهكذا. فاكتسب معارفك بنفسك، بمهارتك، بتجاربك، بمزاولاتك للأعمال، بمباشرتك للحياة. فالسؤال : هل تعرف من أنت ؟ هل تدري ما هي إمكانياتك ؟ هل تستثمر موهبتك بشكل فعال ؟ البداية من هنا ، حين تعرف قدراتك وتحسن استغلالها ، ولن يكون هذا إلا بالممارسة العملية والتجربة الميدانية ، فهيا للعمل هاني حلمي
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بشرى سارة عودة دروس الإنسيبك للشيخ / هاني حلمي >> فهلموا يا " وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ" قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا،سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ،وَالْمَلاَئِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ،وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ،وَمَنْ فِي الأَرْضِ،وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ،وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ،كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ،إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ،إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا،وَأَوْرَثُوا الْعِلْمَ،فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ."[أخرجه ابن حبان في صحيحه (1 / 289) (88) ] قَالَ ابن حبان –رحمه الله- : فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ الْعُلَمَاءَ الَّذِينَ لَهُمُ الْفَضْلُ الَّذِي ذَكَرْنَا ، هُمُ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ عِلْمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، دُونَ غَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ الْعُلُومِ. أَلاَ تَرَاهُ يَقُولُ : الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَالأَنْبِيَاءُ لَمْ يُوَرِّثُوا إِلاَّ الْعِلْمَ . وَعِلْمُ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم سُنَّتُهُ ، فَمَنْ تَعَرَّى عَنْ مَعْرِفَتِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ وَرَثَةِ الأَنْبِيَاءِ. [صحيح ابن حبان - (1 / 290) ] فموعدكم إن شاء الله تعالى يوم الخميس القادم 26- 9- 2013 الساعة :: الثامنة والنصف بتوقيت مصر علي الإنسيبك (الغرفة الصوتية ) اسم الغرفة :: Sheikh Hany Hilmy وسيتجدد اللقاء إن شاء الله في نفس الموعد أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع إن شاء الله تعالى ومع شرح كتاب الأدب المفرد تم اختيار الكتاب لأنه يجمع بين التربية على الآداب وفي نفس الوقت يجمع مجموعة مهمة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي نحتاج إليها الآن في بناء الجيل الجديد . لتحميل الكتاب من هنا ولمعرفة كيفية تحميل برنامج الإنسيبك وتثبيه على الجهاز وكيفية دخول الغرفة الصوتية ادخل هنا فهلموا إلى حضور مجالس العلم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ينفعنا ننتظر حضوركم فكونوا على الموعد وادعوا أصدقائكم واحتسب 1- طريقا للجنة و يستغفر له من في السموات والأرض وتكون من ورثة الأنبياء :: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا،سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ،وَالْمَلاَئِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ،وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ،وَمَنْ فِي الأَرْضِ،وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ،وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ،كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ،إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ،إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا،وَأَوْرَثُوا الْعِلْمَ،فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ."[أخرجه ابن حبان في صحيحه (1 / 289) (88) ] 2- أن تعبد الله على بصيرة قال جل وعلا : { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي } يوسف108 3-تزكية النفس بالعلم من الجهل والابتداع والشرك قال تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }الشمس9 وأكثر من ذلك سيتم إفراد موضوع له إن شاء الله تعالى فتابعونا
-
ظاهرة تحتاج لوقفة سريعة : بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ... انتشرت بين الشباب لغة قبيحة لا أدري أهو استفزاز الواقع فحسب أم أنه سوء في التربية أو قلْ " انعدام التربية " فحيتما يتناقل الشباب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي " السباب الفج " الذي ما أعرف إنسانًا متدينا يتلفظ بمثل هذا ، أو يضع المقتطفات أو المقالات المليئة بمثل هذا . فأين هم من قول النبي صلى الهل عليه وسلم : " سباب المسلم فسوق " [متفق عليه ] وقوله صلى الله عليه وسلم :" سباب المسلم كالمشرف على الهلكة " [رواه البزار بإسناد جيد ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .[رواه مسلم ] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ العهد على ذلك من الصحابة في أول إسلامهم ، أسلم رجل فقال للنبي صلى الهل عليه وسلم :" اعهد إلي " قال : لا تسبن أحدا . قال : فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة . [رواه أبو داود وصححه الألباني] وفي رواية ابن حبان قال صلى الله عليه وسلم :" وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه ودعه يكون وباله عليه وأجره لك ولا تسبن شيئا قال فما سببت بعد ذلك دابة ولا إنسانا " فإياك وسماع أو قول مثل هذا ، إياك وقول ( ابن ...) أو نحوها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل : يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه [ رواه البخاري ] ليس بسوء الأخلاق تنصرون ليس بانتشار السباب بهذا الشكل الخطير .. تنصرون ليس بالسخرية المنهي عنها شرعًا ... تنصرون . فلسنا نصنع بمن يعصي الله فينا إلا بأن نطيع الله فيه . ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب . من أخلاق الجيل الراشد .. من أخلاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...." الحلموالحكمة " قال صلى الله عليه وسلم :" إن فيك إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة " [رواه مسلم ] ومن طبائع الفتن عدم الاستماع لصوت الحكمة : وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل تدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا قال لا قال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال له الرجل أمجنونا تراني . [ متفق عليه ] هاني حلمي
-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين . رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال: صحيح على شرطهما . وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب . الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن معنى الدعاء المذكور طلب المؤمن من الله سبحانه وتعالى ودعاؤه باسمه الحي واسمه القيوم والاستغاثة برحمته في أن يصلح له شأنه كله وألا يكله إلى نفسه، أي لا يسلمه إليها ويتركه طرفة عين أي تحريك جفن وهو مبالغة في القلة، ومعنى القيوم أي القائم بنفسه المقيم لغيره. قال ابن القيم رحمه الله تعالى : فالقيوم : القائم بنفسه المقيم لغيره . انتهى . وفي مرقاة المصابيح : عن أنس أن رسول الله كان إذا كربه أمر أي أصابه كرب وشدة يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أي أطلب الإغاثة وأسأل الإعانة . انتهى. وفي معنى لا تكلني إلى نفسي طرفة عين. قال المناوي في فيض القدير : لا تكلني أي لا تصرف أمري إلى نفسي أي لا تسلمني إليها وتتركني هملا طرفة عين أي تحريك جفن وهو مبالغة في القلة . انتهى ويقال هذا الدعاء عند الصباح والمساء، وعند الكرب والشدة. ولا حرج في الإتيان به في سائر الأوقات لأن العبد مفتقر إلى الله تعالى في كل وقت وحين مع التنبيه أن الدعاء به مستحب وليس بواجب . إسلام ويب
-
مشروع " حفظ للجنة " بطريقة الحصون الخمسة نقلا من صفحة "مركز استشارات الحفظ والمراجعة والمتشابهات اللفظية" جدول (2) من مشروع " حفظ للجنة"واجبات الأسبوع الثاني: (1) الحصن الأول: 1- القراءة المستمرة: استمر في قراءة جزأين كل يوم ، وليس نفس الجزأين كما يفهم البعض ، وإنما كل يوم جزآن مختلفان حتى تختم المصحف ثم تعود وهكذا ... 2- الاستماع المنهجي: استماع كل يوم حزب من القرآن الكريم في ختمة الاستماع ، وهي ختمة مستقلة ليس لها علاقة مباشرة بما تحفظه ، وليس المقصود أن تسمع كل يوم للحزب الذي ستحفظه. (2) الحصن الثاني 1-التحضير الأسبوعي: قراءة كل يوم الحزب الثاني بداية من قوله تعالى: أفتطمعون .. إلى قوله تعالى: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ... الموضع الثاني. 2-التحضير الليلي: تستمع على مدى 15 دقيقة ثم تقرأ على مدى 15 دقيقة لكل (صفحة) سوف تحفظها من الغد ، وإن كنت تحفظ صفحتين فضاعف الوقت .(والبداية من اليوم الجمعة ليلة السبت) 2-التحضير القبلي: تقرأ (قبل الحفظ مباشرة ) على مدى 15 دقيقة ترتيلا جهرا الصفحة التي ستشرع في حفظها. (3) الحفظ الجديد تحفظ إلى نهاية قوله تعالى: ... وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ، بواقع صفحتين كل يوم ؛ أي خلال 5 أيام ، ولك الحرية في اختيار يومي الراحة سواء كان مجتمعين أو متفرقين .. وليس لك أن تحفظ في أقل من خمسة أيام وذلك حفاظا على الالتزام ودعما للإتقان. أعلم أن كثيرا من المتابعين يحفظ هذا المقدار بامتياز ، ولكن يلتزم بالجدول لأن هناك منافع كثيرة في إعادة الحفظ بهذه الطريقة سوف تقف عليها بنفسك بإذن الله. (4) مراجعة القريب راجع كل يوم ما تم حفظه ، ولا تتنازل أبدا أن تراجع ما حفظته في الصلاة ، فإن تفعلْ أولا بأول فلا أحدثك عن روعة وثبات واطمئنان محفوظاتك. استغل كل وقت في تكرار محفوظاتك ، في الطريق وغيره .. والمراجعة بدون مصحف .. بدون مصحف .. بدون مصحف ... كن متوكلا على الله. (5) مراجعة البعيد لا يوجد. تنبيهات هامة: - لا يوجد بند في المشروع : ما قصرت فيه أقضه غدا ، هذه دعوة للفشل ، لا يوجد عندنا إلا: لا تنم حتى تأتي بكل ما عليك ولا حفظ بدون ذلك ، دعك من سيرتك الأولى من الكسل والتفريط والتمطيط والتنازل وتأخير القرآن. - من فاته شيئ من المشروع فليتزم من حيث هو المشروع. - الصفحة لا تتابع أحدا ولم تكوين أي مجموعة على النت بموافقتنا أو تحت إشرافنا. - الحق: المتابعة تكون على أرض الواقع بالذهاب إلى المشايخ والمعلمين والمعلمات ، ومن لا يملك ذلك على الحقيقة فيكون من خلال النت لا بأس ولكن دون تضييع أوقات ويكون المتصدر للمتابعة من أحفظ الناس وأحزم الناس ولا يصدر الناس في مجموعته إلا عن رأيه ، أما أن تُقضى أوقات طويلة في الشات والكلام فهذا خراب للعمر وإنما الأولى تقليل أو عدم الجلوس نهائيا على الفيس وغيره ما لم يكن لمصلحة دعوية ويكون محددا بوقت لا يمكن تعديه بحال. فهلموا يا غاليات إلى الجنة ولا تنسوا الدخول وكتابة تم عمل الواجب اليومي وعلى كل أخت قبل كتابة تم الحفظ أن تحتسب الآتي :: 1- تحفيز أخواتها على الحفظ وتشجيع أحدنا الآخر عللى الإستمرار 2-تثبيت أحدنا الآخر وشد أزر بعضنا البعض حتى الختم بعون الله 3- أن يعلم أخواتنا أن الأمر يسير بعون الله ولا يوجد في حفظ القرآن شيئا مستحيلا قال الله تعالى { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر:17] اعلمي أختاه أنك تحفظي كتاب الله عز وجل لله كي تصلي به للجنة فهيا سارعي وهلمي وتحفزي واخبري كل من تعرفيه كي لاتفوتهم الفرصة ملحوظهة هامة :: التحضير الليلي من الليلة ولمدة ربع ساعة إستماع لكل صفحة وربع ساعة قراءة لنفس الصفحة إن شاء الله تعالى هيا لاتتردي وخذي القرار وتابعينا إنه القرآن وها قد جائتك الفرصة لحفظه فلا تترددي واستعيني بالله وسيكون هذا الموضوع كفهرس للمشروع إن شاء الله تعالى
-
دراسة ربع المهلكات (6) قال المؤلف -رحمه الله - ( وهو يعدد مداخل الشيطان على القلب) فمن أبوابه العظيمة: (1) الحسد، و(2) الحرص، فمتى كان العبد حريصاً على شئ، أعماه حرصه وأصمه، وغطى نور بصيرته التي يعرف بها مداخل الشيطان. وكذلك إذا كان حسوداً فيجد الشيطان حينئذ الفرصة، فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته، وإن كان منكراً أو فاحشاً. ومن أبوابه العظيمة: (3) الغضب، و(4) الشهوة، والحدة، فإن الغضب غول العقل، وإذا ضعف جند العقل هجم حينئذ الشيطان فلعب بالإنسان. وقد روى أن إبليس يقول: إذا كان العبد حديداً، قلبنّاه كما يقلب الصبيان الكرة. ومن أبوابه: (5) حب التزيين في المنزل والثياب والأثاث، فلا يزال يدعو إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها، والتزين بالثياب، والأثاث، فيخسر الإنسان طول عمره في ذلك. ومن أبوابه: (6) الشبع، فإنه يقوى الشهوة، ويشغل الطاعة. ومنها: (7) الطمع في الناس، فإن من طمع في شخص، بالغ بالثناء عليه بما ليس فيه، وداهنه، ولم يأمره بالمعروف، ولم ينهه عن المنكر. ومن أبوابه: (8) العجلة، (9) وترك التثبت، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "العجلة من الشيطان، والتأني من الله تعالى" [ رواه الترمذي] ومن أبوابه: (10) حب المال، ومتى تمكن من القلب أفسده، وحمله على طلب المال من غير وجهه، وأخرجه إلى البخل، وخوفه الفقر، فمنع الحقوق اللازمة. ومن أبوابه: (11) حمل العوام على التعصب في المذاهب، دون العمل بمقتضاها. ومن أبوابه أيضاً: (12) حمل العوام على التفكير في ذات الله تعالى، وصفاته، وفى أمور لا تبلغها عقولهم حتى يشككهم في أصل الدين. ومن أبوابه: (13) سوء الظن بالمسلمين، فإن من حكم على مسلم بسوء ظنه، احتقره وأطلق فيه لسانه، ورأى نفسه خيراً منه، وإنما يترشح سوء الظن بخبث الظان، لأن المؤمن يطلب المعاذير للمؤمن، والمنافق يبحث عن عيوبه. (14) وينبغى للإنسان أن يحترز عن مواقف التهم، لئلا يساء به الظن، فهذا طرف من ذكر مداخل الشيطان، وعلاج هذه الآفات سد المداخل بتطهير القلب من الصفات المذمومة، وسيأتي الكلام عن هذه الصفات، إن شاء الله تعالى مفصلاً. في هذه الفقرة ذكر لأربع عشرة صفة مذمومة في الإنسان هي مداخل للشيطان ، وقبل شرحها نحتاج لواجب عملي مهم ، اقرأ هذه الفقرة جيدًا ، واكتب ما هي في رأيك أخطر هذه الصفات عندك ؟ حاوةل ترتيبها من حيث الأهمية والخطورة بالنسبة لك
-
لو ذنوبك كثيرة قال الله تعالى{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53]. يأتي الرجل إلى الْنَّبِيْ صلى الله عليه وسلم فيقول: " أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله قال: تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن قال وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى." [صحيح، الألباني، صحيح الترغيب(3164)]. الذنوب سوف تتحول إلى حسنات!! ولكن كيف تثبت على التوبة :: متخصصوا التنمية البشرية" يسمونها "فك الروابط" يقولون فيها: "كل شيء يتم برمجته في ذهنك بإحداثياته: الزمان، والمكان، والشيء، والشخص" لديك أربعة أساسيات تلك المؤثرات جميعًا تجتمع عليه سويةً فتجده "كالذي يساق آليًا بتحكم عن بعد" يجب عليك أن تقوم "بفك الأربع روابط"، وطبعًا "الحل الإيماني" وسنفصل فيه ونتحدث عن التوبة فهذا هو موضوعنا الأساسي، لكنني أتحدث عن الشق النفسي المرتبط بالموضوع، "فك الروابط"، ما هي الروابط الأربعة؟ احفظوها.. جميعها تبدأ بحرف الهمزة:: 1-أشياء 2- أشخاص 3 - أماكن 4- أزمان هاهم أربعة لا تنساهم، "أشياء"، "أشخاص"، "أماكن"، "أزمان" فهذه "حلول عملية" بجانب "الحلول الإيمانية" طبعًا والتي تتمثل في 1- تعظيم قدر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ، بأنك تكون موقن تمامًا بهذا المعنى { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ} [العلق:14] ألا تعلم بأن الله يراك!! هل تعلم ذلك!! {إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. احذر.. هناك كاميرا للمراقبة وتعمل باستمرار!! هناك كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، هناك حساب أمام الملك سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ على النقير والقطمير، على الصغير والكبير، على كل شيء، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾} [الزلزلة:8,7]. هناك حساب أمام الله تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ ما أنت فاعلٌ بهذه عندها؟ إذا سألك وقال لك ذلك يوم القيامة!! { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9]. يوم الفضيحة، ماذا سوف تفعل فما أنت فاعل بهذه الذنوب!! إن لم تتداركها بالتوبة 2-صدق التوبة :: لو أنك عاملت رب العالمين بصدق وليس بمكر، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43]. {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ} [فاطر:10].، من هو المَكَّار؟ الذي يتحايل فيقول دع المرء يعيش حياته ويقضيها بما شاء ثم بعد ذلك.. استغفر!! بعد كل شيء اعمل لك عمرة!! بعد ذلك تذهب للحج، وليس هناك أي مشكلة اطلاقًا، يأتي عليك رمضان القادم فابك بشدة واحرص أشد الحرص، وتنبه خاصة في الليالي الوترية لأن تلك الليالي من الممكن أن توافق ليلة القدر فتكون قد قمتها وشهدتها فابك جدًا فيها، وان فسلت!! فابدأ من جديد، ليس هناك مشكلة اطلاقًا... هذا اسمه مكار، قالوا: هذا مستهزيءٌ بربه، {اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة:15]. إحذر أن يلعب عليك الشيطان لعبًا كهذا، إنما إن كنت صادق.. صادق في توبتك، مخلص في توبتك، يا ربِ والله أتمنى التوبة، أريد أن أتوب، أتمنى أن تقبل توبتي، تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي، ليس لي رب سواك أدعوه، ليس لي ربٌ سواك أرجوه، ليس لي من أحدٍ سواك يا ربنا 3- وقفة اعتراف. الأمر الأول هو وقفة اعتراف خالصة {فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ} [الملك:11]. أول شيء أن ترفع شعار: "أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. فمات من يومه، أو ليلته دخل الجنة " [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6424)]. تشعر بذنبك، وذنبك ذلك ثقيل أم كما قال عبدُ اللهِ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه قال الْنَّبِيْ صلى الله عليه وسلم "إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أنْ يقعَ عليه وإنَّ الفاجرَ يرَى ذنوبَه كذبابٍ وقع على أنفِه قال به هكذا، فطار" [صحيح، صحيح الألباني، صحيح الترمذي(2497)]. "المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ" أن يحمل جبلاً على كتفيه!! كيف أقابلك بهذا يا رب!! أين أهرب بوجهي منك يارب!! وأما الفاجر والكافر "يرَى ذنوبَه كذبابٍ وقع على أنفِه قال به هكذا، فطار" [صحيح، صحيح الألباني، صحيح الترمذي(2497)]. يثبط..لقد انتهى الأمر لا شيء هناك، الأمر عادي، لا بأس.. هل جاءت فقط على هذه!! ما هي المشكلة إذًا !؟ ما هو الموضوع!؟ "وقالوا: "لا تنظر إلى صغر الذنب، ولكن أنظر إلى عظم من أذنبت في حقه"، هي هكذا حسنًا.. نظرة، كلمة، لم يحصل كذا، لم نخطيء في كذا.. بل هي هكذا والشيطان يهونها عليك، {وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} [الحج:18]. "هانوا عليه فعصوه، ولو عَزُّو عنده لعصمهم" لو كنت أنت عند اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ وجيهًا {وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا} [الأحزاب:69]. لو أنك عند الله هكذا بهذه الشكل لحماك، لحفظك، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ {إِنَّ اللَّـهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج:38]. هل أنت في منتهى السعادة لأن أسمك عند رب العالمين "ضائع"، اسمك عند الله "مذنب"، اسمك عند الله "فاسق" اسمك عند الله بالذنب الذي أنت تدمنه!! أسمك عند رب العالمين فوق هو "مدمن كذا"..!!؟ هل أنت سعيد بهذا!؟ كان الرجل من السلف يصعد على سطحِ بيته، ويناجي ربه في الليل ويقول: "يارب ما اسمي عندك يا علام الغيوب!؟ وما أنت فاعل بذنوبي يا غفار الذنوب!؟" ما هو اسمك عند رب العالمين سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ إذًا!؟ قال رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالصِّدقِ. فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا. وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ. ولم يُذكرْ في حديثِ عيسَى ويتحرَّى الصِّدقَ. ويتحرَّى الكذبَ. وفي حديثِ ابنِ مسهرٍ حتَّى يكتُبَه اللهُ." [صحيح، صحيح مسلم(2607)] "وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ-اسمه- صِدِّيقًا". "وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا" [صحيح، صحيح مسلم(2607)] اسمك عند الله صادق؟ أم أن اسمك كذاب؟ لأنك كلما تعود وتتوب تتوب كاذبا، أم أنك تتوب صادق!؟ أصدق الله يصدقك، أول أمر في الوقفات هو وقفة اعتراف، أول البداية. 4- إدمان الإستغفار:- "إدمان للإستغفار" ولم بالذات الإدمان للإستغفار!؟ رب العالمين سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ قال:{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا} [هود:3]. لفظة {ثُمَّ} هذه يقول عنها جماعة اللغة يقولون "ثم: للتراخي" يعني أعطني وقت، أريد أن استغفر وأخذ بعض الوقت، لكي يحصل ماذا؟ لكي لا تجد نفسك مقيد: فمثلا إذا قمت للصلاة تجد نفسك مقيد تقول لا أعلم والله، أتمنى ذلك، أقسم بالله أريد ذلك لكن لا أعلم، لا أستطيع، هناك شيء يقيدني!! هنا سوف أخبرك ماذا عليك أن تفعل، فقط عليك أن تأوي إلى الاستغفار، افتح دربك في طريق الاستغفار، وابدأ استغفر.. استغفر الله، استغفر الله، ستجد بأن لديك رصيد -والعياذ بالله- مثلاً دعونا نقول مثلاً في الخفيف عشرة آلف ذنب، ألف ذنب، مغلقين عليك كبلوك وقيدوك، فبالإستغفار تجدهم قد أصبحوا تسع مائة، ثم أصبحو كذا، ستجد نفسك وقد بدأت تفك فتتحرر، فتأخذ نفس.. هي كانت مطبقة عليك، تلك الذنوب أطبقت فكبلتك وقيدتك، عليك بالإستغفار.. وبالذات صيغ الإستغفار الواردة عن الْنَّبِيْ صلى الله عاليه وسلم مثل "سيد الإستغفار" التي قلناها قبل قليل، "من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. فمات من يومه، أو ليلته دخل الجنة " [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6424)]. أو تقول استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، "من قال: ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ) يقولها ثلاثا؛ غفر له وإن كان فر من الزحف" [صحيح، الألباني، صحيح الترغيب(1623)] أو أن تقول يا سيدي "استغفر الله"، استغفر الله، استغفر الله، تشعر بها.. فعندما تقولها في باديء الأمر لن تشعر بها، ثم مع الوقت.. وحينما يمر بك الذنب تفزع إلى "استغفر الله"، لكن عندما تقول استغفر الله.. هل تعلم أنك حينما تقف أمام رب العالمين وتقول "استغفر الله" تجدها وقد خرجت بحرقة!! خرجت وتغمرك "مشاعر الندم"، كلما يأتي على بالك ذنوبك، وقفتك أمام رب العالمين وهو يحاسبك على كل ذنب. استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، أدمن على الإستغفار... {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا ﴿١٣﴾} [نوح:10-13]. كأن من توقير الله تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ كثرة الاستغفار، أن تكثر من الإستغفار، هذه رقم اثنين. 5- ابدأ الآن غلق أبواب وطرق المعاصي:- لأنني سوف أبدأ أبني والأساسات أصلاً واهية!!؟ لا بد من قرارات، ولا بد من قرارات شجاعة، والقرار الشجاج ذلك بأيمان، "أقسم بالله، والله لن أفعل كذا"، ولو حصل ماذا!! بعقوبات، ليس لها حل سوى هكذا، عبدالله بن رواحه عندما وجد نفسه في غزوة مؤتة لا يستطيع الإمساك بالراية قال الْنَّبِيْ صلى الله عليه وسلم تكون الراية مع زيد، لو زيد قتل تكون مع جعفر، ولو قتل جعفر تكون مع عبدالله بن رواحة، جميعهم ماتوا وهو واقف، ويشاور نفسه هل أُمسك بالراية أم لا، أمسك الراية أم لا أمسكها!؟ أمسك الراية أم لا لا أمسكها، ليس لها حل هذه، ماذا أفعل!؟ أقسمت لنفس لتنزلن، والله العظيم لسوف أفعل ذلك -هيا إذًا بالسلامة إن شاء الله- واللهِ ليكون كذا كذا كذا، يمنتهى الحمية، بمنتهى الغيرة، بمنتهى القوة، فلا تخنع النفس وتلين فتضعف إنما أن تأخذ بك من أعماقك تستعر نار وتضغط على نفسك فتؤكد فتجزم وتقول لا بد وأن أتوب، ليس لدي من حل آخر، لا أبقى منتظرًا حتى يفجأني "مرض مستعصي" أو أقع في "حادث" عابر أو يحصل لي كذا أو يحصل كذا!! أنا لن أنتظر، لن أنتظر حتى ينزل بي طامة أو نذير من نذر السماء حتى أستيقظ حينها!! لا يجب أن أبقى حتى أضطر لأن أتي إلى رب العالمين زحفا، أستطيع أن أذهب إليه الآن ماشيًا على قدمي وأنا في تمام صحتي، عجل الحق نفسك قبل فوات الأوان، بادر قبل أن تغادر.. { حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} فيقال له {كَلَّا} [المؤمنون:100,99]. الحق، الحق قبل أن تقول { يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } [الأنعام:31]. الحق قبل فوات الأوان، رقم ثلاثة: أقفل الأبواب، احلف على نفسك، اعزم على التوبة، خذها بقرار شجاع، طلق هذا الذنب إلى الأبد، والله لا يكون، والله ما يكون، يا رب.. يارب إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، يا رب لو كنت سأعود لهذا الذنب فأمتني، لا أريد الدنيا بها هذا الذنب، لكن لا أعود إليه مرة أخرى، يا رب الموت أحب إلي من الفتنة، الموت أرحم لي، ولا أن أعصيك مرة أخرة، يا رب "أتوب وأموت" لا أريد شيء آخر. فتكون هكذا، حرارة قلب، وإحساس.. هذا هو الحل. 6- التوبة شيء إيجابي:- ماذا يقول غالبًا في الآيات سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ} لمن؟ {لِّمَن تَابَ} وبعد ذلك {وَآمَنَ} وبعد ذلك {وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} [طه:82]. دائمًأ هذه المعادلة تكون بهذه الصورة توبة - إيمان - عمل صالح، لا ينفع أن يكون هناك توبة من دون أن تكون قد عملت "شيء إيجابي"، ماذا يعني شيء إيجابي؟ 1-يعني الندم مطلوب جدًا، حتى تتحسر على ذنبك فلا تعود إليه مرة أخرى 2- والعزيمة مهمة جدًا، والإرادة 3- والإقلاع عن الذنب والتي هي أركان التوبة لكن لا بد وأن يصدقها عمل، ماذا يعني هذا؟ يعني لو أن أمامك طريق وجاءتك فرصة لتلتحق "بدار تحفيظ قرآن"، اذهب وضع نفسك في عمل ما، "معهد علمي" وسجل نفسك، "جمعية خيرية" وسجل نفسك في وسط أولئك الناس وقانون لديك :: بعد كل ذنب أو مع كل ذنب قمت به وأنا أتذكره يحتاج إلى توبة موازية، قال رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم "اعبد الله و لا تشرك به شيئا، و اعمل لله كأنك تراه، و اعدد نفسك في الموتى، و اذكر الله تعالى عند كل حجر و كل شجر، و إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر، و العلانية بالعلانية" [حسن، الألباني، صحيح الجامع(1040)] "إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر، و العلانية بالعلانية" أنا كنت أرتكب ذنوب سيئة جدًا بيني وبين رب العالمين، لم يطلع عليها أحد سوى رب العالمين سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ، ومن كنت ارتكب معهم تلك الذنوب، تلك الأمور أسرار لا يطلع عليها أحد، بما أنك قد صنعت أسرار فأريدك الآن في المقابل أن تصنع "أسرار في الطاعات "صدقة في السر"، لا أحد يطلع عليها أما عندما تجرأت هنا وارتكبت كذا ولا تهتم لشيء، وتقع في ذنوب أمام الناس جميعا ولا تتأثر، في المقابل مطلوب منك أن تعمل حسنات في العلن، فتأتي لجماعة صالحين تقترح عليهم يا جماعة نريد أن نقوم بعمل مشروع كذا وكذا.. وأنا قبلكم أضع مبلغ كذا وأقدم كذا وأصنع كذا من أجل أن نصنع في هذه المنطقة كذا، ونريد أن نشتري جهاز كلى في المستشفى الفلاني، وأنا أول المساعدين بهذا، فتظهر عملك كما أظهرت سيئاتك، فإذا عملت سيئة فاعمل بجانبها حسنة، "السر بالسر، و العلانية بالعلانية" [حسن، الألباني، صحيح الجامع(1040)] ***لو خرجت من هنا وأنت تشعر بحرقة قلب، وأثناء سيرك فكرت مباشرة في عمل صالح، وعاهدت الله على ذلك فأبشر.. فهذه علامة القبول، علامة أن قلبك حي، قال الله تَعَالَىَ {لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا} [يس:70]. هل أنت حي أم ميت!؟ هل أنت غافل أم ذاكر!؟ هل أنت منتبه أم ساهيا!؟ هل أنت مركز أم شارد!؟ وإلى متى تبقى هكذا!؟ إسأل نفسك وخذ الوصفة العملية وجدد توبتك من درس " محتاج تتوب " للشيخ / هاني حلمي
-
الصدقة فضائلها وأنواعها الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: قال الله تعالى آمراً نبيه : قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ [إبراهيم:31]. ويقول جل وعلا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... [البقرة:195]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم [البقرة:254]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267]. وقال سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16]. ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله : { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم ) [صحيح الترغيب]. فضائل وفوائد الصدقة أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب]. ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب]. ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }. رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس }. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين]. خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة }. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب]. سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } [رواه أحمد]. سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه. ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]. تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين]. عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم]. الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: { بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم]. الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:245]. الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان } قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم } [في الصحيحين]. الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة } [رواه مسلم]. الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الحشر:9]. السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الحديث. السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله. الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:111]. التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان } [رواه مسلم]. العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة } [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع]. أفضل الصدقات الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ [البقرة:271]، ( فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته [طريق الهجرتين]. الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله : { أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا } [في الصحيحين]. الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ [البقرة:219]، وقوله : { لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: { وخير الصدقة ظهر غنى } [كلا الروايتين في البخاري]. الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله : { أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول } [رواه أبو داود]، وقال : { سبق درهم مائة ألف درهم }، قالوا: وكيف؟! قال: { كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها } [رواه النسائي، صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: ( والإختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي على أبي بكر خروجه من ماله أجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9] وهي الحاجة والفقر [شرح السنة]. الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله : { الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة } [في الصحيحين]، وقوله : { أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم]. السادسة: الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ. قال أنس: ( فلما أنزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله : { بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين }. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [في الصحيحين]. وقال : { الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة } [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان: الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ [البلد:11-16]. والمسغبة: الجوع والشِّدة. الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال : { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع]. السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ [النساء:36] وأوصى النبي أبا ذر بقوله: { وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها } [رواه مسلم]. الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله : { أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل } [رواه مسلم]. التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه: انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في قوله: لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:89،88]، ويقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله } [رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال : { من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا } [في الصحيحين]، ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:11،10]. ( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين ) [في ظلال القرآن]. العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله : { إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم]. وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها: مجالات الصدقة الجارية 1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة : { أفضل الصدقة سقي الماء } [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع]. 2 - إطعام الطعام؛ فإن النبي لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: { تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف } [في الصحيحين]. 3 - بناء المساجد؛ لقوله : { من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة } [في الصحيحين]، وعن جابر أن رسول الله قال: { من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة } [صحيح الترغيب]. 4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة قال: قال : { إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته } [رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب]. ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإن النبي قال: { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام } يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء } [رواه البخاري]، وقد علمت أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله. ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [البلد:11-14]. فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عوناً له على طاعة الله { فنعم المال الصالح للمرء الصالح } [رواه البخاري]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. علي بن محمد الدهامي دار القاسم
-
دراسة ربع المهلكات (5) تابع مداخل الشيطان على القلب . ذكرنا في المقال السابق ثلاثة مداخل للشيطان على قلوب العباد : (1) التزيين .......(2) التلبيس .............(3) التسويف . ونستكمل هذه المداخل : (4) تهوين المعصية: قال تعالى :" وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " [النور :15] عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، أنه ذكر عمر وأبا بكر ابني المنكدر قال : « لما حضر أحدهما الموت بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ إن كنا لنغبطك بهذا اليوم ، قال : أما والله ما أبكي أن أكون ركبت شيئا من معاصي الله اجتراء على الله ، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئا هينا وهو عند الله عظيم . [ المحتضرين لابن أبي الدنيا ص (236) ] فيأتي الشيطان الإنسان فيقول له لماذا تتوب ؟ وماذا فعلت حتى تتوب أنت بالنسبة لغيرك من خيار الناس إنما التوبة لأصحاب المعاص الكبيرة وأنت لست منهم فيهون عليه المعصية. (5) تصعيب الأمر على الإنسان بعد التوبة : فالشيطان والنفس يحملان على التثاقل والتسويف واستصعاب الأمر ليصدا عن سبيل الله ، فتجد الشيطان يقول لك : التوبة تحتاج إلى استقامة، والاستقامة شاقة على النفس ، ثمَّ لماذا تتوب وتُحمل نفسك ما لا تطيق ؟ أنت أفضل كثيرا من غيرك ، والإيمان في القلوب ، لماذا تتشدد ؟ لماذا تفقد صحبتك ؟ إنَّ الناس سيسخرون منك وهكذا . وقد حذرنا الله تعالى من هذا التثاقل ، وقد قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ "[ التوبة :38 ] (6) التيئيس : الإنسان بطبعه يميل للقنوط واليأس ، لاسيما عند المصائب والشدائد ، قال تعالى :" وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ " [ هود : 9 ] وقال " لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ "[فصلت :49] فيستغل الشيطان ذلك فيأتي الإنسان فيقول : إنَّ الله لا يقبل توبة من كانت ذنوبه كثيرة كذنوبك ، كيف يقبل الله توبتك وأنت الذي فعلت كذا وكذا ؟ ويذكره بكل معصية كان يفعلها. والواجب العملي : (1) قال صلى الله عليه وسلم : "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " [ رواه أحمد وصححه الألباني] فإياك واحتقار النظرة والكلمة فكلما استصغرت الذنب كبر عند الله . (2) لا تنس أنَّ الله على كل شيء قدير ، وتذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا " " أي يجعل العسير يسيرا . (3) إياك واليأس فإنه علامة سوء الظن بالله ، وقد قال الله تعالى :" وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " [ يوسف :87] وتذكر أنَّ الله تعالى هو الذي يرزق من حيث لا تحتسب ، وهو القائل : "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ " [الشورى :28] فخذ جرعات الأمل والرجاء وحسن الظن بالله ، فأحبط الإحباط .. هاني حلمي
-
لولا فضل الله عليكم ورحمته بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . أحبتي في الله .. اليوم نريد شحن القلب بوقود الإيمان : ألا وهو الرحمة ، فالرحمة إذا نزلت بالعبد نشط في الطريق ، وأسرع في الخطا ، وعلت همته فيا من تشتكي من آفات في نفسك ، ومن قسوة في قلبك ، وتريد أن يخلصك الله منها استمع لقول ربك : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [ النور :21 ] فاللهم طهرنا وآت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها . ويا من تقول الشيطان يتملكني ويغلبني ويقهرني ، ولا أعرف كيف أتخلص منه ، قال ربك :" وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " [النساء : 83 ] ويا من تقول : الزمان فتن ، وكل شيء من حولي يبعدني عن ربي ، والله لو نزلت بك الرحمة ستحول بينك وبين طريق الغواية : قال تعالى : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ " [النساء :113 ] ويا من لا تفهم لماذا يحدث لك كل هذا ؟ وتعيش الحيرة ، وتريد التوبة ولا توفق لها ، والله لو أفاض الله عليك من رحمته ستزول عنك كل هذه المشاكل ، ألم يقل الله : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ " [النور : 10 ] ويا من اقترفت الذنب وتخشى عقاب الله ، اعلم أنه لن يخلصك من ذلك إلا فيض من رحمة الله ، ألم يقل الله تعالى : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [ النور : 14 ] تعالوا في ضوء هذا نتأمل هذه الآيات كما وعدنا أن ننوي فهم آية نفك بها أقفال قلوبنا . قال تعالى : " الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " الرحمن(1-4) فالخلق والتعليم من آثار رحمة الله ، وتأمل آية أية في هذه السورة تجدها مرتبطة بالرحمة ، فكل الخلق في احتياج لهذه الرحمة ، " فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " فكل ما أنت فيه من نعم أثر من رحمته ، وكل ما تطلبه من فضل لن يتحقق إلا برحمة من لدنه سبحانه ، ولن تدخل الجنة إلا برحمة ، بل الجنة دار الرحمة ، ولذلك انظر لختام السورة : " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " الرحمن :78 فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة ، إذ مجيء البركة كلها منه . واجبنا العملي : (1) اقرأوا سورة الرحمن ، لكن بشعور جديد ، أريدك أن تبحث عن آثار رحمة الله ، وأن تستنزل الرحمة مع كل آية ، ومن عنده سعة يحفظها ، وليتنا نقوم بها الليلة ، وندعو في السجود وفي السحر بدعاء طويل نرجو رحمة ربنا . كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني اسألك من فضلك ورحمتك ، فإنه لا يملكها إلا أنت " [ رواه الطبراني وصححه الألباني ] (2) استنزل الرحمة بأي عمل من هذه الأعمال : 1-استمع للقرآن وأنصت له ، ولو بسماع تلاوة لمدة ربع ساعة قال تعالى : " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" [الأعراف :204 ] 2-اقرأ اليوم وردك من القرآن بنية نزول الرحمة : قال تعالى : " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا " [ الإسراء :82 ] 3-اعتكف في المسجد ولو بين صلاة المغرب والعشاء : قال صلى الله عليه وسلم : " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث أو يقم : اللهم اغفر له اللهم ارحمه "[ رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والنسائي وصححه الألباني (6727) في صحيح الجامع ] 4-عد مريضًا في مستشفى : قال صلى الله عليه وسلم : " من أتى أخاه المسلم عائدا مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي و إن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح " [ رواه ابن ماجه والحاكم وصححه الألباني (5934) في صحيح الجامع ] 5- الدعاء::اللهم نفس عنَّا كروبنا ، وأنزل علينا رحمة من عندك تغنينا بها عن رحمة من سواك : كان صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . [ رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع ] فاللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك . 6-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ، وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ان أكل الحلال، والابتعاد عن الشبهات وإتباع القرآن،وطاعة الله ورسوله جميعها توجب رحمة الله. 7-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ، وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ان أكل الحلال، والابتعاد عن الشبهات وإتباع القرآن،وطاعة الله ورسوله جميعها توجب رحمة الله. 8-{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } إذاً الإيمان، الإخوة، إصلاح ذات البين هي شروط يجب الأخذ بها لنزول الرحمة، وكيف ترجو رحمة الله وأنت توصد الأبواب ؟ فلا تحيي إيماناً، ولا تحيي أخوة، ولا تعمل من أجل إصلاح ذات البين... ثم ترجو رحمة الله بعد ذلك! كيف!! 9-عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً رواه أحمد وأبو داود والترمذي 10-وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ سورة الأعراف – 156 11-وفي الحَديثِ: أنَّهُ - علَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ - قالَ: ((ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكُم مَن في السَّماءِ))، وقالَ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:لا تُنزَعُ الرَّحمة إلا مِن شَقي))، وفي الصَّحيحِ أيضًا: ((مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ